فن الحوار داخل الأسرة

فن الحوار داخل الأسرة  [ القمص أشعياء ميخائيل بباوى ]

فن الحوار داخل الأسرة
كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائى كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضاً معكم نعمة الحياة لكى لا تعاق صلواتكم. والنهاية كونوا جميعاً متحدى الرأى بحس واحد ذوى محبة أخوية مشفقين لطفاء (غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم لكى ترثوا بركة ". (1 بط3: 7-9
أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى كل شئ لأن هذا مرضىُّ فى الرب. أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا". (كو3: 20-21
أيها الأولاد أطيعوا والديكم لأن هذا حق . أكرم أباك وأمك التى هى أول وصية بوعد لكى يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض. وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره " . (أف6: 1-4
الأسرة المسيحية مرتبطة بعضها ببعض ارتباطاً شديداً جداً. وهذا الارتباط مصدره المسيح، فهم أعضاء فى جسد واحد يكملون بعضهم بعضاً، ويحتاجون إلى بعضهم بعضاً ويتعاونون مع بعضهم بعضاً
ولذلك كان الحوار هو أسلوب الترابط، وأسلوب التعامل، وأسلوب مواجهة كل ظروف الحياة التى يتعرضون لها خلال رحلة الحياة التى يسيرون فيها معاً
والحوار هو الحديث الودود بين أفراد الأسرة للتفاهم فى أمر من الأمور. أو لتبادل وجهات النظر فى أمر من الأمور أو لاتخاذ قرار فى ِشأن أحد الأمور التى تهم كيان الأسرة
أنواع الحوار الأسرى
هناك عدة أنواع للحوار الأسرى
أولاً : الحوار بين الزوجين
ثانياً: الحوار بين الزوجين معاً كطرف والأبناء كلهم مجتمعين معاً كطرف ثان
أولا:ً الحوار بين الزوجين
إن كان الرجل هو رأس المرأة كما يقول الكتاب وعلى المرأة أن تخضع للرجل كما يقول الكتاب ولكن هناك أمر ضرورى جداً، وهو أن الخضوع مشروط بالحب، والحب هو مثال حب المسيح للكنيسة "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه (مات) لأجلها " (أف25:5)، وخضوع المرأة للرجل هو مثال خضوع الكنيسة للمسيح "كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن فى كل شئ" (أف5: 24)، وهذا هو الإطار العام للحوار بين الزوجين، إطار الحب والتمثل بالمسيح، فإذا غاب المسيح عن الأسرة فكيف يكون الحوار.
ولذلك يلزم ملاحظة ما يلى
لغة الحوار المشترك هو الحب. المسيح أحب الكنيسة والكنيسة أحبت المسيح، وكما مات المسيح من أجل الكنيسة فالكنيسة قدمت شهداءها من أجل المسيح، ولذلك كان الحوار يتضمن لغة مشتركة يشترك فيها الزوجان، وبدون اللغة المشتركة يستحيل التفاهم، ولذلك كانت لغة الحوار بين الزوجين هى الحب، ويجب أن يؤكد وجود الحب قبل الحوار وأثناء الحوار وبعد الحوار
الاحترام المتبادل بين الزوجين مهم جداً. فلا يتطاول أحدهما على الآخر ولا يقبِّح أحدهما الآخر لأن سمات المحبة أنها لا تُقبِّح بل يكون هناك احترام متبادل من كلا الطرفين أثناء الحوار
تجنب الاحتداد وعلو الصوت والمقاطعة فى الحديث مهم جداً
يُفضل أن يكون الحوار الذى يأخذ شكل عتاب بين الزوجين بعيداً عن الأبناء بل يجب عدم حضورهم جلسات العتاب وألا يحاول كل طرف أن يستميل أحد الأبناء حتى لا يحدث أى انقسام داخل الأسرة
سرية الأحاديث والحوارات بين الزوجين مهم جداً، ولو حاول أحد الطرفين أن يفشى أسرار الحوار بين الزوجين فإن هذا الأمر سوف يؤثر على العلاقات الزوجية
بالنسبة للقرارات المصيرية (مثل قرار الهجرة أو السفر للخارج أو تغيير مكان العمل أو المسكن) يجب موافقة كل طرف على مثل هذه القرارات وأن يقتنع كل طرف بالقرار حتى يكون كل طرف له دور إيجابى فى القرار
ولا يوجد شئ اسمه الطاعة العمياء بدون نقاش فى الحياة الزوجية لأن هذا الأمر (الطاعة العمياء) معناه إلغاء شخصية الزوجة نهائياً وهذا يقود إلى السلبية وعدم التكامل. لأن الزوجة لها رأى ولها دور فى الحياة الزوجية ولذلك لابد من الحوار والتفاهم
لا يجب أن ينتهى الحوار بين الزوجين بخصام أو انفعال أو اتخاذ قرار وقت الغضب
الحوار الذى يأخذ شكل عتاب على خطأ غير مقصود حين ينتهى بالاعتذار يكون حواراً ناجحاً، والاعتذار عن الخطأ لا يشين كرامة الشخص الذى اعتذر
علامة الحب هو التسامح والتغاضى عن أخطاء الآخر، ولذلك القلب الكبير هو القلب المتسامح، ولكن يجب خلال العتاب أن نستفيد من أخطائنا
الحوار أو العتاب بين الزوجين يجب أن نختار له الوقت المناسب والمناخ المناسب. لأن هناك أوقاتاً لا تصلح للحوار
الحوار بين الزوجين لا يأخذ شكل غالب ومغلوب أو رئيس ومرؤوس بل اثنين فى قارب واحد يتحاوران للوصول إلى الأفضل
ثانياً: الحوار مع الأبناء
الحوار مع الأبناء له أصول يجب أن نتعلمها ونتقنها حتى لا نكون سبباً فى فشل أبنائنا. فالحوار مع الأبناء هو لغة العصر، ولم يعُد أسلوب السلطة والأمر يصلح لأبناء هذا الجيل، ولذلك يجب أن نلاحظ ما يلى فى حوارنا مع الأبناء
الاستماع أكثر من التكلم مهم جداً حين نتحاور مع أبنائنا وذلك لكى نتعرف على مشاكل ومتاعب أبنائنا
احترام الأبناء مهم جداً أثناء الحوار فلا يجب أن نسخر منهم أو يكونوا مادة للفكاهة والضحك عليهم لأن هذا الأمر يقودهم إلى التمرد والعصيان
فى خروج الأبناء عن إطار احترام والديهم أثناء الحوار يجب أن نتغاضى عن ذلك الخطأ ولا ننهى الحوار بل نؤجله إلى فرصة أخرى إذا لم نوفق فى الحوار هذه المرة
فى حوارنا مع أبنائنا يجب أن نعرف أن لكل ابن شخصية مستقلة تختلف عن الآخرين، وظروف أبنائنا تختلف عن ظروفنا نحن، ولذلك يجب ألا نحكم عليهم من خلال مقارنة ظروفهم بظروفنا أو بظروف أشخاص آخرين
التوجيه والإرشاد مسئولية الوالدين، ولكن يجب أن يكون فى إطار المحبة وفى إطار احترام شخصيات الأبناء، وفى حدود إمكانياتهم، مع ضرورة عدم إشعار الأبناء بالتسلط والأوامر لأن أسلوب الأمر والسلطة يُقابل أحياناً بالتمرد والعصيان، ولذلك يجب ألا يكون الحوار هو الوسيلة لإصدار الأوامر وإملاء السلطة الأبوية، ويجب عدم استعمال السلطة الوالدية أثناء الحوار مع الأبناء
احترام خصوصيات الأبناء مهم جداً لأن التدخل الزائد فى خصوصياتهم يقودهم إلى الغيظ والاستقلال المتطرف عن الوالدين
جلسات الود التى تجمع كل أفراد الأسرة على مائدة الطعام ولو مرة واحدة فى الأسبوع مع فتح مناقشات وحوارات تجعل كل فرد من الأسرة يتحدث إلى الآخرين وينصت إلى الآخرين مما يجعل المشاركة تجلب السعادة العائلية
فى الحوارات مع الأبناء يجب أن نقودهم إلى أن يشعروا بباقى أفراد الأسرة وأنهم ليسوا بمفردهم وهكذا نزرع فيهم التعاون والمشاركة
الحوارات مع الأبناء يجب أن يكون لها هدف ومن بين أهدافها زرع الفضائل المسيحية فى الأبناء منذ نعومة أظافرهم
(من بين الحوارات مع الأبناء استعراض المشاكل العامة وأن يعطى كل فرد رأياً ) مثل مشكلة الهجرة والسفر للخارج ومشكلة سوء استخدم الكمبيوتر والانترنت
هل يمكن أن يعتذر الوالدان عن أخطائهم التى صدرت منهم فى تعاملهم مع أبنائهم؟ وهل هذا الاعتذار يؤثر على كرامة الوالدين؟، بالطبع لن يؤثر اعتذار الوالدين للأبناء على كرامتهم بل بالعكس سوف يزداد احترامهم من الأبناء
أثناء الحوار مع الأبناء يجب أن نلتزم بالمصداقية وعدم الكذب، وإلا فقدنا كل تأثير إيجابى فى تربية الأبناء

وحيد فى القبر


                                وحيد فى القبر                                   
  
اندهش ابونا انسطاسى جداً عندما استيقظ فأحس كأن لفافة فوق وجهه فرفع يده ليبعدها عنه فسقط شئ من يده فتحسسه فإذا هو صليب

كان الظلام يسود المكان وتعجب ابونا انسطاسى من هذا جداً
لأنه تذكر ان نافذة قلايته كانت مفتوحة عندما رقد لينام وأن نور القمر كان يتخلل المكان ويضيئ الغرفة
ثم ما هذه الرائحة العجيبة التى يشمها حاول ان يعرف سرها فلم يستطع
رائحة تشبه رائحة الموتى

وكان بعض الوقت قد مر عليه وقد ألفت عيناه الظلام فدقق النظر جيداً لعله يبصر
وهنا وقف شعر راسه فى خوف وفزع واضطرب جسده كله فوضع كفيه على عينيه لعله يزيل المنظر من امامه ولكنه لما رفع يديه وجد المنظر كما هو
اكوام من العظم فى بعض الاركان واجساد مسجاه حواليه على الارض وكل جسد منها يرتدى تونية بيضاء وعلى وجهه لفافة وفى يده صليب

ولا شك انه طافوس الدير
وهنا تملكه خاطر عجيب حاول ان يبعده عن نفسه فلم يستطع
وبحركة لاشعورية نظر الى ذاته فوجد انه ايضاً يلبس تونية بيضاء وكان ما استطاع ان يراه من شعر لحيته ابيض كله ولم تكن فيها من قبل سوى ثلاث او اربع شعرات بيضاء
ادرك الحقيقة المذهلة انه فى طافوس الدير

فما الذى حدث له

هل مات حقاً وأقامه الله من الاموات
أم وقع رهبان الدير فى خطأ وظنوه ميتاً فدفنوه
أم هناك تعليل ثالث

إنه لايعرف ومع ذلك فهناك حقيقة خطيرة واضحة امامه وهى انه على الاقل ميت فى نظر الناس
وعرف ايضاً حقيقة اخرى وهى انه لايستطيع ان يخرج عن هذا الوضع إذ كيف يمكن للناس ان يروا امامهم ميتاً قد دفنوه بأنفسهم !!
أعصابهم لاتحتمل وعقولهم ايضاً لاتحتمل

إذ عليه ان يقضى بقية حياته كميت داخل الطافوس
كانت هذه تجربة جديدة عليه فى الحياة كيف يمكن ان يحيا هكذا

فى اول يوم تعب تعب شديداً كانت الرائحة كريهة ومنتنة ولا يستطيع ان يتحملها ولكنه قال فى نفسه
المفروض اننى تركت تنعمات العالم وعلى ان احيا هكذا

وتذكر قصة الانبا ارثانيوس عندما كان يترك الماء الذى يبل فيه الخوص دون تغيير حتى ينتن ويقول ان تلك النتونة عوض عن الروائح الطيبة التى كان يتمتع بها فى القصر الامبراطورى

ومالبث ابونا انسطاسى ان تعود هذا الموضع ان يحيا وسط العظام وان يحتمل تلك الرائحة ويألفها

بقيت امامه مشكلة الطعام كيف يأكل
لم يكن لديه فى الطافوس اى نوع من الطعام وما كان ممكناً ان يجلب اطعمة من الدير ويحفظها
انما كان يخرج كل ليلة فى الظلام حوالى منتصف الليل ويأكل بعضاً من الثمار او الخضروات الموجودة فى حديقة الدير او بقية اكل فى اناء نسى الطباخ ان يغسله
او مجرد خبزة وقليلاً من الملح وذلك يكفى
ثم يقضى اليوم كله صائماً حتى يحين نصف الليل مرة اخرى وهكذا
وقضى سنوات طويلة لم تبصره فيها الشمس آكلاً
وفى الواقع لم تبصره الشمس على الاطلاق
وطبعاً لم تكن لديه فى الطافوس اية ادوات او اوان وهنا تذكر ابونا انسطاسى كيف كان يحتفظ فى قلايته بعشرات المعدات فى المطبخ وبألوان من الاطعمة والاوانى
اما الآن فليس لديه شئ منها وهو يعيش من غيرها جميعاً
كما كان يعيش القديس الانبا بيجيمى السائح بدون ادوات على الاطلاق فى مغارته
وهنا شعر ابونا انسطاسى بخجل من حياته الماضية

بدأ ضميره يوبخه كيف كان وهو راهب يحتفظ بأشياء كثيرة
كانت تبدو ضرورية امامه فى ذلك الحين وقد ثبت الآن عملياً انه استطاع ان يعيش من غيرها
وهنا تذكر عشرات الادوات الاخرى التى كان يستخدمها فى قلايته فى ذلك الزمان :
من ادوات مكتب واثاثات وصور وملابس واغطية ونثريات عديدة لا تدخل تحت حصر
وانتبه ضميره كثيراً على ذلك كله

مامعنى الفقر الذى كان قد نذره يوم رسامته
اين فضيلة التجرد
وهنا بحث مع نفسه مشكلة الضروريات والكماليات انها ولاشك مسأله نسبية تتوقف على مدى تجرد الشخص وتقييمه للأحتياجات
اما الآن فقد استطاع ابونا انسطاسى ان يحيا فى الدير وهو لايملك شيئاً على الاطلاق فى حياة تجرد كامل

حتى القلاية المسكن الخاص !! انه يحيا الان فى الطافوس ولا يستطيع ان يعتبره قلايته الخاصة انه غريب ايضاً حتى فى هذا المكان
فى حياته الاولى كانت له قلاية ومحبسة ولا يستطيع احد ان يدخلها دون اذنه
يغلقها ويفتحها كما يشاء بمفتاح يحتفظ به معه اما الآن فأنه لايملك التصرف فى المكان الذى يعيش فيه

لو ادخلوا عليه شخصاً جديداً لايمكنه ان يحتج ولا ان يفتح فمه بل بمجرد ان يسمع دقات حزينة من جرس الدير

يسرع الى وضعه كميت ويرقد نفس الرقدة ويغطى وجهه بلفافة حتى ان فتحوا الطافوس لدفن الميت الجديد يجدون كل شئ كما تركوه

حتى الكتب لم يكن يملك منها ابونا انسطاسى شيئاً
إذا كيف كان يقضى وقته
هنا أحس خطأه القديم

فى ذلك الزمان كان هدفه ان يملأ عقله بالمعلومات
يقرأ عشرات الكتب ويصبح دائرة معارف ولكنه لايجد وقتاً فيه يتأمل ماقرأه
أما الآن فإذ لاتوجد لديه كتب بدأ يجتر المعلومات المخزونة فى ذاكرته ويتأمل

أحياناً كان يستغرق فى آيه واحدة بضعة ايام يغوص فى اعماقها ويكشف له الروح اسراراً عجيبة

حتى كان يصرخ فى فرح مع داود
(لكل كمال رأيت مُنتهى أما وصاياك فواسعة جداً)
عرف انه كان يعيش قديماً على القشور وقشور المعرفة السطحية وعندما كانت تضغطه الرغبة فى القراءة كان يذهب فى الظلام الى الكنيسة ويقرأ قليلاً فى هدوء ويرجع

وعاش ابونا انسطاسى حياة عزلة كاملة وصمت
لم يكن يزور احد طبعاً ولم يكن احد يزوره وطبعاً عاش فى صمت كامل لايتحدث الى احد
فى احدى المرات كان بعض الرهبان يتكلمون خارج الطافوس
وكان يسمع اصواتهم ولا يعلق بشئ هل المعلومات التى يقولونها صحيحة ام خاطئة
هل هى كاملة ام ناقصة
ليس له ان يتدخل ما شأنه
انه ميت ... وفى مرة اخرى سمع رهباناً خارج الطافوس يتحدثون فى اخبار الآباء الاولين ثم ورد اسمه على السنتهم وذكره البعض بالخير وانتقده آخرون اما هو فصامت لا يشكر المادح ولا يجادل المنتقد انه ميت


وفى ذات مرة مرض ابونا انسطاسى وطبعاً لم يزره طبيب ولم يأخذ دواء ولا أى نوع من العلاج
ولا تغذية ولا تقوية احتمل فى هدوء وفى صمت حتى كلمة العزاء لم تصل اليه
وإذ لم يفتقده احد بل كان أحياناً لايستطيع حتى مجرد التأوه عندما يحس ان احداً خارج الطافوس وظل هكذا حتى شفى

وفى احدى المرات وهو يمشى ليلاً رآه رهبان فصاح احدهما وهرب
أما الآخر فظنه احد السواح او احد القديسين القدامى فتقدم اليه وركع وطلب ان يباركه فلم يجادل وانما اطاع وضع يده هليه وباركه ومضى مسرعاً نحو الطافوس

وأشيع فى الدير ان قديساً ظهر لأحد الرهبان واعتكف ابونا انسطاسى جملة أيام لا يخرج اطلاقاً لم يأكل فيها ولم يشرب

عاش ابونا انسطاسى بعيداً بالكلية عن العالم واهله

كان فى ذلك الزمان يكتب رسائل لكثيرين وتصله الرسائل منهم اما الآن فإنه ميت
وهكذا
بعد عن الخطابات وأيضاً عن المجلات والجرائد وعن الاخبار عموماً لا تصله اخبار العالم ولا اخبار الكنيسة ولا حتى اخبار الدير

وبمرور الوقت بدأ ينسى الاخبار القديمة ايضاً كان قديماً يشعر ان الدير محتاج اليه وانه عمود من اعمدة الدير

شخص مهم يقوم بمسئوليات عديدة اما الآن عرف ان الدير مازال ديراً بدونه
وكذلك الكنيسة تخلو فيها احياناً بعض المناصب والمسئوليات
فلا يرشحه احداً لشىء منها انه ميت وهو ايضاً لايفكر فى هذه الامور ولا يعلم بها

وإذ لم يكن له مايشغله سوى الله عاش حياة الصلاة الدائمة فى ذلك الزمان
قبل موته كان يقضى ليالى كثيرة فى القراءة والكتابة وفى الترجمة وفى التأليف وفى النساخة وفى امور خارجة عن نفسه

اما الآن فإنه لايستطيع ان يقرأ او يكتب بالليل إذ لاتوجد كتب ولا إضاءة
فاصبح يقضى الليل كله فى الصلاة وتذكر قول مار اسحق الليل مفروز لعمل الصلاة

وكان يعمل فيه ايضاً اعماله الضرورية فى الدير

ونما فى الصلاة كثيراً حتى تحولت حياته الى صلاة لم يعد فى عقله الا الله وبمرور الوقت نُسيت التذكارات القديمة إذ ليس شئ جديد عالمى يُضاف اليه وذكرياته واهتاماته وهكذا ذالت الطياشة من صلاته

وبدأ يصل الى نقاوة القلب ونقاوة الفكر والى الانحلال من الكل والارتباط بالواحد

تنقى من الافكار الخاطئة ولكن فكراً واحداً ظل يحاربه
قال لنفسه : هأنذا قد عرفت الرهبنة الحقيقية ومارست الموت الكلى عن العالم والاتصال الكامل بالله فماذا يمنع ان اظهر للدير واحيا هكذا

شجعه على هذا الفكر طول المدة التى قضاها فى الطافوس
بحيث نسيه الناس كثير من زملائه القدامى رآهم يدفنون معه فى الطافوس وغالبية رهبان الدير الآن من الجدد الذين لم يعاشروه

والباقون من زملائه قليلون ولا يتوقعون رؤيته وإن رأوه لا يتعرفون عليه فقد تغيرت هيئته من فعل الشيخوخة ومن النسك

وحاول ابونا انسطاسى ان يطرد هذا الفكر ويقول لنفسه وما جدوى ان يرانى الناس لقد كنت اشتهى فى ذلك الزمان انا احيا وحيداً وبعيداً عن الناس متفرغاً لله وحده وها انا قد فعلت ما اريد
فلماذا افكر فى تغيير حالتى

ثم تعود الافكار تحاربه قائلة :
انك فعلت هذا مضطراً وما اجمل ان تفعله بإرادتك ومرت عليه فترة طويلة فى مقاتلة الافكار
وأخيراً جاءت ليلة خطيرة جداً فى حياته

وفى تلك الليلة اشتدت عليه الافكار جداً فركع ابونا انسطاسى

وسكب نفسة امام الله فى حرارة شديدة وقال :
مبارك انت يارب فى جميع احساناتك الىّ
انت يارب شفوق وحنون علىّ جداً وقد عاملتنى بما لا استحق ووهبتنى هذه الحياة المنعزلة
حللتنى من الكل وربطتنى بك
غير انى اشعر اننى عشت فى هذا الطقس مضطراً أريد انا احيا فيه بإرادتى من اجل حبك
إنها فكرة أو انها شهوة قد تكون جيدة وقد تكون رديئة ... ولكننى على اية الحالات
اعرضها عليك لاننى لا أستطيع ان اخفى عنك شئ ولتكن إرادتك

واحنى ابونا انسطاسى رأسه وبكى ولم يسمع احد صوته
ولكن السماء سمعت فتقدم واحد من الاربعة والعشرين قسيساً الجلوس حول عرش الله وأخذ هذه الصلاة فى مجمرته الذهبية
وصعد بها الى فوق ونام ابونا انسطاسى والدمع يبلل لحيته البيضاء

إنه لايدرى كم مر عليه من الوقت وهو نائم أهى ساعة أم دهر
كل مايدريه أن جرساً دق دقات عنيفة وفتح ابونا انسطاسى عينيه واندهش جداً وقال فى نفسه
ماهذا الذى أراه
ودارت رأسه فنام ثم استيقظ على صوت جرس آخر لعله جرس باكر ففتح عينيه
وإذ هو امام المنظر الأول فاندهش وزاد تعجبه :
وجد امامه نافذة مفتوحة ونور القمر يدخل المكان ويضيئه كله
ونظر الى ذاته فوجد انه يلبس رداءً أسود وتأمل المنظر حوله فوجده يشبه تلك القلاية التى كان يعيش فيها فى ذلك الزمان فوضع يديه على رأسه وأخذ يفكر
وأخيراً عرف السر
هل كان ماحدث له حلماً ام رؤيا أم درساً فى الرهبنة
ليس يدرى ولكنه ادرك الهدف منه

ومنذ ذلك الحين تغيرت حياته كلية

بدأ حياة الوحدة والنسك التى تعودها خلال (عشرات السنوات)
وأخذ يمارس الصلاة الدائمة كما كان يمارسها فى الطافوس

وعندما كانت الضرورة تدعوه للخروج من قلايته لعمل خاص بالمجمع
كان يسير فى هدوء ولا يلتفت يمنة ولا يسرة
وكان الرهبان يميزونه بصمته وبجسمه النحيل وأدبه الغزير وتواضعه وبراسه المنكس الى الارض وكان بين الحين والحين يرفع راسه قليلاً ويهزها هزة بسيطة
لكى ينفض عن عينيه قطرات من الدموع تمنعه من رؤية ماهو قدام .

من روائع قداسة البابا شنودة الثالث فى كتابه ثلاث قصص هادفة
                 كليب وسط النهار                        

  

كيف نقتنى الحكمة الالهية


 
كيف نقتنى الحكمة الإلهية
+
بمداومة الصلاة لله بنقاوة قلب .. لقد صلى سليمان الحكيم وطلب من حكمة من الله { فقال سليمان انك قد فعلت مع عبدك داود ابي رحمة عظيمة حسبما سار امامك بامانة وبر واستقامة قلب معك فحفظت له هذه الرحمة العظيمة واعطيته ابنا يجلس على كرسيه كهذا اليوم.والان ايها الرب الهي انت ملكت عبدك مكان داود ابي وانا فتى صغير لا اعلم الخروج والدخول. وعبدك في وسط شعبك الذي اخترته شعب كثير لا يحصى ولا يعد من الكثرة. فاعط عبدك قلبا فهيما لاحكم على شعبك واميز بين الخير والشر لانه من يقدر ان يحكم على شعبك العظيم هذا. فحسن الكلام في عيني الرب لان سليمان سال هذا الامر.فقال له الله من اجل انك قد سالت هذا الامر ولم تسال لنفسك اياما كثيرة ولا سالت لنفسك غنى ولا سالت انفس اعدائك بل سالت لنفسك تمييزا لتفهم الحكم. هوذا قد فعلت حسب كلامك هوذا اعطيتك قلبا حكيما ومميزا حتى انه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك.وقد اعطيتك ايضا ما لم تساله غنى و كرامة حتى انه لا يكون رجل مثلك في الملوك كل ايامك} 1مل 6:3-13.ونحن يجب ان نداوم على الصلاة والطلبة لنعرف ارادة الله وحكمته ونتعلم منه ونلتصق به مصدراً للحكمة {عنده الحكمة و القدرة له المشورة والفطنة} (اي 12 : 13) ليكون كل منا كاملاً فى المسيح يسوع { الذي ننادي به منذرين كل انسان ومعلمين كل انسان بكل حكمة لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع} (كو 1 : 28).
+ الانقياد لروح الله .. ان روح الله هو روح الحكمة والقداسة والمعرفة والتمييز { ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب} (اش 11 : 2) .ان الروح القدس هو نبع لا ينضب ابدا فى انساننا الداخلى { و في اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع و نادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي و يشرب.من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي.قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه } يو37:7-39 .{ لا ازال شاكرا لاجلكم ذاكرا اياكم في صلواتي.كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته.مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين.وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته} اف 16:1-19. اننا اذ نولد من الماء والروح وناخذ بالميرون المقدس سكنى وعمل الروح القدس فينا يجب علينا ان لا نحزن روح الله بخطايانا وننقاد له فى افكارنا وسلوكنا ونطلب ارشاده فى كل ذلك وهو يعلمنا كل شئ{ و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم} (يو 14 : 26).ويهبنا قوة وحكمة { فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس }(مر 13 : 11). ويهبنا قوة لنشهد لله { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض} (اع 1 : 8).الروح القدس يهبنا ثمار ومواهب الروح القدس ويلهب قلوبنا بمحبة الله حتى المنتهى { لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5 : 5).
+ الكتاب المقدس والحكمة والاستنارة .. ان الكتاب المقدس مصدر لا ينضب من الحكمة فقد كتبه اناس الله القديسين مسوقين بالروح القدس ومن خلاله يتحدث الله الينا { ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى ومسالكها الوصايا الازلية} (سير 1 : 5) وبه نعرف ارادة الله الصالحة والكاملة نحونا ، ان عقولنا وقلوبنا وارواحنا تستنير بكلام الله { سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي }(مز 119 : 105) .وكلام الله يهبنا قداسة ومعرفة { قدسهم في حقك كلامك هو حق }(يو 17 : 17). وكما ان الجهل بكلام الله هلاك{ قد هلك شعبي من عدم المعرفة لانك انت رفضت المعرفة ارفضك انا} (هو 4 : 6). فان معرفة الكتاب حياة ابدية { وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته} (يو 17 : 3).ولهذا دعى السيد المسيح اليهود قديما ان يفتشوا فى الكتب لانها تشهد له { فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية و هي التي تشهد لي{ (يو 5 : 39) وهكذا كلام الله لابد ان ياتى ثماره متى حفظناه وعملنا به وشهدنا له وعلمناه .
+ التعلم من القديسين الحكماء ... نحن نحتاج الى التلمذة والتعلم من أناس الله القديسين الذين تعبوا وجاهدوا فى اقتناء الفضيلة والحكمة . من اجل هذا يدعونا الانجيل لنتمثل بايمانهم وفضائلهم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). لقد برع ابائنا القديسين فى اقتناء الافراز والحكمة والتمييز والتدقيق فى السلوك وكان يأتى اليهم الذين يريدون التعلم ليقولوا لهم كلمات قليلة ليخلصوا او يروا أعمالهم الحسنة ويقتدوا بها . ونحن نحتاج لحكمة هؤلاء القديسين والتلمذه عليها فى افراز وحكمة .نحتاج للسلوك فى الفضيلة بافراز دون تطرف او مغالاة فنعرف متى نتكلم وماذا نتكلم ومتى نصمت ونعرف ان نفرق بين التواضع وصغر النفس وبين الكبرياء واحترام الذات وبين الادانة والنصح واداء المسؤلية وبين الوداعة واللين وبين الحزم والقسوة وبين الطاعة للحق والشهادة لله والدفاع عنه . نعرف متى نتصرف فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة وبالاسلوب اللائق فى بعد عن السطحية او التعقيد وفي اتزان والتزام لاسيما فى الامور المصيرية .نحن نتعلم الحكمة ايضا من خلال الخبرات الحياتية والتفكير والتأمل فى الاحداث ونكون انفسنا كما يريديها الله {العقلاء في الكلام يتممون اعمالهم بالحكمة و يفيضون الامثال السديدة} (سيراخ 18 : 29).
من عندك الحكمة والمشورة ..
+ ايها الرب الاله يامن عنده الافراز والمشورة وفيك مخبأة لنا كل كنوز الحكمة والعلم نأتى اليك قارعين باب تعطفك فهبنا يا غني بالمراحم حكمة ومعرفة ومشورة صالحة لنعبدك بالحق والروح ونخافك ونتبعك بمحبة من كل قلوبنا جميع ايام حياتنا .ان الذين يحبون الحكمة ينالون نعمة والذين يبغضونها يحبون الموت . تتمشى الحكمة في طريق العدل ، وتتحرك في سبيل الحق، لتهب الذين يعرفونها غنى، وتملأ قلوبهم سلاما وسعادة . الحكمة تحب الذين يحبونها وتدخل القلوب النقية الرحيمة وها نحن نطلبها بكل قلوبنا فلتسكن فينا لتقودنا فى طريق الفضيلة والبر
 .
+ انت يارب غايتنا وحكمتنا وخلاصنا ، ونحن نريد ان ندخل بانفسنا ومن معنا الى أحضانك الإلهية لننهل من حكمتك ونكتشف محبتك وابوتك ونعرفك ليس من أجل مكسب مادى ولا من اجل مجد زمنى ولكن من اجل ان نكون لك ابناء وتكون انت لنا ربا والها وحكمة وقداسة وبك نحيا مذاقة الملكوت على الارض وبك نتحصن ضد قوى الشر الروحية فلا يقوى علينا موت الخطية ولا على كل شعبك
 .
+ يا اله الحكمة وواهب الفهم يامن اعطى قديما ليوسف الصديق من روحه القدوس حكمة ولدانيال النبى معرفة بها شهد لك وتنبأ بخلاصك ، يامن قاد الكنيسة عبر
 العصور بحكمة من لدنه انت قادر يارب ان تعطي رعاتنا حكمة ومشورة ورعيتنا فهم ومعرفة روحية ، انت ضابط الكل وسيد التاريخ نسالك ان تقود البشرية قادة وشعوب وأمم نحو معرفتك وعمل اراداتك لتصل سفينة حياتنا المعذبه وسط أمواج الصراعات الى بر الأمان والإيمان ، أمين .

من مقالات الاب افرايم الاورشليمى
عظات جديده
 
1 أنا هو الطريق 12/8/2011
2 الطموح روحيا وعمليا 13/8/2011
3 النفس الشبعانة تدوس العسل 14/8/2011
4 يارب ارشدنى نا حيران 26/8/2011

انت يارب هو سلامنا


 
فى البداية يا أحبائى احب أن أقول بدلا من أن نسلم أفكارنا للخوف و القلق نصلى ولا ننساق وراء حتى افكارنا الخاصة و لاخيالتنا ولا أوهمنا لأن عدو الخير يستغل مثل هذه المواقف ليحدث فى الانسان زعزعة فى داخل نفسه . وهذه وظيفته ان يقلقنا .
معنى ذلك أنه لا يوجد ما يدعو للقلق ؟  بالطبع يوجد ولكن يوجد ايضا الثقة بربنا أنه ضابط الكل . "أن من ذا الذى قال فكان والرب لم يأمر" لأن ربنا اذ أراد بأى تجربة لنا فيجب أن نعلم أنها لخيرنا و لبنينا و لسلامنا حتى لو كانت فى نظرنا غير ذلك .
عندما نرد على عدو الخير بهذه الأفكار لا نعطى له الفرصة لكى يلعب بينا ولا بأفكارنا.
حتى لو وجد أوقات أجبارية للجلوس فى المنزل لا نضيعه وراء الاخبار
لو انقادينا وراء هذه الافكار سننزعج جدا ولكن نقوله يارب لتكن أرادتك و أحنا فى أيدك.
 انت يارب قلت "نقشتكم على كفى من  يمسكم يمس حدقة عينى " انت  قلت طوبى لجميع المتكلين عليك. أحنا نصلى من أجل سلامنا ومن أجل سلام الكنيسة ومن أجل سلام البلد ومن أجل سلام كل أنسان من يحفظ كل نفس فى محبة ربنا ومخافته ولا يتزعزع ياريت يا أحبائى تكون هذه الفترة يريد ربنا أن نجلس مع أنفسنا ليعرفنا كم هذا العالم ذائل ؟
ويعرفنا لا تتكلوا على رؤساء و لا غناكم ولاأنفسكم ولا تتكلوا على كل أمور هذا العالم لأنها زائله . مسكين الانسان الواضع يقينه على الارض , مسكين الانسان المتخيل أن الحياه قوية و ثابية  حتى مسكين الانسان الواثق فى نفسه و يقول أنا وانا وانا وأنا استطيع أنا أعمل و انا أملك وأنت لا تستطيع أن تفعل و لا تملك أى شىء .
ربنا بيسمح بتجارب كثيرة ليوصل بينا لأجمل أختبار فى حياتنا وهو أن نفرط فى أنفسنا أن لا يكون لنا شىء غالى عندنا الا خلاص نفوسنا ان نقول له يارب حياتنا فى ايدك وأمورنل فى ايدك أهم أن نربح الملكوت .
القديس أبو مقار كان رافع ايديه للسما بيصلى وكان الشيطان متضايق جدا فجاء الشيطان فى صورة رجل ماسك سكين و كان يريد أن يقطع له ايديه نفسه انه يترك الصلاة و ينزل ايديه ولكن ابو مقار استمر فى الصلاه وجاء وانزل السكين كاد أن يقطع يد القديس ولكن ابو مقار استمر فى صلاته , فسأله الشيطان "انت مش خايف" فرد عليه القديس "لا لان لا يحدث الا اذا  الله أمرك أن تقطعها وان قطعتها فساستمر فى الصلاة ايضا ".
هذا هو الشىء الذى يرعب الشيطان وايضا الانبا انطونيوس استخدم الشياطين معه كل وسائل الخوف فى شكل وحوش, بروق, رعود,وأمور مزعجة وايضا وتر حساس فى حياته العاطفية والعائلية وعن اخته ولكنه لا يهتز ,استخدم خيالات ,صور نساء وخلاعه و لكن لا يتأثر وكان يرشم علامة الصليب ويقول" قم ايها الرب الاله وليتفرق جميع اعدائك" هذه الفترة ممكن ان نختبر فيها حاجات فى حياتنا و مع ربنا ممكن ان لانكون رايناها من قبل .
ممكن ان اقوا انى جالس اليوم فى المنزل اقرأ سفر افضل من سنلع الاخبار السيئة ويكفى قرائة الشريط بدلا من سماع الاخبار بالتفصيل بدلا من الخوف و القلق وضياع الوقت .
وعدو الخير يستغل هذه الفرصة وأحنا نقول يارب"انت سلامنا" جميل ان الانسان يغرف يستفيد من كل أمور حياته , جميل ان الانسان يتعلم كيف " يخرج من الجافى حلاوة" وكيف يحول كا شىء لبنيانه وخلاص نفسه . فرصة فى تامل مراحم الله و أحساناته . نقول احنا فى شدة واكن مراحم ربنا بتظهر فى الشده وممكن ان ربنا يرفع غضبه من أجل صلاتنا وتقوانا "أحنا النور اللى فى العالم" و"الملح اللى فى الارض".
ربنا كان يحافظ على بلاد بصلوات القديسين ممكن ايضا ربنا يحفظ بلدنا بركابنا المنحنية ,ممكن يحفظ نفوس كثيرة بصلوات نابعه من قلوبنا , أحنا نعتبر الجيش الحامى لكل مكان ولكل نفس .
كثيرا ما ذهبت جموع ليهجموا على اماكن ولكن كانوا يلقوا امامهم جيوش نورانية طردتهم وحربتهم , كثيرا ما نسمع فى سير القديسين عن ان الله حفظ اولاده وشعبه ورعيته وكنيسته.
ولكن هذا يتطلب ايمان ايمان وثقة فى السما وفى عمل الله انه انه عمل يفوق الادراك والعقول .
"اكشف يارب عن عينى الفلام ليرى ان اللذين معنا اكثر من اللذين علينا" ربنا يرى ويحرس ,كما كان تهديدات سنحاريب لحزقيا الملك وتهديداته للشعب انتم متكلين عليه ستروا ماذا سيفعل فيكم انتم اذا جعلتوه يقودكم انا سأفنيكم , جاء ب 185.000 جندى يقال ان حزقيا كان يرفع قلبه لربنا ويصلى . ولابنا انقذ فأرسل ملاك وقتل ال185.000 جندى . ثق ان اللذين معنا اكثر من اللذين علينا , ثق فى القوات السمائية ,ثق فى العناية الالهيه , أرفع قلبك لألهك , ولتكن حفظ لنفسك اولا ولبيتك واولادك .
يوجد انسان تجلس معه تاخذ منه سلاح بالرغم انه عايش داخله طاقة شديدة وأنسان أخر تجلس معه يملاك بالالام والخوف ويعطى الاخبار التى تجاب للانسان رعب وكانه يفتخر بجلب الاخبار السيئة (حرقوا , قتلوا,.......) أهذه الرسالة؟ عندما تسمع هذه الاخبار قول "يارب أرحم, يارب أستر , يارب ساعد ولادك الموجودين فى مكان ما أرفع قلبك لربنا .
ربنا قادر انه يعطينا فى هذه الايام سلام من عنده وثقة فى حمايته وحراسته لينا وفى نفس الوقت أهم درس أنه يعطينا ثقة أن "السما هى اللى باقيه"
الارض زايلة والحكام زايلين والمال ليس يقين والممتلكات ممكن ان الانسان ينظر لها باحتكارطالما انه بخير بعد ما كان عبد لممتلكاته
                " ثق ان طالما انت بخير فجميعها اشياء زايله"
ربنا يعطينا لن نتشدد بالايمان ونثبت فى السلاح ونرفع قلبنا لفوق ونستفيد من هذه الايام ان لانحول قلبنا ابدا للارض ونرفع قلوبنا ,يقينا , عيوننا , واشواقنا الى المدينه السماويه الباقيه.
ربنا يكمل نقائصنا ويثبت كل ضعفاتنا بنعمته لالهنا كل المجد ابديا امين  

فن الحوار داخل الأسرة




فن الحوار داخل
الأسرة  [ القمص أشعياء ميخائيل بباوى ]



فن الحوار داخل الأسرة
كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين
بحسب الفطنة مع الإناء النسائى كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضاً معكم
نعمة الحياة لكى لا تعاق صلواتكم. والنهاية كونوا جميعاً متحدى الرأى بحس واحد ذوى
محبة أخوية مشفقين لطفاء (غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس
مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم لكى ترثوا بركة ". (1 بط3: 7-9


(
أيها
الأولاد أطيعوا والديكم فى كل شئ لأن هذا مرضىُّ فى الرب. أيها الآباء لا تغيظوا
أولادكم لئلا يفشلوا". (كو3: 20-21


(
أيها
الأولاد أطيعوا والديكم لأن هذا حق . أكرم أباك وأمك التى هى أول وصية بوعد لكى
يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض. وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا
أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره " . (أف6: 1-4

الأسرة المسيحية مرتبطة بعضها
ببعض ارتباطاً شديداً جداً. وهذا الارتباط مصدره المسيح، فهم أعضاء فى جسد واحد
يكملون بعضهم بعضاً، ويحتاجون إلى بعضهم بعضاً ويتعاونون مع بعضهم بعضاً

ولذلك كان الحوار هو أسلوب
الترابط، وأسلوب التعامل، وأسلوب مواجهة كل ظروف الحياة التى يتعرضون لها خلال
رحلة الحياة التى يسيرون فيها معاً

والحوار هو الحديث الودود بين
أفراد الأسرة للتفاهم فى أمر من الأمور. أو لتبادل وجهات النظر فى أمر من الأمور
أو لاتخاذ قرار فى ِشأن أحد الأمور التى تهم كيان
الأسرة

أنواع
الحوار الأسرى

هناك عدة أنواع للحوار
الأسرى

أولاً : الحوار بين الزوجين
ثانياً: الحوار بين الزوجين معاً كطرف والأبناء كلهم
مجتمعين معاً كطرف ثان

أولا:ً الحوار بين
الزوجين



إن كان الرجل هو رأس المرأة كما
يقول الكتاب وعلى المرأة أن تخضع للرجل كما يقول الكتاب ولكن هناك أمر ضرورى جداً،
وهو أن الخضوع مشروط بالحب، والحب هو مثال حب المسيح للكنيسة "أيها الرجال
أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه (مات) لأجلها "
(أف25:5)، وخضوع المرأة للرجل هو مثال خضوع الكنيسة للمسيح "كما تخضع الكنيسة
للمسيح كذلك النساء لرجالهن فى كل شئ" (أف5: 24)، وهذا هو الإطار العام
للحوار بين الزوجين، إطار الحب والتمثل بالمسيح، فإذا غاب المسيح عن الأسرة فكيف
يكون الحوار.


ولذلك يلزم ملاحظة ما يلى
لغة الحوار المشترك هو الحب.
المسيح أحب الكنيسة والكنيسة أحبت المسيح، وكما مات المسيح من أجل الكنيسة
فالكنيسة قدمت شهداءها من أجل المسيح، ولذلك كان الحوار يتضمن لغة مشتركة يشترك
فيها الزوجان، وبدون اللغة المشتركة يستحيل التفاهم، ولذلك كانت لغة الحوار بين
الزوجين هى الحب، ويجب أن يؤكد وجود الحب قبل الحوار وأثناء الحوار وبعد الحوار

الاحترام المتبادل بين الزوجين
مهم جداً. فلا يتطاول أحدهما على الآخر ولا يقبِّح أحدهما الآخر لأن سمات المحبة
أنها لا تُقبِّح بل يكون هناك احترام متبادل من كلا الطرفين أثناء الحوار

تجنب الاحتداد وعلو الصوت
والمقاطعة فى الحديث مهم جداً

يُفضل أن يكون الحوار الذى يأخذ
شكل عتاب بين الزوجين بعيداً عن الأبناء بل يجب عدم حضورهم جلسات العتاب وألا
يحاول كل طرف أن يستميل أحد الأبناء حتى لا يحدث أى انقسام داخل الأسرة

سرية الأحاديث والحوارات بين
الزوجين مهم جداً، ولو حاول أحد الطرفين أن يفشى أسرار الحوار بين الزوجين فإن هذا
الأمر سوف يؤثر على العلاقات الزوجية

بالنسبة للقرارات المصيرية (مثل
قرار الهجرة أو السفر للخارج أو تغيير مكان العمل أو المسكن) يجب موافقة كل طرف
على مثل هذه القرارات وأن يقتنع كل طرف بالقرار حتى يكون كل طرف له دور إيجابى فى
القرار

ولا يوجد شئ اسمه الطاعة
العمياء بدون نقاش فى الحياة الزوجية لأن هذا الأمر (الطاعة العمياء) معناه إلغاء
شخصية الزوجة نهائياً وهذا يقود إلى السلبية وعدم التكامل. لأن الزوجة لها رأى
ولها دور فى الحياة الزوجية ولذلك لابد من الحوار والتفاهم

لا يجب أن ينتهى الحوار بين
الزوجين بخصام أو انفعال أو اتخاذ قرار وقت الغضب

الحوار الذى يأخذ شكل عتاب على
خطأ غير مقصود حين ينتهى بالاعتذار يكون حواراً ناجحاً، والاعتذار عن الخطأ لا
يشين كرامة الشخص الذى اعتذر


علامة الحب هو التسامح والتغاضى
عن أخطاء الآخر، ولذلك القلب الكبير هو القلب المتسامح، ولكن يجب خلال العتاب أن
نستفيد من أخطائنا

الحوار أو العتاب بين الزوجين
يجب أن نختار له الوقت المناسب والمناخ المناسب. لأن هناك أوقاتاً لا تصلح للحوار

الحوار بين الزوجين لا يأخذ شكل
غالب ومغلوب أو رئيس ومرؤوس بل اثنين فى قارب واحد يتحاوران للوصول إلى الأفضل

ثانياً: الحوار مع
الأبناء

الحوار مع الأبناء له أصول يجب
أن نتعلمها ونتقنها حتى لا نكون سبباً فى فشل أبنائنا. فالحوار مع الأبناء هو لغة
العصر، ولم يعُد أسلوب

السلطة والأمر يصلح لأبناء هذا
الجيل، ولذلك يجب أن نلاحظ ما يلى فى حوارنا مع الأبناء

الاستماع أكثر من التكلم مهم
جداً حين نتحاور مع أبنائنا وذلك لكى نتعرف على مشاكل ومتاعب أبنائنا

احترام الأبناء مهم جداً أثناء
الحوار فلا يجب أن نسخر منهم أو يكونوا مادة للفكاهة والضحك عليهم لأن هذا الأمر
يقودهم إلى التمرد والعصيان

فى خروج الأبناء عن إطار احترام
والديهم أثناء الحوار يجب أن نتغاضى عن ذلك الخطأ ولا ننهى الحوار بل نؤجله إلى
فرصة أخرى إذا لم نوفق فى الحوار هذه المرة

فى حوارنا مع أبنائنا يجب أن
نعرف أن لكل ابن شخصية مستقلة تختلف عن الآخرين، وظروف أبنائنا تختلف عن ظروفنا
نحن، ولذلك يجب ألا نحكم عليهم من خلال مقارنة ظروفهم بظروفنا أو بظروف أشخاص
آخرين

التوجيه والإرشاد مسئولية
الوالدين، ولكن يجب أن يكون فى إطار المحبة وفى إطار احترام شخصيات الأبناء، وفى
حدود إمكانياتهم، مع ضرورة عدم إشعار الأبناء بالتسلط والأوامر لأن أسلوب الأمر
والسلطة يُقابل أحياناً بالتمرد والعصيان، ولذلك يجب ألا يكون الحوار هو الوسيلة
لإصدار الأوامر وإملاء السلطة الأبوية، ويجب عدم استعمال السلطة الوالدية أثناء
الحوار مع الأبناء

احترام خصوصيات الأبناء مهم
جداً لأن التدخل الزائد فى خصوصياتهم يقودهم إلى الغيظ والاستقلال المتطرف عن
الوالدين

جلسات الود التى تجمع كل أفراد
الأسرة على مائدة الطعام ولو مرة واحدة فى الأسبوع مع فتح مناقشات وحوارات تجعل كل
فرد من الأسرة يتحدث إلى الآخرين وينصت إلى الآخرين مما يجعل المشاركة تجلب
السعادة العائلية

فى الحوارات مع الأبناء يجب أن
نقودهم إلى أن يشعروا بباقى أفراد الأسرة وأنهم ليسوا بمفردهم وهكذا نزرع فيهم
التعاون والمشاركة

الحوارات مع الأبناء يجب أن
يكون لها هدف ومن بين أهدافها زرع الفضائل المسيحية فى الأبناء منذ نعومة أظافرهم

(من بين الحوارات مع الأبناء استعراض المشاكل العامة وأن يعطى كل
فرد رأياً ) مثل مشكلة الهجرة والسفر للخارج ومشكلة سوء استخدم الكمبيوتر
والانترنت

هل يمكن أن يعتذر الوالدان عن
أخطائهم التى صدرت منهم فى تعاملهم مع أبنائهم؟ وهل هذا الاعتذار يؤثر على كرامة
الوالدين؟، بالطبع لن يؤثر اعتذار الوالدين للأبناء على كرامتهم بل بالعكس سوف
يزداد احترامهم من الأبناء

أثناء الحوار مع الأبناء يجب أن
نلتزم بالمصداقية وعدم الكذب، وإلا فقدنا كل تأثير إيجابى فى تربية الأبناء

المسيح فى سفر حزقيال


المسيح فى سفر حزقيال
:
+ فى حز 11: 1 شُبه السيد المسيح بغصن من شجر الأرز غرسه الله على الجبل العالى ينبت أغصاناً ويحمل أثماراً.
+ وعن مجئ السيد المسيح يقول حزقيال فى اصحاح 17: 22-24 "هكذا قال السيد الرب وأخذ أنا من زرع الأرز العالى وأغرسه وأقطف من رأسه خراعيب غصناً وأغرسه على جبل عال وشامخ فتعلم جميع أشجار الحقل أنى أنا الرب وضعت الشجرة الرفيعة ورفعت الشجرة الوضيعة يبست الشجرة اليابسة أنا الرب تكلمت وفعلت".
+ ويوجد اشارة اخرى للسيد المسيح وهى عن المسيح الراعى من نسل داود إذ يقول "واقيم عليها راعياً واحداً فيرعاها عبدى داود.. هو يرعاها ويكون لها راعياً وأنا الرب أكون لهم الهاً وعبدى داود رئيساً فى وسطهم.. انا الرب تكلمت"حز 34.. وكلمة داود المقصود بها السيد المسيح.. وبعض الآباء يقولوا أن داود هو من العهد الجديد ولكنه تم استعارته فى العهد القديم لفترة.. ولذلك فعندما يقول الشماس "إبصالموس تو دافيد" لا يقصد مزمور لداود وإنما مزمور داودي أى مزمور مسيحى به اقتباس يخص السيد المسيح نفسه.
+ ويوجد اشارة اخرى للمعمودية وعهد النعمة إذ يقول "وأرش عليكم ماءً طاهراً فتطهرون من كل نجاساتكم ومن كل أصنامكم اطهركم واعطيكم قلباً جديداً واجعل روحاً جديداً فى داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم" حز 36: 25-26.
+ ويوجد اشارة لكنيسة العهد الجديد إذ يقول فى رؤيا العظام اليابسة أن ربنا كساها لحم وأعاد اليها الأرواح فصارت جيشاً عظيماً.. وهى طبعاً تشير لدخول الامم فى الايمان عن طريق المسيح وكذلك ايمان اليهود بالسيد المسيح.
+ ويوجد اشارة إلى انتشار المسيحية فى سفر حزقيال وذلك فى رؤيا المياة المقدسة الخارجة من الهيكل إذ تشير إلى نشر الايمان وتدفق البركات الروحية فى العالم بواسطة بشارة الملكوت.
+ ويوجد ايضاً اشارة إلى بتولية السيدة العذراء إذ يقول "قال لى الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه انسان لأن الرب اله اسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" حز 24: 2
+ هل يوجد أوجه تشابه بين رؤى حزقيال النبى ورؤيا القديس يوحنا اللاهوتى؟
+ سكن الله مع الناس: "ويكون مسكنى فوقهم وأكون لهم الهاً ويكونون لى شعباً" حز 37، ويوحنا الحبيب يقول "سمعت صوتاً عظيماً من السماء قائلاً هوذا سكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون لهم الهاً" رؤ 21: 3.
+ الجبل العظيم العالى: فى حز 40: 21 فى رؤى الليل أتى بى إلى أرض اسرائيل ووضعنى على جبل عال جداً عليه كبناء مدينة من جهة الجنوب"، وفى رؤ 21: 10 " وذهب بى الروح إلى جبل عال عظيم وأرانى المدينة العظيمة أورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله".
+ مجد الله فى بيته: "المدينة لها لمعان ومجد الرب فيها" فى حز 43: 2- 5، رؤ 21: 11.
+ أبواب المدينة 12 باب، 12 ملاك وأبواب وحراس فى حز 48، رؤ 21.
+ ساحة المدينة مربعة وأبعادها.. فى حز 48، رؤ 21.
+ نهر ماء الحياة صافى ماء الحياة.. مياة تخرج من تحت عتبة الباب حز47، رؤ 22.
+ شجرة الحياة: فى رؤ 22 "على النهر هنا وهناك شجرة حياة تصنع 12 ثمرة" وفى حز 37 يتحدث عن أشجار كثيرة وتقدمة.
 
+ الخصائص الأدبية لسفر حزقيال:
حزقيال النبى استخدم اساليب متعددة للتشبيه منها:
+ الأمثال مثل الكرم والنسر وانثى الأسد وأشبالها والاختين المنحرفتين "أهولا وأهوليبا".
+ التشبيهات الرمزية مثل النوم على الجانب الايمن والايسر للانذار.
+ المواجهه الكلامية: ويستخدم رصيده العلمى والكهنوتى فى المواجهات الكلامية.. أى التوبيخ بتعبيرات واضحة.
+ رؤى: مثل انفتاح السماء على الأرض.
+ كلمة روح استخدمت فى سفر خزقيال 52 مرة ولذلك يسمى حزقيال النبى بنبى الروح مثلما يسمى أرميا النبى بنبى الآب وأشعياء النبى بنبى الابن.. إذ يقول "رفعنى الروح" 5 مرات "أخرجنى روح الرب" "حملنى الرب ودخل بى" "فدخل فىّ"
+ معلومة أن اليهود عبدوا الأصنام فى مصر لا توجد فى الكتاب المقدس كله إلا فى سفر حزقيال إذ يقول "عبدوا الأصنام فى مصر ولهذا فكر الرب فى اهلاكهم".
+ تفاصيل الهيكل الجديد مذكورة فى حز 40.
+ مثل الرعاة الذين اتهموا فى توبيخ شديد اللهجة فى حز4: 2- 16... وننصحكم بأن تقرأوه كخدام.. ويقسم الخراف إلى قسمين كباش وتيوس.. الكباش تمثل الخراف الضعيفة التى أجبرت على الرعى فيما داسته أرجل التيوس.. أما التيوس فهى تنطح الخراف الضعيفة وتشتتها والنتيجة أن الله يخلص خرافه فلا تهلك ويكون قاضياً عادلاً بين القوى والضعيف منها ويقول: "اقيم على شعبى راعياً آخر".. فلا تجعل الله يقول لك ذلك ابداً.. ويبحث عن خادم آخر غيرك لأنه يخاف على رعيته بين أيديك.. ويطلق على اسم هذا الراعى الجديد عبدى داود إذ هو ملك صالح يرعى الشعب والله يكون لهم الهاً.
 

لمحات فى سر الاكليل لنيافة الأنبا رافائيل


لمحات فى سر الاكليل
لنيافة الأنبا رافائيل
سر الزواج في المسيحية هو سر الحب الإلهي المنسكب بالروح القدس في قلبي العروسين، ليصيرا قلبًا واحدًا، وتصير الأسرة المسيحية أيقونة للثالوث القدوس الواحد في الجوهر والمُتعدد في الأقانيم.
ففي الثالوث الآب ليس هو الابن، والابن ليس هو الروح القدس.. مع أن الثلاثة لهم جوهر واحد. وكذلك في سر الزيجة ليس الرجل هو المرأة ولا المرأة هي الطفل المولود منهما، ولكن يصير الثلاثة واحداً في الحب والشركة والعمل... طبعًا مع الاختلاف الشديد بين الأسرة والثالوث، فليست الأسرة واحدًا في الجوهر، وليس الثالوث ثلاثة أشخاص منفصلين، ولكن الحب الأسري الدافئ يجعل الصورة الباهتة للثالوث أكثر وضوحاً في الأسرة المسيحية.. وهذا ما طلبه السيد المسيح في صلاته الوداعية: "ليكونَ الجميعُ واحِدًا" (يو17: 21)، "أيُّها الآبُ القُدّوسُ، احفَظهُمْ في اسمِكَ الذينَ أعطَيتَني، ليكونوا واحِدًا كما نَحنُ" (يو17: 11).
وعلى صعيد آخر يكون الزواج صورة للعُرس السماوي بين المسيح العريس والكنيسة العروس.. وطقس الإكليل يبرز لنا هذه المعاني الروحية والعالية
فالعريس يصير صورة للسيد المسيح، والعروس صورة للكنيسة أو للعذاراء مريم، كممثلة للكنيسة والنفس البشرية في أنقى صورها.. وهذا ما نلمحه في الترتيبات التالية
(1)
 يُستقبل العريس من باب الكنيسة بلحن "ابؤرو"، ومعناه "يا ملك السلام أعطنا سلامك... عمانوئيل إلهنا في وسطنا الآن بمجد أبيه والروح القدس....". وهذا اللحن يُعبِّر عن أننا نستقبل المسيح عريس الكنيسة في شخص العريس المنظور.
أما العروس فنستقبلها بلحن "شيري ماريا تي أورو"، ومعناه "السلام لمريم الملكة"... لاحظ هنا أن العريس "ملك السلام"، والعروس "الملكة"، ولذلك يلبسان تاجيْن علامة هذا المُلك.. ويُسمى السر كله "سر الإكليل" بسبب هذيْن التاجيْن أو الاكليليْن اللذين تطلق عليهما الكنيسة أنهما "أكاليل مجد وكرامة وبركة وخلاص وفرح ومسرة، أكاليل مجد مرتفع وغير فان..."
آه لو يعرف العريس مقدار الكرامة التي تمنحها له الكنيسة..
حينما ترى فيه شخص المسيح نفسه..
وآه لو تعرف العروس أننا نرى فيها العذراء مريم العروس الطاهرة!!!
(2)
 يلبس كل من العروسين برنساً مزركشًا مزينًا بالصلبان، علامة توشحهما بنعمة الروح القدس، والاكتساء بلباس البر والنقاوة "لَبِستُ البِرَّ فكساني. كجُبَّةٍ وعَمامَةٍ كانَ عَدلي" (أي29: 14)، "فرَحًا أفرَحُ بالرَّب. تبتَهِجُ نَفسي بإلهي، لأنَّهُ قد ألبَسَني ثيابَ الخَلاصِ. كساني رِداءَ البِر، مِثلَ عَريسٍ يتزَيَّنُ بعِمامَةٍ، ومِثلَ عَروسٍ تتزَيَّنُ بحُليها" (إش61: 10).
وبرنس العريس – على وجه الخصوص – يمثل الكهنوت الأسري، حيث يصير الرجل كاهن الأسرة، يقودها في الصلاة الأسرية والتسبيح العائلي والفضيلة والمعرفة، وبالطبع هذا لا يلغي الكهنوت المتخصص للآباء الكهنة الذين يمارسونه على مستوى الكنيسة كلها، ويتممون الأسرار لكل المؤمنين بعد أن ينالونه بوضع اليد من الأب الأسقف.
(3)
 يُقرأ فصل البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس الأصحاح الخامس، وهو الجزء الذي يُعقد فيه مقارنة بين الكنيسة والمسيح، وبين الزوج وزوجته:
 "أيُّها النساءُ، اخضَعنَ لرِجالِكُنَّ" ("كما للرَّب").
 "الرَّجُلَ هو رأسُ المَرأةِ" ("المَسيحَ أيضًا رأسُ الكَنيسَةِ").
 "كذلكَ النساءُ لرِجالِهِنَّ في كُل شَيءٍ" ("كما تخضَعُ الكَنيسَةُ للمَسيحِ").
"أيُّها الرجالُ، أحِبّوا نِساءَكُمْ" ("كما أحَبَّ المَسيحُ أيضًا الكَنيسَةَ").
 "كذلكَ يَجِبُ علَى الرجالِ أنْ يُحِبّوا نِساءَهُمْ كأجسادِهِمْ" ("كما الرَّبُّ أيضًا للكَنيسَةِ").
 "هذِهِ الآنَ عَظمٌ مِنْ عِظامي ولَحمٌ مِنْ لَحمي" (تك2: 23) ("لأنَّنا أعضاءُ جِسمِهِ، مِنْ لَحمِهِ ومِنْ عِظامِهِ").
 "ويكونُ الاِثنانِ جَسَدًا واحِدًا" ("مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ" (يو6: 56).
 "هذا السرُّ عظيمٌ" ("ولكنني أنا أقولُ مِنْ نَحوِ المَسيحِ والكَنيسَةِ").
(4)
 يؤكد طقس الإكليل أن الله نفسه هو المُتمم لهذا السر، فالمزمور الذي يُتلى قبل قراءة الإنجيل يعلن بركة الله لهذا الزواج..
"امرأتُكَ مِثلُ كرمَةٍ مُثمِرَةٍ في جَوانِبِ بَيتِكَ. بَنوكَ مِثلُ غُروسِ الزَّيتونِ حولَ مائدَتِك" (مز128: 3).
والسيد المسيح يعلن بوضوح.. "الذي جَمَعَهُ اللهُ لا يُفَرقُهُ إنسانٌ" (مت19: 6). ومرد الإنجيل يؤكد على هذه الحقيقة: "هؤلاء الذين وحدهم الروح القدس مثل قيثارة يسبحون الله كل حين".
وتستمر الصلوات تعلن لنا أن الله الذي عمل في القديم هو هو نفسه الذي يبارك اليوم هذا العُرس، الله الذي خلق المرأة من جنب آدم، وأعطاها له مُعينة نظيره، والذي بارك إبراهيم وسارة، وحفظ اسحق ووفق له رفقة، والذي حضر في عرس قانا الجليل.. هو نفسه "بارك هذا الزواج مثلما باركت ذاك الزواج".
(5)
 وفي أواخر الطقس يستدعي الأب الكاهن الروح القدس ليحل على العروسيْن، فيرشمهما قائلاً
 كللهما بالمجد والكرامة أيها الآب آمين
 باركهما أيها الابن الوحيد آمين
 قدسهما أيها الروح القدس آمين
فيصير رباطهما مقدساً ثابتاً غير قابل للانحلال بسبب اتحاداهما بالثالوث القدوس.
 آه لو يعرف شبابنا وبناتنا القيمة العظيمة التي ينالونها بنعمة الروح القدس في سر الإكليل
آه لو يعرفوا مقدار الكرامة التي تنتظرهم عندما يعملون بما تعاهدوا به في سر الإكليل
 آه لو نستقبل هذه النعمة بالوقار والحشمة وروح الصلاة والتقوى والإحساس بحضور الله في عرسنا وحياتنا وبيتنا
 آه لو يتحمل الرجل مسئولية أن يُصلب من أجل زوجته، وتكون هي مستعدة أن تموت من أجله كما المسيح والكنيسة
لو عرفنا هذا كله.. لاستقامت حياتنا الأسرية، وانتهت مشكلة الطلاق من عند المسيحيين الحقيقيين

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010