V
المرشد الروحى
" الخلاص بكثرة المُشيرين " ( أمثال 24 : 6 )
+ بعض النفوس المغرورة والمتكبرة ، لا تطلب المشورة ، وتقوم بتنفيذ المشروعات ، بدون خبرة ، فتفشل فشلاً ذريعاُ ، وتندب حظها العاثر ، أو تلقى بالمسئولية على الله ، ولا دخل له بالطبع ، لأنها لم تستشره ، ولم تطلب مشورة رجال الدين وأهل الخبرة والعلم السليم ، والأهل الحكماء والأصدقاء والزملاء الأوفياء .
+ وكثير من المقبلين على الزواج ، لا يلتجأون إلى الله ، ولا إلى المرشدين الروحيين ، ولا إلى الحكماء ، وعلى العكس البعض يلجا بالفعل لأخذ المشورة ، وعندما تكون على غير هواه ، لاسيما عند النصح بعدم الأرتباط بشخص بعينه لأنه شخصية غير روحية ، يعاند ويكابر ويصر على تنفيذ رأيه ، ويندم فيما بعد على حماقته ، وسوء تصرفه . وقد رأينا بالفعل نماذج لتلك الحالات فى مجال خدمتنا .
+ وقد كان سليمان حكيماً جداً ، ومع ذلك ارتكب حماقات ، لأنه ظنها تُفيده وتُسعده ، ولكنها قادته لغضب الله ، وانقسام المملكة من بعده .
+ ولهذا كرر الحديث عن ضرورة وأهمية طلب المشورة ، وقال للكل :
· " إن الخلاص ( من المشاكل ) فبكثرة المُشيرين " ( أم 11 : 14 ) ، ( أم 15 : 22 ) ، ( أم 24 : 6 ) .
· " ومع المتشاورين ( نجد ) حكمة " ( أم 13 : 10 ) .
· " المقاصد تثبُت ( تتحقق الأهداف ) بالمشورة " ( أم 20 : 18 ) .
+ وأكد سليمان على أن أتكال الإنسان على فكره القاصر ، لا يوصله إلى نتائج طيبة – أحياناً – وقال : " توجد طريق تظهر للإنسان ( أنها ) مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت " ( أم 16 : 25 ).
+ لذلك فى كل أمور حياتك لاسيما القرارات المصيرية التى يتوقف عليها مستقبلك ( الأرضى والأبدى ) ، يجب أن تطلب مشورة الرب بالصلاة ، ومشورة رجال الله ( أباء الإعتراف والمرشدين الروحيين ) ، حتى لا تندم ، وتحزن وتبكى بلا نتيجة ، ولا علاج لما حدث من تصرف أحمق .
+ ويقول الرب لكل رافض لمشورته أو وصيته : " ليتك أصغيت إلى وصاياى ، فكان كنهر سلامك" ( إش 48 : 18 ) .
+ ويسجل الوحى المقدس بعض نماذج من طلب مشورة الله ورجاله ، مثل الملك شاول ( 1 صم 14 : 37 ) ، وداود ( 1 صم 23 : 2 ) ، ولكن العبرة بالإستجابة للنصيحة المفيدة ، وتنفيذها فوراً .
+ وإذا كانت مشورة الحكماء هامة ولازمة ، فإن مشورة الأشرار قاتلة . وقد أضاعت نفوساً كثيرة وخرّبت بيوتاً عديدة ، لأنها نصائح شيطانية ، وتخالف روح وتعاليم الكتاب المقدس ، ولذلك نهى الكتاب عنها ، وامتدح المبتعد عن أفكار الأشرار ، وقال المرنم :
· " طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الأشرار ، وفى طريق الخطاة لم يقف ، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس " ( مز 1 : 1 ) .
+ ولذلك تدعونا تعاليم الأباء القديسين إلى التأنى فى اختيار المرشد الروحى ، ليكون الإرشاد والتوجيه والمشورة سليمة ، والتصرفات حكيمة ، وذات قيمة عظيمة .
+ فاختر ( يا أخى / يا أختى ) الأصلح على هذا الأساس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.