نبوات العهد القديم عن آلام و صلب و موت السيد المسيح
شهادة السيد المسيح نفسه:
1. شهادة السيد المسيح قبل إتمام الصلب ( نبوات )
2. شهادة السيد المسيح بعد حادث الصلب
شهادة الكنيسة و الرسل
شهادة التلاميذ وخلفاؤهم
شهادة الإفتخار
شهادة التقليد المسيحى
بعض من نبوات العهد القديم عن آلام السيد المسيح , صلبه و موته :
( لاحظ يا أخى دقة وصف هذه النبوات لأحداث الصلب و زمن كتابتها ... سأحاول أن أعطى أمثلة قليلة من هذه النبوات لضيق المساحة )
إتمام النبوة | زمن الكتابة | اسم النبى | النبوة | موضوع النبوة |
( متى 1:21-11 )
( يوحنا 12:12-16 ) |
487 ق. م
|
زكريا
|
" ابتهجى جدا يا ابنة صهيون . اهتفى يا بنت أورشليم . هوذا ملكك يأتى إليك ، هو عادل ومنصور ، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان " ( زكريا 9 : 9 ) . | 1- دخوله الانتصارى كملك إلى أورشليم |
( يوحنا 23:15-25) |
حوالى 1035 ق.م |
داود
|
" أكثر من شعر رأسى الذين يبغضوننى بلا سبب . اعتز مستهلكى أعدائى ظلما ... " ( إشعياء 62 : 11 ) . | 2- بغض اليهود له والتآمر ضده : أ- يبغضونه بدون سبب |
( يوحنا 11:1 )
( لوقا 29:4 و 22:9 و25:17 و 18:23 ) | حوالى 712 ق.م
| إشعياء
| " محتقر ومخزول من الناس , رجل أوجاع ومختبر الحزن , و كمستّر عنه وجوهنا ، محتقر فلم نعتد به " ( إشعياء 53 : 3 ) . | ب- يرفضونه و يتآمرون ضده |
( متى 4:10 )
( يوحنا 18:13 )
(مرقس 43:14-45 و 10:14-11 )
( متى 14:26—16 ، 47-49 )
( لوقا 3:22-6 ، 21 ، 22 ، 47 ، 48 ) |
|
داود
|
" أيضا رجل سلامتى الذى وثقت به آكل خبزى رفع على عقبه " ( مزمور 41 : 9 ) . | 3- خيانة يهوذا لهأ- ذكر أن أحد المقربين إليه هو الذى يسلمه |
( متى 14:26-15 ) | حوالى 500 ق.م | زكريا | " فقلت لهم إن حسن فى أعينكم فأعطونى أجرتى وإلا فامتنعوا . فوزنوا أجرتى ثلاثين من الفضة . فقال لى الرب ألقها إلى الفخاري الثمن الكريم الذى ثمنونى به . فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخاري فى بيت الرب" ( زكريا 11 : 12 ، 13 ) . | ب- وأنه يباع بثلاثين من الفضة |
( متى 3:27-10 )
| حوالى 500 ق.م | زكريا | " فقال لى الرب ألقها إلى الفخاري الثمن الكريم الذى ثمنونى به . فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخاري فى بيت الرب " ( زكريا 11 : 13 ) . | ت- وأن الفضة تعاد ويشترى بها حقل الفخارى |
( أعمال 16:1-20 )
| حوالى 1035 ق.م | داود
| " إذا حوكم فليخرج مذنبا ، وصلاته فلتكن خطية . لتكن أيامه قليلة ووظيفته ليأخذها آخر. ليكن بنوه أيتاما وامرأته أرملة " ( مزمور 109 : 7- 9 ) . | ث- وأن وظيفة يهوذا يأخذها آخر |
( مرقس55:14-59 ) ( متى 60:26-61 و 40:27 ) |
حوالى 1035 ق.م |
داود
|
" لأنه قد قام على شهود زور ونافث ظلم " ( مزمور 27 :12 ) أيضا ( مزمور 35 : 11 ) . | 4- محاكمة المسيح وإهانتهأ- قيام شهود زور ضده |
( مرقس60:14-61 ) ( متى 62:26-63 و 12:27-14 ) | 712 ق . م | إشعياء | " ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه ، كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه " ( إشعياء 53 : 7 ) . | ب- صمته أمام المشتكين عليه |
( متى 67:26-68 ) ( مرقس 65:14 و 17:15 ) ( لوقا 63:22-65 ) ( يوحنا 1:19-3 و 22:18-23) | حوالى 712 ق.م | إشعياء | " بذلت ظهرى للضاربين و خدي للناتفين . وجهى لم أستر عن العار والبصق " ( إشعياء 50 : 6 ) . | ت- إهانته بالضرب واللطم والتفل على وجهه |
( لوقا1:2-7 ) |
| دانيال | " سبعون أسبوعا ( أى سبعون سبعات من السنين ) قضيت على شعبك و على مدينتك المقدسة لتكتمل المعصية و تتميم الخطايا ولكفارة الإثم و ليؤتى بالبر الأبدى و لختم الرؤيا و النبوة ولمسح قدوس القدوسين . فاعلم و افهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم و بنائها إلى المسيح الرئيس سبع أسابيع و اثنان و ستون أسبوعا يعود و يبنى سوق و خليج فى ضيق الأزمنة . وبعد اثنين وستين أسبوعا يقطع المسيح ... ويثبت عهدا مع كثيرين فى أسبوع واحد ، وفى وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة ، وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضى غلى المخرب " ( دانيال 9: 24 ـــ 27 ) . | 5- موعد صلب المسيح |
( متى 16:8-17 )
( رومية 25:4 )
( كورنثوس الأولى 3:15 ) |
حوالى 712 ق.م |
إشعياء |
" لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ، ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لأجل معاصينا ، مسحوق لأجل آثامنا ، تأديب سلامنا عليه ، وبحبره شفينا . كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلى طريقه ، والرب وضع عليه إثم جميعنا . ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه ، كشاة تساق إلى الذبح ، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه " ( إشعياء 53 : 3- 12 ) . | 6- آلامه الكفارية وصلبه وموته ودفنه : أ- آلامه الكفارية نيابة عن البشر
|
( يوحنا 25:20-28 ) | حوالى 1035 ق.م | داود | " لأنه قد أحاطت بى كلاب . جماعة من الأشرار اكتنفتنى . ثقبوا يدي ورجلي . أحصى كل عظامى ... " ( مزمور 22 : 16- 17 ) . | ب- ثقب يديه وقدميه عند صلبه |
( مرقس27:15-28 )
( متى 38:27 )
( لوقا 33:23 ) | 712 ق . م | إشعياء | " سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة ... " ( إشعياء 53 : 12 ) . | ت- صلبه مع أثمة |
( متى 39:27-44 )
( مرقس29:15-32 ) | حوالى 1035 ق.م | داود | " أما أنا فدودة لا إنسان . عار عند البشر ومحتقر الشعب. كل الذين يروننى يستهزئون بى. يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين. اتكل على الرب فلينجه . لينقذه لأنه سر به " ( مزمور 22 : 6- 8 ) . | ث- تعييره على الصليب و الاستهزاء به |
( يوحنا 28:19 ) | 1035 ق.م | داود | " يبست مثل شفقة قوتى و لصق اسانى بحنكى " ( مزمور 15:22 ) | ج- عطشه على الصليب |
( متى 34:27 و 48:27 ) ( مرقس 23:15 ، 36) ( لوقا 36:23 ) ( يوحنا 28:19-30 ) | حوالى 1035 ق.م | داود | " ويجعلون فى طعامى علقما ، وفى عطشى يسقوننى خلا " ( مزمور 69 : 21 ) . | ح- تقديم المرارة له مع الخل |
( لوقا 34:23 ) | حوالى 1035 ق.م | داود | " بدل محبتى يخاصموننى . أما أنا فصلاة "( مزمور 109 : 4 ) . | خ- صلاته من أجل أعدائه |
( رومية 25:4 )
( كورنثوس الأولى 3:15 ) | 712 ق . م
حوالى 712 ق.م | إشعياء
إشعياء | "وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" ( إشعياء 53 : 12 ) .
" أن جعل نفسه ذبيحة إثم " ( إشعياء 53 : 10 ) .
| د- فداؤه للخطاة |
( يوحنا 23:19-24 ) ( متى 35:27 ) ( مرقس 24:15 ) ( لوقا 34:23 ) | 1035 ق . م | داود | " يقسمون ثيابى بينهم ، وعلى لباسى يقترعون " ( مزمور 22 : 18 ) . | ذ- إلقاء قرعة على ثيابه |
( يوحنا 31:19-33 ،36) | 1491 ق.م | موسى | " عظما لا تكسروا منه " ( خروج 12 : 46 ) . | ر- عدم كسر عظامه |
( يوحنا 34:19-37 و 25:20 و 27:20-28 )
( رؤيا 7:1 )
| 487 ق. م | زكريا | " وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات ، فينظرون إلى الذى طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ، ويكونون فى مرارة عليه كمن هو فى مرارة على بكره " ( زكريا 12 : 10 ) . | ز- طعنه بالحربة |
( متى 57:27-61 )
| 712 ق. م | إشعياء | " وجعل مع الأشرار قبره ، ومع غنى عند موته " ( إشعياء 53- 9 ) . | س- دفنه مع غنى عند موته |
شهادة السيد المسيح :
1. شهادة السيد المسيح قبل إتمام الصلب ( نبوات ):-
ما بين السيد المسيح ويونان النبى :
لما طلب اليهود من السيد المسيح أن يريهم معجزة غير المعجزات الباهزة التى عملها أمامهم . قال لهم " جيل شرير فاسق يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض " ( مت 12 : 38 - 40 ) مشيرا بذلك إلى أنه سيموت ويدفن ويظل ثلاثة أيام وثلاث ليال في قبره هذه المدة من الزمن .
ابن الإنسان يسلم ليصلب :
ولما أقبل عيد الفصح قال لتلاميذه " تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يسلم ليصلب "( مت 29 : 2 ) كما أشار إلى أن واحدا منهم سيسلمه لليهود لكى يصليوه . فقال لهم " ولكن هوذا يبد الذى يسلمني ، هى معي على المائدة . و ابن الإنسان ماض كما هو مختوم ، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه " ( لو 22 :22 )
يهزؤا به ويجلدوه ويصلبوه :
في كلمات واضحة وضوح الشمس يذكر القديس متى البشير :" ولما ذهب يوما مع تلاميذه إلى الجليل : قال لهم عن نفسه أن ابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة ، فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم ( أو بالحرى الرومان ) ، لكى يهزؤا به ويجلدوه و يصلبوه . وفى اليوم الثالث يقوم " ( مت 20 :17 – 19 ).
حبة الحنطة :
ولما شبه نفسه بحبة الحنطة قال لتلاميذه " الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت ، فهى تبقى وحدها . ولكن أن ماتت تأتى بثمر كثير " ( يو 24:12 ) قاصدا بذلك أنه على أساس موته الكفارى سييأتى بأشخاص كثيرين من العدم أو بالحرة من الموت الروحى والجسدى والأبدى ،إلى الحياة السعيدة مع الله روحيا وجسديا وأبديا .
أنقضوا هذا الهيكل :
ثار اليهود ضد السيد المسيح وقالوا له ( آية آية ترينا حتى تفعل هذا ؟ )
أجابهم " أنقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه " وكان السيد المسيح يتحدث عن هيكل جسده بوصفه هيكلا لذاته ( يو18:2- 21 )
وأقامة الهيكل تعنى قيامته من الأموات .
متى رفعتم ابن الإنسان :
وفى قوله " منى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون إني أنا هو " ( يو 18 :28 ) اشارة الى تعليقهم اياه على خشبة الصليب .
بعد ما أعلن مجده :
( عندما نزل رب المجد من جبل الجليل بعد ما أعلن مجده لثلاثة من تلاميذه قال لهم لا تعلموا أحدا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان
من الأموات )
ثم قال لهم " أن ابن الإنسان سوف يتألم منهم ( أى من اليهود ) " ( مت 17 :19–23 )
الخبز النازل من السماء والراعى الصالح :
تحدث السيد المسيح عن نفسه كالخبز النازل من السماء الذى يهب حياة أبدية لكل من يقبله ويؤمن به ويسير حسب انجيله ويتقرب
لأسراره المقدسة فقال عن سر التناول المقدس " والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم " ( يو 6 :51 )
كما تحدث عن نفسه بوصفه الراعى الصالح فقال " أما أنا فأنى الراعى الصالح . والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف " ( يو 10 :11 –15 ) – و الخراف هنا تعنى المؤمنين
ينبغي أولا أن يتألم :
عندما تحدث رب المجد عن ملكوته قال لهم عن نفسه " ولكن ينبغى أولا أن يتألم كثيرا ويُرفض من هذا الجيل " ( لو 17 : 22 )
ما بين السيد المسيح وبطرس الرسول :
عندما أدرك التلاميذ أن السيد المسيح هو المسيا وأنه سيملك على العالم إلى الأبد كما أشارت التوراة في آياتها ( مثل مز 8:72 , أشعياء 6:9- 7 , ميخا 7:4 ) وجال في خاطرهم أنه لن يموت مثل الناس ، قال لهم " انه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الشعب والكهنة والكتبة ويقتل ، وفى اليوم الثالث يقوم " فأخذ بطرس ( واحد من تلاميذه) وقال له " حاشاك يا رب .لا يكون لك هذا " فالتفت المسيح نحوه وقال له " أذهب عنى يا شيطان! أنت معثرة لى .لأنك لا تهتم بما لله بل بما للناس ". وحينئذ قال لتلاميذه " إن أراد أحد أن يأتى ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ( مثلى ) و يتبعنى " ( مت 16 :21–24 )
ينبغى أن يرفع ابن الإنسان :
تحدث السيد المسيح عن الطريق إلى الحياة الآبدية فقال " كما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الإنسان ( على
الصليب ) لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية . لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من
يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو3 :14 –16 )
لأجل تكفينى :
ولما سكبت امرأة بعد ذلك طيبا عليه عرفانا منها بجميل أسداه إليها ، قال لتلاميذه عنها " أنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدى ، أنما فعلت ذلك لأجل تكفينى " ( مت 26 :6 - 12 ) الأمر الذى يدل على أنه سيموت . ثم يكفن و يدفن .
2. شهادة السيد المسيح بعد حادث الصلب:-
انظروا يدى ورجلى .إني أنا هو
فى اليوم الثالث للصلب كان تلاميذه ( ماعدا واحد منهم يدعى توما ) مختبئين في غرفة بعد أن أحكموا غلقها بسبب الخوف من اليهود.
جاء المسيح إليهم والأبواب مغلقة ، ووقف في الوسط وقال لهم : " سلام لكم " فجزعوا ظانين أنهم رأوا روحا . فقال لهم " ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكارا في قلوبكم ؟ أنظروا يدى ورجلى إني أنا هو... " وحين قال هذا ، أراهم يديه ورجليه . وقال لهم " هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم ، أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير " ثم قال لهم " هكذا هو مكتوب ، وهكذا كان ينبغى أن المسيح يتألم ويقوم من الموت في اليوم الثالث " ( لو 24 :24 - 46 )
مع تلميذان من تلاميذه :
فى اليوم الثالث للصلب قفل تلميذان من تلاميذ المسيح راجعين إلى وطنهما وقد ملأ الحزن قلبهما بسبب صلبه فظهر لهما المسيح وقال لهم " أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء ، أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده ؟ " ( لو 24 :13 –27 )
لقاء مع توما الشكاك :
عندما إلتقى السيد المسيح مع تلاميذه كان توما الرسول غير متواجد معهم .. فظهر السيد المسيح مرة أخرى لهم وكان توما ( الشكاك ) معهم فدخل السيد المسيح إليهم والأبواب والشبابيك مغلقة ووقف فى وسطهم وقال لهم " سلام لكم " ثم قال لتوما " هات أصبعك إلى هنا وأبصر يدى ( حيث أثر المسامير التى كان المسيح قد سمر بها ) وهات يدك وضعها فى جنبى ( حيث أثر الحرية التى كان قد طعن بها على الصلب ) ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا " (يو 20 :26 –27 )
الميت الحى :
دون لنا كاتب سفر الرؤيا قول رب المجد له " لا تخف .. أنا الأول والآخر ... و الحى وكنت ميتا .. وها أنا حى .. إلى أبد الآبدين "
( رؤ 1 :18 )
تعليق
كما أشرنا من قبل أننا نثق تمام الثقة فى كل كلمة بل ، فى كل حرف فاد به رب المجد . بل نثق ونؤمن بكل نقطة دونت فى الوحى الإلهي . ونضيف أيضا أننا رغم ثقتنا هذه فى شهادات رب المجد لحادث الصلب بعد اتمامه إلا أننا سننظر إلى هذه الشهادات من الناحية العقلية حتى يتضح لمن يكابر أنها حتما صادقة .
لو أن شخصا آخر صلب عوضا عن المسيح لكان المسيح قد صرح لتلاميذه بذلك عند ظهوره لهم بعد موت هذا الشخص . لكى يعرفوا فشل اليهود فى القبض عليه وعدم إصابته بأى آذى منهم . فإذا أضعنا إلى ذلك أن المسيح كان متواضعا كل التواضع وصادقا كل الصدق وبعيدا عن التفاخر كل البعد .. أتضح لنا أن شهادته عن نفسه أنه قام بعد صلب اليهود إياه . لا يجوز الشك فيها .
إن المسيح لم يكتف بالشهادة الشفوية عن نفسه أنه هو الذى صلب ، بل أبد شهادته هذه بالدليل القاطع على صدقها . إذ أظهر لتلاميذه أثار المسامير فى يديه وأثر الحربة فى جنبه . وقد شاهد تلاميذه هذه الآثار بعيونهم ولمسوها بأيديهم فضلا عن ذلك فقد أثبت المسيح لهم من كتب الأنبياء والمزمير التى كانت بين أيديهم .أنه كان لا بد أن يصلب كفارة عن البشرية –الأمر الذى يدل على أن صلبه حادثة حقيقية تؤيدها أدلة واقعية لا سبيل للشك فيها ,كما تؤيدها أدلة إلهية كائنة فى كتب الوحى السابقة لمجيئه إلى الأرض بمئات السنين .
شهادة الكنيسة و الرسل :
منذ القرون الأولى قامت الكنيسة بكتابة قانون إيمانها و ضمنته حادث الصلب , و أول قانون نجده فى الكتاب المقدس هو ما كتبه الرسول بولس: " فإننى سلمتك إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا: أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب , و انه دفن و أنه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب , و انه ظهر لصفا ثم للإثنى عشر. و بعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ , اكثرهم باق إلى الآن. و لكن بعضهم قد رقدوا " ( كو 3:15-6).
و قول الرسول " و اكثرهم باق إلى الآن " كأنه يقول للناس: أذهبوا و تحققوا منهم صدق قولى و شهادتى , فشهادة الشهود العيان أقوى شهادة.
و منذ الفى عام و مازلنا حتى الآن نكرر هذا القانون فى كل وقت و فى كل كنائسنا .
فلو لم يكن المسيح قد صلب و قبر و قام , فعلى أى شىء يدل هذا لقانون ؟!!
شهادة التلاميذ وخلفاؤهم:
تسلَّم التلاميذ ورسله الرسالة من الرب يسوع المسيح، وكان لهؤلاء التلاميذ والرسل خلفاء وتلاميذ أسمتهم الكنيسة بالآباء الرسوليِّين، ومن هؤلاء من كان تلميذًا للقدِّيس بطرس مثل أغناطيوس أسقف إنطاكية، وبوليكاربوس أسقف سميرنا بآسيا الصغرى والذي كان تلميذًا للقديس يوحنّا الرسول تلميذ المسيح، وإكليمندس الروماني تلميذ القدِّيس بولس وغيرهم. هؤلاء استلموا منهم الإنجيل الشفوي قبل أنْ يُكْتَب، مع بقيَّة المؤمنين، ثمَّ الإنجيل المكتوب، ثمَّ سلَّموه بدورهم لخلفائهم هم أيضًا، مع بقيَّة الجماعة والكنيسة المسيحيّة.
حتي جاءت المجامع الكنسيّة سواء المحليّة والتالي بدأت في نهاية القرن الثاني الميلادي، أو المسكونيّة التي بدأت بمجمع نيقية سنة 325م. وقد واجه هؤلاء العالم كله بحقيقة الصلب والقيامة، وكان العالم جميعه ينظر إليهم كأتباع المصلوب الذي صلبه اليهود ولكنهم واجهوه بحقيقة قيامته وانتصاره علي الموت وصعوده إلي السماء وجلوسه عن يمين العظمة في السماء. وهذه بعض الفقرات مما كتبوه ( بإختصار شديد لبعض منهم ):
(1) اكليمندس الروماني (30 – 100م) :
تلميذ الرسل وأسقف روما : يقول في رسالته : " لنركز أنظارنا علي دم المسيح متحقّقين كم هو ثمين لدي أبيه، إذ سفكه لأجل خلاصنا، وقدَّم نعمة التوبة للعالم كله" .
(2) أغناطيوس الأنطاكي ( 30 – 107م) تلميذ بطرس الرسول وأسقف كنيسة إنطاكية :
يقول في رسالته إلي أفسس " إنَّ روحي هي ضحيّة الصليب، والصليب هو عثرة لغير المؤمنين، أمَّا لنا نحن فهو خلاص وحياة أبديّة" (أف 1:18) .
ويقول في رسالته إلي ترالس " يسوع المسيح 000 تألم حقاً علي عهد بيلاطس البنطي، وصُلب حقًا ومات حقًا أمام السمائيّين والأرضيّين ومن تحت الأرض قام حقًا من الأموات " (9: 1و2).
شهادة الإفتخار :
يقول القديس بولس فى رسالته إلى أهل غلاطية 14:6 " أما أنا فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح , الذى به قد صلب العالم لى و أنا للعالم "
القديس بولس الرسول يفتخر بأن سيده أعدم على أداة إعدام بشعة ؟! ألم يكن هناك شىء أجمل يفتخر به ؟ لماذا لم يفتخر بأن سيده أقام موتى و فتح عيون عمى و شفى برص و أقام مفلوجا ؟!! لكن الإفتخار بوسيلة إعدام بشعة و نهاية تبدو غير سعيدة لابد أن يكون وراءه سر لا نعرفه و ثمرة مباركة حصدها القديس بولس , فدفعته إلى هذه الشهادة و هذا الإفتخار العجيب.
شهادة التقليد المسيحى :
التقليد المسيحي هو تعليم رسل السيد المسيح الذي تسلموه من السيد نفسه وسلموه لخلفائهم وتلاميذهم، وقد مارسوه عمليًا من خلال شعائرهم وصلواتهم وأصومهم واحتفالاتهم " تحفظون التعاليم كما سلمتها إليكم " ( 1كو 2:11 )
1. سر التناول من جسد الرب و دمه :
مساء يوم الخميس الكبير فى الليلة التى سُلم فيها السيد المسيح للصلب. أجتمع مع تلاميذه فقدم لهم جسده و دمه الأقدسين . و عن ذلك يقول القديس متى الرسول " و فيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز , وبارك وكسر و أعطى التلاميذ و قال: خذوا كلوا هذا هو جسد. و أخذ الكأس و شكر و أعطاهم قائلا: أشربوا منها كلكم , لأن هذا هو دمى الذى للعهد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " ( مت 26:26-28).
و استمرت الكنيسة منذ نشأتها و حتى اليوم بمختلف طوائفها تتمم هذا السر الذى أسسه سيدها و لو لم يصلب السيد المسيح و يموت و يقوم , لكان ما تصنعه الكنيسة بلا معنى.
و لم نسمع عبر ألفى عام أنه قام أحد الآباء أو حتى العلمانيين بإلغاء هذا السر القائم على صلب السيد المسيح و قيامته.
2. يوم الأحد :
قدَّسَت الكنيسة منذ فجرها يوم الأحد تذكارًا لقيامة السيِّد المسيح فيه من الموت، وكانت تدعوه اليوم الأوَّل من الأسبوع " و فى أول الأسبوع (الأحد) إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا " ( أع 7:20 ) , و يوم الرب " كنت فى الروح فى يوم الرب " ( رؤ 4:1 ).
3. عيد القيامة :
كانت القيامة هي محور التعليم المسيحي وجوهره وقد احتفلت الكنيسة بعيد القيامة مُنذ بدايتها ويذكر العلامة أوريجانس في نهاية القرن الثاني في رده علي كلسس كيف أنَّ الكنيسة تحتفل بأيام مُعيّنة وهى الأحد من كل أسبوع ويُسمّيه " يوم الربّ " والاستعداد والفصح الذي هو عيد القيامة ويقول أنَّ المسيحي الكامل " لا يتوقف أبدًا عن حفظ عيد البصخة (الفصح) لأن The Pascha الفصح، تعنى العبور، وهذا العبور هو قيامتنا مع المسيح، قمنا مع المسيح " و " ورفعنا وأجلسنا معه في السمائيات ".
Ante Nicene Fathers Vol, 1.
First Apology Ch. 67.
4. صوم الأربعاء والجمعة :
صامت الكنيسة منذ أيامها الأولي الأربعاء والجمعة لأنَّ الأربعاء تمًّت فيه المؤامرة علي السيد المسيح عندما وعد يهوذا رؤساء الكهنة أنْ يسلمه لهم مقابل ثلاثين من الفضة ( مت26/14-15 )، ويوم الجمعة لأنَّه اليوم الذي صُلب فيه السيِّد المسيح ومات ودُفن. وقد جاء في الدسقولية المكتوبة قبل سنة 100م : " أما أنتم فصوموا الأربعاء والجمعة " (الدسقولية ف8) .
وجاء في كتاب قوانين الرسل القديسين والذي يرجع لعصر الرسل وكُتب قبل القرن الثالث
Origen against C.
Constitution of the H. Ap. B 5:3.
Ibid 7:2.
5. علامة الصليب :
كان الصليب قبل صلب المسيح عليه علامة خزي وعار وبعد قيامته صارت علامة مجد وفخر " نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ." (1كو1/23-24)، " وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ." (غل6/14)، ومن ثمَّ صارت علامة الصليب مصدر فخر لجميع المؤمنين، وكانوا يرسمونه علي منازلهم ومقابرهم وكنائسهم، ويري البعض في قوله: " أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوباً!" (غل 3/1)، رسم للصليب.
وكان المؤمنون يطردون الأرواح النجسة برسم علامة الصليب، وقد جاء في مخطوطة ترجع للقرن الأوَّل إكتشفها علماء الآثار وتوجد الآن في المكتبة الأهليّة بقاعة الرسامات بباريس. ما نصَّه: "ياصليب طهرني. أطردك أيها الشيطان. بحيث لا تبرح مقرك أبدًا. أفعل ذلك باسم سيدي الحي (أي المسيح) ". ( مجلة الهلال العدد العاشر السنة العاشرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.