الصفحات

كونوا مُتسعين

كونوا مُتسعين"



يجيء إليَّ شخص شاكيًا من وضع معين، أو تصرف حدث له من أحد زملائه .. ويتكلم بشكواه بصورة تجبرك على التعاطف معه، وتشعر أنه معه كل الحق. وعندما تتقابل مع الطرف الآخر تسمع حقائق أخرى وتبريرات وتفاسير للمواقف، يتغير معها تقديرك للأمور.
لقد أعطانا الله أذنين وفمًا واحدًا، لنسمع الطرفين، ونتكلم بكلام واحد غير ملتو ِ.. وحقًا قيل: "إن جاءك إنسان ضُرب في عينه لا تحكم قبل أن ترى الضارب .. فقد يكون هو أيضًا ضُرب في عينيه الاثنتين".
جيد لنا أن نسمع كل الأطراف ولا نحكم حكمًا عشوائيًا هوائيًا بدون تحقيق، وجيد لنا أيضًا حينما نشكو أن نكون صادقين مع أنفسنا، ونسرد كل الحقائق (ما لنا وما علينا) .. والأصوب هو أننا لا نشتكي أصلاً، بل أن نتفهم موقف الطرف الآخر ونتخيل أنفسنا مكانه .. ماذا كنَّا سنفعل؟
الإنسان المتسع (Large) يستوعب الآخرين ويتفهم ويحل مشاكله معهم، ولا يلجأ إلى الشكوى والأنين .. وكثير الشكوى هو إنسان ضيق، والمشاكل تتسلل إليه وتخنقه، ولا يجد لها حلولاً.
الإنسان المتسع يجد لكل مشكلة حلاً، ولكل أزمة تصرفًا، ولكل تصرف تفسيرًا .. أما الآخر فيجد لكل حل مشكلة، ويتساءل .. لماذا يتصرف الناس هكذا معي؟ ولا يفهم سبب ما يتعرّض له من أزمات قد يتعرّض لها الجميع .. وفي هذا قال مُعلِّمنا بولس الرسول: "فمُنا مَفتوحٌ إلَيكُمْ أيُّها الكورِنثيّونَ. قَلبُنا مُتَّسِعٌ. لستُمْ مُتَضَيقينَ فينا بل مُتَضَيقينَ في أحشائكُمْ. فجَزاءً لذلكَ أقولُ كما لأولادي: كونوا أنتُمْ أيضًا مُتَّسِعينَ!" (2كو6: 11-13

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.