وعن خطورة النذر ما ورد في سفر الجامعة :
ان لا تنذر خيراً من ان تنذر ولا تفي (جا 5).
وان نذرت نذراً لله فلا تتأخر عن الوفاء به (جا 5).
أنت غير مطالب بأن تنذر ولكن ان نذرت يجب أن تلتزم باتفاقك مع الله وان تكون أميناً في تنفيذ ما تعهدت به وليس من حقك ان تلغي اتفاق لك مع الله اذا نذرت نذراً للرب الهك فلا تؤخر الوفاء به لأن الرب الهك يطلبه منك فتكون عليك خطية ولكن ان امتنعت عن ان تنذر لا تكون عليك خطية (تث 23). ما خرج من شفتيك احفظ واعمل كما نذرت للرب الهك كما تكلم فمك (تث 23) . اذا نذر رجل نذراً للرب أو أقسم قسماً يلزم نفسه فلا ينقض كلامه حسب ما خرج من فمه يفعل (عد 30) وسفر العدد باصحاح 30 يتكلم بوضوح عن النذور نذر الابنة ونذر الزوجة ونذر الأرملة والمطلقة.
وكانت العادة في العهد القديم نوع خاص من النذور وهو من ينذر إبنه مثلما حدث مع حنه التي كانت عاقراً وكانت ضرتها فننه تغيظها فصامت حنه وصلت صلاة حاره عند قائمة الهيكل وبكت بكاء ونذرت نذراً وقالت : يا رب الجنود ان نظرت الى مذلة أمتك وذكرتني ولم تنسى أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشر فإني اعطيه لك كل أيام حياته ولا يعلو رأسه موسى (1 صم 1) وكان لما الرب اعطاها ابناً دعته صموئيل ولما فطمته قدمته الى الرب ليخدم في الهيكل تحت يد عالي الكاهن جميع حياته هو عاريه للرب وصار النبي صموئيل العظيم.
رائع ان ننذر اولادنا للرب ولكن ان نربيهم التربية اللائقة التي فيها بعد تصيره مكرساً للرب.
وفي نوع يختاره الرب بنفسه ليكون نذيراً له مثل شمشون الجبار الذي كانت امه (امرأه منوح) عاقراً وتراءى لها ملاك الرب وقال لها ستحبلين وتلدين ابناً ولا يعلو موسى رأسه لان الصبي نذير الله من البطن فلا تشربي مسكراً ولا خمراً ولا تأكلي شيئاً نجساً فولدت المرأه ابنا ودعت اسمه شمشون وكبر الصبي وباركه الرب ( قض 13).
النذير شخص للرب لا يعلو رأسه موسى ولا يشرب خمراً ولا مسكراً وقد وردت الشريعه الخاصة بالنذير في سفر العدد اصحاح 6 اما ان يكون نذيراً للرب كل أيام حياته او ينتذر للرب فتره معينه اذا انفرز رجل أو امرأه لينذر نذراً للرب الخمر والمسكر يفترز عنهم ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب نقيع العنب ولا يأكل رطباً ولا يابساً كل أيام نذره ولا يمر موسى على رأسه يكون مقدساً ويربى خصل شعره كل أيام انتذاره يكون مقدسا للرب (عدد 6) ونحن نعلم ان شمشون لما اخبر دليله بسر قوته التي كانت في شعره كنذير للرب حلقوا شعره أي كسر نذره أُذل شمشون (قض 16).
الرسول بولس انتذر ايضاً فترة للرب وربى فيها شعره ولكن لما انقضت أيام نذره قيل انه حلق رأسه لأنه كان عليه نذراً (اع 18).
ولكن النذر الذي يدعوا الى الألم بل الى الحزن والندم هو نذر يفتاح الجلعادي الذي كان احد قضاة ونذر يفتاح نذراً للرب قائلاً : ان دفعت بني عمون ليدي فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة اني اصعده محرقة للرب (قض 11) واذا بابنته خارجة للقاءه بالدف والرقص وهي ابنة الوحيدة ولم يكن له ابن ولا ابنه (قض 11) ومع ان الأمر كان صعباً عليه وقد حزن ومزق ثيابه إلا ان ابنته قالت يا أبي هل فتحت فاك الى الرب فافعل كما خرج من فيك ففعل بها نذره الذي نذر.
النذر الذي تنذره يعتبر عهداً بينك وبين الهلك فلا تجعل الحماس وقت النذر هو الذي يقودك فيجب اخذ التروي والحكمة فبعض الناس يقولون يا رب إفعل بي كذا وكذا ان لم أوف بنذوري فتكون العقوبات أقس مما يحتملون ، احذر واحذر ان تنسى ما نذرته للرب وأحياناً يكون النذر خطية مثلما فعلوا أربعين رجلاً من اليهود قد حرموا انفسهم الاكل والشرب حتى يقتلوا بولس (اع 23) والنذر الخطية يأخذ شكل القسم مثلما فعل هيرودس الملك الذي لما رقصت ابنه هيروديا وسرته انه وعد بقسم انها مهما طلبت يعطيها (متى 14) فكانت النتيجة رأس يوحنا المعمدان فاغتم الملك ولكن من أجل القسم فعل.
احذر !! ان النذر قد يكون صعب التنفيذ !
النذر الذي تنذره هو عهد بينك وبين الهك !
أنت غير مطالب بأن تنذر نذراً !
إن الحماس وقت النذر ينبغي ان يمتزج بالحكمة والتروي !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.