المعرفة - بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

المعرفة
أنواعها . منافعها . مضارها
بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
                                                       
لقد أعطانا الله عقلاً يمكنه أن يعرف..
.. ولكنه أراد لنا أن نعرف ما يفيدنا وينفعنا. وأيضاً ما يفيد وينفع الآخرين. أفراداً كانوا أو جماعات..
غير أن المشكلة التي قابلت الإنسان منذ البدء. هي أنه أراد أن يعرف وحسب أياً كان نوع المعرفة.
كان الإنسان الأول يعرف الخير فقط. ولكنه -للأسف الشديد- بدأ يعرف الشر أيضاً. وبهذا أضر نفسه وأضر غيره.
إذن تأكد من سلامة كل معرفة تصل إليك
وتأكد من فائدتها. قبل أن تقبلها.
واعرف ان المعرفة ليست غاية في ذاتها. وإنما هي وسيلة للمنفعة. اختر إذن هذا اللون من المعرفة.
* * *
معرفة الله
يقولون إن أعلم الناس. هو من يعرف شيئاً عن كل شيء. كما يعرف كل شيء عن شيء ما "بلون من التخصص". وأري أن هذه العبارة مبالغ فيها جداً. فلا يوجد انسان يعرف كل شيء عن شيء ما. ولا أن يعرف شيئاً عن كل شيء.
أما الله -تبارك اسمه- فهو يعرف كل شيء عن كل شيء.
ومعرفته مطلقة ويقينية. وغير محدودة.
* الله يعرف الخفيات والظاهرات: يعرف ما في القلوب. وما في الأفكار وما في النيات. لجميع الناس. ويعرف ما في باطن الأرض. وما في علو السماوات. بينما الإنسان لا يعرف شيئاً من كل هذا.
* والإنسان -إن عرف- إنما يكون ذلك بوسائط متعددة. كالمقاييس والمكاييل. والأشعة والتحاليل. وأجهزة كثيرة جداً للوصول إلي ما يمكنه معرفته... أما الله فيعرف كل شيء بدون واسطة..
* والإنسان يجاهد لمعرفة طبائع الأشياء. أما الله فيعرفها لأنه هو الذي وضع لكل شيء طبيعته. الإنسان مثلاً يحاول بمجهودات ضخمة أن يعرف أماكن البترول في باطن الأرض. أما الله فمعرفته لذلك ناتجة عن كونه هو الذي وضع البترول في تلك الأماكن. وينطبق ذلك أيضاً علي مواضع الذهب وكافة المعادن. وأنواع الكائنات البحرية وغيرها..
* الله يعرف المستقبل والغيب. أما الإنسان فلا يعرف..
* * *
أنواع من المعرفة
* هناك معرفة حسية تأتي عن طريق الحواس. يعرفها الناس بالنظر. أو باللمس. أو بالشم. أو بالسمع. وما أضعف حواسنا. فلا تدرك كل شيء.
* وهناك معرفة عن طريق العقل. نعرفها بالدراسة أو بالاستنتاج.
* وهناك معرفة للروح. وليست لكل الناس.
* غير أن هناك معرفة أخري هي نوع من الكشف أو الإعلان الإلهي.
ويدخل في هذه: الوحي الإلهي الذي يصل إلي الأنبياء. وأيضاً استجابة من يصل إلي الله قائلاً: "عرّفني يا رب طرقك. فهّمني سبلك"...
* أما أسمي معرفة. فهي معرفتنا لله نفسه.
* * *
العالم شغوف أن يبحث عن المعرفة التي تعطيه فكرة عن القمر والكواكب. بسفن الفضاء التي تكلفه أموالاً طائلة...
ولكنه ليس بنفس الشوق اطلاقاً يسعي إلي معرفة الله...
إنه يسعد كثيراً إن أحضر بعض حجارة من القمر. أو بعض الصور. لأنها تعطيه بعض المعرفة عن الطبيعة التي هي من خلق الله. دون أن يسعد بمعرفة الله خالقها..!
ونفس الكلام يُقال عن كثير من الاكتشافات التي يقوم بها الإنسان...
والإنسان يفتخر باكتشافاته. ويمجد العقل البشري الذي وصل إليها. دون أن يمجد الله الذي خلق هذا العقل ووهبه امكانياته!
* * *
هناك معرفة تصل إلينا عن طريق الآخرين
عن طريق الكتب. أو الصحف. أو الأفلام. أو الإذاعة والتليفزيون. أو الانترنت. أو وسائل الإعلام المتعددة. أو ثورة المعلومات..
ومعرفة تأتي عن طريق الأصدقاء أو المعارف أو الأساتذة.
وهناك معرفة تأتي عن طريق الشيطان
إما يلقيها في أذهان الناس. عن طريق فكر أو حلم. أو بواسطة أحد جنوده.. وغالباً ما تكون معرفة كاذبة أو مضللة... أو قد تكون صحيحة. ولكنه يستغلها لغرض سييء.
وربما يسعي الإنسان إلي الحصول علي معرفة من الشيطان. عن طريق السحر. أو استشارة الموتي أو الأرواح. وبطرق متعددة..! وقد نهي الله عن كل هذه الأمور..
* * *
وهناك من يلجأ إلي المنجمين. وإلي قاريء الكف أو الفنجان.
وإلي ضاربي الرمل أو الودع. أو إلي استشارة الأرواح بالتنويم المغناطيسي أو البندول. وما أشبه... أو ممن يأتون بنبوءات النجوم!
ما الذي نعرفه عن يقينية هذه الأخبار. أو استخدامها للضلالة. أو لمجرد التسلية. أو للعب بعقول البسطاء...
واعرف جيداً أن الشيطان إن أعطاك معرفة. لا يعطيها لك مجاناً
 أو بدون مقابل. ولا يعطيها بدون هدف شيطاني يريد الوصول إليه للإضرار بك. أو لجعلك تحت سلطانه أو تحت ارشاده..
* * *
نوع آخر من المعرفة. هو أن تعرف نفسك
هذه الحكمة التي دعا إليها سقراط الفيلسوف: "اعرف نفسك"
وما أعظم الفوائد التي تحصل عليها من معرفة نفسك: تعرف انك مخلوق من تراب الأرض. لكي تتضع ولا تتكبر. وتعرف خطاياك. لكي تندم عليها وتتوب. وتعرف طبيعتك وما يحاربك به عدو الخير. لكي تنجو من تلك الحروب. وتعرف مواهبك لكي تستخدمها لتمجيد الله ونفع المجتمع..
وتعرف مدي قربك أو بعدك عن وصايا الله
وتعرف أيضاً ما يلزمك للوصول إلي الحكمة والتمييز
وتعرف انك مكشوف أمام الله. مهما حاولت أن تكون مستوراً عن الناس. فالله يعرف كل أفكارك وكل شهواتك... فتخجل من نفسك.
* * *
كذلك عليك أن تعرف غيرك. لكي تعرف كيف تتعامل معه:
تعرف نفسية غيرك. والمفتاح الذي تفتح به باب قلبه وعقله.
وكما ينطبق هذا في التعامل مع الأصدقاء. وفي محيط العمل والحياة الاجتماعية. كذلك ينطبق أيضاً في محيط الأسرة حيث ينبغي أن يعرف كل من الزوجين طبيعة ونفسية شريكه في الحياة. وبالتالي كيفية التعامل معه. وأيضاً معرفة نفسية الطفل وكيف يعامله. وفي الحياة الاجتماعية. يلزم معرفة نفسية المعوق. ونفسية العاقر. ونفسية المراهق وكيفية التعامل مع كل هؤلاء وغيرهم.
* * *
اهتم أيضاً بمعرفة الحق. وإن عرفته فاتبعه:
وحاول أيضاً أن تعرف احتياجات الناس. لكي تدبرها لهم. وأن تعرف طريق الله لكي تسير فيه وتدعو الناس إليه
واحترس من المعارف التي هي فوق مستوي البشر.
فكثير من الناس يبحثون في عالم الأرواح فيضلون. أو يبحثون في الميتافيزيقا "ما فوق الطبيعة" فيضلون الله. أو يبحثون في أمور إلهية فوق مستواهم. فيخطئون الطريق.
أما انت فابحث عن المعرفة التي تفيدك وتفيد غيرك
وابعد عن كل معرفة ضارة أو ضالة.
* * *
المعرفة الضارة
من المعارف الضارة: معرفة الشر. ومعرفة الأشياء التي تؤثر علي النفس تأثيراً شديداً وتقودها إلي الخطيئة. وكذلك معرفة أي شيء يضر الإنسان. ويجمع فكره في أشياء تؤذيه وتبعده عن روحياته.
ولقد صدق أحد الآباء الروحيين حينما قال:
أحياناً نجهد أنفسنا في معرفة أمور. لا نلام في يوم الدين علي جهلنا إياها.
فإن كنا نلام علي معرفة أمثال هذه الأمور. فكم بعدكم يحاسبنا الله علي الأمور التي تضرنا. وتكون نتائجها سيئة علينا؟!
* * *
ضع في ذهنك مدي نتائج تلك المعرفة الضارة:
ما يدخل في ذهنك من معارف. يؤثر علي حواسك ومشاعرك. وقد يؤثر علي علاقتك بالآخرين. بل والأكثر من هذا أنه يُخزّن في عقلك الباطن
ثم يخرج من عقلك الباطن. علي هيئة ظنون أو أفكار أو أحلام.. وإذا بهذه المعرفة التي أخذتها قد امتدت في داخلك وخارجك إلي نطاق أوسع. وقد لا تستطيع أن تحد انتشارها ومدي أضرارها.
حقاً كم من أناس ندموا جداً بسبب معارف خزنوها في أذهانهم.
وقالوا ياليتنا ما كنا عرفنا. سواء بالقراءة أو الحواس!
ويحتارون كيف يمكنهم أن يخرجوا ما في أذهانهم من معلومات رسخت فيها.. مثلهم في ذلك مثل الذين وقعوا في إدمان بعض المخدرات Drugs وأصبحوا عاجزين عن الخروج من سيطرة ما قد أدمنوا عليه...
* * *
وهناك ألوان من المعرفة. تغير نظرة الإنسان إلي كثير من الأمور. وتغيّر نظرته أيضاً إلي بعض الناس..
مثال آخر إلي المعرفة الضارة وهو "الشك". وكما قال أحد العلماء:
سهل أن يدخل الشك إلي عقل إنسان ولكن ما أصعب خروج هذا الشك من عقله!
فإن أملت اذنك إلي من يلقي في قلبك شكاً من جهة إنسان بإثباتات معينة قد تكون زائفة... أو إن سمحت لنفسك أن تقرأ قراءات تشكك في الإيمان أو العقيدة... فقد تبذل جهداً كبيراً للخروج من هذا الشك. وقد يبقي معك فترة طويلة. إلي أن تفتقدك نعمة الله لتخرجه منك...
كم كان عمق تأثير الشيوعيين في تحويل الناس إلي الإلحاد..
* * *
لذلك يلزم أن يدقق كل إنسان في اختيار مصادر معرفته
احتفظ بنقاوة فكرك. ولا تلوثه بمعرفة ضارة. ودقّق كثيراً في كل ما تقرؤه وكل ما تسمعه وكل ما تراه. وكن دقيقاً أيضاً في اختيار الأصدقاء الذين يصبون معلومات في أذنيك. أو ينقلون إليك خبرة أمور ضارة. أو أخباراً ضارة. أو أفكاراً متعبة..
ولا تسمح لكل تلك المعرفة أن تثبت في ذهنك. إلا بعد أن تتحقق منها تماماً. وتعرف الحق فيها من الباطل والزيف.
ولا تظن أن الأفكار عواقر. بل ما أكثر أن تلد أفكارا أخري كثيرة
بل ربما كلمة واحدة تصل إلي ذهنك. فتلد حكاية أو حكايات!
واعرف أن الوقاية من الفكر الخاطيء. خير وأفضل من قبوله ومحاولة التخلص منه.
* * *
واحترس جداً من نقلك لبعض الأفكار والأخبار
ربما تصل إليك معرفة ضارة. وتنقلها انت بدورك إلي غيرك فتضره. ثم بعد أن تقاسي من تلك المعرفة. تحاول أن تتخلص منها. وقد تعينك نعمة الله فتتخلص منها. ولكن ما نقلته إلي الغير لايزال ثابتاً فيه وتضره معرفته. وتكون أنت مداناً أمام الله عن ضرر غيرك. لأنك كنت السبب فيه. وحينئذ لا تتعبك خطيئتك بحسب في قبولك أولاً للمعرفة الضارة. بل تتعبك خطيئتك أيضاً في نقل تلك المعرفة إلي غيرك...
إنه ماضيك الذي يطاردك. أعني المعرفة الضارة التي نشرتها. سواء بالكلام. أو بالكتابة. أو بطرق أخري كثيرة...
* * *
كذلك الذين يقعون في التشهير بغيرهم:
الذين ينقلون أخباراً سيئة عن أخطاء الغير. أو ما يظنونه أخطاء. أو ما يخترعونها... ويل لهم إذا استيقظت ضمائرهم. وبدأت تلومهم علي ما كانوا ينشرونه من قبل عما يسيء إلي غيرهم.
ويدخل في هذا النطاق: الذين يطلقون الشائعات أو ينشرونها:
سواء بقصد الإيذاء بغيرهم. أو لمجرد التسلية الخاطئة بالتحدث عن أسرار الآخرين التي يلذ لهم التحدث عنها وهي نوع من الاستهزاء بالناس. أو نشر فضائح تنسب إليهم. سواء كان ما يتحدثون عنه أخباراً واقعية. أو بإضافة استنتاجات من خيالهم

الجراءة الفائقة


الجراءة الفائقة
إن الطريق طويل و شاق، و العالم الذى تعيشون فيه كله تعب و مشقة.. لذا فإن كثيرين فى هذه الأيام قد أحنت ظهورهم الأتعاب و الآلام. "تعالوا إلى و أنا اريحكم" .
يا أولادى الذين يصطفون تحت رايتى، يجب أن تعلموا أنه قد نقشت على هذه الراية تلك الكلمات "ابن الانسان" ، و بالتالى فإن كل المشقات التى يعانى منها العالم، أنا اشعر و احس بها كإبن الإنسان..
و كذلك أنتم اتباعى، يجب عليكم أن تشاركوا البشر متاعبهم اليوم.. إن المتعبين و الثقيلى الأحمال يجب أن يأتوا إليكم، و يجدوا تلك الراحة التى وجدتموها أنتم فى.
يا أحبائى، إن اتباعى يجب أن يعدوا أنفسهم، لا لكى يجلسوا عن يمينى و عن يسارى، بل لكى يشربوا من الكأس التى أشرب منها أنا.
يا للعالم البائس!ليتكم تعلمونه أنه لا يوجد سوى علاج واحد لكل آلامه، و هو الإتحاد بى.
تقدموا للمشاركة فى معاناة الناس بجسارة.. انتصروا بجراءة.. امتلئوا بجراءتى الفائقة.. تذكروا ذلك: أن تطلبوا ما لا يطالب به.
إن جميع الأشياء التى يعتقد العالم أنها مستحيلة، فى الإمكان أن تصير كلها تحت إيديكم.
تذكروا يا أولادى، الجراءة الفائقة.
(من كتاب – اللـه يدعو – و قصة هذا الكتاب أن  يسوع كان يظهر يوميا لسيدتين انجليزيتين و يدخل الفرح الى نفسيهما بالرغم من الأحزان التى كانت لا تفارقهما من اجل ظروفهما الخاصة و كان يعطيهما رسالة يومية طالبا منهما ان تنشراها لكل احد، و فعلا جمعتا تلك الرسائل اليومية التى هى من فم المسيح ذاته و ارسلتاها للناشر الذى طبعها   فى هذا الكتاب ، وقد ترجم الى العديد من اللغات فى العالم و قام بترجمته الى اللغة العربية 10 رهبان من اديرة وادى النطرون و استغرق العمل مدة 5 سنوات.هذا الكتاب ليس كتابا عاديا و انما نبع من الكنوز الروحية مرتب لكل يوم من ايام السنة

لا تلمسيني




ما معنى قول الرب يسوع للمجدلية... لا تلمسيني
كانت المجدلية قد شكت في القيامة ثلاث مرات
أولها عندما قالت لبطرس ويوحنا، وَقَالَتْ لَهُمَا: أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!. يوحنا 20: 2
الثانية لما سألها الملاكان عن بكائها فقالت نفس الكلام، قَالَتْ لَهُمَا: إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!. يوحنا 20: 13
الثالثة أمام المسيح نفسه وهي تبكي، فَقَالَتْ لَهُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ. يوحنا 20: 15
وهنا قال لها المسيح هذه الكلمة ومعناها لا تقتربي ﺇلىّ بهذا اﻹعتقاد وبهذا الشك بعد أن رأيتيني وأمسكت بقدمي، وكلفتك برسالة لا تلمسيني في نكرانك لأني لم أصعد في ذهنك ﺇلى مستوى أبي في الألوهية
يوحنا 2: 12 - 25




12 وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً


13 وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ


14 وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَرًا وَغَنَمًا وَحَمَامًا، وَالصَّيَارِفَ جُلُوسًا


15 فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ


16 وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ


17 فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي


18 فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ: أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا


19 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ


20 فَقَالَ الْيَهُودُ: فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ


21 وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ


22 فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ


23 وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوْا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ


24 لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ


25 وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ


يوحنا 2: 12 - 25




صلاة




من لي سواك يارب ألتفت ﺇليه؟ أنت كل خيري، ﺇثبت يارب فيﱠ، وليدُم نموي وثباتي فيك... بدونك أنا لا شيئ وبعيداً عنك ألاقي كل شقاء، وبلاء، وتعب، بالقرب فيك أتمتع براحة وشفاء، وعزاء، ولذة، وسلام، ونعيم... ان تركتك فلا تتركني بل ردني ﺇليك ﺇن انفصلت عنك، قربني نحوك، ﺇن شردت بعيداً فاجذبني وراء محبتك لأتبعك، لا تسمح لشئ قط أن يفصلني عنك، ها أنا يارب لا أكف عن الصراخ والبكاء ﺇليك حتى تشفق على شقاوتي وتترائف لأنيني وبكائي حتى تعيدني ﺇليك لأن لك المجد


أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين

الأنبا ابرام والقمص ميخائيل البحيري

الأنبا ابرام والقمص ميخائيل البحيري

يرى كثيرون أن هناك تشابهاً كبيراً بين الأنبا ابرام وتلميذه القمص ميخائيل البحيري المحرقي وكان لكليهما سيره ملائكيه وفضائل نسكيه وعجائب وأقوال وأعمال
وعندما طردوا الأنبا ابرام ومجموعة من زملاؤه وتلاميذه من دير السيدة العذراء المحرق رفض أن يخرج تلميذه القمص ميخائيل من الدير معهم وقال: لا تحرموا المجمع من وجود رجال الله، أتركوه فهو يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا
كان القمص ميخائيل البحيري المحرقي رجل صلاة وكان يقول: يجب على المصلي أن يثق تماماً ويؤمن بحرارة قلبية بأن صلاته مسموعة
كان القمص ميخائيل البحيري المحرقي محباً لقراءة الكتب وعندما ضعف نظره كان يطلب من أحد الرهبان أن يقرأ له، ومن عباراته: القراءة كالصلاة ففي القراءة يخاطبنا الله وفي الصلاة نخاطب نحن الله
كان له صوت جميل يترنم في كل وقت، وكان صانع سلام في الدير بين الرهبان وبعضهم
من أقوال القمص ميخائيل البحيري المحرقي
محبة المال لص يسلب الانسان أعز ما لديه وهو محبة الله
ﺇثبت في الله يحبك الجميع
لا تبك موتى الأجساد بل ﺇبك موت الأرواح
حاذر من التهاون في أمر خلاصك لأنك لا تعرف متى ينتهي الأجل

من سيرة القديس القمص ميخائيل البحيرى المحرقى
في أول اجتماع للمجمع المقدس حضره نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث)، وكان ذلك سنة 1963م اقترح أن يُضم إلى عداد قديسي الكنيسة: الأنبا إبرآم أسقف الفيوم، والأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية. واقترح أحد الأعضاء أن يُضم أيضًا القمص ميخائيل البحيري (المعاصر للأنبا إبرآم)، ووافق المجمع المقدس بدون مناقشة، إذ كان هؤلاء الثلاثة جميعًا فوق مستوي النقاش... وأصبح الأمر رسميًا
هو تلميذ القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم. ولد هذا القديس سنة 1563 ش - 1848م في بلدة اشنين النصارى إحدى قرى مركز مغاغة بمحافظة المنيا، من أبوين مسيحيين بارين فاضلين مملوءين من نعمة الله، محبين للخير، مشهودًا لهما من جميع الناس بالتقوى والفضيلة. ولما بلغ الثانية عشر من عمره تنيح أبوه، ثم بعد ذلك بأربع سنوات توفت أمه
يروي لنا القديس: بعد نياحة والدي أخذني أقاربي إلى أحد البيوت المجاورة خوفًا من أثر البكاء علي صحتي. وبينما أنا جالس في عزلتي علي سطح المنزل إذ بي أري والدي صاعدًا إلى السماء، محاطًا بالملائكة النورانيين، فعرفته وناديته: يا أبي، يا أبي. فقالت لي الملائكة: أطلب لكي تكون آخرتك كآخرته، ثم اختفوا عني
رهبنتهاعتاد أحد الآباء الرهبان يدعي القمص تاوضروس المحرقي أن ذهب إلى قرية اشنين النصارى. وكان يلتقي به الشاب الصغير ميخائيل يسمع منه الكثير عن سير القديسين وحياة الرهبنة كحياة سامية في الرب، فكان يمارس هذه التداريب تحت إرشاد أب اعترافه، فذاق الحياة الرهبانية في غرفته الخاصة. في العشرين من عمره ترهب بدير السيدة العذراء بالمحرق في وقت رئاسة القمص بولس الدلجاوي (القديس أنبا إبرآم)، وعاش على طريق معلمه الأنبا ابرآم، فكان متحليًا بالفضائل الكثيرة أبرزها التواضع والمحبة. وأخذ يدرب نفسه على تجليد الكتب، فجلد الكتب القديمة بمكتبة الدير لصيانتها، وأتى زوار الدير إليه بكتبهم أيضًا، وكان يقبل منهم أي أجر ويوزعه على الفقراء من الرهبان والأهالي. وقد دفعه تجليد الكتب إلى قراءتها، ولشغفه بها كان يشجع الرهبان على الاستزادة من القراءة. تتلمذ القديس علي يدي الشيخ المختبر القمص صليب العلواني، فنال معرفة جليلة وتمتع بتداريب روحية للنمو الروحي

سيامته قساًوفي طوبة سنة 1591 ش (1874م) طلب معلمه من رئيس الدير سيامته قسًا. وتم ذلك علي يدي الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وديروط (وقنام) وقسقام
فضائلهكان معلمًا فاضلاً ورجل معجزات فنال على يديه كثيرون نعمة الشفاء التي عجز عنها الطب. فكان الكثيرون يقصدونه من جميع البلاد لينالوا منه البركة. تميز بحبه للهدوء والخلوة بعيدًا عن الضوضاء، وكان لا ينام في الليل إلا اليسير ويقضي الليل مسبحًا مرنمًا ساهرًا. منحه الله سلطانًا على الوحوش وكذلك على الأرواح الشريرة وعلى السحرة والمشعوذين. وقد مرَّ بتجارب عديدة من عدو الخير، فكان يتلقى هذه التجارب بقوة وثبات ولا يكل من ضرباته، بل كلما تظهر له الشياطين يبادلها برسم الصليب والتواضع التام، وكان يصارعهم حتى فقد بصره، وكان يحاربهم بأصوامه الكثيرة والصلاة. ومن تواضعه أنه حتى بعد رسامته قمصًا كان يقوم بنظافة كنائس الدير دون تَكبُّر، كما كان يقوم بزراعة البستان داخل الدير من ناحية قصر رئاسة الدير، ومازال منها حتى الآن نخلتان في الناحية الغربية من القصر في الطريق المؤدي إلى الكنيسة الأثرية بدير المحرق تعرفان باسم نخلتيّ أبينا القديس ميخائيل البحيري. عزل القمص بولس الدلجاوي من رئاسة الدير في عام 1586 ش هبت عاصفة شديدة ضد رئيس الدير القمص بولس الدلجاوي (الأنبا ابرآم) فعُزل من رئاسة الدير وطُرد منه. ترك هذا الأب الدير ومعه أبناؤه، وطلبوا من القمص ميخائيل البحيري مرافقتهم. لكن القمص بولس الدلجاوي لم يوافقهم عل طلبهم وقال لهم: دعوه في الدير ولا تحرموا المجمع من وجود رجال الله، لئلا يكون محاطًا بالغضب الإلهي. دعوه فإن هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا، ويكون بركة في هذا المكانحزن القديس لمفارقته أبيه ورئيسه المحبوب. وقد لاقي القديس الكثير من المضايقات، إذ حاول الرهبان أن يرغموه علي ترك الدير. أما هو فاحتمل الكثير في هدوء وصبر طاعة للوصية الإلهية. كمثال إذ كان يقوم بصنع الخبز ذهب أحد المجهولين إلى قلايته وأخذ كل ملابسه ومتعلقاته منه. عاد إلى القلاية وثوبه مملوء بالعجين ومبلل بالماء فلم يجد ما يرتديه. اشتكي لرئيس الدير متوقعًا أن يقدم له ثوبًا يرتديه وإذ به يلومه مدعيًا أنه قد أهان الرهبان واتهمهم بالسرقة، مع أنه لم يتهم أحدًا. واضطر أبوه الروحي القمص صليب العلواني أن يقدم له ثوبًا خشنا كان يرتديه طوال الشتاء ولم يكن لديه ما يستبدله لتنظيفه. ولم يفقد هذا القديس سلامه ولا فرحه الداخلي وسط كل المتاعب، بل هذه كلها كانت تدفعه للجهاد الروحي ليسند الكثيرين

فقدان بصرهإذ فقد بصره وضعف سمعه جدًا وخارت قوته الجسمية كان لا يكل عن الذهاب إلى الكنيسة يوميًا. وإذ سأله أحد أبنائه الذي كان يستعين به للذهاب إلى الكنيسة: يا أبتاه اجلس في قلايتك ويكفي صلواتك بها فأنت لا تقدر أن تسمع ولا أن تري، فما الداعي لذهابك إلى الكنيسة؟ أجابه: يا ابني، عندما أذهب إلى الكنيسة أشتم رائحة البخور، هذا يعزيني كثيرا، فأري ما لم تره عين وأسمع ما لم تسمعه أذن. محبته للفقراء ونسكه لم يكن في قلايته شيء يُذكر فقد تدرب علي يديه معلمه الأنبا إبرآم أن يقدم كل ما في يديه لاخوة يسوع الأصاغر. دعوه في الدير (رجل الرحمة وأب المحتاجين). منذ دخل الدير لم يأكل لحمًا قط؛ وكان يصوم إلى المساء، ولا يعطي جسده راحة في نوم أو أكل أو شرب. لم يعرف الراحة إذ كان محبًا للعمل. ربط عمله ونسكه بحياة الصلاة، فكان يصلي كل يوم جميع المزاميرمؤانسته للوحوش :- إذ كان في الخامسة عشر من عمره ذهب مع بعض الشبان للعمل في إنشاء الطرق والجسور. عاد مع أحد رفقائه إلى بلدته ليلاً، وكان من المعروف وجود ضباع في هذا الطريق. فجأة ظهرت ضبعتان فخاف الزميل جدًا أما هو فقال له: لا تخف، فإنهما كلبان أليفان، إذ لم يكن قد رأي ضبعًا قبل ذلك. فوجئ الزميل بالضبعين يقتربان من القديس، وكان يداعبهما كما لو كانا كلبين إليفين. وإذ اقترب من القرية اشتمت الكلاب رائحة الضبعين فصارت تنبح مما أزعج القرية وظن أهل القرية أن لصوصًا قد اقتربوا من القرية، فخرجوا من منازلهم حاملين أسلحة، وفوجئوا بهذا المنظر ، ومجدوا الله العامل في قديسيه
ثعبان يسكن معه القلايةاعتاد القديس أن يقول: اذهب يا مبارك. كلما دخل أحد الرهبان إلى قلايته. ولم يعرف أحد سرّ هذه العبارة حتى أصر أحد أولاده الروحيين أن يعرف السًر، إذ قال له: بحق أبوتك تقول لي من هو هذا المبارك، هل يوجد من يخدمك أو يجلس معك أحد السواح؟ فبكي القديس وقال: ويحي أنا الشقي لأجل ذلك أريك إياه. عندئذ نادي قائلا: تعال يا مبارك؛ عليك ألا تخف يا ابني. وإذ بثعبان ضخم يبلغ طوله ما يقرب من مترين، خرج من وراء (النملية) أي (دولاب الطعام). وقال له القديس: هذا هو صديقي، يشاركني طعامي، واستلذ النوم فوق طيات جسمه إذ أضع رأسي عليه. وبعد ذلك قال: اذهب يا مبارك. واختفي الثعبان من حيث أتى

نياحة القديسأخيرًا بعد حياة حافلة بالجهاد تنيح يوم 23 فبراير سنة 1922م في الأسبوع الثاني من الصوم المقدس. تم نقل رفاته فى عهد الانبا ساويرس أسقف ورئيس الدير المحرق اطال الله حياة نيافته يوم 23 فبراير 1991 م ، الموافق 16 أمشير 1707 ش وبحضور 13 أسقف وذلك من مقبرة رؤساء الدير أسفل المعمودية بكنيسة مارجرجس بالدير المحرق إلى المقصورة الخاصة به فى صحن نفس الكنيسة
من أقوال القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي
أتريد راحة البال؟ حافظ على شروط المحبة، محبة الله ومحبة القريب
اثبت في الله يهبك الجميع
اعتياد الأعمال الصالحة يورث سجية البر والتقوى
صلاته فلتكن معنا... آمين

دور الأسرة فى تربية الأبناء د رسمى عبد الملك

قامت مريم - ايليت بوسيك خليل



Thumbnail

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010