الصفحات

إني لوصاياك اشتقت

"إني لوصاياك اشتقت" (مز119: 131)


+ الإشتياق: هو الرغبة الشديدة لرؤية شخص عزيز جداً، أو لحبيب غائب، أو لتحقيق أمل جميل، أو لأمور روحية، أو مادية. في الدنيا، أو في الأبدية.




+ وقمة الإشتياق هو "الله"، والرغبة القلبية الشديدة في لقائه، وفي سماع صوته، وفي الحياة معه، في دنياه وسماه.

+ ومن أكثر الذين كان لهم هذا الشوق الجميل "داود النبي" كما عبر عن ذلك في مزاميره فقال:
"كما يشتاق الآيل (نوع من الغزلان) إلى جداول المياه. هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله" (مز42: 1).

+ يرى بعض المفسرين أن الآيائل تحتاج للمياه باستمرار نظراً لمعيشتها في البراري والقفر، فدائماً يجري بسرعة بحثاً عن مصدر للمياه في الصحراء لإطفاء لهيب جوفه.

+ "يا الله إلهي، أبكر إليك، عطشت نفسي إليك، يشتاق إليك جسدي، في أرض يابسة بلا ماء" (مز63: 1).

+ "تشتاق، بل تتوق نفسي إلى ديار الرب" (مز84: 2).

+ وقد اشتاق داود إلى ملازمة بيت الرب باستمرار وقال:
"فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز122: 1).

+ وهذا درس عملي جميل لكل مؤمن بأن يحب العبادة ويشتاق لعبادة الرب بحب، وليس بالغصب. فالمسيحية ترفض أن تكون العبادة بالتهديد أو بالوعيد أو بالفروض أو بالجبر أو بالإلزام.

+ وأعتبر سليمان الرب حبيباً له، وقال: "أنا لحبيبي، وإلىَ اشتياقه" (نش7: 10).

+ أما أيوب الصديق فقد شبه شوق الإنسان لله باشتياق الإنسان الذي يعاني من حرارة الجو الشديدة، إلى مكان يستظل فيه فيقول:
"كما يتشوق العبد إلى الظل، وكما يتمنى الآجير (سرعة الحصول) على أجرته" (أي7: 2).

+ كما اشتاق داود إلى سرعة مجيء المخلص، وقال: "اشتقت إلى خلاصك" (مز119: 174).

+ وقد فاق اشتياق القديس بولس الرسول للمسيح، كل تصور، كما نراه في كلماته: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك (الأمل للرحيل) أفضل جداً" (في 1: 23).
"لأننا نعلم أنه نُقض بيت خيمتنا الأرضي (الجسد البشري) فلنا في السموات بناء من الله (ملكوت أبدي). فإننا في هذه (الدنيا) نئن مشتاقين إلى أن نلبس فوقها مسكننا، الذي من السماء" (2كو5: 1).

+ ومن الطبيعي أن يشتاق الرسول أيضاً إلى شعبه الذي كسبه للمسيح، وإلى زملائه الخدام أيضاً (في1: 8)، (2كو9: 14)، (2تي1: 4).

+ عزيزي/ عزيزتي ...  لا تنتظر حتى يفتقدك أحد، بل إذهب إلأى بيت الرب بشوق وفرح، لتنال التطويبات:
"طوبى للساكنين في بيتك، يسبحونك إلى الأبد. طوبى لأُناس عزهم بك، طرق بيتك في قلوبهم" (مز84: 4، 5).

+ وهل تفضل بيت الرب عن النوادي والمقاهي والملاهي، مع الأشرار؟!!!

+ فتعال لبيته بشوق، للعبادة، ولسماع صوت الرب، وللإستقادة من كل وسائط النعمة المجانية، التي تعزي القلب، وتسر النفس، وتحفظها من كل وسائل الشر والدنس، وتتمتع بكل ثمار الروح القدس، من محبة وفرح وسلام وطول أناة ولطف وصلاح وايمان ووداعة وتعفف. ويقوي ايمانك، فتجد الرب بجوارك، وتراه معك في متاعبك، لأنه يشاطرك كل آلامك وآمالك ... ويريد حقاً أن يسعد قلبك، ويُنجح طريقك.
فماذا تحتاج بعد من هذا العالم الفاسد؟ ونحن فيه غرباء (مز119: 19).

اذكروا كل من له تعب واذكروا ضعفي في صلواتكم
Nahed Roshdy






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.