الوقت المقبول
" فى الوقت القبول استجبتك " ( إش 49 : 8 )
+ كثيراًما يُصلى الناس ، ويتضرعون إلى الله ، ويتشفعون بقديسيه ، ولا مُجيب لهم ؟! وقد تكون الإستجابة سريعة ، وغير متوقعة ( فى وقت قريب ) . وهناك أيضاً رفض تام لتحقيق الآمال أو بعض المطالب ، فيحزن البعض ، ومن عدم الحكمة يقاطعون الله ، أو يرفضون الإسترسال فى الصلاة والدعاء والتضرع ، ولا يفكرون فى البحث عن سبب رفض الإستجابة ، وإصلاح ما شاب العلاقة بينهم وبين السماء ، حتى تصير قناة الإتصال سالكة ، وتتم الإستجابة فى الوقت المُحدد .
+ فمن المنطقى ، أن من يعصى الله ، ومن لا يسمع لوصاياه ، لن يستجيب له الله ، ولن يسمع لكلامه بالطبع ، وهذا ما أكده الوحى المقدس :
* " إن يد الرب لم تقصُّرعن أن تُخلّص ( من المشاكل ) ولم تثّقل أذنه عن أن تسمع ، بل إن آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم ، وخطاياكم سترت وجهه عنكم ، حتى لا يسمع " (إش 59 : 1 – 2 ) .
* " فتوبوا وارجعوا .... لكى تأتى أوقات الفرج من عند الرب " ( أع 3 : 19 ) .
* " إن راعيت إثماً فى قلبى ، لا يستجيب لى الرب " ( مز 66 : 18 ) .
* " إن خطاياكم منعت الخير عنكم " ( إر 5 : 25 ) .
+ فهذا هو جواب الرب لكل قلب عاص ومتمرد ، وشرير وغيرتائب .
+ وقد يستجيب الرب فى الوقت الذى يراه مناسباً لنا تماماً ، فهل يمكن قطف ثمار فى غير أوانها ( بالتأكيد ستكون فجة ومُرة ) ؟! .
ولنأخذ الدرس مما حدث مع زكريا واليصابات ، ومع تجسد رب المجد ، فى ملء الزمان .
+ وقد يرى الرب المُحب ، أنه من صالحنا عدم تحقيق بعض الآمال أو الأحلام ، لأنها ضارة فعلاً ، ودون أن ندرى .
+ ولذلك نقول مع القديس بولس الرسول بروح الإيمان الأكيد بمشيئة الله ( سواء استجاب بالسلب أو بالإيجاب ) " نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير ، للذين يحبون الله " ( رو 8 : 28 ) .
وكثيرون أختبروا هذا ، واتضح لهم صحة وبركة وعظمة رأى الرب ، فى عدم تحقيق بعض الآمال المادية أو الأشفية ، أو تأخيرها وقتاً طويلاً .
+ وعندما نرجع لمزامير داود ، نجده يكرر الطلب ، عشرات المرات ، ويتضرع بدموع ، لكى يستجيب له الرب ، والرب لم يستجب له دائماً رغم صراخه له أحياناً !!! .
وبالرغم من ذلك ، نجده يكرر الشكر له على استجابته ، بعض الأوقات ( مز 17 : 6 ) ، ( مز 38 : 5 ) ، ( مز 65 : 5 ) ، ( مز 86 : 7 ) ، ( مز 91 : 15 ) بسرعة غير متوقعة .
+ ويوضح الكتاب بعض عوائق للإستجابة ، لإهداف مُعينة ، أو لدروس تعليمية روحية للمؤمن :
* قال أيوب : " إنى أصرخ ظلماً ، فلا أُستجاب " ( أى 19 : 17 ) .
* وقال سليمان الحكيم : " من يسد أذنيه عن صراخ المسكين ، فهو أيضاً يصرخ ولا يُستجاب " ( أم 21 : 13 ) .
+ أخواتى وأخوتى ، صلوا وتضرعوا دائماً إلى الله ، وقدموا إليه طلباتكم ، واتركوا له تدبير أموركم ، ولا تتعجلوه ، فهو أعلم منا ماهو الصالح لنا ، وأعلم منا بالوقت المقبول للإستجابة بما فيه صالحنا .
وفى نفس الوقت فلنبحث فى داخلنا ، عن مدى علاقتنا بالسماء ، فربما تكون قنوات الإتصال بنا وبالسماء مقطوعة أو غير سالكة ، وهذا ربما يكون سبب فى عدم استجابة الله لنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.