على فهمك لا تعتمد
" توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت "( أمثال 14: 12 )
+ ويُكرر الوحى الإلهى المقدس نفس هذه العبارات ( أم 16 : 25 ) كدليل على
أهمية هذا الموضوع ، لأنه لا يجوز للإنسان أن يعتمد دائماً ، على مجرد رؤيته الخاصة للأمور ، ولا سيما فى الأمور التى تحتاج إلى تخصص ورأى سليم ، ومشورة صالحة ، فمن الممكن أن يُخطئ ، ويظن أن الخير فى طريق معين ، وقد يضره فعلاً ، ولا ينفع الندم بعد التنفيذ الفعلى للفكر الخاص والقاصر !! .
أهمية هذا الموضوع ، لأنه لا يجوز للإنسان أن يعتمد دائماً ، على مجرد رؤيته الخاصة للأمور ، ولا سيما فى الأمور التى تحتاج إلى تخصص ورأى سليم ، ومشورة صالحة ، فمن الممكن أن يُخطئ ، ويظن أن الخير فى طريق معين ، وقد يضره فعلاً ، ولا ينفع الندم بعد التنفيذ الفعلى للفكر الخاص والقاصر !! .
+ ولذلك ينصحنا سليمان الحكيم ويقول : " على فهمك لا تعتمد " ( أم 3 : 5 ) ، وهو نفسه رغم حكمته ، قاده فكره عن السعاده الزائفة ، إلى متاعب كثيرة ( كما وصفها سفر الجامعة ) ، وندم على سيره فى طريق بعيد عن الله ، بدون تدقيق فى الإختبار .
+ ويقول : " أرأيت إنساناً حكيماً فى عينى نفسه ؟! الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به " ( أم 26 : 12 ) ، أى لا فائدة تُرتجى من المُتمسك برأى خائب ، وثبت أنه غير صائب .
+ وكانت حواء تظن أن الأكل من الشجرة له فوائد ، بينما كانت عاقبته الموت ، وهو ما حدث بعكس فكرها تماماً !! .
+ وبالمثل قاد فكر الغرور رئيس الملائكة ( إش 14 : 13 – 14 ) ليصير مثل الله ؟! فأنحدر إلى الهاوية ، بعدما صار شيطاناً ومغضوباً عليه إلى الأبد ، هو وكل الذين تبعوا رأيه الفاسد .
+ وهناك أُناس قد تبدو طرق أمامهم مستقيمة ، كالباب الواسع ، أو الطريق الرحب ، فيؤدى بهم إلى الهلاك ( مت 7 : 13 ) .
+ وكان الأبن الضال ، يرى أن ترك بيت أبيه ، طريقاً للحرية ، والمتعة مع الأصدقاء ، والإبتعاد عن القيود ، ووصايا الآب ، وكانت نتيجتها ضياعه وجوعه ، لولا أنه أسرع برجوعه .
+ وكان الملك رحبعام يظن أنه بالقسوة تصلُح قيادة الشعب ( 1 مل 12 : 14 ) فأنقسمت المملكة ، وابتعد عنه عشرة أسباط ، كونوا مملكة أخرى مستقلة ، وترتب عليها مشاكل خطيرة كثيرة .
+ وكان شاول الطرسوسى ، يظن أنه باضطهاده الكنيسة الأولى ، أنه يسير فى طريق مستقيمة( أع 9 : 1-2 ) ، ( فى 3 : 6 ) ، ولكن الرب المُحب ظهر له ، وأعلن له أنه لا يسير فى طريق سليم ، وأنه لو سار فيه ، ستكون عاقبته الموت ، فعاد إلى رشده وعرف طريق خلاصه ، وهو درس هام لكل مُتصلب الرأى .
+ وكان أباطرة الرومان يظنون أنهم بتعذيبهم المسيحيين ، هو الطريق المُناسب للحفاظ على ديانتهم الوثنية ، من خطر عبادة الله الحى !! وحاربوهم بحماقة ، حتى هلكوا كلهم وانتشرت المسيحية فى كل أرجاء المسكونة .
+ وكان رئيس كهنة اليهود – ومعه معظم مجمع السنهدريم – يظنون أن قتل المسيح ، أفضل من هلاك الأمة كلها ( يو 11 : 47 – 50 ) ، وكان العكس بالعكس ، فكان موته فيه الخلاص للعالم أجمع .. فهل نعى الدرس ؟! .
+ أخى /أختى .. تخل عن التمسك برؤيتك الخاصة للأمور ( تصلّب الرأى ) ، والإعتماد على فهمك فقط ، ولا تكن حكيماً فى عين نفسك ، ولا تتدعى أنك تعرف كل شئ ، والناس جميعاً أقل منك معرفة .. واعرف أنك عندما تردد العبارة الشهيرة التى يرددها مُعظم الجُهال : " أنا فىّ مخ يوزن بلد " أنك وضعت رجلك على بداية الطريق الخطأ الذى نهايته الفشل الأكيد .
بل فى كل أمورك ، أطلب مشورة العقلاء والحكماء ، والمختصين من أهل الدين والعلم والمعرفة ، تنجح وتفلح ولا تعرف للندم طريقاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.