لأنه سترنا
" ستَّرت كل خطيتهم "( مزمور 85 : 2 )
+ من صفات الله الكثيرة والجميلة ، أنه " الستِّار " ، ولهذا نكرر فى صلاة الشكر عبارة " نشكرك لأنك سترتنا " .
+ ورغم أن الإنسان ينسى أن الرب يستره فى أفعاله المُخزية ، وشروره القبيحة ، وأعماله الفاضحة ، التى يفعلها فى السر ، ويدارى عليه الستِّار ليل نهار ، ولا يكشفه لعله يتوب ، ويرجع عنها قبل موته ، وإلاّ ستنكشف القبائح يوم الدين ، ويُدان عنها علناً .
+ ولنا أن نتخيل ، كم يكون وضع الإنسان ، لو كتب الرب خطاياه على جبهته ، لتظهر لكل الناس ؟! .
وهل كان يمكن لبعض الخُدام أن يعظوا الناس بترك خطاياهم ، وهم أنفسهم قد فعلوها ، أو لا يزالون يرتكبونها فى السر ، ويسترهم الله ؟ .
+ فله كل الشكر ، على محبته لكل التائبين ، ولكل الخاطئين ، والذين قد يخجلون جداً من كشف عيوبهم أمام آباء الإعتراف ، وينسون أن الله يراهم ويسترهم ، ورغم ذلك يدينون غيرهم !!
+ وقد أقر داود بأن الله يستره ( مز 27 : 5 ) ، وأنه لما أرتكب فعل الدنس ، مع إمرأة أوريا الحثى ، وحاول إخفاء الأمر أمام الناس ، بارتكاب حماقة أكبر ، لم يستطع ، فقد أرسل له الله " ناثان النبى " ، وأعلمه بما فعل ، وأن الله سوف يؤدبه ، لأنه كان يحبه .
+ وإذا كان الله يسترنا ، فلماذا لا نستر فاعلى الشر ، وننشر أفعالهم بين الناس بقصد فضحهم وتجريسهم ؟ مما يُغضب الرب ، ويضطر أن يُعاملنا بالمثل ، فيكشف عيوبنا ، بنفس الأسلوب : " لأنه بنفس الكيل الذى به تُكيلون يُكال لكم " ( مت 7 : 2 ) .
+ ويرى القديس أغسطينوس أنه يلزم سرعة كشف عيوب الأصحاب ، إلى آباء اعترافهم ( وليس للناس ) . وليس فى ذلك إدانة ، بل واجب مطلوب ، من أجل سرعة قيادتهم للتوبة ، والإبتعاد عن العادات الضارة ، وأن السكوت عما يفعله الأصدقاء أو الزملاء ، من اخطاء ، أمر يضُر بالنفس والناس ، والعمل نفسه ، وحتى لو تم عقاب اللصوص والمجرمين ، فلكى يتوبوا ويخلصوا فى الأبدية ، ولا يهلكوا بسبب التستر
عليهم ، وعلى أفعالهم الفاسدة ، والتى تقود حتماً إلى عذابهم الأبدى المحتوم ، لخجلهم من الإقرار بها .
عليهم ، وعلى أفعالهم الفاسدة ، والتى تقود حتماً إلى عذابهم الأبدى المحتوم ، لخجلهم من الإقرار بها .
+ وقد ورَدَ فى سيرة القديس مكاريوس المصرى ( أبو مقار الكبير) ، أن بعض الرهبان أخبروه بوجود فتاة ، كانت تتردد على قلاية راهب ، فمضى إليه ، ولما وجدها خبأها القديس أبو مقار تحت الماجور ، وجلس عليه ، فلما دخل الرهبان لم يجدوها ، وخجلوا من الطلب من القديس القيام ، لكى يفتشوا عنها تحته ، أما هو فبكل حنان وشفقة ورحمة لم يوبخه ، فتاب وعرف طريق الخلاص
.
.
وهو درس هام لكل نفس تستر على الخطاة ، فيرحمها الله .
+ أخوتى وأخواتى : إن كان الله من محبته وعطفه لنا لا يشاء فضحنا ، وكشف شرورنا وأعمالنا القبيحة ، التى نعملها فى السر ، أفليس هذا درس لنا ، لنستر على غيرنا ، وحتى المسيئون الينا ، وألاّ تدفعنا شهوة الإنتقام إلى التشهير بهم وفضحهم ، بم يُغضب الله ، ولنعلم أن الإنتقام بالتشهير بالغير ، هو ضعف ، وأن القوة فى الحكمة ، والرحمة الممتزجة بالحنان ، والشفقة والستر على مرضى النفس
والروح .
والروح .
فهل نفعل ؟! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.