ثلاثيات الصوم المقدس


ثلاثيات الصوم المقدس
نيافة الأنبا تواضروس
فترة الصوم المقدس من أقدس فترات السنة الكنسية، حيث نصوم الأربعين يوماً المقدسة كما صامها السيد المسيح عنا، ونحن نصوم معه.
ولأهمية هذا الصوم نراه مرتبطاً بثلاثة أصوام أخرى هى :
1- صوم يونان : وهى بطول ثلاثة أيام، نصومها قبل الصوم الكبير بأسبوعين وهى على نفس الطقس من حيث الانقطاع والميطانيات والنبوات والقداسات المتأخرة، كما تنتهى أيضاً بفصح يونان (يوم الخميس) كمثال لعيد القيامة بإعتبار أن يونان النبى هو الشخصية الوحيدة التى شبه المسيح نفسه بها.
2- أسبوع الاستعداد : وهو الذى يسبق الأربعين المقدسة مباشرة، ونصومه تعويضاً عن السبوت التى تخلل فترة الأربعين يوماً ولا يجوز فيها الصوم الانقطاعى، وبذلك تكون الأربعين يوماً كاملة صوماً إنقطاعياً.
3- أسبوع الآلام : وهو أقدس أصوام السنة كلها ويبدأ عقب جمعة ختام الصوم ويستمر ثمانية أيام، وبذلك تكتمل أيام الصوم الكبير كلها 55 يوماً، ويتخلل هذا الأسبوع أحد الشعانين وأيام البصخة وخميس العهد وجمعة الصلبوت وسبت النور، وينتهى بقداس عيد القيامة المجيد.
أما رحلتنا الثلاثية فى هذه المرة فهى مع آحاد الصوم الكبير التى هى بمثابة محطات زمنية للصوم، حيث نجد ثلاثية رائعة فى كل محطة كما فى الجدول التالى:
الأحد
إنجيل القداس
الموضوع
الثلاثيـــــــــــــــة
1
أحد الرفاع
(مت 1:6-18)
ثلاثة محاور
الصدقة
الصلاه
الصوم
2
أحد الاستعداد
(مت 19:6-33)
ثلاثة محاذير
لا تكنزوا
لا يقدر
لا تهتموا
3
أحد التجربة
(مت 1:4-11)
ثلاثة تجارب
الطعام
العالم
الغنى
4
أحد الأبن الضال
(لو 11:15-32)
ثلاثة صفات
الأب المحب
الإبن التائب
الأخ الرافض
5
أحد السامرية
(يو 1:4-42)
ثلاثة مراحل
يهودى - سيد
نبى - المسيا
المسيح - مخلص العالم
6
أحد المخلع
(يو 1:5-18)
ثلاثة مشاهد
وحيد
مخلع
صحيح
7
أحد المولود أعمى
(يو 1:9-41)
ثلاثة مواقف
الفريسيون
الأبوان
المريض
أولاً: أحد الرفاع (مت 1:6-18) ثلاث محاور

1- الصدقة أو الرحمة هى المحور الأول : فى خطوات الحياة الروحية حيث ينفتح قلب الإنسان نحو الاخر يشعر بإحساسه، وبإحتياجاته، وأتعابه، وبذلك يتكامل جسد المسيح بكل أعضائه ولذا ترنم الكنيسة (طوبى للرحما على المساكين...) طوال فترة الصوم.

2- الصلاة هى المحور الثانى : حيث ارتبط بإلهى بصورة حية من خلال التسبيح فنرتفع نحو مسيحنا القدوس فى تسليم حقيقى لسيدنا الحنون ولراحة قلوبنا. 

3- الصوم وهى المحور المكمل : لصورة الحياة الروحية حيث يكون تدريبنا الروحى مأخوذاً من (مت 6:6) ".. ادخل إلى مخدعك (قلبك) وأغلق بابك (فمك)..." وغلق الباب (الفم) ليس بالإمتناع عن الطعام والكلام وإنما بالضبط، وكل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ.


ثانياً: أحد الكنوز (مت 9:6-33) ثلاث محاذير:
1- لا تكنزا لكم كنوزاً على الأرض : والمقصود أن لا تكون تعلقات قلوبنا بالأرض بل بالسماء، لأن من أهداف الصوم زيادة إشتياقاتنا للملكوت بعيداً عن تطلعات وشهوة العيون والشهرة والسلطان والجمال ومحبة الأرضيات

2- 
لا يقدر أحد أن يخدم سيدين : ليس من اللائق أن ننشغل عن مسيحنا القدوس بسيد آخر، مثل الذين سقطوا فى المادية وعبادة المال ومحبته وكل شروره

3- 
لا تهتموا للغد : الاهتمامات الأرضية المستقبلية أحياناً تفقد الإنسان سلامه، فى حين أن الغد هو من يد الله. ولأنه كذلك فهذا يجعلنا دائماً فى طمأنينة.

ثالثاً: أحد التجربة (مت 1:4-11) ثلاث تجاربن هو المعرض للسقوط فى هذه العبادة؟
1- تجربة الخبز أو الطعام أى لقمة العيش : وتعنى التشكيك فى أبوة ورعاية الله ويكون السؤالهل حياتى هى من الله أم من الطعام؟

2- 
تجربة العالم أو مجد العالم : وتعنى الوقوع فى شهوة العيون والمجد الباطل واستعراض الإمكانيات والتباهى بما نملك

3- 
تجربة الغنى أو الطريق السهل : وهى الخضوع لجنون الغنى والطمع وحبالمال، وهذا ما نسميه "تعظم المعيشة" وحب حياة الراحة الرخوة بلا تعب ولا إجتهاد..

رابعاً: أحد الإبن الضال (لو 11:15-32) ثلاث إختيارات من هذه الضلالة الجديدة؟
هنا الأحد يقدم ثلاثة شخصيات بثلاث صفات أساسية يمكنك أن تختار منها : 

1- 
الآب المحب : حيث نقابل الأب المشتاق الذى يحترم إرادة الآخر (إبنه) ولا ييأس من خطئه ويتحنن عليه عندما يرجع ويقبل توبته. وهذا يمثل الإنسان الذى يقدر أن يسامح وينسى لأنه يحب

2- 
الإبن التائب : وهو الإبن الشاطر الذى رجع إلى نفسه وبإرادته وعاد إلى صوابه قبل أن ينجرف أكثر فى خطاياه. وهو يمثل الإنسان الشجاع الذى اعترفبخطيته، وأخذ الخطوة العملية ليحتمى فى بيت أبيه أى الكنيسة

3- 
الإبن المتذمر : وهو الأخ الكبير الغضوب المتذمر من عودة أخيه الأصغر. وهو يمثل الإنسان الذى يعيش مغترباً ومبتعداً بكيانه حتى وإن كان يعيش بجسده فى داخل بيت أبيه.

خامساً: أحد السامرية (يو 1:4-42) ثلاث مراحل :
لقد تدرج عمل النعمة مع هذه المرأة السامرية خلال حوارها مع السيد المسيح حيث نادته بثلاثة ألقاب متتالية.. 

1- مرحلة يهودى - سيد : فى بداية مقابلتها مع المسيح لم تر فيه سوى أنه رجل "يهودى" الجنس وهى امرأة سامرية، وهناك عداء مستحكم بين الجنسين.. ولكن حلاوة كلام المسيح جعلتها تسترسل معه فى الحوار، وخفت من حدتها إلى أسلوب أكثر رقة، ولذا نادته بلقب "سيد" كتعبير عن الإحترام والتوقير فقط. . 

2- مرحلة نبى - مسيا : وعندما كشف سرها وخطيتها برقة بالغة رأت أنه "نبى"، ولذا انتهزت الفرصة لتسأل عن موضع السجود هل هو فى أورشليم أم فى السامرة؟‍ وعندما أجابها المسيح إجابة روحية خالصة لم تسمعها من قبل.. راجعت معلوماتها ورأت أنه المسيا.

3- مرحلة المسيح - مخلص العالم : بعدما حضر التلاميذ تركت هى المسيح عائدة إلى مدينتها لتخبر أهلها عن هذه المقابلة العجيبة مع "المسيح". وصارت كارزة تشهد بما سمعت ورأت وأحست.. وبعد أن مكث المسيح يومين فى مدينتهم.. أعلنت مع أهل مدينتها أن "هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم".

سادساً: أحد المخلع (الوحيد) (يو 1:5-18) ثلاث مشاهد
1- وحيد.. قبل المسيح : كان مهملاً متروكاً وحيداً عبر سنوات طويلة، لم يجد من يمد له يد المعونة.. يمثل صورة الضيق والتعاسة وخيبة الأمل المتكررة وحالة العزلة عبر 38 سنة.. وقد عبر عن كل ذلك بعبارة غاية فى الرقة "ليس لى إنسان" وبالرغم من أنه كان مطروحاً فى ساحة بيت حسدا (وتعنى بيت الرحمة) إلا أنه كان يعانى من عدم الرحمة من كل الذين حوله، فهو بلا أمل، بلا صحبة، بلا رحمة. 

2- مخلع.. أمام المسيح : وعندما جاءه المسيح جاءته الرحمة، ولكن المسيح احترم إرادة المريض وسأله أولاً أتريد أن تبرأ؟ وهذا السؤال موجه لكل خاطئ يود التوبة كما أن حديث المسيح معه كان عن الشفاء وليس عن المرض وهكذا يبدو مسيحنا متحنن يشفق على شعبه ومجيئه هو مجىء الشفاء والفرح.

3- صحيح.. بعد المسيح : ويسمع المريض أمر المسيح بالشفاء، فيقوم فى الحال بإيمان وطاعة ويحمل سريره ويسير، وتتبدد مظاهر ضعفه ومرضه، وينطلق صحيحاً معافياً.. ويتضح من مقابلته مع المسيح بعد واقعة شفائه أن خطيته كانت سبب مرضه، ويشجعه المسيح على أن يسلك بحذر من الخطية ونراه بعد ذلك يقدم شهادة قوية أمام اليهود.


سابعاً: أحد المولود أعمى (يو 1:9-41) ثلاث مواقف :
1- موقف الفريسيين : بعد أن كان موقف الجيران كله حيرة وتعجب وعدم إكتراث بالموضوع، بدأ الفريسيون التحقيق مع هذا الإنسان ولكن كان تحقيقاً ظالماً، ولقساوة قلوبهم لم يفهموا ولم يؤمنوا بالطبع، وحدث انشقاق بينهم.

2- موقف الأبوين : لقد آمنا لأنهما أكثر الناس معرفة بإبنهما ولكن خوفهما من اليهود منعهما من إعلان ذلك. فكان 

كلامهما فيه شئ من التحفظ. "هو كامل السن اسألوه فهو يتكلم عن نفسه".

3- موقف المريض نفسه : رغم أنه كان أعمى منذ ولادته وكان معرضاً لتعييرات الناس إلا أنه احتمل هذه التجربة الأليمة. وفى طاعة وخضوع وإيمان تمم أمر المسيح فيه، وبكل طهارة اللسان وشجاعة شهد للمسيح بلا خوف منشغلاً بنفسه دون النظر أو التطلع إلى أخطاء وخطايا الآخرين. "اخاطئ هو لست أعلم. إنما أعلم شيئاً واحداً. أنى كنت أعمى والآن أبصر".
ولكن يا صديقى هناك إرتباط وثيق بين هذه الأحاد الثلاثة فى:
أحد السامرية
أحد المخلع
أحد المولود أعمى
الشخص
إمرأة
مريض
معوق (أعمى)
المكان
ماء بئر يعقوب
ماء بركة بيت حسدا
ماء بركة سلوام
ترمز إلى
الرافضين
المقيدين
البعيدين (غير المؤمنين)
المسيح
مجدداً (يجدد الحياة)
محرراً (واهب الحرية)
مخلصاً (مانح النور)
بعد مقابلة المسيح
شهدت للمسيح أمام أهل مدينتها
شهد للمسيح أمام اليهود
شهد للمسيح أمام اليهود
وهكذا تكتمل رحلتنا فى ثلاثيات الصوم الكبير

الصوم والحروب الشيطانية


 
الصوم والحروب الشيطانية
التقليد المتوارث في الكنيسة بخصوص الصوم أنه موسم تكثر فيه الحروب الروحية، ولذلك يحارب الشيطان كثيرا، فمن هو الشيطان
ولماذا يحارب البشر ؟.الشيطان خليقة عاقلة ولكنه سقط نتيجة تعاليه وكبرياؤه،  . كما أطلق عليه الكتاب أيضا ألقاب مثل الكذاب والأسد الزائر وقتّال الناس وبعلزبول والمشتكي، واعتاد الناس أن يقولون عنه: عدو الخير. 
ومنذ سقوط الشيطان وهو يحارب البشر ويشتكي عليهم، ولكنه ضعيف جدًا ويستمد قوته من تخاذل الناس وضعفهم أمامه. فهو مثل وحش رديء إذا هربت منه طاردك، وإذا طاردته هرب قدامك !!. وهو يخاف من المتضع والقوي (أو القوي باتضاع) إذ لا شيء يهزم الشيطان أكثر من الاتضاع.
فقد تقابل مرة مع القديس مكاريوس وقال له: انظر يا مقاره هوذا كل ما تفعله أنت نفعله نحن، فأنت تصوم ونحن لا نأكل أبدا، أنت تسهر ونحن لا ننام مطلقاً، أنت تركت العالم ونحن مسكننا الجبال والبراري، ولكنك بشيء واحد تهزمنا، فقال لهم وما هو: فقالوا الاتضاع !! وحينئذ رشم القديس علامة الصليب فاختفى الشيطان من أمامه.
والشيطان لا يعرف ما يدور في فكر الإنسان، ولكنه يستنتج فقط من خلال ربط تصرف بآخر وشخص بآخر وشخص بمكان، أو من خلال تكرار تصرف معين، أو التردد على أماكن معينة وهكذا. ولقد أسهب الآباء كثيراً في التحذير من ذلك، لا سيّما القديس أنطونيوس.ولقد قبل الله – بحسب تدبيره الذي لا ُيستقصى – أن ُيجرّب من الشيطان، حتى يتركه لنا ضعيفاً خائرا متهالكا ولكي يفضح ضعفه أمامنا، مثل مصارع قوي أثخن خصمه بالجراح ولكنه لم يميته بل تركه لابنه الصغير يلهو به دون خوف !. وهو _ أي الشيطان _ ماكر ومخادع إذ ُيكرز للإنسان وهو أمام الخطية بالرجاء ورحمة الله وبأن العديد من القديسين قد سقطوا وتابوا، أمثال موسى الأسود وداود النبي ومريم القبطية وغيرهم، ولكن وما أن يسقط الإنسان حتى يوقعه في اليأس مذكرا إياه بالدينونة والعذاب وأشخاص هلكوا مثل عاخان بن كرمي وحنانيا وسفيرة وغيرهم، إنه شيطان واحد في الحالتين، مثلما كان قديماً يهيج الولاة ليضطهدوا المسيحيين ثم يشكك المسيحيين في الإيمان بالمسيح.
والشيطان لا ييأس فهو خبير بالنفس البشرية كأعظم عالم نفساني، فالذي لا يستجيب في أول مرة يمكن أن يستجيب في الثانية أو حتى المئة دون أن ييأس، وقد قرأنا كيف ظل يحارب راهباً لمدة أربعين سنة حتى أسقطه في خطيئة ما. ولا يمكن هزيمة الشيطان من خلال العقل البشري والتفكير التجريدي، فهو قوة عقلية جبارة – فهو وان كان قد فقد رتبته إلاّ أنه لم يفقد طبيعته وإمكانياته -
وانما من خلال الاحتماء في الله وطلب المعونة منه. إذن: "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (بطرس الأولى 5 : 8)
نيافة الانبا مكاريوس اسقف المنيا

أرواحنا تشبع بالصوم


أرواحنا تشبع بالصوم

نيافة الأنبا موسي

 1- الصوم وصية كتابية :
أوصانا بها السيد المسيح حينما قال لتلاميذه الأطهار: "حينما يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون" (مر 20:2)... ومنذ آدم وحواء فى جنة عدن، وكانا يأكلان من شجر الجنة دون أن يأكلا لحوماً أو أسماكاً، يؤكد العلم أن هذا الطعام هو الطعام  الصحى. وقد كان الشعب القديم يصوم أربعة أشهر كل عام: الرابع والخامس والسابع والعاشر   (زك 19:8) وكذلك كانوا يصومون يومين كل أسبوع (لو 12:8). وهكذا صلى الآباء الرسل وصاموا كثيراً (أع 2:13،3). 
2
- الصوم ضبط للجسد :

فمن الواضح والأكيد علمياً وعملياً أن اللحوم تعطى طاقة شهوية وطاقة غضبية أكثر من الأكل النباتى. كما أن فترة الإنقطاع عن الطعام، تضبط الجسد، مهما طلب أكلاً أمنعه عنه، وفى كل هذا ضبط للجسد "أقمع جسدى واستعبده" (1كو 27:9)، دون إضعاف للجسد فهو هيكل مقدس، "نقوته ونربيه" (أف 29:5)، وكذلك دون تدليل له، حتى لا يسيطر على الروح. 
3
- الصوم إنطلاق للروح :فلا قيمة لصوم لا تصاحبه الصلوات والصدقات وأعمال المحبة، لهذا نجد إنجيل (رفاع الصوم) يتحدث عن الوسائط الثلاثة مرتبطة معاً: الصلاة، والصوم والصدقة. فإن كانت الصلاة هى علاقتى بالله، والصدقة علاقتى بالآخرين، فالصوم هو علاقتى بالجسد. والإنسان الروحى، كما يعلمنا قداسة البابا شنوده الثالث، هو من "تقود روحه جسده، ويقود الروح القدس روحه".
4
 الصوم تقوية للإرادة :
فلاشك أن تحديد أنواع الطعام، بالأكل النباتى فى أيام الصوم الكبير ويونان والأربعاء والجمعة والبرامون، نوع من تقوية الإرادة، إذ تقول للجسد: لا، حينما يطلب طعاماً من نوع آخر، وفى فترة الإنقطاع إذا ما طلب الطعام أثناء هذه الفترة. وفى أصوام أخرى يسمح بالسمك. وهذا كله تدريب للإرادة لتقول لا للخطية...

 
الصوم شركة كنسية
 :

إذ يصوم الجميع كأسرة واحدة فى كل أنحاء الأرض وكأعضاء فى جسد مقدس، جسد المسيح، الكنيسة وفى هذا إحساس رائع بالشركة بين أعضاء الجسد الواحد، وبينهم وبين الأعضاء السمائية المقدسة، وفوق الكل رأس الكنيسة وعريسها، الرب يسوع. 
6- الصوم مناسبات هامة :

فنحن نصوم معاً فى مناسبات هامة مثل : 

  صوم الميلاد : لنجهز أنفسنا لميلاد المسيح فينا. 
  صوم يونان : لنتوب مع شعب نينوى الممتاز. 
  الصوم الكبير : لنواصل التوبة مع الإبن الضال (بشاعة الخطية)، والسامرية (تكرار الخطية) والمفلوج (مدة الخطية)، والمولود أعمى (الخطية الجدية التى نتخلص منها بالمعمودية)، لننتصر مع المسيح فى أحد السعف، ونموت معه فى الصليب، لنقوم معه إلى حياة جديدة، ونصعد معه بقلوبنا إلى السمائيات، لننتظر مع الرسل قوة الروح فى العنصرة. 
  صوم الرسل : حين ننطلق للخدمة الصيفية. 
  صوم العذراء : حينما نقتدى بقداستها وفضائلها لنصل إلى قمة السنة الكنسية وهى عيد النيروز، حيث نحيا فرحة الشهادة وقوتها. 

هذا ما قصدته الكنيسة حينما رتبت لنا الأصوام والأعياد والقداسات، لنحيا الشركة ونتذكر المناسبات الهامة فى حياة الكنيسة.

إلى كل شاب وكل فتاة


إلى كل شاب وكل فتاة  
 
الإنسان ينظر إلى العينين ، وأما الرب فينظر إلى القلب " ( 1 صم 16 : 7 )

+ يكشف لنا الرب – فى هذه الآية – ظاهرة تسود بين البشر ، الذين دائماً ينظرون إلى محاسن الجسد الخارجية ، ويختارون الشريك الجميل المنظر . أى النظر إلى المظهر دون الجوهر " .

وتكون الطامة الكبرى ، عندما يكتشف الشريك ، المخدوع بالشكل الخارجى ، أنه أمام شخصية تافهة ، مغرورة بالزينة والتنميق والتزويق الخارجى ، بينما القلب فارغ من الحكمة الروحية ، ومن الثقافة اللازمة ، ومن الإتضاع والمحبة والشرف والعفة والأحترام والوقار والصمت والهدوء والمحبة المُضحية والوفاء والولاء . والرحمة والحنان ، وغيرها من الفضائل ، التى تُسعد النفس وتشارك فعلاً فى تحمل الآلام ، مع شريك مهموم أو تعبان أو مغموم ، فى هذا الزمان !! .

+ وحالياً نرى كثيراً من الشباب ، يبحثون فقط عن جمال الجسد ، ومفاتن العروس ، أو عن مالها أو أملاكها أو عملها ودخلها وعائلتها ، دون الإعتبار لأمور أخرى هامة ، ولازمة للسعادة الزوجية ، وعلى رأسها وأهمها العمق الروحى "والأرتباط بوسائط النعمة ، والحكمة والخدمة . فيندمون بشدة على سوء اختيارهم ، ولا يجدون حلاً لمشاكلهم المعقدة .

+ وكم رأينا أن كثيرين لا يفكرون إلاّ فى الشكل الخارجى ، دون مراعاة الجانب الروحى والنفسى والعصبى والعقلى ( المخفى بمكر وخداع ) ، ولم يكتشفها الشريك ، لعدم التدقيق فى السؤال جيداً عن الشخص الذى سيقترن به ، ويشاركة الحياة بقية العمر .

+ وقد تفرح الفتاة بشخص مجهول ( بالنسبة لها ) يأتى من الخارج حاملاً المال والهدايا ، ويفرح الأهل بزيجة لا تكلفهم مالاً ، وبعد الزواج السريع بالطبع ( فالعريس يعمل بالخارج ووقتة ضيق ) يكتشفون مدى تعاسة الزوجة فى الغربة ، لأن الشريك كالشجرة العملاقة ، والمخوخة من الداخل والمصابة بالحشرات فتسقط سريعاً ( كالأشخاص المدمنين والعصبيين وذوى الطباع الحادة ، والمرضى جنسياً نتيجة ممارسة الدنس فى المجتمعات المفتوحة وكل شئ مباح ) .

+ ونقول لكل شاب وفتاة ، والأهل أيضاً : " لا تهتم بالمنظر ، بل افحص وادرس جيداً ، فالأمر متعلق بمستقبلك الأرضى ، ومصيرك الأبدى . لا تنخدع بالمظهر ومحاسن الجسد ، بل ابحث عن الجوهر ، وعن الأصل الشريف لا عن الحسب والنسب ، ولا تهمل الجوانب الروحية الجوهرية .

+ فهل تفعل ؟! وهل تسأل وتدقق ، قبل الشروع فى هذا المشروع المصيرى ؟

الخداع


الخداع
لا يخدعكم أحد بكلام مَلق " ( كولوسى 2 : 4 )
 
الخداع ، والغش ، والنصب على الناس ، أمر شائع فى عالم اليوم ، بسبب الأنانية ، ومحبة المال والعالم ، والتربية السلبية ، والقدوة السيئة ، ونسيان العقاب الأبدى ورقابة الله للإنسان .

+ ويظهر الخداع فى مجالات عديدة ، دينية واجتماعية واقتصادية ، من أجل تحقيق مكاسب على حساب الغير ، وأكثرها الغش فى أمور الزواج ( من الجنسين ) ، وخداع البسطاء ، والصغار والجهلاء روحياً ، فيضلونهم بمكرهم وخداعهم وخبثهم ولؤمهم ، وكلماتهم المعسولة ، ووعودهم المادية الكاذبة ، ومظهرهم الخارجى المخادع .

+ وكان " إبليس " هو اول مخادع ، وغشاش ، لآدم وحواء فى جنة عدن ، فانخدعا بكذبة ، وعصيا الله ، وسقطا فى الشر .
 ولا يزال عدو الخير يستخدم كل طرق الخداع والغش ، لإبعاد الإنسان عن التمتع بخلاص المسيح ، واليأس من رحمة الله ، على نقيض ما نراه من صفات الله ، الكثير الرحمة والجزيل التحنن .

+ كما يحذرنا القديس بولس الرسول من المعلمين الكذبة ( أخوان الشيطان ) :

* " أخاف أنه كما خدعت الحية ( الشيطان ) حواء بمكرها ، هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة ، التى فى المسيح " ( 2 كو 11 : 3 ) .

* " لأن مثل هؤلاء المعلمين الكذبة لا يخدمون ربنا يسوع المسيح ، بل بطونهم ( كسب المال ) ، وبالكلام الطيب ، والأقوال الحسنة ( المنمقة ) يخدعون قلوب السلماء ( النية ) ..... " ( رو 16 : 18 ) .

+ وهو ما يفعله الآن المعلمون الكذبة ، أمثال شهود يهوة والسبتيون ، وأهل العالم المخادعون ، لأولاد الله . " غاشين كلمة الله " ( 2 كو 4 : 2 ) .

* " وغاشة هى قبلات العدو " ( أم 27 : 6 ) .

+ فاعرف الصديق من العدو المنافق ، وابتعد عنه فوراً .

+ ويمتلئ الكتاب المقدس بأمثلة من أشخاص قد انخدعوا من الأشرار ، والمرائين ، والمنافقين ، كما حدث مثلاً عندما انخدع يعقوب من تصرفات خاله لابان ، وانخدع داود من شاول الملك ، ولاسيما من وعوده مرات عديدة ، وانخدع سليمان الحكيم بنساء العالم وشهوات الجسد ( راجع سفر الجامعة ) .

+ وما أكثر الضرر الذى يأتى من خداع الإنسان لنفسه ، كما ذكره القديس يوحنا ذهبى الفم ، ولذلك حذرنا إرميا النبى من خداع أنفسنا بأنفسنا ( إر 37 : 9 ) . وقال بولس الرسول :

*" لا يخدعن أحد نفسه " ( 1 كو 3 : 18 ) بأفكار شريرة ( إر 37 : 37 : 9 ) .

+ ويعلمنا المُعلم الصالح ، أنه كان يفهم كلام الفريسيين المخادعين ، ويكشف لهم طرق خداعهم ، سواء بالكلام ، أو بالمعجزات التى كانت تًبكم أصواتهم المخادعة ، ولسانهم الماكر وقلبهم الغاش .

+ وأخيراً ( يا أخى / يا أختى ) استمع لصوت الروح القدس : " إن كان أحد فيكم يظن أنه دَّين ( متدين ) ، وهوليس يلجم لسانه ، بل يخدع قلبه ( بكلامه ) ، فديانة هذا الشخص باطلة " ( يع 1 : 26 ) .

+ ولنسلك بنقاوة القلب ، ولنتعامل مع أنفسنا ومع الغير بالسلوك الطاهر المستقيم والنية الحسنة ، ولا نلجأ أبداً لأساليب الغش والخداع التى هى من الشيطان ، وتؤدى إلى الهلاك .

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010