درس لكل شاب وشابة
" مهما صنع كان الرب ينجحه " ( تك 39 : 23
)
)
+ شخصية الشاب يوسف الصديق ، مثال لكل شباب اليوم ، فقد سار مع الله ، فى ظروف صعبة ، وفى أرض غُربة ، ولم يتعقد من تزايُد التجارب شدة ، بل عاش بضمير صالح ، فنجح فى كل مكان ، وفى كل عمل .
+ وكان مثالاً للسيد المسيح ، المُحب للذين كرهوه من إخوته ، وصفح عنهم ورعاهم ، وقال لهم :" لا تخافوا .... أنا أعولكم أنتم وأولادكم " ( تك 50 : 18 – 21 ) ، وعزاهم وطيب خاطرهم ، رغم غيرتهم المُرة وكراهيتهم له بالقول والفعل .
+ وكان حكيماً فى كل مراحل حياته ، وأميناً فى عمله ، ولم يكن له كتاب مقدس يسير بمقتضاه ، بل سار بقانون الضمير ( الناموس الطبيعى ) ، والإحساس برقابة الله دائماً ، وهو سر عظمته ، مع باقى صفاته التالية :
1 – قاوم بشجاعة زوجة سيده الطاغية ، رغم معرفته بنتائج طاعتها ومخالفاتها .
2 – أمانته وعفته وطهارته ، رغم أنه كان فى سن المراهقة ( 17 سنة ) ، وقال : " كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله " .
3 – رفض أن يخون سيده ، رافضاً امتيازات وإغراءات جسدية كثيرة .
4 – محبته لوالده وإخوته ( تك 37 ) رغم كراهيتهم له ، بدون مبرر ، ولم ينتقم منهم ، بل قال لهم :" أنتم قصدتم بى شراً ، أما الله فقصد بى خيراً " ( تك 50 : 20 ) .
+ وعلّمنا أن " كل الأشياء ( بحلوها ومرها ) تعمل معاً للخير ، للذين يحبون الله " ( رو 8 : 28 ) ، وأن الهرب من الشر ليس جبناً ، بل منتهى الشجاعة والكرامة .
5 – اعتماده على الله ، دون سواه : " وكان الرب مع يوسف ، فكان رجلاً ناجحاً " ( تك 39 : 3 ) . " لأن الله كان معه ، ومهما صنع كان الرب ينجحه " ( تك 29 : 23 ) " وكان الرب قد جعله مثمراً ، فى أرض غربته " ( تك 41 : 52 ) .
6 – إخلاصه فى عمله ، فصار محل ثقة لسيده ( تك 39 : 6 ) وفى السجن ( تك 39 : 22 ) ، وفى إدارة تموين مصر كلها ، خلال مجاعة 7 سنوات ( تك 41 : 37 – 44 ) .
7 – لم يحزن أو يشكو من ظروفه الصعبة المتوالية ، بل رضى بحاله وشكر الله ، وزاد إلتصاقاً به ، فرعاه وحماه .
+ إحتماله الظلم منذ طفولته كما يلى :
1 – حُرم من عطف أمه ، فى سن مبكرة ( ماتت راحيل أثناء ولادتها أخيه بنيامين ) .
2 – كراهية أخوته العشرة له ، وحقدهم عليه ، حتى فكروا فى قتله !! .
3 – إلقائه فى بئر مظلم ولم يعرف كيف يخرج منها ، ولم يعلن أنه أخ الذين باعوه .
4 – بيع كعبد بثمن زهيد ، وعاش فى بلاد بعيدة ( وثنية ) ، ولم يعرف لغتها ولا عاداتها .
5 – تم حرمه من رؤية أبيه يعقوب ، ولم يكن يظن أنه سيراه مرة أخرى .
6 – تعرض لتجربة شيطانية قاسية من إمرأة ذات سلطان ( زوجة وزير الداخلية ) وهو فى سن 17 سنة ( فى عنفوان شبابه ) .
7 – تم حبسه فى سجن كبار المجرمين والسياسين ، من أجل جريمة لم يرتكبها .
8 – مكث فى السجن 13 سنة إلى أن بلغ الثلاثين من عمره ، وهى فترة طويلة جداً ( ولم ييأس من الخلاص من الحبس ) .
+ فأعطاه الله ذكاء وحكمة فى تفسير الأحلام ، والتخطيط الأقتصادى السليم وتحمُل المسئولية فى ظروف إقتصادية صعبة جداً .
+ وهو خير درس لكل شاب وشابة يُجابه المشاكل ، بدون عُقد ولا تذمر ولا ضجر ، بل بصبر وشكر ، إلى أن يُدبر الله الأمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.