متنوعات




  • استشهاد القديسة انسطاسية من أهل رومية سنة 250م - 1 بــابة - 11أكتوبر/تشرين أول
  • بابة - 1 بــابة
  • القراءات الكنسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية – 1بابة - 11أكتوبر/تشرين أول
استشهاد القديسة انسطاسية من أهل رومية سنة 250م - 1 بــابة - 11أكتوبر/تشرين أول

في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة أنسطاسية. وكانت هذه المجاهدة من أهل رومية، ابنة لأبوين مسيحيين، قد ربياها أحسن تربية وأدباها بالآداب المسيحية. فلما شبت وأراد والداها تزويجها لم توافق لأنها زهدت أباطيل العالم وشهواته واختارت السيرة الروحانية واشتاقت إلى الأمجاد السماوية من صغرها. فدخلت بعض أديرة العذارى التى في رومية. وتوشحت بالزي الرهباني. وأضنت جسدها بالنسك والتقشف. وكانت لا تتناول طعاما إلا مرة كل يومين. وفى الأربعين المقدسة لم تكن تفطر إلا يومي السبت والأحد بعد صلاة الساعة السادسة من النهار، وكان غذاؤها كل أيام رهبنتها الخبز الجاف والملح

واتفق أن بعض أديرة العذارى القريبة من الدير الذي تقيم فيه هذه القديسة كانت تحتفل بأحد الأعياد. فأخذتها الرئيسة مع بعض العذارى ومضين للاشتراك في ذلك العيد. وبينما كن ذاهبات، أبصرت هذه القديسة جند داكيوس الملك الكافر يعذبون بعض المسيحيين ويسحبوهم على الأرض. فألتهب قلبها بالمحبة الإلهية وصاحت بهم قائلة: يا قساة القلوب: أهكذا تفعلون بمن خلقهم الله على صورته ومثاله وبذل نفسه عنهم: فقبض عليها أحد الجند وقدمها إلى الأمير. فسألها قائلا: أحقا أنت مسيحية تعبدين المصلوب؟ فأقرت بذلك ولم تنكر. فعذبها عذابا شديدا ثم صلبها وأوقد تحتها النيران فلم تضرها. ولما لم تنثن عن إيمانها بسبب هذه الآلام أمر بأن تقطع رأسها. فصلت صلاة طويلة. ثم أحنت رأسها فضرب السياف عنقها ونالت إكليل الشهادة

شفاعتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا، آمين

بابة - 1 بــابة

نسبة إلى اله الزرع (بى نت رت) لان فيه يكسو وجه الأرض بالخضرة، وله معابد في قنا المشهورة الأن بأسم "بنود أو أبنود" وله معبد أخر في تمي الأمديد بمحافظة الغربية وتسمى منديس

وقد ينسب أيضا إلى المعبود بتاح خالق العالم "بتاح رس أنيف" أي شهر عبادة بتاح.

مركزه منف بالبدرشين

أمثال الشهر : إن صح زرع بابه، غلب القوم النهابة

إن جاء بابه، ادخل واقفل البوابة

أشهر محاصيله : رمان بابه



القراءات الكنسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية – 1بابة - 11أكتوبر/تشرين أول

مزمور باكر – مزمور 8: 2، 3
2مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْدًا بِسَبَبِ أَضْدَادِكَ، لِتَسْكِيتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ. 3إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا
مزمور 8: 2، 3

انجيل باكر – يوحنا 4: 15 – 24
15قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا» 17أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ:«لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، 18لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». 19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. 24اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».
يوحنا 4: 15 – 24

البولس – أفسس 5: 8 – 21
8لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. 9لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ. 10مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ الرَّبِّ. 11وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا. 12لأَنَّ الأُمُورَ الْحَادِثَةَ مِنْهُمْ سِرًّا، ذِكْرُهَا أَيْضًا قَبِيحٌ. 13وَلكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ. 14لِذلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ».
15فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، 16مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. 17مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. 18وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، 19مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. 20شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ. 21خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ.
أفسس 5: 8 – 21

الكاثوليكون – بطرس الأولى 3: 5 – 14
5فَإِنَّهُ هكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، 6كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ «سَيِّدَهَا». الَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلاَدَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْرًا، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا الْبَتَّةَ.
7كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ. 8وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ، 9غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً. 10لأَنَّ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ، 11لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ. 12لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ».
13فَمَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟ 14وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا.
بطرس الأولى 3: 5 – 14

الابركسيس – أعمال الرسل 21: 5 – 14
5وَلكِنْ لَمَّا اسْتَكْمَلْنَا الأَيَّامَ خَرَجْنَا ذَاهِبِينَ، وَهُمْ جَمِيعًا يُشَيِّعُونَنَا، مَعَ النِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ. فَجَثَوْنَا عَلَى رُكَبِنَا عَلَى الشَّاطِئِ وَصَلَّيْنَا. 6وَلَمَّا وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضًا صَعِدْنَا إِلَى السَّفِينَةِ. وَأَمَّا هُمْ فَرَجَعُوا إِلَى خَاصَّتِهِمْ.
7وَلَمَّا أَكْمَلْنَا السَّفَرَ فِي الْبَحْرِ مِنْ صُورَ، أَقْبَلْنَا إِلَى بُتُولِمَايِسَ، فَسَلَّمْنَا عَلَى الإِخْوَةِ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُمْ يَوْمًا وَاحِدًا. 8ثُمَّ خَرَجْنَا فِي الْغَدِ نَحْنُ رُفَقَاءَ بُولُسَ وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، فَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلُبُّسَ الْمُبَشِّرِ، إِذْ كَانَ وَاحِدًا مِنَ السَّبْعَةِ وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ. 9وَكَانَ لِهذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ. 10وَبَيْنَمَا نَحْنُ مُقِيمُونَ أَيَّامًا كَثِيرَةً، انْحَدَرَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ. 11فَجَاءَ إِلَيْنَا، وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ، وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ:«هذَا يَقُولُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ هذِهِ الْمِنْطَقَةُ، هكَذَا سَيَرْبُطُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي الأُمَمِ». 12فَلَمَّا سَمِعْنَا هذَا طَلَبْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَالَّذِينَ مِنَ الْمَكَانِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 13فَأَجَابَ بُولُسُ:«مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي، لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ». 14وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ سَكَتْنَا قَائِلِينَ:«لِتَكُنْ مَشِيئَةُ الرَّبِّ».
أعمال الرسل 21: 5 – 14

المزمور – مزمور 45: 14، 15
14بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ. في إِثْرِهَا عَذَارَى صَاحِبَاتُهَا. مُقَدَّمَاتٌ إِلَيْكَ. 15يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ. يَدْخُلْنَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ.
مزمور 45: 14، 15

الانجيل – متى 25: 1 – 13
1«حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. 2وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. 3أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا، 4وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. 5وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. 6فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! 7فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. 8فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. 9فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. 10وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ. 11أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا! 12فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. 13فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.
متى 25: 1 – 13


الكنز الملوكي




الكنز الملوكي

الشبان الثمانية

في سنة 250 ميلادية صار داكيوس إمبراطورًا، وكان يكره المسيحيين جدًا، فأصدر أوامره بقتلهم، ومصادرة أموالهم، وهدم كنائسهم.

زار داكيوس مدينة أفسس عاصمة آسيا الصغرى (تركيا)، وفي لقائه مع أشراف المدينة، طلب منهم جميعًا أن يسجدوا للأوثان ويقدموا لها ذبائح. تحدث معهم بكل عنف قائلاً لهم:

"ليسجد كل أحد للوثن ويقدم له ذبائح وإلا يقتل قتلاً. من يعرف أحدًا لا يذبح للوثن ولا يخبرنا عنه يُقتل، حتى وإن قدم هو نفسه ذبائح وتقدمات للوثن".

تحولت المدينة كلها إلى حالة من الرعب، فكان الآباء يسلمون أبناءهم، والإخوة إخوتهم، حتى الوثنيون كانوا في خوف لئلا يُتهموا أنهم لم يبلغوا عن أصدقائهم المسيحيين.

في وسط هذا الجو المتوتر وشَى البعض لدى الإمبراطور بأن ثمانية شبان يعملون في القصر لا يطيعون أمره. تضايق الإمبراطور جدًا، وأصدر أوامره بإحضارهم فورًا.

وقف الشبان الثمانية أمامه، فقال لهم:

"لا أريد أن أسمع كلمة واحدة منكم، عليكم أن تقدموا فورًا ذبائح للوثن!"

رفض الثمانية الطاعة لأوامره.

أمر الإمبراطور الوالي بتجريدهم من رتبهم، وأن تُعطى لهم فرصة للتفكير وإلا قتلوا.

اجتمع الشبان معًا، وصاروا يصلون، وإذ ضاق بهم الأمر جدًا جمعوا أموالهم معًا، ووزعوا غالبيتها على الفقراء، وأبقوا معهم القليل جدًا ليعيشوا به على حد الكفاف حتى يسافر الإمبراطور ويهدأ الحال في أفسس.

انطلقوا إلى الجبال المجاورة خارج المدينة، وصاروا يجولون هناك حتى وجدوا عدة كهوف بعيدة عن الأنظار. قرروا أن يعيشوا في أحدها حتى ينتهي الاضطهاد.

كان أحد الشبان يدعى يمليخا يرتدي ثوبًا باليًا، ينزل من حين إلى آخر إلى المدينة ليشتري ما يحتاجون إليه.

وفي كل مرة ينزل فيها إلى المدينة يعود إليهم حاملاً أخبارًا مؤلمة عما حلّ بها.

سلبوا ما لنا!

انتظر الإمبراطور مجيء الشبان الثمانية في الموعد المحدد فلم يحضروا. استدعى آباءهم وهددهم بعنف:

"لا تظنوا أنكم أشراف المدينة لا تخضعون لأوامري!

لقد أمرت... أن يقدم الكل ذبائح للوثن! أين هم أبناؤكم؟!

إنني لن أرحمكم، سأقتلكم إن لم تجيئوا بهم حالاً!"

أجاب أحدهم في خوف ورعدة:

"سيدي الإمبراطور... نحن عبيدك الطائعون لأوامرك.

نحن أول من قدّم الذبائح للوثن، بل ودفعنا الشعب ليقتدي بنا.

أما أبناؤنا ففاسدون،

لقد سلبونا مالنا ووزعوه على الفقراء.

نحن لا نحتملهم...

نبحث معهم في كل موضع لنتصرف معهم.

كل ما عرفناه أنهم هربوا إلى الجبل واعتكفوا في كهف بعيد. لسنا نعرف إن كانوا أحياء أم أموات.

ليتحقق سيدي بنفسه الأمر ليدرك أننا صادقون وأمناء لك!"

أجاب الإمبراطور:

"أنتم لا تقدرون أن تصلوا إليهم، لكنني أنا أقدر.

سأعرف إن كانوا أحياء أم أموات!

سأتحقق بنفسي من الخبر.

اذهبوا الآن، وأنا أعرف كيف أنتقم من أولادكم".

الكهف المغلق

استدعى الإمبراطور والي المدينة وطلب منه أن يبعث رسلاً في الجبال ليبحثوا عن الكهف، ومتى وجدوه يغلقون عليه بحجارة...

تمم الوالي أمر الإمبراطور، وبالفعل أغلق على الشبان الثمانية، وبقوا في الكهف بلا ماء حتى خاروا وماتوا...

كان في القصر وكيلان للامبراطور مؤمنين، تشاورا معًا، وكتبا قصة هؤلاء الشبان على صحائف وضعت في صندوق نحاسي وضعاه عند مدخل الكهف إكرامًا لهؤلاء الشهداء.

بقى الحال هكذا أكثر من 150 عامًا حتى تولى ثيئودوسيوس الصغير الحكم، وكان مؤمنًا تقيًا يخشى الله...

حُورب الإمبراطور بالشك في إمكانية القيامة من الأموات...

التجأ إلى آباء كثيرين يبرهنون له عن القيامة، وقرأ كتبًا كثيرة لكن الشك لم يفارقه.

كان الإمبراطور يصرخ النهار كله في أعماقه لكي ينزع الله عنه فكر الشك. وبالليل كثيرًا ما كان يلبس المسوح ويجلس أرضًا ويطلب من الله أن يرفع عنه هذه الحرب...

الكنز الملوكي

تطلع الشاب يمليخا إلى المدينة من بعيد ووقف في ذهول يتحدث مع نفسه:

"تُرى هل أنا في حلم أم في حقيقة؟

إنها ليست مدينة أفسس...

لا... لا يمكن أن تكون هي...

ما هذا الصليب المنحوت على بابها؟!

ما هذه المنارات؟..."

دخل الشاب المدينة، وصار يبحث عن مخبز، وهناك إذ قدم قطعة من النقود الفضية أمسك به صاحب المخبز، وصار يقول له: "أخبرني أين هو الكنز الملوكي؟"

وقف الشاب في ذهول، يلتفت حوله يمينًا ويسارًا، لا يعرف ما الذي يجري حوله، فقد جاء جمع كبير يلتفون حوله...

كل واحد منهم يمسك النقود التي قدمها لصاحب المخبز ويقول:

"لا تتركوه... خذوه إلى الوالي... ليخبرنا أين هو الكنز الملوكي؟"

أدرك أحد الحاضرين أن الشاب بسيط، فطبي من الجمهور أن يهدأوا، ثم سأل الشاب:

"قل لنا بالحق ما هو اسمك؟

وما هي عائلتك؟

ومن أي بلد أنت؟"

أجاب الشاب: "أنا يمليخا، من مدينة أفسس، أبي هو أحد الأشراف، وأنا منذ وقت قصير كنت أعمل بالقصر..."

صرخ أحد الحاضرين: "إنه مجنون! ليس لدينا شريف باسم والده...."

وقال آخر: "لنذهب به إلى الوالي!"

وقال ثالث: "لنحتكم لدى أبينا الأسقف!"

أُقتيد الشاب إلى الأب الأسقف، وهناك إذ سأله الأسقف عن قصته قال: "أنا يمليخا العامل بالقصر مع زملائي السبعة، أبناء أشراف المدينة. جاء الإمبراطور داكيوس وطلب منا السجود للأوثان وتقديم ذبائح لها.

وإذ أراد قتلنا وزعنا أموالنا على الفقراء، وهربنا إلى الجبل لنعيش في كهف. أغلق علينا فنمنا، ولما استيقظتُ جئت اشتري خبزًا لإخوتي فأمسكوا بي!"

تطلع الأب الأسقف إلى قطعة الفضة وأدرك إنها بالفعل من عصر داكيوس الذي مضى عليه أكثر من 150 عامًا. قرر أن يذهب مع الشاب ومعهما بعض الأشراف إلى الكهف ليتحققوا الأمر...

خرجوا من المدينة وجاءوا إلى الكهف فوجدوا في الطريق راعي غنم ذهب معهم... هناك وجدوا عند مدخل الكهف الصندوق النحاسي وبه صحائف تحمل سيرة الشبان الشهداء...

قال الراعي: لقد أردت مع إخوتي الرعاة أن نبني حظيرة بجوار الكهف، ونحن نزعنا الحجارة منذ أيام قليلة لنبني الحظيرة ولم نعرف أن الكهف مقبرة الشهداء!...

وقف الكل يسبح الله ويمجدونه.

الله واهب القيامة

سمع الإمبراطور بأمر الشبان الثمانية فأسرع بالحضور، وإذ رآهم سجد أمامهم وعانقهم وبكى ثم وقف يشكر الله القادر أن يقيم الموتى.

تحدث أحدهم معه: "أيها الإمبراطور... لقد سمح الله بإقامتنا لكي يحفظ إيمان الكنيسة، ولا يتشكك أحد في القيامة".

رقد الشبان الثمانية، وبسط الإمبراطور حلته الملوكية عليهم وهو يبكي... ولم يعد يشك بعد في القيامة من الأموات.

ترنيمة وجهك لا يفارقنى

ترنيمة " وجهك لا يفارقنى "  بالباوربوينت وهى من الترانيم الحلوة
Attached is new Powerpoint Tarnima " Waghuka La Youfarequni "
وممكن تنزيلها من هذا اللينك
Or You can down load from this link

وممكن سماعها من هذا اللينك
You also can hear it from this link


البابا أثناسيوس




البابا أثناسيوس

القمص تادرس يعقوب ملطي

أطفال على الشاطيء

سمع البابا الكسندروس أصوات أطفال كثيرة، فتطلع من النافذة وإذا به يرى صبيًا صغيرًا يقف وأمامه مجموعة من الأطفال، وقد نظروا نحو الغرب. وكان الصبي يقودهم إلى جحد الشيطان، وأياديهم مرفوعة.

سمع البابا صوت الصبي الصغير وأيضًا جماعة الأطفال يرددون الكلمات التالية:

"أجحدك أيها الشيطان،

وكل أعمالك النجسة،

وكل جنودك الشريرة،

وكل شياطينك الرديئة،

وكل قوتك...

أجحدك، أجحدك، أجحدك".

ثم نفخ الصبي في وجه كل طفل ثلاث مرات.

دُهش البابا إذ رأى الصبي الصغير يمارس طقس العماد بكل جدية ودقة.

حوّل الكل وجوههم نحو الشرق، ثم سمعهم يرددون وراء قائدهم "الاعتراف بالإيمان".

"أعترف لك أيها المسيح إلهي...

أؤمن بإله واحد، الله الآب ضابط الكل،

وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا،

والروح القدس المحيي...."

صار المشهد أكثر جدية حين انطلق القائد الصبي بزملائه نحو البحر، وأمسك بكل طفل ليغطسه ثلاث مرات...

نادى البابا تلميذه، وقال له: "أتعرف هؤلاء الأطفال؟".

- لا يا قداسة البابا.

- ماذا تظن أنهم يفعلون؟

- لم أكن أتابع تصرفاتهم.

- إنهم يقومون بألعاب غير عادية، أرى قائدهم يمثل دور أسقف يقوم بعمادهم بدقة غريبة...

اذهب وتعال بهم إليّ.

ذهب التلميذ إلى الأطفال، فتجمعوا حوله لكونه أباهم الذي يحبهم ويرعاهم، وطلب منهم أن يأتوا معه إلى دار البطريركية المطلة على الشاطيء.

ذهبوا معه فوجدوا البابا يستقبلهم بحنو ويهتم بهم.

وبعد قليل إذ جلسوا حوله، سألهم البابا: "ماذا كنتم تفعلون؟".

ارتبكوا جميعًا وخشوا أن يكون البابا قد غضب بسبب لعبهم على الشاطيء، لكن سرعان ما اكتشفوا على ملامحه ابتسامة لطيفة وحنوًا فائقًا. فتقدم الصبي الصغير وقال له: "كنا نلعب لعبة دينية، فقد اختاروني أسقفًا وقمت بتعميدهم في البحر". وبدأ الصبي يروي للبابا كيف أنه معجب بعمل الله، وأنه يحب الكنيسة جدًا، يشعر بسعادة فائقة حين يدخلها، وأنه يشتاق أن يعمد كل طفل وصبي.

احتضنه البابا وقبَّله هو وزملاءه وأبدى اهتمامًا بهم جميعًا. أخيرًا سأل الصبي:

- ما اسمك؟

- أثناسيوس.

- وما هو عمرك؟

- ثمان سنوات.

- اذهب إلى بيتك وأخبر والديك إنني أريد أن أراهم.

انصرف الأطفال، وكانوا ينعمون بالفرح، ويشعرون بقوة الروح تملأ حياتهم.

بعد ساعات قليلة عاد الصبي أثناسيوس ومعه والده. روى لهم البابا ما قد رآه، وكشف لهم كيف امتلأ قلبه فرحًا بغيرة ابنهم الصغير واشتياقاته وروحانيته مع دقته في إتمام طقس العماد.

في دار البطريركية

أحب أثناسيوس البابا الكسندروس، وتتلمذ على يديه.

التحق بمدرسة البطريركية فتفوّق في دراسة الكتاب المقدس وعلوم الكنيسة ونبغ في اللغة اليونانية والعلوم الأخرى.

سامه البابا شماسًا، وجعله سكرتيره الخاص، وإذ نجح في خدمته وأحبه الشعب جدًا سامه رئيس شمامسة.

اهتم بكلمة الله، بالوعظ والكتابة. فكتب وهو شاب دفاعًا عن لاهوت السيد المسيح باسم: "تجسد الكلمة" كما كتب إلى الوثنيين يدعوهم إلى الإيمان المسيحي.

وفي إحدى الأمسيات دخل رئيس الشمامسة على البابا فوجد على ملامحه علامات الحزن...

سأله أثناسيوس: "لماذا أنت حزين يا أبي على غير عادتك؟".

أجابه البابا: "لقد التقيت بالكاهن أريوس، بعد أن ألقى عظته التي أحسست فيها أنه ينكر أن السيد المسيح هو كلمة الله المساوي للآب والواحد معه في الجوهر".

وإذ بدأت معه الحوار في هدوء، قال لي:

"إن كان الآب قد ولد الابن،

فإنه كان وقت فيه الآب موجود دون الابن، وأن للابن بداية،

وهو غير مساوٍ للآب !".

هزّ أثناسيوس رأسه في حزن وهو يقول:

"مسكين آريوس،

لقد ظن ولادة الابن من الآب كولادتنا نحن من أمهاتنا. فالأب والأم يسبقاننا.

لقد ظنها ولادة جسدية! ياللحماقة!

عندما يلد النور بهاءً، فهل بهاء النور أقل من النور؟

هل يوجد النور قبل بهائه؟!

هل يمكن فصل النور عن بهائه؟!"

صمت رئيس الشمامسة قليلاًً، ثم قال:

"أليس لأريوس نفس وهي موجودة حقيقة، وتلد عقلاً؟! هل وُجدت نفسه يومًا بدون عقل؟!

وهل النفس أعظم من العقل وأسبق منه؟!".

ألا يرى قرص الشمس كيف يلد أشعة؟ فهل وُجد القرص يومًا بدون الأشعة؟

ليمسك شمعة منيرة وينير منها شمعة، فهل النور المولود من النور أقل من النور الأول؟!

مخلصنا هو ابن الله، النور المولود من النور، الإله الحق من الإله الحق!".

توقف رئيس الشمامسة عن الكلام قليلاً ليكمل حديثه مع البابا:

"آريوس متعلم، لكن كبرياء قلبه أخفى عنه حقائق الكتاب المقدس.

ألم يسمع إشعياء النبي الذي سبق ميلاد السيد المسيح بأكثر من 700 سنة ماذا يقول عن ابن الله؟

"لأنه يولد لنا ولد، وتُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام" إش 9: 6.

ألم يقرأ ما كتبه عنه داود النبي قبل مجيئه بأكثر من ألف سنة "قال الرب لربي" مز 110: 1 ؟!

ثم إن كان كلمة الله ليس مساويًا للآب، فكيف يتمم خلاصنا؟ كيف يقدم دمه ثمنًا عن خطايانا؟! ألا نحتاج إلى الخالق نفسه كي يفدينا ويجدد طبيعتنا الي أفسدتها الخطية؟

ألم يسمع أن المسيح سيأتي على السحاب يدين العالم كله؟ فهل الديان أقل من الآب أم هو واحد معه؟...".

تحولت جلسات البابا مع رئيس الشمامسة إلى أحاديث لاهوتية حية، تنبع عن الكتاب المقدس، وتمس تمتعنا بالشركة مع الله والتمتع بالمجد الأبدي.

في المجمع المسكوني الأول

بسبب نشاط أريوس وأتباعه الذين ينكرون أن السيد المسيح هو كلمة الله المساوي للآب حدثت متاعب كثيرة في الشرق. وخشى الإمبراطور قسطنطين من حدوث انقسام لا في الكنيسة فقط بل وفي المملكة، لهذا طلب عقد أول مجمع مسكوني بعد الرسل.

كان للإسكندرية مركز القيادة من جانب التعليم، وقد أخذ بابا الاسكندرية معه رئيس الشمامسة الشاب أثناسيوس.

اجتمع 318 أسقفًا أكثرهم شيوخ، ومعهم الإمبراطور الذي حضر الافتتاح ثم تركهم...

بدأ الحوار فوقف الشاب أثناسيوس يتكلم. وكان الجميع مندهشين، كيف يقدم البابا الشيخ شابًا ليتكلم...

ما أن فتح الشاب فمه حتى حدث صمت رهيب، وانسحبت القلوب والأفكار إليه. فقد شعر الكل بقوة الروح القدس العامل فيه... كان حديثه ممتعًا، فيه قوة الإقناع مع عذوبة الروح.

تلألأ نجم الشماس الشاب بسبب غنى معرفته للكتاب المقدس، وقوة حجته في الدفاع، وعذوبة أسلوبه، مع روحانيته العجيبة. كان يتحدث بقوة كأسد يزأر، وبوداعة كحمامة هادئة!

انتهى المجمع وكل أنظار العالم المسيحي في الشرق والغرب تتطلع نحو هذا الشاب... ماذا يكون؟!

لقد كسب بعضًا من الأريوسيين الذين كانوا يطلبون الحق لكن أريوس خدعهم، أما أريوس ومن أصروا على الخطأ فكانوا يشعرون أن عدوهم اللدود هو أثناسيوس! لقد وضعوا في قلوبهم أن يتخلصوا منه مهما يكن الثمن!

البابا الجديد

عاد البابا الكسندروس إلى الاسكندرية، وبعد أيام ثقل عليه المرض جدًا، فاجتمع حوله الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان وأراخنة الشعب...

في صوت هاديء قال البابا:

"الآن أنا راحل بقلب متهلل فرحًا،

إني أشعر بطمأنينة من جهة كنيسة المسيح،

فقد أرسل إليها أثناسيوس الشاب ليعمل به مقاومًا آريوس العنيد.

إنه هو باباكم... اسمعوا له واسندوه في جهاده. الله يعينه ويتمم إرادته به".

أسلم البابا روحه وهو مطمئن البال... وبعد أيام انعقد مجمع مقدس، ووافق الكل على ترشيح أثناسيوس بطريركًا، وأجمع الشعب على انتخابه.

سمع الشماس أثناسيوس بذلك وحاول الهروب لكن الجميع أرغموه أن يقبل، قائلين له: "نحن نعلم أنك تهرب من الكرامة، لكن الضرورة تلزمك، فالطريق شاق، ومقاومة أتباع أريوس ومليتوس ليست بالأمر الهين"

دوى الخبر في العالم كله، فتهللت الكنيسة كلها، واغتم الأريوسيون جدًا.

قال القديس غريغوريوس اللاهوتي: "إن رأس كنيسة الاسكندرية هو رأس العالم".

طريق الآلام

عرف الاريوسيون كيف يلتقون بالامبراطور قسطنطين ويهيجونه ضد البابا أثناسيوس صوّروا له البابا كقائد له شعبيته ليس في مصر وحدها، بل وعلى المستوى العالمي، مما يمثل خطورة على الإمبراطور نفسه. مرة أخرى اتهموه أنه يمنع إرسال القمح من الاسكندرية إلى القسطنطينية عاصمة الامبراطورية...

كرس الأريوسيون كل طاقاتهم لتحطيم البابا أثناسيوس، فنُفى عن كرسيه خمس مرات، تارة في تريف بأوربا حيث استقبله أسقفها كبطلٍ، وأخرى اضطر إلى الهروب إلى مقبرة أبيه، وثالثة إلى أحد البيوت، ورابعة إلى الأديرة...

عقدت مجامع ضده... وكانوا يكيلون له اتهامات كثيرة.

وفي وسط كل هذه المتاعب لم يفقد البابا أثناسيوس سلامه. كان يشعر أن ما يعمله إنما هو عمل المسيح، لهذا فالعمل ينجح حتمًا!

محبته للرهبان

مع الأنبا أنطونيوس

في دار البطريركية كان القديس أثناسيوس منكبًا منذ صباه على دراسة الكتاب المقدس؛ فأحب حياة الهدوء والتأمل جنبًا إلى جنب مع حبه لخلاص كل نفس بشرية، ومع غيرة متقدة على الإيمان الإنجيلي الكنسي.

كان الأنبا أنطونيوس أب الأسرة الرهبانية مثله الأعلى في حياة الهدوء، فكان يزوره ويتتلمذ على يديه. وفي نفس الوقت أحب أنبا أنطونيوس القديس أثناسيوس. عندما كرس الأريوسيون كل طاقاتهم لتحطيم الإيمان بالمسيح الله الكلمة، وضعوا أغاني شعبية بنغم عذب، يتغنى بها الناس في الأسواق العامة.

لم يترك الأنبا أنطونيوس البابا وحده.

فجأة نزل أنبا أنطونيوس إلى الإسكندرية، ودوى خبر نزوله في كل المدينة، وتسابق الوثنيون مع المسيحيين إلى الالتقاء به. وكان الكل يدعونه "رجل الله". وعاد كثير ممن التصقوا بالأريوسيين إلى الكنيسة عندما التقوا بهذا الأب الناسك المحب.

بين الرهبان

كثيرًا ما اضطر البابا أن يهرب من الإسكندرية، فيلجأ إلى الأديرة، ليعيش فيها لا كضيف بل كمن في بيته. كان يعيش كراهب بسيط يحب الحياة الهادئة، دون أن ينسى شعبه في صلواته، كما كان يبعث إليهم بالرسائل.

كان يشجع الرهبان على الجهاد في الصلوات كسند لهم في حياتهم الروحية، وكقوة تسنده هو في حفظ الايمان، وكمصدر بركة لشعب الله الذي يضطهده الأريوسيون.

في روما

في زيارته إلى روما صحبه القديس أمونيوس تلميذ القديس أنطونيوس.

خرج لاستقباله أسقف روما والكهنة والشمامسة وبعض الشعب في محبة شديدة وشوق، فقد اشتهى الكثيرون أن يروا القديس أثناسيوس حامي الإيمان في العالم كله.

لاحظ البعض ما اتسم به الراهب المصري أمونيوس من نسك شديد مع وقار وبشاشة وجه، فأحبوه جدًا. كالعادة طلب منه البعض في كرم ضيافتهم أن يشاهد عجائب روما، أما هو ففي هدوء كان يتسلل كل يوم إلى قبري الرسولين العظيمين بطرس وبولس، يلقي بنفسه أمامهما ليصلي إلى الله ساعات طويلة بحرارة شديدة عجيبة.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010