الرحمة والرأفة
" المحبة تتأنى وتُرفِق " ( 1 كو 13 : 4 )
+ الرِفق والرأفة والحنان ( الحنو ) من صفات الله ، والإنسان المسيحى الروحى يُقلِده فى رحمته وحنانه ، ويترفق فى أحكامه ، وفى كل معاملاته . كما يترفق على الخطاة المساكين ( مرضى الروح ) كما فعل السيد المسيح مع الخطاة .
+ وقال القديس بولس الرسول : " اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون مثلهم …. " ( عب 13 : 2 ) .
+ ومن رأفات الله علينا ، أنه يُعطينا وصايا فى مقدور احتمالنا .
+ ووبخ السيد المسيح الفريسيين ، لأنهم يُحمّلون الناس أثقالاً ( تعاليماً صعبة ) عسِرة الحَمل ( مت 23 : 4 ) .
+ كما أن الرب يعطى الوصية ، ومعها نعمة وقوة لتنفيذها .
+ كما أنه يترفق أيضاً على الحيوان ، ويُطالب براحته فى السبت ( خر 20 : 10 ) ، وتراءف الرب يسوع على الحمار المسكين فى الرحلة إلى أورشليم يوم أحد الشعانين .
+ واشفق على الخروف الضال ، فترك الكل ، وذهب ليبحث عنه ، ولما وجده حمله على منكبيه فرِحاً به ، ودعا أصدقاءه ليفرحوا معه ، وهكذا يفرح الرب بكل ضال يعود إليه .
+ ومن قصص عصر الشهداء ، قصة " أندروكليس " الذى كان عبداً رومانياً وهرب من سيده ، واختفى داخل كهف ، وهناك دخل عليه أسد يتألم ويئن من شوكة فى قدمه ، فأشفق عليه وأخرج الشوكة من قدمه ، وبعد ذلك تم القبض على " اندرو كليس " وحكم عليه بالقاءه للوحوش ، وفى يوم تنفيذ الحكم واجه " أندرو كليس " نفس الأسد فى الحلبة الرومانية ، فرفض الأسد أن يؤذيه !!! .
+ وأشفق القديس مكاريوس الأسكندرى ، على الدب الصغير الأعمى ، الذى أحضرته أمه له ، فشفاه بشفاعته رحمة بها !!
+ كما أن الله يطالبنا بالعطف والتحنن ، ليس على الأحباء فقط ، ولكن على الأعداء أيضاً ، فقال : " إن جاع عدوك فاطعمه ، وإن عطش فاسقِه " ( أم 25 : 31 ) ، ( رو 12 : 20 ) .
+ وعلى الصليب غفر الفادى لصالبيه ، رغم قسوتهم الشديدة عليه ، وتراءف حتى على يهوذا الخائن ، وعلى زكا القاسى ، وعلى السامرية الخاطئة ، وعلى بطرس الساقط بلسانه ، وغيرهم من أكبر الخطاة إلى الله .
+ وعندما نمتلئ بالروح القدس ، تكون أول ثماره " المحبة " ( غل 5 : 22 ) وأول ثمارها : الحنان والشفقة والرحمة والعطف .
+ ليت الروح القدس يملأ قلوبنا بالرحمة والحنان واللطف والعطف ، على كل التعابى ، وكل مرضى الروح ( الخطاة ) ، فى هذا العالم الحزين .
+ إذن فلنتشبه بالرب ، الطيب القلب ، والحنون على كل إنسان وحيوان وكل خليقته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.