علمتني المزامير

علمتني المزامير
القمص تادرس يعقوب ملطي

"القمر والنجوم أنت أسستها، 
من هو الإنسان حتى تذكره؟
أو ابن الإنسان حتى تفتقده؟" مزمور 8.

إلهي... أتطلع إلى السماء،
فأرى النجوم بلا عدد تتلألأ،
في فضاء بلا حدود!
نعم، من أنا حتى تفكر فيّ؟!
نعم، من أنا يا رب حتى تعتني بي؟!
خلقت العالم كله لأجلي،
أعطيتني سلطانًا على خليقتك الجميلة.
أقمتني ابنًا لك،
وتوجتني بالمجد!
أشكرك وأسبحك يا خالقي ومخلصي!

"انصت إلى صراخي،
اصغِ إلى صلاتي" مزمور 1.

عندما أشعر إني خائف ومضطرب،
ويكون قلبي مهمومًا،
إلى مَنْ أذهب، إلا إليك يا مخلصي؟
ألقى كل همومي عند صليبك فأستريح!

وعندما أفرح أقف أمامك يا إلهي وأشكرك!

في حزني وفي فرحي أصلي إليك، 
أرتمي في أحضانك يا يسوع حبيبي!

"السموات تحدث بمجد الله" مزمور 19.

إلهي... في فجر كل يوم أسمع السماء تتحدث معي،
تهمس في أذنيّ بغير كلمات:
"هوذا يوم جديد يعطيك إلهك!
اشكره لأنه يحبك!"

ربي... في غروب كل يوم تحمر السماء فتحدثني،
ببوق عظيم تصرخ:
"العالم كله يزول!
هوذا مسيحك قادم!
ترقب مجيء عريس نفسك!
إنه يُعِدّ لك عالم أعظم،
سماء جديدة شمسها المسيح نفسه.
متى تأتي وتأخذني إلى سمواتك؟

"الرب راعيّ فلا يعوزني شيء" مزمور 23.
أنت راعيّ الحبيب، وأنا الخروف الصغير.
تحملني على ذراعيك وتربت عليّ.
أنت تحبني يا إلهي.
تحوَّط حولي أينما ذهبت.
في الحقول وعند مجاري المياه وعلى الجبال.
ترسل ملائكتك فتحرسني.
أنت تشبع قلبي،
أنت تفرح نفسي،
أنت تمجدني في السماء!
متى أراك يا راعيّ الحبيب؟!

"الرب نوري وخلاصي، ممن أخاف؟!..
إن قام عليّ جيش فلن يخاف قلبي" مزمور 27.

عندما أشعر بالخوف، أغمض عينيّ وأصلي.
أجدك تحرسني بقوتك.
إن ضايقني أحد فأنت تنقذني.
أنت خلَّصْتَ داود النبي الصغير من جلْيات الجَبَّار!

إني لا أخاف الموت مادمت معي!

"ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية فيدخل ملك المجد.
مَنْ هو هذا ملك المجد؟
الرب القدير الجَبّار..." مزمور 24.

ارتفعي يا أبواب السماء ليدخل المسيح القائم من الأموات.
قتل الملك القدير بصليبه عدو الخير!
أمات الملك المسيح بموته الموت!

انفتحي يا أبواب السماء فأدخل مع مخلصي.
قام من الأموات وأقامني من الخطية.

دخل السماء ليُعِدَّ لي مكانًا.

افرحي يا نفسي وتهلَّلي فأبواب السماء مفتوحة!

"في السماء يحل البكاء،
وفي الصباح السرور" مزمور 30: 5.

في كل مساء أنظر صليبك، فتئن نفسي فيَّ بسبب خطاياى التي تحملها عني!

وفي كل صباح أرى الشمس تبتسم لي.
إنها تهمس في أُذني:
"مسيحُك قام في صباح الأحد... افرح وتهلل.
إنه ينزع عنك الحزن ويفرح قلبك".

نعم. ما أعذبك يا شمس البر.
أنت سروري في كل صباح!

إيفا تحب الكتاب المقدس،
تطلب من الله أن يعطيها فهمًا.
تقرأ سفر المزامير فتفرح وتسبح الله.
القمص تادرس يعقوب ملطي

عبد يصير أميرًا

عبد يصير أميرًا
القمص تادرس يعقوب ملطي


عبد يصير أميرًا
في بيت فرعون
إذ كبر موسى أخذته يوكابد أمه إلى القصر، ليصير ابنًا لابنة فرعون، وترعاه ابنة فرعون بنفسها. لم يعُد بعد عبرانيًا بسيطًا يعيش في كوخ بل صار إنسانًا له تقديره في المجتمع في ذلك الحين.
تاج فرعون على رأس الطفل
قيل إن موسى كان طفلاً قوي البنية في الثالثة من عمره وضخمًا. وإذ كان جالسًا على مائدة الملك في حضرة أمراء ومشيرين كثيرين أخذ التاج من فوق رأس فرعون ووضعه على رأسه. انزعج الأمراء لهذا التصرف. وكان بلعام ويثرون حاضرين بين مشيري الملك؛ الأول نصح الملك أن يقتل الطفل فورًا، لكن يثرون أشار إنه يجب أولاً فحص الطفل إن كان يدرك ما يفعله. فوافق الكل على مشورة يثرون. قُدّم للطفل قطعة من ذهب وبجوارها جمرة نار، فمد يده نحو جمرة النار وصرخ، وعندئذ حكم الكل ببراءته.
حياة موسى كأمير اختلفت تمامًا عما كانت عليه في بيت والديه. نما في القامة والمعرفة، إذ تثقف بكل حكمة المصريين من كتابة وعلم وفلسفة وأيضًا ديانات. لكن موسى لم ينسى أنه عبراني، وأنه عاش في كوخ من الطين بين الأطفال العبيد. واختار أن يعبد الله الحيّ ولم يقبل عبادة الشمس ونهر النيل وعجل أبيس الخ...
مذلة شعبه
ذات يوم إذ كان موسى وحده في الحقول يلاحظ ما يعانيه شعبه أثناء العمل، رأى مرارة الذُّل الذي يعيشون فيه، فاحتدت نفسه فيه، وإذ رأى أحد أركان الحقل أحد رؤساء العمل المصريين يضرب عبدًا عبرانيًا بقسوة  وعنف، احتدت نفسه فيه. لم يستطع أن يقف صامتًا وإنما ضرب الرئيس فقتله، ثم قام بإخفاء جثته في الرمل، وعاد إلى القصر ونفسه مُرَّة فيه.
هروبه إلى سيناء
عاد في اليوم التالي إلى الحقول، ووقف يراقب شعبه فرأى يهوديين يتشاجران. قال للمعتدي: "لماذا تؤذي أخاك من بني جنسك؟" في سخرية قال المعتدي: "من أقامك حاكمًا علينا أو قاضيًا أيها الأمير المصري الصغير؟ اقتلني كما قتلت المصري بالأمس!"
تركهما موسى وهو مرتعب إذ تحقق أن الخبر لم يعد سرًا بل عرفه الكثيرون، للحال ترك القصر الملوكي وحقول مصر. رافق مجموعة من التجار المسافرين نحو الشرق، إلى مناجم النحاس في سيناء.
هارب يُعدّ للقيادة
بلغ موسى إلى قبائل المديانيين المتجولة، وهناك جلس بجوار البئر. ربما كان يفكر ماذا يفعل لشعبه المُستعبد وها هو طريد في بلد غريب.
جاءت سبع أخوات إلى البئر، وملأن المساقي التي بجوار البئر ليسقين غنمهن الذي تجمع حول المياه. غير أن بعض الرعاة العنفاء جاءوا وأهانوا الفتيات ودفعوهن بعيدًا بغنمهن لكي يشرب غنمهم هم الماء الذي أخرجته الفتيات. تدخَّل موسى وألزم الرعاة أن ينتظروا حتى تشرب غنم الفتيات أولاً لأن الفتيات قد جئن أولاً وهن اللواتي أخرجن الماء وملأن المساقي.
عادت الفتيات مبكرات إلى البيت، فدُهش والدهن الكاهن الوثني يثرون، وكان ينتمي إلى قبيلة تُدعى "القينيون"، تعمل في النحاس. قال لهن الأب: "ماذا حدث؟ لماذا جئتن مبكرات اليوم يا فتيات؟" أجبن: "مصري عند البئر خلصنا من الرعاة العنفاء، فقد أعطانا الفرصة لنسقي الغنم، كما سحب لنا الماء من البئر وأسقانا نحن وغنمنا". أجابهم: "حسنًا، أين هو؟ هل تركتن إياه دون أن تدعوه إلى خيمتنا؟ اذهبن حالاً ودعوه ليأكل معنا".
ذهب موسى مع الفتيات إلى خيمة يثرون، وتكونت علاقة حب ربطتهما معًا. سُرَّ يثرون لما عرف أن موسى عبراني، وأن أجداده كانوا رعاة غنم يعملون في كنعان. دعى يثرون موسى أن يعيش معهم، وأعطاه ابنته صفورة زوجة له.
كان الأمير موسى سعيدًا جدًا بحياته في خيمة ورعايته غنم حميه، يجول في البرية كأجداده، وكان قلبه يزداد غيرة نحو شعبه المُستعبد في مذلة بمصر.
أنجبت صفورة طفلاً، دعاه موسى "جرشوم" ومعناه "غريب"، إذ قال "إنني غريب وأعيش في بلد غريب".
مات الملك رمسيس وتولى ابنه منفتاح الحكم، وصار الجو آمنًا لموسى أن يرجع إلى مصر حيث كان العبيد اليهود يئنون إلى الله يشتكون بؤسهم له.
العليقة المشتعلة
سمع الله صرخات اليأس الصادرة عن شفاة العبيد الملقيين في الوحل يُجرحون كل يوم ويموت بعضهم تحت وطأة ضربات سياط رؤساء العمل العنفاء.
وإذ كان موسى يرعى غنم حميه يثرون بالقرب من جبل سيناء، كان يفكر في شعبه. إنهم في حاجة إلى قائد يقف أمام فرعون ويُلزمه أن يطلقهم ليخرجوا، لكن أين يوجد هذا القائد بين شعب سحقه ذل العبودية؟!
بينما كان يفكر ويصلي بقلب ملتهب رأى منظر لهيب نار يصدر عن داخل شجرة عليقة، تبدو الشجرة نفسها ملتهبة لكن لايصيبها ضرر. لاحظ موسى المنظر وهو في دهشة: "يليق بي أن أقترب أكثر لأرى هذا العجب". وإذ بدأ يقترب سمع صوتًا يدعوه من العليقة: "موسى، موسى". أجاب موسى: "هأنذا!". قال له الله: "لا تقترب. اخلع نعليك، لأن الأرض التي أنت واقف عليها مقدسة. أنا هو إله شعبك. إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب. لقد رأيت مشقة شعبي في مصر، وسمعت صراخهم. إني أخلصهم من عبودية فرعون، وأجيء بهم إلى أرض تفيض لبنًا وعسلاً".
إذ سمع موسى ذلك أخفى وجهه، إذ خاف أن يتطلع إلى الله.
حوار مع الله
أكمل الله حديثه مع موسى من خلال العليقة الملتهبة:
"اذهب يا موسى إلى فرعون واخبره أن يترك شعبي يرحل إلى البرية مسيرة ثلاثة أيام ليقدموا ذبائح لي. أنا أعلم أن الملك لن يدعكم تخرجون بسهولة. لهذا أرفع يدي وأضرب مصر، بعد هذا سيترككم فرعون تخرجون".
ارتعب موسى: "من أنا حتى أقودهم وأذهب إلى فرعون وأخبره بهذا الأمر؟!"
أجاب الله: " سأكون معك!"
قال موسى: "لكن... لكن، ما هو اسمك؟ للمصريين إلهة كثيرة، يدعونها بأسمائها ويتقبلون منها قوتهم. لذا وجب عليّ أن أعرف اسمك. أيضًا كيف يصدق الشعب أنك تكلمت معي؟"
"أنا أهيه الذي هو أهيه (كائن)" أجاب الله: "أنا هو الله، يهوه، إله شعبك. سيدعونني "يهوه"، معناها "هو كائن". فاذهب وقل لشعبك إن يهوه يقودكم إلى كنعان".
ثلاث علامات
قال موسى: "افترض انهم لا يصدقونني؛ إن قالوا إن يهوه لم يكلمك قط..."
- "ماذا في يدك؟"
- "عصا الرعاية"
- "القها على الأرض"
ألقاها موسى على الأرض، فصارت تتلوى بعيدًا. لقد صارت حية، وتراجع موسى إلى الوراء.
- "الآن اقترب إليها وامسك بذنبها".
هكذا فعل موسى فعادت الحية وصارت عصا في الحال.
قال الله: "هذه العلامة تُقنع شعبي إنني ظهرت لك. انظر فإنني أظهر لك علامتين أخريتين".
- "الآن ضع يدك داخل ثوبك".
فعل موسى هكذا، وإذ أخرجها صارت يده بيضاء.
- "ضعها ثانية في ثوبك".
أطاع موسى وعادت يده كما كانت.
أما العلامة الثالثة التي أظهرها الله لموسى فهي أنه أمره بأخذ ماء من النهر وسكْبه على الأرض، فصار الماء دمًا.
مخاوف موسى
لم تنته مخاوف موسى، فقد ثارت في ذهنه أسباب كثيرة تمنعه من الذهاب إلى فرعون.
توسل موسى إلى الله، قائلاً:
"آه يا رب، لم أكن قط متكلمًا عظيمًا في حياتي.
إنني لست لَبِقًا كمن هم في قصر فرعون، يقدمون أحاديث طويلة شيقة.
إنني لا أستطيع ذلك.
أنا لا أعرف أن أتكلم قط!"
قال له الله: "من أعطاك فمك؟ أنا الذي أعطيتك، أليس كذلك؟ الآن اذهب، وأنا أُعينك أن تتكلم، وأخبرك بما تقوله".
توسل موسى: "أرجوك. أرجوك، أرسل آخر غيري كما تحب، أيّ إنسان، لا ترسلني أنا".
قال الله:
"حسنًا، يوجد هرون أخوك، فهو يتكلم حسنًا.
أنت تتحدث معه، وأنا أكون معكما، وهو يكلم فرعون.
الآن ها هو يترك مصر ليلتقي بك، لأن فرعون قد مات، وصارت عودته آمنة.
هرون قادم ليجدك. أنه يفرح إذ يسمع أخبارك، وهو يتكلم مع الشعب عنك. أخبره بما تقوله.
اذهب إذن، وتذكر أن تأخذ عصاك وتصنع العلامات التي أظهرتها لك".
أخذ موسى عصاه والغنم وعاد إلى يثرون حميه، وقال: "قد حان الوقت أن أعود إلى شعبي في مصر لأنظر إن كانوا لايزالون أحياء".
قال له يثرون: "اذهب بسلام".
أخذ موسى صفورة زوجته وطفلهما الصغير ورحل إلى مصر. وكما قال له الله التقى بهرون الذي كان قد خرج إليه، وعاد الكل إلى مصر، وأخبر هرون الشعب بكل ما قاله الله لموسى. وعرف الشعب أن الله قد سمع صراخهم، فسجدوا حتى الأرض، وعبدوا الله. لقد شعروا أن الله قد وضع نهايةً لمأساتهم ليقودهم إلى كنعان، الأرض التي وعد بها آباءهم منذ مئات السنوات.
لقاء مع فرعون
دخل موسى وهرون أمام فرعون وتكلما، قائلين: "دع شعبنا يذهب إلى البرية مسيرة ثلاثة أيام ليذبح لله ويتعبدون له".
لم يدع فرعون الشعب يخرج، إذ قال:
"من هو إلهكم يهوه؟ إني لا أعرف أحدًا بهذا الاسم.
لا تنتظر أن أطلق عبيدي هكذا. لماذا تستبعدان الشعب عن ممارسة العمل؟ ارجعا أنتما أيضًا إلى العمل".
طرد فرعون موسى وهرون من أمامه، واستدعى رؤساء العمل والمسخرين، وقال لهم: "ليوقف هذا الأمر غير المعقول. فإنه شعب كسول. أنكم لم تستطيعوا أن تقودوه للعمل بجدية كما ينبغي، لذلك صار لديهم وقت ليحلموا بإله من عندهم. وماذا عن آلهة مصر؟ اسمعوا لي؛ من الآن يلزمهم أن يذهبوا إلى الحقول ويجمعون القش الذي تقدمونه لهم لصنع اللبن؛ وعليهم أن يصنعوا ذات الكمية من اللبن كما كانوا قبلاً. بهذا لا يكون لديهم وقت ليصغوا إلى حديث غبي كهذا".
انتشر العبيد في كل جوانب حقول القمح ليجمعوا القش، وكان الرؤساء يضربونهم ليعجّلوا بالعمل.
ذهب بعض العاملين من اليهود إلى فرعون، وقالوا له: "لماذا تعامل عبيدك هكذا؟ إننا غير قادرين على ذلك. لا نقدر أن نصنع ذات الكمية من اللَّبِن إن كنا نجمع القش أيضًا.
أجابهم فرعون: "متكاسلون أنتم، متكاسلون. لهذا صار لكم الوقت لتنصتوا إلى كل ما هو غير معقول عن الله. ارجعوا فورًا إلى عملكم!"
إذ خرجوا من لدن فرعون التقوا بموسى وهرون وتحدثوا معهما بغضب شديد، قائلين: "اتركنا وحدنا. لينتقم الله منكما كما تستحقا. انظروا ماذا يفعلون الآن بنا! هذا كله بسببكما، وأنتما تقولان إن الله سيحررنا!!".
لم يُجب موسى بكلمة، إنما رفع رأسه إلى السماء، واشتكى إلى الله.
"ماذا تفعل يا رب؟
لماذا تقسو هكذا على شعبك؟
لماذا أرسلتني إلى هنا؟
فمنذ تحدثت مع فرعون عنك صار أشر مما كان عليه، وأنت لم تفعل شيئًا قط لتوقف هذا!"
عاد فتذكر موسى وعد الله لشعبه، وطلب من الله أن يسنده، فسمعه يقول له: "سترى ما أفعله بفرعون. إنه هو نفسه يطردكم من مصر. إني أحرر شعبي من العبودية. سأقودهم إلى الأرض التي وعدتهم بها".
وعرف موسى أن الأمر لابد وأن يتحقق. لقد أدرك أن الله القدير محب البشر هو الذي يتحدث معه. لقد شعر بحضرة الله، ووثق في وعوده وقدرته وحبه!

التعب


 التعب
" كل واحد سيأخذ أُجرته بحسب تعبه " ( 1 كو 3 : 8 )  
+ التعب " من نتائج خطية الإنسان الأول ، وقد حكم الله على كل بنى آدم بالتعب فى الحصول على غذائه ( تك 3 : 19 ) ، ( مز 127 : 3 ) ، كما تتعب أيضاً المرأة فى الحبل والولادة ، لتتذكر عصيانها لوصية الله ( تك 3 : 16 ) .

+ وهناك التعب من أجل خلاص النفس ، للتمتع بأبدية سعيدة ، حسب درجة تعب المجاهد مع النعمة ( 2 كو 11 : 27 ) ، ( 2 كو 6 : 5 ) .

·       طوبى للأموات الذين يموتون فى الرب …. لكى يستريحوا من أتعابهم ، وأعمالهم ( الصالحة ) تتبعهم " ( رؤ 14 : 13 ) .

+ وهناك " تعب باطل " : فيه مشقة للجسد ، وضياع للصحة والمال والسُمعة ، والمستقبل الأرضى والأبدى ، بالسير مع الأشرار ، وحسب أفكار عدو الخير ، والجزاء دائماً من جنس العمل ( الصالح أو الطالح ) ، فلا يمكن أن نجنى من الشوك عنباً ، أو من الحسك تيناً ( مت 7 : 16 ) .

+ وقد سجل سليمان تجربته العملية ، فى محاولة البحث عن اللذة ( المتعة الجسدية ) بوسائط عالمية ، فتعب جداً ، روحياً وجسدياً ونفسياً ، وجلب على نفسه غضب الرب ( راجع جامعة 1 – 2 ) ودعاه " التعب الباطل " الذى بلا فائدة ، ومع ذلك يكرره الحمقى للآن بالملايين ، فى هذا الكوكب الشقى !!  .

وقد تعب داود نتيجة اندفاعه فى الشهوة الجسدية ، بدون تفكير حكيم ، فى لحظة فراغ قاتل ، وامتلأت مزاميره بالشكوى من التعب النفسى ، للندم على فعل الدنس وقال :

·       تعبت فى تنهدى " ( مز 6 : 6 ) ، " تعبت من صراخى " ( مز 69 : 3 ) .

+ فالتعب الناتج من عدم الحكمة ومن عدم سماع النصيحة السليمة بسرعة التخلص من العادات الضارة . له نتائج خطيرة جداً ، على النفس ، وعلى الأهل ، وعلى العمل ، ويقود للفشل واليأس .
+ وها هو صوت الرب يخاطب كل قلب ، ويقول للكل :

·       أنا عارف أعمالك وتعبك " ( رؤ 2 : 2 ) .

+ والسؤال الهام لك الآن : ما هى مجالات الجهود الكبيرة التى تبذلها فى عمل الخير والخدمة وغيرها ؟ ولماذا ؟ وما هى ثمارها ؟! .

+ إن الخاطئ والمهمل والمتهاون ، يتعب فى فعل الشر ، ويتعب بالأكثر فى جنى نتائج الإهمال والكسل ، والتأجيل للتوبة وطلب الصلاح ، مع أن العلاج الروحى سهل وميسور ومجانى !! .

+ وها هو صوت الرب المحب ، يقرع على قلب كل مُتعب ويقول :

·       تعالوا إلىّ يا جميع المُتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم " ( مت 11 : 28 ) .
فهل تستجيب لصوت يسوع الحبيب ؟! أم لصوت إبليس الخبيث الذى يريد هلاك كل نفس ؟! .

+ ولماذا تتعب ؟! وهل تعبك فى الرذيلة ؟ أم تعب من الجهاد فى الفضيلة الجميلة ؟ .
وما هى النتيجة المتوقعة ، فى كلتا الحالتين ؟! أسأل ضميرك ، وأجب بعقلك وقلبك معاً .

+ وما هو العمل التى ستنال عليه الأجر فى السماء ؟! ولا يجب أن تنسى أن الجزاء دائماً من جنس العمل ، مهما كان صالحاً ؟ أو غير صالح !! .

+ وتذكر قول الرسول بولس الرسول : " إن الله ليس بظالم ، حتى ينسى عملكم ( الصالح ) ، وتعب المحبة ، التى أظهرتموها نحو أسمه ، إذ خدمتم القديسين ( إخوة الرب ) وتخدمونهم " ( عب 6 : 10 ) ، وكونوا " أغنياء فى أعمال صالحة واسخياء فى العطاء ، وكرماء فى التوزيع ، مدخرين أساساً صالحاً للمستقبل " ( 1 تى 6 : 18 – 19 ) .

·       اعملوا ، فإنى معكم " ( حجى 2 : 4 ) .
·       اليوم اعمل فى كرمى " ( مت 21 : 28 ) .
·       احفظوا واعملوا " ( تث 4 : 6 ) . والجزاء المناسب فى السماء .

مدائح للشهيد العظيم مار مينا العجايبي

Poland Hopes New Jesus Statue Will Draw Tourists

The statue, the idea of a local Roman Catholic priest, stands at 33 meters (108 feet)--3 meters taller than Rio de Janeiro's Christ the Redeemer.















للمتضايقين


سيظل يسوع فاتحًا ذراعيه باستمرار لأنه يريد نفسى التى مات عنها لكى يحتضنها.(القمص بيشوى كامل)








إذا جعلت توكلك على الله فإنه يخلصك من جميع شدائدك .
(القديس الأنبا باخوميوس) 



الله قد يسمح لقوى الشر أن تقوم علينا ، ولكنه فى نفس الوقت يأمر القوات السمائية أن تقف معنا وتحمينا . ونحن نغنى مع أليشع النبى الذى اجتاز نفس التجربة ونقول : "إن الذين معنا أكثر من الذين علينا " ويقول الرب لكل واحد منا :
" لا تخش من خوف الليل ، ولا من سهم يطير فى النهار . يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات وأما أنت فلا يقتربون إليك " .
(البابا شنودة الثالث) 



ما دامت الحرب للرب ، اعتمد عليه إذاً وليكن رجاؤك فيه ، مهما وقفت ضدك خطية أو شهوة ، تجربة أو مشكلة ، ومهما وقف ضدك الناس الأشرار .
(البابا شنودة الثالث) 



إن كنت مصلوبًا وبخاصة من أجل الحق أو من أجل الإيمان ، فاعرف أن كل ألم تقاسيه هو محسوب عند الله ، له إكليله فى السماء وبركته على الأرض .
(البابا شنودة الثالث) 



ثق أنك لست وحدك . أنت مُحاط بمعونة إلهية وقوات سمائية تحيط بك ، وقديسون يشفعون فيك
(البابا شنودة الثالث) 




لا تنظر إلى المشكلة ، إنما إلى الله الذى يحلها . شعورك بأن الله واقف معك فى
مشكلتك يمنحك رجاء وقوة .
(البابا شنودة الثالث) 




أقول لكل مَن فى ضيقة رددوا العبارات الثلاث الآتية : " كله للخير – مصيرها تنتهى –ربنا موجود " .
(البابا شنودة الثالث) 




إن الله لا يمنع الشدة عن أولاده ولا يمنع التجربة والضيقة ، ولكنه يعطى انتصارًا
على الشدائد ويعطى احتمالاً وحلاً .
(البابا شنودة الثالث) 




إن النعمة الإلهية عندما ترفرف بأجنحتها على الإنسان تطرد عنه كل كدر وحزن وقلق وتبلسم قلبه ببلسمها الذى لا يوصف.
(البابا كيرلس السادس) 




كن مطمئنًا جدًا جدًا ولا تفكر فى الأمر كثيرًا بل دع الأمر لمن بيده الأمر .
(البابا كيرلس السادس)

طفل عطية الله

طفل عطية الله
القمص تادرس يعقوب ملطي

الحاجة إلى نبي
في أرض الموعد (كنعان) نسى اليهود اللّهز
تطلع إليهم الرب، وماذا رأى؟ معطم الكهنة والشعب لا يطيعون وصاياه، وقد أصبحوا في منتهى القسوة.
كان عالي الشيخ كاهنًا وقاضيًا للشعب كله. كان الحاكم ممثلاً الله، يدبر أمور الشعب حتى تعب وشاخ. أما ابناه فكانا على نقيضه غير مخلصين في خدمتهما لله، يخالفون الشريعة بكل وسيلة أمام الشعب. وكان والدهما ينتهرهما برخاوة، ولم يفعل أكثر من هذا لكي يضع حدًا لشرورهما، الأمر الذي أغضب الله.
الله المهتم بالبشرية جدًا أراد أن يرسل إليهم نبيًا يرشدهم إلى التوبة والعودة إليه، ويعلن مشيئته لهم.
"يجب أن أتحدث مع شعبي،
وأحذرهم حتى يعودوا إلى الاستماع إلى كلامي"
أنا وحيدة!
في ذلك العصر المظلم، ووسط جيل غير مؤمن، عاش رجل يدعى ألقانة تزوج إمراتين: حنَّة وفننَّة.
كان ألقانة وحنَّة يحبان الله جدًا، ويحبان بعضهما البعض.
لكن حنة كانت حزينة، لأنه لم يكن لها أولاد يملأون حياتها اشراقًا.
كان ألقانة وكل عائلته يذهبون إلى بيت الرب (خيمة الاجتماع) كل عام ليقدموا تقدمات للرب ويُعيّدوا ويصلوا، وكانت حنة تقف في دار النساء وتقول في نفسها: 
"إنني وحيدة،
لكنني أحب إلهي،
وأفرح بوجودي في حضرته.
ربما يمنحني في العام القادم ما اشتهيته: طفلاً ذكرًا يملأ حياتي!"
وكان كل عام يمضي كالعام السابق له، وكانت حنة تكبر في السن، وتزداد مخاوفها أن تموت دون أن تنجب طفلاً... فكانت تصلي بحرارة.
في إحدى المرات، إذ ذهب ألقانة وعائلته إلى بيت الرب، أغاظت فننة حنة، فبكت وامتنعت عن الأكل. فقال لها ألقانة زوجها: "لماذا تبكين يا حنة؟
ولماذا لا تأكلين؟
لماذا يكتئب قلبك؟
أما أنا خير لكِ من عشرة بنين.
ابتهجي يا حنة ولا تحزني!" 
أومأت حنة برأسها، ولكن بقلبٍ منكسرٍ وحزين.
صلاة من القلب
بعدما أكلوا وشربوا انسحبت حنة بهدوء وذهبت إلى بيت الرب، وكان الصمت يخيم فيها، وكان عالي الكاهن جالسًا عند مدخل بيت الرب.
في مرارة نفس سجدت حنة على الأرض، وأخذت تبكي وتصلي إلى الله، تشكو له تعبها، ثم نذرت لله نذرًا قائلة:
"يا رب الجنود،
إن نظرت إلى مذلة عبدتك وذكرتني، ولم تنساني، بل أعطيت عبدتك طفلاً، فإنني أعطيه لك بمجرد أن يكبر لكي يخدمك كل أيام حياته".
كانت حنة تصلي بقلبها، أما شفتاها فكانتا تتحركان فقط.
وكانت تكرر نفس الكلام مرة ومرات في قلبها، وكان جسمها يترنح من الحزن، وهي تقوم وتسجد عدة مرات، فظنها عالي الكاهن مخمورة.
لم تكن تدرك أن عالي الكاهن يلاحظها. فزعت عندما قال لها بلهجة شديدة:
"اذهبي يا امرأة،
وأبعدي عنكِ الخمر!
حتى متى تسكرين؟
من يرعى أولادك في المنزل؟"
أجابته حنة وهي تبكي:
"لا يا سيدي،
أرجو ألا تحسبني هكذا.
إنني أحب الله، وأنا لست مخمورة.
إنني امرأة حزينة النفس،
أسكب حزني أمام الله 
أمرّ واحد سألته من الرب،
وهو يمسكه عني!"
 وفي حنان مع طيبة قلب تكلم معها عالي الكاهن بعد أن شاهد دموعها تجري من عينيها، وقال لها:
"اذهبي بسلام،
وليعطكِ الله سؤل قلبك،
ولتتهلي بنعمته عليك!"
تحقيق الوعد
عاد ألقانة وحنة إلى بيتهما مملوءين سلامًا. ولم تعد حنة يائسة، بل أخذت تشكر الله في قلبها على عطيته التي سيهبها إياها. لقد آمنت وصدقت... وكانت تعد الملابس للطفل الذي تنتظره.
في أقل من عام، بعدما صلت حنة في خيمة بيت الرب، ولدت طفلاً، وتهلل ألقانة وهو يقول:
"لقد وُلد لحنة ولي طفل،
إنه عطية الله،
ويدعى صموئيل".
"عطية الله!" هكذا كانت تردد حنة في قلبها الذي امتلأ فرحًا؛ كما كانت تقول:
"لكن صموئيل ليس لي،
إنه نذر للرب.
إنني أفرح أن يخدم الرب كل أيام حياته!" 
نبي الرب الصغير
ذهب ألقانة إلى بيت الرب في ذلك العام، والعام التالي، وأيضًا الثالث، وبقيت حنة في منزلها مع طفلها، قائلة:
"يبقى صموئيل معي سنوات قليلة، أُعدّه للحياة، لكي أُسّلِمه لبيت الرب".
وفي العام الرابع، إذ بلغ صموئيل الثالثة من عمره، قالت حنة: "لقد حان الوقت أن يذهب ابني إلى بيت الرب ويخدم من مَنحنى إياه".
ذهبت حنة إلى بيت الرب، وقالت لعالي الكاهن:
"هذا هو ابني الذي أعطاني إياه الرب،
لقد أرضعته واهتممت به ثلاث سنوات، 
والآن قد كبر.
إني أقدمه لك يا رب ليخدمك في بيتك".
كانت حنة تختفي من أمام ابنها لتمسح دموعها التي تسللت من عينيها، دموع الفرح لأنه صار لها ابن يخدم الله، مع شعور بفراق ابنها المحبوب لديها جدًا.
قالت حنة لطفلها الصغير:
"سأراك ثانية!
سأصنع لك ملابسك.
سأزورك كل عام.
تذكر يا ابني أنك لست لي،
أنت نبي الله الصغير!"
تطلع علي الكاهن إلى الطفل الصغير، وقد امتلأ قلبه بهجة، وفي حنان احتضنه وهو يقول له:
"يا لك من فتى كبير!
تعالَ يا صموئيل لأريك كل ما في الخيمة.
انظر يا ابني.
هذا هو الموضع الذي ستنام فيه..."
علَّم الكاهن الطفل صموئيل أشياء كثيرة، وأحب صموئيل عالي الكاهن جدًا، وأحب بيت الرب أكثر جدًا من بيته... وبالتدريج لم يعد صموئيل يذكر شيئًا عن بيته.
كان صموئيل يرتدي منطقة من الكتان، وكانت أمه تأتي كل عام لزيارته، وتحضر له جبة صغيرة تخيطها له.
كم كان صموئيل سعيدًا عندما كان يسمع والدته تقول له: "أنت خادم الله المختار".
فرح الرب بالثلاثة الأم وابنها والكاهن الشيخ، وإن كان الله قد حزن على عالي الكاهن بسبب ابنيه.
لقد اختار الله صموئيل، النبي الصغير، كي يدعو الشعب إلى الرجوع إليه.




أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010