عيد دخول السيد المسيح أرض مصر
" قم وخذ الصبى وأمه ، وأهرب إلى مصر " ( مت 2 : 13 )
+ تحتفل كنيستنا القبطية اليوم ، بمجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر ، ( المسيح الطفل والقديسة مريم ويوسف النجار البار وسالومى ) ، بناء على أمر ملاك الرب ليوسف النجار ( مت 2 ) ، وتحقيقاً لنبوات العهد القديم ( راجع إشعياء 19 ) .
ومجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر ، هو بركة لشعبها ، وتطبيقاً لمبدأ الهرب من أماكن الشر ، ومن وجه الأشرار ، مما يقلل من الخطر ويمنع السقوط فى الخطية ، ويحد من قوتها ( نش 8 : 14 ) .
+ إذن هذا أول درس نتعلمه من هذا الأمر ، أن نهرب من مصادر الشر ، ومن وجه الأشرار ، وألاّ نتصادم معهم ، بل نفوض الأمر لله ، ليتصرف مع قُساة القلب والظالمين ، فى الوقت الذى يراه ، وبالطريقة التى يراها ، سواء فى الدنيا أو الآخرة ، ونحن نؤمن ونثق فى دفاع الرب عن أبنائه ، فهذا وعده لنا ( خر 14 : 14 ) .
+ وكانت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ، صعبة جداً ، إذ قطعت السيدة العذراء مع الطفل يسوع ، ويوسف الكهل ، عدة مئات الأميال على دابة ، من فلسطين إلى سيناء ، ثم لمدن كثيرة بالوجه البحرى ، ثم إلى مدن الوجه القبلى ( الصعيد ) ، وانتهت فى دير المحرق ، ثم عادت العائلة المقدسة – من حيث جاءت – واستقرت فى الناصرة الشريرة ، بعدما تحملت شظف العيش ، وآلام الغُربة ، ومتاعب الأشرار فى مصر !! ومطاردات قوات هيرودس التى جاءت اليها وراءهم .
+ وخضعت العائلة المقدسة – فى الرحيل والعودة – إلى نداء السماء . وهو درس هام لكل نفس فى " طاعة الله " .
+ ونالت البلاد المصرية بركة خاصة ، من زيارة العائلة المقدسة لبلادنا ، كوعد الرب لشعبه القبطى :
· " مبارك شعبى مصر " ( إش 19 : 25 ) ، كما تحقق الوعد الإلهى بوجود مذبح مسيحى ( إش 19 : 19 ) عند تخومها الشمالية ( كنيسة مارمرقس بالأسكندرية ) ، وقد ورد اسم " مصر " فى الكتاب المقدس أكثر من 630 مرة ، كدليل لمحبة الله لها .
+ وليتك ( يا أخى / يا أختى ) تعيش مع الرب ، فى أرض الغربة ( حياتك على الأرض) بسلام ، وبلا تذمر ولا ضجر ، مهما قابلتك الصعاب والمتاعب ، فاترك له تدبير الأمور ، ويختار لك المكان المناسب ، فى العالم وفى الحياة الأبدية .
+ ولنأخذ الدرس من طاعة العذراء ، وصبرها وشكرها وهدوئها ، وتقبلها لكل وضع ، بدون تذمر ، ولا ضجر .
+ ولنتبع أسلوب الهرب الإيجابى ، وليس السلبى .
+ ولنا أمثلة كثيرة – فى الكتاب المقدس – عن الهاربين بأسلوب إيجابى ، مثل : لوط ( تك 19 : 7 ) ، العائلة المقدسة ( مت 2 : 13 ) ، والتلاميذ وهروبهم من أورشليم ( مر 13 :18 ) .
+ ونصح القديس بولس الرسول ، أهل كورنثوس من الهروب من الزنا ، حيث أشتهرت هذه المدينة بالدنس السائد فى معابد أوثانها ( 1 كو 6 : 18 ) .
وأيضاً حثهم على الهرب من عبادة الأوثان ( 1 كو 10 : 14 ) . وما أكثر الأوثان التى يعبدها سكان العالم اليوم ، وتقود إلى سرقة وقتهم وضياع صحتهم وسُمعتهم ( وسائل الإعلام الفاسدة للحواس ، والمقاهى والملاهى ووسائل التسلية الغير بريئة ، والتدخين والمسكرات والأدمان ........ ) .
+ وعلى ذلك ليس جبناً ، بل شيئاً إيجابياً ، وواجباً أن نهرب فوراً من كل العثرات ومصادرها .
+ ولكن هناك أيضاً هروب سلبى ، يضر جداً بالإنسان وذويه ، مثل الهروب من العمل ، ومن الدراسة ( المدرسة أو المحاضرات الجامعية ....... ) .
والهروب من الكنيسة ووسائط نعمتها ، والهروب من الإجتماعات الروحية ، التى تغذى العقل بالعلم والفهم السليم ، وتعزى الحزين واليائس والفاشل .
وأيضاً الهروب من الإعتراف والتناول من السر الأقدس ، كغذاء ودواء للشفاء ، فلا يقوى على التوبة واستبعاد الخطية والعادات الردية .
والهروب من البيت لأصدقاء السوء ، لقضاء الفراغ فى المقاهى والملاهى ، وأضرارها الخطيرة ، وتنعكس بدورها على الزوجة والأبناء الصغار والكبار .
والهروب من الخدمة ، للكبرياء ، أو للإنشغال بالجسد ولمحبة العالم ( يونان وديماس ) .
+ فأعرفوا – يا أخوتى – إلى أين تهربون ؟! وممن يجب أن تهربوا ؟! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.