الطموح


الطموح
أمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكن لهم أفضل يوحنا10: 10)
في الحياة شرائح ثلاث: المطحونين، والعاديين، والمتميزين. أمّا المطحونين فهم الذين نعطف عليهم ونحصل على بركة بسببهم، أمّا المتميزون فهم الذين على أكتافهم ترقى الحياة وتتطوّر. وأمّا العاديون فهم الذين تقوم الحياة عليهم، أي أنهم الشريحة الرئيسية فيها.
والحياة لايمكن أن تسير دون وجود فوارق، ولم يحدث فى أى مجتمع - حتى الأمريكى الآن - هذه المساواة. ففيها الفقير والغني، القوي والضعيف، المتعلّم والنابغة، استاذ الجامعة والمهني .. الخ.
والهدف من الطموح .. هو الرقى بالمجتمع من حولنا (سواء فى دائرتنا أو على المستوى العام) وخدمة الآخرين .. ولكى يكون لنا دور فى الحياة، ولكن هناك طموح ردئ مثل طموح الغنى الغبى والتاجر الطماع، إذا فهناك فرق بين المطامح والمطامع والرغبة فى الغنى العالمى بأية أساليب.. وهكذا يكون الفرق بين طموح وطموح, هو الدافع خلفه, هل الذات ام حب الآخرين واستثمار المواهب التى أعطانا الله إياها, فإن جميع المخترعات حتى الآن تمثل استثمار لـ 1/3 العقل فقط.. إذا المشكلة ليست فى الدرجات التى نحصل عليها وليست فى المال الذى نحصله ولا المكاسب التى نحققها ولكن المشكلة فى كيفية أستثمارها. إن الحياه ترقى وتتطور وتصبح اكثر راحة بسبب طموح البعض وسهرهم الدؤوب على مخترعاتهم, ومن حيث ينتهى الأول يبدأ التالى وهكذا.. (تخيلوا الحياة بدون: الكهرباء ـ البنج ـ المراوح ـ الساعة .. الميكروفون - السيارات ـ الطائرات ـ الأدوية) ولولا طموح البعض لكنا ما نزال نعيش فى العصر الحجرى. والعجيب اننا اعتدنا على تبكيت الأغنياء فقط ومدح الفقراء والتعاطف معهم فى حين أن بعض هؤلاء الأغنياء ينفقون على الكنائس والفقراء وأنفسهم .. ولكن تحقيق الطموح: لا يأتي بالتمني، بمجرد الرغبة، ولكن الجهد الكبير والسهر والعرق والصبر، يقول القديس بولس "أسعى لعلى ادرك" ليس بمجرد أحلام الطالب، ولا يأتى بالسرقة – ولا الغش.  
تدريبات .. علينا أن نرفض الاستكانة للفقر والمرض والجهل.. وما لم يقطع شخص ما هذه السلسلة من الأجيال المطحونة .. فسوف تستمر.. بل يرفض الخضوع والذلة والاستسلامويرقى بالبقية التى بعده. ولا يفعل كما كما يفعل شخص مستكين.. خامل ( دأب على القول: أمرى إلى الله .. ربنا عايز كدة.. كله كويس.. الخ) يمكن للأم أن تدرب ابنها بأن تقذف له كرة فيجرى ليحضرها.. أو تضع له شيئا فى مكان عال فيسعى ليجلبه، ثم يتطور الأمر لتحفزه على الحصول على درجات لينال مكافأة ما وهكذا.. وليس هناك سن بعينه يقف عنده الطموح، حقيقى أن السن الصغير أنسب، ولكن يمكن لآخر لحظة فى حياة الانسان أن يكون طموحاً..
أخيراً.. بين الشكر والطموح علينا أن نحيا.. فالشكر على الوضع الراهن يعفينا من التذمر, والثقة فى النفس وفى الله تجعلنا ننجح فى تبديله.. الانبا مكاريوس   30/6/2006م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010