وقت الربيع


وقت الربيع
فى موسم الربيع ، ابتهجوا و افرحوا ..
ليكن لكم زمان ربيع فى قلوبكم..
لم يأت بعد ملء الزمان لنضوج الثمر، إلا أن هناك باديات الزهر تبشر بكثرة الثمر.
هكذا انتم ايضا إعلموا يقينا أن حياتكم مليئة بما يبشر بثمار مفرحة.. فما أعظم البركات، و الأفراح، و العجائب المذخرة لكم.
فهوذا كل شىء جميل حقا..


عيشوا فقط فى إشراقة شمس برى و نور حبى..

(من كتاب – اللـه يدعو – و قصة هذا الكتاب أن  يسوع كان يظهر يوميا لسيدتين انجليزيتين و يدخل الفرح الى نفسيهما بالرغم من الأحزان التى كانت لا تفارقهما من اجل ظروفهما الخاصة و كان يعطيهما رسالة يومية طالبا منهما ان تنشراها لكل احد، و فعلا جمعتا تلك الرسائل اليومية التى هى من فم المسيح ذاته و ارسلتاها للناشر الذى طبعها   فى هذا الكتاب ، وقد ترجم الى العديد من اللغات فى العالم و قام بترجمته الى اللغة العربية 10 رهبان من اديرة وادى النطرون و استغرق العمل مدة 5 سنوات.هذا الكتاب ليس كتابا عاديا و انما نبع من الكنوز الروحية مرتب لكل يوم من ايام السنة

إنكروا ذواتكم الآن



 إنكروا ذواتكم الآن


إنكار الذات: هذا هو الدرس، و لكن ضعوا مكان الذات التى أنكرتموها، حبى و معرفتى. إنه ليس مطلوبا أن تخلع الذات عن عرش قلوبكم فقط، بل أن تموت نهائيا.
و لكن إعلموا أن الذات الميتة ليست هى الذات الحبيسة: الذات الحبيسة لديها إمكانية أكثر فى الإساءة، و كل التدريبات سواء كانت من ناحيتى تجاهكم، أو من جهتكم للآخرين، فليكن هدفها الأول هو إماتة الذات.. و لكن مع كل ضربة معول لهدم الذات، عليكم فى نفس الوقت أن تحتضنوا و تتمسكوا بشدة بالحياة الجديدة, أى الحياة معى.
على الإنسان ألا يخاف من موت الذات، بل عليه أن يخاف من الذات العنيدة الأسيرة الحبيسة، لأن هذه الذات تكون متمركزة حول نفسها، و نشاطها كله يكون موجها لمصلحتها الخاصة أكثر من مصلحة بناء النفس، و الذى من المفروض أن توجه له كل النشاطات و الأعمال.
أما انتم يا أولادى، فإنى أعلمكم قانونا هو أعلى حتى من حرية الذات، أعلمكم موت الذات، ليس مجرد قمع الذات، بل موتها، بكل ما تحمله كلمة موت من معنى.. حينئذ تستبدل حياة بحياة، حياة الذات التافهة الحقيرة، بحياة إلهية ثمينة خالدة..
و الأن أستطيع أن أوضح لكم ما أريد أن أقوله عن مغفرة الخطايا للمسيئين، انها واحدة من وصايا. فكما تطلبون أنتم غفرانى, كذلك عليكم أن تغفروا للآخرين و لكن الأمر الذى لا تستطيعون أن تروه أو تستوعبوه، هو أن الذات التى فيكم لا يمكنها أن تغفر للآخرين.
إن مجرد التفكير فى إساءات الآخريعنى أن الذات لازالت حية موجودة تطالب بحقها او كرامتها، و بالتالى فإن الإهانة بدلا من أن تبدو أقل حجما، تبدو بصورة مكبرة أضخم من حجمها و حقيقتها.
لا يا أولادى، فكما أن كل الحب الحقيقى هو من اللـه، و هو اللـه، كذلك المغفرة الحقيقية هى من اللـه، و هى اللـه..
إن الذات لا يمكن أن تغفر، لذلك أميتوا ذواتكم.
كفوا عن محاولة المغفرة لهؤلاء الذين يسيئون إليكم، أو يحطون من قدركم، أو يؤذونكم..إنه لخطأ أن تفكروا فى ذلك، بل ليكن هدفكم الأول هو أن تميتوا الذات الآن فى حياتكم اليومية، و حينئذ – و ليس قبل ذلك – لن تجدوا من يتذكر الأساءة، لأن الشىء الوحيد الذى يمكن أن يتأذى من الأساءة هو الذات, و هى الآن ميتة.
أما إذا كان تذكر الإساءة يتكرر، فإنكم تضللون أنفسكم إذا اعتقدتم أنكم قد غفرتموها للآخرين.. كما أن مغفرة الإساءة (دون إماتة الذات) قد تكون إحدى الوسائل لتغذية حياة الذات. إن كثيرين يخدعون انفسهم فى ذلك.
(من كتاب – اللـه يدعو – و قصة هذا الكتاب أن يسوع كان يظهر يوميا لسيدتين انجليزيتين و يدخل الفرح الى نفسيهما بالرغم من الأحزان التى كانت لا تفارقهما من اجل ظروفهما الخاصة و كان يعطيهما رسالة يومية طالبا منهما ان تنشراها لكل احد، و فعلا جمعتا تلك الرسائل اليومية التى هى من فم المسيح ذاته و ارسلتاها للناشر الذى طبعها فى هذا الكتاب ، وقد ترجم الى العديد من اللغات فى العالم و قام بترجمته الى اللغة العربية 10 رهبان من اديرة وادى النطرون و استغرق العمل مدة 5 سنوات.هذا الكتاب ليس كتابا عاديا و انما نبع من الكنوز الروحية مرتب لكل يوم من ايام السنة

عش سعيدا في حياة الرجاء



عش سعيدا في حياة الرجاء


مقالات نشرت فى جريدة الأهرام باللغة العربية لمثلث الرحمات البابا شنوده الثالث - بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية


2  مايو 2010


عِش سعيداً في حياة الرجاء


بقلم قداسة البابا شنوده الثالث


الإنسان الروحي يعيش دائماً في رجاء أن اللَّه سيتدخل في حياته ويقوده إلى الخير، وذلك مهما تعقدت الأمور أمامه، ومهما بدأ كل شيء مُظلماً. أمَّا الذي يفقد الرجاء، فأنه يقع في اليأس، ويقع في الكآبة، وتنهار معنوياته، ويصبح في قلق واضطراب، وفي مرارة الإنتظار بلا هدف. وقد يصير إلعوبة في يد الشيطان


أمَّا الذي يعيش في الرجاء: وكل مشكلة تبدو معقدة أمامه يرى أن لها من اللَّه حلولاً كثيرة. وكل باب مُغلق أمامه، له في يد اللَّه مفتاح أو عِدَّة مفاتيح. والله هو الذى يفتح ولا أحد يغلق. وبهذا الرجاء ينجو من الخوف ومن القلق والاضطراب. ويكون مطمئناً لعمل الله. والله قادر أن يحول الشر إلى خير، وقادر أن يحول كل مجريات الأمور لتسير فى اتجاه مشيئته الإلهية الصالحة. ولذلك فالإنسان الروحى بدلاً من أن ينظر إلى الحاضر المتعب الذى أمامه، فأنه ينظر بعين الرجاء إلى المستقبل المبهج الذى يعده الرب له. وهو لا ينظر إلى المتاعب مجردة بدون عمل الله، الذى يقدر أن يحول الشر إلى خير. والإنسان الروحى إذا شعر بضعفه، يؤمن بالرجاء أن قوة الله سوف تدركه. ويعرف تماماً أن الذى لا تستطيعه حكمته كإنسان، فإن حكمة الله تقدر عليه. ويؤمن أنه فى الحياة ليس وحده، بل هو محاط بمعونة إلهية. وقوات سمائية تحيط به، وقديسون يتشفعون فيه


لكي يمتلئ قلبك بالرجاء يا أخى القارئ، ينبغى أن تثق بأن الله يحبك أكثر مما تحب نفسك. وأنه يعرف ماهو الخير لك أكثر مما لا تعرف أنت بما لا يقاس. ولابد أن تعلم أنك فى يد الله وحده، ولست في أيدى الناس، ولا في أيدى التجارب والأحداث، ولا في أيدى الشياطين. وعليك أن تؤمن أيضاً أن الله يعتني بك، ويحفظك من كل سوء، ويحفظ دخولك وخروجك، وينقذك من كل شر. وتؤمن أنه هو الراعي الصالح الذي يرعاك. ويمنحك كل احتياجاتك فلا تحتاج إلى شئ


وإن كنت في مشكلة، فمن المريح لك أن تنتظر الله الذي سينقذك منها. ولا تنتظر عمل الرب من أجلك، وأنت متضجر ومتذمر! ولا تسخط وتقول: لماذا لم يعمل الرب حتى الآن؟! أين محبته؟ أين رعايته؟. ولا ينبغى أن تشك في قيمة صلاتك وفاعليتها، إن مضى وقت ولم تصل إلى الاستجابة!! واعرف أن الإنسان المضطرب أو اليأس أو الخائف أو المنهار، يدل على أنه فاقد الرجاء. أما الأبرار فإنهم كلما حاربهم الشيطان بالقلق أو بالاضطراب، فإن قوة الرجاء تتجدد فيهم من تذكرهم لمواعيد الله السابقة وصفاته الإلهية المحبوبة باعتباره الحافظ والساتر والمعين، الله الحنون المحب صانع الخيرات الذي لا يغفل عن أحد. إن عنايته بنا فائقة وشاملة، وحكمته هي فوق ادراكنا البشري


في حياة الرجاء نثق إن الله يعطينا باستمرار دون أن نطلب، وقبل أن نطلب. فكم بالحري إذا طلبنا. ونحن نثق أيضاً أن الله يعطينا ما ينفعنا، وليس حرفية ما نطلبه. لأنه ربما تكون بعض طلباتنا غير نافعة لنا فنتعب. لذلك في حياة الرجاء لابد أن نثق بحكمة الله في تدبيره لحياتنا. وهناك أمور كثيرة لا ندريها، وهي معروفة ومكشوفة أمام الله. ربما الذي تطلبه يا أخي، لا يكون مناسباً لك ولا نافعاً لك. وربما الوقت الذي تحدده لاستجابة طلبك، يعرف الله تماماً أنه غير صالح، ويرى أن تأجيل الاستجابة أفضل. لذلك تواضع واترك لحكمة الله أن تتصرف! وانتظر في ثقة... إننا أحياناً نضع حلولاً للأمور، واثقين أنها أفضل الحلول، أو أنها الوحيدة النافعة؟ وربما يكون في تدبير الله حل آخر لم يخطر لنا على بال، هو أفضل بما لا يقاس من كل تفكيرنا. فننتظر إذن حل الله في رجاء


اتذكر بهذه المناسبة أن أحدى الفتيات جاءت تشكو إليّ من أن كل عريس يأتى إليها يمضى ولا يعود. فقلت لها ربما إن الله يعد لك عريساً أفضل من كل إولئك يسعدك بدلاً من الذين يمضون ولا يعودون


في حياة الرجاء نؤمن أن الله قادر على كل شئ، وإنه باستمرار يعمل لأجلنا، وأنه ينقذنا من كل ضيق. لقد اختبر داود النبي ذلك، فقال في أحد مزاميره: نجت أنفسناً مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذى خلق السموات والأرض. لذلك فالإنسان الذي يرجو الرب، يكون دائماً في اطمئنان. إنه ليس فقط يؤمن أن الله سيعمل في المستقبل، إنما يؤمن تماماً أن الله يعمل الآن حتى إن كان لا يرى هذا العمل. ولكنه يثق تماماً بعمل الله حالياً. إن الطائرة قد تبدو لمن يستخدمها لأول مرة، أنها واقفة في الجو! بينما تكون في سرعة أكثر من 800 كم في الساعة. ولكنها تبدو له كما لو كانت واقفة! وبعض المراوح الشديدة الحركة تبدو متوقفة، وهي في أقوى درجة من السرعة. وهكذا الله يعمل، وأنت لا تراه يعمل، لكن تؤمن بذلك. ويكون لك رجاء في نتيجة عمله الإلهى التي ستراها بعد حين


على أن البعض ربما يفقد الرجاء بسبب ما يظن أنه تأخير في استجابة الله له! فربما يكون السبب فيما يظن تأخيراً، هو أن الله يعد له بديلاً أفضل مما يطلبه. وربما يكون السبب أن ما نناله بسرعة لا نشعر بقيمته! وقد لا نشكر عليه! فإن تأخرت الاستجابة يزداد تعلقنا بما نطلبه ونشعر بقيمة تحقيقه. ولذلك نحرص على ما نلناه فلا نفقده بسرعة. وربما يكون السبب فيما نظن أنه تأخير، هو أننا نطلب وقلوبنا بعيدة عن التوبة. فلا نستحق الاستجابة بسرعة. وإنما علينا قبل أن نطلب أن نرجع إلى الله لكى نستحق ما نحتاج إليه. كما يحسن بنا أن نعرف أن الضيقات هي مدرسة للصلاة. ولرفع القلب إلى الله ولذلك هي لفائدتنا سواء عرفنا أم لم نعرف


ختاماً علينا أن نحياً حياة الرجاء، ونثق بعمل الله لأجلنا سواء كنا نستحق أو لا نستحق

عصفورة قداسة البابا شنودة الثالث






صدقوني أنني أخذت دروسًا كثيرة من العصفورة


كنت جالسًا أمام قلايتي في حديقة الدير. وكانت علي الأرض بعض الحبوب، لعلها سقطت من أحد عمال المزرعة. وأتت عصفورة لتلتقط الحب. وظننت أن ستأكل حتى تشبع من هذه المؤنة. ولكنها التقطت حبة واحدة أو حبتين وطارت تاركة كل هذا الخير وراءها غير حافلة به وغير آسفة عليه 


وأخذت منها درسًا في القناعة، بل وفي التجرد


وتذكرت قول الرب إنها: لا تحصد ولا تجمع إلي مخازن. متى 6: 26. هذه العصفورة لم تقبع إلي جوار الخير المادي ولم تتخذ لها مقامًا ثابتًا إلي جوار الخير المادي ولم تتخذ لها مقامًا ثابتًا إلي جواره. إنما أخذت الكفاف الذي تريده وطارت سعيدة بأن تسبح في السماء، عن أن تجلس إلي جوار المادة في الأرض. وكان في هذا درس آخر نافع لي


وكانت تغني سعيدة، وقد تركت كل شيء


وقلت في نفسي: هذه العصفورة أكثر رهبنه مني، لأنها تفعل كل ذلك بطبعها وعل سجيتها، دون أن تبذل جهدًا، أو تقاوم شعورًا داخليًا. والسعادة طبيعة فيها، علي الرغم من أن فخاخًا صغيرة ربما تنتظرها.. وتذكرت قول الرسول: أفرحوا في الرب كل حين. فيليبي 4: 4


وأعطتني العصفورة أيضًا درسًا في الحياة الإيمان


لأنها تركت كميه الحبوب وطارت، وهي واثقة تمامًا، أن كل مكان ستذهب إليه ستجد فيه قوتها وطعامها، دون أن تهتم بشيء وهنا تذكر قول الرب: لا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه. لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. متى 6: 34 ، 25، وبقوله عن العصفورة: لا تجمع إلي مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها. متى 6 : 26


حقًا يا سيدي الرب إن العصافير أفضل من بشر كثيرين. ولكنك لفرط محبتك وتشجيعك لنا نحن الضعاف قلت شيئًا أخجلنا وهو: ألستم أنتم بالحرى أفضل منها


إننا نتعلم منها الإيمان، وعدم الاهتمام بالماديات، وعدم حمل الهم من جهة الغد. وأنت نفسك يا رب قلت لنا أن ننظر إلي طيور السماء لنتعلم. ربما تقصد أننا أفضل منها من حيث أننا كائنات عاقلة. لها روح، وعلي صورة الله ومثاله، وإن كانت الطيور أفضل منا في اتكالها عليك


أعجبني في العصفورة أيضًا الانطلاق وحب الحرية


وأعجبني عدم ربط ذاتها بمكان معين، مكان الرزق، حتى أنني قلت في قصيدتي عن السائح




ليس لي دير فكل البيد والآكام ديري


أنا طير هائم في الجو لم أشغف بوكر


أنا في الدنيا طليق في إقاماتي وسيري

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010