الصفحات

تخريب النفس


V
 تخريب النفس
" لماذا تُخرّب نفسك ؟! " ( جا 7 : 16 ) 
 
+ الفعل يُخرب " (Ruin ) يعنى يدمر ، أو يتلف ( Destroy ) أو يحطم شيئاً .

+ والسؤال موجه لكل إنسان الآن : لماذا تهدم حياتك ومستقبلك الأرضى والأبدى ؟! أو لماذا تقضى على نفسك بنفسك ، أو بالسلوك فى مخالفة الله ؟! .

+ وقال القديس يوحنا ذهبى الفم : لا يستطيع أحد أن يؤذيك ، سوى نفسك " .

+ ويقول المثل الشائع : إن أصعب المصائب ، تلك التى تأتى من أنفسنا " !! .

+ فمن المتوقع – دائماً – أن تأتى المتاعب من الشيطان أو من الأشرار ، ولكن عندما تنتج حماقة من الإنسان ذاته ( لعدم حكمته فى تصرفاته ) فإن الأذى الذى يقع عليه يستحقه فعلاً لعدم طاعته أو لعدم قبوله المشورة الصالحة ولتكرار نفس الأخطاء ، بدون أخذ الدرس مما سبق ، من سلوك خاطئ .

+ ولذلك لا ينبغى أن يُلقى المخطئ ، أو الفاشل سبب فشله على الله لأن الله لايُجرب أحداً بالشرور ، ولكن كل واحد ( شرير ) يُجرّب إذا انجذب وانخدع من شهوته .... " ( يع 1 : 12 – 13 ) فالذى يزرعه فى دنياه هو نفسه يحصده فى آخرته .

+ ويمتد الخراب إلى النفوس والأجساد والأرواح ، بالإدمان والعادات الضارة ، والفساد والدنس ، كما حدث لقوم نوح ، وسدوم وعمورة ، وبنى إسرائيل ، الذين زاغوا عن الله وعن طريقه ، فهلكوا فى برية سيناء ، وتم سبيهم إلى بابل وأشور وفارس ، وتم هدم هيكلهم وتشتتهم فى العالم ، لعدم طاعتهم للرب يسوع ( مت 23 : 38 ) .

وسوف يتم خراب هذا الكوكب ( الأرض ) بما فيه من سكان ( مز 73 : 19 ) ومصنوعات ( 2 بط 3 : 10 ) ، بعد اختطاف المؤمنين . وقد أقترب خرابه ( لو 21 : 20 ) ، وتظهر مُقدماته فيما يجتاح عالم اليوم من كوارث طبيعية واقتصادية وغيرها ، وبما تركته الحروب الضخمة السابقة واللاحقة والمستمرة للآن ، هى آثار من تدمير الإنسان الشرير .

+ وهناك كثير من البيوت التى تَخرُب روحياً ( أم 14 : 11 ) ، لعدم وجود الله فيها ، وللآثام ولكثرة الخصام والأنقسام ( مت 12 : 25 ) ، وتسقط بسرعة ، من أقل عواصف الزمن ، لعدم بنائها على صخرة الإيمان ، ولطاعة الشيطان ( الذهاب لمحاكم العالم بدلاً من الكنيسة = مستشفى الخلاص ) ولعدم الحكمة أو لعدم الإستفادة من المشورات الصالحة ( مت 7 : 26 – 27 ) والعناد والكبرياء والتمرد !! .

ويسجل لنا الوحى الإلهى المقدس ، نماذج عديدة من النفوس التى تُخرب وتهلك ذاتها ومنها مثلاً :

1 – الذين لا ينتفعون بكلام الله : ( الكتاب المقدس + أقوال الآباء + كلمات المنفعة على لسان الوعاظ والمفسرين . ويقول سليمان الحكيم :
" من ازدرى بالكلمة يُخرب نفسه ، ومن خشى ( أطاع ) الوصية يُكافأ " ( أم 13 : 13 ) .

والخاطئ الذى يصر على عدم التوبة ، تُحطمه الخطية ، لأنه يستهتر بكلمة الله ، وبالتالى يزدرى بالله نفسه ( آدم وحواء ، موسى وضرب الصخرة مرة واحدة بينما طلب الرب ضربها مرتين ، وشاول الملك الذى قدم الذبيحة بدلاً من الكاهن ، ففارقه روح الله ، وابنا هارون اللذان قدما ناراً غريبة فى بيت الرب  ) .

+ وازدرى قايين بوصية الله ، بتقديم قرابين من النبات بدلاً من الحيوان .

+ والبعض يزدرى بالخدام الذين يفتقدونهم ، فيزدرون بالله مرسلهم ، ويخسرون حياتهم ( لو 10 : 16 ) .

2 – الصداقات الشريرة ( المعثرة ) الكثيرة :
مُكثر الأصحاب يُخرب نفسه " ( أم 18 : 14 ) وهو أمر واضح ، ومكرر باستمرار ، للأسف الشديد .

+ فأصحاب السوء يُعلّمون عادات ضارة ، وأفكار ، ونصائح فاسدة ( أصحاب رحبعام ) .

3 – التطرف فى العبادة أكثر من الطاقةالشخصية ( تقليداً للقامات الروحية العالية )
لا تكن باراً كثيراً ، لماذا تُخرب نفسك " ( جا 7 : 16 ) .

أخى / أختى .. لا ترتدى ثوباً غير ثوبك ، واخدم على قدر موهبتك وطاقتك ، وصُم واسهر على قدر صحتك ، وقم بالتداريب الروحية بالتدريج ، وبإرشاد مرشد حكيم .

+ ولا تعد بما هو أكثر من طاقتك عمله ، فالتشعب فى الخدمات أو فى المسئوليات والأعمال يُتعب ، ويُعثر ، ولا يوصل لنتائج سليمة ، ويحطم الصحة والروح ، ويجلب التذمر ، وغضب الرب والبشر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.