الصفحات

الشكليات فى العبادة وعلاقتنا بالله ( المظهرية


V
الشكليات فى العبادة وعلاقتنا بالله ( المظهرية )

" نق أولاً داخل الكأس والصحفة   " ( متى 23 : 26 )

المسيحية هى ديانة " العمق " ، كما قال رب المجد لبطرس " ادخل إلى العمق ( لو 5 : 4 ) ، وركز فى العظة على الجبل على ضرورة العبادة الداخلية ، سواء فى الصلاة أو الصوم أو الصدقة ( مت 6 ) ، والرب يجازى فى العلن ، عما تم فى الخفاء  ( مت 6 : 18 ) .

+ وحذر من عبادة الفريسيين المظهرية ، الشكلية والمرائية ، التى تهدف إلى جذب المجد الباطل ( طلب مديح الناس ) ، وهاجمهم الرب يسوع بشدة ، بسبب طقوسهم الغير روحية والمتعبة للشعب ( مت 23 ) ، بلا مبرر ، ولا هدف روحى سليم .

+ وكثير من الناس فى علاقتهم بالله وعبادتهم له يهتمون بالشكليات ( المظهر ) ويتركون الجوهر ، ففى الصلاة – مثلاً – يهتمون بكثرة الكلام مع الله ، دون الصلاة من أعماق القلب ، أو بالشعور بالوقوف المرهوب أمام جلال الرب .

+ وفى الصوم يركزون على فترة الإنقطاع ، ونوع الأكل ، أما جوهر الصوم من حيث أنه " تدريب" على السيطرة على الذات ، واللذات ( ضبط الجسد عما يشتهيه ) والتدريب على ترك الخطية ، وتدريب الحواس على الضبط والطهارة والعفة ، وترك العادات الضارة والتصرفات السلبية ، والنمو فى الفضائل .... الخ ، وهو الأصل والهدف الأساسى من الصوم .

+ ويفتخر بعض البشر بمقدار العطاء للفقراء – أمام الناس – ناسين أو متجاهلين أن الله ينظر إلى "النية وليس إلى الكمية " ( المرأة الفقيرة التى قدمت الفلسين فى الخفاء ) .

+ وأيضاً عند الأستعداد للتناول من السر الأقدس ، يكون الأهتمام بالمظهر ( بالملبس ) والزينة دون النظر إلى طهارة القلب والذهن .

+ وقد قيل إنه عندما أراد الأمبراطور قسطنطين الكبير أن يبنى كاتدرائية فخمة فى عاصمته ( القسطنطينية ) وشارك بمبالغ ضخمة فى البناء ، فوجئ – يوم الأفتتاح – بلافته تحمل اسم " صوفية " ، فتضايق وتساءل : كم دفعت تلك الثرية ؟! واتضح إنها سيدة فقيرة ، ولم يكن معها أى مال ، فأخذت بعض الأعشاب وأطعمت وسقت الخيول ، التى كانت تحمل مواد البناء ، فاعتبر الله هذا العمل ( بنية فعل الخير ) أفضل من كل عطايا الإمبراطور !! .

+ وفى قراءة الكتاب المقدس قد ننشغل بالكم ، دون الأهتمام بجوهر وتأثير ما نقرأ ، ومحاولة إستخراج الجواهر المخفية ، فى عمق كنوز الكلمة الإلهية ( مز 119 : 18 ) .

+ ويفتخر البعض بشكليات الخدمة ، كعدد الحاضرين والكلمات المنمقة والفلسفية دون النظر إلى تأثير الكلمة فى تغيير القلوب ، والأهتمام بالأنشطة والتحضير ، وشكليات مماثلة كثيرة .

إن الشكليات لا تبنى الملكوت ، بل تُذكرنا بالعبادة الفريسية التى وصفت بالقبور المبيضة من الخارج ، ومن الداخل ( القلب ) فعكس ذلك تماماً .

+ والله لا يهتم بحرفية الوصية ، بل بتنفيذها بحب واتضاع . ولهذا طالب الرب بإعطائه القلب ، والدخول فى عُمق الحياة مع الله ، مثل قديسيه الذين أحبوه جداً . فهل تفعل ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.