العذراء والطفل الاسود


عندما يتعرض أحدهم للظلم .......فانه يحاول الدفاع عن نفسه
تاره بالكلام وتاره بالفعل وتاره بالبكاء
ولكنه عندما يجد ان أقرب أقاربه واكثر أحباءه قد وافقوا الظالمين
فأنه لا يوجد أمامه...... سوى الصمت ورفض الواقع
وعندئذ يصبح فى صراع داخلى بينه وبين نفسه

bible01anim
اليوم  قصتى معكم
قصه سيده باره طاهره وكان لها زوج غنى له عبيد كثيرين
وكان من بين هولاء العبيد رجل زنجى محبوبا من سيده
وكان السيد يعامل كل الخدم بالحب والموده
292_2_61e3627453 

وهلت الأفراح بالبيت ببشرى مولود قادم
وامتلا البيت فرحا وجاء الميلاد

وبدلا من ان يمسك الاب بابنه يحتضنه اذ به يصرخ:انه اسود البشره
2568363_normal

وأمسك بالطفل يلقيه خارجا واطاح بالأم وطرد العبد وهاج وماج
وعبثا حاولت المسكينه اقناع الجميع بانها بريئه
ولكن ما من احد له اذن ليسمع بها
حاولت الذهاب بابنها لأقاربها 
علها تجد عندهم قلب مملوء بالرحمه يشعر بها
ولكن الجميع يرفضون الاصغاء
792904sj5fjou370

أسرعت الام حامله طفلها وأرتمت فى احضان أيقونه
 سيده الطهر والعفاف البتول
آم النور تصرخ:أنقذينى اخبرينى ماذا افعل ؟فأنتى تعلمين أننى بريئه فاشهدى معى ببرائتى
ومرت لحظات صامته بين الام ووالده الاله وكان القلبان هما المتحدثان
25389

وفجاه أسرعت الام الى السوق ووقفت فى منتصفه وقالت: لقد طلبت منكم جميعا الوقوف معى لتبرئتى ولكنكم كلكم رفضتم حتى النظر الى,والان الوحيده التى ستقف معى
 وتشهد ببرائتى هى والدتى والده الاله
وأمام مراى من الجميع أحتضنت الام وليدها والقت بنفسيهما بالنهر
أخذ الشعب يبكى ويصرخ ربما تكون مظلومه ربما فعلا لم نسمعها
وأسرع اهل الزوجه الى الكنيسه يستنجدون بالله حتى يغيثها  

485573621

وبعد وقت ليس بقليل اذ بالسيده تخرج من النهر وهى محتضنه ابنها وتقول :آلم اخبركم أنها هى من ستشهد ببرائتى
أرايتم !!!!ها انا سليمه معافيه , وها أبنى معى لم يتاثر بالقائه فى النهر
www.9or.cc-h%20(25)
أسرع الاب يجرى لينظر زوجته البريئه
وبينما هو مذهول, نادم, غير مصدق  فاقترب منهما 
CAWDEPPM

ونظر الى الطفل فوجده قد تغيير لونه
أسرع الحاضرون يقبلوا الام ويمجدوا الله فى صنيعه
و الزوج يمسك بابنه ويطلب من زوجته العفو
ولكن الزوجه أجابت :فى وقت ما وجدت نفسى مظلومه من الجميع ولم أجد بجوارى سواها أتريدنى الان أن اتركها؟ابدااا
وانطلقت الزوجه الى دير الراهبات وماتت طاهره
149%20madona

الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”

 
الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!" 
 
 
يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضا...فيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه. وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول
 

" الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!" ..

كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات " الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!"،


بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:"كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟"

في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت " سوف أتخلص من هذا الأحدب!" ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها في الارتجاف " ما هذا الذي أفعله؟!"..

قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم " الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!"

وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.

كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء

وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه
ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال " إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!!

وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته"

بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وطهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!!
لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!
لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب " الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!"..

المغزى من القصة:
افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها، لأنه في يوم من الأيام وحتى لو لم يكن في هذا العالم ولكنه بالتأكيد في العالم الأخر سوف يتم مجازاتك عن أفعالك الجيدة التي قمت بها في هذا العالم. 
ترنيمة في وقت ضعفي

قديس ولكن

 
              قديس ولكن ||||        

 
 
فى مدينة نجع حمادى اعتاد احد الشيوخ الاتقياء ان يعبر نهر النيل فى فجر كل 12 من الشهر القبطى ليشترك فى التسبحة والقداس الالهى اذ كانت الليلة قمرية والجو حار جدا نام الشيخ فى الهواء الطلق أستيقظ فى نصف الليل وكان نور القمر قويا فظن أن الفجر قد لاح وأنه قد تأخر عن الذهاب الى الدير فى البر الآخر للاشتراك فى التسبحة أمسك الشيخ بعكازه وتحرك نحو شاطئ النيل وأتجه نحو البر الاخر سيراً على الاقدام وأقترب من البر نادى أحد المراكبية باسمه فأستيقظ كثيرون من أصحاب السفن الشراعية والعاملون معهم على صوت هذا الشيخ وكانوا يتطلعون فى دهشة إلى الشيخ الواقف على المياه متجها نحو البر قال الشيخ لأحدهم أرجو ارسل معى (فلان) الصبى ليذهب معى إلى البر الأخر لأنى خائف من الكلاب أجابه صاحب السفينة كيف تخاف يا عم (فلان) من كلاب الدير وأنت تسير على المياه تعجب الشيخ مما يسمعه فصار يضرب بالعكاز على المياه وهو يقول مياة أيه يا ابنى انها ارض هكذا كان الشيخ يرى مياه النيل ارضا يسير عليها وهو لا يدرى واذ الح الشيخ فى طلب الصبى من صاحب السفينة كى يسير معه حتى الدير خوفا من كلاب الحراسة التى للدير قال صاحب السفينة ربنا معك يا عم (فلان) صلى من اجلى لا تخف من الكلاب وأضطر الشيخ ان يكمل طريقه .
يا للعجب فى تقواه يسير على المياه وهو لا يدرى بينما فى ضعفه البشرى يخشى نباح الكلاب على الامر الذى لا يخاف منه صبى صغير لكل قديس نقطة ضعف قد لا يسقط فيها صبى صغير لكن الله يسمح بها لكى تحفظه من السقوط فى الكبرياء ، لا تتعثر ان شاهدت بعينيك ضعفات قديسين ولمستها بنفسك فهذا امر طبيعى يسمح به الله ليدرك الكل مهما بلغوا من قداسة ضعفهم البشرى وحاجتهم المستمرة لعمل المخلص فى حياتهم

     
                       انا خايف                    



قاموس و معجم كلمات الكتاب المقدس الصعبة



 
قاموس و معجم كلمات الكتاب المقدس الصعبة
 

__,_._,___

ظهور والدة الإله

ظهور والدة الإله

 
 
 
كان هناك كاهنٌ فاضلٌ جدا يدعى " بيلاجيوس" يعيش في بلاد الألمان، وقد كان هذا الكاهن يكرم والدة الإله بشكلٍ استثنائيٍّ، لكن الشيطان كان يحسده ويزرع فيه فكر عدم الإيمان بشأن المناولة الإلهيّة، فكان يفكر قائلا في نفسه: "كيف يمكن أن يصير الخبز جسد المسيح والخمر دمه؟!"
سقط الكاهن في حزن شديد بسبب هذه الأفكار، لكنه لم يجرؤ على استشارة أحدٍ، ولذلك التجأ إلى الفائقة القداسة نفسها م...
تضرعًا إليها لكي توضح له الأمر.

في أحد الأيام، كان بلاجيوس يخدم القداس الإلهي، وعندما وصل إلى الإعلان :" وخاصة من أجل الكلية القداسة الطاهرة الفائقة البركات المجيدة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم" اختفى الخبز المقدس من الصينية المقدسة، فأخذ الكاهن يبحث دون أن يجد شيئًا.

صرخ بلاجيوس مذعورًا :
" إنني أعلم يا سيدتي الفائقة القداسة أنه بسبب قلّة إيماني وشكي غادر المسيح مختفيًا من أمامي حتى لا أتناول أنا غير المستحق؛ لكنني أرجو منك أن تتضرعي إليه ليغفر لي!"
فجأةً شاهد أمامه الملكة الفائقة التمجيد مع الطفل الإلهي على حضنها فوق المائدة، فقالت له:
" إنّ هذا الطفل هو خالق المسكونة، إنّه ابن الله وكلمته، إنّه إله تامٌ وإنسانٌ تامٌّ؛ لقد مات على الصليب من أجل خلاص العالم ثم قام، وهو الآن يتعطَّف مقدَّما بطريقة عجائبية يوميًّا، على شكل خبزٍ وخمرٍ، بسبب محبته العظمى للبشر، وذلك من أجل تقديس نفوسهم. هلمَّ، تحسّسه، واكتشف دون خوف، وتأكد من أنّ ما تراه هو حقيقيّ، وأنّه جسدٌ بلحم ودمّ، على حسب ما ولدته. هكذا بالضّبط يستحيل الخبز والخمر عندما تقيم القداس الإلهي،
ولكن بما أن البشر لا يستطيعون أن يأكلوا لحمًا نيئًا وأن يشربوا دمًا لذلك يُقدَّمُ الكليّ القدرة على شكل خبزٍ وخمرٍ حتّى يستطيع كلُّ واحد أن يتناوله بشوقٍ ولهفةٍ؛ فتناول أنت أيضًا بإيمانٍ وتقوى لأنّ الإنسان الّذي يتناول باستحقاق يصير مشاركًا لمجد المسيح الإلهي".
وبتفوّهها بهذه الأقوال، وضعت السيدة الطفل على المائدة المقدسة وبعدما سجدت له بتواضعٍ توارت عن الأنظار.
عندئذٍ، أخذ الكاهن بيديه الطفل الإلهي بخوفٍ وفرحٍ ثمّ قبّله بتقوىً متيقنًا أنّه فعلاً طفلٌ حيٌّ له لحم حقيقيٌّ. ثمّ وضعه على المائدة المقدّسة وجثا الأرض وأخذ يصلّي بدموعٍ قائلاً: " اؤمن يا رب وأعترف أنّك أنت بالحقيقة ابن الله الّذي ولدت من مريم الدائمة البتوليّة وأشكرك على النعمة التي أهلتني لها اليوم أنا غير المستحق وأتضرع إليك أن تسامحني على قلة إيماني السابق والآن أهلني لأن أتناولك ليس كطفلٍ بل كخبزٍ ".
وبعدما صلى على هذا المنوال بإيمانٍ نهض ورأى أمامه خبزًا فتناول بابتهاجٍ وظل
طيلة حياته يكهن الأسرار الإلهية بتقوىً جزيلة
من كتاب عجائب ورؤى من القداس الإلهي

ثوبك فضفاض

عيد التجلى



عِيدُ التَّجَلّي
بقلم: القمص أثناسيوس فهمي جورج
الاربعاء ١٧ اغسطس ٢٠١١

تجلِّي الرب حادث مِفْصَلي في الإنجيل. قَبْلَه وفيه وبعده، فقد أظهر المسيح فيه نفسه محقِّقًا ما جاء عنه في الأسفار المقدسة ونبوءاتها عن المسيا، الممسوح
لأجل خلاصنا، قبل أن يتمم تدبير خلاصنا بالصليب والقيامة والصعود... هناك على جبل التجربة انتصر على المجرِّب وأبطل حُجَجه، وهنا على جبل التجلي أعلن مجده الإلهي الفائق قبل رحلة الآلام، ومن مجد التجلي على الجبل إلى مجد الآلام على رابية الجلجثة، فلا تجلي إلا بالصليب. في التجلي تغيرت هيئته وأضاء وجهه كالشمس وصار كله مُشِعًّا بمجد عظيم، وصارت ثيابه بيضاء كالنور، هيئة وجهه صارت متغيرة وثيابه بيضاء جدًا كالثلج مُبيَضًّا لامعًا، وظهر معه النبيان موسى وإيليا الذان كانا قد رحلا من العالم منذ مئات السنين. ظهر معه إيليا الحي وموسى من عالم الأموات، لأنه هو إله الأحياء والأموات، وكانت سحابة تظللهم، وصار صوت من السحابة قائلاً "هذا هوابني الحبيب له اسمعوا"(لو ٣٤:٩).

كان معه تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا "للتأكيد المثلث للشهادة"، وهم الذين عاينوا عظمته وسمعوا صوت المجد الأسنىَ المُقبِل من السماء، صعدوا ليروا التجلي وتسلقوا القمم حتى تبْيَضّ ملابسهم... ارتقوا ليعاينوا الجمال الإلهي الذي لا يقدر قَصّارٌ على الأرض أن يُجليه... إنها رحلة رؤيوية كشف فيها الرب عن طبيعته الإلهية النورانية، وعن كيانه المجيد الذي هو عتيد أن يكمله بالآلام، وسيظهر به في مجيئه الثاني الآتي من السموات، المخوف والمملوء مجدًا والدائم إلى الأبد. أضاء يسوع نفسه لأنه هو شمس البر الذي ينير لكل إنسان آتٍ إلى العالم... وضَمَّ إليه رداءه التي هي كنيسته المجيدة التي جمعها في عُشّ أبيه وبيّضها وزينها وغسّلها ومَحَا خطاياها القرمزية لتبيَضّ كالثلج، حوَّط عليها بثيابه التي هي كلام إنجيله "أنفاس الله" لتكون بيضاء نورانية مُشِعّة وطاهرة بنور ضياء كلمته التي لا يقدر أي قَصّارٌ على الأرض أن يبيّض مثلها مهما كانت حكمتهم أو أيدولوجياتهم، لأن كلمته روح وحياة، حية ولامعة... كان مجد الآلام موضوع حديث ربنا مع الزائرين السماويين. فناموس موسى ونبوءة إيليا والأنبياء قد سبقوا ورمزوا للمرموز إليه. ظهرا النبيان في مجد، وسط السحابة النيّرة التي هي شَكِينَة الحضرة الإلهية، ومعهم الابن الوحيد رب الناموس والأنبياء، الذي جمَّع ووحَّد في شخصه العهد القديم والجديد بالرسل، والكنيسة المنتصرة مع المجاهدة.

إن مجد التجلي هو استباق لمجد الآلام والقيامة، حيث خروج الرب وسِرّ تدبيره الخلاصي الثمين، وتحقيق الظلال والرموز والنبوءات. حضر الأنبياء كشاهدين لربنا يسوع المسيح، باعتبارهما ممثلين للناموس والأنبياء، وقد ظهر الآن بر الله بدون ناموس، وها مسيحنا القدوس مشهود له من الناموس والأنبياء، وهو حاضر فيهم بالمجد الذي كان عتيدًا أن يكمله في أورشليم.

إن عيد تجليك يا ربنا هو عيد المظال الحقيقي، ليس مصنوعًا من أوراق الأشجار ليقدم طعامًا بائدًا، لكنه مزيَّن بنور لاهوتك البهي غير الفاني، في مظلة دائمة أبدية تثبُت بنعمتك... ومجد سحابتك مضيء في مجد صوت أبيك، وفي مَعيّتك موسى الكليم الذي تكلم عن المستقبل وشهد عن ما هو حاضر كل حين، ذاك الذي في وسطنا قائم وسيأتي، وفي مَعيّتك إيليا مركبة إسرائيل وفرسانها الذي حفظته مع مركبته، وهو الآن يراك متجهًا نحو الآلام ولك كل العلو والعمق... لقد أعلنتَ مجدك في ميلادك وعمادك وصومك على جبل التجربة، وسلطانك على الشياطين وإقامة الموتى وشفاء المرضى، وسلطانك على الطبيعة كلها، ومجد تجليك هو إعلان لقيامتك.

إن مجد تجليك الذي أظهرته قبل قيامتك موجود أصلاً فيك كل حين، لأنه مجد لاهوتك الذي كان محتجبًا في الجسد، وهو مجد تدبيرك وحضرتك في كنيستك كل حين... لكنه مَخفيٌّ لا يحسه إلا مَن يتبعك ويصعد معك ومَن أردتَ أن تعلنه له. إن مجد ملكوتك الآتي سيَظهَر علانية ويغمر الخليقة كلها، عندما تأتي في نهاية الزمان وتَصِير الكل في الكل. مجدك هذا سيظهر بقوة ليقيم أجساد القديسين، فتتغير إلى تلك الصورة عينها، وتضيء كالجَلَد، وتكون على صورة مجدك عندما نراك ونعاين مجد الحياة والبهجة، وصلاح بر الحق الذي ستعطيه لمن يرتضي حمل صليبك، ولمن لا يترجّىَ له مظالًا هنا، ولمن لا يضع النور تحت المكيال، عندئذٍ تحسبه أهلاً لرؤية مجد ظهورك المجيد، وتغيِّر شكل جسده لتجعله على صورة جسد مجدك، فصليبك هو طريقنا للتمجيد، مدركين نفقة صعود جبل تجليك.

إن مجد تجليك في كشفك عن المجد الذي فيك والذي لك، بظهورك بهيئتك الحقيقية الأصلية، التي لونها اللمعان والصفاء البرّاق، أظهرته قبل أن تعلَّق على الصليب لتكمل سر التدبير وآلامك الخلاصية على الصليب المكرَّم (قد اُكمِل)... فرأوك ممجدًا كحقيقتك ومعك اتفاق شهادة النبوءات والشريعة التي انحنت لك يا رب الشريعة وواضع الناموس، حيث تقابلا العهدان وتلاثما وصارا في خيمة الإنجيل.

ونحن يا سيدنا بالسجود والصلاة والتبعيّة لك نتلمَّس سِرّ تجليك ممجَّدًا من أجلنا حتى نختبر الارتقاء لملكوتك في شركة ميراث القديسين في النور، حيث يقوم فيك الكل. سحابتك النيرة تغطينا بظلها، وصوت أبيك المفرح يدوّي كي نسمعك ونَقبَلك ونطيعك يا ديان الأحياء والأموات، يا صاحب المظال الأبدية.

إن سحابة مجدك والصوت المسموع سبقا وقيلا في معموديتك، فصوت نهر الأردن هو نفسه صوت جبل التجلي (هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررتُ له اسمعوا)... فمضمون المعمودية ومضمون التجلي واحد، والقضية كلها من البداءة إلى النهاية هي فداؤك الثمين وقيامتك. إننا في المعمودية نأخذ العربون وننال بنوَّتنا فيك، والمشروطة بأن (له اسمعوا)عندما نقبَلك ونستجيب لعمل نعمتك ونسلك في رضاك، فننال محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة وموهبة وعطية الروح القدس

اللاهوت المريمي والثيؤطوكيات



اللاهُوتُ المَريَمِيُ والثِيُؤطُوكِياتُ
اللاهُوتُ المَريَمِيُ والثِيُؤطُوكِياتُ

بقلم: القمص أثناسيوس فهمي جورج
السبت ١٣ اغسطس ٢٠١١

نشأت الثيؤطوكيات كأدب كنسي مكتوب يتضمن إيمان الكنيسة المحفوظ في وعيها وضميرها وتعليمها الشفاهي. وهي تتضمن خلاصة اللاهوت المريمي في قطع قبطية موزونة لتمجيد والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، لتشرح في اصطلاحات لاهوتية عميقة رموز ونبوءات وتوصيفات وتشبيهات عن العذراء وسر التجسد الإلهي العجيب. لذلك حوت ألقابًا ومديحًا وتطويبًا للعذراء، عاشته الكنيسة على الدوام وإلى مدى الأجيال عبر العبادة الكنسية اليومية، مضافًا إليها ما انتهت إليه المجامع الثلاثة القانونية. وتدل هذه الثيؤطوكيات على أن واضعيها كانوا شخصياتٍ لاهوتيةً ونسكية بارعة، حرصوا أن يجعلوا اللحن صلاةً والصلاة لحنًا، وأدخلوا تفاسير الكتاب المقدس لآباء الكنيسة كمادة أساسية في العبادة، تشكِّل المفردات والاصطلاحات اللاهوتية الغنية في مضامينها، لتكون معبِّرة عن وحدة الحياة وما يغترفه المسيحي من معانٍ كتابية في صلواته اليومية، فلا يبقىَ الكتاب المقدس مصدرًا قائمًا بذاته منفصلاً عن الحياة الكنسية، بل مادة بناء للحياة المسيحية التَقَوية، وبالذات في العقيدة والليتورﭼيا... وقد أتت في جملتها غنية وخصبة بالإشارات والتفاسير والرمزيات ضمن التيار الروحي النسكي والليتورجي في وحدة وانسجام

احتوت الثيؤطوكيات على لاهوت العهد الجديد الذي تحولت فيه رموز العهد القديم إلى حقائق إلهية، تمت بحسب تدبير النعمة لتكميل الخلاص في شخص مريم العذراء القبة الثانية المباركة، التي صارت قدس أقداس وفيها لوحَا العهد، تلك العذراء هي التي دلتنا على (اليوتا) اسم الخلاص، الذي تجسد منها بغير تغيير وصار وسيطًا لعهد جديد، ومن قِبَل رشاش دمه الكريم تطهرنا وتبررنا وفزنا بالرحمة... هذه هي العذراء المتسربلة بمجد اللاهوت من داخل ومن خارج، قدمت لله شعبًا وشعوبًا كثيرة من قِبَل طهارتها. هي قديسة كل حين لأنها قسط الذهب النقي التي في وسطها المن المخفي، حملت في بطنها المَنّ العقلي الذي أتى من الآب، ولدته بغير دنس ولا مباضعة. هي منارة ذهبية حاملة المسيح النور الحقيقي، وهي المجمرة الذهب النقي الحاملة الحجر المختار والبخور العنبري، حملت في بطنها غير المنظور كلمة الآب، هي الحمامة الحسنة وزهرة البخور التي أينعت، وهي عصا هارون التي أزهرت بغير غرس ولا سقي، مشتملة بالأنوار والطهارة وأعمال كريمة قيلت عنها، لأن الرب أشرق جسديًا منها، ومن قِبَلها رجع آدم إلى رئاسته دفعة أخرى... بسبب طهارتها أحببنَ العذارى الطهارة وصرنَ بنات لها، ومن قِبَلها نجد دالة عند الديان بعد أن صارت هي إكليل فخرنا ورأس خلاصنا وثبات طهرنا

عالية هي الأعجوبة التي لولادتها، وعظيم هو مجد بتوليتها الكاملة، الذي جعلها كالسُلّم الذي رآه يعقوب ثابتة على الأرض ومرتفعة إلى السماء، جعلها كالعليقة المشتعلة التي لم تحترق، وككنز الجوهر التي وَلدت خالق الكل، وكباب المشرق المختوم بختم عجيب، دخل وخرج منه رب القوات وبقي مختومًا على حاله

إن كرامة العذراء لا يُنطق بها، زينتها في السموات العلوية عن يمين حبيبها، والمواهب الإلهية التي نالتها كانت مواهب مضافة إليها وظلت كذلك، طهارتها خشب لا يسوَّس لأنها حازت من النعمة بالقدر الذي يؤهلها أن تكون أم القدوس، المظللة بقوة العلي (بالشكينة) فصارت عرشًا ملوكيًا للمحمول على الشاروبيم، وارتفعت عن الطبائع العلوية العقلية لأن الذي في حجرها الملائكة تسبحه والشاوربيم يسجدون له باستحقاق والسيرافيم بغير فتور... هي باب المشارق، الخدر الظاهر الذي للختن، وكلنا نسير في ضيائها لأنها ولدت لنا الحياة مخلص العالم الحي والمحيي. ولدت الحمل ومن مجده سَتَر كل عُري، ومن صوفه (ناسوته) وُلدت الطبيعة الجديدة وعدم الفساد، حملت بالظافر كسحابة نيِّرة ممطرة بالنعمة وخلاص العالم، لتُطفئ عطش حواء وتستر آدم الذي طردته نتانة العصيان... فكانت سحابة وعطرًا وبخورًا (اسطوينوفي) ومعملاً للاتحاد غير المفترق

حقيقة إن هذه الثيؤطوكيات عميقة وغنية وزاخرة بالمعاني والحياة والأصالة وتحقيق النبوءات، ارتفعت درجتها الروحية فوق التعبير اللفظي بل وفوق المعقول... تتكشف معانيها بالبرهان العملي، وتتميز بأن جوهر الوزن فيها هو للوزن الفكري والإلهام، ولِمَا لا؟ ما دامت مريم العذراء هي فردوس الكلمة الحاوية للاهوت؟! فكل تمجيد للمسيح هو فخر للعذراء، ويُعتبر في حد ذاته مديحًا لها كأم المسيح، فلا يمكن فَهم قداستها وتمجيدها بعيدًا عن المسيح المتجسد، ففي تكريمنا لها مراجعة لكافة أحداث الخلاص بصفتنا مشاركين لا مشاهدين، نرقىَ إلى كرامة شهود عيان لتاريخ الخلاص، شهود يعاينون حياة المسيح عيانًا... هذه كلها حرص عليها الشاعر القبطي في وضع الثيؤطوكيات لتكون لنا نسيج قماشة التسبيح الذي لا يَعرف التقسيم العقلي الذي ساد مدارس اللاهوت في فصل التجسد عن الصليب والقيامة وأسرار الكنيسة... إنها أوبرا إلهية وسيمفونيات ومدخل إدراك الخلاص الذي يتحقق الآن في عبادة الكنيسة، فيتعظم مجد مريم وتطوِّبها الشعوب

التأمل‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء



التأمل‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء


التأمل‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء
لنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏موسي أسقف‏ ‏الشباب

كانت‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏رمز‏ ‏ونموذج‏ ‏لحياة‏ ‏التأمل‏ ‏والعبادة‏ ‏والصلاة‏.. ‏فمنذ‏ ‏طفولتها‏ ‏المباركة‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏ ‏تتأمل‏ ‏وتتعبد‏ ‏وتصلي‏، ‏وحتي‏ ‏بعدما‏ ‏كبرت‏ ‏في‏ ‏السن‏ ‏وخرجت‏ ‏إلي‏ ‏الهيكل‏، ‏وذهبت‏ ‏إلي‏ ‏بيت‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏ ‏كانت‏ ‏مصرة‏ ‏علي‏ ‏حياة‏ ‏البتولية‏ ‏التي‏ ‏تساندها‏ ‏بالتأمل‏ ‏والعبادة‏ ‏والشركة‏ ‏الحية‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏وحتى ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏حبلت‏ ‏بالرب‏ ‏يسوع‏ ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏ولدت‏ ‏الطفل‏ ‏الإلهي‏.. ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏عنها‏. ‏أما‏ ‏مريم‏ ‏فكانت‏ ‏تحفظ‏ ‏جميع‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏متفكرة‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏قلبها‏. ‏ولكن‏ ‏السؤال‏ ‏هو‏.. ‏العذراء‏ ‏كانت‏ ‏تتأمل‏ ‏كيف؟‏ ‏وفيما‏ ‏نتأمل‏ ‏نحن؟‏.‏

هناك‏ ‏عدة‏ ‏مدارس‏ ‏في‏ ‏التأمل‏.. ‏المدرسة‏ ‏الأولى‏ ‏هي‏ ‏نصوص‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏، ‏الثانية‏ ‏شخصيات‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏، ‏الثالثة‏ ‏سير‏ ‏القديسين‏، ‏الرابعة‏ ‏هي‏ ‏أحداث‏ ‏الحياة‏.‏

أولا‏ ‏نصوص‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏:‏
الإنسان‏ ‏المسيحي‏ ‏يلهج‏ ‏في‏ ‏الكلام‏ ‏الرب‏ ‏نهارا‏ ‏وليلا‏، ‏لأن‏ ‏كلمات‏ ‏الإنجيل‏ ‏هي‏ ‏روح‏ ‏الحياة‏، ‏أي‏ ‏بمثابة‏ ‏الأكسجين‏ ‏الروحي‏ ‏والنسمة‏ ‏الروحية‏ ‏لأنه‏ ‏كما‏ ‏أن‏ ‏نسمة‏ ‏الهواء‏ ‏تحي‏ ‏جسده‏، ‏فإن‏ ‏كلمة‏ ‏الروح‏ ‏تحي‏ ‏روحه‏.‏
لذلك‏ ‏الإنسان‏ ‏يجب‏ ‏ألا‏ ‏يكف‏ ‏عن‏ ‏قراءة‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏أبدا‏، ‏بل‏ ‏ويقرأه‏ ‏بانتظام‏ ‏فهذه‏ ‏الكلمات‏ ‏هي‏ ‏رسالة‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏وكلمة‏ ‏الله‏ ‏إلي‏ ‏قلبه‏. ‏نحن‏ ‏في‏ ‏احتياج‏ ‏دائم‏ ‏لقراءة‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏بتأمل‏, ‏نقرأ‏ ‏الأصحاح‏ ‏ونحن‏ ‏مفتوحي‏ ‏الذهن‏ ‏والقلب‏.‏

أليست‏ ‏كلمتي‏ ‏كنار‏ ‏يقول‏ ‏الرب‏ ‏وكمطرقة‏ ‏تحطم‏ ‏الصخر‏ ‏فالإنسان‏ ‏الذي‏ ‏يقرأ‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏نار‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏تحرق‏ ‏شوائب‏ ‏الخطية‏ ‏التي‏ ‏فيه‏، ‏ومطرقة‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏تحرق‏ ‏شوائب‏ ‏الخطية‏ ‏التي‏ ‏فيه‏، ‏ومطرقة‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏بك‏ ‏تحطم‏ ‏الصخر‏ ‏الذي‏ ‏يعترض‏ ‏حياته‏.. ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏نار‏.. ‏مطرقة‏.. ‏خبز‏ ‏يشبع‏ ‏ويحيي‏ ‏كلمة‏ ‏ربنا‏ ‏سيف‏ ‏بتار‏ - ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏حية‏ ‏وفعالة‏ ‏وأقوي‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏سيف‏ ‏ذي‏ ‏حدين‏.‏

إذن‏ ‏فعند‏ ‏سماعي‏ ‏تعليم‏ ‏غريب‏ ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏سيف‏ ‏بتار‏ ‏تحكم‏ ‏عليه‏ ‏وتقول‏ ‏هذا‏ ‏خطا‏ ‏وتقطعه‏.. ‏عادة‏ ‏رديئة‏ ‏لدي‏ ‏الناس‏ ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏تقطعها‏.‏ كلمة‏ ‏ربنا‏ ‏أيضا‏ ‏نور‏ ‏وسراج‏ - ‏سراج‏ ‏لرجلي‏ ‏كلامك‏ ‏ونور‏ ‏لسبيلي‏ ‏فالوصية‏ ‏مصباح‏ ‏والشريعة‏ ‏نور‏.‏

ليتك‏ ‏تسأل‏ ‏نفسك‏: ‏هل‏ ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏تقرأ‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏كاملا‏ ‏بتأمل‏ ‏وبانتظام؟‏ ‏ليتك‏ ‏تأخذ‏ ‏تعهدا‏ ‏على ‏نفسك‏ ‏الآن‏ ‏بقراءة‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏يوميا‏.. ‏وبروح‏ ‏التأمل‏!!‏

ثانيا‏ ‏شخصيات‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏:‏
الإنسان‏ ‏الذي‏ ‏يقرأ‏ ‏الكتاب‏ ‏لن‏ ‏يجد‏ ‏فقط‏ ‏كلام‏ ‏الله‏ ‏ولكن‏ ‏أيضا‏ ‏شخصيات‏ ‏نتعلم‏ ‏منها‏.. ‏آدم‏ ‏وحواء‏ ‏نتعلم‏ ‏منهما‏ ‏عدم‏ ‏الحوار‏ ‏مع‏ ‏الشيطان‏.. ‏قايين‏ ‏وهابيل‏ ‏نتعلم‏ ‏الذبيحة‏ ‏المقبولة‏ ‏ومحبة‏ ‏الإخوة‏ - ‏نوح‏.. ‏سأسير‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏حتى ‏ولو‏ ‏كنت‏ ‏كمازح‏ ‏في‏ ‏عيون‏ ‏العالم‏.. ‏إبراهيم‏.. ‏نترك‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أن‏ ‏نتبع‏ ‏الله‏ ‏وإسحق‏ ‏نتعلم‏ ‏منه‏ ‏كيف‏ ‏نتمسك‏ ‏بالمواعيد‏ ‏الإلهية‏.. ‏أنظروا‏ ‏هذا‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏واحد‏ ‏فقط‏ ‏جزء‏ ‏بسيط‏ ‏منه‏ ‏سفر‏ ‏التكوين‏ ‏ماذا‏ ‏عن‏ ‏باقي‏ ‏الأسفار‏!!‏

ثالثا‏ ‏سير‏ ‏القديسين‏:‏
من‏ ‏يريد‏ ‏التأمل‏ ‏يذهب‏ ‏ويقرأ‏ ‏في‏ ‏سير‏ ‏القديسين‏، ‏قد‏ ‏يقول‏ ‏البعض‏ ‏إنهم‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ - ‏أقول‏ ‏لا‏ ‏صحيح‏ ‏أنهم‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏وما‏ ‏قبله‏ ‏وما‏ ‏بعده‏ ‏ولكنك‏ ‏أنت‏ ‏كابن‏ ‏لله‏ ‏تقرأ‏ ‏سيرة‏ ‏القديس‏ ‏فتعلق‏ ‏وتحب‏ ‏فضيلة‏ ‏معينة‏ ‏فيه‏. ‏هذه‏ ‏الفضيلة‏ ‏تمتصها‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تشعر‏.. ‏إذا‏ ‏أعجبت‏ ‏بفضيلة‏ ‏في‏ ‏العذراء‏ ‏كالتسليم‏ ‏تأخذ‏ ‏قبسا‏ ‏منها‏.. ‏هوذا‏ ‏أنا‏ ‏أمة‏ ‏الرب‏ ‏ليكن‏ ‏لي‏ ‏كقولك‏، ‏لتكن‏ ‏مشيئتك‏.. ‏مهما‏ ‏حدث‏ ‏ومهما‏ ‏ظن‏ ‏الناس‏ ‏بي‏.. ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏أن‏ ‏ظهر‏ ‏الحمل‏ ‏سترجمين‏.. ‏لكن‏ ‏لتكن‏ ‏مشيئتك‏، ‏وها‏ ‏هي‏ ‏عند‏ ‏الصليب‏ ‏في‏ ‏تسليم‏ ‏عجيب‏.. ‏أما‏ ‏العالم‏ ‏فيفرح‏ ‏لقبوله‏ ‏الخلاص‏ ‏وأما‏ ‏قلبي‏ ‏فيلتهب‏ ‏عند‏ ‏النظر‏ ‏إلى ‏صلبوتك‏.‏

رابعا‏ ‏أحداث‏ ‏الحياة‏:‏
لو‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏حياتك‏ ‏بركة‏ ‏أو‏ ‏تجربة‏ ‏تأمل‏ ‏فيها‏ ‏وتعمق‏ ‏فيها‏.. ‏لو‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏حياتك‏ ‏نجاح‏ ‏أو‏ ‏فشل‏ ‏تأمل‏ ‏فيه‏ ‏لأن‏ ‏الله‏ ‏يكلمك‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏هذا‏ ‏الحدث‏.. ‏أعرف‏ ‏طبيبا‏ ‏كان‏ ‏مستهترا‏ ‏جدا‏ ‏ومن‏ ‏شدة‏ ‏استهتار‏ه ‏كان‏ ‏يعلم‏ ‏ابن‏ ‏أخته‏ ‏كل‏ ‏الخطايا‏ ‏وفي‏ ‏إحدى‏ ‏المرات‏ ‏وهما‏ ‏عائدين‏ ‏من‏ ‏الإسكندرية‏ ‏مشبعين‏ ‏بالرذائل‏ ‏تحدث‏ ‏حادثة‏ ‏لهما‏ ‏وينتقل‏ ‏الشاب‏ ‏الصغير‏ ‏إلى‏ ‏العالم‏ ‏الآخر‏.. ‏بدأ‏ ‏يشعر‏ ‏أنه‏ ‏نجى‏ ‏من‏ ‏الحادثة‏ ‏وأنه‏ ‏سبب‏ ‏هلاك‏ ‏هذا‏ ‏الشخص‏، ‏وبدأ‏ ‏يبكي‏ ‏بالدموع‏ ‏أمام‏ ‏الله‏ ‏ليقدم‏ ‏توبة‏ ‏الله‏ ‏يقسمها‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏يتوب‏ ‏ويصلي‏ ‏إلى‏ ‏الله‏، ‏أن‏ ‏يغفر‏ ‏لهما‏ ‏وتحول‏ ‏اتجاه‏ ‏هذا‏ ‏الإنسان‏ ‏نحو‏ ‏الله‏.‏

نحن‏ ‏نحتاج‏ ‏أيها‏ ‏الأحباء‏ ‏أن‏ ‏نتعامل‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الحياة‏ ‏اليومية‏ ‏أن‏ ‏كان‏ ‏نجاح‏ ‏أشكرك‏ ‏يارب‏، ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏فشل‏ ‏ماذا‏ ‏تريد‏ ‏أن‏ ‏تقول‏ ‏يارب‏، ‏وأن‏ ‏كانت‏ ‏تجربة‏ ‏أسمع‏ ‏صوت‏ ‏ربنا‏ - ‏الرب‏ ا‏فتح‏ ‏لي‏ ‏أذنا‏ ‏لأسمع‏ ‏كالمتعلمين‏.‏

أحبائي‏:‏
تعالوا‏ ‏نعيش‏ ‏حياة‏ ‏التأمل‏ ‏التي‏ ‏عاشتها‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏.‏

الله‏ ‏يعطينا‏ ‏ألا‏ ‏نصوم‏ ‏وألا‏ ‏نحتفل‏ ‏بأعياد‏ ‏القديسين‏ ‏في‏ ‏روح‏ ‏جسدية‏, ‏ولكن‏ ‏في‏ ‏فرحة‏ ‏روحية‏ ‏مقدسة‏ ‏حتي‏ ‏نسير‏ ‏وراءهم‏ ‏علي‏ ‏نفس‏ ‏الدرب‏ ‏ونصل‏ ‏معهم‏ ‏إلي‏ ‏أورشليم‏ ‏السمائية‏ ‏ونحيا‏ ‏معهم‏ ‏مع‏ ‏الرب‏.. ‏آمين‏

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010