قصة حياة القديس مارمرقس


 
قصة حياة القديس مارمرقس :-


::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية بعيدين للقديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية: احدهما عيد استشهاده يوم 30 برمودة ،والثانى يوم 30 بابة وهو تذكار تكريس كنيستهوظهور رأسه بمدينة الاسكندرية.
والقديس مرقس الرسول هو احد رسل ربنا يسوع المسيح السبعين ،وبعد ان حل الروح القدس على التلاميذ صار من نصيب القديس ان يبشر فى بلاد مصر وشمال افريقيا. وأسس الكنيسة القبطية وهى التى تعرف بكنيسة الاسكندرية فهو اول بطريرك لها.وقد سمى جميع البابوات من بعده خلفاء القديس مرقس وكرسى البطريركية يسمى بالكرسى المرقسى نسبة الى القديس مرقس.
وهذا القديس هو احد الانجيليين الاربعة الذين بشروا باناجيلهم العالم اجمع،كما انه وضع القداس الذى عرف فيما بعد باسم القداس الكيرلسى.
وتحتفظ الكنيسة القبطية برفاته فى القاهرة ،وبرأسه المقدس فى الاسكندرية.
ومارمرقس هو الذى اسس مدرسة الاسكندرية اللاهوتية (الاكليريكية)
وتقترن صورة مارمرقس دائما بصورة اسد:اما لان اولى معجزاته هى قتل اسد ولبؤة باسم الرب. واما لان انجيله يبدأ بصراخ الاسد "صوت صارخ فى البرية" واما لان انجيله يمثل السيد المسيح فى جلاله وملكه على اعتبار انه الاسد الخارج من سبط يهوذا.
يسمى القديس مرقس كاروز الديار المصرية،هذا من جهة كرسيه الاصلى ولكن كرازته امتدت الى افاق واسعة ،لذلك صدق الانبا ساويرس عندما قال عنه "ذلك القديس العظيم الذى لم يضىء مصر فحسب بل العالم كله".
لقد عاش مارمرقس فى منتصف القرن الاول الميلادى واستشهد سنة 68م فى الاسكندرية.


نشأته :-
***********


ولد القديس مرقس فى درنة باقليم برقة فى الخمس مدن الغربية بليبيا من ابوين تقيين. فامه هى احدى المريمات اللائى تبعن المخلص وذهبن الى القبر باكرا جدا، وكان بيتها اول كنيسة مسيحية فى اورشليم. وابمه هو ارسطوبولس ابن عمة زوجة بطرس الرسول ،وكذلك يمت بصلة قرابة للقديس برنابا والقديس توما.
لم يعرف على وجه التحديد تاريخ ميلاد القديس ولكن المعروف لنا ان مرقس كان شابا فى العشرين من عمره تقريبا وقت صلب المسيح اى اصغر منه بحوالى 13 سنة.
سكنت اسرة القديس فى مبدأالامر بمدينة القيروان وكانت تعمل بالزراعة ولها ممتلكات شاسعة. وكان لاسرته قدر كبير من الثراء الروحى اذ حفظت الشريعة الموسوية واحسنت تربية ابنها وعملت على تثقيفه باللغات العديدة والثقافات المختلفة.
وقد توالت على اسرته غارات البربر فى عهد اوغسطس قيصر حيث سلبوا كل اموالهم . فاضطرت الاسرة للهجرة تحت ضغط الحاجة الى الامان فاتجهت الى فلسطين وكان ذلك فى بداية خدمة السيد المسيح.
نمى مرقس فى ربوع اورشليم وتبع المخلص وكذلك مريم امه تبعت المخلص وفتحت بيتها للرب وتلاميذه.


مارمرقس والاسد :-
********************


فى ذات يوم قصد مرقس ووالده الاردن ،وفى طريقهما خرج عليهما اسد ولبؤة. وارتاع ارسطوبولس ابيه وقال لابنه " اترى يا ابنى انهما سيفتكا بنا ،فاتركنى انا واهرب انت" ولكن القديس قال بقلب شجاع " لا تخف يا ابى فان المسيح حبيبى الذى اؤمن به سينقذنا من اى خطر ولن يسمح لهما ان يمسانا بسوء" ورفع قلبه الى الله ثم صرخ فى الوحشين قائلا "الهى يسوع المسيح ابن الله الحى يمنع عنا شركما وينقذنا منكما" وما ان اتم القديس كلماته حتى مات الوحشان. وانضم ارسطوبولس الى حظيرة اليمان المسيحى ولكنه لم يعش طويلا اذ مات بعد ايمانه بزمن قليل.


خدمة مارمرقس :-
****************


معروف ان القديس مرقس هو احد الرسل السبعين وانه واحد من الخدام الذين ساعدوا فى ملء الاجران ماء فى عرس قانا الجليل. وهو ايضا الشاب حامل جرة الماء الذى قصده الرب بكلماته عندما كان يخبر تلاميذه عن مكان اعداد الفصح "اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء" وقد كانت العلية التى عمل فيها الفصح فى بيت مارمرقس. وفى هذا البيت اكل الرب الفصح وايضا غسل ارجل تلاميذه وفيه اجتمع التلاميذ اثناء الآم السيد المسيح وموته لخوفهم من اليهود. وفيه حل الروح القدس عليهم وتكلموا بالسنة.
وقد تبع القديس مرقس السيد المسيح وتتلمذ على يديه ولذا لقبته الكنيسة "ناظر الاله".وتلقبه الكنيسة "كاروز الديار المصرية" حيث يوجد كرسيه الاصلى، ولكن كرازته امتدت الى افاق واسعة فشملت القارات الثلاث التى كانت معروفة فى ذلك الوقت وقد خدم فيها على ثلاث مراحل:
1- خدم مع بطرس الرسول
2- خدم مع بولس الرسول
3- خدم بمفرده
وقد سجل لنا سفر اعمال رسل ان القديس مرقس بينما كان شابا صحب الرسوليين بولس وبرنابا فى رحلة تبشيرية منتقلين من انطاكية الى قبرص ثم الى الساحل الجنوبى من اسيا الصغرى.
وفى اليهودية كرز مع بطرس الرسول فى اورشليم وفى بيت عنيا. اما كنيسة روما فقد تأسست على يد القديس بولس وساعده فى ذلك كثيرين فى مقدمتهم القديس مرقس.
ثم جاء القديس مرقس الى شمال افريقيا ،وبشر بالانجيل فى موطنه الاصلى اى فى الخمس مدن الغربية وهى تقع فى الشمال الغربى لمصر حيث بلاد ليبيا،وكان ذلك حوالى سنة58م.
وقد عاد اليهم ثانية حوالى سنة 63م ليفتقد المؤمنين وقضى بينهم سنتين سام خلالها اساقفة وكهنة وشمامسة وثبت المؤمنين.
وبهذا تبعت الخمس مدن الغربية كنيسة الاسكندرية خاضعة لبابا الاسكندرية.


مارمرقس والاسكندرية :-
*************************


جاء القديس مرقس الى الاسكندرية ولم تكن فيها كنيسة وانما كانت تزدحم بالعبادات الكثيرة مصرية ويونانية ورومانية وشرقية كما ازدحمت بفلسفات عديدة. وما أن وقع بصر القديس على هذه المدينة العظيمة حتى شعر انه فى حاجة الى معونة الهية ليتغلب بها على قلوب الناس المتحجرة. ولذلك صلى عند مدخل المدينة صلاة طويلة ،ثم دخل المدينة وقد قطع رحلته سيرا على قدميه ولطول المسافة تمزق حذاؤه فمال الى الاسكافى ليصلحه.وبينما يصلح الاسكافى الحذاء نفذ المخراز فى يده واحدث بها جرحا وتألم انيانوس الاسكافى وصرخ قائلا "ايوس ثيئوس" ومعناها "يا الله الواحد".
تعجب القديس من كلمات الاسكافى الوثنى،وبكلمات قليلة طمأنه على جرحه ثم تفل على الارض فصار التفل طينا ووضع الطين على الجرح.ورشمه بعلامة الصليب وهو يقول "باسم السيد المسيح تبرأ فى الحال" وحدثت المعجزة الاولى ووقف نزيف الدم وشفيت يد انيانوس فى الحال.
ذهل انيانوس من صنيع هذا الرجل معه وبادره القديس يسأل عن سبب صراخه باسم الله الواحد واخذ القديس يبشره بالسيد المسيح الذى باسمه حدثت المعجزة وشفيت يده.
فرح انيانوس بكلمات القديس ودعاه الى بيته ولبى القديس دعوته وجمع له الاسكافى اهل بيته بعد ان عرفهم بما صنعه معه القديس.واخذ مارمرقس يحدثهم عن السيد المسيح فآمن انيانوس واهل بيته واعتمدوا جميعا وقد جعل من بيته كنيسة سميت فيما بعد بكنيسة مارجرجس .
وكان بيت انيانوس هو النواة الاولى للكنيسة المسيحية فى مصر ومنهم نمت الكنيسة وامتدت.
وقضى القديس مرقس بينهم كل وقته يعلم ويبشر فآمن به كثيرون وذاع وانتشر اسم المسيح فى مدينة الاسكندرية.
ورأى مارمرقس ان الاسكندرية بلد عالمى كبير ويسكنها عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين والعلماء الذين يناقشون النظريات والاراء فى مدرستهم الوثنية. فوجد لزاما عليه ان يتحدث الى هؤلاء من خلال منهج علمى منظم فانشأ المدرسة الاكليريكية واقام عليها القديس يسطس مديرا لها.
غادر القديس الديار المصرية متجها الى المدن الخمس الغربية ليفتقد رعيته ثم عاد اليها مرة اخرى.


استشهاد القديس :-
********************


اضمر الوثنيون الشر للقديس مرق الذى زعزع عقائدهم واهان عقائدهم بتعليمه.وفى احد الايام وهو الموافق 29 برمودة _ 26 ابريل سنة 68 بينما كان الوثنيون بعيد الههم سيرابيس تفرق بعضهم فى كل مكان فى المدينة ليقبضوا على القديس ويضعوا حدا لرسالته.وكان مارمرقس يحتفل وسط شعبه بعيد القيامة فى كنيسة بوكاليا.فقام الوثنيون فى هياج شديد وهجموا على الكنيسة اثناء الصلاة ، واخذوا القديس فى عنف شديد بينما كان واقفا امام المذبح يصلى.وطافوا به فى شوارع المدينة وطرقاتها وهم يسحبونه بقسوة بالغة وكان جسده يرتطم بالحجارة فيتمزق ويسيل دمه الطاهر وتخضبت الارض به وتسلخ جلده وهم لا يشفقون عليه. ولما مال النهار وتعبوا من تعذيبه طرحوه فى السجن الى اليوم التالى. وفى السجن ظهر له ملاك الرب بنور عظيم فقواه وعزاه وبعد اختفاءه تجلى له رب المجد يسوع فى قوة وبهاء فمنحه السلام وقواه.
وفى اليوم التالى اقبل عليه الوثنيون حتى يكملوا تعذيب القديس ،فربطوا حول عنقه حبلا واخذوا يجرونه فى عنف شديد كما فعلوا بالامس واهانوه كثيرا حتى اسلم الروح فنال اكليل الشهادة وكان ذلك فى يوم الاثنين 30 برمودة المافق 8 مايو سنة 68 ميلادية فى حكم المبراطور الرومانى نيرون.
واراد الوثنيون حرق جسده الطاهر امعانا فى الاهانة ولكن الله احدث بروقا ورعودا فامطرت السماء فانطفأت النار قبل ان تمس الجسد المقدس.واسرع المؤمنون واخذوا الجسد الى كنيسة بوكاليا ووضعوه فى تابوت ثم دفنوه باكرام فى الجانب الشرقى من الكنيسة.


جسد القديس :-
*****************


ظل جسد القديس مدفونا فى كنيسة بوكاليا حتى القرن التاسع الميلادى حيث اخذه بعض التجار من البندقية وابحروا به الى مدينة البندقية بايطاليا.وهناك استقبلوا الجسد باحتفال كبير وبنيت كنيسة للجسد وسميت باسم مارمرقس.
وفى عهد قداسة البابا كيرلس السادس ارسل قداسته الى البابا بولس السادس يطلب منه رفات القديس مرقسزوعاد الينا كاروزنا الحبيب فى 24 يونيو1968 واقيمت الاحتفالات واودعت رفات القديس فى المكان المعد لها تحت الهيكل الرئيسى للكاتدرائية.


+ بركة صلواته وطلباته تكون معنا آمين +


لتجربة على الجبل

لتجربة على الجبل
في التجربة رد المسيح على إبليس

فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». متى 4: 4، وهي واردة في التثنية: فَأَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلاَ عَرَفَهُ آبَاؤُكَ، لِكَيْ يُعَلِّمَكَ أَنَّهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ. التثنية 8: 3

وأيضاً
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». متى 4: 7
وهي واردة في التثنية، لاَ تُجَرِّبُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ كَمَا جَرَّبْتُمُوهُ فِي مَسَّةَ. التثنية 6: 16

وفي النهاية قال ﻹبليس
حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». متى 4: 10
وهي واردة في التثنية، الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ. التثنية 6: 13


متى 4: 1 - 11
1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.
2 فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.
3 فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا».
4 فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».
5 ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ،
6 وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».
7 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ».
8 ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا،
9 وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».
10 حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
11 ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ
متى 4: 1 - 11
 

القديسة جوليانا
سيرة القديسة جوليانا
Juliana

كانت تلك البتول تقيم في قيصرية الكبادوك (بآسيا الصغرى)، وكانت مؤمنة وحكيمة. وعندما كان العلامة (القبطي) أوريجانوس هارباً من عبدة الأوثان. في أثناء اﻹضطهاد الروماني – خبأته في دارها لمدة عامين، وكانت تنفق عليه من مالها الخاص. وقد فرح بخدمتها

وقد وجدت كتابات أوريجانوس بخط يده، ضمن ممتلكات جوليانا في قيصرية، وكانت قد استفادت من هذا العلامة الكبير، وأنه ينبغي على المرء ان ينتفع من رجال العلم والدين، الذين يلتقي بهم


سيرة القديسة جوليانا – من كتاب بستان القديسين للقديسين بلاديوس وجيروم – أقوال الآباء وتأملاتهم الروحية – سير 152 من القديسين وتعاليمهم – سيرة 35 سيرة القديسة جوليانا من القديسين وتعاليمهم – صفحة 418 – دراسات روحية باشراف نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر – ترجمة وتعليق دياكون دكتور ميخائيل مكسى اسكندر – مكتبة المحبة – 30 شارع شبرا القاهرة – طبع بشركة هارمونى للطباعة – رقم اﻹيداع بدار الكتب 17300 / 1999
الترقيم الدولي 9 – 0476 – 12 – 977 I.S.B.N
جزءان، الأول 1300 تأمل وعظة وتفسير وتأمل روحي لكبار آباء الكنيسة القبطية، والثاني 152 سيرة للآباء القديسين الكبار في مصر وسوريا
 

الصمت
ذات مرة، جاء البابا ثاوفيلس، إلى اﻹسقيط. فلما إجتمع اﻹخوة معه، قالوا لأنبا بموا: قل كلمة – أمام قداسة البابا – نبني بها نفوسنا

فقال لهم الشيخ: إن لم تنتفعوا بصمتي، فلن تستفيدوا بكلمتي


أسئلة وﺇجابات للآباء القديسين عن الحياة الروحية (أسئلة تتضمن سير القديسين المشهود لهم من الرب)، الفصل الخامس عشر – من كتاب بستان القديسين للقديسين بلاديوس وجيروم – أقوال الآباء وتأملاتهم الروحية – سير 152 من القديسين وتعاليمهم – أسئلة وﺇجابات رقم 815 للآباء القديسين عن الحياة الروحية وتعاليمهم – صفحة 231 – دراسات روحية باشراف نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر – ترجمة وتعليق دياكون دكتور ميخائيل مكسى اسكندر – مكتبة المحبة – 30 شارع شبرا القاهرة – طبع بشركة هارمونى للطباعة – رقم اﻹيداع بدار الكتب 17300 / 1999 – الترقيم الدولي 9 – 0476 – 12 – 977 I.S.B.N. – جزءان، الأول 1300 تأمل وعظة وتفسير وتأمل روحي لكبار آباء الكنيسة القبطية، والثاني 152 سيرة للآباء القديسين الكبار في مصر وسوريا
 


الصلاة والسهر



 
الصلاة والسهر
+
إكرم عمل السهر لتجد نفسك تعزية، وإذا أردت أن تنصرف إلى عمل الصلاة وإلى سهر الليالي، فابتعد عن مشاهدة الدنيا، واقطع الأحاديث، ولا تقبل الأصدقاء في قلايتك بحجة عمل الخير، بل اقبل الذين يشابهونك في آرائك وأحوالك ويشاركونك في السيرة، فبقدر ما يصفو القلب من الأشياء الخارجية، يزداد فهمه ودهشه في المعاني الإلهية.
+
إنَّ أردت أن تبدأ خدمة السهرانية بمؤازرة الله فافعل ما أقول لك:
. إحنِ ركبتيك حسب المعتاد، ثم قم ولا تبدأ بالعمل وأنت جالس.
. صلِ وانتهى من الصلاة واختم أعضاءك بإشارة الصليب المحييّ، وابقَ برهة من الزمن حتى تستريح حواسك، وبعد ذلك ارفع تأملك الداخليّ إلى الرب، واطلب منه بحزن أن تقوى على ضعفك ويصبح هذيذك في المزامير، وأفكارك العقلية مرضيين لمشيئته المقدسة.
. يجب أن تسير في الخدمة بعد ذلك بحرية تامة، بعيداً عن أي فكر صبيانيّ مشوش.
عندما ترى أنَّ الصبح قد بدأ ولم تنتهِ خدمة السهر، يمكننا أن نحذف تمجيداً واحداً أو اثنين من التماجيد المعتادة، وذلك بإرادتنا ومعرفتنا حتى لا ندع شيئاً يبدد حلاوة الخدمة، وتعكر خدمة المزامير الساعة الأولى.
. إذا كنت لا تزال داخل الخدمة ووشوشك فكر يقول: اسرع قليلاً فالخدمة تطول، فلا تكترث له، أما إذا زاد إزعاجه لك، فكرر تمجيداً واحداً أو قدر ما تشاء، وردد المقاطع نفسها مرات كثيرة بفهم، وإذا ظل يزعجك ويضايقك، فاترك الترتيل واركع وصلِ وقل: لا أُريد ترتيل الكلام يارب، بل البلوغ إلى المساكن السماوية، وإنني على استعداد الآن أن أسير في كافة السُبل التي تهديني إليها.
+
إن كنت لا تقدر أن تقف في السهر، فاسهر جالساً أو على مرقدك أو مستلقياً، وعندما تمل من الوقوف بسبب ضعفك وارتخائك أو بسبب طول الصلاة، ويراودك فكر أو بالحري يكلمك الروح الرديء كما كلم الحية ويقول لك: كفى أنت لا تستطيع الوقوف، فقل له: لا بل سأجلس قليلاً أثناء قراءة كاثيما واحدة ( ) وهذا خير لى من النوم، وإذا سكت لساني ولم يتفوه بالمزمور فذهني سيظل متأملاً في الصلاة والهذيذ، لأنَّ اليقظة أنفع من النوم.
+
إنَّ السهرانية ليست فقط بالوقوف وترتيب المزامير، فهناك من يسهر في ترتيل المزامير طول الليل، ومن يعمل ميطانيات وصلوات خشوعية مع انحناءات على الأرض، ومن يقضي الليل بالبكاء والدموع والنوح على خطاياه، وهناك من يرتل قليلاً من المزامير عند المساء ويقضى بقية الليل في الطروباريات، ومن يقضى الليل في التمجيد والمطالعة، وأخيراً من يقضى الليل واقفاً عندما يحاربه فكر الزنى.
+ لا تظن أيها الإنسان أنه يوجد في حياة الراهب، عمل أعظم من سهر الليالي، حقاً يا أخي إنَّه لعمل عظيم وضروريّ جداً للعفيف.
+
لا تنظر إلى الراهب الساهر بذهنه بتمييزه كما تنظر إلى إنسان ذي جسد، لأن السهر هنا هو من عمل الملائكة، فالذين يسلكون هذه السيرة دائماً، لا يدعهم الله بدون مواهب عظيمة، بسبب انتباههم ويقظة قلوبهم واهتمامهم بتوجيه أفكارهم نحوه.
+
أنا أعتقد أنَّ الجسد إذا تلاشى ولم يقدر على الصوم، فإنَّ الذهن بواسطة السهر دون غيره يعيد للنفس حالتها، ويهب القلب معرفة لإدراك القوة الروحية، إذا لم تتمادى في الأحاديث خلال النهار، فيا من ترغب في الحصول على ذهن متيقظ بالله ومعرفة للحياة الجديدة، أرجوك ألاّ تهمل حياة السهر طوال حياتك، لأنَّها تفتح عينيك لتشاهد مجد سيرتك وقوة طريق البر كله.
+
إذا جاءك فكر تراخى مرسل من معينك بقصد امتحانك، واستحال عليك اتمام السهر، فاسهر ولو جالساً وصلى بقلبك ولا تنم، حاول أن تعبر الليل كله بكافة الطرق، وأنت جالس تهذ بالمعاني الصالحة، فلا تقسِِ قلبك ولا تظلمه بالنوم.
+
الأرض الجيدة تفرّح الزارع بتربتها التي تنتج 100 ضعف، والنفس التي صقّلها ذكر الله والسهر الدائم يحفظها الرب، بأن يجعل حولها سحابة تظللها من نار تنبعث داخلها الليل والنهار.
+
من يعرف لماذا يقاوم المجاهدون النوم، ويضغطون على طبيعتهم حتى يؤدوا صلوات كل ليلة بتيقظ أجسادهم وذكرياتهم، يدرك أهمية القوة الناتجة من صيانة النفس أثناء النهار، وماهية العون الذي يُعطى للذهن خلال سكينة الليل وقوة السلطة على الأفكار، ومقدار النقاوة التي يحصل عليها، ولأدرك أيضا أنَّه يمنح الكثير من الفضائل دون تعب وإرهاق.

عيد الصليب


 
تعيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للصليب مرتين .. أحدهما 17 توت والآخر في 10 برمهات
 الصليب          
تهتم الكنيسة بالصليب اهتماماً عظيماً ، وكيف لها أن تفعل غير ذلك؟
فالصليب هو موضع الحب الإلهي للبشرية جمعاء ، حيث أظهر الله قمة محبته لنا فبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3 : 16).
فكلمة الصليب تعنى كل عمل الفداء الذي أكمله الرب يسوع بموته الكفاري ، فهو مات لأجل خطايانا مسمراً على صليب العار لكي يهبنا حياة المجد والفخار. حتى أن الرسول بولس في كرازته لم يعزم أن يعرف شيئاً إلا " يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1 كو 2 : 2).
كما أن كلمة الصليب تعني عمل المصالحة ، صالح السماء مع الأرض. صالح اليهود مع الأمم، بل وصالح الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه (كو 1 : 20).
والصليب هو علامة الانتصار حيث جرد الابن الحبيب قوات الشر الروحية من رياسات وسلاطين شيطانية جهاراً " ظافراً بهم فيه (في الصليب)" ، ماحياً صك إدانتنا الذي كان ضداً لنا "مسمراً إياه بالصليب" (كو 2 : 15 ، 14).
والصليب بالنسبة لنا هو موقع تجلي "قوة الله وحكمة الله" (1 كو 1 : 24). فقد استطاع عن طريقه أن يحل مشكلة الإنسان بطريقة فائقة ، ويعيده إلى رتبته الأولى. لم يكن أحد غيره يستطيع أن يفكر بهذه الطريقة... أن يحمل الابن لعنتنا وخطيتنا بقوة عظيمة وحكمة رائعة حينما وهبنا الخلاص الذي لا يقدر غيره أن يعد به أو يهبه ، لأنه ليس بأحد غيره الخلاص.
وقد اهتم الكتاب المقدس كثيراً بالصليب فوردت كلمة الصليب 28 مرة في العهد الجديد ، وورد فعل الصلب 46 مرة.
وكلمة صليب staurov تدل على أداة التعذيب والعقاب والإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف لنا في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبه مستعرضة  لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها ، أو تربط بالحبال.
وهنا نرى الله في محبته ، وكيف يستخدم تطور آلة التعذيب في إعلان محبته ، ففي اليدين المفتوحتين على الصليب يعلن قبوله للجميع، يعلن أن خلاصه ليس قاصراً على فرد بعينه أو على شعب بمفرده بل هو خلاص للجميع كما يقول :"وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع" (يو 12 : 32).
أما عن طريقة الصليب فيمكننا أن نتعرف عليها تماماً عن طريق الاكتشافات الأثرية فقد كشف فريق من الأثريين - في صيف 1968- عن أربعة قبور يهودية في "رأس المصارف" بالقرب من أورشليم، وكان أحدها يحتوي على صندوق به هيكل عظمى لشاب مات مصلوبا ويرجع تاريخه إلى ما بين 7 ، 66م. كما تدل عليه الأواني الفخارية – من عصر الهيرودسيين- التي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم "يوحانان". وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن أسباب وطبيعة موته، مما قد يلقي بعض الضوء على كيفية صلب ربنا يسوع المسيح.
كان ذراعا الرجل مسمرتين إلى خشبة الصليب. والأرجح أن ثقل الجسم كان يرتكز عند العجز على قطعة من الخشب بارزة مثبتة إلى قائم الصليب. وكان الساقان منحنيين عند الركبتين إلى الخلف، والكاحلان مثبتين بمسمار واحد إلى قائم الصليب. وقد ثبت من شظية وجدت من بقايا الصليب، أنه كان مصنوعاً من خشب الزيتون. وكان الساقان مكسورين كما يبدو أن بضربة عنيفة مثلما حدث مع اللصين اللذين صلبا مع يسوع (يو 19: 32).
ويبدو أن طريقة  الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى في الإمبراطورية الرومانية الواسعة. ويبدو أن العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلي لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب. ولكن الرب وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 8).
أما الكنيسة المجيدة فتعيد للصليب عيدين ، أولهما في يوم 17 توت وهو تذكار الاحتفال بالصليب المجيد بكنيسة القيامة سنة 43 للشهداء في عهد الملك قسطنطين البار. وجميعنا يعرف قصة اكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة حينما استطاعت عن طريق نفوذها أن تعرف مكانه تحت الكومة التي أراد اليهود أن يهربوا من جريمتهم بتكويمها فوق صليب المخلص، ليتخلصوا من العجائب الكثيرة التي صنعها المخلص بصليبه.
ومن قصص السنكسار الجميلة قصة اسحق السامري وتقول:"كان إنسان مسافرا هو وجماعته مع الشعب إلى أورشليم يدعى اسحق السامري ، هذا كان يبكت الناس على تكبدهم المتاعب في الذهاب إلى أورشليم .ليسجدوا لخشبه . وكان مع الشعب قسا يسمى أوخيدس ، وفيما هم سائرون في الطريق عطشوا ، ولم يجدوا ماء فأتوا إلى بئر فوجدوا ماءها نتناً مراً ، فضاق صدر الشعب جداً.
وابتدأ اسحق السامري يهزأ بهم ويقول: "إن أنا شاهدت قوة باسم الصليب! آمنت بالمسيح". فغار القس أوخيدس غيرة إلهية وصلى على الماء النتن ورشمه بعلامة الصليب فصار حلوا. وشرب منه كل الشعب ودوابهم. أما اسحق فانه لما تناول وعاءه ليشرب وجده نتناً مدوداً . فندم وبكى وأتى إلى القديس القس أوخيدس وخر عند قدميه وآمن بالسيد المسيح. وشرب من الماء فوجده حلوا.
وصار في ماء هذه البئر قوة أن يكون حلوا للمؤمنين ، ومرا لغيرهم . كما ظهر فيه صليب من نور . وبنوا هناك كنيسة .
ولما وصل اسحق السامري إلى مدينة القدس ذهب إلى أسقفها واعتمد منه هو وأهل بيته
".
آه أيها المصلوب ، ما أروعك؟! لقد صار صليبك لنا قوة : ليحول مرارة حياتنا إلى عذوبة ، ليحول فساد طبيعتنا إلى طبيعة جديدة مقدسة ، ليحول نتن أجسادنا إلى أجساد نورانية خالدة
آه أيها المصلوب، ما أعظمك؟! لقد صار صليبك لنا نصرة : ننتصر بها على إبليس بمكائده ، ننتصر بها على العالم بشهوته ، ننتصر بها على الخطية بقسوتها وأوجاعها
آه أيها المصلوب ، ما أرحمك؟! لقد صار صليبك لنا عبرة : نتعلم منه الحب ، فقد انسكبت منه قمة الحب، منك لنا، لقد أحببت الجميع حتى صاليبك ، علمت شهدائك أن يحبوا قاتليهم ، ونحن أن نحب حتى أعدائنا.
أما العيد الثاني للصليب فيأتي يوم 10 برمهات وهو تذكار عودة الصليب المقدس على يد الإمبراطور هرقل في سنة 627 ميلادية.
وقصة هذا العيد تعود إلى وقت انتصار هرقل على الفرس في مصر وتسببه في هروبهم إلى بلادهم، وفي هذا الطريق مروا بالقدس فرأى أحد أمراءهم ضوءاً ساطعاً يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلى بالذهب في كنيسة القيامة التي شيدتها الملكة هيلانة. وحينما حاول هذا الأمير أن يمد يده ليأخذ هذه الخشبة خرجت منها نار وأحرقت أصابعه. وحينما سأل عن قصة هذه الخشبة أخبره المسيحيين أنها من الصليب المقدس، وحكوا له عن أمر اكتشافها، وأخبروه أنه لا يستطيع أحد أن يمسها إلا إن كان مسيحياً. فقام بإعطاء بعض الأموال للشماسين القائمين بحراستها، فوضعوها في صندوق، وحملوها له، وذهبا بها معه إلى بلاده.
وحينما سمع هرقل ملك الروم بذلك ، ذهب بجيشه إلي بلاد الفرس وحاربهم وخذلهم  وقتل منهم كثيرين. وجعل يطوف  في تلك البلاد يبحث عن هذه القطعة فلم يعثر عليها. لأن الأمير كان قد حفر في بستانه حفرة وأمر الشماسين بوضع هذا الصندوق فيها وردمها ثم قتلهما. ورأت ذلك إحدى سباياه وهي  ابنة أحد الكهنة، وكانت تتطلع من طاقة بطريق الصدفة  فأسرعت إلى هرقل الملك وأعلمته بما كانت قد رأته فقصد ومعه الأساقفة والكهنة والعسكر إلى ذلك  الموضع. وحفروا فعثروا  علي الصندوق  بما فيه فأخرجوا  القطعة المقدسة  في سنة 628 م ولفوها في ثياب فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة  القسطنطينية وأودعها هناك.
                                               زهور من بستان أبونا بيشـوي كامل عن الصليب..
  ربي يسوع ..ان وصيتك صعبة ..انها نير ..انها صليب ..هذا سر في المسيحية انها صعبة من بعيد و لكن عندما أبدأ بايمان و حب في تنفيذها أجدها نيرا هينا ...لأني من بعيد سأجد يسوع هو حمل الله الحامل النير معي ..يا الهي هذا هو معني حمل الصليب معي ...
  ان الذي طعنك يا الهي واحد ..لكن سفر الرؤيا يؤكد أنه (سينوح عليك جميع الذين طعنوك ) (رؤيا 1 : 7 ) ..اذا هم كثيرون ..هم كل الذين بعد أن عرفوا أنك أسلمت الروح من أجلهم و مازالوا يطعنوك بخطاياهم ..و أنا واحد منهم بل و أولهم لأني أؤمن بمحبتك و بموتك من أجل خطيتي ..فارحمنـــــي
 ربي يسوع ...هبني فهم و ادراكا لقوة صليبك ..و أشعرني عندما أكون في شدة في العالم و ضد مبادئ العالم ..اني لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك
أقوال الآباء عن إشارة الصليب
(عن كتاب حياة الصلاة الارثوذكسية)
أعطانا السيد المسيح إلهنا الصليب سلاحاً نافذاً ينفذ فى النار والهواء والماء والأرض ولا يحجبه شئ أو يعترض قوته عارض. فهو قوة الله التى لا تُقاوَم. تهرب من صورته الشياطين حينما يُرسَم  به عليها.
الصليب هو قوة المسيح للخلاص والملائكة يخضعون لقوته ويتبعونه حيثما شاهدوا رسمه ليعينوا الملتجئ إليه. ولا تحصل تخلية لمن حمل الصليب إلا الذى ضعفت أمانته فيه. (الانبا أثناسيوس الرسولى)
          بدلاً من أن تحمل سلاحاً أو شيئاً يحميك، احمل الصليب واطبع صورته على أعضاءك وقلبك، وارسم بـه ذاتك لا بتحريك اليد فقـط بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضاً، ارسمه فى كل مناسبة: فى دخولك وخروجك، فى جلوسك وقيامك، فى نومك وفى عملك، ارسمه باسم الآب والابن والروح القدس. (مار افرام السريانى)
يقول الآباء ان الذى يرسم ذاته بعلامة الصليب فى عجلة بلا اهتمام أو ترتيب، فإن الشياطين تفرح به. أما الذى فى روية وثبات يرسم ذاته بالصليب من رأسه إلى بطنه ثم من كتفه الأيسر إلى الأيمن فهذا تحل عليه قوة الصليب وتفرح به الملائكة.
حينما ترشم ذاتك بعلامة الصليب، أذكر دائماً أنك تستطيع بقوته أن تصلب شهواتك وخطاياك على خشبة المخلص "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو1: 29)، عالماً أن فى الصليب قوة إخماد الشهوة وإبطال سلطان الخطية برحمة المصلوب عليه. حينما ترفع نظرك إلى خشبة الصليب المعلقة فوق الهيكل، أذكر مقدار الحب الذى أحبنا به الله حتى بذل ابنه حبيبه لكى لا يهلك كل من يؤمن به. فأينما وجد الصليب وُجدت المحبة، لأنه هو علامة الحب الذى غلب الموت وقهر الهاوية واستهان بالخزى والعار والألم. فإذا رأيت الكنيسة مزدانة بصلبان كثيرة، فهذا علامة امتلائها بالحب الكثير نحو جميع أولادها.
حينما يباركك الكاهن أو الاسقف ويرشمك بالصليب المقدس، افرح واقبل ذلك كبركة من السيد المسيح. طوبى لمن قبل رسم الصليب على رأسه بإيمان. "فيجعلون اسمى على بنى اسرائيل وأنا أباركهم." (عدد6: 27) (الأب يوحنا كرونستادت)
إن الشياطين توجه هجماتها المنظورة إلى الجبناء، فارسموا أنفسكم بعلامة الصليب بشجاعة ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم. أما أنتم فتحصنوا بعلامة الصليب. (الأنبا أنطونيوس)
إن كانت الحية النحاسية قد أبطلت سم الحيات فى العهد القديم فكم بالحرى صليب ربنا يسوع المسيح الذى رُفع عليه، لا حية نحاسية، بل رب المجد، وسكب دمه على الصليب ليصير لنا بالدم الحياة وبالصليب النصرة.(القديس كيرلس الأورشليمى)
السلام لك أيها الصليب،
 قضيب خشب اللوز،
الذي قطر دم الحمل عليه!
(دفنار 17 توت)
ملاحظات طقسية :
1)    طقس عيد الصليب شعانيني ثلاث أيام
2)    تقرأ فصول عيد الصليب في ثلاث أيام العيد حتي أيام الآحاد 
3)    يقال تي شوري والهيتنيات وفاي إيتاف أنف الخاصة بعيد الصليب، كما تقال القسمة السريانية 
4)    يعامل عيد الصليب معاملة الأعياد السيدية 
رموز الصليب في العهد القديم :
1-     ذبيحة هابيل الصديق
2-    ذبيحة اسحق الذي قدم ذاته  للموت هو رمز  لذبيحة الصليب
3-   بركة يعقوب لابني يوسف منسي وافرايم علي شكل الصليب حيث وضع يمينه بفطنه علي الاصغر دلاله علي ان البركه لن تاخذ الا بالصليب
4-   خروف الفصح كانوا يضعونه في سيخين متعامدين ويشوي علي اعشاب مره والسيد المسيح قد وضع علي الصليب وجاز في الالام الرهيبه لاجلنا.
5-   وفي رش دم خروف الفصح كان ايضا رمزا للصليب (خر12: 8)" و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها 
6-   وفي رش دم خروف الفصح كان ايضا رمزا للصليب (خر12: 8)" و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها 
7-   الشجرة التي هي رمز للصليب حين أمر الرب موسى لكى تجعل الماء عذبا وذلك في طريقهم عند مارة (خر 15: 25)" فجاءوا الى مارة و لم يقدروا ان يشربوا ماء من مارة لانه مر لذلك دعي اسمها مارة فتذمر الشعب على موسى قائلين ماذا نشرب  فصرخ الى الرب فاراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا هناك وضع له فريضة و حكما و هناك امتحنه " . هكذا اصبح الخلاص بالخشبه التي هى الصليب التي هي قوة الله
8-   في حرب عماليق خرج يشوع للحرب بينما ظل موسي علي رأس التل يصلي وكان يقف مثل علامة الصليب فكان يفوز الجيش (خر17: 11 –13)
9-   العصفوران اللذان يستخدمان في تطهير البرص, حيث يخرج الكاهن الانسان المصاب بالبرص الي خارج المحله  وعندما يتاكد من اتمام الشفاء يذبح احد العصفورين في اناء خزف علي ماء حي
     10 -  الحية النحاسية وهي ترمز إلي منظر الصلبوت
11 -   الخشب الذي جعل الحديد يطفو في عهد اليشع النبي
12 –  سلم يعقوب
فى نصوص الليتورجية نقول : 
1- نسجد لصليبك فى لحن : ليس معناه إطلاقاً عبادة أوثان .. هناك فرق بين عبادة الأوثان والعبادة المسيحية (السجود للصليب .. وللجسد المقدس على المذبح) عندما ينفصل الله عن المادة تصير المادة وثن وعندما يتحد الله بالمادة تصير المادة مقدسة . عباد الأوثان كانوا يسجدون للأوثان (حيوانات - كواكب ... الخ) بمعزل عن الله لذلك كانت عبادتم نجسة .. أما نحن عندما نسجد لهذه الماد نعلن أن الله متجلى فيها وأن المادة فى نظر الله مقدسة وأنه يمكن أن يتحد بها .. وهذا يعلن إيماننا بالتجسد، وأن التجسد ليس هو قصة وهمية إنما واقع يومى وبرهانه أن الله فينا .. وأن المادة صارت مقدسة .. وأن الله يتحد بالمادة لذلك فأنا أتقدم للمادة (التناول) بكل وقار .. وأتلاقى مع الله خلال هذه المواد .. ومن يعترض على هذا الكلام فهو لا يؤمن بالتجسد ويوافق الفكر الغنوسى القائل أن المادة شر ...
إن كنا نؤمن أن الله خلق المادة كما هو خلق الروح ... تصير المادة مقدسة وإن كنا نؤمن أن الله تجسد فإن المادة بالأحرى أكثر قداسة لذلك يمكننى أسجد للصليب وللمذبح، وعندما نسجد للصليب فنحن نسجد للمصلوب لذلك يقول القديس بولس لرسول "عاملاً الصلح بدم صليبه" المقصود هنا بدم الذى صلب على الصليب أى المصلوب بقصد الاتحاد بين الصليب والمصلوب صار كأنه اتحاد مطلق .
2- ذكصولجية عيد الصليب : تعلن إيماننا بالصليب كعلامة الصليب عقيدياً فهو ذبيحة - فداء - مصالحة مع الله .. الخ .
أما الصليب طقسياً علامة لا تقل فكر قيمتها عن الفكر العقيدى ، ففى ذكصولجية الصليب يتكلم عن الصليب كعلامة قائلاً نسجد لصليبك الخشبة المحيية الصليب فحزناً .
3- فى إبصالية يوم الجمعة نقول : أعطى علامة لعبيده الذين يخافونه أن : ... هذه العلامة التى هى أسم الخلاص والصليب المحمى الذى صلبه عليه ..
4- أثناء القداس الإلهى : يستخدم الكاهن الصليب باستمرار يبارك به الشعب حتى صار الصليب عملاً كهنوتياً من اختصاصات الكاهن .. أى الشعب لا يستطيع أن يرشم الصليب فى وجود الكاهن .
الكاهن لا يمسك الصليب أو يرشم به فى وجود الأسقف ..
والأسقف لا يمسك الصليب أو يرشم به فى البطريرك ..
لأن الصليب صار عملاً كهنوتياً .. وغير مسموح لإنسان أن يرشم الآخر إلا الكاهن إلا كنوع من الحماية ترشم الأم ابنها ..
5- الإنسان يرشم نفسه بالصليب ولكن لا يرشم آخر
.
الآباء قديماً كانوا فى لبرية إذا تقابل أحدهم مع الآخر يرشم نفسه بالصليب ولا يرشم مع الآخر بالصليب لسببين :
1- لئلا يكون الآخر كاهن فكيف بروح الأتضاع يرشم عليه .
2- لئلا يكون الآخر روح نجس فيهج عليه لأن الآب يحتمى فى الصليب .
إنما كان آباؤنا يرشمون الصليب على أنفسهم عند مقابلتهم لبعض فإن كان الآخر مثله سيكون هناك تآلف وإن كان روح نجس سوف يهرب من أمامه .
الإنسان يرشم الصليب على الطعام والشراب ليباركه ويبعد الشيطان
6- فى القداس الإلهى يوجد 42 رشم صليب منهم :
18 رشم : على الشعب والخدام (من بدية رفع الحمل عبارة عن 3 أجيوس 3 الربا مع جميعكم تحليل الخدام الفوائدى) .
18 رشم : على الخبز والخمر قبل حلول الروح القدس (3 بارك وشكر وقسم وقدسه للخبز ثم 3 على الأم).
6 رشم : أناء حلول الروح القدس (3 على االخبز + 3 على الكأس) .
بعد التحويل يوجد 6 رشومات ولكن لا يرشمهم الكاهن إنما يرشم الدم بالجسد .. ويرشم الجسد بالدم ويرشم الدم بالدم (يصنع الكاهن إصبعه بالكأس ويرشم من الدم الدم) .
7- فى سر المعمودية : يرشم الكاهن على الماء بالصليب وأيضاً يضع الزيت على منظر صليب .. الزيت فى المعمودية 3 أنواع هم :
أ- زيت ساذج : يرشم به المعمودية والمتعمد لطرد الشياطين .
ب- زيت عاليلاون : زيت الفرح لاستقبال الروح القدس .
ج - زيت الميرون : لسكنى الروح القدس .
"متى خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز فى أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ... وإذا لا يجد يقول أرجع إلى بيتى الذى خرجت منه فيأتى ويجده مكتوباً مزيناً ثم يذهب ويأخذ سبعة أرواح أشد منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله" (لو24:11-26) .
نحن فى الكنيسة نطرد الروح النجس من الماء والطفل وقبل أن يرجع إليه ثانية نعطيه الروح القدس فعند عودته إليه يعود ولا يستطيع الدخول لأنه أخذ الروح القدس .. لكن إذا وجده فارغاً فيدخل ويسكن بداخله ...
جميعها بعلامة الصليب أيضاً فى سر مسحة المرضى وفى صلاة الإكليل وفى بقية جميع الأسرار .
فالصليب هو وسيلتنا فى الصلاة والتقديس والمباركة والسجود ... الخ ، لقد نجح المستجدين فى اقتناء الصليب وهذا يوآزر من جهادنا ويسندنا .
أخيرا الصليب في الفن القبطي
 
كان‏ ‏للفنان‏ ‏القبطي‏ ‏معتقداته‏ ‏ورؤيته‏ ‏الخاصة‏ ‏التي‏ ‏اكتسبها‏ ‏من‏ ‏المسيحية‏ ‏فجنح‏ ‏إلي‏ ‏أسلوب‏ ‏الرمزية‏ ‏والتورية‏ ‏التي‏ ‏حملته‏ ‏علي‏ ‏البحث‏ ‏في‏ ‏القيم‏ ‏الروحية‏ ‏علي‏ ‏طريقته‏ ‏الخاصة‏ ‏متجنبا‏ ‏كل‏ ‏عوامل‏ ‏البذخ‏ ‏الفني‏ ‏فاقتبس‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏العناصر‏ ‏التي‏ ‏اشتقها‏ ‏من‏ ‏الحضارات‏ ‏التي‏ ‏عاصرها‏ ‏واحتك‏ ‏بها‏ ‏مضيفا‏ ‏إليها‏ ‏فكرا‏ ‏جديدا‏ ‏يتفق‏ ‏وعقيدته‏ ‏ومثاليته‏ ‏وخلع‏ ‏عن‏ ‏فنونه‏ ‏التي‏ ‏اتسمت‏ ‏بالوظيفية‏ ‏مسحة‏ ‏فنية‏ ‏مميزة‏ ‏لطبيعته‏ ‏وكانت‏ ‏الفترة‏ ‏الواقعة‏ ‏بين‏ ‏القرنين‏ ‏الرابع‏ ‏والسابع‏ ‏هي‏ ‏الفترة‏ ‏الذهبية‏ ‏للفنون‏ ‏القبطية‏.‏

وفن‏ ‏اليوتا‏..‏هو‏ ‏أحد‏ ‏فروع‏ ‏الفن‏ ‏القبطي‏ ‏غير‏ ‏المعروف‏ ‏واليوتا‏ ‏هو‏ ‏حرف‏ ‏من‏ ‏حروف‏ ‏اللغة‏ ‏القبطية‏ ‏وأول‏ ‏حرف‏ ‏في‏ ‏اسم‏ ‏يسوع‏ ‏وصليب‏ ‏اليوتا‏ ‏هو‏ ‏الوحدة‏ ‏الأساسية‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الفن‏.‏

استخدم‏ ‏الفنان‏ ‏القبطي‏ ‏حرف‏ ‏اليوتا‏ ‏في‏ ‏إنتاج‏ ‏أشكال‏ ‏جميلة‏ ‏من‏ ‏الصلبان‏ ‏المجدولة‏ ‏والمضفرة‏ ‏والتي‏ ‏تتكون‏ ‏من‏ ‏حروف‏ ‏اليوتا‏ ‏المتشابكة‏ ‏بأشكال‏ ‏متنوعة‏ ‏في‏ ‏اتجاهات‏ ‏ومسارات‏ ‏متعددة‏ ‏متشعبة‏ ‏في‏ ‏منتهي‏ ‏الدقة‏ ‏لتعطي‏ ‏في‏ ‏النهاية‏ ‏أشكال‏ 

التدريب على احتمال متاعب الغير


التدريب على احتمال متاعب الغير
 

1 –
 فهم طبيعة الحياة : وحتمية الألم فى هذه الحياة ، والهدف الإلهى من السماح به ( دواء مر ولازم ) ، وللألم بركات ( فيلبى 1 : 29 ) .
2 –
 فهم طبيعة البشر : ومراعاة عامل السن ، وظروفهم الصحية ، والأجتماعية ، والتماس العذر لهم ، ودراسة ما يتعب الشريك المخالف ، وعدم تكرار ما يثيره ، وعدم محاسبته على ما حدث من غضب وثورة وتعب أعصابه فى مرات سابقة ( متكررة ) .
3 –
 الخاطئ : لا تجرحه ولا تدينه بالإعلان علناً عن خطئه ، بل قوده للمسيح ( عرّفه طريق المستشفى الروحى – الكنيسة ) للإعتراف وإفراغ ما يؤلمه نفسياً .
4 –
 عدم رفع الصوت : أعلم أن رفع الصوت ( الزعيق والنرفزة ) هى حيلة العاجز ، بينما نتعلم من الرب يسوع ، الحوار الهادئ والمقنع والمريح للناس ، والذى
 يجنب المشاكل والمتاعب .
ولنتعود على الكلام بصوت منخفض وببطء " مسرعاً فى الإستماع ، مبطئاً فى التكلم ، مبطئاً فى الغضب " ( يع 1 : 9 ) .
5 –
التسامح : إن كنت لا تسامح ، فكيف تطلب من الله أن يسامحك ؟!
6 –
الرحمة : طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون " بنفس الكيل الذى به تكيلون يُكال لكم " ( مت 7 : 1 ) ، فمن يُكيل رحمة ، سيجد رحمة ، والعكس بالعكس .
7 –
 المحبة : وسّع صدرك " بالحب " ( 2 كو 6 ) ، وأعلم أن العنف ضعف .
8 –
اسمع النصيحة الروحية : أكشف ضعفات تعاملك مع الناس لأب اعترافك ، ومرشدك الروحى ، واسمع النصيحة الروحية ، لا للأفكار الشيطانية ، المثيرة لأعصابك
9 –
أقتنى الحكمة فى التعامل مع الغير : " الحكمة خير من القوة ، والحكيم خير من الجبار " ( الحكمة 6 : 1 ) .
10 – أن نغضب على عيوبنا نحن : فنعالجها ( راجع أفسس 4 ) .
11 –
إن تذكرت اساءة أخيك : فاسرع للصلاة من أجله ، لكى تنطفئ ثورة الأنتقام فيك ( يهرب شيطان الغضب ) .
12 –
 لا تقم من نفسك رقيباً على كل أعمال الناس : ، بل أهتم فقط فيما يدخل فى اختصاصاتك ومسئوليتك .
13 –
 تذكر أنك غريب : وسترحل بلا شيئ من الدنيا ، فلما الصراع بينك وبين غيرك على الماديات ، والحزن والغضب على فقدان أى شيئ مادى ؟! ( تامل سيرة أنبا برسوم العريان ) .
14 –
 إذا شعرت بالظلم من البعض : تعود على ترك الأمر لله وسيعطيك حقك .
15 –
 السلوك باتضاع ووداعة مع الغير : تعود على السلوك باتضاع ، فالوديع لطيف وبشوش ومريح .
16 –
 التأمل فى سيرة القديسين : وكيف احتملوا أذى وظلم الأشرار ، ونتائجه .
17 –
 فى التعامل مع الثائرين : أرشم الصليب ، وغير الموضوع ، او أترك الثائر مؤقتاً .
18 –
اطلب الأمتلاء بثمار الروح : فتجد طول الأناة والمحبة والفرح والسلام القلبى ( غل 5 : 22 ) والراحة النفسية . 

حضور الله للقمص هدرا اسحق



مجموعة عظات  حضور الله للقمص هدرا
اسحق

كاهن  كنيسه السيده العذراء بسوهاج                   

 الرب يعطينا ثلاثون وستون و مائة
pray for me

SAMEH N BASILY

مشجعات في الطريق الروحي)


 
(مشجعات في الطريق الروحي)
المسيح هو الطريق والحق والحياة والقيامة والراعي الصالح وباب الخراف والبداية والنهاية والالف والياء وخبز الحياة ونور العالم.وبالتالي فهو بداية الطريق ونهايته، وهو علامات الطريق وهو الوسيلة على الطريق وهو الرفيق في الطريق وهو غاية الطريق وهو الباب للمدخل إليه وهو أيضا الباب المؤدي من آخره الى النهاية السعيدة، اذن فهو الطريق والطريقة والوسيلة والغاية معا.وبما أن المسيح هو الطريق وهو صاحب الطريق وهو الغاية ايضا، لذلك فهو أعجب طريق إذ تحب الطريق وصاحب الطريق، وأن يكون "الطريق" نفسه عبارة عن شخص يمسك بالسائرين ومن ثم لا يعني هؤلاء أن يصلوا ومتى يصلوا ما دام هو الهدف بذاته. الله هو الهدف وهو الوسيلة فنصل الى الله بالله نفسه، ووصف البعض بأنهم أحبوا الطريق خلوا من المسيح !! ولذلك يؤكد الرب: "أنا هو الطريق" أي انتبهوا لئلا يخدعكم أحد بأنه موجود في نهاية الطريق ومن ثم نبحث عما يصلنااليه !. ولكن لكي تصل الى الله عليك أن تتحد به، وأن تكون المسيرة بكاملها وجود أو وقوف دائم في حضرته. "سيروا في النور ما دام لكم النور "أنا هو نور العالم".
ومن مشجعات الطريق:
ان الله هو الذي يدفع نفقته، فهو الداعي "تعالوا الي.." "هلموا اليّ" وأي وعد منه يحمل في داخله القدرة على التنفيذ والكلفة ذاتها. وأن حلاوة الطريق تجتذب الشخص ذاته وتفصله عن ماضيه وما حوله وتلصقه بالأكثر بالرب، فهو حلو وكله مشتهيات. وعندما نضعف أثناء المسيرة يعضدنا بزيارات النعمة ويشبعنا من دسمه.وعندما نفقد القدرة على السير يحملنا كأطفال ويدللنا "على الركب تحملون". واذا شخنا يجدد مثل النسر شبابنا. وقد تركلنا رصيدا هائلا من النصرة على الشيطان والعالم والخطية حيث ترك لنا كل ذلك مهزوما لأجلنا ومن ثم يمكننا التعامل مع الحروب التي تواجهنا. والذي يثابر ينجح "الذي يصبر الى المنتهى هذا يخلص" ولكن يجب الانتباه الى أن الصبر في حد ذاته ليس فضيلة ولكن الكيفية التي نسلك بها في الصبر هي التي تحدد ذلك. ثم تتحول الضيقات والاحزان مع الوقت الى لذة والى بركة "اسر في الضيقات".
"ولكن في هذه جميعا يعظم انتصارنا بالذي أحبنا"
الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابو قرقاص

الطريقة المُثلى للصلاة بالأجبية


 
الطريقة المُثلى للصلاة بالأجبية 1
لكى تصلى صلوات الأجبية بطريقة نموذجية صحيحة، وتستطيع أن تستفيد وتتعزى من صلوات الأجبية ولا تحس بثقل أو روتينية في تأديتها، وتوجد شروط وقواعد لذلك يمكن ذكر بعضها كالآتى:
1. لتكن لك أجبية خاصة بك في مخدعك لا يستعملها أحد غيرك واكتب على هوامشها بعض التفاسير والتأملات والملاحظات على المزامير والأناجيل وذلك من ثمرة قراءتك وسمعك للعظات والتعاليم، مما يساعدك على الفهم والتأمل أثناء الصلاة.
2. لتكن تلاوة الصلوات من الأجبية حتى لو كنت قد حفظتها عن ظهر قلب، لأن ذلك يجعلك تستخدم عدة حواس في الصلاة مما يجمع العقل ويمنع تشتيت الفكر، فالعينان تنظران في المكتوب واللسان ينطق والأذنان تسمعان والعقل يفكر في المعانى ويتأمل فيها، وهكذا تطبق اختبار الرسول بولس في الصلاة حينما يقول "أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضا. أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضا (1كو 14: 15)".
3. أتل صلواتك بصوت مسموع حتى تمنع نفسك من السرحان وتشتيت الفكر، فالرب يسوع حينما قال "متى صليت فادخل مخدعك وصل إلى أبيك الى في الخفاء وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت 6: 6) لم يكن يقصد أن نؤدى صلواتنا في خفية تامة عن اسماع الناس وانظارهم ونحاول ألا يسمعنا أو يرانا أحد حتى من أهلنا الذين يسكنون معنا في المنزل كمن يفعل جريمة أو شيئا غير لائق، ولكنه كان يقصد عدم التظاهر بالصلاة وتأديتها.
يقول الرسول بولس "القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص" (10: 10) والاعتراف بالفم للرب بخلاصه وبركاته معناه النطق أمامه بكلمات الشكر والتسبيح والتمجيد على بركاته وانعاماته الكثيرة، فيتقبل الرب منا هذا الشكر والتسبيح مثل ذبائح ومسمنات، ينصح هوشع النبى شعبه قائلا "قولوا له (للرب) ارفع كل اثم واقبل حسنا فنقدم عجول شفاهنا" (هو 14: 2) ويقول المرنم "اسبح الرب بتسبيح وأعظمه بحمد فيستطاب عند الرب أكثر من ثور بقر ذى قرون أظلاف (مز 69: 20) " ويقول الرسول "فلنقدم به كل حين ذبيحة التسبيح أى ثمر شفاه معترفه باسمه" (عب 13: 15).
4. تلاوة المزامير بصوت مسموع وبنوع من الترنم والتلحين شئ مهم ومطلوب لأنه يريح النفس ويعزيها، والمزامير أصلها تسابيح كانت تقدم على آلات العزف المختلفة بطريقة شعرية موزونة وبألحان جميلة.
ويقول القديس اثناسيوس الرسولى " لا يفوتنا أن نوضح السبب الذي يوجب ترتيل المزامير بنغم لا بتلاوة مجردة لأنه من اللائق تسبيح الله بالأسفار الشعرية كما أن الترنم بالمزامير يضفى أثرا طيبا على المرنم نفسه"
وكان الآباء ومازالوا يهتمون بتنغيم المزامير أثناء صلواتهم لأنها تعطى النفس انسجاما وتحفظ الفكر من التشتت والسرحان.
ان الصلوات والتسابيح والألحان هو واقع سمائى تعيش فيه الكنيسة المجاهدة مشاركة حاملى قيثارات الذهب فى الكنيسة المنتصرة أمام الجالس على العرش.
وفى الكتاتيب القبطية القديمة كانت المزامير تسلم بطريقة صوتية كلحن أو ترتيل وليس دمجا أو سرا.
ونحن نقول في مقدمة المزامير "من مزامير تراتيل معلمنا داود النبى " فالمزامير هى تراتيل تقال بالصوت المسموع حتى يتجمع الفكر وتنشط الحواس.
وكانت طريقة صلوات المزامير فى مجامع الرهبان قديما تتم بأن يصلى كل راهب مزمورا بطريقة مرتلة ومنغمة والكل يصغون إليه في خشوع، وعندما ينتهى من ترتيل المزمور يبدأ غيره في ترتيل المزمور التالى وهكذا...
5. من المهم جدا أن نتذكر عند بدء كل صلاة غرض الكنيسة من ترتيبها فمثلا صلاة الساعة السادسة رتبتها الكنيسة لتذكار صلب المسيح والتاسعة لتذكار موته المحيى.... وهكذا، وحاول أن تعيش جو المناسبة وأنت تصلى وتتأمل في مزامير وأناجيل وقطع الساعة وهى تتحدث كثيرا عن المناسبة التى وضعت لتذكارها.
6. أقرأ بعض التفاسير والتأملات الخاصة بالمزامير والأناجيل التى تصليها حتى تفهم الآيات الغامضة والمواقف الخاصة التى قيل فيها كل مزمور أو انجيل، فان هذا يساعدك على الصلاة بالمزامير ويحبب تلاوتها إلى نفسك، ويمكنك من الصلاة بالروح والذهن حسب نصيحة الرسول بولس "أصلى بالروح واصلى بالذهن أيضا. أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضا" (1كو 45: 15).
7. لا تسرع كثيرا في تلاوة المزامير، فالسرعة تجعلك تتلعثم في نطق بعض الكلمات والآيات فتفقد الصلاة لذتها وروحانيتها، وتصبح الصلاة في مقام القانون الجاف أو مثل التعويذة التى ينطق بها الحاوى دون أن يفهم معانيها أو يتأمل كلماتها، وحاشا للصلاة أن تكون شيئا من ذلك، ويقول أحد القديسين "ان كنت أنت لا تفهم الكلام الذي تصلى به فكيف تطالب الله أن يسمعه ويستجيبه".
8. ارفع يديك قدر استطاعتك أثناء الصلاة كذلك عينيك، خصوصا عند الآيات التى تذكر رفع اليدين أو العينين مثل "باسمك يارب أرفع يدى فتمتلئ نفسى كما من شحم ودسم" (مز 63: 4 في صلاة باكر) "ارفعوا أيديكم في الليالى إلى القدس وباركوا الرب" (مز 134: 2 في صلاة النوم) "لتستقم صلاتى كالبخور قدامك. ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية" (مز 140: 2 في صلاة النوم) "إليك رفعت عينى يا ساكن السماء مثل عيون العبيد إلى أيدى سادتهم" (مز 122 من صلاة الغروب) " أرفع يدى إلى وصاياك التى أحببتها جدا وأناجى بفرائضك " (مز 119: 48 من صلاة نصف الليل).
ومع رفع عينيك ويديك إلى الله ترفع قلبك وفكرك ووجدانك ومشاعرك وكل كيانك فتعيش لحظات السماء على الأرض وتغلب فى جهادك عماليق الشيطان المارد وكل جنوده كما فعل موسى النبى عندما صعد إلى الجبل ورفع كلتا يديه للصلاة ومعهما قلبه إلى الله طالبا النصرة على عماليق "وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب وإذا خفض يده أن عماليق يغلب، فلما صارت يدا موسى ثقيلتين أخذ هارون وحور حجرا ووضعاه تحته فجلس عليه، ودعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك فكانت يداه ثابتتين (فى حالة ارتفاع) إلى غروب الشمس فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف" (خر 17: 11 – 13).
وعلى مثال يدى موسى ظلت يدا السيد المسيح معلقتين مرفوعتين ممدودتين على عود الصليب إلى غروب الشمس حينما أنزله يوسف الرامى من على الصليب، فانتصر الرب على الشيطان والخطية والعالم، وهكذا انتصر وغلب لنا، وهو أيضا يستطيع أن يغلب فينا وبنا حينما نتخذه ناصرا ومعينا لنا ونرفع إليه أكف الضراعة ومعها عيوننا وقلوبنا ملتمسين رحمته ومعونته.
9. كرر بعض العبارات التى تستريح لها نفسك وتناسب حالتك أثناء الصلاة، فبينما أنت تصلى المزمور أو الانجيل أو القطعة أو التحليل ووصلت إلى عبارة قوية ومناسبة لحالتك وقتئذ كررها عدة مرات وتفاعل معها ثم أكمل المزمور الذي تصليه، فهذا كفيل برفع العقل وتوليد الحرارة الروحية في القلب والوجدان.
41- أفضل طريقة للصلاة بالأجبية 2
10. ردد الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير، فكلما قابلتك في المزمور كلمة "الرب أو يارب" أنطق بعدها اسم " يسوع المسيح" مثل:
+ "يارب (يسوع المسيح) لماذا كثر الذين يحزنوننى" (مز 3).
+ " أنصت يا رب (يسوع المسيح) لكلماتى واسمع صراخى" (مز 5).
" يا رب (يسوع المسيح) لا تبكتنى بغضبك ولا تؤدبنى بسخطك " (مز 6).
+ "أيها الرب ربنا (يسوع المسيح) ما أعجب اسمك في الأرض كلها" (مز 8).
+ "خلصنى يا رب (يسوع المسيح) فإن البار قد فنى" (مز 11).
+ "احفظنى يا رب (يسوع المسيح) فانى عليك توكلت. قلت للرب (يسوع المسيح) أنت ربى ولا تحتاج إلى صلاحى" (مز 15).
وهكذا تصلى المزامير التى هى تسابيح العهد القديم، تصليها بروح العهد الجديد عهد النعمة فتجد لها طعما آخر وتمتلئ نفسك تعزية وفرحا.
فقد قال الشيخ: "ليس هناك فضيلة تشبه فضيلة مداومة الصلاة والتضرع باسم ربنا يسوع المسيح في كل حين".
وقال آخر: "يجب أن يعلم الأنسان أن مداومة ذكر اسم القدوس ربنا يسوع المسيح هو الذي يحرسه تحت ستر رحمته".
وقال آخر: "داوم على ذكر الأسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح فهذه هى الجوهرة الثمينة التى باع التاجر الحكيم كل أهوية قلبه واشتراها وأخذها إلى داخل قلبه فوجدها أحلى من العسل والشهد في فمه، فطوبى لذلك الانسان الذي يحفظ هذه الجوهرة في قلبه فانها تعطيه مكافأة عظيمة في مجد ربنا يسوع المسيح".
+ وسأل أخ شيخ "يا أبى ماذا أعمل بهذه الحروب الكائنة معى؟" أجابه الشيخ "ان مداومة اسم الرب يسوع تقطع كل آكله (كل شر)".
+ وحدث أن زار الأنبا بيمن الأنبا مكاريوس الكبير، وقال له: يا أبى ماذا يعمل الانسان لكى يقتنى الحياة؟
أجابه الشيخ: ان أنت داومت كل حين على طعان الحياة الذي للاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح بغير فتور فهو حلو في فمك وحلقك، وبترديدك اياه تدسم نفسك وبذلك يمكنك أن تقتنى الحياة".. (بستان الرهبان طبعة مطرانية بنى سويف ص 258 – 260).
11. ياليتك عندما يأتى ذكر التمجيد لله (الذكصا) أو ذكر السجود لله والتقديس لاسمه المبارك العظيم في المزامير أو الأناجيل أو القطع أو التحاليل ترشم ذاتك بعلامة الصليب وتسجد إلى الأرض ثم تقوم لتكمل مزمورك، أو على الأقل تنحنى مع رشم ذاتك بعلامة الصليب، فكثرة السجود في لصلاة تعطى النفس انسحاقا وحرارة.
12. اقرع صدرك بانسحاق عند ذكر الخطية وتقديم التوبة وطلب الرحمة مثل:
"ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك... ارحمنى يا الله فإنى أخطأت إليك... ارحمنى يا الله ثم ارحمنى... خطيتى أمامى في كل حين... توبى يا نفسى مادمت في الأرض ساكنة".
لأن قرع الصدر يساعد على انسحاق القلب وجمع العقل.
13. إذا أستطعت أن تصلى كل ساعة من سواعى الأجبية منفردة وفى وقتها المعين فحسنا تفعل لكى تتذكر المناسبة التى تريد الكنيسة أن تجعلك تعيش فيها كمناسبة الصلب أو القيامة أو المجئ الثانى أو غير ذلك.
وإذا لم تستطع تنفيذ ذلك لمشغولياتك فيمكنك أن تصلى كل مجموعة من السواعى مع بعضها، فمثلا في الصباح الباكر تستطيع أن تصلى باكر والثالثة والسادسة، وبعد رجوعك من العمل وقبل الأكل تصلى التاسعة وفى المساء تصلى الغروب والنوم معا، وقبل أن تنام تصلى صلاة نصف الليل. وهكذا تكون قد أكملت صلوات السواعى السبع بالأجبية.
ويمكنك استخدام طريقة أخرى تناسب ظروفك. المهم أن تنتهى من السبع صلوات في نهاية يومك وقبل نومك.
14. يحسن أن تصلى صلوات كل ساعة كاملة كما هى، ولكن ان أشار عليك أب اعترافك ببعض التعديلات الملائمة لظروفك الروحية والجسدية وظروف العمل والصحة، كأن يشير عليك بتلاوة عدد مزامير أقل من الموجود في كل ساعة فليكن لك ذلك على شرط أن تتدرج حتى تصل إلى العدد الكامل لمزامير كل ساعة عندما تتيح لك ظروفك وحالتك ذلك.
15. لا تنسى الصلاة الأرتجالية في نهاية الصلاة بالمزامير، فصلاة المزامير هى التمهيد واعداد النفس للدخول في الصلاة الارتجالية التى تقدم بها بكلماتك الخاصة أشواقك وشكرك وتسبيحك، وتعرض أمام الله متاعبك وآلامك وآمالك وتبثه شكواك، فتجد منه أذنا صاغية وقبولا واستجابة.
تصلى صلواتك الارتجالية بأسلوبك الخاص ولكن على نمط صلوات الأجبية بما فيها من عناصر الشكر والتوبة والتسبيح وطلب الرحمة والمعونة، وبالجملة أطلب كل ما هو صالح وموافق لمشيئة الله ولا يتعارض مع وصيته المقدسة.
ويقول يوحنا الرسول "وهذه هى الثقة التى لنا عنده انه أن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا" (1 يو 5: 14) كما يقول أيضا "مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه (1يو 3: 22)".
16. بعد انتهاء الصلاة – ان كان لديك وقت – اجلس فترة قصيرة صامتا، أولا لكى تستريح جسديا من عناء الصلاة والجهد الذي بذلته فيها، وثانيا لكى تتشبع وتتشرب بروح الصلاة، فالصلاة القوية المتبوعة بفترة صمت تنشئ في كياننا شبه طبقة جديدة من السلام والروحانية، وان كنا لا نعى ذلك غالبا.
17. إذا تعذر عليك تلاوة بعض الصلوات كاملة خصوصا صلوات النهار بسبب المشغولية أو الوسط المحيط أو لأى سبب آخر، فيمكنك حفظ بعض مزامير منها لتلاوتها عن ظهر قلب أثناء العمل وبين الناس ودون أن يحس بك أحد ويمكنك أيضا تلاوة بعض القطع أو التحليل. المهم ألا تفوت عليك الساعة السادسة مثلا (12 ظهرا) أو التاسعة (3 ظهرا) الا وتتذكر الساعة والمناسبة وتتلو ما يمكنك تلاوته منها، لأن هذا النظام يحفظك في علاقة دائمة مع الله ويحفظك من الوقوع في أخطاء وخطايا كثيرة لأن ذكر الله يقدس الفكر والقلب واللسان ويحفظ الانسان في مخافة الله ومحبته على الدوام كنصيحة الحكيم "كن في مخافة الرب اليوم كله" (أم 23: 17).
ويقول مار اسحق السريانى "إذا شئت التمتع بحلاوة الصلاة بالمزامير والتنعم بمذاقة الروح القدس فيها دع عنك الكمية، يكفى أن يكون عقلك فاهما ومستوعبا لمعانى الصلاة فيتحرك فيكم الشعور بتمجيد الله"
18. احذر الطياشة أثناء صلوات المزامير، لأنه من حيل الشيطان أن يحاول سحبنا إلى أفكار ومواضيع بعيدة كل البعد عن موضوع الصلاة، فاذا تجاوبنا معه خسرنا خسارة كبيرة، وأضعنا على أنفسنا بركة الصلاة والشخوص في حضرة الله والتركيز في مخاطبته وشكره وتسبيحه مما يعتبر إهانة لله لا تمجيد لله.
ويقول القديس مار آفرام السريانى "من يصلى بذهن حاضر وفكر مجموع يذل فخر الشياطين، والذى يصلى بعقل مشتت وبعدم اكتراث يسخر منه الشياطين ويستهزئون به".
ويقول القديس برصنوفيوس " ان الصلاة الكاملة هى أن نخاطب الله بلا طياشة عقل ولا حس العالم".
ويقول قديس آخر " في صلاتك خاطب الله كأنك مشاهد له لأنه بالحقيقة حاضر"
19. إذا تأخرت بعض صلواتك وأردت تأديتها في أى وقت فهذا جيد ومفيد، ويقول مار اسحق "حتى لو كان الوقت عشاء أبدأ بصلاة باكر بلا اضطراب لأن الهنا متى دعى أجاب".
20. اعلم أن الرب يسر بالصلوات والتسابيح الروحانية، ويحل بمجده في المكان وعلى الشخص الذي يصلى بالروح والحق ويملأه من البركات والمواهب ويصبح قريبا منه يسمع لصلواته ويستجيب لطلباته كما هو مكتوب "ولما انتهى سليمان من الصلاة نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح (دليل قبول الله لها ومسرته بها) وملأ مجد الرب البيت، وكان جميع بنى إسرائيل ينظرون عند نزول النار ومجد الرب على البيت، وخروا على وجوههم إلى الأرض على البلاط المجزع، وسجدوا وحمدوا الرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته (2 أى 7: 31) ".
+ وكان لما صوت المبوقون والمغنون كواحد صوتا واحدا لتسبيح الرب وحمده ورفعوا صوتا بالأبواق والصنوج وآلات الغناء والتسبيح للرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته أن البيت بيت الرب امتلأ سحابا ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الرب" (2 أى 5: 13، 14)".
فالصلاة النقية التى يبذل فيها الانسان جهدا وعناية واهتماما ووقارا يفرح بها الرب ويستمع لها ويقبلها ويبارك قائلها ويبارك المكان الذي ترتفع منه هذه الصلاة النقية حسب وعده المبارك "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك اكون في وسطهم" (مت 18: 20) وحتى لو كان المصلى فردا واحدا يتمتع أيضا بهذا الوعد المبارك من الله المحب الأمين إذ أن الانسان مكون من جسد ونفس وروح، وهؤلاء الثلاثة لو اشتركوا في الصلاة بقوة واهتمام وانسجام وروحانية لفازوا بهذا الوعد المبارك.
ليعطينا الرب أن تقدم له صلوات روحانية مقبولة يتنسم منها رائحة الرضا (تك 8: 21) ويتلذذ بها حسب قوله "لذاتى مع بنى آدم " (أم 18: 31).

سيرة القديس مرقس النائح

سيرة القديس مرقس النائح

سيرة القديس مرقس النائح – الباكي
Mark



روى لنا الأب مكاريوس الكاهن، أنه ذات مرة كان يصلي القداس اﻹلهي. وامتنع عن مناولة القديس مرقس من السر الأقدس (مع أنه كان يعتني به روحياً كما قال) ﺇلا أن الملاك ناوله بنفسه!! ثم أضاف قائلاً: رأيت يد الملاك وهو يأخذ السر الأقدس من فوق المذبح، ويعطيه لمرقس الباكي

وكان في ذلك الوقت شاباً (في بداية رهبنته) وكان حافظاً عن ظهر قلب لكل الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وكان متواضعاً جداً فوق كل المقاييس، في الجسد (في السلوك)، وفي الفكر (القلب) كان أنقى من كثيرين


سيرة القديس مرقس النائح (الباكي) – من كتاب بستان القديسين للقديسين بلاديوس وجيروم – أقوال الآباء وتأملاتهم الروحية – سير 152 من القديسين وتعاليمهم – سيرة 58 سيرة القديس مرقس النائح (الباكي) من القديسين وتعاليمهم – صفحة 443 – دراسات روحية باشراف نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر – ترجمة وتعليق دياكون دكتور ميخائيل مكسى اسكندر – مكتبة المحبة – 30 شارع شبرا القاهرة – طبع بشركة هارمونى للطباعة – رقم اﻹيداع بدار الكتب 17300 / 1999 – الترقيم الدولي 9 – 0476 – 12 – 977 I.S.B.N. – جزءان، الأول 1300 تأمل وعظة وتفسير وتأمل روحي لكبار آباء الكنيسة القبطية، والثاني 152 سيرة للآباء القديسين الكبار في مصر وسوريا

أقوال القديس نكتاريوس عن الكنيسة :



إن كلمة "كنيسة"، بحسب النظرة الأرثوذكسية الدقيقة، لها معنيان. أحدهما يعبّر عن شخصيتها العقائدية والدينية، أي، عن جوهرها الداخلي، الجوهر الروحي بشكل خاص، فيما الثاني يعبّر عن شخصيتها الخارجية. وهكذا، بحسب الإيمان الأرثوذكسي، تُعرَّف الكنيسة بطريقة مزدوجة: كمؤسسة دِينية وكجماعة دينية.
إذاً، يمكن تحديد الكنيسة كمؤسسة دينية على هذا الشكل: الكنيسة هي مؤسسة إلهية دينية من العهد الجديد، بناها مخلصنا يسوع المسيح من خلال تدبير التجسد، مؤسَّسَةً على إيمان يوم العنصرة بنزول الروح الكلي قدسه على تلاميذ المسيح المخلّص ورسله القديسين، الذين جعلهم أدوات للنعمة الإلهية لتخليد عمله الخلاصي. لقد أوكِل لهذه المؤسسة ملء الحقائق المعلَنة. فيها يعمل الروح القدس من خلال الأسرار، وفيها يتجدد الذي يقاربون المسيح بإيمان، وفيها حُفظَ كلا التعليم والتقليد الرسوليين، المكتوبين وغير المكتوبين.
كما يمكن تحديد الكنيسة كجماعة دينية على هذا الشكل: الكنيسة هي مجتمع من البشر المتّحِدين بوحدة الروح في رباط السلام.
إن النظرة الصحيحة للكنيسة تُصنّفها إلى مجاهدة ومنتصرة. فالكنيسة مجاهدة طالما أنها تكافح ضد الشر لكي يسود الخير، وهي منتصرة في السماوات حيث يسكن جوق الأبرار الذين جاهدوا وتكمّلوا في الإيمان بالله وبالبِر.‬

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010