الصفحات

لماذا اختار الرب الصليب دون غيره


لماذا اختار الرب الصليب دون غيره

لقد قرأت مواضيع كثير جدا عن حتمية الصليب والفداء ومنها إن جوهر إيماننا إن الرب اخلي ذاته متجسدا مباركا طبيعتنا في طبيعته باذلاً نفسه عنا حاملا لعنات الخطية مصالحا بيننا وبين الذات الإلهية فاتحا الفردوس أمام ادم وبنيه . لقد علق على الصليب مسلما روحة لدى الآب دافعا ثمن خطايانا معطينا البنوة لله والولادة من المشيئة الإلهية
وهنا نسال سؤال لماذا تم اختيار الصليب دون غيره وسيلة للقصاص ودفع الثمن , ولكي نفهم لماذا اختار الرب تلك الأداة التي هي رمز للعار والمهانة ليعلق عليها
لقد اتخذت تلك الميتة منذ القدم رمزا للخيانة فقد رفعت راس الخباز من قبل فرعون وبعدها علق على الخشبة وقد جعلت في العهد القديم الميتة التي يموت بها الخونة لذلك لا يموت بها سوى الملعون 
تلك مقدمة عن الصليب ونلاحظ إن الصليب والتعليق على الخشب كان يتم بعد القتل في المجتمع الإسرائيلي أما التعليق على الصليب حتى الموت فهي عادة يونانية ثم ما لبثت إن انتقلت للمجتمع الروماني وهى خاصة باللصوص والخونة والعبيد وللتحقير من شان المصلوب
تلك هي مقدمة عن الصليب وتاريخه ولكي نفهم لماذا تم اختيار الموت بالصليب دون غيره ليتم الخلاص 
أولا لا بد إن نتأمل في عمل الكهنوت الهاروني و مرحلة إبطاله بطقس كهنوت ملكي صادق وارتباط الذبائح وخروف الفصح مع العمل الكهنوتي
فان ذبيحة الكفارة الغير محدودة لابد إن تجمع ما بين الفصح الذي هو تذكار للخروج لان بهذه الذبيحة تم الفصح والخروج من الطبيعة الوارثة الخطية إلى الطبيعة الوارثة البنوة إلى الطبيعة التي وعد الرب بها الآباء مخلصا شعبة من فرعون العالم طارحا الحية القديمة المدعو إبليس إلى الغرق في البحر لذلك لابد إن يكون في الذبيح شروط خروف الفصح حيث انه عظم لا يكسر منه خر 12 ( 46 في بيت واحد يؤكل لا تخرج من اللحم من البيت إلى خارج و عظما لا تكسروا منه*)
لابد إن تنطبق عليه شروط الذبيحة ويقدم بواسطة كاهن ويرفع إلى الله رائحة سرور بواسطة الكاهن أيضا
وتأتي أول مرحلة هي فرز الكاهن للذبيحة إن كان فيها عيب أم لائقة للذبح كما ورد في لاويين 27:12 فيقومها الكاهن جيدة أم رديئة فحسب تقويمك يا كاهن هكذا يكون
ويرى الكاهن ويفرز إذا كان هناك عيب من عدمه في الذبيحة وهنا نرى الرب يسوع وقد فرز في بيت رئيس الكهنة ولم يجود فيه عيبا حتى إنهم أقاموا شهودا زور مت 26 :59 (و كان رؤساء الكهنة و الشيوخ و المجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه* 60 فلم يجدوا و مع انه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا و لكن أخيرا تقدم شاهدا زور )
وهنا انتهى عمل الكهنوت الهارموني تماما وبداء الكهنوت الأبدي حيث إن الرب بدأ في تقديم الذبيحة تاركا نفسه لصالبيه ورفع على خشبة الصليب وكأنهم اللاويين الذين يعدون الذبيحة فلو تأملنا مثلا لو تم الذبيحة بقطع الرقبة كان لابد إن يكسر عظم وهو يتعارض مع بذل الحياة فيكون من رفع الذبيحة هو السياف مثلا ولو كانت بالشنق لن يكون هناك سفك دم وسيكون الجلاد أو الشانق هو الكاهن ولا يوجد بذلك تسليم للروح بل اخذ للروح بواسطة الشنق فاى وسيلة أخرى لن يرفع الكاهن الذي على طقس ملكي صادق يديه ولن يسلم روحة بإرادته بل تؤخذ منه ويكون من قام بتنفيذ الحكم بمثابة الكاهن
لذلت تم اختيار الصليب حيث إن الرب رفع يديه واختار الوقت المناسب ليسلم الروح باذلها بإرادته وحده حيث ختم الكتاب عمل الرب الكهنوتي بقوله وقد اسلم الروح
 مت 27 : 50        فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم و اسلم الروح 
مر 15:37            فصرخ يسوع بصوت عظيم و اسلم الروح
لو 23:46 46       و نادى يسوع بصوت عظيم و قال يا أبتاه في يديك استودع روحي و لما قال هذا اسلم الروح
يو19: 30            فلما اخذ يسوع الخل قال قد أكمل و نكس رأسه و اسلم الروح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.