الصفحات

العريس والقطار

 
اخواتى
عندما تصبح الفتاه فى عمر الزهور وتغدو شابه 
فانها تحلم بيوم زفافها
وتضع الامال والاحلام على هذا اليوم




ويبدا والديها فى تحضير جهاز ابنتهم كاملا
وكلما قاموا بشراء شىء
كلما ذاد املهم بقرب موعد زفاف ابنتهم
حتى ان الفتاه نفسها تهيى نفسها
 لانتظار شريك حياتها المرتقب
وكانها فى صراع مع الزمن
حتى لا يمر القطار ولا تلحق به




ولكن
مع مرور الوقت 
 وعدم وجود الشخص المناسب
تبتدا الفتاه فى مرحله اخرى
تدعى مرحله الانتظار
وكلما ذاد وقت تلك المرحله
كلما  قل امل الفتاه وابتدائت مرحله الياس

وبتلك المرحله تجد الفتاه 
 نفسها تتعرض لهزات نفسيه
فتبتدى تنزل الى مستوى اقل منها
و ترضى بالاقل...بل واقل الاقل حتى تلحق بالقطار




قصتى اخواتى معكم اليوم
قصه فتاه جامعيه جميله 
من اسره ذات مركز مرموق
ووالدان ثريان اتقياء 
مرت الفتاه بكافه مراحل الانتظار
 الى ان وصلت الى اخر مرحله 
المدعوه مرحله
( اليأس)




عندئذ ابتدئت تظهر اوجاع قلبها
زغلله فى العينين وهالات سوداء تحتهم
 وذياده فى الكوابيس والاحلام المزعجه
واخذت الفتاه تتنقل من طبيب لطبيب
ومن قسيس لاخر
الى ان نصحوها بالذهاب اليه الى مزاره
فهناك ستجد الدواء
صوره متحركه
اسرعت الفتاه وحجزت باول رحله بالاوتبيس
 ذاهبه الى مزاره المنشود
وسارت وحيده تصلى طوال الطريق
وتقص له قصتها مع الحياه
وكيف كافحت الى ان وصلت لشهاده جامعيه
ومنها الى مركز مرموق ومنها الى مكانه اجتماعيه




ولكن
العمر يمر بها دون ان تجد شريك معها لحياتها
لا تعرف لماذا...وهل العيب بها؟؟؟
 ام انها اراده الله ان تعيش عمرها وحيده؟




كل هذا ينطقه قلبها دون ان تنطق به شفاهها 
وبمجرد ان دخلت الفتاه وقفت تصلى ببكاء ودموع
على ما اصابها
وكيف اصبحت بين ليله وضحاها  فى مظهر يرثى له
وكيف انتابتها الامراض والهواجس الشريره




وبينما هى تفكر فى كل هذا
نظرت راهب شيخ  بالمزار
اقتربت منه قائله :ابى الى الان ....وانا غير مرتبطه لا اعلم لما 
 ولا ارى امامى سوى كوابيس واحلام مزعجه




وقف الشيخ الراهب واشار لها بالسكوت
 واعطاها زجاجه من زيت صاحب المزار وصديقه
 وقال لها:اشربيه كامله
وفعلا اخذت الفتاه الزجاجه وقامت بشربها
وبمجرد ان شربتها وقفت لا تدرى بنفسها
سوى بنزول سائل من الحبر الاسود من فمها
صور رومانسيه
وفجاه وجدت عينيها زالت منها الزغلله
وانار وجهها نور ساطع
بل واصبحت ترى بوضوح




اخذت  الفتاه تبكى وتضحك
تصرخ وتزغرد
فقد شعرت بان هناك هم قد انزاح من جسدها
 وعادت الفتاه من الرحله وهى ليست فارغه
فلم تعد فقط وهى شافيه ممابها

بل.... بعريس ارسله لها صاحب المزار
عريس من عند البابا كيرلس
لم تحلم يوما بان تجده
رجل...ذو مركز ومقام  ...مدير لاهم الشركات الكبرى
قلبه ملى بالمحبه.. ويداه مملؤه بالعطاء




وتزوجت الفتاه
وانجبت عائله كرولسيه
كيرلس وكيرلو وكارولين
والى الان تصحو صباحا تضع زيت صاحب المزار
 بماء الشرب يوميا
 وتصبح عليه بصورته الموجوده بكافه حجر الشقه
وتخبره قائله:انظر يا سيدنا هذه هى عائلتك




اخواتى
هذه الاوقات مرت بنا جميعا
وجميعنا عشنا تلك الايام
وحلمنا تلك الاحلام والكوابيس




ولكننا
مازلنا نترك ابنائنا يعانون منها




علينا اخوتى
ان لا نخشى الزمان او مرور قطار العمر
فالله يعلم دائما الافضل لهم
اختكم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.