العذراء مريم فخر ورائدة البتولية

العــذراء مريـــم

فخــر ورائــــدة البتوليـــــة

البخور المختـــــار ، الذى لبتوليتك ، صعـــــد إلى كرسى الآب ....  مباركـــــة أنت يـــــامريم ، ومباركــــة ثمرتك ، أيتهـــــا العذراء ...  أم اللـــــــه ، فخــــــر البتوليـــــــة ،،،،،،
إن سيرة القديسة الطاهــرة مريم والدة الإله ليست بالسيرة العادية البسيطة لكل إنسان
 لما احتوته من أحداث عظام فريدة من نوعها ،  رفعتها لتصير حديث وفخر وتطويب الأجيال … كيف قضت عذراء الدهور حياتها من أعماق إلى أعماق لا ينطق بها من قبل البشارة بالميلاد البتولى من الروح القدس ، ثم بعد البشارة وحملها للجنين الإلهى ،  وبعد الميلاد وهى ملاصقة لسر التجســـد العجيب الذى خرج إلى العالم من بين يديها وأمام عينيها ، وتمم الفداء وخلاص البشرية وهى محتفظة ومتأملة به فى قلبها وحدها ؟!!
لا يوجد فى لغة البشر ما يمكن أن يصفه لأنه مذهـــل لعقول الفهماء …
" حينما أريد أن أتأمل فى والدة الإله .. يأتى صوت صارخ فى أذنى .. لا تقترب إلى هنا .. الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة .. " ( الأنبا ساويرس الأنطاكى )
الســيـدة العــذراء
مقدمة : لا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء واهتم بها الكتاب مثل مريم العذراء ... رموز عديدة عنها في العهد القديم  وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات في العهد الجديد.
وما أكثر التمجيدات والتأملات التي وردت عن العذراء في كتب الآباء ... وما أمجد الألقاب التي تلقبها بها الكنيسة، مستوحاة من روح الكتاب.
إنها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا الملكة القائمة عن يمين الملك العذراء الدائمة البتولية الطاهرة المملوءة نعمة القديسة مريم، الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور، أم الرحمة والخلاص، الكرمة الحقانية.
هذه التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها و ألحانها:
علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السيرافيم.
لم توجد إنسانة أحبها الناس في المسيحية مثل السيدة العذراء مريم...في مصر غالبية الكنائس تحتفل بعيدها.
وفي الطقوس ما أكثر المدائح والتراتيل والتماجيد والابصاليات والذكصولوجيات الخاصة بها وبخاصة في شهر كيهك ولها عند إخوتنا الكاثوليك شهر يسمي الشهر المريمي.
وفي أديرة الرهبان في مصر يوجد علي اسمها دير البراموس ودير السريان ودير المحرق.
ويوجد دير للراهبات علي اسمها في حارة زويلة بالقاهرة وما أكثر الأديرة والمدارس التي علي اسمها في
كنائس الغرب.
ومن أشهر كنائسها كنيسة الدير المحرق التي دشنت في عهد البابا ثاؤفيلس 23 في بداية القرن الخامس.
وكذلك الكنائس التي بنيت في الأماكن التي زارتها في مصر.

فضـائل السـيدة العــذراء
1 - حياة الإتضاع
2 - حياة التسليم
3 - حياة الإحتمال
4 - حياة الإيمان والصلاة والتأمل
5 – حياة الوداعة وعدم التذمر
6 – حياة الصمت والتسبيح القلبى الدائم
فضائل أخري:   لقد اختار الرب هذه الفتاة الفقيرة اليتيمة لتكون أعظم امرأة في الوجود وكانت تملك في فضائلها ما هو أعظم من الغني . من فضائلها أيضا قداستها الشخصية، وعفتها وبتوليتها، و معرفتها الروحية، وخدمتها للآخرين وأمومتها الروحية للآباء الرسل. ... ويعوزنا الوقت أن تحدث عن كل فضائلها ...
حياة الوداعة وعدم التذمر فى حياة السيدة العذراء
كانت السيدة العذراء مثالا لحياة الوداعة :
عاشت حياتها فى طاعة كاملة ووداعة وعدم تذمر .... حتى فى أصعب اللحظات عندما تركوا تلاميذ المخلص إبنها وهربوا عند الصليب ، لم تحتج أو تعاتب بل عاشت معهم فى حياة تسامح ومحبة وتسبيح وصلاة ...
حياة الوداعة للسيدة العذراء كانت ناتجة عن حياة الإيمان الثابت ، والتسليم الكامل لإرادة الله .
حياة الإيمان : أمنت بأن "القدوس المولود منها هو ابن الله" (لو 1 : 35). علي الرغم من ميلاده في مذود وتحقق لها ما آمنت به عن طريق ما رأته من رؤى ومن ملائكة ومن معجزات تمت علي يديه، آمنت بكل هذا علي الرغم من كل ما تعرض له من اضطهادات ... أمنت به وهو مصلوب. فرأته بعد أن قام من الأموات.
+ في كل ما احتملته لم تتذمر إطلاقاً وفي تهديد ابنها بالقتل من هيرودس وفي الهروب إلي مصر وفي ما لاقاه من اضطهاد اليهود ؛ لم تقل وأين البشارة بأنه يجلس علي كرسي داود أبيه ليملك ... ولا يكون لملكه نهاية (لو 1 : 32 ، 33). بل صبرت كما قالت عنها أليصابات "آمنت بأن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو 1 : 45).
أمنت بأنها ستلد وهي عذراء وتحقق لها ذلك.
حياة التسليم : لقد عاشت قديسة طاهرة في الهيكل.. ثم جاء وقت قيل لها فيه أن تخرج من الهيكل. فلم تحتج ولم تتذمر، ولم تعترض، مثلما تفعل كثير من النساء اللائي يمنعهن القانون الكنسي من دخول الكنيسة في أوقات معينة. فيتذمرن، ويجادلن كثيرًا في  احتجاج..! 
+ وكانت تريد أن تعيش بلا زواج فأمروها أن تعيش في كنف رجل حسبما تقضي التقاليد في أيامها.. + فلم تحتج وقبلت المعيشة في كنف رجل، مثلما قبلت الخوج من الهيكل... 
+كانت تحيا حياة التسليم، لا تعترض: ولا تقاوم، ولا تحتج...بل تسلم لمشيئة الله في هدوء، بدون جدال. 
+ كانت قد صممت على حياة البتولية، ولم تفكر إطلاقًا في يوم من الأيام أن تصير أمًا. ولما أراد الله أن تكون أمًا، بحلول الروح القدس عليها (لو1: 35) لم تجادل، بل أجابت بعبارتها الخالدة "هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك".. لذلك وهبها الله الأمومة، واستبقى لها البتولية أيضًا، وصارت أمًا، الأمر الذي لم تفكر فيه إطلاقًا.. بالتسليم، صارت أمًا للرب.. بل أعظم الأمهات قدرًا.
+وأمرت أن تهرب إلى مصر، فهربت... ثم طلب منها أن ترجع من مصر، فرجعت. وأمرت أن تنتقل من موطنها من بيت لحم وتسكن الناصرة، فانتقلت وسكنت.
كانت إنسانة هادئة، تحيا حياة التسليم، بلا جدال. لذلك فإن القدير صنع بها عجائب... إذ نظر إلى اتضاع أمته.
 عاشت السيدة العذراء حياتها بلا تذمر .. لأنها عاشت حياة الأتضاع الكامل :
كان الإتضاع شرطا أساسيا لمن يولد منها رب المجد. كان لابد أن يولد من إنسانة متضعة تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي منها ... مجد حلول الروح فيها ومجد ميلاد الرب منها ... مجد جميع الأجيال التي تطوِّبها واتضاع أليصابات أمامها قائلة "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي" (لو 1: 43، 48) كما تحتمل كل ظهورات الملائكة وسجود المجوس أمام ابنها والمعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها في أرض مصر بل نور هذا الابن في حضنها. لذلك كان "ملء الزمان" (غل 4 : 4). ينتظر هذه الإنسانة التي يولد ابن الله منها.
وقد ظهر الإتضاع في حياتها: 
+ بشرها الملاك بأنها ستصير أماً للرب ولكنها قالت "هوذا أنا أمة الرب" (لو1: 38). أي عبدته وجاريته والمجد العظيم الذي أعطي لها لم ينقص إطلاقا من تواضعها. بل إنه من أجل هذا التواضع منحها الله هذا المجد إذ "نظر إلي اتضاع أمته" فصنع بها عجائب (لو 1: 48 – 49).
+ وظهر اتضاع العذراء أيضا في ذهابها إلي أليصابات لكي ما تخدمها في فترة حبلها فما أن سمعت أنها حبلي وهي في الشهر السادس حتى سافرت إليها في رحلة شاقة عبر الجبال وبقيت عندها ثلاثة أشهر حتى تمت أيامها لتلد (لو 1 : 39- 56). فعلت ذلك وهي حبلي برب المجد، الســـــــــــلام لك يا مريم والدة الإله ، .........
السلام لك يا مريم أم يسوع المسيح ...السـلام لك يا مريم الحمامة الحسَنة ... الســـــــــــلام لك يا مريم أم ابن الله .
+ إن صوم العذراء ليس هو المناسبة الوحيدة التي تحتفل فيها الكنيسة بأعياد العذراء، وإنما يوجد بالأكثر شهر كيهك الذي يحفل بمدائح وتماجيد وابصاليات للعذراء مريم القديسة. وصوم العذراء يهتم به الأقباط في مصر، وبخاصة السيدات، اهتمامًا يفوق الوصف. كثيرون يصومونه (بالماء والملح) أي بدون زيت... وكثيرون يضيفون عليه أسبوعًا ثالثًا كنوع من النذر. ويوجد أيضًا من ينذر أن يصوم انقطاعًا حتى ظهور النجوم في السماء...
" تعظم نفسى الرب .. وتبتهج روحى بالله مخلصى .. لأنه نظر إلى اتضاع أمته . فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى .. لأن القدير صنع بى عظائم وأسمه قدوس . ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه .. صنع قوة بذراعه ، شتت المستكبرين بفكر قلوبهم . أنزل الأعزاء عن الكراسى ورفع المتضعين .. " [ لو 1 : 46 – 55 ]
فضيلة الصمت والتسبيح القلبى الدائم : ما أعجب هذه القديسة البارة ، كان الصمت هو فضيلة عظيمة عندها ، خصوصا فى ظروف صعبة لا تحتمل الصمت وهى ترى القديس يوسف النجار فى حيرة كبيرة من أمرها !!
كان يمكنها أن تتكلم لتدافع عن نفسها وهذا من حقها .. ولكنها فضلت أن تصمت ليتكلم الله ! وعندما تتكلم تنطق بأروع التسابيح : "تعظم نفسى الرب ، وتبتهج روحى بالله مخلصى ، لأنه نظر إلى اتضاع أمته ، فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى ...... " ( لوقا 1 : 46 )
+        +        + 
العـــــذراء الخادمـــة
خدمت السيدة العذراء فى كل موضع تواجدت فيه : 1 - فى الهيكل : أ – كانت لها خدمتها المبكرة ، بالقدر الذى يسمح لها به وقتها وإمكانياتها كفتاة ، وبحسب متطلبات الخدمة ، وعلى ضوء توجيهات الكهنة . ب – وكانت لها خدمتها للفقراء ، وعلى الأقل كانت تعطى من طعامها لهم . 2 - فى بيت القديس يوسف : أ – كانت تخدم خطيبها ، فتجهز لـه طعامه ، وتغسل ملابسه ، وتنظف مسكنه .
ب – وكانت تقوم بالأعمال اليدوية لصالح الهيكل من حياكة وغيرها ، كما يذكر التقليد . ج – هذا بالإضافة إلى خدمتها بقدوتها الصالحة التى قطعا أثرت بها فى بعض جيرانها . 3 - فى بيت أليصابات لم ترجع السيدة العذراء مباشرة بعد أن هنأت أليصابات ، وإنما مكثت عندها ثلاثة أشهر تخدمها فى حبلها وضعفها . 4 -  فى التجسد ومع ابنها : أ – حبلت بالمخلص وولدته ، وقمطته ، وأرضعته . ب- وقدمته فى اليوم الثامن للختان ، الفريضة التى قضت بها الشريعة ، برغم أنه هو الله واضع شريعة الختان [ لو 2 : 21 ] . جـ - وصعدت به إلى أورشليم ليقدموه للرب ، كما هو مكتوب فى ناموس الرب أن كل فاتح رحم يدعى قدوسا للرب ، ولكى يقدموا ذبيحة كما قيل فى ناموس الرب " زوج يمام ، أو فرخى حمام " [ لو 2 : 22 – 24 ] .
د – ووقفت على خدمته الجسدية ورعايته [ فى ناسوته ] . هـ - وهربت به إلى أرض مصر من وجه هيرودس الذى كان يطلب قتله . و – وكانت تصحبه إلى أورشليم سنويا لقضاء عيد الفصح [ لو 2 : 41 ] . 5 - فى عرس قانا الجليل : أ – كانت خادمة لأهل العرس ، بدليل أنها علمت بفراغ الخمر . ب – وقامت بخدمة الشفاعة ، طلبت من أجلهم عند ابنها قائلة " مهما قال لكم افعلوه " [ يو 2 : 5 ] . 
6 - فى بيت يوحنا الحبيب : أ – ظهرت خدمتها ليوحنا فى تقديم أمومتها له . ب – وظهرت خدمتها لأبنها فى إمداد التلاميذ والرسل بكل المعلومات التى تكشف عن حياة السيد المسيح [ قبل بدء خدمته ] وهى حوالى ثلاثون عاما ، لأن التلاميذ عاشروا السيد المسيح لمدة خدمته وهى حوالى ثلاث سنوات تقريبا ؛ الأمر الذى نفعهم فى كتابتهم وكرازتهم .
جـ - وكانت تذهب لتشدد التلاميذ فى الشدائد التى تعرضوا لها ، كما حدث فى حالة إخراج متياس من السجن فى مدينة فيلبى . 7 - وبالنسبة لنا : أ – هى خدمتنا بقدوتها ... وبشفاعتها ... وبمعجزاتها . ب – كما تخدمنا فى ظهوراتها [ العلنية للجمهور والخاصة للأفراد ] ... تظهر أمام الصليب لتعلن كرامة الصليب ، ورافعة يديها إلى السماء وكأنها تطلب منا قائلة " صلوا لأن نجاتكم تقترب " صانعة المعجزات لتعيد الأيمان للقلوب التى تحجرت 

اقوال اباء جميلة


إذا جعلت توكلك على الله فإنه يخلصك من جميع
شدائدك .
(القديس الأنبا باخوميوس)
----------------------------------------------
سيظل يسوع فاتحًا ذراعيه باستمرار لأنه يريد
نفسى التى مات عنها لكى يحتضنها.
(القمص بيشوى كامل)
---------------------------------------------
إن النعمة الإلهية عندما ترفرف بأجنحتها على
الإنسان تطرد عنه كل كدر وحزن وقلق وتبلسم
قلبه ببلسمها الذى لا يوصف.
---
كن مطمئنًا جدًا جدًا ولا تفكر فى الأمر
كثيرًا بل دع الأمر لمن بيده الأمر .
(البابا كيرلس السادس
-------------------------------------------
الله قد يسمح لقوى الشر أن تقوم علينا ، ولكنه
فى نفس الوقت يأمر القوات السمائية أن تقف
معنا وتحمينا . ونحن نغنى مع أليشع النبى الذى
اجتاز نفس التجربة ونقول : "إن الذين معنا أكثر
من الذين علينا " ويقول الرب لكل واحد منا :
" لا تخش من خوف الليل ، ولا من سهم يطير فى
النهار . يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات
وأما أنت فلا يقتربون إليك " .
---
ما دامت الحرب للرب ، اعتمد عليه إذاً وليكن
رجاؤك فيه ، مهما وقفت ضدك خطية أو شهوة ،
تجربة أو مشكلة ، ومهما وقف ضدك الناس الأشرار
-----
إن كنت مصلوبًا وبخاصة من أجل الحق أو من أجل
الإيمان ، فاعرف أن كل ألم تقاسيه هو محسوب
عند الله ، له إكليله فى السماء وبركته على
الأرض .
----
ثق أنك لست وحدك . أنت مُحاط بمعونة إلهية
وقوات سمائية تحيط بك ، وقديسون يشفعون فيك
-----
لا تنظر إلى المشكلة ، إنما إلى الله الذى
يحلها . شعورك بأن الله واقف معك فى
مشكلتك يمنحك رجاء وقوة .
-----
أقول لكل مَن فى ضيقة رددوا العبارات الثلاث
الآتية : " كله للخير – مصيرها تنتهى –ربنا
موجود " .
----
إن الله لا يمنع الشدة عن أولاده ولا يمنع
التجربة والضيقة ، ولكنه يعطى انتصارًا
على الشدائد ويعطى احتمالاً وحلاً .
(البابا شنودة الثالث)
------------------------------------------
بحبك نقشتني على كفك يا إلهي،
حسبتني أورشليم المحبوبة، وصهيون المقدسة
لكنني بخطاياي ونجاسات قلبي
صرت منقوشًا على لبنة من الطين
 صرت محتقرًا، أتمرغ في الوحل
بتهاوني أحاط بي العدو وحطم أسواري،
يا من تريد أن تقيم روحك الناري سورًا لحياتي
مددت أيها الآب ذراعك الإلهي،
إذ أرسلت لي ابنك متجسدًا،
يغسلني من التراب،
ويهبني روحك الناري،
ويحملني إلى أحضانك
خطيتي نزعت عنى حيويتي،
صرتُ مريضًا بالفالج،
تارة أتكئ على جنبي الشمال مضروبًا بالشرور،
وأخرى أتكئ على اليمين مضروبًا بالبر الذاتي،
حرمتني خطيتي من الشبع،
حولت جنتي الداخلية إلى قفر مدقع
 من ينقذني من هذه المجاعة إلا أنت يا شبع نفسي؟
 القمص تادرس يعقوب ملطي

مثل الكرم والكرامين وارتباطه بصلوات القداس الغريغورى

تأمل فى مثل الكرم والكرامين ، وارتباطه بالقداس الغريغورى  [ لوقا 20 : 9 – 19 ]
من هم هؤلاء العبيد الثلاثة الذين سبقوا الوارث، الذين اضطهدوا الكرامين عوض تقديم الثمار لحساب صاحب الكرم؟
+ العبد الأول الذي أرسله الرب ليجمع لحسابه هو الناموس الطبيعي الذي وهبه الله للبشرية حتى قبل الناموس الموسوي، وقد كسر الإنسان هذا الناموس الطبيعي، الأمر الذي وضح بقوة في قتل هابيل، فقدم قايين رائحة الحسد الملطخة بدم برئ عوض الحب الأخوي، وقد عاش رجال الإِيمان قبل الناموس تحت ضيقات كثيرة من قِبل الأشرار.
نتأمل صلوات القداس الغريغورى :

العبد الاول : الناموس الطبيعى

" من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى إذ لم أكن ، أقمت السماء لى سقفا ، وثبت لى الأرض لأمشى عليها . من أجلى ألجمت البحر ، من أجلى أظهرت طبيعة الحيوان ، أخضعت كل شىء تحت قدمى ، لم تدعنى معوزا شيئا من أعمال كرامتك . أنت الذى جبلتنى ووضعت يدك على ، ورسمت فى صورة سلطانك ، ووضعت فى موهبة النطق ، وفتحت لى الفردوس لأتنعم ، وأعطيتنى علم معرفتك ، أظهرت لى شجرة الحياة ، وعرفتنى شوكة الموت "

يرد الشعب : يارب أرحم

+ العبد الثاني الذي بعث به الرب هو الناموس الموسوي على يدي موسى، ومع هذا فقد عانى موسى الأمرين من قبل اليهود بتذمرهم غير المنقطع. كما عاش الناموس الموسوي مُضطهدًا من كل القيادات اليهودية بتحويله من الروح إلى الحرف القاتل. فإن كان قادة اليهود قد ظهروا كغيورين على الشريعة ومحافظين عليها، إنما في المظهر الخارجي البرّاق، أما بحياتهم وسلوكهم فقد قتلوها وأفسدوا غايتها ورسالتها بتعليمهم الحرفي.

العبد الثانى : ناموس موسى 

" ربطتنى بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة . ....... أعطيتنى الناموس عونا . أنت الذى خدمت لى الخلاص لما خالفت ناموسك ، كنور حقيقى أشرقت للضالين وغير العارفين .

يرد الشعب : يارب أرحم

العبد الثالث الذي قدمه صاحب الكرم هو النبوة، فقد بُعث مجموعة من الأنبياء يحثوا الشعب على التوبة ويعلنوا عن مجيء المسيا المخلص، وكان نصيب الأنبياء الضيق والاضطهاد والقتل.
يمكننا أن نقول بأن السيد المسيح وهو يحدث اليهود خاصة قادتهم، فإن هؤلاء الحاضرين أنفسهم مسئولون عن قتل هؤلاء العبيد الثلاثة. فالقادة الحاضرون في عصر السيد المسيح كانوا يعملون ضد الناموس الطبيعي، كما ضد الناموس الموسوي، وأيضًا ضد النبوة. فمن جهة حياتهم وسلوكهم لم يراعوا حتى الناموس الطبيعي نفسه، ومن جهة تعليمهم قتلوا الناموس الموسوي بتطبيقه بطريقة حرفية جامدة فتمسكوا بالظل والرمز دون الاهتمام بالحق والمرموز إليه، ومن جهة النبوات رفضوها لأنهم رفضوا المخلص غاية الناموس وموضوع النبوات.

العبد الثالث : إرسال الأنبياء

" ربطتنى بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة ، أنت الذى أرسلت لى الأنبياء أنا المريض ...... "
يرد الشعب : يارب أرحم
أخيرا إرسال إبنه !!
ربما يستصعب البعض دعوة السيد المسيح نفسه بالوارث، فهل مات الآب ليرثه الابن؟ حاشا، إنما تقدم الوارث لا ليسحب من الأب ماله، إذ ما هو للآب فهو للابن، لكنه دعي نفسه وارثًا بكونه قد ترك مجده بإرادته مخليًا ذاته ليكون ممثلاً لنا ونائبًا عنا، حتى متى مات السيد المسيح بالجسد وقام نال باسمنا ماله كميراثٍ لنا بشركتنا معه في المجد. لقد حمل هذا اللقب "وارثًا" كرأس للكنيسة لكي ترث باسم رأسها ومعه وفيه ما هو له. لذلك يقول القديس أمبروسيوس :[المسيح هو وارث وفي نفس الوقت وصي.]
+ يمكننا أن نفهم من العبارة التالية: "فلما رآه الكرامون، تآمروا فيما بينهم قائلين: هذا هو الوارث، هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث" [14]. أراد السيد المسيح أن يوضح لهم أن ما يرتكبوه ضده لا يتم عن عدم معرفةٍ، وإنما عن حسدٍ. إنهم خلال الناموس والأنبياء يدركون أنه المسيا، لكنه ليس حسب أهوائهم، لذا قتلوه عمدًا على الصليب.
+ يُفهم من العبارة: "فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه" [15]، من الجانب الحرفي أنه صُلب على جبل الجلجثة خارج أورشليم، كما يمكن أيضًا أن يُفهم بأن اليهود - وهو كرم الرب - سلموا الوارث لبيلاطس والجند الرومان ليقتلوه، سلموه خارج الكرم! ويمكننا أيضًا أن نفهم أن إخراجه خارج الكرم لقتله يعني رفضه. أخرجه الجاحدون الأشرار خارج قلوبهم، كرم الرب الداخلي، فقدموا له الآلام عوض الحب! بهذا يمكننا أن نفهم عبارة الرسول بولس: "فلنخرج إذًا إليه خارج المحلة حاملين عاره" (عب 13: 13) بمعنى أننا إذ صرنا أتباع المصلوب، نُرفض نحن أيضًا من العالم، فلا يكون لنا موضع في القلوب. فنُطرد خارج قلوبهم ونُسلم لبغضتهم حاملين كل تعييراتهم ومتاعبهم من نحونا. بمعنى آخر لا ينتظر المؤمن وهو يقدم كل الحب للعالم أن يرد له العالم الحب بالحب، وإنما يرد له محبته بالطرد خارجًا ليحمل مع فاديه صليبه ويقبل عاره!

أخيرا : إرسال إبنه الوحيد

" أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب . أظهرت عظم اهتمامك بى ........ "

هنا يرد الشعب : كرحمتك يارب ولا كخطايانا

+ صلوات القداس مأخوذة من كلام السيد المسيح

لم أسمع شيئاً


لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على أحد
فلا يقضى عليكم إغفروا يغفر لكم
(لو  6 :  37)

لم أسمع شيئاً

    عند باب مبنى أسقفية الفيوم القديم سأل الأب الكاهن عن أبيه الأسقف نيافة الأنبا أبرآم، فقيل له أنه جالس على الأريكة (الدكة) كعادته فدخل إليه.
    إذ رآه الأب الأسقف همّ عليه مسرعًا في بشاشة ليحتضنه ويقبّله، ثم سأله عن أخباره، فتنهد الأب الكاهن بمرارة وهو يقول:
    - لم أنم الليل كله يا أبي الأسقف.
    - لماذا؟
    - بسبب زميلي الكاهن.
    هنا صمت الأب الأسقف دون أن تظهر على وجهه أية ملامح، لكن الكاهن استرسل في الحديث عن زميله الكاهن. وإذ طال الحديث جدًا والكاهن يشكو زميله استدعى الأنبا أبرآم أحد العاملين في الأسقفية يدعى رزق، وسأله أن يهيئ له فنجان قهوة.
    شرب الكاهن الفنجان واسترسل أيضًا في الحديث، وإذ أطال عاد نيافته فطلب للكاهن فنجانًا آخر.
    عاد الأب الكاهن يتحدث في مرارة، والأسقف لا ينطق ببنت شفة ولا ظهرت أيّة علامة تعبر عن شيء كانعكاس لما يسمعه. وأخيرًا ختم الكاهن حديثة هكذا: "لقد أطلت الحديث عليك يا أبي الأسقف لكنك لم تجبني بكلمة ولا أرشدتني ماذا أفعل". عندئذ تطلع إليه الأب الأسقف وهو يقول: "سأطلب لك فنجان قهوة يزن عقلك... صدقني إني لم أسمع شيئًا من كل ما قلته".
    خجل الكاهن جدًا من نفسه واعتذر عما صدر منه من شكوى ضد الكاهن زميله، طالبًا منه أن يصلي من أجله حتى يقدر أن يضبط لسانه بل وفكره فلا يدين أحدًا، انحنى برأسه يعتذر عما قاله، سائلاً الأب الأسقف أن يصلي من أجله لكي يعطيه الرب حلاً عن خطاياه.
    خرج الأب الكاهن من حضرة أبيه الأسقف ليجد أمامه زميله الكاهن فاحتضنه وقبَّله ناسيًا كل ما صدر منه.
    عاد الكاهن إلى الأب الأسقف وأسرع بعد فترة ليست بطويلة فسأله الأسقف عن حال زميله، فأجاب الكاهن أن كل الأمور تسير بخير وأنه يشعر بأن زميله الذي كان قبلاً يراه كمُضايق له قد صار لطيفًا معه للغاية، بل ويشعر أنه غير مستحق لزمالته ونوال بركته، وكان الكاهن يمتدح زميله جدًا، ففرح به الأسقف، وتطلع إليه ببشاشة وهو يقول له: "أسرع إلى الكنيسة واشترك في صلاة القداس الإلهي".
    خرج الأب الكاهن من حضرة أبيه الأسقف وأسرع إلى الكنيسة حيث اشترك مع الآباء الحاضرين في القداس، وكان متهللاً جدًا، يشعر بلذة روحية فائقة، وكانت نفسه كأنها منطلقة في السموات عينها.
    انتهى القداس الإلهي بسرعة عجيبة، وانطلق الكاهن يحمل "قربانة حمل" نحو الباب الخارجي، ففوجئ به مغلقًا. أخذ الكاهن يقرع باب الكنيسة حتى فتح له الفراش وهو مندهش.
    - كيف دخلت يا أبي الكنيسة؟
    - كان الباب مفتوحًا.
    - أنا لم أفتحه بعد.
    - كيف هذا؟ فإنني اشتركت مع بعض الآباء في خدمة القداس الإلهي.
    - أي قداس؟
    - القداس الإلهي.
    - لم يُقم اليوم قداس إلهي.
    - أقول لك أنني اشتركت في الصلاة بنفسي، وها هي "قربانة الحمل".
    عندئذ أدرك الأب أنه إنما كان يصلي القداس الإلهي مشتركًا مع جماعة من الآباء السواح مكافأة له عن تركه إدانة أخيه الكاهن واتساع قلبه بالحب.

+ ليصمت لساني عن الإدانة،
فيرفع قلبي وفكري إلى سمواتك،
+ ليتني لا انشغل بضعفات الآخرين،
فأتمتع بشركة السمائيين!
+ هب لي ألا أدين أحدًا،
فأهرب من الدينونة الأبدية!
لأبونا تادرس يعقوب

اية وتأمل

ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب.طوبى للرجل المتوكل عليه
مز34: 8

Oh, taste and see that the LORD is good;
Blessed is the man who trusts in Him!
(Ps. 34: 8)

الله يُنادينا وينتظر أن نتقدم إليه بكامل
حريتنا، فإذا اقتربنا يهبنا كل عونه

القديس يوحنا ذهبي الفم

God calls us, then waits for us to approach Him
with all our free will, to grant us every help.
(St. John Chrysostom)
 

اُحكمْ يَا رَبُ للمَظلوُمين - بقلم: القمص أثناسيوس فهمي جورج


اُحكمْ يَا رَبُ للمَظلوُمين - بقلم: القمص أثناسيوس فهمي جورج


   بقلم: القمص أثناسيوس فهمي جورج 

في اللغة، الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه... أي جعله غير مرئي، وكأنك ألقيت الظلام عليه. المظلومون يجمعهم الظلام الذي يلغي وجودهم وينفيهم. لهذا نستبطن من قتل قايين لأخيه هابيل، أن القاتل لم يشأ له الوجود، وأن القاتل لم يقبل هابيل فألغاه وقتله ولم يَخشَ الله في ظلمه، ظانًا أن الله 
غائب وأنه غير موجود بينما هو حي ويجازي الذين يطلبونه كل حين، لذلك كان قايين أول إنسان تحل عليه اللعنة البشرية وتطارده على وجه الأرض، فصار مختفيًا عن وجه الله، خارجًا عن ستره وحمايته

الظالم صورته تبلىَ ومسكنه في الهاوية ويتضور في مشاجرات الضلال، مملوءًا من النفاق والسخط والعداوة، مشحونًا من الرياء الذي به يدمر نفسه... قد يظن الظالم أن جريمته تهرب من أمام عيني الله، لكن رعاية الله لا تغفل. قد يظن أنه أفلت من القانون الوقتي، إلا أنه لن ينجو من قصاص القانون السرمدي... الظالم يُخفي وجود المظلوم، لكنه لا يقدر أن يكتم صوته الصارخ، أو أن يلغي حضوره أمام الله الخالق، فصوت دم النفوس المظلومة صارخة إلى الله من الأرض. صوت صراخها من أجل الحق، شاهدة وشهيدة للحق، حتى يقضي السيد القدوس والحق... تبقى صرخاتها تدوّي فوق حدود الزمان والمكان، فوق حدود الأرض والأوقات، فللدم ولأنين المسحوقين صوت مُكبَّر عالٍ يصِل من الأرض إلى السماء، ولا يستطيع الظالمون أن يكتموا أنفاسهم أو أن يُلجموا ألسنتهم لأنها متحدة بالشاهد الأمين الإله الحق من الإله الحق... أصوات يغيِّبها الموت لكن لا يحبسها القبر، فكل دم سُفك من أجل الشهادة التي كانت عندهم إنما يَعبُر عبر مركز بَصختنا، الدم الذي هو الكلمة الحي والدائم إلى الأبد. 

المظلوم الأول هو الظالم نفسه، فالظالمون يظلمون أنفسهم قبل أن يظلموا مظلوميهم، لكن الظالم والمظلوم سيقفان أما منبر القضاء الإلهي العادل، عند يدي الديان الوحيد عندما يدين سرائر الناس، وعندما يفحص كل ظلم ومذلة وشكوى واحتجاج، فما أبعد أحكام الله عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء، ومُخيف هو الوقوع بين يدي الديان العادل. 

الظالمون يقتلون ويفترون على عبيد الله الأبرياء ويصنعون شرورهم وكأن الله لا يرى ولا يسمع ولا يعرف، بل ويصنعون شرورهم هذه بإسم الله ولحسابه، وكأنهم يقرِّبون قربانًا لله، وحاشا لله ان يكون ظالمًا أو سفّاكًا للدماء، لأنه بسبب هؤلاء القتلة الظالمين صارت اللعنة تطاردهم على الأرض التي فتحت فاهها لتقبل دماء المظلومين... بينما تشهد دماء المؤمنين على اضطهاد السالكين حسب الجسد والضلال (أولاد الناس) للسالكين حسب الروح والحق (أولاد الله).

 وفخر المسيحية في تسامحها الذي يرفعها فوق أية ديانة أخرى وأي مكيال اجتماعي آخر مهما عَلتْ مقدرته، عندما يصب العدو غضبه ونقمته على المسيحي، والمسيحي يصب محبته ومسامحته وصفحه على رأس العدو، فيخرج العدو من المعركة رابحًا أركان العالم، أما المسيحي ما كان له ربح قد حسبه خسارة ونفاية من أجل اسم المسيح. إن أعداءنا مُمعنون في العداوة بلا سبب، عدونا صاحب بأس وسلطان وقسوة... قتّال للناس منذ البدء، كذاب وأبو الكذاب... يعمل في أبناء المعصية... يسلب وينهب... يكره ويفجِّر... يكذب ويقتل... لكن هذه العداوة الدموية والمظالم والسعايات تسوقنا لأن نعمل ونصلي وأن نصلي ونعمل، وأن نفعل الممكن لكي يفعل الله المستحيل، طالبين الرحمة والمعونة من حيث تأتي معونتنا، فلا نضرب خيمتنا على الطريق ولا ندق أوتادنا في أرض الشقاء... فبينما نحن لا حَوْل لنا، تكون فرصتنا الأكيدة لغلبة العالم بذبيحة إيماننا وبطلب حكم القضاء الإلهي العادل، حسب منطوق قانون من يُمهل ولا يُهمل... عندئذ يُجري ويتمجد عدله في الأشرار من أجل الدماء الزكية التي سفكوها.

فضائل العذراء



 "لا تخافى يا مريم لأنكِ وجدتِ نعمة عند الله "
 ( لوقا 1 : 30 )



نصوم اليوم على مِثال أم النور ، التى نَمت فى فضائل وعبادات وتأملات كثيرة ، منها ما يلى

 العذراء الصابرة : التى تحملت بركة الألم طول حياتها ، منذ طفولتها ، ومع القديس يوسف النجار ، وفى السفر لبيت لحم وإلى مصر ، وتحملت الألم النفسى عند صلب المُخلص ، والأفتراء عليها ، ومعاناتها من اليهود قبل وبعد نياحتها السعيدة 

 العذراء الشاكرة : الشكر والتسبيح فى الهيكل وفى بيت زكريا واليصابات ، وفى بيت يوسف النجار

 العذراء المُتضعة : " نظر الرب لإتضاع أَمته " ، لذلك فقد " وجدت نعمة لدى الله " ، وما أعظم بركات الإتضاع

 العذراء المؤمنة : سألت الملاك بحكمة واقتنعت ، وإيمانها بإبنها فقد طلبت عمل معجزة فى عُرس قانا الجليل

 العذراء الحنونة : مشاركة فقراء الهيكل فى طعامها ، وسفرها لمساعدة اليصابات ، وذهابها لنجدة القديس متياس فى السجن ( العذراء حالة الحديد ) ومعجزاتها وشفاعتها الكثيرة

 العذراء المُطيعة : قبولها حُكم الكهنة بالتواجد مع القديس يوسف الكهل ، وطاعتها فى مصاحبته لبيت لحم ، وإلى مصر ، والعودة منها للناصرة ، ومصاحبة السيد المسيح فى تجولاته ، والنوم فى العراء بلا فراش مريح

 العذراء الصامتة : كانت تحفظ كلام الله مُتفكرة به فى قلبها ، وما أعظم التدريب على صوم اللسان والقلب

 العذراء العابدة : فى الهيكل وفى بيت يوسف ، ومع الرسل فى العُلية . وقد عاشت كل حياتها فى عبادة وتسبيح

 العذراء الحكيمة : فى حوارها المنطقى مع الملاك غبريال ، على نقيض حوار زكريا الكاهن

 العذراء الخادمة للرب : ظلت تخدم فى أورشليم إلى أن جاء الرب يسوع مع ملائكته ، لحمل روحها الطاهرة إلى عالم المجد ، أى خدمة باذلة ومستمرة طول حياتها

 وليتنا نتعلم العبادة الدائمة ، من أمنا مريم العذراء ، ومن فضائلها الكثيرة – ونقتنى بعضها – خلال تداريب هذا الصوم ، وغيره من الأصوام ، فيزداد إيماننا ومحبتنا لله وللناس ، وللخدمة ، ولعمل الخير ، والاستعداد الروحى الدائم ، للرحيل لعالم المجد

 مع التدريب على فضائل هامة ، كالصمت والصبر والطاعة والوداعة والقناعة والحكمة ، والشكر ، ومحبة فعل الخير 

 ولنطلب شفاعة أم النور باستمرار ، لأنها مقبولة عند ابنها وحبيبها ، يسوع المسيح ، الذى له المجد الدائم ، إلى الأبد آمين

من كلمات البابا شنوده الثالث



ارحمني يارب، لأنك لو لم ترحمني أنت، لا يمكن أن يرحمني أحد غيرك. لو أن قلبك أنت قد أُغلِقَ، لا أجد قلباً آخر. رحمتك هيَ الستر الذي أختبئ وراءه فلا تظهر خطاياي. رحمتك هيَ أساس الفداء. هيَ أساس الخلاص

أقوال البابا شنوده الثالث

الطموح


الطموح
أمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكن لهم أفضل يوحنا10: 10)
في الحياة شرائح ثلاث: المطحونين، والعاديين، والمتميزين. أمّا المطحونين فهم الذين نعطف عليهم ونحصل على بركة بسببهم، أمّا المتميزون فهم الذين على أكتافهم ترقى الحياة وتتطوّر. وأمّا العاديون فهم الذين تقوم الحياة عليهم، أي أنهم الشريحة الرئيسية فيها.
والحياة لايمكن أن تسير دون وجود فوارق، ولم يحدث فى أى مجتمع - حتى الأمريكى الآن - هذه المساواة. ففيها الفقير والغني، القوي والضعيف، المتعلّم والنابغة، استاذ الجامعة والمهني .. الخ.
والهدف من الطموح .. هو الرقى بالمجتمع من حولنا (سواء فى دائرتنا أو على المستوى العام) وخدمة الآخرين .. ولكى يكون لنا دور فى الحياة، ولكن هناك طموح ردئ مثل طموح الغنى الغبى والتاجر الطماع، إذا فهناك فرق بين المطامح والمطامع والرغبة فى الغنى العالمى بأية أساليب.. وهكذا يكون الفرق بين طموح وطموح, هو الدافع خلفه, هل الذات ام حب الآخرين واستثمار المواهب التى أعطانا الله إياها, فإن جميع المخترعات حتى الآن تمثل استثمار لـ 1/3 العقل فقط.. إذا المشكلة ليست فى الدرجات التى نحصل عليها وليست فى المال الذى نحصله ولا المكاسب التى نحققها ولكن المشكلة فى كيفية أستثمارها. إن الحياه ترقى وتتطور وتصبح اكثر راحة بسبب طموح البعض وسهرهم الدؤوب على مخترعاتهم, ومن حيث ينتهى الأول يبدأ التالى وهكذا.. (تخيلوا الحياة بدون: الكهرباء ـ البنج ـ المراوح ـ الساعة .. الميكروفون - السيارات ـ الطائرات ـ الأدوية) ولولا طموح البعض لكنا ما نزال نعيش فى العصر الحجرى. والعجيب اننا اعتدنا على تبكيت الأغنياء فقط ومدح الفقراء والتعاطف معهم فى حين أن بعض هؤلاء الأغنياء ينفقون على الكنائس والفقراء وأنفسهم .. ولكن تحقيق الطموح: لا يأتي بالتمني، بمجرد الرغبة، ولكن الجهد الكبير والسهر والعرق والصبر، يقول القديس بولس "أسعى لعلى ادرك" ليس بمجرد أحلام الطالب، ولا يأتى بالسرقة – ولا الغش.  
تدريبات .. علينا أن نرفض الاستكانة للفقر والمرض والجهل.. وما لم يقطع شخص ما هذه السلسلة من الأجيال المطحونة .. فسوف تستمر.. بل يرفض الخضوع والذلة والاستسلامويرقى بالبقية التى بعده. ولا يفعل كما كما يفعل شخص مستكين.. خامل ( دأب على القول: أمرى إلى الله .. ربنا عايز كدة.. كله كويس.. الخ) يمكن للأم أن تدرب ابنها بأن تقذف له كرة فيجرى ليحضرها.. أو تضع له شيئا فى مكان عال فيسعى ليجلبه، ثم يتطور الأمر لتحفزه على الحصول على درجات لينال مكافأة ما وهكذا.. وليس هناك سن بعينه يقف عنده الطموح، حقيقى أن السن الصغير أنسب، ولكن يمكن لآخر لحظة فى حياة الانسان أن يكون طموحاً..
أخيراً.. بين الشكر والطموح علينا أن نحيا.. فالشكر على الوضع الراهن يعفينا من التذمر, والثقة فى النفس وفى الله تجعلنا ننجح فى تبديله.. الانبا مكاريوس   30/6/2006م.

النفوس المبتهجة



النفوس المبتهجة

لكى تنتصروا على الظروف غير المواتية، عليكم أن تنتصروا على أنفسكم أولا.
إن رغبة تلاميذى فى إتباعى، كان ردى عليه هو :
"كونوا كاملين كما أن اباكم الذى فى السموات هو كامل".
فلكى تنجزوا الكثير عليكم بالكثير.. و فى كل الحالات، لكى يكون عملكم جيدا متقنا، يجب أن يكون هذا العمل تعبيرا متقنا محضا عن الوجود السامى و النبيل الذى لكم..
لا تخافوا .. لا تخافوا.. إن كل شىء هو حسن.
دعوا اليوم يمتلىء بالصلوات القصيرة التى تقدمونها إلى, و أيضا بالتطلع من وقت لآخر نحوى.. أنها مثل ابتسامات النفس المحبة التى تقدمها عندما تتقابل مع الحبيب.
إن البشر يدعون الآب العلة الأولى.. نعم تطلعوا إليه كمن هوالأصل و العلة الأولى لكل شعاع دافىء، لكل ألوان الطيف التى تشعها الشمس عند غروبها، لكل ومضة نور منعكسة على وجه المياه، لكل زهرة جميلة، و كل المبهجات و المسرات التى تفرح قلب الإنسان.
(من كتاب – اللـه يدعو – و قصة هذا الكتاب أن يسوع كان يظهر يوميا لسيدتين انجليزيتين و يدخل الفرح الى نفسيهما بالرغم من الأحزان التى كانت لا تفارقهما من اجل ظروفهما الخاصة و كان يعطيهما رسالة يومية طالبا منهما ان تنشراها لكل احد، و فعلا جمعتا تلك الرسائل اليومية التى هى من فم المسيح ذاته و ارسلتاها للناشر الذى طبعها فى هذا الكتاب ، وقد ترجم الى العديد من اللغات فى العالم و قام بترجمته الى اللغة العربية 10 رهبان من اديرة وادى النطرون و استغرق العمل مدة 5 سنوات.هذا الكتاب ليس كتابا عاديا و انما نبع من الكنوز الروحية مرتب لكل يوم من ايام السنة)

الطريق الوعر



الطريق الوعر



وسط الأشواك المؤلمة، و عبر الأرض المجدبة، و وسط الغابات الموحشة، و على مرتفعات الجبال الشاهقة, و فى منخفضات الأودية .. أنا اقودكم.
و لكن دائما ابدا مع قيادتى، تمتد يد معونتى لمساعدتكم.
إنه لرائع أن تتبعوا خطوات السيد أينما ذهب، و لكن إعلموا أن الطرق الوعرة المتنوعة، لا تعنى دائما أنكم تحتاجون إلى تدريبات متنوعة.
إن بحثنا هو عن الخروف الضال، و شغلنا الشاغل هو أن نؤسس ملكوت اللـه فى أماكن لم يكن معروفا فيها من قبل، لذا عليكم أن تتأكدوا أنكم ملازمون لى فى بحثى هذا الذى لا يتوقف ابدا فى اقتفاء أثر النفوس التائهة.
إننى لا اختار الطرق الوعرة و المتعبة، لمجرد التعب و المعاناة، و لكننا نسعى جاهدين لكى نخلص النفوس من الهلاك.
قد لا ترون دائما تلك النفوس التى نبحث عنها.. إننى أعلم ذلك .. (و لكن يكفى أنكم تتبعونى و تمشون خلفى).
(من كتاب – اللـه يدعو – و قصة هذا الكتاب أن يسوع كان يظهر يوميا لسيدتين انجليزيتين و يدخل الفرح الى نفسيهما بالرغم من الأحزان التى كانت لا تفارقهما من اجل ظروفهما الخاصة و كان يعطيهما رسالة يومية طالبا منهما ان تنشراها لكل احد، و فعلا جمعتا تلك الرسائل اليومية التى هى من فم المسيح ذاته و ارسلتاها للناشر الذى طبعها فى هذا الكتاب ، وقد ترجم الى العديد من اللغات فى العالم و قام بترجمته الى اللغة العربية 10 رهبان من اديرة وادى النطرون و استغرق العمل مدة 5 سنوات.هذا الكتاب ليس كتابا عاديا و انما نبع من الكنوز الروحية مرتب لكل يوم من ايام السنة

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010