المجازاة



المجازاة

" أجازى عن أعمالهم وأفكارهم  ( إش 66 : 18 )  
 

الله عادل جداً ، ولذلك سيكون حكمه – يوم الدينونة – بعدل مطلق ، سواء عن كل فعل أو قول أو فكر الشر ، أو عمل الخير والبر :
·      أنت تجازى الإنسان ( حسب ) عمله ( الصالح أو الطالح ) .... " ( مز 62 : 12 ) .
·      ها أنا آتى سريعاً – واجرتى معى – لاُجازى كل واحد ، كما يكون ( نوع ) عمله " ( رؤ 22 : 12 ) .
·      إن إبن الإنسان ( المسيح ) سوف يأتى – فى مجد أبيه – مع ملائكته ، وحينئذ يُجازى كل واحد حسب عمله " ( مت 16 : 27 ) ، ( رو 2 : 6 ) ، ( أى 34 : 11 ) ، ( مز 12 : 17 ) ، ( إش 66 : 18 ) ، ( عب 10 : 30 ) .

إذن فالجزاء دائماً يكون من جنس العمل ، الصالح أو الشرير ، لأنه ليس لدى الله مُحاباة " ( رو 2 : 11 ) ، والذى يزرعه الإنسان فى الدنيا يحصده فى الآخرة ( غل 6 : 7 ) ( غل 6 : 7 ) .

+ يجازى الرب المرء حسب قصده ( نيته ) السليم ، أو السقيم ، لأنه عارف بما فى القلوب ، والهدف من أفعال الناس المختلفة ( 1 كو 2 : 20 ) .

وحذرنا الرب من مجازاة الخير بالشر ( رو 12 : 17 ) وهو ما عانى منه داود ( مز 35 : 12 ) ويقابله كل المؤمنين من المتعصبين والأنانيين :
·      إنكم تؤهلُون لملكوت الله ، الذى لأجله تتألمون ، إذ هو عادل عند الله ، أن الذين يضايقونكم يُجازيهم ضيقاً ..... الذين سيعاقبون بهلاك أبدى .... " ( 2 تس 1 : 5-9 ) .

+ مجازاة الله للأبرار :
-       يعطيهم مزيداً من الإيمان والنعمة، وعربون الفرح الأبدى لاسيما الخدام ، الذين يتعبون فى ربح النفوس الضالة ( كو 3 : 24 ) ، كل ذلك فى الأرض .

-       وهناك فى المجد أعد لهم مالم تره عين ، وما لم تسمع به أذن ، وما لم يخطر على قلب بشر ، من المجد العظيم ، والنعيم الذى لا يُوصف .

-       ويكفى أن يكونوا مع الرب يسوع فى أورشليم السماوية ( رؤ 21 ) ، ( يو 12 : 26 ) ، ( يو 14 : 3 ) ، ( 1 تس 4 : 17 ) ، وليست متع حسية ، أو جسدية شهوانية ، كما يظنه البعض !! .

-       وسيملكون مع رب المجد إلى الأبد ( رؤ 22 : 5 ) ، ( 2 تى 2 : 12 ) ، ( رؤ 5 : 10 ) ، ( رؤ 20  : 4 ) .

-       وينالون إكليل البر ( 2 تى 4 : 8 ) ، وإكليل المجد الخالد ( 1 بط 5 : 4 ) .

-       ويرثون – مع القديسين – ما فى الملكوت ( أع 20 : 32 ) ، ( كو 1 : 12 ) ، ذلك الميراث الأبدى الذى لا يفنى ولا يتدنس ( 1 بط 1 : 4 ) .

-       ويحيّون فى سرور روحى ( مز 16 : 11 ) وراحة من أتعاب العالم ( عب 4 : 9 ) .

-       وعلى ضوء هذه الأوصاف ، والأبتهاج المنتظر ، يجب أن نجاهد مع النعمة ، حتى لا يضيع منا( 2 يو 8 ) ، وأن نسير بالأمانة حتى الموت ، حتى نُؤهل للحصول على إكليل الملكوت ( رؤ 2 : 10 ) والحياة فى درجة رفيعة من الفرح الروحى .

-       فاحتمل ( يا أخى / يا أختى ) واصبر واشكر ، حتى النهاية ، لتتمتع بالفرح الدائم ، وأعلم جيداً أن آلام الزمان الحاضر- مهما أشتدت – فلن تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن يوم الدين ( رو 8 : 17 – 18 ) .

+ أما جزاء الأشرار فهو كما يلى :
-       الحرمان من متعة التواجد مع الرب يسوع وقديسيه وملائكته فى مجده .

-       عذاب أبدى للذين يبغضون الفضيلة ويحبون الرذيلة ( 2 بط 2 : 13 ) .

-       ويكون حجم الجزاء على ضوء مقدار شرهم وعبثهم وقسوتهم ( 2 صم 3 : 39 ) ، ( مز 109 ) ، ( عو 15 ) ، ( رو 2 : 8 ) .

-       وسوف يرونهم الأبرار ، وهم يعانون فى جهنم ( مز 91 : 8 ) إلى الأبد ( رؤ 20 : 15 ) ، ( رؤ 22 : 15 ) ويعتريهم الندم الدائم لعدم التوبة .

-       فما هو الجزاء ( المناسب ) الذى ينتظرك فى السماء ؟! إنه سوف يتقرر على ضوء عملك فى دنياك ، فهل تتذكر ذلك دائماً ؟! وعقلك فى راسك تعرف خلاصك ( كما يقول المثل العامى ) .

-       إذن اعرف كيف تستعد للوقوف أمام الله ، من الآن ، وقبل فوات الآوان ؟! 

إفتقاد الله لشعبه


لأنه سترنا


" ستَّرت كل خطيتهم "( مزمور 85 : 2 )


+ من صفات الله الكثيرة والجميلة ، أنه الستِّار " ، ولهذا نكرر فى صلاة الشكر عبارة نشكرك لأنك سترتنا " .


+ ورغم أن الإنسان ينسى أن الرب يستره فى أفعاله المُخزية ، وشروره القبيحة ، وأعماله الفاضحة ، التى يفعلها فى السر ، ويدارى عليه الستِّار ليل نهار ، ولا يكشفه لعله يتوب ، ويرجع عنها قبل موته ، وإلاّ ستنكشف القبائح يوم الدين ، ويُدان عنها علناً .


+ ولنا أن نتخيل ، كم يكون وضع الإنسان ، لو كتب الرب خطاياه على جبهته ، لتظهر لكل الناس ؟! .

وهل كان يمكن لبعض الخُدام أن يعظوا الناس بترك خطاياهم ، وهم أنفسهم قد فعلوها ، أو لا يزالون يرتكبونها فى السر ، ويسترهم الله ؟ .


فله كل الشكر ، على محبته لكل التائبين ، ولكل الخاطئين ، والذين قد يخجلون جداً من كشف عيوبهم أمام آباء الإعتراف ، وينسون أن الله يراهم ويسترهم ، ورغم ذلك يدينون غيرهم !!


وقد أقر داود بأن الله يستره ( مز 27 : 5 ) ، وأنه لما أرتكب فعل الدنس ، مع إمرأة أوريا الحثى ، وحاول إخفاء الأمر أمام الناس ، بارتكاب حماقة أكبر ، لم يستطع ، فقد أرسل له الله " ناثان النبى " ، وأعلمه بما فعل ، وأن الله سوف يؤدبه ، لأنه كان يحبه .


وإذا كان الله يسترنا ، فلماذا لا نستر فاعلى الشر ، وننشر أفعالهم بين الناس بقصد فضحهم وتجريسهم ؟ مما يُغضب الرب ، ويضطر أن يُعاملنا بالمثل ، فيكشف عيوبنا ، بنفس الأسلوب : لأنه بنفس الكيل الذى به تُكيلون يُكال لكم " ( مت 7 : 2 ) .


+ ويرى القديس أغسطينوس أنه يلزم سرعة كشف عيوب الأصحاب ، إلى آباء اعترافهم ( وليس للناس ) . وليس فى ذلك إدانة ، بل واجب مطلوب ، من أجل سرعة قيادتهم للتوبة ، والإبتعاد عن العادات الضارة ، وأن السكوت عما يفعله الأصدقاء أو الزملاء ، من اخطاء ، أمر يضُر بالنفس والناس ، والعمل نفسه ، وحتى لو تم عقاب اللصوص والمجرمين ، فلكى يتوبوا ويخلصوا فى الأبدية ، ولا يهلكوا بسبب التستر
عليهم ، وعلى أفعالهم الفاسدة ، والتى تقود حتماً إلى عذابهم الأبدى المحتوم ، لخجلهم من الإقرار بها .


+ وقد ورَدَ فى سيرة القديس مكاريوس المصرى ( أبو مقار الكبير) ، أن بعض الرهبان أخبروه بوجود فتاة ، كانت تتردد على قلاية راهب ، فمضى إليه ، ولما وجدها خبأها القديس أبو مقار تحت الماجور ، وجلس عليه ، فلما دخل الرهبان لم يجدوها ، وخجلوا من الطلب من القديس القيام ، لكى يفتشوا عنها تحته ، أما هو فبكل حنان وشفقة ورحمة لم يوبخه ، فتاب وعرف طريق الخلاص
.

وهو درس هام لكل نفس تستر على الخطاة ، فيرحمها الله .


أخوتى وأخواتى : إن كان الله من محبته وعطفه لنا لا يشاء فضحنا ، وكشف شرورنا وأعمالنا القبيحة ، التى نعملها فى السر ، أفليس هذا درس لنا ، لنستر على غيرنا ، وحتى المسيئون الينا ، وألاّ تدفعنا شهوة الإنتقام إلى التشهير بهم وفضحهم ، بم يُغضب الله ، ولنعلم أن الإنتقام بالتشهير بالغير ، هو ضعف ، وأن القوة فى الحكمة ، والرحمة الممتزجة بالحنان ، والشفقة والستر على مرضى النفس
والروح .

فهل نفعل ؟! .

اللعنة


اللعنة

" باركوا ولا تلعنوا  ( رو 12 : 14 )  
undefined 
SPAN>
+ اللعنة : الصادرة من إنسان شرير ، تعنى شتيمة ، أو سب ، أو دعاء بالإنتقام من الغير ، والملعون من الرب هو فاعل الشر ، والذى هو لعنة لفاعله .

أما لعنة الله ، فهى الحكم على الشرير ، الغير تائب ، والقاسى القلب ، ويفقد البركة والنعمة ، فيعيش الملعون حياة بائسة وتعيسة ، فى الدارين ، ويكون بلا ثمر ، كالتينة التى لعنها رب المجد يسوع ( مر 11 : 21 ) .

+ ويسجل الوحى المقدس اللعنات المتعددة ، التى يصبها الله على كل العاصين ، فيعيشون فى انحطاط ، وأمراض شديدة وثورة الطبيعة ، وضياع انتاج عمل يديهم ، والتعرض للمصاعب والشدائد ، والأسر والفقر ( راجع تثنية 27 ، 28 ) .

وفيما يلى نماذج لبعض من وقع عليهم الله اللعنة :

ملعون القاتل ( بالفعل أو بالعثرة ) :
·      قال الرب لقايين " ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها ، لتقبل دم أخيك من يدك ، متى عملت ( زرعت ) الأرض ، لا تعود تعطيك قوتها ، وتائها وهارباً فى الأرض " ( تك 4 : 11 – 12 ) أى تعب بدنى ونفسى أيضاً ، لكل فاعل الإثم .

- ملعون من لا يحترم أهله :
·      " ملعون من يستخف بأبيه أو أمه " ( تث 27 : 16 ) .

ملعون من يزنى ( وخاصة بالمُحرّمات ) [ تث 27 : 20 – 23 ]

- ملعون من يأخذ رشوة : ( تث 27 : 25 ) .

- ملعون من يغتصب نصيب اليتيم والأرملة أو أجر العامل : ( تث 27 : 19 ) .

- ملعون من لا يسمع ( لا ينفذ ) كلام الله ( إر 11 : 3 ) .

- ملعون من يُكسل فى عمل الله ( إر 48 : 10 ) .

- ملعون كل ماكر ومخادع وخبيث ( ملا 1 : 14 ) .

- ملعون من لا يسأل ليتعلم كلام الله : ( يو 7 : 49 ) .

- ملعون من يغش  فى الموازين والمكاييل والمقاييس : ( مى 6 : 10 ) .              

+ وقد طالبنا الرب بمباركة لا عنينا ( لو 6 : 28 ) ، وعدم معاملتهم بالمثل ، كما فعل الشهيد اسطفانوس ( أع 7 ) .

+ وسوف ينال الملعونون السابقون ، من الله العذاب الأبدى الملائم ( مز 37 : 22 ) .

وفى العهد الجديد من بين الملاعين ، أولئك الذين لا يساعدون المحتاجين ، وسوف يسمعون صوت الرب يوم الدين :
" اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية ، لانى جعت فلم تطعمونى ، عطشت فلم تسقونى .... الخ " ( مت 25 : 41 – 46 ) .

فاصنعوا ( يا أخوتى / وأخواتى ) الخير للغير وللجميع ، وسوف يعطيكم الله الملكوت الأبدى السعيد 

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010