"لا تخافى يا مريم لأنكِ وجدتِ نعمة عند الله "
( لوقا 1 : 30 )
نصوم اليوم على مِثال أم النور ، التى نَمت فى فضائل وعبادات وتأملات كثيرة ، منها ما يلى
العذراء الصابرة : التى تحملت بركة الألم طول حياتها ، منذ طفولتها ، ومع القديس يوسف النجار ، وفى السفر لبيت لحم وإلى مصر ، وتحملت الألم النفسى عند صلب المُخلص ، والأفتراء عليها ، ومعاناتها من اليهود قبل وبعد نياحتها السعيدة
العذراء الشاكرة : الشكر والتسبيح فى الهيكل وفى بيت زكريا واليصابات ، وفى بيت يوسف النجار
العذراء المُتضعة : " نظر الرب لإتضاع أَمته " ، لذلك فقد " وجدت نعمة لدى الله " ، وما أعظم بركات الإتضاع
العذراء المؤمنة : سألت الملاك بحكمة واقتنعت ، وإيمانها بإبنها فقد طلبت عمل معجزة فى عُرس قانا الجليل
العذراء الحنونة : مشاركة فقراء الهيكل فى طعامها ، وسفرها لمساعدة اليصابات ، وذهابها لنجدة القديس متياس فى السجن ( العذراء حالة الحديد ) ومعجزاتها وشفاعتها الكثيرة
العذراء المُطيعة : قبولها حُكم الكهنة بالتواجد مع القديس يوسف الكهل ، وطاعتها فى مصاحبته لبيت لحم ، وإلى مصر ، والعودة منها للناصرة ، ومصاحبة السيد المسيح فى تجولاته ، والنوم فى العراء بلا فراش مريح
العذراء الصامتة : كانت تحفظ كلام الله مُتفكرة به فى قلبها ، وما أعظم التدريب على صوم اللسان والقلب
العذراء العابدة : فى الهيكل وفى بيت يوسف ، ومع الرسل فى العُلية . وقد عاشت كل حياتها فى عبادة وتسبيح
العذراء الحكيمة : فى حوارها المنطقى مع الملاك غبريال ، على نقيض حوار زكريا الكاهن
العذراء الخادمة للرب : ظلت تخدم فى أورشليم إلى أن جاء الرب يسوع مع ملائكته ، لحمل روحها الطاهرة إلى عالم المجد ، أى خدمة باذلة ومستمرة طول حياتها
وليتنا نتعلم العبادة الدائمة ، من أمنا مريم العذراء ، ومن فضائلها الكثيرة – ونقتنى بعضها – خلال تداريب هذا الصوم ، وغيره من الأصوام ، فيزداد إيماننا ومحبتنا لله وللناس ، وللخدمة ، ولعمل الخير ، والاستعداد الروحى الدائم ، للرحيل لعالم المجد
مع التدريب على فضائل هامة ، كالصمت والصبر والطاعة والوداعة والقناعة والحكمة ، والشكر ، ومحبة فعل الخير
ولنطلب شفاعة أم النور باستمرار ، لأنها مقبولة عند ابنها وحبيبها ، يسوع المسيح ، الذى له المجد الدائم ، إلى الأبد آمين