لاشك أن العذراء مريم أدركت سر مولودها بقدر ماستطاعت طبيعتها البشرية من جهة ، وبقدر ما ملأتها النعمة من جهة أخرى ..لقد أعلمها الملاك بسر مولودها ، وطال بينه وبينها الحديث عن سر المولود القدوس الذى ستسميه عمانوئيل الذى تفسيره " الله معنا " أنه كائن سماوى ينزل من السماء ، هو الاله ا لعظيم وهو أمل ورجاء كل الأنبياء ، لن يغلبه الشر ولن تجرحه الخطية .. وهكذا ولد المخلص وعاشت معه العذراء ثلاثين عاما ، ترى كم من الليالى سهرتها مع أبنها ؟ ترى أى حوار دار بينهما ؟ وماذا كشف المسيح لأمه ؟ هو يسعى بين يديها وينمو فى القامة والمعرفة وهوذا يستعد أمام عينها للرسالة والعطاء ، وهاهى المعجزات تتم أمام عينيها وحتى كطلبها كما حدث فى عرس قانا الجليل ثم تأتى الآلام والموت والقيامه والحياة من جديد وأمام عينيها ينتشر الايمان وتنتشر رسالة الخلاص وتنبعث الى المسكونة كلهيب من النور والحب ، لقد حرص أباؤنا والكنيسة وأجدادنا فى كل التراث القبطى ، على رسم صورة السيدة العذراء وهى تحمل أبنها وكأن العذراء فى قلب سر التجسد وكأن سر التجسد فى قلب العذراء ، لذلك يستطيع أى أنسان حتى من غير المؤمنين أن يفهم ويدرك كرامة العذراء سواء كانت صورتها مع أبنها أو بدون أبنها ، لأن الصور والأيقونات رموزا تجسد للعين الأنجيل فالصورة آية مرسومة ..أنها معنى روحى ذات خطوط وألوان ... ولا تزال العذراء فى قلب الكنيسة وقلب المسيحين ولا تزال الكنيسة وكل المسيحين فى قلب العذراء ..فلنحرص جميعا على تكريم العذراء البتول التى فى أحشاءها تجسدت المسيحية وتحت عينيها أنطلق الأيمان وفى رعايتها نشأت الكنيسة وبشفاعتها الدائمة تظللنا لأنها حقاحارسة الخلاص وأم المخلص .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.