الصفحات

إنكروا ذواتكم الآن



 إنكروا ذواتكم الآن


إنكار الذات: هذا هو الدرس، و لكن ضعوا مكان الذات التى أنكرتموها، حبى و معرفتى. إنه ليس مطلوبا أن تخلع الذات عن عرش قلوبكم فقط، بل أن تموت نهائيا.
و لكن إعلموا أن الذات الميتة ليست هى الذات الحبيسة: الذات الحبيسة لديها إمكانية أكثر فى الإساءة، و كل التدريبات سواء كانت من ناحيتى تجاهكم، أو من جهتكم للآخرين، فليكن هدفها الأول هو إماتة الذات.. و لكن مع كل ضربة معول لهدم الذات، عليكم فى نفس الوقت أن تحتضنوا و تتمسكوا بشدة بالحياة الجديدة, أى الحياة معى.
على الإنسان ألا يخاف من موت الذات، بل عليه أن يخاف من الذات العنيدة الأسيرة الحبيسة، لأن هذه الذات تكون متمركزة حول نفسها، و نشاطها كله يكون موجها لمصلحتها الخاصة أكثر من مصلحة بناء النفس، و الذى من المفروض أن توجه له كل النشاطات و الأعمال.
أما انتم يا أولادى، فإنى أعلمكم قانونا هو أعلى حتى من حرية الذات، أعلمكم موت الذات، ليس مجرد قمع الذات، بل موتها، بكل ما تحمله كلمة موت من معنى.. حينئذ تستبدل حياة بحياة، حياة الذات التافهة الحقيرة، بحياة إلهية ثمينة خالدة..
و الأن أستطيع أن أوضح لكم ما أريد أن أقوله عن مغفرة الخطايا للمسيئين، انها واحدة من وصايا. فكما تطلبون أنتم غفرانى, كذلك عليكم أن تغفروا للآخرين و لكن الأمر الذى لا تستطيعون أن تروه أو تستوعبوه، هو أن الذات التى فيكم لا يمكنها أن تغفر للآخرين.
إن مجرد التفكير فى إساءات الآخريعنى أن الذات لازالت حية موجودة تطالب بحقها او كرامتها، و بالتالى فإن الإهانة بدلا من أن تبدو أقل حجما، تبدو بصورة مكبرة أضخم من حجمها و حقيقتها.
لا يا أولادى، فكما أن كل الحب الحقيقى هو من اللـه، و هو اللـه، كذلك المغفرة الحقيقية هى من اللـه، و هى اللـه..
إن الذات لا يمكن أن تغفر، لذلك أميتوا ذواتكم.
كفوا عن محاولة المغفرة لهؤلاء الذين يسيئون إليكم، أو يحطون من قدركم، أو يؤذونكم..إنه لخطأ أن تفكروا فى ذلك، بل ليكن هدفكم الأول هو أن تميتوا الذات الآن فى حياتكم اليومية، و حينئذ – و ليس قبل ذلك – لن تجدوا من يتذكر الأساءة، لأن الشىء الوحيد الذى يمكن أن يتأذى من الأساءة هو الذات, و هى الآن ميتة.
أما إذا كان تذكر الإساءة يتكرر، فإنكم تضللون أنفسكم إذا اعتقدتم أنكم قد غفرتموها للآخرين.. كما أن مغفرة الإساءة (دون إماتة الذات) قد تكون إحدى الوسائل لتغذية حياة الذات. إن كثيرين يخدعون انفسهم فى ذلك.
(من كتاب – اللـه يدعو – و قصة هذا الكتاب أن يسوع كان يظهر يوميا لسيدتين انجليزيتين و يدخل الفرح الى نفسيهما بالرغم من الأحزان التى كانت لا تفارقهما من اجل ظروفهما الخاصة و كان يعطيهما رسالة يومية طالبا منهما ان تنشراها لكل احد، و فعلا جمعتا تلك الرسائل اليومية التى هى من فم المسيح ذاته و ارسلتاها للناشر الذى طبعها فى هذا الكتاب ، وقد ترجم الى العديد من اللغات فى العالم و قام بترجمته الى اللغة العربية 10 رهبان من اديرة وادى النطرون و استغرق العمل مدة 5 سنوات.هذا الكتاب ليس كتابا عاديا و انما نبع من الكنوز الروحية مرتب لكل يوم من ايام السنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.