المأسورين
" أرسلنى لأُنادى للمأسورين بالإطلاق " ( لو 4 : 18 )
+ أول عظة بدأها الرب يسوع ، كانت فى مجمع الناصرة ، واقتبس عنوانها من سفر إشعياء ، مُعلناً أن هذا النبى الذى سبقه بنحو سبعمائة عام ، قد تنبأ عن مجيئ المسيح الفادى ورسالته الخلاصية ، فلم يأت المسيح واعظاً ولا منذراً ، ولكن مخلصاً الناس من العبودية لإبليس وللخطية .
+ وهى نفس رسالة كل خادم ، وكل مسيحى ومسيحية ، لكسب الأهل والأصدقاء إلى بيت الله ، وللتحرر من قيود الشر والإثم والظلم .
+ وما أكثر الأسرى فى هذا الزمان :
1 – أسرى الحروب :
أسرى الحروب عادة ماينالون قسوة فى المعاملة من اسراهم ، وربما يظلون فى غياهب السجون أعواماً قد تمتد لعدة سنوات يعانون فيها من مرارة الأسر ، وقد قرأنا وشاهدنا من فترة قصيرة مضت ، أن اسرائيل أفرجت عن بعض الأسرى الفلسطينيين ، فعم الفرح قلوب أهلهم ومعارفهم ، لأنهم قد ذاقوا مرارة الأسر وعادوا للحرية فى بيوتهم .
فبعد الأسر تأتى الحرية ويأتى الفرح .
2 – أسرى الخطية والعادات الشريرة :
أدمان المكيفات والخمر والتدخين ، والدنس ، وكل العادات الشريرة ، وقال القديس اغسطينوس : "إن عبد الشهوة أذل من عبد الرق " ، ونحن نشعر بحالاتهم الصحية والنفسية والمادية البائسة ، ونعطف عليهم ، ونسعى لخلاصهم وعلاجهم روحياً ، ونرشدهم للمختصين إذا أحتاجوا للعلاج الطبى ، فربما يكون موتهم فى شبابهم بسبب ما هم فيه ( جا 7 : 17 ) .
3 – أسرى الفكر :
وهو تقييد الفكر ، بأفكار خُرافية عالمية ، مثل تصديق أثر العين ( الحسد ) والسحر ، والحظ ، والتشاؤم بأمور مُعينة ، والجن والعفاريت (عالم الغيبيات ) .... الخ .
+ دور الرب يسوع فى تحرير الخطاة :
1- سدد الدين القديم ، وحررهم من سجن الجحيم ، وكان إبليس يقبض على روح الميت ، ويدفع به إلى الهاوية ، ففتح الرب الفردوس ، بعدما قيد عدو الخير ، وحد من سلطانه وسطوته .
2- يُحرر النفوس من العادات الضالة للنفس ، والمهلكة للجسد ويساند – بوسائط النعمة – لكسر قيود الفساد ، مثل أغسطينوس ، وموسى الأسود ، وبلاجية ، ومريم المصرية .
3 – وهو يمد يده لكل نفس مكبلة بسلاسل الدنس ، ومرتبطة بعبودية الخطية ، والتى تحاول عبثاً الإتكال على ذاتها وحدها فلا تستطيع الفكاك منها ، بينما يناديها الرب لتأتى إليه ليكسر لها قيودها ، ويحررها من عبودية الخطية ، ومن عادة ردية ، تجلب الهموم والعار والفقر والمرض الشديد والموت المفاجئ .
4 – وهى دعوة لكل مسيحى ومسيحية ، إلى المناداة للمأسورين بالإطلاق من سجن الخطية والشهوات العالمية ، ولكى يُقبلوا إلى حرية مجد أولاد الله .
فهل تقبل هذا العمل ؟! وهو أعظم عمل فى العالم ( مت 5 : 19 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.