الشهيد مارمرقس البشير


الشهيد مارمرقس البشير

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين




الشهيد مارمرقس البشير - كاروز الديار المصرية

Saint Mark The Evangelist

 مرقس الرسول - مرقس الانجيلي - مرقس ناظر اﻹله

استشهد يوم 30 برمودة بالاسكندرية عام 68 ميلادية وفي 30 بابة تذكار بناء كنيسته، وظهور رأسه المقدسة باﻹسكندرية

ويردد أوليري ما يقوله بعض مؤرخي وأساتذة التاريخ المسيحي في الغرب بأن المصادر الأولى - مثل أوريجانوس وﺇكلمنضس اﻹسكندري - لم تشر ﺇلى مارمرقس كمؤسس لكنيسة اﻹسكندرية، وأن المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري قد سجل بصفة عامة في القرن الرابع عبارة تقول ﺇنهم يقولون ﺇن مارمرقس هو أول من حمل اﻹنجيل لمصر.. وهي حجتهم الوحيدة


Eusebius, Ecclesiastical (Eccles) History, II. 16
Church History (Book II)

Chapter 16. Mark first proclaimed Christianity to the Inhabitants of Egypt.

1. And they say that this Mark was the first that was sent to Egypt, and that he proclaimed the Gospel which he had written, and first established churches in Alexandria.

2. And the multitude of believers, both men and women, that were collected there at the very outset, and lived lives of the most philosophical and excessive asceticism, was so great, that Philo thought it worth while to describe their pursuits, their meetings, their entertainments, and their whole manner of life.


والواقع أن كرازة مارمرقس في مصر كانت أمراً واقعياً ومعروفاً لكل أقباط مصر، كما أن يوسابيوس نفسه قد ذكر بالترتيب خلفائه البطاركة الذين تلوه حتى أيامه (للمزيد في كتاب: تاريخ كنيسة بنتابولس) وأكد أنهم كانوا خلفاء اﻹنجيلي مارمرقس

ويذكر أوليري أن قوانين الرسل تؤكد أن أنيانوس
Anianos
كان أول أسقف للاسكندرية. وقد رسمه اﻹنجيلي مارمرقس، وأما الأسقف التالي فهو أبيليوس
Abilios
وقد رسمه القديس لوقا اﻹنجيلي في رأي البعض




The Apostolic Constitutions
Apostolic Constitutions (Book VIII)
Mark the Evangelist, 30 Barmoudeh (25 April) and 30 Babeh (27 October). Early authorities such as Origen and Clement of Alexandria, make no reference to St. Mark as the founder of the Church of Alexandria, but we find it in fourth century writers first in Eusebius, H.E., ii. 16 who gives it as a general belief 'they say that Mark was the first who brought the Gospel to Egypt.' Rather later Apostolical Constitution, viii. 46, state that Anianos the first bishop of Alexandria was ordained by the Evangelist St. Mark, the next bishop Abilios by St. Luke. The tradition is fully developed in the apocryphal Acts of the Apostles where we find an account of 'The Martyrdom of St. Mark', according to that Martyrdom St. Mark exercised his ministry in Rakoti (Alexandria) where his first convert was the shoe-maker Anianos.

The pagans of the city were greatly annoyed by the progress of the Gospel and planned to entrap St. Mark and encompass his death. Aware of this, he ordained Anianos to act as bishop in his place, and also ordained three priests, Milius, Cerdon, and Primus, all of whom succeeded to the see of Alexandria in due course.

(B.M. 131-2, in Crum, Catalogue of the Coptic MSS., Crum, Theol. Texts, 15. white, Monasteries, i. no. vi. G. Wien K. 9450, 9439 and Clar. P. 139-142. Paris 129/13 - these give only fragments of the Coptic text: the whole is extant in Arabic and Ethiopic translations.)


كما يشير ﺇلى سيرة مارمرقس واستشهاده باﻹسكندرية - راقودة أو راكودة - وهو اسم اﻹسكندرية قديماً
 وكان أول من آمن به هناك اﻹسكافي أنيانوس. وقد أشرنا ﺇلى مخطوط عن استشهاده يوم عيد القيامة المجيد وكان موافقاً 8 مايو في تلك السنة

وقد ناقشنا طريقة تعذيب القديس مارمرقس واستشهاده في اﻹسكندرية. وقلنا رأينا ان دور اليهود هو الأساسي، فقد أثاروا الوثنيين من المصريين والرومان ضد القديس، فجروه في شوارع اﻹسكندرية وحبسوه في مكان خرب، وأن الرب يسوع قد طمأنه بنيل ﺇكليله، وكتابة ﺇسمه في سفر الحياة

وفي اليوم التالي جره الأشرار في الشوارع، حتى أسلم روحه الطاهرة. ولما أضرموا ناراً لحرقه هطلت أمطار غزيرة، وحدثت رعود وبروق وزلازل، وهرب على أثرها الأشرار. فأخذ المؤمنون جسده الطاهر، وأخفوه في الكنيسة، بعدما جعلوه في تابوت

ويذكر السنكسار أنه رسم أنيانوس أسقفاً وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، وأنه مضى ﻹفتقاد شعبه في بنتابوليس (ليبيا الشرقية). ولما عاد نال ﺇكليله في اﻹسكندرية سنة 68 ميلادية

وتذكر المخطوطات القبطية أن مارمرقس البشير هو أول باباوات اﻹسكندرية وأحد الرسل السبعين الذين اختارهم السيد المسيح، وأن أمه مريم هي التي في بيتها صنع الرب يسوع الفصح، وفيه حل الروح القدس على الرسل وأعضاء الكنيسة الأولى. وأنه خدم مع خاله القديس برنابا في قبرص، حيث استشهد، ثم توجه مارمرقس ﺇلى مصر وليبيا سنة 56 ميلادية وخدمهما 12 سنة، حتى نال ﺇكليله في اﻹسكندرية

ويذكر أوليري أن القديس مارمرقس البشير قد رسم الآباء ميليوس، وكاردونس، وبريموس كهنة
Milius, Cerdon, Primus
وهم الذين تولوا كرسي مارمرقس بالترتيب بعد أنيانوس




كتاب السنكسار

التقويم القبطي 30 برمودة للشهداء
8 مايو/أيار 2012

شهادة القديس العظيم مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
استشهاد مارمرقس الرسول اول باباوات الاسكندرية – 30 برمودة

في مثل هذا اليوم الموافق 26 أبريل سنة 68 ميلادية (للميلاد) استشهد الرسول العظيم القديس مرقس كاروز الديار المصرية، وأول باباوات الإسكندرية، وأحد السبعين رسولا. كان اسمه أولا يوحنا، كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. أعمال الرسل 12: 12) وهو الذي أشار إليه السيد المسيح له المجد بقوله لتلاميذه: أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول ﺇن وقتي قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذي (فَقَالَ: اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي. متى 26: 18). ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية، حيث فيه أكلوا الفصح، وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح، وفي عليته حل عليهم الروح القدس

ولد هذا القديس في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب اسمه أرسطوبولس وأم أسمها مريم، إسرائيلي المذهب وذي يسار وجاه عريض. فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم، حيث كان بطرس قد تلمذ للسيد المسيح. ولأن بطرس كان متزوجا بابنة عم أرسطوبولس، فكان مرقس يتردد علي بيته كثيرا، ومنه درس التعاليم المسيحية

وحدث أن أرسطوبولس وولده مرقس كانا يسيران بالقرب من الأردن، وخرج عليهما أسد ولبؤة وهما يزمجران، فخاف أبوه وأيقن بالهلاك، ودفعته الشفقة علي ولده أن يأمره بالهروب للنجاة بنفسه. ولكن مرقس طمأنه قائلا: لا تخف يا أبي، فالمسيح الذي أنا مؤمن به ينجينا منهما. ولما اقتربا منهما صاح بهما القديس قائلا: السيد المسيح ابن الله الحي يأمركما أن تنشقا وينقطع جنسكما من هذا الجبل. فانشقا ووقعا علي الأرض مائتين. فتعجب والده وطلب من ابنه أن يعرفه عن المسيح، فأرشده إلى ذلك وآمن والده وعمده بالسيد المسيح له المجد

وبعد صعود السيد المسيح استصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في إنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية، حيث تركهما وعاد إلى أورشليم. وبعد انتهاء المجمع الرسولي بأورشليم استصحبه برنابا معه إلى قبرص

وبعد نياحة برنابا، ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقية وبرقة والخمس المدن الغربية. ونادي في تلك الجهات بالإنجيل، فآمن علي يده أكثر أهلها. ومن هناك ذهب إلى الإسكندرية في أول بشنس سنة 61 ميلادية (للميلاد). وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه، وكان عند الباب إسكافي، أسمه إنيانوس، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه، جرح المخراز إصبعه، فصاح من الألم وقال باليونانية: اس ثيؤس (يا الله الواحد)، فقال له القديس مرقس: هل تعرفون الله؟. فقال: لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه. فتفل علي التراب وأخذ منه ووضع علي الجرح فشفي للحال. ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض، فمخالفة آدم ومجيء الطوفان، إلى إرسال موسى، وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل. ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح. فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم باسم الأب والابن والروح القدس

ولما كثر المؤمنون باسم المسيح، وسمع أهل المدينة بهذا الآمر، جدوا في طلبه لقتله، فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسا وشمامسة

وعاد إلى الإسكندرية، فوجد المؤمنين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكوليا (دار البقر) شرقي الإسكندرية علي شاطئ البحر. وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 ميلادية (للميلاد)، وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس، قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون: جروا الثور في دار البقر. فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس، وفي المساء أودعوه السجن، فظهر له ملاك الرب وقال له: افرح يا مرقس عبد الإله، هوذا اسمك قد كتب في سفر الحياة، وقد حسبت ضمن جماعة القديسين. وتواري عنه الملاك. ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام. فابتهجت نفسه وتهللت

وفي اليوم التالي (30 برمودة) أخرجوه من السجن، وأعادوا سحبه في المدينة، حتى أسلم روحه الطاهرة، ولما أضرموا نارا عظيمة لحرقه، حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة، فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين. وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها، وكفنوه وصلوا عليه، وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة

صلاة هذا القديس العظيم والكاروز الكريم تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين

المراجع

كتاب السنكسار الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية. الجزء الثاني. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين. الناشر مكتبة المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة. في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية. الطبعة الثالثة. 1694 للشهداء و 1978 ميلادية. صفحة 140 - 142


قديسو مصر، حسب التقويم القبطي، لعالم القبطيات الانجليزي اوليري
The Saints of Egypt, In The Coptic Calendar, By: De Lacy Evans O'Leary
دراسة تشمل 700 شخصية قبطية وغيرها، مستمدة من المخطوطات القبطية بالخارج، مع ﺇضافات وتعليقات علمية للمعرب. ترجمة وتعليق دياكون د. ميخائيل مكسي اسكندر. مكتبة المحبة، سلسلة دراسات روحية وتاريخية متعمقة. باشراف نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر. طبع بشركة هارموني للطباعة. رقم الايداع بدار الكتب 15067 / 2000 . الترقيم الدولي 8 - 0535 - 12 - 977 . الجيزة في الصوم الكبير عام 2000. سير القديسين في التقويم القبطي رقم 352 الشهيد مارمرقس البشير كاروز الديار المصرية صفحة 283 - 285

الصلاة لذهبى الفم


الصلاة لذهبى الفم




يجب على المرء أن يطوب كل من خدموا الله وأن يتمثل بهم لسببين:
أولاً :
لأنهم وضعوا كل رجاء خلاصهم في الصولات المقدسة.
ثانياً:
لأنهم حفظوا ما كتبوه في التسابيح والعبادات التي قدموها لله برعده وفرح نقالين لنا بذلك كنوزهم الروحية هذه جاذبين كل الأجيال التالية إلي غيرتهم المقدسة.
فمن الطبيعي أن ينتقل سلوك المعلمين لمن يعلمونهم وأيضاً من الطبيعي أن يتشبه المتعلمون بسلوك المعلمين وفضائلهم حتى نحيا في صلاه وعبادة لله وتفكير دائم في إرداته فالحياة والغنى والسعادة هي أن نصلي لله بنفس نقيه غير دنسه فكما أن الشمس هي نور لعيني الجسد

هكذا الصلاة هي نور للنفس فإن كانت تعتبر خسارة فادحة ألا يرى الأعمى الشمس فكم بالحرى تكون الخسارة عندما لا يصلى المسيحي دائماً أو لا يقدس نفسه بنور المسيح بواسطة الصلاة!.
كيف لايندهش ويعجب الإنسان لهذه المحبة التي أظهرها الله لنا مانحاً إيانا كرامة كبيرة جتى جعلنا مستحقين أن نصلي إلأيه ونتحدث معه.
حينما فإننا نتكلم مع الله آخذين طبيعة الملائكة وبهذا يتضح أننا نختلف كثيراً عن الحيوانات غير العاقلة.
فإن كانت الصلاة هي عمل الملائكة إلأا أن الصلاة في ذاتها هي أظم من الملائكة إن حديثنا مع الله هو عمل يفوق عمل الملائكة:
وكون الصلاة هو أمر يفوق الملائكة فهذا ما نعرفه منهم عندما يقدمون صلواتهم في خوف ورعدة

معطين إيانا إمكانية أن نعرف ونتعلم أنه عندنا نقدم صلاة إلي الله فيجب أن تكون بمخافة وفرح.
فمن ناحية نقدمها بمخافة معتبرين أنفسنا غير مستحقين أن نتحدث مع الله.
ومن ناحية أخرى نقدمها بملئ الفرح بسبب ما أعطانا من كرامة عظيمة إذ أن جنسنا البشري الفاني قد نال مثل هذه النعمة العظيمة حتى أنه يتمتع دائماً بالحديث مع الله والذي من خلاله نتجاوز وضعنا كمائتين وزائلين.
فمن جهة إننا بحسب الطبيعة مائتين ومن جهة أخرى فإننا دخل إلي الحياة الأبدية بالحديث مع الله ونحن نثق أن من يصلي إلي الله يرتفع فوق الموت وكل فساد.
وكما أننا عندما نتمتع بنور الشمس لا نكون في ظلام هكذا عندما نتمتع بالحديث إلي الله عن طريق الصلاة

فلا نكون بعد في حالة فساد وبسبب عظم هذه الكرامة الموهوبة لنا فإننا نعبر إلي الحياة الأبدية.
إن كل الذين يتحدثون إلي الملك يأخذون كرامة منه

ولا يمكن أن يبقوا بعد فقراء وبالأكثر جداً فإن أولئك الذين يصلون إلي الله ويتحدثون معه لن تكون لهم نفس فاسدة فهذا أمر مستحيل فموت النفس هو في عدم التقوى والإنغماس في الخطية وعكس ذلك فإن إنتعاش النفس هو في الصلاة إلي الله وهذه الصلاة تنعكس على السلوك الروحي.
إذن فحياة البر والصلاة تنير نفوسنا وتغنيها بأسلوب فائق.
أيحب أحد البتولية

أيريد أحد أن يكرم العفة داخل الزواج 
أيريد أحد أن يكبح غضبة وأن يعامل رفيقه بلطف ورقة
أيريد أن يكون نقياً من الدنس 
أيشتهي أحد الأمور المستقيمة
فالصلاة هي التي تجعلنا نسمو وهي التي تصقل حياتنا وتجعل طريق التقوى أسهل وأيسر لأنه عندما نطلب من الله علفه أو قداسة أو وداعة أو كرامه فلا يمكن أبداً أن تذهب طلباتنا سدى يقول الكتاب:
" إسألو تعطوا أطلبوا تجدوا إقرعوا يفتح لكم"

( متى7:7 )
وأيضاًً يقول

" لأن من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له"
( لو11:10)
وفي موضع آخر يقول

" فإن كنتم وأنتم أِرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيده فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه "
واضح من هذا الكلام وبهذا الرجاء أن الرب يحث الجميع على الصلاة ونحن من جانبنا يجب أن نخضع لله وأن نعيش دوماً بالتسابيح والصلوات وأن نهتم جداً بالصلاة لله.
وبهذا نستطيع أن نحيا الحياة التي تليق بالإنسان والنفس التي لا تصلي ولا تشتهي أن تتمتع بالإنسان والنفس التي لا تصلي ولا تشتهي أن تتمتع بالعشرة الدائمة مع الله هي نفس بلا حياة وهي غير حكيمة.
أيوجد برهان على الجهالة أكثر من هذا

– عندما نتجاهل حجم هذه الكرامة التي صارت لنا بالصلاة 
ألا نعرف أن الموت الحقيقي للنفس هو عدم الصلاة إلي الله
إن جسدنا يصير ميتاً عندما تغادره النفس ويصير نتناً
هكذا فإن النفس عندما لا تتجه للصلاة تكون مائتة وتسعة ونتنة فتجاهل الصلاة هو الموت ذاته وهذا ما علمنا إياه النبي العظيم دانيال الذي فضل أن يموت على ألا يحرم من الصلاة ولو لثلاثة أيام لأن ملك الفرس لم يأمرة أن يجدف لكن فقط راقبة ثلاثة أيام ربما يصلي إلي إلهه وليس إلي الملك.
عندما تفارقنا القوة الإلهية يختفي كل صلاح من نفوسنا في حين أن قوة الله تحتضن أتعابنا وتيسرها وذلك عندما يرانا الله محبين للصلاة ومنتظرين الخيرات السمائية على الدوام.
إذن فعندما رأى شخصاً غير محب للصلاة ولا تحترق نفسه شوقاً إليها فيتضح لي أن هذا الإنسان لا يملك في نفسه شيئاً من الكرامة وعندما أرى شخصاً متعطشاً للصلاة ويعتبر أن الإهمال الدائم للصلاة هو من ألأمور المميتة للنفس أستنتج أنه يحيا كل فضيلة وهو هيكل حقيقي لله.
الإنسان المتعقل يظهر من سلوكة: كيف يتزين كيف يمشي كيف يفتح فاه ويضحك كما يقول سليمان الحكيم بالأكثر فإن الصلاة والسجود لله هي علامة القداسة الكاملة هي الزينة الإلهية والروحية التي تنثر البهاء والجمال الفائق في إنساننا الداخلي وتهذب حياة كل منا ولا تدع أي شيء غير لائق أن يسود داخلنا،
مقنعه إيانا أن نهتم بالأمور الإلهية أكثر من أي شيء أخر وتعلمنا أن نطرد عنا كل حيل الشرير ملقين كل الأفكار غير اللائقة وتجعل نفوسنا رافضة للمتع الشريرة.
هذا هو إفتخارنا الذي يكلل كل من يؤمن بالمسيح هو أل نستعبد لأي شيء مضل وأن نحمي نفوسنا في حرية وحياة تقوية نقية.
يتضح لي إذن وهو أمر جلي لكل أحد أنه لا يصح أن يحيا الإنسان بدون صلاة وفضيلة وأن الصلاة تكمل مسيرة الحياة.
لكن كيف يمارس الإنسان الفضيلة لو لم يأت ويلق بنفسه على واهب الفضيلة ومانحها 

وكيف يشتهي أحد أن يكون عفيفاً ونقياً دون أن يتكلم بفرح مع ذاك الذي يطلب منا هذه الأمور وأمور أخرى أكثر منها!
وأريد أن أخبركم إننا إن كما ممتلئين بالخطايا أي شيء أعظم وأفضل من الصلاة

- فهي الدواء الفعال لكل مرض داخل النفس فأهل نينوي قديماً غفرت خطاياهم بالصلاة أمام الله لأنهم عندما داوموا على الصلاة 
– صاروا أنقياء والمدينة التي كانت مشهورة بالفجور والشرور وحياة العبث تحولت جذرياً بالصلاة
– منتصرة على العاداتل القديمة وتزينت بالشرائع السمائية مزادنة بالعفة ومجبة الناس واللطف والعناية بالفقراء.
لأن الصلاة لا يمكن أن تلازم النفس دون أن تؤثر على كل سكان المدينة وهي أيضاً عندما تسكن نفس الإنسان تملأه بالتقوى وتنمية في الفضيلة طاردة الشر خارجاً.
لهذا لو أن شخصاً ما دخل مدينة نينوي وكان يعرفها جيداً من قبل فإنه سوف لا يعرفها بعد توبتها.

هكذا تحولت المدينة فجأة من تلك الحياة غير اللائقة إلي حياة التقوى مثل إمرأة فقيرة كانت تلبس ملابس ممزقة بالية لو رآها أحد فيما بعد مزينة بملابس ذهبية
سيجد صعوبة في التعرف عليها.
هذا ما حدث مع هذه المدينة.
لأ، من يعرف فقر المدينة وخلوها من كنوز الروح سوف لا يعرف أي مدينة هذه التي يراها الآن والتي إستطاعات الصلاة أن تغيرها بهذا الشكل وأن تقود سلوكها وحياتها نحو الفضيلة فالمرأة التي قضت كل حياتها في الفجور والزنا حصلت على خلاصها بمجر أن وقعت على أقدام المسيح إن الصلاة لا تطهر النفس فقط لكنها أيضاً تصد عنها أخطار كثيرة

فعلى سبيل المثال أن الملك والنبي الرائع داود أنقذ من حروب كثيرة ومخيفة بواسطة الصلاة وهي الوسيلة الوحيدة التي قدمها لجيشة كسلاح مؤكداً لجنودة للحصول على ألإنتصار دون أن يتحركوا أو يبذلوا جهداً
الملوك الآخرون إعتمدوا في آمالهم للحصول على النصر على خبرة ضباطهم وعلى ضاربي السهام المشاة والفرسان.
بينما نجد أن داود العظيم قد بنى جيشة بالصلوات المقدسة غير مكترث بغرور ضباطه ولواءاته وفرسانه وغير جامع للأموال ولا صانع لأسلحة ولكنه أحضر قوات سمائية من المساء إلي الأرض
- وهذه الأسحلة الإلهية الحقيقية 
– هي الصلاة والملاذ الوحيد لأولاد الله.
إن قوة ودراية المسلحين وضاربي السهام

وخبارتهم ومكرهم تظهر مراراً أنها أمور باطلة أمام الشجاعة التي يظهرها الطرف الآخر.
في حين أن الصلاة هي السلاح الروحي والحماية الأكيدة التي تصد ليس محارباً واحداً بل ألوية كثيرة,
هكذا فإن داود العظيم عندما أتى إليه جليات مثل شيطان مخيف طرحه أرضاً لا بسلاح ولا بسيف لكن بالصلاة.
فكما تمثل الصلاة سلاحاً قوياً بالنسبة للملوك في المعارك هكذا تمثل لما أيضاً سلاحاً قوياً ضد محاربات الشياطين.
إن الملك حزقيا هزم الفرس في الحرب دون أن يسلح جيشه لكنه وقف للصلاة في مقابل جموع محاربيه.

وهكذا تجنب الموت إذا أنه إرتمى بورع وخشوع في أحضان الله وأعطى مرة أخرى حياة للملكة بالصلاة فقط.
فكون الصلاة تظهر النفس الخاطئة فهذا ما علمتا إياه العشار الذي طلب من الله الغفران وأخذه 

وعلمنا إياه أيضاً الأبرص الذي شفي عل الفور بمجرد أن إرتمى في أحضان الله.
فإن كان الله قد شفى الجسد الفاني في الحال فإنه بالحري قادر بمحبته للإنسان أن يشفي النفس المريضة ويصيرها أفضل لأنه بقدر ما للنفس من قيمة أفضل من الجسد بقدر ما يبدي الله إهتماً أكبر نحوها.
يستطيع الإنسان أن يتحدث عن أمور كثيرة قديماً وحديثاً لو أراد أن يعدد أولئك الذين أنقذتهم الصلاة وربما أن شخصاً ما المتهاونين الذين لا يقدموت صلواتهم بإهتمام وحرص ويستند إلي كلام الرب:

" ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات"
( مت 7: 21 ).
فلو كنت أقول أن الصلاة وحدها تكفي لخلاصنا لكان من الممكن قبول هذا الإعتراض لكني أقول إن الصلاة هي باب الخيرات أسأس ومنبع الحياة الفاضلة إذن لا يستيطع أحد أن يببر تهاونه بهذا المفهوم الخاطئ فلا العفة وحددها تستطيع أن تخلص بدون باقي الفضائل ولا رعاية الفقراء وحدها لكن يجب أن تجتمع الفضائل كلها معاً داخل النفس وتكون الصلاة هي أساس ومنبع الفضائل كلها.

وكما أنه يلزم لتثبيت المنزل أن يكون أساسأً قوياً هكذا فإن الصلاة تشدد حياتنا وتقوينا لهذا فإن القديس بولس يوصي بالصلاة ك حين
" واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر" 
( كو4: 2 ).
وفي موضع آخر يقول 

" صلوا بلا إنقطاع أشكروا في كل شيء لأنه هذه مشئية الله في المسيح يسوع من جهتكم"
( تس 5: 17-18 )
وفي موضع آخر يقول
" مصلين بكل صلاة وطلبة كل وق في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة... "
( أف 6 : 18 ).
هكذا يدعونا عميد الرسل بكلام متنوع إلي الصلاة.
إذن ووفقاً لهذا التعليم المقدم من الرسول بولس يجب علينا أن نكمل مسيرة حياتنا بالصلاة وبهذه الصلاة المستمرة نسد عطش إنساننا الداخلي لأننا جميعاً متعطشون للإرتواء ليس أقل من إجتياج الأشجار للمياه.
فكما أن الأشجار لا تستطيع أن تثمر إن لم ترتو من جذورها هكذا نحن لا نستطيع أن نقدم الثمر كثير الثمن الذي للتقوى

إن لم نوتو بالصلاة لهذا يجب أن نستيقظ ونبدأ صلواتنا لله مبكرين مع كل شروق للشمس وأن نصلي لله كل حين.
في وقت الشتاء علينا أن نقضي الجزء الأكبر من المساء في الصلوات وأن نحني ركبنا وبرعدة كثيرة نلهج في التضرع.
هكذا نصير مغبوطين إذ نعبد الله.
أخبرني كيف تنظر للشمس إن لم تسجد لذلك الذي يرسل لعينك هذا النور الباهر كيف تتمتع بالمأكولات إن لم تسجد لواهب و معطي كل هذه الخيرات

وكيف ستعيش يومك حتى المساء
وأي أحلام سترى 

( أثناء الليل )
إن لم تحصن نفسك بالصلوات.
كيف تذهب للنوم بدون قلق
فإن الشياطين المتربصة ستزدري بك وتقتنصك بسهولة
هؤلاء الذين يجولون بلا هوادة لترويعنا وإقتناص الضعفاء الذين لا يتسلحون بالصلاة.
لكن لو واظبنا على الصلاة فإنهم سيضمحلون كالبخار سريعاً لكم لو إبتعد الإنسان عن حياة الصلاة فإن الشياطين ستدفعه نحو الشرور والمتاعب والنكبات فلنحترس إذن من هذه الشرور والمتاعب والنكبات فلنحترس إذن من هذه الأمور ولنبني أنفسنا بالصلوات والتسابيح وإله الجميع يرحمنا ويجعلنا مستحقين لملكوت السموات 
بابنه الوحيد 
الذي به ومعه 
يليق له المجد والقوة
إلي أبد الآبدين.
آمين
فلنختم عظة أبينا القديس يوحنا الذهبي الفم
الذي أنار عقولنا و عيون قلوبنا بأسم الأب و الأبن و الروح القدس الأله الواحد أمين

عَشَر قيادات متنوعة / بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

عَشَر قيادات متنوعة
بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
 
 
كل إنسان سائر فى طريق الحياة، يرى أن أشياء معينة تدفع مسيرته، وتحدد له كيف يسلك... فما هى هذه الدوافع التى تقوده؟ إنها تختلف من شخص إلى آخر. نذكر من بينها:
1- هناك إنسان يقوده فكره فى التمييز بين الخير والشر
يقوده فهمه الخاص. فما يراه حقاً، هو الحق بالنسبة اليه. وما يراه باطلاً، فهو الباطل بالنسبة اليه: وفهم هذا الانسان ليس مضموناً. هل هو ناضج أم متعثر؟ ويقول الحكيم "توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت".
حقاً، ما أصعب أن يركن الانسان إلى فكره ليقوده، وبخاصة لو كان من المبتدئين، وإن كانت الأمور التى أمامه تحتاج إلى عمق فى الفحص، وإلى خبرة...
****
2- هناك إنسان آخر تقوده رغباته وشهواته:
فهو يسعى لتحقيقها، ويرى أن له كل الحق فى ذلك. بينما ليس لديه وقت ليفحص هذه الرغبات، وهل هى سليمة أم مخطئة. وإن فكرّ فى ذلك، يجد فكره مؤيداً لرغباته! وكما نقول دائماً "إن الفكر كثيراً ما يكون خادماً مطيعاً لرغبات النفس"!
****
3- إنسان ثالث يقوده مرشد روحى:
ومن اللازم أن يكون هذا المرشد خبيراً، وسليم الفكر، غير متحيز لإتجاه معين. وإلا انطبق المثل القائل "أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان فى حفرة". لأنه إن ضل هذا المرشد، يضل كل من يتبعه... والله – تبارك اسمه – لا يقصد أن الطاعة له تتحول إلى اى إنسان أياً كان، حتى إن كان أحد الوالدين. ذلك لأنه "ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس"... فلا نعصم المرشدين، إنما نُحكمّ الضمير...
****
4- هناك أشخاص آخرون تقودهم الأحلام أو الرؤى:
فليست كل الأحلام والرؤى من الله. لذلك ينبغى على كل انسان أن يكون لديه الإفراز الكافى، الذى يدرك به هل الأحلام التى رآها هى من الله، أم من الشيطان، أم من العقل الباطن، أم من أمور مترسبة فى نفسه نتيجة لقراءات أو سماعات أو مناظر أو قصص أو رغبات كامنة فى نفسه، تحولت إلى أحلام؟؟!
إن الشيطان، إذا تيقن أن اشخاصاً يؤمنون بالأحلام، ما أسهل عليه أن يقودهم بأحلام مضللة من عنده...
****
5- هناك أشخاص آخرون تقودهم الكتب، ووسائل النشر والإعلام:
فالفكر الذى يقرأونه فى كتاب ما، أو فى جريدة أو مجلة مشهورة، ما أسهل عليهم أن يعتنقوا هذا الفكر، وربما يتحمسون له ويرددونه بلا تفكير، وكأنما قد صاروا مجرد صدى لما قرأوه..!
على أن الانسان الحكيم لا يضمن كل ما ورد فى كتب، أياً كانت شهرة الكاتب! بل يقرأ بعقل وتمييز، ويحترس من بعض الأفكار الجديدة التى تخالف بعض الثوابت التى تسلمها من قبل. بل يفحص ويسترشد، ويرفض ما يجب رفضه...
****
6- هناك أيضاً من تقوده الدَفعة الأولى The First Push
كإنسان أول علاقة له بالحياة الفكرية أو الفلسفية، أقنعوه بالفكر الشيوعى على اعتبار أنه الطريق السليم إلى الاشتراكية الحقة، وحسن توزيع الثروة بمساواة بين الجميع فلا غنى ولا فقير، وبأن الدين هو أفيون الشعوب، لأنه يخدّر الفقراء فى واقعهم البائس فلا يحتجون عليه، بل يقبلونه بالتسليم للارادة الالهية!! لذلك من يتلقى هذا الفكر، يستمر فى الدفعة الأولى التى دفعته..
إنه مثل كرة ألقاها أحدهم من على جبل: ففى الإتجاه الذى ألقاها فيه تظل تتحرك وتتدحرج بدون تفكير..!
على مثل هذا الشخص أن يوسّع ذهنه لمناقشة الأفكار الأخرى، ولا يتحمس لفكره الأول، فى رفض لكل ما يقابله من نقد...
كذلك كل من كان إنتماؤه الأول إلى هيئة ما، يتحمس لها مهما إنحرفت أو تغير مسارها...
****
7- هناك انسان آخر تقوده عوامل نفسية معينة:
كأن يكون فى نفسيته عامل الخوف. فيقود الخوف حياته، ويوصله الخضوع لأية رئاسة والاستسلام لأية سلطة. أو يكون فى نفسيته عنصر المجاملة أو عنصر الإشفاق أو ما شابه هذه المشاعر، فتقوده نفسيته إلى اتجاهات ربما تكون بعيدة تماماً عن الحق!
وهكذا تختلف تصرفات الناس حسب نوعية نفسياتهم وقيادتها لهم: ما بين انسان يقوده الهدوء الذى فى طبعه، وآخر يقوده العنف الذى تتميز به نفسيته.. واحد يقوده الطموح، وآخر تقوده القناعة والرضى بما هو فيه، وثالث يقوده الزهد. كل منهم حسب نوعية نفسيته...
فإن كان شخص غضوباً، يرى أن الوسيلة المثلى هى أن ينفذ ما يريده بالعنف والشدة. لأن هذه – فى نظره – هى الطريقة الفعالة التى توصل إلى المطلوب بسرعة ونجاح وبنتيجة مضمونة!! ولا شك أن هذا التفكير غير سليم، ولا يتفق مع الحق.
ولكنه على أية الحالات، يدل على أن البعض تقودهم نفسياتهم وطباعهم، وليس الفكر أو الحكمة.
****
8- هناك نوع آخر من الناس تقوده المنفعة أو المصلحة الخاصة:
يزن كل شئ بمقدار ما ينتجه من نفع خاص به. ويرى أن هذه المنفعة هى الحق بالنسبة اليه. ويقول هذا هو حقى، أو هذا هو الخير بالنسبة لى. ولا يضع أمامه أية مقاييس للحق أو للخير، سوى المنفعة. وطبعا يعنى منفعته الخاصة، وليست المنفعة العامة!
مثل هذا الشخص: إن أردت أن تقنعه بأى أمر، فهذا هو المفتاح الذى تدخل به اليه: أعنى ما يعمله من نفع...
****
9- هناك نوع آخر، تقوده التقاليد أو القدوة أو التيار العام:
ونذكر فى مقدمة هذا النوع: الأطفال، والمبتدئين، والعامة، ومن هم فى مستوى هؤلاء واؤلئك... فحسب الأمثلة التى أمامهم ينقادون، وحسب روح الجماعة يسيرون بالتيار السائد...
هذا النوع يأخذ مبادئه وقيمه من المجتمع الذى يعيش فيه، سواء مجتمع الأسرة أو المدرسة أو العمل، وما فى تلك المجتمعات من تأثيرات وأفكار وتوجيهات...
لذلك ننصح بأهمية وجود القدوة الصالحة فى محيط الأسرة. فهى المنبع الأول الذى يتلقى فيه الانسان أولى أمثلته، وفيها القيادات الأولى التى يصادفها... وإلى جوار ذلك ما يجب أن تكون عليه القدوة فى دور التعليم، وفى مراكز الشباب وفى مجال الرياضة...
وكذلك كل ما تقدمه الأفلام من توجيهات وإيحاءات ترسخ فى العقول والنفوس، وتقود البعض – عن طريق التقليد – إلى مواقف عملية فى الحياة، متأثرين بما رأوه
****
10- قياة أخرى تعتبرمن أهم القيادات، وهى الضمير
على شرط أن يكون ضميراً صالحاً، مؤسساً على الخير المطلق، وما توحى به وصايا الله وتعاليمه. وهذا الضمير يمكن أن يسيطر على كل القيادات الأخرى، بحيث أن تسنده إرادة خيرّة قوية
لأنه قيل أحياناً عن الضمير إنه قاضِِ عادل. ولكن الضعف يقف أحياناً فى سبيل تنفيذ أحكامه. ونقصد ضعف الارادة، وليس ضعف الضمير

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010