الصفحات

قديس ولكن

 
              قديس ولكن ||||        

 
 
فى مدينة نجع حمادى اعتاد احد الشيوخ الاتقياء ان يعبر نهر النيل فى فجر كل 12 من الشهر القبطى ليشترك فى التسبحة والقداس الالهى اذ كانت الليلة قمرية والجو حار جدا نام الشيخ فى الهواء الطلق أستيقظ فى نصف الليل وكان نور القمر قويا فظن أن الفجر قد لاح وأنه قد تأخر عن الذهاب الى الدير فى البر الآخر للاشتراك فى التسبحة أمسك الشيخ بعكازه وتحرك نحو شاطئ النيل وأتجه نحو البر الاخر سيراً على الاقدام وأقترب من البر نادى أحد المراكبية باسمه فأستيقظ كثيرون من أصحاب السفن الشراعية والعاملون معهم على صوت هذا الشيخ وكانوا يتطلعون فى دهشة إلى الشيخ الواقف على المياه متجها نحو البر قال الشيخ لأحدهم أرجو ارسل معى (فلان) الصبى ليذهب معى إلى البر الأخر لأنى خائف من الكلاب أجابه صاحب السفينة كيف تخاف يا عم (فلان) من كلاب الدير وأنت تسير على المياه تعجب الشيخ مما يسمعه فصار يضرب بالعكاز على المياه وهو يقول مياة أيه يا ابنى انها ارض هكذا كان الشيخ يرى مياه النيل ارضا يسير عليها وهو لا يدرى واذ الح الشيخ فى طلب الصبى من صاحب السفينة كى يسير معه حتى الدير خوفا من كلاب الحراسة التى للدير قال صاحب السفينة ربنا معك يا عم (فلان) صلى من اجلى لا تخف من الكلاب وأضطر الشيخ ان يكمل طريقه .
يا للعجب فى تقواه يسير على المياه وهو لا يدرى بينما فى ضعفه البشرى يخشى نباح الكلاب على الامر الذى لا يخاف منه صبى صغير لكل قديس نقطة ضعف قد لا يسقط فيها صبى صغير لكن الله يسمح بها لكى تحفظه من السقوط فى الكبرياء ، لا تتعثر ان شاهدت بعينيك ضعفات قديسين ولمستها بنفسك فهذا امر طبيعى يسمح به الله ليدرك الكل مهما بلغوا من قداسة ضعفهم البشرى وحاجتهم المستمرة لعمل المخلص فى حياتهم

     
                       انا خايف                    



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.