‏إظهار الرسائل ذات التسميات الترانيم المصورة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الترانيم المصورة. إظهار كافة الرسائل

قصة:باب أبى السماوى


باب أبى السماوى 
لي الحياة هي المسيح و الموت هو ربح   ( في 1 : 21 )
 
قصة حقيقة
 
عشت في باكستان في عزلة لأني كنت مقعدة عاجزة عن المشي لا أقدر على ترك حجرتي بغير مساعدة و كانت ديانات كثيرة في باكستان في هذا الوقت و لم أكن بعد من خراف المسيح.
وقد كان أبي يحبني حبا جما و قد أوصته أمي و هي على فراش الموت بي كطفلة كسيحة حبيسة الفراش ، لذلك قرر أبي أن يسافر إلى لندن بعد أن نصحه بذلك أحد الأطباء الإنجليز الذين تعرف عليهم في باكستان .
و كانت رحلة قاسية من كل النواحي ، حركتي صعبة جدا ، إلي جانب رجوعي كما أنا في القبيلة التي يرأسها أبي سيكون عارا لي ، ولكن الطبيب بمجرد أن فحص قدمي و ذراعي الضامرة ، قال لأبي بهدوء " لا دواء لحالة هكذا ، فقط الصلاة قد تشفيها "
إنه حكم الله ، حالة ميئوس منها ، رجعت لأواجه مصيري الحزين بينما الفتيات في مثل عمري يحلمن باليوم الذي فيه يلبسن ثياب زفافهن الحمراء الموشاة بالذهب و توالت على الأحزان بموت أبي الذي كان سندي في الحياة ، تجمدت من الحزن و فقدت الرغبة في مقابلة الآخرين ، كنت أفكر في حالي " يا له من سخف أن أظل على قيد الحياة فيما بعد فتاة عاجزة بلا فائدة ، من فضلك ربي خذني ، أريد أن أموت ، لقد كرهت نظرة الإشفاق في عيون الناس والحزن يملأني و لكن صوت داخلي كان يقول لي : من الذي فتح أعين الأعمى وأقام الميت ، أليس أنا ؟
 " اشفيني أنا أيضا يارب " كنت أصرخ هكذا في ظلام الليل ، و إذ بنور يزداد في الحجرة أكثر من نور النهار بلمعان شديد و شخص منير جدا يقول لي : أنا يسوع قومي وتعالي إلي .
بدأت في البكاء ، يا سيد أنا مقعدة لا أستطيع القيام ، فقال لي قفي وتعالى إلي ، أنا يسوع ، شعرت بقوة جديدة تسري في أطرافي العاجزة ، وضعت قدمي على الأرض و وقفت وتحركت نحوه ، حرك يده  ووضعها على رأسي ، فرأيت ثقبا في يده يشع ضوءا مبهرا وقال لي : أنا يسوع عمانوئيل الطريق والحق والحياة ، منذ الآن ستكوني شاهدتي واحفظي نفسك من الخطية و سأكون معك ، عليك أن تصلي هكذا " أبانا الذي في السموات ..... "  فأعدت الصلاة بعده التي استقرت في عمق قلبي ، ما أجمل أن أدعو الله أبي. واختفي يسوع
امتلأت بالفرح والسعادة ، شئ لا يمكن أن أصفه ، نظرت ذراعي ورجلي ، إنهما صحيحتان بعد أن كانا بهما ضمور يا للفرح.
 نادت عمتي علي في الغرفة الأخرى  " جولشان ( هذا اسمي )  جولشان ، من الذي يمشي عندك في الغرفة ؟! إنه أنا يا عمتي  ، قالت لي : أنت تهذين ، ففتحت الباب ودخلت حجرتها ، اقتربت مني و هي تتحسس ذراعي الميت و صرخت يا له من أمر غريب.  طارت أخبار المعجزة في كل البلدة و كنت أقول في كل البلدة : يسوع عمانوئيل ظهر لي وشفاني ، ورغم فرحة أخوتي و أهلي بي إلا إن هذا الأمر بدا يسبب لهم قلق.
أما أنا فكان يكفيني أن أردد " أبانا الذي ... " كل كلمة في هذه الصلاة تمس احتياجي ، إنه أبي  ، إنه ملك ، إنه يعطيني الخبز، لأعمل إرادته ، لأطلب منه أن يحميني من التجارب ، يا لها من صلاة معزية ، كنت أصرخ ماذا تريد يارب أن أفعل؟
ثم اجتمع بي كبار العائلة و كأنها صالة محاكمة و قال لي أخي الأكبر بحزم شديد : إذا لم تتوقفي عما تقولينه ، فسوف نطردك من العائلة ونحرمك من كل شئ . و لكن جولشان الجديدة كانت تشعر بقوة خارقة و قلت لهم إني سأنتظر الإجابة من يسوع و عندما سأسمعها سأطيعه حتى لو قتلتموني.
تركت منزلي و بحثت عن شخص مسيحي يعطيني الكتاب المقدس و لا تسألني عما وجدته في الإنجيل ، اسأل رضيعا ما هو اللبن أو عطشانا ما هو الماء ، يسوع أعطاني ماءا حيا لجسدي المعذب و روحي المضطربة والآن أريد أن أموت معه في المعمودية . 
كنت أقول ليسوع : سلمت نفسي في يديك و أسمع صوته داخلي يقول لي أنا دائما معك ، لذلك قررت أن أتبعه مهما كلفني الأمر. ذهبت للخدمة في أحد ملاجئ الأطفال و لأول مرة نمت على الأرض بعد أن كانت لدي خادمتان و وصيفة  أخذت أهتم بالأطفال وأحدثهم عن يسوع .
اتصل بي أخي وقال لي : لا أريد أن أرى وجهك ثانية ، و لن تريني أبدا بعد الآن ، فقلت له :  إن أغلقت بابك في وجهي ، فباب أبي السماوي مفتوح لي ، و إن كنت ميته بالنسبة لك ، فذلك لأني فعلا مت مع المسيح.
 
لي الحياة هي المسيح و الموت هو ربح   ( في 1 : 21 )
                  ترنيمة باب السما مفتوح               


جاذبية الكتاب المقدس

"جاذبية الكتاب المقدس"
في بداية القرن العشرين كتب الأديب الروسي أنطون تشيكوف قصة رائعة اسمها "جاذبية الكتاب المقدس" سأقدم لك عزيزي القاريء ما تحتويه من معانٍ هامة...
في قصر أحد الأغنياء اجمتع رجال السياسة والقانون والمال تلبية لدعوة صاحب القصر وكان موضوع إلغاء عقوبة الإعدام هو الموضوع المثار في كل المحافل حينها وكان النقاش على درجة كبيرة من الإنفعال نظراً لإنسانية الفكرة. فالذين يؤيدون إلغاء عقوبة الإعدام والإكتفاء بالسجن مدى الحياة لهم ما يجعلهم متحمسين لها، والذين يتبنون عدم إلغاء العقوبة أيضاً لهم أسبابهم.
وكان صاحب القصر رجل الأعمال الغني من أشد المؤيدين لعقوبة الإعدام وبينما كان النقاش مع رجال القانون ورجال الدولة في هذا الموضوع كان أيضاً هناك محام شاب يتكلم بانفعال شديد عن إلغاء العقوبة، وبينما كان الحديث بين أطراف كثيرة إلا أن حماس الشاب جعل الحديث يدور بين هذا المحامي وصاحب القصر، وبينما صمت الجميع مراقبين نهاية الحديث...
فقال الشاب لصاحب القصر: إن الإعدام عقوبة غير آدمية وماذا حين يظهر دليل لبراءة الذي أعدم بعد موته. ولكن حين يكون مسجوناً يمكن تدارك الخطأ بينما دافع صاحب القصر...
وقال: بل إنها عقوبة رحيمة أكثر من السجن مدى الحياة. فالمسجون يموت كل يوم بينما الذي أعدم يموت مرة واحدة.
وهنا ابتسم المحامي الشاب بسخرية...
وقال له: ما هذا الكلام كيف يمكن أن نقارن بين الموت الحقيقي والآلام النفسية التي يشعر بها المسجون.
ورد صاحب القصر وقال: أيها المحامي إنك تتكلم دون أن تختبر الأمور لأنك لم تسجن من قبل ولكنني واثق أنك إذا سجنت ستتغير وجهة نظرك.
واحتدم النقاش بصورة انفعالية وعندئذ أعلن صاحب القصر عن صفقة ليسكت بها المحامي الشاب ويقدم دليلاً عملياً عن صدق رأيه... فقال أمام الجميع: أيها المحامي إنني أبرم معك اتفاقاً مكتوباً وموثقاً وهو أنني سأتنازل لك عن كل ثروتي وقصري إذا استطعت أن تحتمل السجن خمسة عشر عاماً.
وصمت المحامي الشاب ولمعت عينيه وهو يفكر وقال: أنا موافق.
 
ووسط همهمة الجميع كتب صاحب القصر الغني الإتفاق الذي بموجبه تذهب ثروة هذا الرجل الغني إلى الشاب بعد خمسة عشر عاماً من السجن في القصر على أن لا يتكلم مع أحد وأن يوفر صاحب القصر للشاب الأكل والشرب والملابس والكتب والأمور الشخصية. وإذا لم يحتمل الشاب السجن يمكنه الخروج في أي وقت ولكنه سيخسر كل شيء ولا يأخذ أي تعويض عن سنوات السجن. ومع محاولات الجميع لإيقاف هذا الإتفاق إلا أن الإثنين كان مصرين على اتفاقهما.
وفعلاً ذهب الشاب إلى حجرة بحديقة القصر ليسجن هناك. ومع أنه دخل سجناً اختيارياً حتى بدأ يتسرب إليه القلق والضيق وانفجرت الكلمات داخل عقله، ما الذي فعلته بنفسي؟؟!! وأي مستقبل ينتظرني؟؟!! وقد أموت هنا قبل أن أحصل على الثروة. وقد أحصل على الثروة ولا أستطيع أن أتمتع بها!!! ما هذا...!!! ولكنه أيضاً لم يستطع أن يرجع في اتفاقه لأجل التحدي الذي قبله أمام كل المجتمع.
ومرت الأيام بصعوبة بالغة. فطلب كتباً ووسائل تعليم ليكسر بها صعوبة الأيام. ومرت السنوات الخمسة الأولى وقد تعلم اللغات والموسيقى وقرأ كل أنواع الأدب ولكنه كل يوم يزداد عصبية وضيقاً وكان يشعر بأنه قد دفن نفسه بارادته. ولكن في العام السادس طلب كتباً في الديانات وقرأ كل ما كتب عن ديانات العالم، فقد كان قد قرأه منذ زمن ولم يكن يستمتع به. ولكنه الآن يريد أن يعيد قراءته. وما أن قرأه حتى تغير سلوك المحامي الشاب. فلقد كان كثير الطلبات من صاحب القصر وكان يعامل الحارس معاملة قاسية ولكن مر عام بعد طلبه الكتاب المقدس ولم يعد يطلب شيئاً آخر.
ومرت الأعوام التالية وهو في هدوء وبلا طلبات حتى مرت السنوات وأصبح صاحب القصر رجل عجوز وها هي السنة التي سيخسر فيها كل شيء وتذهب أمواله إلى المحامي السجين. وتمر شهور السنة وصاحب القصر في غاية القلق والضيق. فطلب من الحارس وسأله عن أحوال السجين...
فقال له: منذ سنوات وهو لا يفعل شيئاً سوى أن يقرأ الكتاب المقدس ويصلي. لقد صار قديساً. ولم يهتم صاحب القصر بكلام الحارس ولكنه كان يسأل عن حقيقة انتقال ثروته إلى المحامي حسب العقد المبرم بينهما.
وها هي الأيام تقترب وظل صاحب القصر لا ينام ولا يعرف كيف سيعيش فيما بعد حتى أنه في إحدى الليالي. أخذ سكيناً ونزل إلى الحديقة ودخل إلى مكان سجن المحامي. ووجده نائماً في هدوء. واقترب ليقتله ولكنه وجد ورقة بجوار سريره فأخذها وما أن قرأها حتى انهار وسقط من الدهشة. لقد كانت الورقة هي التنازل من المحامي عن حقه في ثروة صاحب القصر وفي نهاية التنازل شكر لصاحب القصر على استضافته ومحبته له.
واستيقظ المحامي ووجد صاحب القصر في ذهول فأطلعه على السر الذي حول حياته ... إنها كلمات الله ... فقال له: بعدما قرأت الكتاب المقدس بعمق ووجدت وكأن الله يسكن معي هنا فلم أعد أهتم بثروتك ولا بقصرك، بل لم أعد أشعر أنني في حالة قلق من شيء. ولم أعد أتضايق من شيء فلقد أحسست أنني لا أريد شيئاً ولا أشتهي شيئاً. لقد صرت غنياً فعلاً حين وجدت المسيح...
فاحتضنه صاحب القصر وترجاه أن يقبل مشاركته في القصر. فقبل المحامي أن يسكن معه فقط دون أن يأخذ منه شيئاً...
عزيزي القاريء...
إن العالم هو مكان القلق ومصدر القلق، بينما المسيح هو مصدر العزاء وحيث يوجد المسيح توجد الراحة ألم يقل لنا:
"تعالوا إليَ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"
(مت11: 28)
فكل من عاش واختبر قلق العالم ثم وجد المسيح أو وجده المسيح وعاش معه شعر بالراحة والشبع وبالطمأنينة. هكذا يقول القديس أغسطينوس:

"لقد خلقتنا متجهين إليك يا الله لذلك ستظل نفوسنا قلقة حتى تجد راحتها فيك"
ترنيمة ما احلي السجود                                                            


ترنيمة بين يديك نار فى السفن !!


                                  نار فى السفن !!                                 
  
مع بدايةالعام، في أول يناير 1996، انتقلت إنسانة مؤمنة عانت من مرض السرطان قرابة شهرين، كان المرض يجري سريعًا في المخ..
سألت نفسي: "لماذا يسمح اللَّه لكثير من مؤمنيه أن يعانوا خاصة من الأمراض الخبيثة قبل رحيلهم من هذا العالم؟"
يسمح اللَّه بذلك لكي يدرك المؤمن أن رجاءه كله في السماء، فلا يشتهي ما لجسده بل ما لمجده الأبدي. إنه كمن يؤكد لمحبوبه الإنسان أنه يليق به أن يضع يده على المحراث متطلعًا إلى كنعان السماوية ولا ينظر إلى الوراء.
هذا يذكرني بما رواه Green عن المكتشف الأسباني كورتز Cortez أنه رسا بسفنه في Vera Cruz في عام 1519 م ليبدأ غزوه للمكسيك، وكانت قوته الملازمة له صغيره جدًا، تعدادها 700 رجلاً. ما أن نزل رجاله من السفن وانطلقوا إلى الشاطئ حتى أشعل النار بسرعة شديدة في السفن الإحدى عشرة التي كانت في خليج المكسيك.
لقد تعمد حرق السفن التي حملت رجاله، ليروا بأعينهم النار المشتعلة أمامهم، فيتأكدوا أنه لا طريق لهم للحركة سوى الدخول إلي المكسيك لمواجهة الموقف أيا كان دون رجعة إلى سفنهم وهروبهم من المعركة!
هكذا كثيرًا ما يسمح السيد المسيح بتدمير موضع راحتنا الزمنية حتى ندرك أنه لا طريق لنا سوى الدخول في المعركة مع عدو الخير لندخل في السماويات، ولا يرتبط قلبنا بشيء إلا بالتمتع بالنصرة لنوال الإكليل.
كثير ما يسمح اللَّه بإغلاق كل طريق واسعٍ أمامنا حتى نجد أنه لا خيار لنا سوى قبول الطريق الضيق.

 
V   V   V  


     أشكرك أيها القائد العجيب والحكيم،
     تأتي بي إلى المعركة الروحية،
     تأتي بي تحت قيادتك يا واهب النصرة.
     تحرق حولي كل السفن فلا أفكر في التراجع.
     أجد راحتي ونصرتي فيك لا في سفن العالم.
     تدخل بي في مواجهة عدو الخير إبليس،
     تخفيني فيك فلا أكون طرفًا في المعركة.
     بك وفيك أغلب على الدوام،
     إذ وعدتني: ثقوا أنا قد غلبت العالم!
  
                    ترنيمة بين يديك                  

هذا أنا في المسيح يسوع






وحيد فى القبر


                                وحيد فى القبر                                   
  
اندهش ابونا انسطاسى جداً عندما استيقظ فأحس كأن لفافة فوق وجهه فرفع يده ليبعدها عنه فسقط شئ من يده فتحسسه فإذا هو صليب

كان الظلام يسود المكان وتعجب ابونا انسطاسى من هذا جداً
لأنه تذكر ان نافذة قلايته كانت مفتوحة عندما رقد لينام وأن نور القمر كان يتخلل المكان ويضيئ الغرفة
ثم ما هذه الرائحة العجيبة التى يشمها حاول ان يعرف سرها فلم يستطع
رائحة تشبه رائحة الموتى

وكان بعض الوقت قد مر عليه وقد ألفت عيناه الظلام فدقق النظر جيداً لعله يبصر
وهنا وقف شعر راسه فى خوف وفزع واضطرب جسده كله فوضع كفيه على عينيه لعله يزيل المنظر من امامه ولكنه لما رفع يديه وجد المنظر كما هو
اكوام من العظم فى بعض الاركان واجساد مسجاه حواليه على الارض وكل جسد منها يرتدى تونية بيضاء وعلى وجهه لفافة وفى يده صليب

ولا شك انه طافوس الدير
وهنا تملكه خاطر عجيب حاول ان يبعده عن نفسه فلم يستطع
وبحركة لاشعورية نظر الى ذاته فوجد انه ايضاً يلبس تونية بيضاء وكان ما استطاع ان يراه من شعر لحيته ابيض كله ولم تكن فيها من قبل سوى ثلاث او اربع شعرات بيضاء
ادرك الحقيقة المذهلة انه فى طافوس الدير

فما الذى حدث له

هل مات حقاً وأقامه الله من الاموات
أم وقع رهبان الدير فى خطأ وظنوه ميتاً فدفنوه
أم هناك تعليل ثالث

إنه لايعرف ومع ذلك فهناك حقيقة خطيرة واضحة امامه وهى انه على الاقل ميت فى نظر الناس
وعرف ايضاً حقيقة اخرى وهى انه لايستطيع ان يخرج عن هذا الوضع إذ كيف يمكن للناس ان يروا امامهم ميتاً قد دفنوه بأنفسهم !!
أعصابهم لاتحتمل وعقولهم ايضاً لاتحتمل

إذ عليه ان يقضى بقية حياته كميت داخل الطافوس
كانت هذه تجربة جديدة عليه فى الحياة كيف يمكن ان يحيا هكذا

فى اول يوم تعب تعب شديداً كانت الرائحة كريهة ومنتنة ولا يستطيع ان يتحملها ولكنه قال فى نفسه
المفروض اننى تركت تنعمات العالم وعلى ان احيا هكذا

وتذكر قصة الانبا ارثانيوس عندما كان يترك الماء الذى يبل فيه الخوص دون تغيير حتى ينتن ويقول ان تلك النتونة عوض عن الروائح الطيبة التى كان يتمتع بها فى القصر الامبراطورى

ومالبث ابونا انسطاسى ان تعود هذا الموضع ان يحيا وسط العظام وان يحتمل تلك الرائحة ويألفها

بقيت امامه مشكلة الطعام كيف يأكل
لم يكن لديه فى الطافوس اى نوع من الطعام وما كان ممكناً ان يجلب اطعمة من الدير ويحفظها
انما كان يخرج كل ليلة فى الظلام حوالى منتصف الليل ويأكل بعضاً من الثمار او الخضروات الموجودة فى حديقة الدير او بقية اكل فى اناء نسى الطباخ ان يغسله
او مجرد خبزة وقليلاً من الملح وذلك يكفى
ثم يقضى اليوم كله صائماً حتى يحين نصف الليل مرة اخرى وهكذا
وقضى سنوات طويلة لم تبصره فيها الشمس آكلاً
وفى الواقع لم تبصره الشمس على الاطلاق
وطبعاً لم تكن لديه فى الطافوس اية ادوات او اوان وهنا تذكر ابونا انسطاسى كيف كان يحتفظ فى قلايته بعشرات المعدات فى المطبخ وبألوان من الاطعمة والاوانى
اما الآن فليس لديه شئ منها وهو يعيش من غيرها جميعاً
كما كان يعيش القديس الانبا بيجيمى السائح بدون ادوات على الاطلاق فى مغارته
وهنا شعر ابونا انسطاسى بخجل من حياته الماضية

بدأ ضميره يوبخه كيف كان وهو راهب يحتفظ بأشياء كثيرة
كانت تبدو ضرورية امامه فى ذلك الحين وقد ثبت الآن عملياً انه استطاع ان يعيش من غيرها
وهنا تذكر عشرات الادوات الاخرى التى كان يستخدمها فى قلايته فى ذلك الزمان :
من ادوات مكتب واثاثات وصور وملابس واغطية ونثريات عديدة لا تدخل تحت حصر
وانتبه ضميره كثيراً على ذلك كله

مامعنى الفقر الذى كان قد نذره يوم رسامته
اين فضيلة التجرد
وهنا بحث مع نفسه مشكلة الضروريات والكماليات انها ولاشك مسأله نسبية تتوقف على مدى تجرد الشخص وتقييمه للأحتياجات
اما الآن فقد استطاع ابونا انسطاسى ان يحيا فى الدير وهو لايملك شيئاً على الاطلاق فى حياة تجرد كامل

حتى القلاية المسكن الخاص !! انه يحيا الان فى الطافوس ولا يستطيع ان يعتبره قلايته الخاصة انه غريب ايضاً حتى فى هذا المكان
فى حياته الاولى كانت له قلاية ومحبسة ولا يستطيع احد ان يدخلها دون اذنه
يغلقها ويفتحها كما يشاء بمفتاح يحتفظ به معه اما الآن فأنه لايملك التصرف فى المكان الذى يعيش فيه

لو ادخلوا عليه شخصاً جديداً لايمكنه ان يحتج ولا ان يفتح فمه بل بمجرد ان يسمع دقات حزينة من جرس الدير

يسرع الى وضعه كميت ويرقد نفس الرقدة ويغطى وجهه بلفافة حتى ان فتحوا الطافوس لدفن الميت الجديد يجدون كل شئ كما تركوه

حتى الكتب لم يكن يملك منها ابونا انسطاسى شيئاً
إذا كيف كان يقضى وقته
هنا أحس خطأه القديم

فى ذلك الزمان كان هدفه ان يملأ عقله بالمعلومات
يقرأ عشرات الكتب ويصبح دائرة معارف ولكنه لايجد وقتاً فيه يتأمل ماقرأه
أما الآن فإذ لاتوجد لديه كتب بدأ يجتر المعلومات المخزونة فى ذاكرته ويتأمل

أحياناً كان يستغرق فى آيه واحدة بضعة ايام يغوص فى اعماقها ويكشف له الروح اسراراً عجيبة

حتى كان يصرخ فى فرح مع داود
(لكل كمال رأيت مُنتهى أما وصاياك فواسعة جداً)
عرف انه كان يعيش قديماً على القشور وقشور المعرفة السطحية وعندما كانت تضغطه الرغبة فى القراءة كان يذهب فى الظلام الى الكنيسة ويقرأ قليلاً فى هدوء ويرجع

وعاش ابونا انسطاسى حياة عزلة كاملة وصمت
لم يكن يزور احد طبعاً ولم يكن احد يزوره وطبعاً عاش فى صمت كامل لايتحدث الى احد
فى احدى المرات كان بعض الرهبان يتكلمون خارج الطافوس
وكان يسمع اصواتهم ولا يعلق بشئ هل المعلومات التى يقولونها صحيحة ام خاطئة
هل هى كاملة ام ناقصة
ليس له ان يتدخل ما شأنه
انه ميت ... وفى مرة اخرى سمع رهباناً خارج الطافوس يتحدثون فى اخبار الآباء الاولين ثم ورد اسمه على السنتهم وذكره البعض بالخير وانتقده آخرون اما هو فصامت لا يشكر المادح ولا يجادل المنتقد انه ميت


وفى ذات مرة مرض ابونا انسطاسى وطبعاً لم يزره طبيب ولم يأخذ دواء ولا أى نوع من العلاج
ولا تغذية ولا تقوية احتمل فى هدوء وفى صمت حتى كلمة العزاء لم تصل اليه
وإذ لم يفتقده احد بل كان أحياناً لايستطيع حتى مجرد التأوه عندما يحس ان احداً خارج الطافوس وظل هكذا حتى شفى

وفى احدى المرات وهو يمشى ليلاً رآه رهبان فصاح احدهما وهرب
أما الآخر فظنه احد السواح او احد القديسين القدامى فتقدم اليه وركع وطلب ان يباركه فلم يجادل وانما اطاع وضع يده هليه وباركه ومضى مسرعاً نحو الطافوس

وأشيع فى الدير ان قديساً ظهر لأحد الرهبان واعتكف ابونا انسطاسى جملة أيام لا يخرج اطلاقاً لم يأكل فيها ولم يشرب

عاش ابونا انسطاسى بعيداً بالكلية عن العالم واهله

كان فى ذلك الزمان يكتب رسائل لكثيرين وتصله الرسائل منهم اما الآن فإنه ميت
وهكذا
بعد عن الخطابات وأيضاً عن المجلات والجرائد وعن الاخبار عموماً لا تصله اخبار العالم ولا اخبار الكنيسة ولا حتى اخبار الدير

وبمرور الوقت بدأ ينسى الاخبار القديمة ايضاً كان قديماً يشعر ان الدير محتاج اليه وانه عمود من اعمدة الدير

شخص مهم يقوم بمسئوليات عديدة اما الآن عرف ان الدير مازال ديراً بدونه
وكذلك الكنيسة تخلو فيها احياناً بعض المناصب والمسئوليات
فلا يرشحه احداً لشىء منها انه ميت وهو ايضاً لايفكر فى هذه الامور ولا يعلم بها

وإذ لم يكن له مايشغله سوى الله عاش حياة الصلاة الدائمة فى ذلك الزمان
قبل موته كان يقضى ليالى كثيرة فى القراءة والكتابة وفى الترجمة وفى التأليف وفى النساخة وفى امور خارجة عن نفسه

اما الآن فإنه لايستطيع ان يقرأ او يكتب بالليل إذ لاتوجد كتب ولا إضاءة
فاصبح يقضى الليل كله فى الصلاة وتذكر قول مار اسحق الليل مفروز لعمل الصلاة

وكان يعمل فيه ايضاً اعماله الضرورية فى الدير

ونما فى الصلاة كثيراً حتى تحولت حياته الى صلاة لم يعد فى عقله الا الله وبمرور الوقت نُسيت التذكارات القديمة إذ ليس شئ جديد عالمى يُضاف اليه وذكرياته واهتاماته وهكذا ذالت الطياشة من صلاته

وبدأ يصل الى نقاوة القلب ونقاوة الفكر والى الانحلال من الكل والارتباط بالواحد

تنقى من الافكار الخاطئة ولكن فكراً واحداً ظل يحاربه
قال لنفسه : هأنذا قد عرفت الرهبنة الحقيقية ومارست الموت الكلى عن العالم والاتصال الكامل بالله فماذا يمنع ان اظهر للدير واحيا هكذا

شجعه على هذا الفكر طول المدة التى قضاها فى الطافوس
بحيث نسيه الناس كثير من زملائه القدامى رآهم يدفنون معه فى الطافوس وغالبية رهبان الدير الآن من الجدد الذين لم يعاشروه

والباقون من زملائه قليلون ولا يتوقعون رؤيته وإن رأوه لا يتعرفون عليه فقد تغيرت هيئته من فعل الشيخوخة ومن النسك

وحاول ابونا انسطاسى ان يطرد هذا الفكر ويقول لنفسه وما جدوى ان يرانى الناس لقد كنت اشتهى فى ذلك الزمان انا احيا وحيداً وبعيداً عن الناس متفرغاً لله وحده وها انا قد فعلت ما اريد
فلماذا افكر فى تغيير حالتى

ثم تعود الافكار تحاربه قائلة :
انك فعلت هذا مضطراً وما اجمل ان تفعله بإرادتك ومرت عليه فترة طويلة فى مقاتلة الافكار
وأخيراً جاءت ليلة خطيرة جداً فى حياته

وفى تلك الليلة اشتدت عليه الافكار جداً فركع ابونا انسطاسى

وسكب نفسة امام الله فى حرارة شديدة وقال :
مبارك انت يارب فى جميع احساناتك الىّ
انت يارب شفوق وحنون علىّ جداً وقد عاملتنى بما لا استحق ووهبتنى هذه الحياة المنعزلة
حللتنى من الكل وربطتنى بك
غير انى اشعر اننى عشت فى هذا الطقس مضطراً أريد انا احيا فيه بإرادتى من اجل حبك
إنها فكرة أو انها شهوة قد تكون جيدة وقد تكون رديئة ... ولكننى على اية الحالات
اعرضها عليك لاننى لا أستطيع ان اخفى عنك شئ ولتكن إرادتك

واحنى ابونا انسطاسى رأسه وبكى ولم يسمع احد صوته
ولكن السماء سمعت فتقدم واحد من الاربعة والعشرين قسيساً الجلوس حول عرش الله وأخذ هذه الصلاة فى مجمرته الذهبية
وصعد بها الى فوق ونام ابونا انسطاسى والدمع يبلل لحيته البيضاء

إنه لايدرى كم مر عليه من الوقت وهو نائم أهى ساعة أم دهر
كل مايدريه أن جرساً دق دقات عنيفة وفتح ابونا انسطاسى عينيه واندهش جداً وقال فى نفسه
ماهذا الذى أراه
ودارت رأسه فنام ثم استيقظ على صوت جرس آخر لعله جرس باكر ففتح عينيه
وإذ هو امام المنظر الأول فاندهش وزاد تعجبه :
وجد امامه نافذة مفتوحة ونور القمر يدخل المكان ويضيئه كله
ونظر الى ذاته فوجد انه يلبس رداءً أسود وتأمل المنظر حوله فوجده يشبه تلك القلاية التى كان يعيش فيها فى ذلك الزمان فوضع يديه على رأسه وأخذ يفكر
وأخيراً عرف السر
هل كان ماحدث له حلماً ام رؤيا أم درساً فى الرهبنة
ليس يدرى ولكنه ادرك الهدف منه

ومنذ ذلك الحين تغيرت حياته كلية

بدأ حياة الوحدة والنسك التى تعودها خلال (عشرات السنوات)
وأخذ يمارس الصلاة الدائمة كما كان يمارسها فى الطافوس

وعندما كانت الضرورة تدعوه للخروج من قلايته لعمل خاص بالمجمع
كان يسير فى هدوء ولا يلتفت يمنة ولا يسرة
وكان الرهبان يميزونه بصمته وبجسمه النحيل وأدبه الغزير وتواضعه وبراسه المنكس الى الارض وكان بين الحين والحين يرفع راسه قليلاً ويهزها هزة بسيطة
لكى ينفض عن عينيه قطرات من الدموع تمنعه من رؤية ماهو قدام .

من روائع قداسة البابا شنودة الثالث فى كتابه ثلاث قصص هادفة
                 كليب وسط النهار                        

  

الملكة وملك الملوك واللقاء الموعود

تذكار معجزة القديس ثاؤفيليس

تذكار معجزة القديس ثاؤفيليس
  
في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار الآية العظيمة التي صنعها الله في عهد القديس ثاؤفيلس البابا الثالث والعشرين . وذلك أنه كان في مدينة الإسكندرية رجل يهودي اسمه فيلوكسينوس. كان غنيا جدا وخائفا من الله وعاملا بشريعة موسى وكان في المدينة فقيران مسيحيان فجدف أحدهما قائلا " لماذا نعبد المسيح ونحن فقراء . وهذا اليهودي فيلوكسينوسغني جدا  " فأجابه الثاني قائلا " مال الدنيا ليس له عند الله حساب . ولو كان له حساب لما كان أعطاه لعابدي الأوثان والزناة واللصوص والقتلة . فالأنبياء كانوا فقراء مضطهدين وهكذا الرسل أيضا والرب يقول أخوتي الفقراء " (مت 25 : 40 ) فلم يتركه عدو الخير يقبل شيئا من قول رفيقه فجاء إلى فيلوكسينوس اليهودي وسأله أن يقبله في خدمته . فقال له " لا يحل أن يعاشرني إلا من يدين بديني فان كنت تريد صدقة أعطيتك " فأجابه ذلك المسكين قائلا : خذني عندك وأنا أعتنق دينك وأعمل جميع ما تأمرني به . فأخذه إلى مجمعهم فسأله الرئيس أمام جماعة اليهود قائلا : " أحقا تجحد مسيحك وتصير يهوديا مثلنا  " فقال نعم " وهكذا جحد المخدوع المسيح الإله أمام جماعة اليهود وأضاف إلى فقره في المال فقر الإيمان فأمر الرئيس أن يعمل له صليب من خشب ودفعوا له قصبة عليها إسفنجية مملوءة خلا ثم حربة وقالوا له " أبصق علي هذا الصليب ، وقدم له هذا الخل وأطعنه بالحربة . وقل طعنتك أيها المسيح " . ففعل كل ما أمروه به . وعندما طعن بيده الآثمة الصليب المجيد سال منه دم وماء علي الأرض . ثم سقط ذلك الجاحد ميتا يابسا كأنه حجر فاستولي الخوف علي الحاضرين ، وآمن كثيرون منهم وصاحوا قائلين " واحد هو اله النصارى . نحن مؤمنون به " ثم أخذوا من الدم ومسحوا به عيونهم ووجوههم وأخذ أيضا منه فيلوكسينوس ، ورش علي ابنة له ولدت عمياء فأبصرت للوقت فآمن هو وأهل بيته وكثيرون آخرون من اليهود وبعد ذلك أعلموا البابا ثاؤفيلس بذلك . فأخذ معه الأب كيرلس (ترجمته تحت اليوم الثالث من شهر أبيب ) وجماعة من الكهنة والشعب وأتي إلى مجمع اليهود وأبصر الصليب والدم والماء فأخذ منه وتبارك وبارك الشعب أيضا ثم نزع الدم من الأرض ووضعه في أناء للبركة وأمر بحمل الصليب إلى الكنيسة وبعد أن أخذ إقرار الحاضرين بالإيمان عمدهم باسم الأب والابن والروح القدس وباركهم ثم مضوا إلى منازلهم شاكرين السيد المسيح وممجدين اسمه القدوس . 
لربنا المجد دائما .
آمين


محتاج لإيدك ياربي
d

الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”

 
الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!" 
 
 
يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضا...فيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه. وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول
 

" الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!" ..

كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات " الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!"،


بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:"كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟"

في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت " سوف أتخلص من هذا الأحدب!" ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها في الارتجاف " ما هذا الذي أفعله؟!"..

قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم " الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!"

وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.

كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء

وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه
ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال " إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!!

وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته"

بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وطهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!!
لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!
لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب " الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!"..

المغزى من القصة:
افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها، لأنه في يوم من الأيام وحتى لو لم يكن في هذا العالم ولكنه بالتأكيد في العالم الأخر سوف يتم مجازاتك عن أفعالك الجيدة التي قمت بها في هذا العالم. 
ترنيمة في وقت ضعفي

قديس ولكن

 
              قديس ولكن ||||        

 
 
فى مدينة نجع حمادى اعتاد احد الشيوخ الاتقياء ان يعبر نهر النيل فى فجر كل 12 من الشهر القبطى ليشترك فى التسبحة والقداس الالهى اذ كانت الليلة قمرية والجو حار جدا نام الشيخ فى الهواء الطلق أستيقظ فى نصف الليل وكان نور القمر قويا فظن أن الفجر قد لاح وأنه قد تأخر عن الذهاب الى الدير فى البر الآخر للاشتراك فى التسبحة أمسك الشيخ بعكازه وتحرك نحو شاطئ النيل وأتجه نحو البر الاخر سيراً على الاقدام وأقترب من البر نادى أحد المراكبية باسمه فأستيقظ كثيرون من أصحاب السفن الشراعية والعاملون معهم على صوت هذا الشيخ وكانوا يتطلعون فى دهشة إلى الشيخ الواقف على المياه متجها نحو البر قال الشيخ لأحدهم أرجو ارسل معى (فلان) الصبى ليذهب معى إلى البر الأخر لأنى خائف من الكلاب أجابه صاحب السفينة كيف تخاف يا عم (فلان) من كلاب الدير وأنت تسير على المياه تعجب الشيخ مما يسمعه فصار يضرب بالعكاز على المياه وهو يقول مياة أيه يا ابنى انها ارض هكذا كان الشيخ يرى مياه النيل ارضا يسير عليها وهو لا يدرى واذ الح الشيخ فى طلب الصبى من صاحب السفينة كى يسير معه حتى الدير خوفا من كلاب الحراسة التى للدير قال صاحب السفينة ربنا معك يا عم (فلان) صلى من اجلى لا تخف من الكلاب وأضطر الشيخ ان يكمل طريقه .
يا للعجب فى تقواه يسير على المياه وهو لا يدرى بينما فى ضعفه البشرى يخشى نباح الكلاب على الامر الذى لا يخاف منه صبى صغير لكل قديس نقطة ضعف قد لا يسقط فيها صبى صغير لكن الله يسمح بها لكى تحفظه من السقوط فى الكبرياء ، لا تتعثر ان شاهدت بعينيك ضعفات قديسين ولمستها بنفسك فهذا امر طبيعى يسمح به الله ليدرك الكل مهما بلغوا من قداسة ضعفهم البشرى وحاجتهم المستمرة لعمل المخلص فى حياتهم

     
                       انا خايف                    



ظهور والدة الإله

ظهور والدة الإله

 
 
 
كان هناك كاهنٌ فاضلٌ جدا يدعى " بيلاجيوس" يعيش في بلاد الألمان، وقد كان هذا الكاهن يكرم والدة الإله بشكلٍ استثنائيٍّ، لكن الشيطان كان يحسده ويزرع فيه فكر عدم الإيمان بشأن المناولة الإلهيّة، فكان يفكر قائلا في نفسه: "كيف يمكن أن يصير الخبز جسد المسيح والخمر دمه؟!"
سقط الكاهن في حزن شديد بسبب هذه الأفكار، لكنه لم يجرؤ على استشارة أحدٍ، ولذلك التجأ إلى الفائقة القداسة نفسها م...
تضرعًا إليها لكي توضح له الأمر.

في أحد الأيام، كان بلاجيوس يخدم القداس الإلهي، وعندما وصل إلى الإعلان :" وخاصة من أجل الكلية القداسة الطاهرة الفائقة البركات المجيدة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم" اختفى الخبز المقدس من الصينية المقدسة، فأخذ الكاهن يبحث دون أن يجد شيئًا.

صرخ بلاجيوس مذعورًا :
" إنني أعلم يا سيدتي الفائقة القداسة أنه بسبب قلّة إيماني وشكي غادر المسيح مختفيًا من أمامي حتى لا أتناول أنا غير المستحق؛ لكنني أرجو منك أن تتضرعي إليه ليغفر لي!"
فجأةً شاهد أمامه الملكة الفائقة التمجيد مع الطفل الإلهي على حضنها فوق المائدة، فقالت له:
" إنّ هذا الطفل هو خالق المسكونة، إنّه ابن الله وكلمته، إنّه إله تامٌ وإنسانٌ تامٌّ؛ لقد مات على الصليب من أجل خلاص العالم ثم قام، وهو الآن يتعطَّف مقدَّما بطريقة عجائبية يوميًّا، على شكل خبزٍ وخمرٍ، بسبب محبته العظمى للبشر، وذلك من أجل تقديس نفوسهم. هلمَّ، تحسّسه، واكتشف دون خوف، وتأكد من أنّ ما تراه هو حقيقيّ، وأنّه جسدٌ بلحم ودمّ، على حسب ما ولدته. هكذا بالضّبط يستحيل الخبز والخمر عندما تقيم القداس الإلهي،
ولكن بما أن البشر لا يستطيعون أن يأكلوا لحمًا نيئًا وأن يشربوا دمًا لذلك يُقدَّمُ الكليّ القدرة على شكل خبزٍ وخمرٍ حتّى يستطيع كلُّ واحد أن يتناوله بشوقٍ ولهفةٍ؛ فتناول أنت أيضًا بإيمانٍ وتقوى لأنّ الإنسان الّذي يتناول باستحقاق يصير مشاركًا لمجد المسيح الإلهي".
وبتفوّهها بهذه الأقوال، وضعت السيدة الطفل على المائدة المقدسة وبعدما سجدت له بتواضعٍ توارت عن الأنظار.
عندئذٍ، أخذ الكاهن بيديه الطفل الإلهي بخوفٍ وفرحٍ ثمّ قبّله بتقوىً متيقنًا أنّه فعلاً طفلٌ حيٌّ له لحم حقيقيٌّ. ثمّ وضعه على المائدة المقدّسة وجثا الأرض وأخذ يصلّي بدموعٍ قائلاً: " اؤمن يا رب وأعترف أنّك أنت بالحقيقة ابن الله الّذي ولدت من مريم الدائمة البتوليّة وأشكرك على النعمة التي أهلتني لها اليوم أنا غير المستحق وأتضرع إليك أن تسامحني على قلة إيماني السابق والآن أهلني لأن أتناولك ليس كطفلٍ بل كخبزٍ ".
وبعدما صلى على هذا المنوال بإيمانٍ نهض ورأى أمامه خبزًا فتناول بابتهاجٍ وظل
طيلة حياته يكهن الأسرار الإلهية بتقوىً جزيلة
من كتاب عجائب ورؤى من القداس الإلهي

ثوبك فضفاض

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010