يجرح ويعصب
"يجرح ويعصب، يسحق ويداه تشفيان" (أيو5: 18)
+ يتساءل البعض في وقت التجارب : لماذا يجرحني الله؟ ولماذا يسمح لي بالألم الشديد أحياناً؟ أليس من الأفضل منع الألم عني نهائياً؟
ألا يكفي معاناتي في الماضي؟!
+ إخوتي إن راعي الغنم يخاف على خرافه من الذئاب، ولكنها لاتعي ذلك، فهي تريد أن تشرد من يد الراعي وتهرب بعيداً عنه وعندما يرى احداها تعانده، يلوي ساقها بحنان حتى تخاف ولاتبتعد – مرة أخرى – عن راعيها المحب لها.
+ وفي مزمور الراعي، يصف لنا داود كل ما عاناه من أذى شاول، ومن أن الله رعاه وأن "عصاه" قد استخدمت للتأديب، "والعكاز" للمساندة في لحظات الضعف أو التعب أو المرض الصعب.
"عصاك وعكازك هما يعزياني" (مز23)، فلكل منهما هدفه الصالح.
+ والله لايستخدم عصاه لمن يطيعه، ويستخدم التأديب لمن لاتفلح معه الوسائل اللينة من توجيه وارشاد ونصيحة. كما قال عن بنى اسرائيل العُصاة: "أضيق عليهم حتى يشعروا" (إر10: 18).
+ فلاتحزن إن سمح الله لك بالجرح (البدني أو النفسي) لأن له هدفاً عظيماً. وقد جرب الرب يسوع نفس الشيء عند اتمام خلاص البشر، كما تنبأ عنه أشعياء النبي وقال: "رجل أوجاع ومختبر الحزن، أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل أثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحَبره (جراحاته) شفينا. ظلم ولم يفتح فاه، وأنه ضرب من أجل ذنب شعبي، على أنه لم يعمل ظلماً" (إش53).
+ أما الله (الآب) فسُر بأن يسحقه بالحزن، وأنه سَلب للموت نفسه، وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (أش53).
+ ولقد تنبأ سمعان الشيخ لأم النور مريم عن معاناتها النفسيه البشرية – خلال حياة رب المجد وبعدها – وقال لها: "وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف" (لو2: 35).
+ كما سجل القديس بولس الرسول، سلسلة طويلة من قديسي العهدين – القديم والجديد – الذين ذاقوا العذابات بصبر وفرح وشكر، ولم يهربوا من الألم المبارك، وسندهم الله، فصاروا أشداء في الحرب (الروحية) وتقووا من ضعف وتجربوا من هُزء وجلدٍ ثم في قيود أيضاً وحبس، رجموا، ونشروا (مثل أشعياء) وعاشوا تائهين في باري وجبال ومغاير وشقوق الأرض (عب11).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.