الإتضاع والوداعة
"تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لأنفسكم" (مت11: 29)
+ لم يطلب الرب منا أن نتعلم منه صنع المعجزات، ولكن نتعلم كيف نسلك باتضاع في الحديث، ووداعة في السلوك، مع وعد بالشعور بالراحة والسعادة، لكل نفس متضعة.
+ وهو أمر حقيقي، فالمتواضع ملاك هاديء، ويحب البشر ولا يدينهم ولا يذمهم، بل يرثى لحالهم، ويصلي من أجلهم ليرحمهم الله، ويأخذ بيدهم ليتوبوا ويخلصوا من الشر.
+ ويتمتع المتضع بلسان عذب، يجذب ولا ينفر، ويكسب القلوب بسرعة ويجمع ولا يفرق، ويقود للسلام بدلاً من الخصام والإنقسام، الذي يسعى إليه عدو الخير.
+ فالإتضاع فرح، ومصدر لحل سهل للمشاكل، عن طريق اقتناع المخطئين بالمنطق الهاديء، كما فعل السيد المسيح له المجد، فالمتضع عند مناقشة الأمور أو المشاكل لا يثور ولا يحتد ولا يغتاظ ولا يحسد ولا يحقد ولا يرغب في الإنتقام، بل مبدئه الصفح والسلام.
+ وقال القديس الأنبا باخوميوس: "لو كان فيك اتضاعاً لإستطعت السكنى مع الوحوش". كما طالبنا بالإتضاع في الحديث مع الناس فقال: "أقتن لساناً متضعاً، فيكون الكل صديقك، ولا يلَم بك هواناً أبداً" وهي نصيحة عملية ونافعة جداً.
+ وطوب الرب الودعاء لأنهم يرثون قلوب البشر في العالم الحاضر، ويرثون أرض الأحياء في السماء.
+ والنفس الوديعة هي التي استنارت بالروح القدس (غل22- 32). وصارت حكيمة وعظيمة في تأثيرها على القلوب.
+ والنفس الوديعة هي أيضاً متنوعة، ومطيعة، ومريحة للكل، وتتمتع بالفرح والسلام (مز34: 2) وتنال الخلاص (مز149: 4) لأن الله يرضى عنها. ويفرح بها شريكها وزملائها، وكل من يتعامل معها من قريب ومن غريب.
+ فاستمع يا أخي (يا أختي) لصوت الرب وهو يقول على لسان القديس يعقوب الرسول: "من هو حكيم وعالم بينكم، فليُرِ (يُبين) أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة" (يع3: 13).
+ وقد اختار الرب "أم النور" المتضعة لتكون مسكناً للاهوت ويريد الرب الآن أن يسكن في قلبك المتضع والمتواضع. فهل تسمع وتطيع؟!
+ وعندما تتضع لابد أن ترتفع إلى مستوى رفيع وتنال احترام الجميع.
+ فطوباك إن سرت بالإتضاع الحقيقي الممتزج بالحنان والعطف على مرضى الروح والنفس والجسد.
اذكروا كل من له تعب واذكروا ضعفي في صلواتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.