أنَّهَا الآنَ سَاعَة لِنَسْتَيقِظَ



ا
ليَقَظة الرُّوحِيَّة


 مِنْ رِسالة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهل رُومِيَةَ 13 : 11 – 14 [ هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الوَقت أنَّهَا الآنَ سَاعَة لِنَسْتَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ . فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا . قَدْ تَنَاهَى الَّليْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فلنخلع أعمال الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أسْلِحَةَ النُّورِ . لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ لاَ بِالبَطَرِ وَالسُّكْر لاَ بِالمَضَاجِعِ وَالعَهَرِ لاَ بِالخِصَامِ وَالحَسَدِ . بَلِ البَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلجَسَدِ لأِجْلِ الشَّهَوَاتِ ] . 
 هذِهِ الآيات مديُون لَهَا القِدِيس أُوغُسطِينُوس بِتوبته أحدثت فِيهِ زِلزال فقد وَجَدَ القِدِيس بُولِس يَقُول لَهُ أنَّهَا الآن ساعة لِنَستَيقِظ قَدْ تَنَاهَى الَّليْلُ وَتَقَارب النَّهَارُ أي كَفَى ظُلمة .. فلنخلع أعمال الظُلمة وَنَلْبَسْ أسلِحة النُّور .. مِنْ أصعب الأُمور الَّتِي تَزعِجنا رُوحِيّاً الغفلة الرُّوحِيَّة وَلِنَتَعَرَّف الآن عَلَى :0
مفهُوم اليَقَظة الرُّوحِيَّة :0
 ================================ 
 مفهُوم اليَقَظة هُوَ أنْ يستيقِظ الإِنْسان مِنْ نُوم الغفلة حَتَّى أنَّ بُولِس الرَّسُول فِي رِسالته لأفَسُسَ [ اسْتَيْقِظْ أيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأمْوَاتِ ....... ] ( أف 5 : 14 ) .. الإِنْسان النَّائِم لاَ يدرِي ماذا يحدُث حوله حَتَّى لَوْ سُرِقَ لَنْ يشعُر وَإِذا أيقظناه فجأة لاَ يعرِف أينَ هُوَ .. أحياناً نْشعُر أنَّنَا فِي غفلة وَسُبات عَمِيق .. هَلْ أنَا وَاعِي لِتَصَرُّفَاتِي وَسِلُوكِياتِي ؟ هَلْ أنَا أحِب الحياة الَّتِي أحياها ؟ هَلْ أحِب الخَطِيَّة ؟ نَقُول لاَ .. وَنْشتاق أنْ نَقُوم وَنَحيا مَعَ الله .
 لَوْ تَأملنا فِي حَقِيقة أنْفُسَنَا لَنْ نَجِد سِوى تشخِيص وَاحِد هُوَ الغفلة .. وَالآباء أجمعُوا عَنْ أنَّ الَّذِي يسبِق الخَطِيَّة هُوَ الغفلة [ ثَلاَثة تَسبِق الخَطِيَّة الغفلة وَالنِسيان وَالشَّهوة ] .. النِسيان هُوَ حالِة إِنْسان يَقِظ وَقَدْ ينسى لَكِنْ الغفلة أصعب لأِنَّهَا حالِة إِنْسان نَائِم وَلاَ يَدرِي ..  نَحْنُ أحياناً نَكُون فِي غفلة وَإِنْ إِستيقظنا نَنَسَى .. الَّذِي يَقُول أنَّهُ يَكذِب وَلاَ يَدرِي .. الَّذِي يعِد الله أنْ يَتُوب وَلاَ يَتُوب .. الَّذِي يَقُول أنَّهُ يُحِب الكِتاب المُقَدَّس وَلاَ يفتحه .. هذَا إِنْسان غَفلان الأيَّام تَمُر وَنَحْنُ فِي غفلة .. مَتَى نْستَيقِظ وَمَتَى نَقُوم وَمَتَى نَستوعِب صَلَوَاتنا وَينفَتِح ذِهنِنَا عَلَى الإِنْجِيل ؟؟              
هذَا سؤال مطلُوب .. مَتَى نَقُوم وَنَحيَا ؟ كَمَا نَقُول فِي مُقَدِمة صَلاَة نِصف الَّلِيل                                      
[ أعطِنَا يَاربَّ يَقَظة لِكي نفهم كَيْفَ نَقِف أمامك وقت الصَلاَة ] .
 كَمْ مرَّة نَقِف فِي قُدَّاس وَنُفَاجأ أنَّ التَنَاوُل إِقترب وَأنتَ لَمْ تَدرِي المَسِيح مذبُوح أمامك وَأنتَ فِي غفلة .. يَقُول القِدِيس يُوحَنّا ذَهَبِي الفم عَنْ التَنَاوُل فِي تَغَافُل عَنْ القُدَّاس [ يَا لِلجَسَارة ] ..مِثْلَ إِنْسان لَمْ يلبِس مَا لاَ يَلِيق وَلَمْ يَتَزَيَّن وَيُرِيد أنْ يدخُل لِرَئِيس شعبه هذَا نَقُول لَهُ يَا لِلجَسَارة .. لِذلِك مِنْ أجمل الكَلِمات الَّتِي تُعَبِّر عَنْ توبة الإِنْسان هِيَ مَا قِيلَ فِي قِصَّة الإِبن الضال [ فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ ] ( لو 15 : 17 ) – أي إِستيقظ –  . 
 القِدِيس أُوغُسطِينُوس كَانَ يحيا الدَنس وَيَعِيش حياة صعبة وَالَّذِي يُحَدِّثه عَنْ الله يَتَهِمه بِالتَّخَلُّف وَعِندما كانت أُمه تُصَلِّي لأِجله كَانَ يَتَهِمهَا بِالرَجِعِيَّة ..
 وَعِندما قرأ الكِتاب المُقَدَّس قرأهُ بِطَرِيقة فلسَفِيَّة فَنَقد كُلَّ مَا فِيهِ لأِنَّهُ وضع نَفْسه فوقَ الإِنْجِيل لَكِنْ عِندما تَلاَمس الله مَعْهُ أرسل لَهُ حدث مُعَيَّن وَهُوَ أنَّ صَدِيقه مِنْ سِنَّه مات .. هذَا الصَدِيق كَانَ يحيا مَعْهُ حياة الدَنس وَعِنْدَئِذٍ قَرَأ الإِنْجِيل بِفِكر آخر لِذلِك زَلزِلة وَتاب .. أُوغُسطِينُوس كَانَ إِنْسان غَافِل يُرِيد أنْ يَتُوب وقت مَا يَشَاء بعد أنْ يَتَمَتَّع بِحياته فِي العالم وَكَانَ مُتَلَذِذ بِغفلته إِلَى زمان لَكِنْ الكِتاب يَقُول [ أنَّهَا الآنَ ] .. أجمل إِستِجابة أنْ نَقُول أنَّهَا الآنَ .
 أصعب شِئ أنَّ المُقَرَّبُون لِلكَنِيسة يَعِيشُون فِي غفلة عَنْ تطبِيق الوَصَايا وَعَنْ الصَلاَة وَيُرِيدُون أنْ يحيوا ذِكر العالم وَهُمْ فِي دَاخِل الكَنِيسة .. إِلَى أينَ ينتمُون ؟ أحياناً العالم وَأحياناً الكَنِيسة .. نَحْنُ أفضل ناس نَتَكَلَّم عَنْ الإِتِضاع وَدَاخِلنا مملوء إِفتِخار وَعَظَمة .. مَتَى نَستَيقِظ ؟ أنَّهَا الآنَ .. نَذهب لِخِلوة رُوحِيَّة وَالكُلَّ يَفتخِر بِنَا لِهذِهِ الخِلوة لَكِنْ هَلْ لَنَا إِستِعداد لَهَا ؟ نَذهب إِليهَا وَلَيْسَ لَنَا إِستعداد لِلصَلاَة  أوْ الخِلوة الفردِيَّة وَبدل مَا نَتَجَاوب مَعَ رُوح الله نأتِي بِفتُورنا مَعَنَا وَبِمَنْ يسكُنْ قلبِنَا حَتَّى وَإِنْ كُنَّا  فِي مكان مُقَدَّس .
 اليَقَظة مُهِمة جِدّاً .. أحياناً يَقَظِة الإِنْسان الخَارِج عَنْ الكَنِيسة تَكُون أسهل مِنْ يَقَظِة الَّذِينَ دَاخِلهَا لأِنَّهُمْ تَعَوَّدُوا الكَلام وَيوم أنْ يَجِدُوا فَائِدة مِنْ الكَلام وَالعِظات يَكُون عَلَى مُستوى التَّلَذُّذ العقلِي وَهذَا أقل مُستوى لِتأثِير الكَلِمة الَّتِي يَجِب أنْ تلمِس العَاطِفة وَالعقل وَالقلب مركز الإِهتِمامات وَالإِرادة .. نِشتِكِي أنَّ الإِرادة ضَعِيفة .. يُجِيبنَا الله لأِنَّ العقل وَالقلب وَالعَاطِفة فِي ضعف إِنْ كَانُوا مُشَبَّعِين سَتَكُون الإِرادة قَوِيَّة .
 الحياة الرُّوحِيَّة كُتلة وَاحِدة مُتَحَرِكة بِعمل نِعمة الله فِي تَنَاوُب القلب يَتَحرَّك وَالعَوَاطِف تعمل فيبدأ الجسد يَمِيل لِيَكُون أداه لِلخَلاَص فَيخضع بعد أنْ كَانَ مُتَمَرِّد .. [ أنَّهَا الآنَ سَاعَة لِنَسْتَيقِظَ ] .. جَيِّد أنْ نَتَجَاوب مَعَ صوت الله لِنَتَخِذ هذِهِ الآية عَلَى أنَّهَا مُرسلة لَنَا اليوم مِنْ عِندَ الله  [ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا ] ( رو 13 : 11 ) .. نَحْنُ آمَنَّا مُنْذُ زمان لَكِنْ خَلاَصَنَا الآن أقربُ مِمَّا كَانَ .. إِستيقِظ ماذا نِلت مِنْ الغفلة ؟ أصعب شِئ أنَّ أولاد الله يَعِيشُون فِي الخَطِيَّة وَالخَطِيَّة تَجلِدهُمْ . 
 لِنَرى إِنْسان إِبن لله وَإِنْسان إِبن لِلعالم الإِثنان يعمِلان الخَطِيَّة .. إِبن العالم لَنْ يُبَكَت لَكِنْ إِبن الله يَجِد دَاخِله وخز وَتأنِيب .. [ صَعْبٌ عَلَيْكَ أنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ ] ( أع 9 : 5 ) .. النُّوم الرُّوحِي وَالغفلة الرُّوحِيَّة وَالأيَّام تَمُر فَتُتَمِمْ سَنْة .. سَنْة وَراء سَنْة .. وَهَكَذَا نَتَأخر لأِنَّ القلب تَقَسَّى بِغرُور الخَطِيَّة  وَ ....... أمر صعب تعمله الخَطِيَّة دَاخِل الإِنْسان وَهُوَ أنْ تُفقِده كُلَّ تأثِير لِلأُمور الرُّوحِيَّة مَعَ الوقت فَنَجِد أنَّ الَّذِي كَانَ يستيقِظ مِنْ كَلِمة أوْ صَلاَة أوْ ...... أصبح لاَ يَتَأثر بِشِئ .. كُلَّ مَا دخل رُوح الخَطَايا دَاخِل الإِنْسان وَقيُودها تُقَيِّده كُلَّ مَا كَانَ تأثِير الأُمور الرُّوحِيَّة أضعف .
أسباب اليَقَظة وَالغفلة الرُّوحِيَّة :0
  ======================
أ/ الغفلة :0
=========== 
 هِيَ تَهَاوُن .. هِيَ رفض اليَقَظة وَالتَمَتُّع بِالغفلة .. هِيَ أخطر أعداء الإِنْسان أنْ نأخُذ خَلاَصَنَا وَحياتنا الأبَدِيَّة بِتَهَاوُن .. وَمِنْ ضِمن السِمات الَّتِي وضعها العالم وَالخَطِيَّة فِينَا التَهَاوُن .
اليَقَظة هِيَّ قرار الآنَ .. يَقَظة الإِرادة الإِنْسان يَقُوم وَيَنْتَصِب .. الإِنْسان ينحاز لِسُلطان الرُّوح  وَلاَ يُكَمِّل شهوة الجسد .
أمَّا الغفلة فَهيَ التَهَاوُن .. كَثِير مِنْ النَّاس تُرِيد أنْ تأخُذ أُمور حياتها بِطَرِيقة سهلة وَتَطَوُّر العالم يِسَاعِد عَلَى ذلِك .. التكنُولُوجيا تُغَذِّي فِي الإِنْسان سُهولة الحياة ..                                                         
هذَا أمر جَيِّد لَكِنْ المُشكِلة أنَّ سهُولة الحياة تَعَوَّد عليهَا الإِنْسان فَتَسَرَبت إِلَى الحياة الرُّوحِيَّة لِماذا نأخُذهَا بِجهد ؟ فَنَتَهَاون وَنُرِيد الرُّوحِيات بِأبسط المجهُودات .. تَسَاهُل رُوح التَهَاوُن يُغَذِّي رُوح الغفلة وَهذَا خَطِير عَلَى حياتنا الرُّوحِيَّة .. إِنْسان يَعِيش الخَطِيَّة وَصَامِت مُتَلَذِذ لاَ يُرِيد التُوبة .. التَهَاوُن يُسَبِّب لُون مِنْ ألوان التَّعَوُّد لِلإِستمرار فِي الغفلة .
ب/ التَّعَوُّد :0
============= 
 تَعَوَّدنا التَهَاوُن وَالإِستِهتار وَأصبحنا غِير رَاغِبِين فِي خَلاَص أنْفُسَنَا .. تَعَوَّدنَا الكِذب وَالخِداع  وَمِنْ طُول التَّعَوُّد عَلَى شِئ يُصبِح طَبِيعِي فِينَا حَتَّى إِنَّ وخز الضَمِير أصبح ضَعِيف لأِنَّ الأمر مِنْ تِكراره أصبح عادة وَمِنْ نَسِيج الحياة الطَبِيعِيَّة وَلَنْ يُؤثِر .
ج/ الوسط المُحِيط :0
======================= 
 إِنْ عَاشِرت ناس بِهُمْ يَقَظة رُوحِيَّة سَأستيقِظ وَإِنْ عَاشِرت ناس غافلة سَأستمِر فِي الغفلة ..              
لِذلِك نَحْنُ لَنَا دُور نَحْو بعضِنَا .. قَدْ نِرفع بعضِنَا وَقَدْ نُسَاعِد عَلَى غفلة بعضِنَا وَعِندما نُصاب بِالكسل وَنَجِد لَنَا أصدِقاء نُشَطَاء بِالرُّوح مُوَاظِبُون عَلَى القُدَّاسات وَالصَلَوَات وَ ........ يِرفعُونَا .. نَجِد إِنْسان يِرفع مجموعة وَإِنْسان يُهبِط مجموعة .. وَكَثِيراً مَا رأينا أوساط حَسِّنِت مِنْ حالات البعض .
 وَلِنرى مِثال قَوِي بُطرُس الرَّسُول وَهُوَ وسط التَلاَمِيذ وَمَعَ يَسُوع عِندما سأل يَسُوع مَنْ يَقُول النَّاس إِنِّي أنَا أجَابهُ بُطرُس [ أنتَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ اللهِ الحَيِّ ] ( مت 16 : 16 ) .. أجَابهُ يَسُوع                        
[ طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانَ بْنَ يُونَا . إِنَّ لَحْماً وَدماً لَمْ يُعلِنْ لَكَ لكِنَّ أبِي الَّذِي فِي السَّموَاتِ ]   ( مت 16 : 17 ) .. لكِنْ عِندما كَانَ وسط أُناس مُستَهزِئِين ينصِبُون فِخاخ لِمُحَاكمة ربَّ المجد قَالَ لاَ أعرِفه وَسبَّ وَلَعْن رغم أنَّهُ مُنْذُ قَلِيل قَالَ تصرِيح رَائِع فرح بِهِ يَسُوع وَقَالَ لَهُ أنتَ صخرة وَعليهَا أبنِي كَنِيستِي ( مت 16 : 18 ) .
 هُوَ بُطرُس وَاحِد فِي الحالَتان لَكِنْ تأثِير الوسط غَيَّر فِيه .. لُوط البار وَهُوَ فِي وسط سدُوم وَعمورة كَانَ يَتَعَذَّب بِالنَّظر وَالسَّمع كُلَّ يوم لأِنَّهُ بار ( 2بط 2 : 8 ) لكِنْ لَوْ كَانَ عَاشَ فِي وسط أبرار يِنصِلِح حاله .. مَا الَّذِي جعل مُوسى الأسود ينمو فِي الفَضِيلة رغم أنَّ إِستعداداته قَلِيلة ؟ عَاشَ فِي وسط ناس مُحِبِين لله فَفَاقَ الكُلَّ .. رغم أنَّهُ قبلاً كَانَ يفتخِر بِالخَطِيَّة .. هَكَذَا القِدِيس أُوغُسطِينُوس كَانَ يفتخِر بِخَطَاياه فِي وسط الخُطاه لكِنْ عِندما تاب صَارَ أُسقُف وَشَهِيد .
 مِنْ الأُمور المؤسِفة أنَّنَا نَتَكَلَّم فِي كُلَّ أمر مَاعدا الأُمور الرُّوحِيَّة رغم أنَّنَا معنِيين بِالرُّوحِيات .. نَتَكَلَّم فِي السِياسة .. فِي العِلم .. عَنْ الجِيران .. لكِنْ نَتَكَلَّم فِي الرُّوحِيات ؟ .. لاَ .. وَنَقُول أنَّنَا سَنُصبِح مُضحِكِين وَكَأنَّ الأُمور الرُّوحِيَّة أصبحت هَامِشِيَّة .
د/ الإِهتِمامات غِير الرُّوحِيَّة :0
 ================================== 
 الكِتاب يَقُول [ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أيضاً ] ( مت 6 : 21 ) ..                        
  مَا هِيَ إِهتِماماتك ؟ مَا هِيَ الأُمور الَّتِي تَشغِلك ؟ مَا هِيَ طموحاتك وَآمالك ؟ إِذا سألنا إِنْسان ماذا تُرِيد وَمَا هِيَ إِشتِياقاتك ؟ هَلْ تُرِيد السفر .. الزواج .. مشرُوع ؟ هَكَذَا الأُمور الرُّوحِيَّة لاَبُد أنْ تشغِلنا .. كَثِيراً مَا تَكُون إِهتِماماتنا غِير رُوحِيَّة بَلْ لاَ يوجد فِي ذِهنِنَا إِهتِمام رُوحِي .. مَا رأيك إِنْ قُلنا أنَّ هُناك أسفار فِي الكِتاب لاَ نفهمها فَنحضر تفسِيرات وَنَتَأمل فيهَا ؟! هَلْ تشتاق لِتَعَلُّم اللُغة القِبطِيَّة              وَلِحِفظ الألحان أوْ المَزَامِير أوْ ......... ؟ إِعمِل إِشتِياقاتك .. هذِهِ إِهتِمامات رُوحِيَّة .. إِنْ كَانِت موجودة دَاخِلك فَطُوباك وَإِنْ لَمْ توجد إِوجِدهَا إِنتَ لأِنَّهُ لاَبُد لِلإِنْسان أنْ تَكُون لديهِ إِهتِمامات فَإِجعل إِهتِماماتك رُوحِيَّة .. الإِنْسان لَنْ يَظِل بِدُون إِهتِمامات حَتَّى وَلَوْ تافهة .. فَمَا هِيَ إِهتِماماتك ؟ هذِهِ النِقاط الأربع عِندما يِنْصِلحُوا يأتُون بِيَقَظة رُوحِيَّة وَإِنْ ضِعفُوا يأتُون بِغفلة رُوحِيَّة .
 
 
نَمَاذِج لِليَقَظة الرُّوحِيَّة
=============
1/ القِدِيس أُوغُسطِينُوس :0
  =============== 
 أنَّهَا الآنَ ساعة لِنستيقِظ وَقَامَ وَاستيقظ وَعلم أنَّهَا ساعة الآنَ لِيَقُوم .. صَلِّي وَقُل لَهُ إِجعلنِي أخلع أعمال الظُلمة فِي حياتِي .. أي عمل ضِد المَحَبَّة وَضِد الرُّوح وَيُغَذِّي الذَّات البَشَرِيَّة هُوَ عمل ظُلمة إِخلعه وَلاَ تُشفِق عليه بَلْ إِنزعه مِنْ جذُوره .. عِندما تخلع خَطِيَّة لاَ تخلع ظَاهِرهَا فقط وَتترُك جِذرهَا .. لاَ تخلع حُب المظهر وَتترُك مَحَبِّة العالم .. لاَ تخلع الشَّهوة وَتترُك النظرة .. إِخلع أصل الخَطِيَّة ..اصعب شِئ أنْ نأخُذ الحياة الرُّوحِيَّة جِهاد سلبِي فقط .. لاَ .. بَلْ جِهاد إِيجابِي أيضاً [ فلنخلع أعمال الظُّلمةِ وَنَلْبَسْ أسلِحَةَ النُّورِ ] ( رو 13 : 12 ) .. إِمتِلاء بِالنِّعمة وَالرُّوح .. لِنلبِس أسلِحة النُّور لأِنَّنَا لاَ يُمكِنْ أنْ نَكُون عُراه نخلع الكِبرياء نِلبِس إِتِضاع فِي نَفْسَ الوقت .. نِخلع غفلة نِلبِس يقظة .. [ حِدْ عَنْ الشَّرِّ وَاصْنَعِ الخَيْرَ ] ( مز 34 : 14 ) .. تَقِل إِهتِمامات الجسد يَتَوَلَّد مكانها فِي نَفْسَ الوقت إِهتِمامات الرُّوح .
2/ القِدِيسة مريم المصرِيَّة :0
  ================ 
 ذَهَبت إِلَى أرض أُورُشَلِيم المُقَدَّسة لِتعمل الخَطِيَّة .. أي سُلطان لِعدو الخِير الَّذِي تَمَلَّك بِهِ عليها ؟ تَمَلَّكهَا لأِقصى دَرَجة .. لَيْسَ لَهَا مال لِذلِك كانت تَبِيع نَفْسَهَا فِي السَفِينة لِتَصِل إِلَى أُورُشَلِيم وَتُحَقِّق دَنْسهَا  وَكانت هذِهِ هِيَ كُلَّ إِهتِماماتها .. دَخَلت الكَنِيسة مَعَ كُلَّ النَّاس فَوَجَدَت يد خَفِيَّة تمنعهَا وحدها .. لأِنَّنَا أولاده وَأمرِنا يِهِمه يِخَلَّصنَا بِشِدَّة أوْ ضِيقة أوْ ........ كَمَا فعل بُولِس الرَّسُول عِندما وجد رجُل خَاطِئ فِي كُورنثُوس فَحَرَمَهُ أي أدخله فِي ضِيقة لِيُخَلِّص الرُّوح .. يُونان النَّبِي إِستيقظ بِضِيقة .. الإِبن الضال إِستيقظ بِضِيقة العبُودِيَّة .. أحياناً الضِيقة تَكُون لِلخَلاَص وَهذَا مَا حدث مَعَ مريم المصرِيَّة فَشَعَرت بِدَنَسهَا وَصرخ دَاخِلهَا صوت الله فَوَعَدَت الله أنَّهَا تَصِير لَهُ مِنْ الآن حَتَّى أنَّ النَّاس رأوا منظر مُتَنَاقِض مظهرها مظهر إِنْسان دَنِس وَدمُوعها دِمُوع توبة .. قالت سَأخرُج لِلبَرَارِي وَأموت بِيد أسد خير لِي مِنْ يد بشر .
 القِدِيسِين يستخدِمُون خيالهم فِي الأُمور الرُّوحِيَّة فَكَتب أحد الآباء صَلاَة عَلَى لِسان مريم المصرِيَّة أمام أيقونة العذراء وَهُوَ قَالَ فِيهَا أنَّهَا قالت أنَا أفَضَّل أنْ أعِيش فِي فم أسد عَنْ أنْ أعِيش مَعَ بشر وَبِالفِعل مِنْ شِدِّة نُسكَهَا تَفَحَّم جَسَدَهَا حَتَّى أنَّ القِدِيس زُوسِيمَا لَمْ يعرِف إِنْ كانِت رجُل أم إِمرأة وَقَدَّمت أضعاف مَا أضاعته فِي الخَطِيَّة وَأصبحت مِنْ السوَّاح .
3/ القِدِيس بُولِس الرَّسُول :0
  ================
 كَانَ ذَاهِب لإِضطهاد الكَنِيسة وَأبرق عليه نُور وَسمع صوت الله لِذلِك تاب .. هَلْ أنَا سَمعت صوت الله أم لاَ ؟ هَلْ كَلِّمنِي الله ؟ نَفْسَ الكَلِمَات الَّتِي تَوِّبِت القِدِيس أُوغُسطِينُوس نَقُولها الآنَ وَنُرَدِّدهَا وَنسمع عَنْهَا عِظات .. إِذاً لاَبُد لِلرُّوح أنْ يَتَحرَّك وَتَتَغَيَّر إِهتِماماتِي وَأُسلُوبِي وَسلُوكِي وَلِذلِك الله فَاتِح حُضنه لَنَا كُلِّنَا تَعَالُوا وَتَبَرَّرُوا مِنْ خَطَاياكُمْ .. أنَّهَا الآنَ ساعة لِنستيقِظ فلنخلع أعمال الظُلمة  وَنَلبِس أسلِحة النُّور .
رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته
لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

اغنى طفل بالعالم

اغنى طفل بالعالم
   
دخل احد الاطفال الى احد المطاعم المزدحمة وجلس على احدى الطاولات
وسال الفتاة العاملة هل يوجد ايس كريم بالشيكولاتة فاجابته نعم يوجد 
سالها بكم الايس كريم بالشيكولاته هنا ؟
اجابته بخمسة جنيهات ....
سالها مرة اخرى بكم الايس كريم بدون شئ (ايس كريم حليب فقط)
اجابته بتافف باربعة جنيهات.....
فطلب منها ان تاتى له بكوب من الايس كريم حليب فقط
فاحضرت الطلب وظل الطفل ياكل وهو مستمتع
وفى هذا الوقت ازدحم المكان ووقف البعض فى انتظار الطفل
كانت الفتاه الجرسونة تنظر للطفل بغيظ لملابسه البسيطة ولاعتزازه بنفسه وثقته وبطئه بالاكل والبعض بالانتظار ان ينهى الطفل الايس كريم
قام الطفل وطلب الفتاة وترك الحساب على الطاولة فاسرعت الفتاة لتنظف الطاولة وتاخذ الحساب 
وهنا كانت المفاجئة التى ادمعت الفتاة
الطفل ترك خمسة جنيهات اى انه حرم نفسة من الايس كريم بالشيكولاتة لكى يترك للفتاة بقشيش جنيها

احيانا نخطئ بالحكم على البعض واحيانا ننظر للبعض هذا غنى وهذا فقير ونحكم على البعض من خلال المستوى المادى للشخص قد يكون الانسان الذى امامى غنيا ولكنه داخليا فقير فكل كنوز العالم لا تغنيه لانه لا يشعر بالغنى الداخلى واحيانا يكون الانسان فقيرا ولكنه غنى ... غنى لانه يشعر داخليا بالغنى وانه قانع ولا ينظر للاخرين ولا يحمل شهوة لما يملكه الاخرين

ترنيمة علمني انتظرك يارب

جئتُ إليك ثلاث مرات!


جئتُ إليك ثلاث مرات! 

 

   كان الإسكافي القروي فيكتور محبًا للَّه، تقيًّا، أمينًا في عمله؛ يتسم بالبشاشة في لقائه مع الناس والكرم. 
   كثيرًا ما كان يصرخ في بساطة قلب: 
   "إلهي المحبوب يسوع! 
   تشتاق نفسي إليك! 
  أريد أن أراك! 
  أود أن التقي بك يا شهوة قلبي!" 
   في إحدى الليالي رأى فيكتور حلمًا، فيه أدرك أن السيد المسيح يَعده بأنه سيأتي إليه في اليوم التالي. قام من النوم فرحًا، وذهب إلى الغابة القريبة منه، وقطع بعض أغصان الشجر والزهور وزيَّن بها حجرته البسيطة التي يُمارس فيها عمله، وفيها ينام ويطهي الطعام الخ. 
   كان يُصلي ويسبح اللَّه متهللاً وهو يمارس عمله مترقبًا مجيء مخلصه. فجأة رأى شيخًا بدت عليه علامات التعب. في بشاشة تحدث معه، وبكل احترام وتوقير سأله أن يستريح. 
   جلس الشيخ، وإذا بالإسكافي يتطلع إلى حذائه فيجده عتيقًا ومهلهلاً، مملوء ثقوبًا. أحضر له الإسكافي حذاءً جديدًا وقدمه له هدية. اعتذر له الشيخ بأنه لا يملك ثمن الحذاء، أما الإسكافي فسأله أن يكفيه أن يصلي من أجله ويباركه. 
   إذ فارق الشيخ الإسكافي، بقي فيكتور يترقب مجيء الضيف الإلهي. وإذا بسيدة متقدمة في الأيام تسير أمامه ببطءٍ شديد تحت ثقل الحمل الذي على كتفيها. طلب منها الإسكافي أن تستريح قليلاً في دكّانه، ثم أحضر لها بعضًا من الطعام الذي أعدّه. فصارت تأكل وهي متهللة، تشكره على محبته وسخائه. 
   وعند الغروب لاحظ فيكتور صبيًا صغيرًا يبكي في الطريق، فترك ما في يده وذهب يسأله عن سبب بكائه، فقال له الصبي بأنه ضل الطريق. وفي بشاشة مع حنان هدّأ من نفس الصبي، وقال له إنه يعرف والديه، وأنه سيذهب معه إلى بيته. وبالفعل ترك دُكّانه وانطلق مع الصبي الصغير، وكان يسرع في خطواته ذهابًا وإيابًا خشية أن يأتي السيد المسيح ولا يجده. 
   إذ حلّ المساء أغلق فيكتور دُكاّنه وجلس يفكر هل يأتيه السيد المسيح في المساء، وماذا يفعل عندما يفتقده، فقد آمن بأن السيد حتمًا يتمم له وعده. قال في نفسه:
   "إني أغسل يديه وقدميه اللتين ثقبتهما المسامير. 
   وأجلس عند قدميه، كما جلست مريم تستمع إلى صوته العذب في بهجة. 
   وأقدم له مع مرثا طعامًا من عمل يديَّ!" 
   مرَّت ساعات ولم يظهر له السيد المسيح. عندئذٍ بدأ يُعاتبه، قائلاً: 
   "لماذا أبطأت يا سيدي؟ 
   لماذا لم تُفرح قلبي بقدومك؟ 
   ألم تعدني بظهورك لي اليوم؟" 
   وفيما هو يعاتب مخلصه سمع صوتًا رقيقًا يهمس في أذنيه، قائلاً: 
   "لقد تممت وعدي لك يا فيكتور. 
   فقد جئت إليك اليوم ثلاث مرات. 
   جئتُ إليك في شكل شيخ منهك القُوى، وقدمت لي حذاءً جديدًا بحبٍ وبشاشةٍ. 
   جئتُ إليك في شكل سيدة متقدمة العمر، وقدمتَ لي طعامًا من عمل يديك. 
   جئت إليك في شكل صبي تائه، وسِرت معي." 
   عندئذ ركع فيكتور أمام اللَّه ورفع عينيه نحو السماء يقدم ذبيحة شكر للَّه الذي يلتقي به خلال المحتاجين والتائهين! ويقبل خلالهم من يديه عطاياه. 


V   إلهي... تشتاق نفسي أن تراك! 
     أنت إله المرذولين، 
     هب لي أن أفتح قلبي لكل مرذول ومطرود!

V   أنت أب الأيتام، وقاضي الأرامل، 
     هب لي أن أخدم اليتيم، واهتم بالأرملة!

V   أنت مخلص كل البشرية، 
     هب لي قلبًا يتسع للكل بالحب. 
     لأراك في اخوتك الأصاغر يا محب البشرية.


أنت هو الراعي الصالح الذي يتقدم الحملان!
أنت تتقدمني في أيامي المقبلة،
أنت تسير في الغد الذي أنا أخشاه!



لابونا تادرس يعقوب
ترنيمة يا من إحتويتنى

القديس العظيم الأنبا موسى الأسود

القديس العظيم الأنبا موسى
الأسود

نشأته
نكاد لا نعرف شيئًا عن ماضيه قبل توبته غير أنه كان أسود اللون، ويبدو أنه كان من قبيلة من قبائل البربر. وكانت حياته شريرة حتى قيل أنه لا توجد رذيلة لم يكملها. أما عن ميلاده فهو ما بين سنة 330 و340م. ويبدو أنه كان عبدًا لشيخ قبيلة تعبد الشمس، لكن من فرط شروره طرده سيده، فاشتغل بأعمال النهب والسطو والقتل. وكان ذا جسم ضخم جبار يساعده على ذلك، وقيل أنه بسبب هذه المؤهلات صار رئيسًا لعصابة قطاع طرق. وكمثال على قوته البدنية أنه في أحد الأيام عبر النهر وسرق خروفين من راعي غنم وذبحهما وعبر بهما ثانية إلى الشاطئ الآخر للنهر.
إيمانه بالسيد المسيح
مع كل ما كان يفعله من شرور كان يرفع وجهه ويخاطب الشمس كالإله الحقيقي طالبًا أن يعرِّفه ذاته، فسمع صوتًا يرشده أن يذهب إلى هذه البرية ليلتقي برهبان برية شيهيت وكانت شهرتهم في ذلك الوقت ذائعة جدًا.
ذهب إليها حاملاً سيفه وتقابل مع القديس ايسيذورُس قس القلالي خارجًا من قلايته ليذهب إلى الكنيسة، فارتعب من منظره. فسأله الشيخ: "ماذا تريد يا أخي هنا؟" أجابه موسى: "قد سمعت أنك عبد الله الصالح، ومن أجل هذا هربت وأتيت إليك لكي ما يخلصني الإله الذي خلصك". وكان يطلب منه بإلحاح وخشوع: "أريد أن أكون معك، ولو أني قد صنعت خطايا كثيرة وشرورًا عظيمة".
أخذ يسأله عن حياته، فاعترف له بكل ما صنع من شرور. ولما رأى أنبا ايسيذورُس صراحته أخذ يعلمه ويعظه كثيرًا بكلام الله وكلمه عن الدينونة العتيدة، وتركه لتأملاته.
أخذ موسى يذرف الدموع الغزيرة، إذ كره الشر وعزم على التخلص منه، وكان الندم الحار يجتاح نفسه ويُقلق نومه مثل شبح مخيف. جاء إلى أنبا ايسيذورُس وركع أمامه واعترف بصوتٍ عالٍ بشروره وجرائمه في انسحاق يدعو إلى الشفقة وسط دموع غزيرة، فاصطحبه إلى الأنبا مقاريوس الذي وضعه تحت رعايته وأخذ يعلمه ويرشده برفقٍ، ثم منحه نعمة العماد، وسلمه إلى أنبا ايسيذورُس لكي يعلّمه.
رهبنته
بعد مدة طلب موسى من الأب ايسيذورُس أن يصير راهبًا، فأخذ ايسيذورُس يشرح له متاعب حياة الرهبنة من جهة تعب البرية ومحاربات الشياطين والاحتياجات الجسدية، وقال له: "الأفضل لك يا ابني أن تذهب إلى أرض مصر لتحيا هناك". وكان هذا على سبيل اختبار موسى، لكن بعد أن رأى ثباته وصدق نيته أرسله ثانية إلى القديس مقاريوس الكبير أب البرية.
اعترف موسى علانية في الكنيسة بجميع خطاياه وقبائحه الماضية. وكان القديس مقاريوس أثناء الاعتراف يرى لوحًا عليه كتابة سوداء، وكلما اعترف موسى بخطية مسحها ملاك حتى إذ انتهى الاعتراف وجد اللوح أبيضًا كله. بعد ذلك وعظه الأنبا مقاريوس، وأعاده إلى القس ايسيذورُس الذي ألبسه إسكيم الرهبنة وأوصاه قائلاً: "اجلس يا ابني في هذه البرية ولا تغادرها، لأنه في اليوم الذي تخرج فيه منها تعود إليك كل الشرور. لذلك أقِم زمانك كله فيها، وأنا أؤمن أن الله سيصنع معك رحمة ونعمة وسيسحق الشيطان تحت قدميك".
جهاده
سكن في بادئ الأمر مع الاخوة الرهبان، ولكنه بسبب كثرة الزائرين طلب من الأنبا مقاريوس مكانًا منعزلاً، فأرشده إلى قلاية منفردة وعاش فيها مثابرًا على الجهاد الروحي. وكان جهاد موسى عظيمًا كتعويض عما فاته نتيجة خطاياه وشروره الماضية. أخذ الشيطان يذّكره بعاداته المرذولة القديمة، ولكن الأنبا ايسيذورُس كان ينصحه بالثبات خصوصًا وأن تلك العادات كانت قد تأصلت فيه.
وكان يشكو بصفة خاصة من شهوات الجسد، ولكن الأنبا ايسيذورُس كان يوصيه بالثبات، وضرب له في ذلك مثالاً بالكلب الذي يقف أمام الجزار فإن لم يعطِه شيئًا وداوم على ذلك سيتحول عنه إلى آخر. حورب بالزنى بقوة، وكان من فرط الحرب التي تهاجمه لم يطق أن يجلس في قلايته، خرج وأعلن هذا للأب اسيذوروس. فرجاه أن يعود إلى قلايته. فلم يقبل قائلاً: لا أحتمل ذلك يا أبتِ. فأخذه وأصعده إلى السطح وقال له: أنظر إلى المغارب. فرأى حشدًا من الشياطين بلا عدد مضطربًا جدًا يحدث شغبًا استعدادًا للحرب. فقال له ثانية: أنظر إلى المشارق. فتطلع فرأى حشدًا من الملائكة القديسين الممجدين. فقال الأب ايسيذوروس: أنظر، هؤلاء هم الذين يرسلهم الله لمساعدة القديسين. أما الذين في الغرب فهم الذين يحاربونهم. فالذين معنا هم أكثر عددًا. وهكذا شكر موسى الله وتشجّع ورجع عائدًا إلى قلايته.
بناء على نصيحة أب اعترافه كان يحاول موسى أن ينهك جسده القوي بالوقوف في الصلاة والصوم والمطانيات. ومن أجل قمع جسده كان يطوف بالليل بقلالي الرهبان الشيوخ ويأخذ جرارهم ويملأها ماءً. ضجر الشيطان من فرط جهاده، فالتقى به عند البئر في إحدى المرات وضربه ضربًا موجعًا وتركه غير قادرٍ على الحركة، إلى أن جاء بعض الاخوة إلى البئر وحملوه إلى الكنيسة عند الأب ايسيذورُس، وظل في الكنيسة ثلاثة أيام إلى أن استرد قوته على الحركة.
مرة سطا على قلايته أربعة لصوص فربطهم جميعًا وحملهم وأتى بهم إلى الكنيسة. ولما علم هؤلاء اللصوص أنه موسى الذي كان رئيسًا لعصابة لصوص، أرادوا أن يتوبوا ويترهّبوا، فوعظهم بكلام كثير محركًا قلوبهم.
من فرط جهاده تصدت له الشياطين حتى أن مرشده الأنبا ايسيذورُس نصحه بالاعتدال في أعماله النسكية حتى لا يثيروا المتاعب عليه، وطلب إليه أن يسلّم أمره لله وهو وحده يرفع عنه القتال، حتى لا يظن أنه بكثرة أعماله النسكية يقهر الشياطين، ولكن بالتواضع والمسكنة الروحية الله يحارب عنا.
رسامته قسًا
بسبب جهاده وفضائله أرادوا أن يرسموه قسًا، وعندما أراد البطريرك أن يمتحنه قبل رسامته أمر الكهنة أن يطردوه بمجرد دخوله الهيكل ويقولون له: "أخرج من هنا يا أسود اللون". ولما طردوه أرسل البطريرك وراءه شماسًا فسمعه يقول لنفسه: "لقد فعلوا بك ما تستحقه لأنك لست إنسانًا، وقد تجرأت على مخالطة الناس. فلماذا تجلس معهم؟" وتمت رسامته قسًا بمدينة الإسكندرية بيد البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ23. وسُمِع صوتًا يقول "أكسيوس أكسيوس أكسيوس. مستحق مستحق مستحق". وبعد أن ألبسوه التونية البيضاء قالوا له: "ها قد صرت كلك أبيضًا يا موسى" أما هو فأجاب في تواضع وقال: "ليت هذا يكون من الداخل كما من الخارج".
فضائله
عاش منكرًا لنفسه حتى أن حاكمًا سمع بفضائله فاشتاق أن يراه. وإذ علم موسى بهذه الزيارة هرب، وفي أثناء هروبه تقابل معه الحاكم وسأله عن قلاية الأب موسى فقال له: "وماذا تريد أن تسأله؟ إنه رجل عجوز وغير مستقيم". اضطرب الحاكم وقصد الدير وقال لهم ما حدث، فلما سألوه عن أوصاف ذلك الشخص اتضح أنه هو نفسه الأب موسى وانه قال ذلك إنكارًا لذاته.
نال من الله موهبة عمل المعجزات وصنع العجائب بسبب حبه وتواضعه وجهاده ونسكه الشديد.
ذُكِر عن أحد الرهبان أنه سقط في زلةٍ ما، فانعقد مجمع لمحاكمته، وأرسلوا يدعون الأب موسى. أماّ هو فلم يرد أن يأتي. فأرسل إليه الكاهن رسالة قائلاً: هلمّ يا موسى، الشعب ينتظرك. فلما ألحّوا عليه نهض وأتى يحمل كيسًا مثقوبًا فيه رمل. فلما رآه الاخوة الذين خرجوا للقائه تعجبوا، وقالوا له: ما هذا يا أبانا؟ أجابهم: "أنتم تدعونني لأحكم على أخٍ لي في زلةٍ، وهذه ذنوبي خلفي تجري دون أن أراها ولا أحس بها". فخجلوا منه وعفوا عن الأخ المذنب.
ذات مرة صدرت في الإسقيط وصية بالصوم في ذلك الأسبوع. وحدث أثناء ذلك أن زار بعض الاخوة الأب موسى قادمين من مصر، فأعدّ لهم طعامًا. فلما رأى الاخوة الدخان المتصاعد، قالوا للآباء: "انظروا ها قد أوقف موسى صيامه وأعدّ لنفسه طعامًا". أمّا هم فقالوا لهم: عندما يأتي إلينا سنكلمه. ولما جاء السبت ورأى الآباء عمله الصالح، قالوا له أمام الاخوة: يا أبانا موسى، لقد حللت وصية الناس وحفظت وصية الله (أي ضيافة الغرباء).
استشهاده
أتي البربر إلى الدير وكان بالروح يعلم بمجيئهم قبل وصولهم. قال ذلك للأخوة وكان عددهم سبعة، وطلب إليهم أن يهربوا. فلما سألوه عن نفسه وقالوا له: "وأنت ألا تهرب يا أبانا؟" قال: "منذ زمن طويل وأنا انتظر هذا اليوم لكي يتم قول السيد المسيح من يأخذ بالسيف بالسيف يُؤخَذ" (متى 26: 52). قالوا له: "نحن أيضًا لا نهرب ولكن نموت معك"، فقال لهم: "هوذا البربر يقتربون إلى الباب"، فدخل البربر وقتلوهم ولكن واحدًا منهم كان خائفًا فهرب إلى الحصن ورأى سبعة تيجان نازلة من السماء توّجت السبعة، فتقدم هو أيضًا ونال معهم إكليل الشهادة.
هكذا أكمل الأنبا موسى سعيه وجهاده في اليوم الرابع والعشرين من شهر بؤونة سنة 408م، وكان في سن الخامسة والسبعين أو الخامسة والثمانين. ونال ثلاثة أكاليل: الأول للحب والنسك الشديد والثاني للرهبنة والكهنوت والثالث للشهادة.
يعتبر أول شهيد في الإسقيط، وله تعاليم مفيدة للغاية، وجسده محفوظ مع جسد مرشده الروحي الأنبا ايسيذورُس في أنبوبة واحدة بدير البراموس.
من كلماته
v                      زاره أحد الاخوة في الإسقيط وطلب منه كلمة: فقال له الشيخ: اذهب واجلس في قلايتك، وهي تعلّمك كل شيء.
v                      إن من يهرب من الناس يشبه كرمة حان قطافها. أمّا الذي يقيم بين الناس فيشبه الحصرم.
v                      إذا حفظنا وصايا آبائنا فإني أضمن لكم أن البرابرة لا يأتون إلى هنا. ولكن إذا لم نحفظها، فإن المنطقة هذه ستقفر.
v                      قال الأب بيمن إن أخًا سأل الأب موسى: بأية طريقة يميت الإنسان نفسه عن قريبه؟ قال له الشيخ: إذا لم يضع الإنسان نفسه عقليًا في القبر ثلاثة أيام، لا يمكنه أن يبلغ إلى قامة هذا الكلام.
v                      ينبغي للمرء أن يموت عن قريبه حتى لا يدينه في شيء.
v                      ينبغي للإنسان أن يميت نفسه عن كل أمرٍ شريرٍ قبل خروجه من الجسد لكي لا يسيء إلى أحد.
v                      إذ لم يشعر الإنسان في أعماقه أنه خاطئ، لا يصغي إليه الله. سأله أخ: وما معنى قولك أن يشعر الإنسان في أعماقه أنه خاطئ؟ أجابه الأب إن من يحمل خطاياه لن يرى خطايا قريبه.
v                      إذ لم تتفق الصلاة مع السيرة، عبثًا يكون التعب. قال أخ: وما معنى اتفاق الصلاة مع السيرة يا أبتِ؟ أجاب الأب: أقصد أن نعمل ما نصلىّ من أجله، إذ عندما يتخلى الإنسان عن مشيئته يتصالح مع الله، ويقبل الله صلاته.
v                      سأله أخ: في كل مسعى للإنسان، ما الذي يساعده فيه؟ قال الشيخ: الله هو الذي يعين، لأنه مكتوب: "الله لنا ملاذ وقوة، عون لنا في الشدائد التي تكتنفنا" (مزمور45: 2).
قال الأخ: وما نفع الأصوام والأسهار إذًا يا أبتِ؟ أجابه الشيخ: هذه من شأنها أن تجعل النفس وديعة متواضعة، لأنه مكتوب: "أنظر إلى تعبي وتواضعي وامح كل سيئاتي" (مزمور 24: 18). فإذا ما جنت النفس كل هذه الثمار، فإن الله لأجل هذه يتحنن عليها.
v                      وقال الأخ للأب: وماذا يعمل الإنسان بكل تجربة تأتيه أو بكل فكر من الشرير؟ قال الشيخ: ينبغي أن يبكي أمام صلاح الله كي ما يعينه. ويرتاح للحال، إذا ما كانت صلاته بمعرفة، لأنه مكتوب: "الرب معيني فلن أخشى ماذا يصنع بي الإنسان" (مزمور 117: 6).
v                      سأله الأخ إذا ما ضرب إنسان عبده لخطيئة اقترفها ماذا يقول العبد؟ أجابه الشيخ: إذ كان عبدًا صالحًا يقول: ارحمني لأني أخطأت. فقال الأخ: ألا يقول شيئا آخر؟ أجابه الشيخ: لا، لأنه ما أن يجعل اللوم على نفسه ويقول أخطأت حتى يتحنن عليه الرب للحال، ونهاية هذه جميعها أن لا يدين الإنسان قريبه. في الواقع عندما قتلت يد الرب أبكار المصريين لم يعد هناك بيت لا ميت فيه. فقال الأخ: وما معنى هذا أيضا يا أبت؟ أجابه الشيخ: إذا عكفنا عن معاينة خطايانا، لن نرى خطايا القريب، لأنه من الجهل أن يترك الإنسان ميته ويذهب يبكى ميت قريبه. أن تموت عن قريبك يعني أن تحمل خطاياك وأن لا تكترث لأي إنسان، صالحًا كان أم شريرًا. وأن لا تسيء إلى أحد، وأن لا تفكر بإساءة أحد في قلبك، وأن لا تحتقر من أخطأ، وأن لا تطيع من يسيئ إلى قريبه ولا تفرح له. لا تثلب أحدًا، إنما قل إن الله يعرف كل واحدٍ. لا توافق المتكلم بالسوء على قريبه. هذا هو معنى الدينونة. لا يكن لك عداوة مع أحد. لا تحقد في قلبك على أحدٍ. لا تمقت من يعادي قريبه. هذا هو السلام.
مديح الأنبا موسى
http://www.youtube.com/watch?v=VuUkxa6Ynek&feature=player_embedded#at=119

الجهاد الروحى



الجهاد الروحى


+ بدون الحرب الروحية لا نكتشف ضعف العالم أمامنا، وبدونها لا ننمو في الإيمان، وبدونها لا
نكتشف "أن الذي فينا أقوى من الذى في العالم".
+ النمو الروحي هو حرب لذيدة لأن النصرة أكيدة لأن الرب يسوع انتصر لي، وأنا به أنتصر.
+ الحياة الروحية تحتاج إلى الجهاد... أما الشخص الكسلان فهو جاهل في خلاص نفسه، وفقير في اقتناء الفضائل الروحية.
+ التأمل في الماديات يؤدي للسقوط... والتأمل في الروحيات يؤدي للنمو.
+ الحياة الروحية الحقيقية: شباب يتجدد يوما فيوما . تكسبه التجارب نضارة. أما الصوم والصلاة
فهما الطعام اليومي لها.
+ الذين يجاهدون في الصوم المقدس يعطيهم الله نقاوة القلب وإمكانية معاينته في حياتهم.
+ والذين يجاهدون في أسبوع الآلام يعطيهم الله بركة شركة آلامه وبهجة قوة قيامته.
+ والذين يجاهدون في الخماسين المقدسة يعطيهم الله نعمة الثبات والحياة الدائمة مع المسيح.
+ والذين يجاهدون في صوم الرسل يكرسون للخدمه وللكنيسة حياتهم وصومهم وعباداتهم التي
أخذوها من المسيح.
+ عندما يرى الله أمانتنا في الجهاد للدخول من الباب الضيق يلهب القلب بنار الروح القدس..
فيحرق كان ما يشين النفس من أن تكون عروسا له ينقيها من القذر- وينقي دمها ويعطيها دم ربنا يسوع دما
جديدا من على المذبح.
+ شهوة المال وعبادة العمل يجب أن نحاربها بالاتكال على الله.
+ النصرة في حياتنا هى ثمرة جهادنا المؤازر بقوة الروح القدس.
+ البرية هي مكان الحرب الروحية ومكان النصرة على عماليق.
+ البرية هي اجتهاد للدخول من الباب الضيق.
+ البرية منظرها قحل ولكن المسيح فيها هو جمالها وسر السعادة فيها.
+ الجهاد في السير المستمر يعبر عنه بالاشتياق الدائم إلى كنعان السمائية... وإلى الحياة الدائمة مع
الله، والاستقرار المستمر في حضن الآب بالتوبة والصلاة والمحبة.
+ السير المستمر يعني المستمر في معرفة الله وشركته.
+ ليس القديسون أناس لم يصنعوا خطية.. ولكنهم أناس مجاهدون ضد الخطية.
+ لا يمكن أن ننتصر وحدنا، ولكن الله أيضا لن يعمل في حياتنا إذا رفضنا ذلك ولم نطلبه.

وادين بعضكم بعضاً بالمحبة


وادين بعضكم بعضاً بالمحبة


من لا يحب لا يعرف الله لأن الله محبه

    هي الوصية العظمي في الناموس وبها يتعلق الناموس كله والأنبياء { مت 22 : 35 –40
ينبغى أن تكون محبة حقيقية وليست مجرد مظهر خارجى ( بلا رياء)من مشاعر القلب من الداخل محبه على مثال محبه المسيح لنا ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا – محبه رأيناها فى محبه يوسف لإخوته رغم حسدهم وشرورهم معه مثال محبه داود ويوناثان لدرجه أن يوناثان وقف ضد ابيه (كيف سقط الجبابرة قد تايقت عليك جداً يا أخى يوناثان كنت حلواً لى جداً محبتك لى أعجب من محبة النساء )
لا ننسى محبه الأنبا بيشوى للانبا بولا الطموهى – ومحبه الامراتين اللتان زارهما القديس ابو مقار كيف كانتا متعاونتين وان بكى طفل احدهما ترضعه الأخرى
ورأينا محبه عميقه بين راعوث ونعمى وإ صرار راعوث على عدم ترك حماتها  حيثما ذهبتى  اذهب وحيثما متى أموت شعبى شعبك والهى الهك
رأينا بولس يقدم نموذج فى المحبه كنت أود أن اكون انا نفسى محروما من المسيح لأجل إخوتى وأنسبائ حسب الجسد – فرق بين المحبه الشخصيه الإجتماعيه والحبه الروحيه لأن الاولى مصدرها الفكر البشرى الشخصى والثانيه مصدرها محبه المسيح الفائقه المعرفه وكل من أردك محبه المسيح ادرك المحبه التى يريدها المسيح لذلك تجد الكثيرون اللذين لم يذوقوا حلاوة محبه المسيح يصطدمون بوصايا المحبه كيف نحب الاعداء المهينين السالبين المتعظمين الكارهين  الا بالمسيح يسوع وعن طرقة – المحبه التى تنسى ذاتها وتبذل وتحتمل وتعطى
انظر الى محبه ابونا ابراهيم الى لوط الذى فضل الارض عن بقاؤه مع إبراهيم لم يقل خرجنا معا انه يحتاجنى وافترق عنه وذهب الى سدوم وسبى فيها (جمع رجاله المدربين ورد سبى لوط هناك من رأى عقربا يغرق فى الماء ومد يده لينقذه ولكنه لدغه فعاد وكرر المحاوله فلدغه وراه صديقه وتعجب له وبينما يراه يستعد لينقذه للمرة الثالثة انتهره ولكن مد يده مسرعا ولدغه واخرجه وقذفه بعيدا وقال لصديقه لا استطيع ان امنع نفسى من تقديم معونه لمن يحتاجها حتى ولو لا يستحقها  هو طبعه الغدر اما انا فطبعى الحب
احبائى عمليا كثيرا ما نجد محبه ناقصه ضعيفة منهارة
مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة
كل موضع حللت فيه كن صغير إخوتك وخديمهم ( الشيخ الروحانى )
من يتكلم لا تقاطعه – فى الكرامة قدم إخوتك كما فهل يوحنا مع بطرس عند القبر – انسب النجاح لغيرك – ليتمجد الله بى او بغيرى ويفضل بغيرى – فى الألحان فى المردات حيث يظهر فى اللحن جمال المحبة والإتضاع
بولس عبد يسوع المسيح – حين تكلم عن ظهورات المسيح فى القيامه ثم ظهر ليعقوب ثم ظهر لصفا ثم ظهر لاكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق حتى الآن ثم ظهر لى أنا أيضا الذى مثل السقط – يوحنا المعمدان ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص- البابا بطرس خاتم الشهداء كان لا يجلس على كرسى البطريركيه لانه يرى نفسه غير مستحق –

الكبير فيكم فليكن كالاصغر والمدبر مثل الخادم راينا السيد ينحنى ويأخذ عمل احقر العبيد ويغسل أرجل تلاميذه – القديس اوغسطينوس كان حين يطلب عن شعبه يقول اطلب اليك من أجل سادتى عبيدك-
ما اجمل ان ننسب الكرامه لغيرنا – راينا الغنى الذى افتقر ليغنينا بفقرة ورينا من يجعل نفسة آخر الجميع لان سيده اوصاه الا يحب المتكئات الاولى وان يجعل نفسه آخر الكل
ان اقسى عبوديه هى عبودية الانسان لذاته – رأينا هيرودس الذى يريد ان يقتل جميع الأطفال ويقتل أقرباؤة وعظماء المدينه حتى لا يخلفه ملك وراينا السيد القدوس البار وهو يموت من اجل حياة الأثمة

جوهر الحياة المسيحية هى الحياة فى المسيح يسوع فتبدأ حياة المسيح تعمل فينا ( لكى تظهر حياة يسوع فيكم ) وهنا يبدأ التغيير فى الجوهر الداخلى الاهتمامات والتفكير ويعمل المسيح واحيا لا انا بل المسيح يحيا فى ويبدأ الإتضاع الحقيقى
ابونا انطونيوس فهمى       

إسهروا


 


إسهــــــــــروا

للقديس يوحنا
أسقف سان فرانسيسكو للروس الأرثوذكس+
أثبت في السهر الروحي لأنك لا تعلم متى يدعوك الرب إليه. في حياتك الأرضية، كن مستعداً في أي لحظة لكي تعطيه حساباً. إحذر أن لا يصطادك العدو في شباكه، وأن لا يخدعك ويجعلك تسقط في التجربة. أفحص ضميرك يومياً، وأمتحن نقاوة أفكارك ونياتك.


كان هناك ملك عنده ابن شرير. وإذ لم يكن للملك أي أمل فيه حتى يتغير للأفضل، حكم الأب على الابن بالموت. أعطاه شهر للإستعداد. الشهر مرَّ سريعاً، فإستدعى الأب الابن. أندهش الأب عندما رأى ابنه الشاب متغير بشكل ملحوظ، كان وجهه شاحب ومخطوف، بل وجسمه بالكامل يظهر عليه المعاناة.

سأله الأب: "كيف يظهر عليك مثل هذا التحول يا ابني؟"

أجابه الابن: "أبي وسيدي، كيف لا أتغير وكل يوم يمر علي يجعلني أقرب إلى الموت؟"

قال الملك: "جيد يا بني، بما أنك من الواضح قد عدت إلى صوابك، سوف أعفو عنك. لكن يجب عليك أن تبقي على هذا الطبع المتيقظ كل أيام حياتك".

أجابه الابن: "يا أبي هذا مستحيل. كيف يمكنني أن أقاوم الإغراءات والتجارب التي لا تحصى؟"

ثم أمر الملك بإحضار وعاء مملوء بالزيت، وقال لابنه: "خذ هذا الوعاء وأحمله وسر في كل شوارع المدينة. سوف يتبعك جنديان بسيوف حادة. إذا سكبت من الوعاء ولو قطرة واحدة، سوف يقطعون رأسك".

الابن أطاع. وبخطوات حذرة مشى في كل الشوارع، والجنود يرافقانه، ونجح في أن لا يسكب أي قطرة.

عندما رجع إلى القلعة، سأله الأب: "يا بني، ماذا رأيت أثناء سيرك خلال المدينة؟"
أجابه: "لا شيء"

قال الملك: "ماذا تعني بلا شيء، اليوم عطلة لا بدَّ أنك رأيت المحلات بكافة المعروضات، العديد من العربات، الحيوانات، الناس ..."

أجاب الابن: "أنا لم ألاحظ أي شيء. كل إنتباهي كان مركزاً على الزيت الذي في الوعاء. كنت خائفاً لئلا أسكب أي قطرة فأفقد حياتي".

قال الملك: "هذا صحيح يا بني. أبقي هذا الدرس في عقلك طول أيام حياتك. كن يقظاً على روحك كما كنت اليوم يقظاً على الزيت الذي في الوعاء. حوِّل أفكارك بعيداً عن الأشياء العابرة سريعاً، وإجعل تركيزها في ما هو أبدي. لن يتبعك جنود مسلحين بل سوف يتبعك الموت، الذي نقترب منه أكثر فأكثر كل يوم. كن حذراً جداً في حراسة روحك من كل التجارب المدمرة".

طاع الابن أبوه وعاش سعيداً.

"إسهروا . اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالاً. تقوَّوا " (1 كو 13:16).

يعطي الرسول هذه النصيحة المهمة للمسيحيين، لكي يوجه إنتباههم للخطر الذي في العالم، فيطلب منهم فحص قلوبهم بإستمرار، لأنه بدون ذلك من السهل على الشخص أن يجلب الدمار لنقاوة وتوهج إيمانه، وبدون أن يدري يعبر إلى جانب الشر والجحود.

وكما أنه من الإهتمامات الأساسية أن يراعي الإنسان صحته الجسدية ويتجنب أي شيء يضر بها، كذلك يجب أيضاً على إهتمامنا الروحي أن يسهر وينتبه لأي شيء يمكنه أن يضر حياتنا الروحية وعمل الإيمان والخلاص. لذلك إمتحن بعناية ويقظة دوافعك الداخلية: هل هي من الله أم من روح الشر؟ إحذر من الإغراءات التي في هذا العالم، ومن الأصدقاء الدنيويين. إحذر من التجارب الداخلية المخفية التي تأتي من روح اللامبالاة والإهمال في الصلاة، ومن تناقص المحبة المسيحية.

إذا إنتبهنا إلى عقلنا، سوف نلاحظ سيل من الأفكار المتعاقبة. هذا السيل مستمر. أنه يتسابق في كل مكان وفي جميع الأوقات: في البيت، في الكنيسة، في العمل، عندما نقرأ، عندما نتحدث. وكما يكتب القديس ثيؤفان الناسك، أنه عادة يدعى "تفكير"، لكنه في الحقيقة إضطراب عقل، تبعثر، فقدان التركيز والإنتباه. نفس الشيء يحدث للقلب. هل سبق وراقبت حياة القلب؟ حاول ذلك ولو لفترة قصيرة وإتنتبه لما تجد: شيء غير سار يحدث فتصير غاضباً، بعض سوء الحظ يحدث فتشفق على نفسك، ترى شخص ما تكرهه فتدفق العداوة داخلك، تقابل شخص ما نظيراً لك لكنه إجتازك بعض الشيء في السلم الإجتماعي فتبدأ تحسده. تفكر في مواهبك وقدراتك فتبدأ بالشعور بالفخر والتكبر ... كل هذا نتانة: مجد باطل، شهوة جسدية، شراهة، كسل، حقد الواحد على الآخر .. إنها تُحطم القلب. وكل هذا يمكنه العبور خلال القلب في ظرف دقائق. لهذا السبب، قال أحد النساك - وهو محقاً في ذلك - "قلب الإنسان مملوء بالثعابين السامة. فقط قلوب القديسين هي الخالية من هذه الثعابين أو الأهواء".

لكن مثل هذه الحرية تُحقق فقط بواسطة عملية طويلة وصعبة من المعرفة الذاتية، من خلال العمل الدؤوب على النفس، والسهر واليقظة تجاه حياة الإنسان الداخلية أي النفس.

كن حذراً. إسهر على نفسك! حوِّل أفكارك بعيداً عن تلك الأشياء التي سوف تعبر قريباً، وإهتم بما هو أبدي. حينئذ سوف تجد السعادة التي تطلبها نفسك والتي يتعطش إليها قلبك

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010