إن عشنا فللرب نعيش
" من أضاع حياته من أجلى يجدها " ( مت 10 : 39 )
+ نجد فى عالم اليوم ملايين من الشخصيات من الجنسين ومن مختلف الأعمار ، شاردة وضائعة وجائعة ، كالحالة التى وصل إليها الأبن الضال ، الذى ترك أباه المُحب ، وصاحب الفاسدين ، ثم تخلوا عنه ، بعدما أنقطعت المنفعة منه ، بعدما أنفق كل ماله ( لو 15 ) وكما يحدث باستمرار ، فى عالم الأشرار .
+ وما أكثر أولاد الشوارع ، الذين تخلّى عنهم الأهل الجهلاء ، والأنانيون ، والشهوانيون الذين يجلبون النسل ، ويتركونهم فريسة للشيطان ، وأصحاب السوء !!
+ وما أكثر جرائم ورزائل تلك الجماعات الشبابية الضائعة ، وهى نتيجة حتمية لعدم التربية أو التدين السليم ، ولإهمال الدولة فى واجبها نحوهم ، ثم تشكو منهم !! .
+ وهناك مسيحيون يُضيعون حياتهم فى المخدرات والموبقات والفساد ، واللهو والعبودية للخطية ، والعادات الردية ، بعد فشلهم فى الدراسة ، أو لعدم الحصول على دخل أو عمل ، لسد الرمق ، فيلجأون للسرقة أو الخطف ، والأعتداء على الغير .
+ ولكن هناك نوعيات من " الشباب العاقل " من الجنسين من كرسوا وقتهم وحياتهم كلها لخدمة الرب ، ويتعبون فى افتقاد ، وهداية الضالين ، وقيادتهم إلى بيت الله . للعلاج الروحى والنفسى والبدنى ، بدلاً من الهلاك الأبدى .
+ وقد يسمع هؤلاء الخدام الأمناء سخرية البعض ، قائلين : " لماذا تضيعون وقتكم الثمين ، دون الأستفادة به فى الحصول على المال من أى عمل " !! .
+ وهنا يدافع الرب يسوع عنهم بنفسه ، ويقول للكل :
· " من وجد حياته يضيعها ، ومن أضاع حياته من أجلى يجدها " ( مت 10 : 39 ).
أى أن الذى يعيش من أجل امتاع ذاته وراحة جسده ، دون روحه ، فإن الدود سيأكل هذا الجسد ، وتهلك روحه فى جهنم ، بينما الذى يبذل ذاته ، وينكر ذاته فى خدمة الله وما يترتب عليها من تعب فى ربح النفوس ( لا لكسب الفلوس ) ، فإنه يجدها منتصرة ، وفائزة بإكليل عظيم .
+ وخذ مثلاً : الشاب أنطونيوس ، الذى وزع كل ثروته الضخمة ( 300 فدان ) على المساكين والمحتاجين ، وعاش فى مقبرة سنوات طويلة ، وكان يقتات بكسرة خبز جافة والقليل من الملح ، عند الغروب يومياً .
والقديس بولا أول السواح ، ترك كل ثروته لشقيقه الطامع فيها . وأيهما كسب ؟ هل الذى ورث الطين ؟ أو الذى عاش 93 سنة مع الله ، على نصف رغيف خبز ؟! .
+ وبمقياس الفكر البشرى المادى المعاصر ، إن أنطونيوس وبولا ، وأمثالهما من كبار الأغنياء ، الذين تركوا ثرواتهم ، وتعذبوا من أجل المسيح ، قد ضاعوا ، والعكس هو الصحيح .
+ إن الذى يضيع حقاً هو الذى يجمع المال الوفير ، ثم يموت فجأة ، ويمضى للعذاب الأبدى .
+ كما تساءل رب المجد يسوع ، وقال : " ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله ، وخسر نفسه ؟! " ( مت 16 : 26 ) ، فالكفن ليس له جيوب ، كما يقول المثل العامى ، ومن أنفق ماله فى الخير إدخره .
+ وأعطاناً القديس بولس الرسول ، الدرس عندما قال : " إن عشنا فللرب نعيش ، وإن متنا فللرب نحن " ( رو 14 : 8 ) ، وأنت ( يا أخى / يا أختى ) لماذا تعيش ؟ وكيف ؟!
+ وقال داود الملك : " أما أنا فخير لى الألتصاق بالرب " ( مز 73 : 28 ) .
+ والذى يعيش للرب ، لا تهمه الماديات أو الكماليات ، بل يعيش للرب ، على أى وضع ، وفى كل موضع ، كما عاش المتوحدون والسواح ، بلا شئ على الأطلاق .
+ والذى يحيا لله لا يخشى الموت ، بل يفرح به ، لأنه سيخلع الجسد الفاسد ، ويلبس الجسد الروحانى السماوى ، ويربح الكنز الأبدى ، فى الملكوت السعيد .
+ والكلمة الآن – لكل إنسان يسير فى طريق الضياع ، نقول له : مازالت الفرصة متاحة لك الآن وفوراً ، للرجوع عن الشر ، فالر جوع للحق فضيلة ، وخلاص من كل رزيلة مهلكة فى الأرض ، وسعادة دائمة فى عالم المجد