الفتور الروحي - لقداسة البابا شنودة الثالث





"مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة" (نش 8: 7)  كلمات وصف بها الوحي الإلهي المحبة الكائنة بين المسيح والنفس البشرية بأنها كلهيب نار مشتعلة تنشر النور والدفء والسلام لكل من احتمى بها من برد العالم القاسي

ولكن قد تأتي أوقات تصير فيها تلك المحبة النارية وكأنها بقايا شيئاً كان قوياً في حينه. قال عنها الوحي المقدس" أنا عارف أعمالك انك لست بارداً ولا حاراً. ليتك كنت بارداً أو حاراً..... أنا مزمع أن اتقياك."   رؤ 3: 15 – 16 

ولكي لا نكون قساه على أنفسنا لابد وان نميز بين نوعين من الفتور: الأول لا يمثل خطراً لأنه نتاج طبيعتنا المائلة للتغير. ولكن سرعان ما ننتبه لذلك ونقول مع عذراء النشيد "طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته. إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي." (نش 3: 1- 2) وحينما نجده ثانية نمسكه ولا نرخيه

أما الثاني الذي ينبغي أن نحذره جيداً وهو الذي لا نشعر معه بأي تقصير. فليس من الضروري أن يكون الفتور في الابتعاد عن الكنيسة. ولكن قد يظهر أثره واضحاً حينما تتحول الحياة الروحية إلى جسد بدون روح، لها صورة التقوى ولكن ليست لها قوتها

فالفتور وببساطة هو التحول من المحبة إلى الروتين وتأدية الواجب. فتتحول علاقتنا بشخص المسيح إلى ترديد بعض العبارات التي فقدت روحانيتها بالنسبة لمردديها

وللفتور أسباب عديدة ولكن أهمها

 الانشغال عن شخص المسيح: وليس من الضروري أن يكون انشغالا عالمياً بل قد يكون انشغالا بالخدمة مثلاً. ولكن ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه

 الاكتفاء وعدم النمو: ويحدث عندما تصل النفس إلى مستوى روحي معين تشعر معه أنها وصلت القمة أو على الأقل إلى ما لم يصل إليه الآخرون وتتناسى قول بولس: " ليس أني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أدرك."  في 3 : 12

 دخول الآخرين في حياتك وذلك نتيجة أن الحياة الروحية تبدأ بالرغبة الشديدة في التمتع بالحياة مع يسوع ولكن بعد حين قد تود تلك النفس أن تكون مثالاً للآخرين كي يحتذوا به في جهادهم (قد يبدو ذلك في ظاهره عمل جيد) فتأخذ المحبة سكة أخرى ألا وهى التظاهر أمام الناس بمظاهر تقوى قد لا تمس هذه النفس من الداخل في شيء ولهؤلاء قال الوحي المقدس: "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين."  مت 6: 7 

 الكسل والتهاون وفيه تدرك النفس حالها وتتمني أن تعود إلى محبتها الأولي ولكن هذه الأمنية للأسف لا تدخل في حيز التنفيذ بل تظل تؤجل الرجوع أو على الأقل تتقدم لبضع خطوات وبعدها تتوقف لمدة طويلة لتعود و تبدأ من نفس البداية السابقة وكأنها داخل حلقة مفرغة. وليس هناك سبيل للخروج منها إلا حينما تقول: "أقوم وأذهب إلى أبي."   مت 15: 18

أخيرا قال القديس يوحنا كاسيان عن الفتور: "رأينا كثيراً من الباردين رهباناً وعلمانيين تحولوا إلى حرارة روحية ولكننا لم نري فاترين صاروا حارين."  لذا فخطورة الفتور تكمن في أنها نوع من الحرب لا تنتبه لها النفس إلا حينما تقع فيها ويبين عدو الخير لها كأن أبواب الرجوع كلها بعيدة وموصدة ولكن يجب أن نثق أن فدينا الحنون لن يقصف قصبة مردودة و لن يطفئ فتيلة مدخنه. لننهض الآن لتعود الفتيلة المدخنة ناراً مشتعلة

الفتور الروحي الأسباب و العلاج
أنا عارف أعمالك ، أنك لست بارداً ولا حاراً ... هكذا لأنك فاتر."  رؤ 3 : 15-1

 لايمكن للعبادة الجادة والسليمة ، أن تمتزج بين حرارة الروح مع راحة الجسد ، على أسلوب أهل العالم " ساعة لقلبك وساعة لربك "

 فالشخص الروحي حار فى عبادته ، ومُتحمس بشدة للخدمة الروحية ، ويشعلها بالنهضات الروحية ، والإفتقاد والنشاط  الروحي ، وربح النفوس الكثيرة ، ليل نهار ، وفى كل مناسبة يكسب نفوساً للرب

 ويتخذ من رب المجد يسوع درس الجهاد الروحي ، وكذلك يتشرب روح الخدمة الجادة من التلاميذ والرسل ، فقد قيل عن القديس بولس الرسول " إن روحه قد احتدّت فيه ، عندما وجد أثينا ( اليونانية ) مملؤة أصناماً " ( أع 17 : 16 ) ، وجاهد بشدة حتى صارت كلها للرب ولمسيحه ، رغم شدة المقاومة والإضطهادات ، وكثرة الفلاسفة الملحدين

 ولا يرضّى الرب عن الفاتر ، كما أكده لأسقف لاودُكيا ، وقال : " أنا عارف أعمالك ،أنك لست بارداً ولا حاراً . وهكذا ( نظراً ) لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً ، أنا مُزمع أن أتقيأك من فمى " ( رؤ 3 : 14 – 16 ) ، أى أتخلى عنك ( مؤقتاً ) حتى تتوب

 ويبدو الفتور فى قلة الحماس ، سواء فى العبادة ، أو الدراسة ، أو العمل ..... الخ ، وبالتالى تكون النتائج سلبية وغير مُرضية

 والحار فى الروح يقود نفسه والغير للمسيح ، لا ينقاد إلى فكر شرير أو يعثر الغير بسلبية

ومن أسباب الفتور الروحي

 عدم الشعور بالندم على الخطية والشر ، ولم يعد القلب يؤنّب ، والإكتفاء بتحليل الكاهن ، دون الإعتراف السليم للتوبة

العبادة الشكلية الطقسية الجافة ، والخالية من الروح ( عبادة روتينية ) ، فالعبادة ليست فرضاً ، بل لمحبة الله ورضاه
* قال القديس مار إسحق السريانى : " إن كنت تصلى بدون عاطفة ( تقضية واجب ) وبدون فهم ( تأمل ) قل لنفسك : " أنا لم أقف أمام الله كى أُعد كلمات ، ولكنى أريد أن أصلى "

الشعور بعدم أهمية الخدمة ، أو الشعور بعدم أهميتك فى الخدمة - فتقول :أى خادم سيقوم بدورى إذا لم أذهب للخدمة 

 الحياة السطحية ، وجعل العبادة مجالاً للمناقشات التافهة ، ودون أن يفكر المرء فى أنه إنسان خاطئ ، ويحتاج لإصلاح ، ولنمو روحى !!

 العروج بين الفرقتين ، أى محاولة الجمع بين محبة الله ، ومحبة العالم ( أو الطموح الروحي والمادى ) ، أو التسالى ( الذهاب للمقاهى والملاهى وأماكن الدنس .... ) والعبادة الجادة معاً

 ولعلاج الفتور الروحي

 نسيان مامضى ( والإعتراف بأخطائه ) ، والبدء من جديد ، وبحماس شديد ، ولا تؤجل التوبة

 ممارسة كل وسائط النعمة بدقة واستمرارية وجدية ( التناول + الصلاة + الصوم + قراءة الكتاب + قراءة سير القديسين والكتب الروحية + حضور النهضات والإجتماعات الروحية + العشور وأعمال الرحمة والخدمة ...... كل هذا بحب وليس بالغصب)

 الإرتباط بصداقات حارة فى الروح ، والإبتعاد عن المعثرين والخاملين ، وارفض إغراءات العالم

 مراعاة رقابة الله لنا ، ومخافته باستمرار ، فى كل مكان

 الإحتفاظ بالإتضاع - المتكأ الأخير 

لا تُسرع بالإطمئنان بأنك تخلصت من كل خطاياك - تخدير النفس

اعرض على الله ضعفاتك ، واطلب منه المعونة باستمرار

 ضع الوصية أمامك ، نصب عينيك دائماً ، مجاهداً فى تنفيذها

التغلب على الفتور الروحي بعد الصوم

الروحيات ليست مجرد صوم ومطانيات هناك عناصر أخرى يمكن أن تساعدك

يمكنك أن تزيد قراءاتك الروحية وتأملاتك سواء فى الكتاب المقدس أو فى سير القديسين وثق أن هذه القراءات والتأملات يمكن ان تلهب روحك

 كذلك تفيدك جدا التراتيل والتسابيح والالحان وبخاصة الحان القيامة وما فيها من ذكريات

 الفرح بالرب فى هذه الفترة وبالعزاء العميق الذى قدمه لتلاميذه وللبشرية كلها وبخاصة الفرح بالوجود فى حضرة الرب - اقرأ كتابنا عن الوجود مع الله الخاص بفترة الخماسين وامثالها

 يفيدك ايضا التناول من الاسرار المقدسة وحضور القداسات وما يصحب ذلك من مشاعر التوبة ومحاسبة النفس

لا تنس ايضا ان عدم الصوم ليس معناه التسيب فى الطعام فنحن لا ننتقل من الضد الى الضد تماما انما يمكن انك لا تكون صائما ومع هذا تحتفظ بضبط النفس وكل هذا يبعدك عن الفتور

ومن المفيد لك جدا فى فترة الخماسين ان تزيد صلواتك ومزاميرك وتتدرب على الصلاة بعمق وروحانية مع تدريب على الصلوات القصيرة المتكررة والصلوات القلبية وثق ان التأثير الروحى لهذا سيكون عميقا جدا ولا يمكن ان تحارب بالفتور مع تداريب الصلاة

 تذكر اننا فى الابدية سنتغذى بالفرح الالهى وبحب الله وسوف لا يخطر على بالنا  موضوع الصوم والمطانيات ونحيا فى حياة روحية عميقة مصدرها الفرح والتأمل والحب والوجود مع الله....

من كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث  

ميلاد القديس يوحنا المعمدان اعظم مواليد النساء





في مثل هذا اليوم كان ميلاد القديس يوحنا المعمدان . هذا الذي لم تلد النساء أعظم منه ، وهو الذي سجد للمسيح وهو بعد في بطن أمه . كما استحق أن يضع يده علي رأس ابن الله وقت العماد . وجاء عنه في الإنجيل المقدس : " أما أليصابات فلما تم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها وأقرباؤها ان الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها ، ولما كان في اليوم الثامن جاءوا لختنوا الصبي ودعوه باسم أبيه زكريا . فقالت أمه لا بل يسمي يوحنا . فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك تسمي بهذا الاسم ، ثم أشاروا لأبيه ماذا يريد أن يسميه فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا . فتعجب الجميع لأنه في الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله وتنبأ عن ابنه أنه سيدعي نبيا للعلي وينطلق أمام وجه الرب ليعد طريقه   ( لو 1 : 57 – 76 

ولما كان ابن سنتين واتفق مجيء المجوس وقتل هيرودس الأطفال وشي بعضهم عن هذا الطفل ، فطلبه الجند ليقتلوه لكن زكريا حمله وأتي به إلى الهيكل وقال للجند : " من هذا المكان تسلمته " فخطفه الملاك وأتي به إلى بريه الزيفانا . فاغتاظ الجند وقتلوا أباه زكريا . ولهذا السبب قال الرب لليهود " يأتي عليكم كل دم زكي سفك علي الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن براخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح " (مت 23 : 25 ). أما الصبي يوحنا فكان ينمو ويتقوى بالروح  (لو 1 : 80

وظل منذ أيام طفولته يسكن البرية وعاش فيها أكثر من عشرين سنة عيشة ملائكية حتى يوم ظهوره لإسرائيل  (لو 1 : 57 – 80

وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلي حقويه منطقه من جلد وكان طعامه الجراد والعسل البري (مت 3 : 4 : مز 1 : 6) وقد أقام بالبرية مواظبا علي الصلاة والتقشف إلى أن أمره الله تعالي لتتم النبوة أن يبشر الشعب بمجيء مخلص العالم (مت 3 : 4 مز 1 : 6 ) لأنه مرسل من الله ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته ولم يكن هو النور بل ليشهد للنور (يو 1 : 6 – 8)

وفي السنة الخامسة عشرة من ملك طيباريوس قيصر حينما كان بيلاطس البنطي واليا علي اليهودية وهيرودس رئيس ربع علي الجليل وفيلبس أخوه رئيس ربع علي ايطورية وبلاد تراكونيتس وليساتوس رئيس ربع علي أبيلية وحنان وقيافا رئيسا للكهنة كانت كلمة الله إلى يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى بقعة الأردن كلها يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي " صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة وكل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض والمعوج يستقيم ووعر الطريق يصير سهلا ويعاين كل بشر خلاص الله " (لو 3 : 1 – 6) 

وفي تلك الأيام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ويقول " توبوا فقد اقترب ملكوت السموات " (مت 3 : 1 و2) ، فكان يخرج اليه أهل أورشليم وكل اليهود وجميع بقعة الأردن فيعتمدون منه في الأردن معترفين بخطاياهم (مت 3 : 5 – 6) ، وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله هو المسيح أجابهم يوحنا قائلا : " أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوي مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار . الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ (لو 3 : 16 و 17) ، حينئذ أتي يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليتعمد منه فمنعه يوحنا قائلا " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلى " فأجابه يسوع قائلا : " اسمح الآن لأنه هكذا ينبغي لنا أن نتمم كل بر " حينئذ تركه . فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء فانفتحت له السموات ورأي روح الله نازلا مثل حمامة وحالا عليه " وإذا صوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت 3 : 13 – 17 . لو 3 : 20 – 22) . ثم جاء تلاميذ يوحنا اليه وقالوا له : يا معلم هوذا الذي معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون اليه . فأجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا ان لم يكن قد أعطي من السماء أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح بل أني مرسل أمامه من له العروس فهو العريس ، إذا فرحي هذا قد كمل ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحد يقبلها ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق لآن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح . الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله (يو 3 : 26 – 36)

ولما رأي يوحنا أن كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم : " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي . فاصنعوا أثمار تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا ابراهيم أبا لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم . والآن قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقي في النار ولما كان هيرودس أنتيباس بن هيرودس المدعو الكبير قد تزوج بهيروديا امرأة أخيه فيلبس ضد كل الشرائع ، فأتي إليه القديس يوحنا المعمدان موبخا إياه علي هذا الذنب وعلي كل الشر الذي كان يصنعه ، فأمر بناء علي تحريض هيروديا الفاجرة أن قبض علي يوحنا ويقيد بالسلاسل ويوضع في السجن داخل الحصن المدعو ماكرونده 

واستمر يوحنا في هذا السجن مدة سنة كاملة دون أن يتمكن لهيرودس أن يقتله وكان تلاميذه يترددون بكل شجاعة علي معلمهم وهو في السجن ، كما أنه لم يهمل واجباته نحوهم مبرهنا لهم أن يسوع هو المسيح المنتظر وحينما شاع في كل مكان خبر العجائب التي كان مخلصنا يصنعها كان يوحنا يريد أن يكون تلاميذه شهود عيان لعجائب المسيح حتى يثبتوا علي الإيمان به 

فأرسل وهو في السجن اثنين من تلاميذه يقولان ليسوع " هل أنت المسيح الآتي أم ننتظر آخر ؟ " فأجاب يسوع وقال لهما " اذهبا واعلما يوحنا بما سمعتما ورأيتما . العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتي يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن لا يشك في ثم قال يسوع للجموع عن يوحنا : " ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا ؟ أانسانا لابسا ثيابا ناعمة ؟ هوذا الذين عليهم اللباس الناعم في بيوت الملوك . أم ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أنبيا ؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي فان هذا هو الذي كتب عنه ها أنذا مرسل ملاكي أمام وجهك الذي يهيئ طريقك أمامك . الحق أقول لكم لم يقم بين مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه ، ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه لان جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا وأن أردتم أن تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع أن يأتي . من له أذنان للسمع فليسمع   وبمن أشبه هذا الجيل . يشبه صبيانا جلوسا في السوق يصيحون بأصحابهم قائلين : زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تلطموا . جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا ان به شيطانا وجاء ابن البشر يأكل ويشرب فقالوا هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة والحكمة تبررت من بينها (مت 11 : 7 – 19) ، كما قال السيد المسيح له المجد عن يوحنا المعمدان أيضا : كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة 

وكانت هيروديا تريد التخلص من يوحنا المعمدان فدبرت مكيدتها في يوم الاحتفال بميلاد هيرودس فلما كان مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فأعجبت هيرودس ولذلك وعدها بقسم أن يعطيها كل ما تطلبه . فتلقنت من أمها ثم أتت وقالت " أعطني ههنا رأس يوحنا المعمدان في طبق " فحزن الملك ولكن من أجل اليمين والمتكئين معه أمر أن تعطاه . وأرسل فقطع رأس يوحنا في السجن وأتي بالرأس في طبق ودفع به إلى الصبية فجاءت بها إلى أمها . فجاء تلاميذه وأخذوا جسده ودفنوه وأتوا واخبروا يسوع فلما سمع مضي من هناك في سفينة إلى البرية وتبدل فرح الجمع بعيد هيرودس حزنا أما الرأس فطار من أيديهم وهو يصرخ قائلا : " لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك "

وحدث موت القديس يوحنا المعمدان في أواخر السنة الحادية والثلاثين أو في بدء السنة الثانية والثلاثين للمسيح قد شابه هذا القديس الملائكة بسيرته الطاهرة وامتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه ومات شهيدا للحق 

تذكار استشهاده يوم 2 توت) صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين

حياة الاتضاع والتسليم - من فضائل القديسة مريم




حياة الاتضاع

كان الاتضاع شرطًا أساسيًا لمن يولد منها رب المجد

كان لابد أن يولد من إنسانة متضعة، تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي منها... مجد حلول الروح القدس فيها... ومجد ميلاد الرب منها، ومجد جميع الأجيال التي تطوبها واتضاع أليصابات أمامها قائلة لها "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ.." (لو1: 48، 43). كما تحتمل كل ظهورات الملائكة، وسجود المجوس أمام ابنها. والمعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها في أرض مصر، بل نور هذا الابن في حضنها

لذلك كان "ملء الزمان" (غل4: 4) ينتظر هذه الإنسانة التي يولد ابن الله منها

وقد ظهر الاتضاع في حياتها كما سنرى

بشرها الملاك بأنها ستصير أمًا للرب، ولكنها قالت "هوذا أنا أمة الرب" (لو1: 38) أي عبدته وجاريته. والمجد الذي أعطي لها لم ينقص إطلاقًا من تواضعها

بل أنه من أجل هذا التواضع، منحها الله هذا المجد، إذ "نظر إلى اتضاع أمته" فصنع بها عجائب.   لو1: 48، 49

  ظهر اتضاع العذراء أيضًا في ذهابها إلى أليصابات لكيما تخدمها في فترة حبلها.  فما أن سمعت أنها حُبلى- وهي في الشهر السادس- حتى سافرت إليها في رحلة شاقة عبر الجبال. وبقيت عندها ثلاثة أشهر، حتى تمت أيامها لتلد (لو39: 1- 65). فعلت ذلك وهي حبلى برب المجد
 
  ومن اتضاعها عدم حديثها عن أمجاد التجسد الإلهي

  حياة التسليم 
 
عاشت قديسة طاهرة في الهيكل.. ثم جاء وقت قيل لها فيه أن تخرج من الهيكل. فلم تحتج ولم تعترض، مثلما تفعل كثير من النساء اللائي يمنعهن القانون الكنسي من دخول الكنيسة في أوقات معينة. فيتذمرن، ويجادلن كثيرًا في احتجاج

  وكانت تريد أن تعيش بلا زواج فأمروها أن تعيش في كنف رجل حسبما تقضي التقاليد في أيامها

  فلم تحتج وقبلت المعيشة في كنف رجل، مثلما قبلت الخروج من الهيكل

  كانت تحيا حياة التسليم، لا تعترض: ولا تقاوم، ولا تحتج

بل تسلم لمشيئة الله في هدوء، بدون جدال

  كانت قد صممت على حياة البتولية، ولم تفكر إطلاقًا في يوم من الأيام أن تصير أمًا. ولما أراد الله أن تكون أمًا، بحلول الروح القدس عليها (لو1: 35) لم تجادل، بل أجابت بعبارتها الخالدة "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك".. لذلك وهبها الله الأمومة، واستبقى لها البتولية أيضًا، وصارت أمًا، الأمر الذي لم تفكر فيه إطلاقًا.. بالتسليم، صارت أمًا للرب.. بل أعظم الأمهات قدرًا

  وأمرت أن تهرب إلى مصر، فهربت

وأمرت أن ترجع من مصر، فرجعت. وأمرت أن تنتقل موطنها من بيت لحم وتسكن الناصرة، فانتقلت وسكنت

كانت إنسانة هادئة، تحيا حياة التسليم، بلا جدال. لذلك فإن القدير صنع بها عجائب... إذ نظر إلى اتضاع أمته


 كتاب السيدة العذراء مريم
البابا شنودة الثالث

صلاة القسمة لعيد صعود جسد القديسة العذراء مريم


صلاة القسمة لعيد صعود جسد القديسة العذراء مريم 
 
 يا الله الساكن في الأعالي والناظر من علو سماه إلى قلوب المتواضعين من عبيده، الذي شاء أن يفتقدنا برحمته وأن يجيئ إلينا متجسدًا من الروح القدس ومن القديسة العذراء مريم
يا من وعد أبانا آدم بالخلاص وثبت وعده المقدس لجميع الآباء بميلاده البتولي في ملئ الزمان من بكر بتول نقية وعفيفة قدسها وطهرها وملأها نعمة وفضلها على نساء العالم. هي العذراء الدائمة البتولية العذراء كل حين مريم – حواء الجديدة فخر جنسنا والسماء الثانية الجسدانية
يا من أحبنا وأراد من فيض حبه ورحمته ومن دلائل عدله وبره وثبوت حكمه وقضائه أن يفدينا من موت الخطية الأصلية وينزغ عنا عقوبتها الأبدية بأن يموت بدلًا عنا في جنس البشرية الذي أخذه من العذراء مريم أم الخلاص وكما كانت حواء الأولي أصل البلاء، هكذا صارت حواء الجديدة باب السماء
يا من تجسد من البكر البتول، وأكرم بميلاده من العذراء دائمًا وكل حين البتولية الدائمة والعفة الكاملة وهي صورة البهاء الأولية التي خلق الله بها الأبوين الأولين أدم وحواء عندما كانا معًا في فردوس النعيم 
يا من شرف حواء الثانية بان سكن في أحشائها تسعة أشهر كاملة وكون منها بالروح القدس الذي حل عليها جسدًا بنفس بشرية إتحد به في أقنوم واحد وطبيعة واحدة وولد منها الكلمة الذي كان ولم يزل إلهًا مباركًا إلى الأبد 
يا من خرج من بطن العذراء وختوم البتولية مختومة يا من رضع من لبن العذراء وهو الساقي الخليقة من نعمته وتربي في حضنها ونام بين يديها وجلس على ركبتيها وهو الجالس على مركبة شاروبيمية وسجدت له الملائكة ورؤساء الملائكة الأطهار 
يا من شرف مصر بحضوره راكبًا على السحابة السريعة والخفيفة فإرتجت اوثان مصر من وجهه وذاب قلب مصر في داخلها ولم تكن السحابة السريعة الخفيفة إلا العذراء مريم في نقاءها ورقتها وطهارتها كل حين 
يا من شاء ان يكرم الأمومة في مريم العذراء وكان خاضعًا لها ودائمًا يلبي ندائها ويقبل شفاعتها ويستجيب صلواتها 
يا من أودع أمه العذراء عند تلميذه يوحنا وجعل لها يوحنا إبنا. وفي يوحنا وهبنا العذراء اما لنا وجعلنا لها بالإيمان أولادًا وبنينًا 
يا من لم يشأ للعذراء أم الخلاص وقد صارت تابوتًا مقدسًا سكن فيه الرب جسديًا أن يبقي هذا الجسد على الأرض فرفعه بعد موتها إلى السماء على أيدي الملائكة ورؤساء الملائكة القديسين 
يا من شرفنا وشرف جنسنا بأن إتخذ من العذراء مريم جسدًا وصعد به إلى السماء فوجد فداءًا أبديًا وجلس به على العرش فصرنا فيه جالسين عن يمين الآب
يا الله الرحوم إرحمنا وإغفر خطايانا وإقبل شفاعة أمك العذراء فينا وأجعلنا مستحقين للمس جسدك المقدس ودمك الكريم لكي بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي وإيمان بلا رياء ومحبة كاملة ورجاء ثابت نصرخ نحو أبيك القدوس الذي في السموات ونصلي بشكر  
 أبانا الذي في السموات 



 ليتقدس أسمك 
ليأت ملكوتك
 لتكن مشيئتك

كما في السماء 
كذلك على الأرض
 خبزنا الذي للغد 
أعطنا اليوم

وأغفر لنا ما علينا
  كما نحن أيضا نغفر 
لمن لنا عليه 

  ولا تدخلنا في تجربه 
لكن نجنا من الشرير 
  بالمسيح يسوع ربنا

لأن لك الملك 
والقوة والمجد
  إلى الأبد

كيف نسترد سلامنا المفقود؟

فَانْظُرُوا إِلَى نُفُوسِكُمْ. لأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَتُجْلَدُونَ فِي مَجَامِعَ، وَتُوقَفُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ، مِنْ أَجْلِي، شَهَادَةً لَهُمْ. وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ. فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ. وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ. وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. إنجيل مرقس 13: 9 - 13
أي مهما إشتدت الضيقة، حتى ان كان مصدرها الملوك والولاه أو المقربين منا أو من الحروب والمجاعات.. فان سر القوة أو الضعف يتوقف على أعماق النفس الداخلية، علينا أن نعلم أن السلام الداخلي لا يتوقف على الظروف الخارجية بل هو عطية إلهية. فلو كان لنا بصيرة داخلية لرأينا أن يمين الرب تحيطنا بعنايتة ومحبته فكيف نضطرب

كيف نسترد سلامنا المفقود؟ لا تفقد سلامك
يدرك الإنسان أن الله ضابط الكل
إن كل ما يحدث هو جزء من خطة الله لنا
إن كل الأشياء تعمل معًا للخير
كل ما يحدث يبقى خارجًا دون أن يمس الداخل
إن كل مشكلة لها حل بمعرفة الله
ننظر للحياة الأبدية فنستخف بالآلام
ولكن الشتاء يعقبه الربيع، فصل البهجة والفرح، هكذا التجربة تعقبها البركة والنمو الروحي للشخص المجرب
قال الآباء
ضع الله بينك وبين الضيقة فتختفي الضيقة ويبقى الله المحب. البابا شنوده الثالث
الضيقات هي عمليات تجميل يجريها الرب يسوع في نفوسنا. القمص بيشوي كامل

ويلاحظ في هذا الحديث الإلهي الآتي
أولًا: يقول الرب: انظروا إلى نفوسكم، بمعنى آخر مهما اشتدت الضيقة، وأيا كان مصدرها سواء من أصحاب سلاطين كالولاة والملوك أو من المقربين جدًا كالآباء والأبناء أو الإخوة فإن سرّ القوة أو الضعف يتوقف على أعماق النفس الداخلية. إن نظرنا بالإيمان إلى نفوسنا الداخلية نجد فيها رب المجد مالكًا بمجد داخلي وبهاء فلا تستطيع الضيقة أن تجتاز إلى نفوسنا بل تبقى في الخارج! يمكننا أن نقول إن انفتحت بصيرتنا على السماء الداخلية لا تقدر الأرض بكل خداعها وإمكانياتها أن تلحق بنا، بل يرفعنا الروح القدس فوق التراب ويحملنا أعلى من التيارات الزمنية ويحفظنا في سلام إلهي فائق
ثانيًا: إن كان الضيق يحل بالضرورة، فالكرازة بالإنجيل أيضًا لن تتوقف. وكأن ربنا يسوع يطمئننا أن عمل الله على الدوام يُقاوم، لكنه بالمقاومة يزداد قوة ويتجلى بأكثر بهاء
ثالثًا: يتحول الضيق إلى شهادة للمضايقين أنفسهم، ففيما يحسبون أنهم قادرون أن يكتموا صوت الحق بالسلطان الزمني والعنف، إذا بالحق يتجلى أمامهم، ويزداد صوته وضوحًا في فكرهم. هذا ما رأيناه حين أراد هيرودس أن يكتم أنفاس القديس يوحنا المعمدان، فصار صوت يوحنا يدوي في أذنيه حتى بعد استشهاده
رابعًا: إن مصدر الضيق الحقيقي ليس البشر، وإنما الحرب القائمة بين الله وإبليس، لهذا يليق بنا ألا نهتم بما نتكلم به، بل كما قال السيد: لستم أنتم المتكلمون بل الروح القدس. روح الله هو قائد الكنيسة الذي أرسله الابن الصاعد إلى السماوات من عند أبيه ليتسلم تدبير الكنيسة وقيادتها




تتعاقب فصول السنة صيفًا يتلوه خريفًا ثم شتاءًا يتلوه ربيعًا، ولا يمكن أن نتوقع شتاءًا بدون عواصف أو أمطار.. هكذا حياتنا لابد وأن تمر بها بعض العواصف في صورة تجارب


المضايقات بالنسبة لمؤمن ليست مجرد علامة وسط علامات كثيرة لمجيء السيد، إنما هي المناخ الحيّ الذي فيه يتجلى الرب المصلوب داخل القلب. فالضيق هو قبول صليب ربنا يسوع المسيح ليُعلن ملكوته داخلنا. الضيق ليس بالأمر العارض في حياة المؤمن لكنه يلازم المؤمن على الدوام حتى يعبر من هذا العالم كما من الضيقة العظيمة.. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 7: 14. هذا ما أعلنه لنا الرب بوضوح، وكما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: نطق بهذا لكي بسماعهم عنه يستعدون لاحتمال الاضطهادات والشرور بصبر عظيم

شهية هي أخبار الآباء والقديسين

ما اجمل قول (ماراسحق) مار إسحق: شهية هي أخبار الآباء والقديسين، مثل الماء للغروس الجدد، حقًا أنها غذاء روحي لا يستغني عنه أحد، نشعر فيه بمحبة الله ومحبة طرق ملكوته وتجعلنا هذه السيرة أن نحب الفضيلة ونحب الأبرار ونتخذهم لنا شفعاء، ونحرص أن نعمق علاقتنا بهم، وكأنهم أحياء يعيشون معنا على الأرض نتحدث إليهم ونطلبهم


عن مواعيد ربنا للآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب

قال لإبراهيم.. بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي. سفر التكوين 22: 16 - 18

وقال لإسحق.. أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ، وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي. سفر التكوين 26: 24

وقال ليعقوب.. أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ. سفر التكوين 28: 13 - 15

لتكن في ذاكرتك وعلى فمك عبارة: يحفظ الرب دخولك وخروجك، في كل مرة تخرج فيها من بيتك أو ترجع إليه، وعندما تدخل إلى مكان عملك أو تخرج منه عليك أن تصلي وتقول أنت يا رب الذي تحافظ علينا فليكن حفظك هذا مستمرًا معنا كل حين حتى ان لم نعمل على حفظ انفسنا تحفظها أنت. البابا شنوده الثالث



ممكن أن نتعلم من حياة إسحق بن إبراهيم


عاش مطيعًا للرب الذي أمره بعدم النزول إلى مصر فأطاع
كان يستمد معونته من المذبح والصلاة فكان يقدم ذبائحه ولما تأخرت رفقة في الولادة صلى لاجلها
كان عظيمًا في حبه للرب فلما قدمه ابوه على مذبح المريا لم يكن أقل حبًا من أبيه

حينما أراد يعقوب أن يبارك أبنيّ (أولاد) يوسف، قدمهما يوسف إليه بحسب ترتيبهم: منسى يمينًا وافرايم يسارًا، لكن ربنا أرشد يعقوب ليضع يمينه على افرايم ويساره على منسى وذلك على شكل صليب لتكون نبؤة أن افرايم سيكون أعظم من منسى، كذلك إشارة للصليب الذي نال به الأبن الأصغر (الأمم) نصيب البكر (اليهود) وفي الكنيسة أثناء أختيار الحمل يقوم الكاهن بنفس الإشارة (الصليب) وهو يختار القربان
بركة صلواتهم تكون معنا دائمًا آمين

عيد النيروز

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010