By
ehab moris
أين كرامتي وهيبتي
(ملا 1 : 6 ، 9)
الأبن يكرم أباه والعبد سيده فإن كنت أنا أباً فأين كرامتي وان كنت سيداً فأين هيبتي قال لكم الرب أيها الكهنة المحتقرون اسمي وتقولون بما احتقرنا اسمك.
الإين يكرم اباه هنا نرى كيف ملاخي عرض القضية بذكاء ورجاحة عقل وفي الاختبار الاساس المتين المقبول الذي يبني عليه اتهامه وحكمه، لقد احتكم في دعواه للوصيه الخامسة من الوصايا العشر التي يقدسها الكهنة والشعب ويتمسك بها الاباء ، أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب الهك (خر 20 : 12) وفعلاً كان الشعب هو الابن البكر كقول الله لفرعون اسرائيل ابني البكر فقلت لك اطلق ابني ليعبدني فأبيت أن تطلقه (خر 4 : 22) وأشعياء أيضاً استهل نبوته بشكوى الله ضد ابنائه اسمعي ايتها السموات واصغي ايتها الأرض لأن الرب يتكلم ربيت بنين ونشأتهم أما هم عصوا علي (أش 1 : 2) .
هنا ربط النبي بين الاكرام اللآئق للاباء الجسديين والاكرام اللآئق بالله فإن الكهنة كاباء يطالبون ابنائهم بتقديم الطاعة والخضوع والاكرام فبالاولى هم ان يقدموا الاكرام لابيهم السماوي وإلا يكونوا في حكم الابن العاق الذي يستحق التأديب حسب الشريعة.
وان كانت طاعة الابناء للاباء الجسديين واجبة وضرورية مع ان هؤلاء الآباء الجسديين قد تكون محبتهم قاصرة فكم وكم يجب أن يطيع الانسان الآب السماوي؟!
وان كان الابناء يخضعون لتأديب الاباء الجسديين افلا يقبلون تأديب الله لنوال الحياة الأبدية. قد كان لنا آباء اجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم أفلا نخضع بالاولى جداً لأبي الأرواح فنحيا (عب 12 : 9).
الأب الجسدي حتى لو كان شريراً فانه يقدم لأولاده كل خير فكم وكم الآب السماوي يقدم لنا؟ ان كنتم وأنتم أشرار ((يا أيها الاباء)) تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيده فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه (متى 7 : 11) لذلك ربط داود النبي بين محبة الأب ومحبة الله الآب كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه (مز 103 : 13)
بل أن ابوه الله تميزت في العهد الجديد عن العهد القديم ففي العهد القديم كان الاولاد أشبه بالاولاد القاصرين الذين تحت الوصايا ولم يكن لهم روح التبني بل روح العبوديه أما في العهد الجديد فقد وصلنا لمرحلة النضج وتلامسنا مع المحبة الأبوية في شخص يسوع.
والعبد يكرم سيده نشكر الرب ان سيدنا رحوم ويتحنن علينا لأننا جبلته والعبودية له هي كمال الحرية من جاذبية واغراءات هذا العالم الحاضر الشرير لذلك افتخر بولس الرسول بهذه العبودية وكررها عدة مرات مراراً وتكراراً بولس عبد يسوع المسيح عندما يتكلم رب الجنود يستد كل فم وعندما يتساءل رب الخليقة يصمت كل بشر ومن يستطيع ان يجيب؟!
أنت يا رب الجنود أبي، وأنا لم أقدم الاكرام اللآئق بابوتك... اعترف انني مستحق التأديب .
انت يا رب الجنود سيدي، وأنا لم اقدم الهيبة اللآئقة بسيادتك... أعترف انني مستحق العقاب.
أنا يا رب مستحق كل تأديب ومستوجب كل عقاب.
ولكن هل تسمح لي يا أبي وسيدي بأن اقرع باب تحننك وأطرح شكوى مذلتي أمام عظمة مجدك.
لا شك انني اعترف بابوتك يا ابي... انني اقرّ بسيادتك يا سيدي والهي.
ولا شك انك ترى حيل عدوي وحروبه واغراءات العالم وانشغالاته التي لا تقف عند حد مطالب الجسد واهوائه لا تشبع.
أبي وسيدي انني سقطت في الغواية وابتلعني الموت.
نسيت ابوتك وتناسيت انني ابناً لاله ولرب الارباب فذهبت التمس سعادتي في كورة الخنازير يا لشقاوتي!!
نسيت سيادتك وتناسيت انني عبد لملك الملوك وسيد الاسياد فذهبت التمس حريتي في مملكة الظلمة فاسرني ظلال الموت ... يا لحزني.
والآن ينفس منسحقة مررتها الخطية اطرح احتجاجي.
أنت تطلب كرامتك وهيبتك وأنا التمس خلاصي وحياتي لقد خارت قواي إلا تنظر هلاكي؟!
لقد ابتلعني الموت... أتقف محبتك قاصرة ؟! كلا كلا
أعلم أن الأب يلقي نفسه في النار لينقذ ابنه.
اعلم أن الأب يطرح نفسه في الطوفان ليعيش ابنه.
يهبط إلى جوف الهاوية ليخرج ابنه للحياة.
هذا هو إيماني لذلك أنا انتظر خلاصك يا رب ومتى مددت يمينك لي وأعلنت لي عن ذاتك وقتئذ أشعر بأبوتك وأحس بسيادتك وأعيش لأجلك. يا أبي وسيدي والهي ومخلصي وكل حياتي