الصفحات

حنان الله وعطفه


V
حنان الله وعطفه
أقع فى يد الله ، ولا أقع فى يد إنسان  " ( 2 صم 24 : 14 )

+ عندما أخطأ داود ، بالتفكير فى عمل تعداد لشعبه ، بدون أمر الله ( ليفتخر به ) جاءه جاد النبى بخبرمن السماء ، بأن الرب يُطالبه باختيار عقوبة واحدة من ثلاثة وهى :

1 – سبع سنين جوع فى بلاده !!  أو :

2 – يهرب 3 شهور أمام أعدائه وهم يتبعونه !!  أو :

3 – يكون 3 أيام وباء فى أرضه !!

+ فلما ضاق به أمر التفكير الشديد بدون الإهتداء إلى إختيار معين ، قال : " أقع فى يد الله لأن مراحمه كثيرة ، ولا أقع فى يد إنسان " ( 2 صم 24 : 14 ) . وهى مقولة حق .

ويسجل الكتاب المقدس بأن إخوة كثيرون وقعوا فى يد إخوتهم فأتعبوهم جداً . ومنها الأمثلة الأتية:

1 – وقوع هابيل البار فى يد أخيه قايين الشرير فقتله ، وتعرض هذا المجرم لعقاب بدنى ونفسى شديد ( تك 4 : 14 ) .

2 – وعاش يعقوب خائفاً من قتل أخيه عيسو له ( تك 27 : 41 ) ، وصرخ إلى الرب لينجيه من يد أخيه ( تك 32 : 11 ) .

+ ولما وقع يعقوب فى يد الرب ، وصارعه ليلاً ، تمسك به حتى يباركه ، ونال الوعود بالمساندة ، وكسب قلب أخيه ، فما أعظم معونة الله لكل من يطلبه بإيمان كامل ، وأفعال صالحة تُرضى الله .

3 – ويوسف الصديق وقع فى يد إخوته ، فأمسكوه كوحوش ، وألقوه فى البئر ، ثم باعوه عبداً ، وعندما وقع فى يد الله – فى مصر – حفظه فى كل تجاربه الصعبة ، وأجلسه على كرسى مصر ، تالياً لفرعون !! وهذا هو الفرق بين الإله والإنسان .

4 – والمرأة التى ضُبطت فى الدنس ، ووقعت فى أيدى الناس ، المُفترض فيهم الرحمة بصفتهم رجال دين ، فأشبعوها فضيحة وتجريحاً . وجروها للسيد المسيح ، مُطالبين برجمها ، ومبررين قسوتهم بآية من ناموس موسى ، ونسوا جوهره وهو الرحمة .

5 – هؤلاء الخطاة والأدناس مثلها ، طلبوا لها الموت ، لكن الرب الحنون عاملها برفق وحنان ولم يُدنها ، وأعطاها فرصة للتوبة ( يو 8 : 3 – 11 ) . فهل نأخذ نفس الدرس من المُخلص ؟! .

6 – والإبن الضال وقع فى يد الأب الحنون ، فعامله برفق . ولم ينتظر حتى يقول له كلمة أعتذار . وأعطاها كل مشتهاه ، ولم يوبخه على شروره وضياع كل ماله ، بينما لم يُراع أخوه الأكبر شعور أخيه ، وحاول أن يُهيج شعور الأب نحوه ، بأن أتهمه بما لم يفعله ، فدافع الأب عنه بحنان وهدوء ولسان مُحب ، فهل تفعل مثله ؟! .

7 – وقد تحنن الرب على المولود أعمى لما طردوه ، وقبل زكا المنبوذ .

+ فلك الشكر يارب على حنانك الذى يفوق كل البشر ، ومبارك ياسيدى فى عطفك الزائد عن الحد ، على كل نفس تقسو عليها يد أخيها الإنسان .
فلنكن ( يا أخوتى ) مثل هذا الطبيب الحبيب الشافى ، الذى يُعالج لا يُعاقب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.