الإستعداد
" كونوا أنتم مُستعدين " ( مت 24 : 44 )
1 - ضرورة الإستعداد :
+ " استعد " كلمة بسيطة ، يفهمها الكل حتى الطفل ، وقد جرت العادة أن يستعد الناس لأمور ومهام تتطلبها ظروف الحياة ، فمثلاً كل أستاذ يستعد لتحضير دروسه قبل إلقائها ، وكل محام يستعد بدراسة القضية ، وإعداد المستندات ، والأسانيد التى تُقنع القضاة ببراءة موكله ،وكل شخص يريد السفر للخارج ( أو للداخل ) أن يستعد بإجراءات لازمة وهامة ، ويستعد البعض للزواج ، أو للمدرسة أو للرحلة أو للإنتخابات ...... الخ .
+ وهكذا هناك ضرورة دائمة للإستعداد ، أى يستعدون لكل شئ ، ما عدا " النهاية " رغم أنها أمر محتوم ، وساعة الموت غير معروفة ، والتى يعقبها إما موت أبدى ، أو سعادة أبدية ؟! .. إنها حقاً حماقة كبرى !! .
+ لذا ينبغى أن نستعد لأنه بالأضافة إلى أن ساعة الموت غير معروفة ، وقد تكون قريبة جداً ، فإن الله أمرنا بضرورة الإستعداد الفورى " استعد للقاء إلهك " ( عا 4 : 12 ) ، وقال أيضاً : " اسهروا ، لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم" ( مت 24 : 42 ) ، ( مر 13 : 23 ) ، ( لو 21 : 31 ) .
+ والإستعداد يكون " بالتوبة " ، فمن دواعى الأسف أن نرى الكثيرين ، لا ينشغلون
بالتوبة ، ولا يستعدون للرحيل – فى أى وقت – مع أنهم يعلمون جيداً ، أنهم ربما قد يرحلون فوراً ، بدون إستعداد مناسب !!
2 – نستعد لكى ننجو من هول العذاب الأبدى :
+ لابد أن يلاقى الأبرار والأشرار القاضى الإلهى ، ولا مهرب من الدينونة الرهيبة .
+ ووقتها " يقولون ( الأشرار ) للجبال اسقطى علينا ، واخفينا عن وجه الجالس على العرش ، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ، ومن يستطيع الوقوف ؟ " ( رؤ 6 : 16 – 17 ) .
3 – نستعد ودون أن نختلق الأعذار :
+ فإذا كنت تستطيع أن توفر وقتاً للمناسبات والرحلات والتسلية ، رغم كثرة مشاغلك ، فهل لا تستطيع الجلوس مع نفسك ساعة كل يوم ، تحكم فيها على نفسك ، قبل أن يحكم الله عليك ؟!
+ إن الرب يرحب بكل من يستعد للقائه فى عالم المجد ، فهل تطيع صوته ؟ أم تسمع قوله هناك : " ليتك أصغيت إلى وصاياى ، فكان كنهر سلامك " ( إش 48 : 18 ) ؟!
+ وقال الوحى الإلهى : " لقد أهلكت نفسك بنفسك ، مع أن معونتك عندى " ( إش 27 : 5 ، وحسب النص الإنجليزى ) .
+ وقال خادم بار ساعة أنتقاله : " مرحباً بالموت والمجد " ، وقال آخر : " أنا سأنقل مسكنى إلى مدينة النور " ، وقال بيتهوفن الموسيقار الأصم : " سأسمع أنغام السماء الشجية " .
وقال خادم آخر : " يا أحبائى وأولادى ، تناولت الإفطار معكم ، وسوف أتعشى مع الرب يسوع " .
+ إن التأجيل من " الأهمال " ، " وكيف ننجو إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره ؟ " ( عب 2 : 3 ) .
+ فلا تنشغلوا – يا أحبائى – بالطعام والشراب ، أو جمع المال ، أو بالمناصب – فكل هذه الأشياء مع الأسف - لا تستطيع أن تفتح أبواب السماء .
4 – كيفية الأستعداد :
+ بالتوبة الحقيقية : والإبتعاد عن كل مصادر الخطية ( إش 1 : 16 ) ، ( إش 55 : 7 ) .
+ بالسير فى طريق القداسة : أى بحياة الطهارة ونقاوة القلب والذهن ، والنفس والجسد ، لأنه لن يدخل شخص دنس إلى الملكوت ( رؤ 21 : 27 ) .
+ بتدريب الحواس : ( أبواب الخطية ) حتى لا تتسرب منها الخطية إلى داخل القلب ( عب 5 ) وتتلف الذهن بفكر شرير .
+ بالسهر الدائم : فى الصلوات والتضرعات والتسابيح ، والقراءات والتأملات فى الكتاب المقدس ، وأقوال قديسيه .
+ بالارتباط بكل وسائط الخلاص: من اعتراف وتناول وصوم وصلاة وميطانيات وترانيم ، واجتماعات وخدمة وصنع الخير ، وافتقاد النفوس الضالة البعيدة عن الله وبيتة ، كذلك المرضى ، والذين فى الضيقات والشدائد .
+ واعلم ( يا أخى / يا أختى ) ، أن المستعد يفرح عندما تأتيه الملائكة لتحمل روحه إلى الفردوس ، وسوف يقابل الموت ، وهو هادئ البال ، ومرتاح الضمير ، لوثوقه فى رحمة الله ، وإيمانه بأن الموت " كوبرى " ينقله من عالم الشقاء ، إلى دار البقاء والفرح الأبدى .
+ فهل تستعد من الآن ، وقبل فوات الأوان ؟!