فى كل أعمال الإنسان، لا يكفى أن يكون الهدف مقدساً وإنما يجب أيضاً أن تكون الوسيلة سليمة وكثيراً ما يخطئ الإنسان ويفشل، لأن وسائله خاطئة
مثال ذلك أب يريد تربية ابنته وحفظها فى أخلاق قويمة
ولا شك أن هذا هدف صالح ولكن هذا الأب قد يخطئ إذا لجا إلى طرق منفرة لتحقيق هذا الغرض، مثل القسوة وتحديد الإقامة، والرقابة، ورصد الحركات، بحيث تشعر ابنته أنها فى سجن، وأن أباها مجرد سجان، وتكره فيه هذا الأسلوب فى التربية
وبنفس الوضع كثير من الذين يحفظون النظام فى الكنائس:
هدف سليم لا شك فيه ولكن الخطأ يأتى من الوسيلة، وإن كان فيها شئ من السيطرة أو العنف، أو الانتهار وعلو الصوت أو الشدة التى لا داعى لها، أو التضييق الذى لا يتطلبه مطلقاً حفظ النظام
ويدخل تحت هذا العنوان أيضاً أخطاء فى الوعظ:
إن دعوة الناس إلى الفضيلة والخلق الكريم، هدف سليم لا يناقشه أحد والاهتمام بهذا فى الوعظ، هو لون من الغيرة المقدسة ولكن يأتى الخطأ من الوسيلة
وذلك إن كان فى الوسيلة أسلوب التهكم أو الشتيمة، أو التوجيه الجارح، أو التعريض بالبعض، أو المغالاة كذلك إن كان التعليم مبنياً على الحرفية غير المقبولة، وعدم مراعاة ظروف الناس وإمكانياتهم، أو محاولة تحمليهم فوق ما يطيقون، كما كان يفعل الفريسيون (مت 23 : 4)
إن الغرض المقدس، من المفروض أن تكون وسيلته مقدسة لا عيب فيها وخصوصاً إن كان ذلك فى المجال الدينى، أو كان صادراً من رجال الدين لذلك قال الكتاب:
(رابح النفوس حكيم) (أم 11 : 30)
وقال الكتاب: (اصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة) (غل 6 : 1) وقيل أيضاً: (فى وداعة الحكمة) (يع 3 : 13)
وقيل كذلك: (لتصر كل أموركم فى محبة) (1كو 16 : 14)
إن المحبة والوداعة والحكمة من الوسائل السليمة المحببة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.