اسطوانة تعليم اللغه القبطيه مع كتب وقواميس

اسطوانة تعليم اللغه القبطيه مع كتب وقواميس ومقالات بالاضافه للعهد الجديد قبطى





الأسطوانة من أربعة أجزاء




للتحميـــل 


الجزء الأول





الجزء الثاني





الجزء الثالث





الجزء الرابع

تأملات الام تيريزا كالكوتا لنهاية السنة وبدء سنة جديدة




تأملات الام تيريزا كالكوتا لنهاية السنة وبدء سنة جديدة


 غالبا ما يتصرف الناس  تصرف اناني وبدون تفكير ومنطق؛
على أي حال اغفر لهم.


إذا كنت لطيفاً، قد يتهمك الناس بان غبي؛
على أي حال كن لطيفا.


إذا كنت ناجحا، ستكسب بعض الاصدقاء الكذبة وبعض أعداء حقيقيين؛
على أي حال انجح.


إذا كنت صادقاً وصريحاً، فقد يخدعك الناس؛
على أي حال كن صادقا وصريحا.


ما بنيته مدة سنوات طويلة، قد يدمره شخص بين عشية وضحاها؛
على أي حال ابنِ.


إذا وجدت الطمأنينة والسعادة، فقد يحسدك عليها آخرون ؛
على أي حال كن سعيداً.


الخير الذي تفعله اليوم، قد ينساه الناس مرارا غدا؛
على أي حال افعل الخير.


تعطي العالم أفضل ما لديك، وربما لن يكون كافياً؛
على أي حال أعطِ العالم أفضل ما عندك.


كما ترون ، في نهاية الامر،  الموضوع هو بينك وبين الله ؛
على أي حال ليس الامر هو بينك وبينهم.


كتبت الام تيريزا  هذه القصيدة على جدار منزلها للأطفال في كالكوتا

يا ملك السلام


الآية : "لكن شعره من رؤوسكم لا تهلك " (لو 21: 18)


يقول القديس يوحنا سابا الشيخ الروحاني

" كما أن الساكن في جبل حصين لا يضطرب بيته من الرياح هكذا المتقوي برجاء الله"

عادة ما نختم صلواتا في الكنيسة بهذه الكلمات " يا ملك السلام. أعطنا سلامك. قرر لنا سلامك وأغفر لنا خطايانا". أننا في هذا اللحن الكنسي إنما نقرر أن مصدرنا الوحيد لسلام حقيقي في حياتنا هو شخص المسيح، كما أننا نطلب هذه العطية من صاحبها الوحيد ليعطيها لنا ويثبتها في قلوبنا وبيوتنا وأعمالنا وكنائسنا وحياتنا.

الشئ الوحيد الذي ينزع سلامنا هو خطايانا

ليكن هذا العام الجديد بداية جديدة لتنزع من أركان حياتك كل خطية فيحل السلام السمائي في شخصك المبارك.

ركز اليوم وطوال هذه السنة علي طرد الخطية المتكررة معك.

آبائيات - التطويبات الخمسة والخمسين للقديس مارإفرام السريانى

التطويبات الخمسة وخمسين

للقديس مار إفرام السرياني

1- طوبى للذي تحرّر بالكامل في الرب من كل أمور هذه الحياة الأرضية الباطلة، وأحبّ الله الصالح الشفوق وحده.
2- طوبى للذي صار حراثاً صالحاً للفضائل، وأنتج محصولاً من ثمار الحياة في الرب، كالأرض المحروثة الحاملة للقمح. 
3- طوبى للذي صار فلاحاً صالحاً للفضائل، وغرس كرمة روحية، وحصد العنب، فملأ معصراته من ثمار الحياة في الرب. 
4- طوبى للذي جعل زملائه الخدام فرحين فرحاً روحياً، من ثمرة الفضائل التي اجتناها بتعبه، لكي يقدّم ثمرة الحياة في الرب. 
5- طوبى للذي يقف في الكنيسة، ويصلي مثل ملاك سماوي، حافظاً أفكاره في كل وقت طاهرة، ولا يُعطي للشرير سبيلاً يأسرُ نفسه بعيداً عن الرب المخلص. 
6- طوبى للذي يحب البكاء بفهم، ويُهرق الدموع على الأرض بتخشع، مثل درر كريمة أمام الرب. 
7- طوبى للذي يحب القداسة مثل النور، ولا يدنس جسده بالأعمال الشريرة المظلمة أمام أعين الرب. 
8- طوبى للذي يحفظ جسده مقدساً للمخلص، ولا يخزي نفسه بأعمال قبيحة، بل يبقى مرضياً أمام الرب. 
9- طوبى للذي يكره كل عمل دنس كله قباحة، مقدماً نفسه ذبيحة حية مرضية أمام الرب. 
10- طوبى للذي يبقي في نفسه ذكر الله على الدوام، لأن هذا سوف يُصبح كله مثل ملاك سماوي على الأرض، خادماً للرب بخوف ومحبة. 
11- طوبى للذي يحب التوبة، القادرة أن تخلّص الخطاة، ولا يفكر في عمل الشر، ولا يُنكر النعمة أمام الرب المخلص. 
12- طوبى للجالس في قلايته، كمقاتل نبيل يحرس كنز الملكوت، أعني جسده ونفسه بلا لوم في الرب. 
13- طوبى للجالس في قلايته، كملاك في السماء، حافظاً أفكاره طاهره، يُنشد يفمه تسابيح لمن له سلطان على كل نسمة. 
14- طوبى للذي أصبح مشابهاً للشاروبيم والسارافيم، ولا يتواني أبداً في خدمته الروحية، بل يمجد الرب على الدوام. 
15- طوبى للمتلئ فرحاً روحياً على الدوام، ولا يتكاسل في حمل نير الرب الصالح، لأنه سوف يُكلل بمجد. 
16- طوبى للذي ينقي نفسه من كل دنس الخطايا، حتى يتقبّل بداله في بيته ملك المجد ربنا يسوع المسيح. 
17- طوبى للذي يتقدم إلى الأسرار الطاهرة التي للمخلص بخوف ورعدة، عالماً أنه يتقبل الحياة الأبدية في داخله. 
18- طوبى للذي يتأمل الموت كل يوم، ويمحي الأهواء الدنيئة المعشِّشة في قلبه، لأن هذا سوف يتعزى في لحظة انفصال جسده عن روحه. 
19- طوبى للذي يتذكر خوف جهنم بإستمرار، ويسرع بدموع وتنهدات ليتوب توبة صادقة في الرب، لأن هذا سوف ينجو من الضيق العظيم. 
20- طوبى للذي يتضع بصورة متواصلة اختيارياً، لأنه سوف يكلل بواسطة ذاك الذي وضع نفسه طوعاً من أجلنا. 
21- طوبى للذي يجلس في قلايته بكل تقوى، كما فعلت مريم عند قدمي يسوع، وكما أسرعت مرثا لأستقبال الرب المخلص.
22- طوبى للذي يُشعل ذاته بمخافة الله، محافظاً على حرارة الروح القدس دائماً، ومحرقاً أشواك الأفكار الشريرة. 
23- طوبى للذي لا يدنّس يديه بأعمال رديئة كملعون، لأن هذه الأفعال سوف تُدان في اليوم الرهيب أمام الرب.
24- طوبى للذي يبذر أفكاراً صالحة جيدة في كل وقت، ويتغلب بالرجاء على الكآبة الرديئة، التي تحارب نساك الرب. 
25- طوبى للذي أصبح كمحارب شجاع في عمل الرب، منهضاً المتهاملين، ومحركاً المتوانين في طريق الرب.
26- طوبى للذي أصبح مثمراً في الرب، حتى يتخذ الملائكة القديسين حراساً له، كما يكون المزارع حارساً للشجرة المحملة بالثمار. 
27- طوبى للذي يحب الوداعة بفهم روحي، ولا تخدعه الحيّة الشريرة، متخذاً الله الصالح والشفوق رجاءً له. 
28- طوبى للذي يكرّم القديسين ويحب قريبه، وقد طرد الحسد من نفسه، هذا الذي أصبح قايين بسببه قاتلاً لأخاه.
29- طوبى للذي ينتهر (الشيطان) المستبد، ولا يتخاذل أمام لهيب الشهوات، لأن نفسه سوف يندّيها ندى الروح القدس. 
30- طوبى للذي لم يدع غشاوة الظلام الشيطانية تعشِّش في فكره، فتحرمه من النور اللذيذ ومن فرح الصديقين.
31- طوبى للذي استنارت عينا قلبه ليشاهد الرب دائماً، كما في مرآة، لأن مثل هذا يستريح من الأهواء ومن الأفكار الشريرة.
32- طوبى للذي يحب الكلام الصالح المستقيم، ويمقت الكلام الدنيء الهدّام، لأن مثل هذا لن يصير أسيراً للشرير. 
33- طوبى للذي ينصح قريبه في مخافة الله، ولا يُضل نفسه، خاشياً في كل لحظة عصا الراعي الصالح الحديدية. 
34- طوبى للذي يطيع قريبه بحسب مشيئة الله، ويحتمل الضيقات بشكر، لأن مثل هذا سوف يُكلل، وسوف يصير معترفاً للرب. 
35- طوبى للذي لا يسيطر عليه هوى الكآبة كجبان، بل يتحلى بالاحتمال والصبر، هذا الذي بواسطته فاز القديسون بالأكاليل. 
36- طوبى للذي يحب ضبط النفس بمرضاة الله، ولا يُدان بسبب بطنه كمتنعم ومدنس، لأن مثل هذا سوف يعظمه الله.
37- طوبى للذي لا يسكر بالخمر كضال، بل يفرح في كل حين بذكر الرب، الذي يبتهج به القديسون بتواصل. 
38- طوبى للذي يدبّر بمرضاة الله ممتلكاته، ولا يُدان من الله المخلص كمحب للمال وعديم الشفقة على قريبه. 
39- طوبى للذي يسهر في الصلوات والقراءات والعمل الصالح، لأن مثل هذا سوف يستنير ولا ينام في الموت.
40- طوبى للذي أصبح شبكة روحية صالحة، يتصيّد كثيرين للسيد الصالح، لأن مثل هذا سوف يمدحه كثيراً الرب. 
41- طوبى للذي أصبح نموذجاً حسناً للقريب، دون أن يعثر ضمير زملائه الخدام فاعلاً ما لا يجب فعله، لأن مثل هذا سوف يباركه الرب.
42- طوبى للذي أضحى طويل الأناة وشفوقاً، ولم يستعبده البربري، أعني الغضب الشرير، لأن مثل هذا سوف يرفعه الرب.
43- طوبى للذي ارتفع بالمحبة، صائراً مثل مدينة مؤسسة على جبل، التي منها يتراجع العدو بخوف مرتعداً من صمودها في الرب. 
44- طوبى للذي أشرق بايمانه بالرب، كمصباح منير موضوع على منارة عالية، ينير نفوساً مظلمة قد اتّبعت بدعة الجاحدين غير المؤمنين. 
45- طوبى للذي يحب الصدق باستمرار، ولا يستخدم فمه كأداة للكذب، لأنه يخاف من الوصية التي تتعلق بكل كلمة بطالة. 
46- طوبى للذي لا يحكم على قريبه كإنسان عديم الحكمة، بل بحصافة روحانية يجاهد لكي يخرج الخشبة من عينه الخاصة. 
47- طوبى للذي أزهر قلبه كنخله، بايمان مستقيم، ولم تطعنه بدعة الجاحدين غير المؤمنين كما من أشواك. 
48- طوبى للذي أصبح سيداً على عينيه، ولم يغوِه -  لا عقلياً ولا حسياً - جلد البشرة الذي سوف يذبل سريعاً. 
49- طوبى للذي يضع أمام عينيه يوم الرحيل، وقد أزدرى الكبرياء، قبل أن يظهر فساد طبيعتنا في القبر ونتانتها. 
50- طوبى للذي يفكر بالنائمين في أكفانهم في القبور، ويبعد عن كل شهوة كريهة، لأنه سوف يقوم بمجد عندما يُنفخ بالبوق السماوي موقظاً أبناء البشر كلهم. 
51- طوبى للذي يتأمل بحكمة روحية جوقة النجوم الساطعة بمجد، وجمال السماوات، ويشتاق لرؤية صانع الكل.
52- طوبى للذي يتذكر النار التي نزلت على جبل سيناء، وأصوات الأبواق، وموسى المنتصب في الوسط بخوف ورعدة، ولا يتراخى في سبيل خلاصه.
53- طوبى للذي لا يضع رجاءه على البشر، بل على الرب، الذي يأتي ثانية بمجد كبير لكي يدين المسكونة كلها بعدل، لأنه سوف يصير كشجرة مثمرة على مجاري المياه.
54- طوبى للذي صار ذهنه بنعمة الله، كسحابة مليئة بالمطر، يروي نفوساً لإزدياد ثمار الحياة، لأن مديحه سوف يمتد في مجد لا نهائي. 
55- طوبى للذين يسهرون باستمرار بحسب مشيئة الله، لأن الله سوف يظللهم في يوم الدينونة، ويصبحون أبناء العريس، ويشاهدونه بابتهاج وسرور. بينما أنا والذي على شبهي المتهاملون ومحبو اللذة سوف يبكون وينوحون عندما يرون أخوتهم في المجد غير المدرك وهم يتعذبون. 
المرجع: القديس افرام السرياني مختارات نسكية وزهدية، الأب افرام كرياكوس، مطرانية الروم الأرثوذكس باللاذقية (منقول بتصرف)

كيف تنتصر علي سيادتك؟


الآية : "فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله" (تك39: 9).


يقول القديس جيروم

"لكى تهرب من سيدتك المصرية أترك الثوب الذي يخص هذا العالم".

إن الخطية تحاربك مثلى، وقد جاهدت ضدها ولكنك مازلت تسقط فيها. لا تضطرب فيمكننا أن ننتصر عليها، هيا نتعلم من يوسف العظيم الأمرين اللذين غلب بهما:

1-شعر بالله أمامه، الله القدوس العادل المخوف فلم يستطع أن يخطئ أمامه، والله الحبيب الحنون فخجل أن يحزنه. فبقدر ما تذكر الله تشعر بوجوده فترفض كل خطية.

2-التنازل عن أى شيئ مادى للاحتفاظ بالطهارة، لابد أن هذه السيدة الشريرة ضايقته مرات كثيرة واستخدمت سلطتها لإرغامه علي الخطية فاحتمل بصبر وقبل التجرد من أي شيئ حتى ثيابه الضرورية معرضاً نفسه لأي عقاب أرضي ليحتفظ بنقاوته أمام الله. فكن مستعداً لضبط شهواتك والتنازل عن أى شيئ يسهل لك الخطية، واحتمال كل تعب وإهانة لتتمتع برضي الله عليك.

قاوم اليوم خطيتك بترديد الآية المذكورة "كيف أصنع هذا الشر ....."

أبآيات - كمال المحبة


أبآئيات :
كمــال المحبــة
القديس أغسطينوس
تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها" _أم 25
"وبهذا نعرف أننا قد عرفناه إن حفظنا وصاياه" (1 يو 2) ... أي وصايا؟ 
"من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه" 
لكنك مازلنا نتسائل: أي وصايا يقصد؟ 

"وأما من حفظ كلمته، فحقاً في هذا قد تكمَّلت محبة الله"

تعالوا نرى إذا ما كانت الوصية ذاتها تدعى المحبة. لأننا كنا نتسائل عن الوصية وهو أجاب: "أما من حفظ كلمته فحقاً في هذا قد تكمَّلت محبة الله". لننتبه للإنجيل، أليست هذه الوصية  نجدها في ما قاله الرب: "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً" (يو 13). "في هذا نعرف أننا فيه"، إذا ما تكمَّلنا فيه. 
يدعوهم الرسول مكمَّلين في المحبة.

ما هو كمال المحبة؟ 

كمال المحبة هو محبة الأعداء، وأن تحبهم لهذه الغاية: أن يصيروا أخوة.
لأن محبتنا  يجب أن لا تكون محبة جسدانية. جيد أن تتمنى لانسان ما خيرات زمنية، ولكن حتى إن لم يحدث هذا فلتكن روحه سالمة. هل تتمنى حياة (أرضية) لأحد أصدقائك؟ أنت تفعل حسناً. هل تفرح بموت أحد أعدائك؟ أنت تخطئ. إذ ربما الحياة الطويلة التي تتمناها لصديقك تكون مُضرَّة له، والموت الذي تفرح به عند موت عدوك يكون لخيره. ليس مؤكداً أن تكون هذه الحياة الحاضرة التي نحياها مفيدة لإنسان ما أم غير مفيدة، ولكن بدون أدنى شك الحياة مع الله مفيدة. 
أحبب أعدائك بالطريقة التي بها تتوق أن يصيروا لك أخوة.
أحبب أعدائك وأنت تتمنى أن يصيروا في شركة معك.
لأن ذاك الذي عُلق على الصليب، أحبَّ بهذه الطريقة، وقال: "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23). وبالطبع لم يقل: "يا ابتاه أعطهم العمر الطويل. هم بالفعل يقتلونني، لكن ليعيشوا هم". لكن ماذا قال؟ "يا ابتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". لقد أبعد عنهم الموت الأبدي، بصلاة مملوءة رحمة، وبقوة فائقة القدرة. نعم الكثير منهم قد آمن، وغفرت لهم خطاياهم بدم المسيح المسفوك. لقد سفكوا دمه أولاً في ثورتهم، لكنهم عادوا فشربوا من دمه حينما آمنوا به. 
"بهذا نعرف أننا فيه"، إن تكمَّلنا فيه.
بشأن هذه المحبة الكاملة التي تحب الأعداء، أوصانا الرب قائلاً: "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5)
لذلك، "من قال أنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً"........
كيف يتم ذلك أيها الأخوة؟ أيّة نصيحة يقدمها لنا؟ "من قال أنه ثابت فيه" - أي في المسيح - "ينبغي أنه كما سلك ذاك يسلك هو أيضاً" هل ينصحنا هنا بأن نمشي على الماء؟ بالطبع لا، بل ينصحنا بأن نسير في طريق البر. 
في أي طريق؟ لقد سبق وذكرته. ... لقد كان يسير في هذا الطريق ذاته وهو مُعلقاً على الصليب - أي طريق المحبة. "يا ابتاه أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون". هكذا وبالتالي، إذا تعلمتم الصلاة لأجل أعدائكم، فأنكم تسيرون في طريق الرب. 
"أيها الأخوة لست أكتب لكم وصية جديدة بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء. الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها من البدء". 
أية وصية قديمة؟ تلك "التي سمعتموها من البدء". فهي قديمة لأنكم سمعتموها قبلاً، - وإلا يكون مناقضاً لقول الرب: "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً" - لكن لماذا هي قديمة؟ قديمة ليست لأنها تخص الإنسان العتيق، بل لأنكم سمعتموها قبلاً، وفي الوقت نفسه يوضح أنها جديدة إذ يقول: "وصية جديدة أكتب إليكم"، ليست وصية أخرى لكن نفس الوصية القديمة هي نفسها وصية جديدة .. ولماذا هي  جديدة؟ لأن "الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء". تأملوا السبب في كونها جديدة: نظراً لأن الظلمة تخص الإنسان العتيق، أما النور فيخص الإنسان الجديد. إذ يقول القديس بولس: "أخلعوا الإنسان العتيق والبسوا الجديد" (كو 3)، ويقول أيضاً: "كنتم قبلاً ظلمة أما الآن فنور في الرب" (أف 5).
الآن يوضح المعنى قائلاً: "إن قال أحد أنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة"، لننتبه الآن يا أخوتي، إلى متى نستحثكم أن تحبوا أعدائكم؟ وأنتبهوا أيضاً إلى ما هو أسوأ، أن تكونوا ما زلتم تكرهون أخوتكم. إن كنتم تحبون أخوتكم فقط فأنتم لستم كاملين، ولكن إن كنتم تبغضون أخوتكم، فماذا تكونون؟ ليفحص كل إنسان قلبه. ولا يحتفظ أحد بأي بغضة تجاه أخيه، بسبب كلمة جارحة أو بسبب نزاع حول شيء ترابي (أرضي) - حتى لا يصير تراباً.
ليمتنع من يبغض أخاه أن يقول أنه يسير في النور - يسير في المسيح. لأن "من قال أنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة".
على سبيل المثال، شخص ما صار مسيحياً بعد أن كان وثنياً. عندما كان وثنياً كان في الظلمة، ولكن الآن صار مسيحياً. شكراً لله، والكل يفرح. يقول بولس الرسول مُعبراً عن هذا الفرح: "لقد كنتم قبلاً ظلمة، وأما الآن فنور في الرب" (أف 5). كان يعبد الأوثان وصار الآن يعبد الرب. كان يعبد الأشياء المصنوعة والآن يعبد ذاك الذي صنعه.  لقد تغيَّر، شكراً لله. يفرح بشأنه كل المسيحيين. لماذا؟ لأنه الآن يعبد الآب والابن والروح القدس، ويُمقت الأوثان والشياطين.
لكن يوحنا مازال قلقاً بشأن هذا الإنسان، وبالرغم من أن كثيرين فرحين بشأنه، إلا أنه لا يزال متشككاً. أيها الأخوة، لنعتنق بسرور هذا الإهتمام الأمومي. وليس بلا سبب تهتم وتقلق الأم بينما يفرح الآخرين. أقصد بالأم المحبة - المحبة التي كانت ساكنة في قلب يوحنا عندما نطق بهذا الكلام. وذلك لأنه خائف علينا، بينما الآخرين يغبطوننا.

ما الذي يخافه؟ 

"من قال أنه في النور" - ماذا يعني هذا؟ يعني: من قال أنه مسيحي - "وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة" ......  الكلام واضح ولا يحتاج أي شرح.
لنفرح إن لم توجد البغضة فينا، ولننتحب إن كانت موجودة في قلوبنا

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010