هي أولا وأخيراً


الآية : "محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة" (ار 31: 3)

يقول القديس أغسطينوس

" المحبة ينبوع فجره الله ها هنا لكي لا تخور قواك في الطريق فاشرب منه"

المسيح لم يقل لنا إن أحببتم الناس يحبونكم بالضرورة طبعاً هذه هي القاعدة أننا إذا أحببنا بعمق وبإخلاص يبادلنا الناس المحبة. ولكن هذه ليست قاعدة منتظرة. قد يبادلوننا البغضة ولكن نحن علينا أن نتشبه بالمسيح الذي أحب أعداءه وغفر لهم وهو علي الصليب لأن المحبة "غلابة" في النهاية. هي دائما منتصرة.

نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً، وهذه المحبة الإلهية لنا تجعلنا نحب الآخرين ونبقي أمناء حتي النهاية لأن "المحبة" هي أهم كلمة هنا علي الأرض وهناك في السماء.

لا تنتظر مقابل لمحبتك اليوم التي تقدمها للآخرين

تفسير مزمور الى متى يارب تنسانى لابونا تادرس يعقوب


إلى متى يارب....؟


 
يبدو أن داود قد واجه تجارب لا تنتهي في فترةٍ ما من حياته. وقد جاء هذا المزمور بمثابة تضرع يسكبه أمام الله حتى يعينه ضد أعدائه.
يرى بعض الدارسين أن هذا المزمور لم يُكتب أثناء متاعب داود مع شاول، لأنه هذه المتاعب كانت قبل سقوطه في خطيته الشنعاء. ففي رأيهم أنه وضع هذا المزمور أثناء تمرد أبشالوم، عندما أسرع هاربًا من وجه ابنه. غير أن سحابة الحزن الخارجي لم تكن إلا رمزًا باهتًا لما قد ثقل على نفسه داخليًا بسبب الخطية، الأمر الذي كان أكثر سوادًا من ظلمة منتصف الليل[281].
يعبر هذا المزمور الصغير عن آلام داود الشحصية، سجلها كصرخة قوية وصريحة تخرج من أعماق نفسه المتألمة ليرتمي في أحضان مخلصه الذي يخرج به من المرارة إلى حياة الفرح والتهليل. وقد جاء هذا المزمور صلاة تضم كل عناصر المرثاة: شكوى، توسل، ثقة، شكر؛ التي تناسب كل إنسان بار يعاني من متاعب داخلية وخارجية.
يقول وليم بلامر: [يأتي تسلسل هذا المزمور طبيعيًا وبطريقة رائعة. ففي الآيتين 1، 2 يصرخ داود: "إلى متى؟"، مرددًا إياها أربع مرات؛ وفي الآية 3 يبدأ في جدية يصرخ طالبًا العون. وفي الآية 4 يستخدم أسلوب المحاججة الذي غالبًا ما يستخدمه مع الله... وإذ يتوسل يزداد إيمانًا؛ وإذ يؤمن يفرح في الرب، وإذ يفرح ينطلق طافرًا بتسابيح الحمد[282]].
St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الإطار العام:

1. إلى متى يارب؟          [1-2].
2. توسل                    [3-4].
3. أغنية النصرة            [5].
St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. إلى متى يارب؟

بدأ داود النبي بسؤال، إذ رأى خارجه أن الأعداء قد ارتفعوا، ونفسه في داخله
حزينة، والله من فوق صامت.
يكرر داود في الآيتين 1، 2 "إلى متى...؟" أربع مرات، معبرًا عن إحباطه وفزعه، ويرى البعض أن التكرار هنا أربع مرات يُظهر أن المرتل يصرخ لا باسمه الشخصي وإنما باسم الشعب كله الذي سقط في الأسر أربع مرات: الأسر البابلي، والفارسي (المدياني)، والإغريقي، والروماني. وهكذا يُحسب هذا المزمور مرثاة جماعية ونبّوة تاريخية. وربما كرر المرتل هذه الكلمات أربع مرات ليعلن أنه أينما ذهب: شرقًا أو غربًا أو شمالاً أو جنوبًا لا يجد راحة، لأن الله قد حجب وجهه عنه.
ليس كل تكرار في الصلاة مرفوضًا إنما يُرفض التكرار الباطل.
"إلى متى يارب تنساني إلى الانقضاء؟
حتى متى تصرف وجهك عني؟
إلى متى أضع هذه المشورات في نفسي
والأوجاع في قلبي النهار أجمع؟
إلى متى يرتفع عدوي عليّ؟" [1، 2]
لم يجد داود راحة لنفسه في كل الأرض، لا بسبب تمرد ابنه، وإنما بسبب خطيته التي تجعل الله يحجب وجهه عنه. وقد استعار المرتل هذا التعبير من إعلانات الله المحسوسة في هيكل قدسه، في خيمة الاجتماع التي كانت ترمز إلى أن القدوس يسكن وسط شعبه المقدس. ليس ما يفرح القلب وينير البصيرة الداخلية مثل حضرة الله الواهبة النعم، بكونه هو حياة النفس ونورها. وليس من ظلمة أكثر رعبًا من تلك التي تنبع عن الشعور بأن الله يحجب وجهه عن الانسان. لقد بلغت آلام أيوب ذروتها حين قال: "من يعطيني أن أجده... هأنذا أذهب شرقًا فليس هو هناك، وغربًا فلا أشعر به، شمالاً حيث عمله فلا أنظره، يتعطََّفُ الجنوبَ فلا أراه" (أي 23: 3، 8-9).
*   "حتى متى تصرف وجهك عني؟" إذ الله لا ينسى، لذلك فهو لا يحجب وجهه، إنما يتحدث الكتاب المقدس بلغتنا البشرية، فيقول إن الله يحجب وجهه بعيدًا عنا، وذلك حينما لا يُعلن معرفته عن ذاته للنفس التي لم تتطهر عيني فكرها بما فيه من كفاية.
 القديس أغسطينوس
ما نطق به داود يحمل نبوة عن السيد المسيح الذي يصرخ نائبًا عن البشرية وقد حمل ثقل خطاياها، فيقول للآب: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" ليتنا نتمثَّل به في اتضاعه وصراخه بإيمان سائلاً الآب أن يوجه وجهه نحونا.
أحيانًا يشعر الإنسان في لحظات فتوره الروحي كأن الله قد تركه أو حجب وجهه عنه، وكأن الخطية - عدوه - قد ارتفعت عليه، لا تطلب إلا موته الأبدي... عندئذ لا يجد له ملجأ إلا الله مخلصه، يصرخ إليه لكي يشرق ببهاء وجهه في داخله.
في وقت المرارة يشعر الإنسان كأن الله قد تركه زمانًا طويلاً، لكن إذ يعود فيلتقي بالله خلال مراحمه العظيمة يدرك القول الإلهي: "لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك" (إش 54: 7).
St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. توسل:

"أنر عينَّي لئلا أنام نوم الموت" [3].
شعر داود النبي باحتياجه إلى الله الذي حجب وجهه عنه بسبب خطيته أن يعود فيرد وجهه البهي نحوه، وينير إنسانه الداخلي بنوره الإلهي، حتى لا يستمر في خطاياه، فلا ينام مع الذين ماتوا في خطاياهم.
صرخة المرتل "إلى متى" ليست صادرة عن يأس إنما عن نفس متألمة تعرف كيف تحول الشكوى إلى صلاة، لتنطلق بإيمان إلى الله تطلب منه الاستنارة ببهاء وجهه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). إنها بدالة الحب تطلب إليه قائلة: "أنظر... أستجب... أنر". فهو وحده القادر أن يدخل إلى أعماقنا، ويتطلع إلى سرائرنا، يستجيب إلى تنهدات قلبنا الخفية، وينير طبيعتنا التي صارت ظلمة.
*   لكي نقترب من النور الحقيقي، أعني المسيح، نسبحه في المزامير، قائلين: "أنر عينَّي لئلا أنام نوم الموت". فإنه موت حقيقي هو موت النفس لا الجسد حين نسقط عن استقامة التعاليم الصادقة ونختار الباطل عوض الحق. لذلك يلزم أن تكون أحقاؤنا ممنطقة وسرجنا موقدة كما قيل لنا هنا[283].  
القديس كيرلس الكبير
*   إذا ما أغلق الإنسان عينيهِ عن الرحمة، ينام في شهوات الملذات الجسدية[284].
الأب قيصريوس أسقف آرل
إذ يشرق مسيحنا في داخلنا يهبنا بروحه القدوس البصيرة المنيرة، فننال فهمًا جديدًا لحب الله وأبوّته وعمله الخلاصي، وإدراكًا لسرّ المسيح الذي يضم الشعوب والأمم إليه كأعضاء جسده المقدس، وإمتلاءً من روحه الناري الذي لا تقدر مياه كثيرة أن تطفئه في داخلنا؛ كما يهبنا العين المفتوحة القادرة أن تعاين الأمجاد السماوية، وأيضًا نظرة جديدة للبشرية كلها تتسم بالحب الباذل العملي من أجل الكل.
بهذه الاستنارة لا يبقى للظلام موضعًا في النفس ولا في الجسد أو في الفكر أو القلب إلخ... بل يكون كل ما في داخلنا وخارجنا مستنيرًا بالرب.
"لئلا يقول عدوي: إني قد قويت عليه.
الذين يحزنونني يتهللون إن أنا زللت" [4].
هكذا قدم داود النبي صلاة قصيرة نابعة عن إحتياجه، لكنها قوية. إنه إنما يطلب من الله أن يشرق عليه بنوره. وقد نصحنا آباء الكنيسة أن نردد صلوات قصيرة على الدوام، تسمى "الصلاة السهمية"، لأنها توجه كالسهم ضد الشيطان.
من هو هذا العدو الذي يخشى المرتل أن يقوى عليه ويعيَّره؟ إنه إبليس أو الخطية. يخشى المرتل سخرية أعدائه، الذين يتهللون إذا ما تزعزع مؤمن ما، ويُسر جدًا بهذا النجاح وإن كان مؤقتًا!
ما أعجب الله الذي كثيرًا ما يسمح لشعبه أن يسقطوا إلى حين تحت عنف أو استبداد أزواج أو والدين أو سادة أو قادة. كان لابد لدانيال وزملائه الأتقياء أن يعيشوا تحت سطوة حكام كلدانيين لهم نزواتهم. وعاشت أبيجايل مع زوج هو ابن لبليعال، لا يجسر أحد أن ينطق أمامه بكلمة. هذه هي المدرسة التي يتتلمذ فيها القديسون لمنفعتهم ونوالهم المجد، فإن الصعاب غير المحتملة تقودنا إلى البركة والنصرة[285].
St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. أغنية النصرة:

ثقة داود أو إيمانه بالله قد حوّل حزنه إلى تسبحة مفرحة، وآلامه إلى خلاص، لهذا يقول المرتل:
"يبتهج قلبي بخلاصك.
أسبح الرب المحسن إليّ.
وأرتل لاسم الرب العالي" [6-7].
يقول Stuhlmueller: [من الصعب أن ندلل على سبب هذا التحول المفاجئ: هل تعافى المرتل بسرعة؟ من المحتمل أن المزمور قد نُظم عبر ليالٍ طويلة من الأرق، والآلام المُرّة والصلوات اليائسة، والذكريات القاسية، كل هذا تطور تدريجيًا لينشئ سلامًا، حتى عند الموت يتحول غضب الإنسان أو كآبته إلى سلام داخلي وحب راسخ].
بدأ المزمور بالتنهدات وخُتم بالتسابيح، وكما تقول العروس: "لأن الشتاء قد مضى، والمطر مرّ وزال؛ الزهور ظهرت في الأرض؛ بلغ أوان القضب، وصوت اليمامة سُمع في أرضنا" (نش 2: 11-12). وكما يقول إبن سيراخ: "انظروا يا بني البشر واعلموا أنه ما من أحد توكل على الرب وخزى" (2: 11).
St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

صلاة

*   حوّل يارب مرارة نفسي إلى صلاة!
*   انظر إلى أعماقي، واستجب لتنهدات قلبي، ولتنر بصيرتي!     
أراك فأتعرف عليك وأحبك وأتحد بك وأشاركك مجدك!
*   أنر عينيْ قلبي بنورك فلا يكون للظلمة موضع في أعماقي!
*   قدني في مدرسة الألم لكي استعذب شركة صلبك وأنعم بقوة قيامتك!
*   احملني في وسط وادي الدموع، فيبتهج قلبي بخلاصك، وينفتح فمي بتسبيحك!

القديس يوسف النجار البار


 
القديس يوسف النجار البار
 
يوصف يوسف بالبار أو الصديق... ما معنى الإنسان البار أو الإنسان الصدّيق؟ هو ذاك الشخص الذي يعيش هذا التوافق ما بين الفكر والعمل وبين مشيئة الله... ومشيئة الله وضعت يوسف أمام اختبار صعب جدا، كيف يتصرف مع خطيبته التي هي حامل؟ هل يكشف أمرها؟ هل يرجمها كعادة اليهود أم يتركها سرّاً؟ حلول كثيرة توافق القانون والشريعة، وردت في فكر يوسف... ولكن إلى أي درجة يجب على يوسف أن يلتزم مع القانون؟... أحيانا كثيراً يكون القانون قاسيا جداً.... فتح يوسف قلبه وفكره وسلمهما للرب ليكشف له سر التدبير الخلاصي، فكان له دور فعّال في التهيئة لقدوم المخلص، رغم كل ما كان يفرضه المجتمع عليه من قرارات تمنعه من الارتباط بمريم... هل بإمكاننا أن نتحول إلى أداة تساهم في تقديم الخلاص للآخرين وتنقذهم من قسوة الشريعة، من الظلم؟...
بتدخل من الله يفهم يوسف معنى هذا الحَمل وهذا الحدث وهذه الأمور التي تحدث في حياته وعلاقته مع خطيبته... يوسف استطاع أن يفهم كلمة الله لأنه أصغى إليها، مجاهدا لضبط انفعال عصبي أو غضب... استطاع أن ينتظر بصمت ليتحقق كلام الله... لم ينفعل، بل بهدوء وروية استطاع أن يفهم... هكذا نحن أيضاً في أوقات الأزمات، نتعامل بعصبية...... ولكن علينا، عندما نشعر بأن لا حلول ممكنة، لنؤمن ونترك المجال لله ليعمل في حياتنا، ويعطيه هو المعنى الجوهري... أي أن نعطي للأحداث وقتها لتنكشف بوضوح، ولتأخذ بعداً مسيحياً.....
يوسف هو الحارس الأمين لمريم ويسوع... هو يأخذ دور القائد والمربي الحقيقي الذي يحب عائلته... هو لا يخذلها أو يتركها وقت الشدة، بل يبقى أمينا معينا... وهذا هو الأب الحقيقي، وهذه هي الأم الحقيقية، الأب الحقيقي، ليس الذي يلد أطفالا، الأب الحقيقي هو الذي يربي بأمانة عائلته، تماماً مثل يوسف.... إذا أردنا أن نعلّم السلام الحقيقي وان نشنّ حرباً حقيقية ضدّ الحرب وضد العنف، علينا أن نبدأ بالأطفال علينا بتربية الأطفال... أي هذه مسؤولية الأب والأم تجاه الأبناء لخلق عالم جميل...
الأب يسير على القانون والنظام، نعم، ولكن ليس على حساب الأبناء.... كم من النساء رجموا من قبل أزواجهم في المجتمع اليهودي (وغير اليهودي) لشك بسيط في الأمانة تجاه الحياة الزوجية.... وهذا كله أتٍ نتيجة الانفعال والتعامل بجهل وتخلف وهمجية تجاه الآخر...... الآخر هو إنسان، هو كائن حي له مشاعر وأحاسيس وظروف تجعله أحيانا يتصرف هذا الموقف أو ذاك... لذلك علينا أن نفهم ومن ثمّ نتعامل مع الآخر... على الأب أن لا ينفعل ويأخذ القرارات الصارمة تجاه العائلة.... بل أن يكون حكيماً، أن يكون أباً بكل ما تعينه كلمة أب من معنى عظيم....
على أولادك وبناتك أن يتلذذوا بكلمة (بابا) عندما يقولونها لك، وعليك أنت أيضاً ان تتلذذ بكلمة (ابني و أبنتي) عندما تقولها لهم.... أن يكون الحب هو المنبع الذي منه تخرج أحكامك وسلوكك مع أعضاء عائلتك.... لا الطاعة القسرية والعمياء والجافة التي تتحول إلى حقد من الأبناء تجاه الآباء... والتسلّط والدكتاتورية تجاه الأبناء، وتضيع الأم بين الآباء والأبناء لا تدري مع من تكون.... الأب الحقيقي، أنت تربح قلب أبنك وابنتك فأنت ستكون معهما حتى ولو كنت بعيداً منهما، لذلك لا تخاف عليهما لان ستكون مثلهم الأعلى في حياتهما...
أما الشك، فهنالك دائما أسباب تدفعنا لنتشكك بغيرنا، وربما بأقرب الناس، فهل نترك المجال لنفهم؟ من منا لا يمر ولا يختبر الصعوبات التي مر بها يوسف؟ من منا لا يشك من أحداث الحياة؟ من منا لا يتساءل ما إذا كان الرب حاضرا معنا أم أنه متغافل عن صعوباتنا؟ من منا لا يتألم من خبرات وصعوبات يعيشها ويتساءل دوماً: يا رب ما معنى هذا كله؟ لذلك لن نفهم إلا إذا فتحنا حياتنا لله، إلا إذا فتحنا قلوبنا وجعلنا لله مسكنا فيها...... اليوم يطرق الرب قلب يوسف مثلما فعل مع مريم التي قدمت كل حياتها.... والرب اليوم يطرق الرب قلوبنا، فهل نخاف من قدومه فهو آتِ ليحل سلاماً في حياتنا، وما أحوجنا إلى السلام اليوم.... لو جاء الرب، ماذا سيجد في بيوتنا؟ سؤال يطرح دائما، فهل هيئتم بيوتكم لاستقبال الرب؟...
وصوت الملاك الذي دعا يوسف: لا تخاف، هو نفسه اليوم يدعونا: لا تخافوا. فيسوع بيننا و معنا ليشفي جراحنا.... هو يريد أن يدخل قولبنا ويحب أن يعتني بالآخرين ويحرسهم من خلالنا... هو يريدنا أن نقبل حراسة إخوتنا وأخواتنا كما حرس يوسف العائلة المقدسة، فلا نشهر بسمعتهم، تماما كما فعل يوسف الذي أخفى حمل مريم خوفاً عليها، ولا نسيء إليهم من خلال الإتيان بسيرتهم بالسوء.... وان نكون حراسا لإخوتنا، هذه هي المشكلة منذ بداية التاريخ، قايين يرفض حراسة أخيه هابيل.... قال: هل أنا حارس لأخي؟.... فقتله... نعم يا قايين، أنت حارس لأخيك، وكل واحد منا هو حارس للآخر، فهل نحن أمناء؟ الكثير من البشر يقتلون من قبل بشر آخرين، من قبل إخوتهم... هل نستطيع اليوم أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه الآخر؟ إلى هذا اليوم، لم يتعلم قايين ان يدافع عن إخوته، يوميا لدينا قايين جديد يقتل ويبطش ويعذب أخيه.... أين هو القديس يوسف اليوم من حياتنا؟.... فلنطرح السؤال، هل نحن حراس لإخوتنا؟.... والجواب، هو مثلما كان منذ البدء، يأتينا من الرب ليذكرنا بمسؤوليتنا: (نعم، انتم حراس لإخوتكم)... آمين....
(منقول من موقع Zenit.org)
 

انا فرحانة


انا فرحانة

في ليلة عيد النيروز 10 سبتمبر عام 1979 كانت كنيسة مارجرجس باسبورتنج مزدحمة بالشعب للاحتفال بهذا العيد و كان من عادة أبونا بيشوي كامل في عشية النيروز أن يجمع ما أستطاع من أيقونات الشهداء و يدور بها في الكنيسة بعد لحن "افنوتي ناي نان" و هو يمشي يكاد يقفز من الفرح الروحي الذي كان يفيض من قلبه على شعبه، فيتهلل الجميع.

و لما ضاق الشيطان بهذه الروح، ملأ قلب بعض الشباب المستهتر، فوقفوا على جسر الترام المقابل للكنيسة، و أخذوا يقذفون الكنيسة بالطوب، فأصابت هذه الحجارة نوافذ الكنيسة، فتطاير الزجاج و....

و فجأة ارتفعت صرخة إحدى السيدات، لقد جاءت طوبة في نظارتها، فتهشم زجاج النظارة و دخل عينها و نزفت عينها و وجهها دما غزيراً ....

أسرع "أبونا بيشوي كامل" نحو السيدة "لندا" التي أصيبت يحاول أن يضمد شيئا، و لكن العجيب في الأمر أن السيدة "لندا" كانت رغم الألم تشكر ربنا قائلة لأبونا: "الحمد الله يا ابونا، الحمد الله، إن الطوبة لم تأتي في تاسوني انجيل (تاسوني انجيل زوجة أبونا بيشوي كامل) التي كانت تقف بجانبي الحمد الله إن الطوبة لم تصب إحدي الفتيات الصغيرات، أنا إمرأة كبيرة، مش مهم، دي بركة عيد النيروز، أنا فرحانة...."

تعجب الجميع من هذه السيدة التي ينزف الدم من عينيها و تتألم و هي فرحانة. أسرع "أبونا بيشوي كامل" و أخذ االسيدة "لندا" إلي طبيب العيون الدكتور "ماهر ميخائيل" . رفع الدكتور الضمادات التي كانت على عينيها، فوجد النزيف مستمرا و شظايا الزجاج متناثرة داخل العين، فقال الطبيب لأبونا: أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا، سأعطيها مسكنا و شيئا يساعد على وقف النزيف و في الغد تأتي لنكشف على العين لنرى ماذا سنفعل.

و رغم ألمها، أصرت السيدة "لندا" على حضور سهرة عيد النيروز لتشترك في التسابيح الجميلة حتى الصباح. و قد حاول "أبونا بيشوي كامل" أن يثنيها عن ذلك حتى تذهب لتستريح و لكنها أصرت على تكملة السهرة. فقال أبونا بيشوي: "لندا ستدخل الملكوت حدف، الملائكة أول ما يشوفوها حيرموها في الملكوت على طول"

و تناولت "لندا" وعادت لبيتها، ثم ذهبت مع أبونا "بيشوي كامل" إلي الدكتور ماهر ميخائيل الذي ما أن رفع الضمادات من على عينها حتى رأى المفاجأة التي أذهلت الجميع، فقد كانت العين سليمة تماما لا خدش و لا جرح و لا شظايا الزجاج التى رأها بالأمس، فالعين صحيحة تماما.

يارب .. لقد نظرت يا سيدي إلي محبة هذه السيدة التي فرحت أن كل الزجاج أصاب عينها و لم يصب أحد غيرها .. لقد نظرت يا سيدي إلي فرح السيدة بأن تتألم مع شهدائك .. و هل تنسى تعب محبتها ؟!


من كتاب رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين

للقمص لوقـا سـيداروس

افتحوا لهم كل الكنائس واتركوهم يصلون




                                                  أحكى ياتاريخ عن المسيحية وعن الكنائس                                

المسيحية فى مصر ......... ليست كنائس فقط
فكل أسرة مسيحية فى مصر هى كنيسة بدم وصلبان وأجراس
عندما حكم مصر الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمى وفى فترة من فترات حياته أمر بإغلاق جميع الكنائس الموجودة فى مصر وأن صوت الجرس وأصوات التسابيح والتراتيل والقداسات لاتُسمَع فى أى بيعة(كنيسة)مهما حدث. ويقول المقريزى فى خططه ان الكنائس ظلت مغلقة بدموع الأقباط لمدة تسع سنوات كاملة. ولكنه عاد وفتحها جميعاً وأمر بالصلاة فيها ورجع عن كل أوامره القديمة ......لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مستحيل تكون الكنيسة استمرت بدون صلوات وقداسات وتسبحة واجتماعات طوال 9 سنوات كاملة
الكثير من الأساقفة والرهبان قصدوا الصحراء للعبادة والتضرع إلى الله أن يتراءف على شعبه واعتاد بعض المؤمنين أن يقصدوا الصحراء مرتين سنوياً بالذات فى عيدى القيامة والغطاس ليتمكنوا من الصلاة فى مأمن من غدر السلطان

ولكن الغالبية العظمى من الشعب القبطى لم يكونوا يستطيعون الخروج إلى الصحراء لبعد المسافات ومشقة السفر...... فأصروا فلجأوا إلى الصلاة فى البيوت ليلاً بدل الصلاة نهاراً وداوموا على اجتماعاتهم الليلية وتسابيحهم وصلواتهم الليلية فى البيوت لمدة 9سنوات كاملة
وذات يوم فكر الحاكم بأمر الله أن ينزل بنفسه ليرى ويسمع ماذا يفعل الأقباط لمدة 9 سنوات كاملة ولماذا لايسمع لهم صوتاً ......فماذا وجد.... دخل بنفسه إلى حوارى القاهرة الفاطمية وجعل يتجول فى أكثر من منطقة منها حارة زويلة وحارة الروم وكانت هذه المناطق عامرة بالبيوت المسيحية المؤمنة فما كان منه إلا أن ذهل مما سمعه فقد سمع بأذنيه أصوات التسابيح والترانيم تخرج من كل بيت قبطى رغم إغلاق كل النوافذ والأبواب فكل بيت مصرى تحول إلى كنيسة حينما أغلق الحاكم كل الكنائس
فأصدر أوامره بفتح كل الكنائس وإقامة الصلوات بصورة عادية فيها وكأن شيئاً لم يكن قبل ذلك وقال مقولته الشهيرة والتى سجلها له التاريخ
:
افتحوا لهم كل الكنائس واتركوهم يصلون كما يشاءون لأنى كنت أريد أن أغلق فى كل شارع كنيسة ولكننى اكتشفت اليوم
بأننى حين فعلت ذلك افتتحت لهم فى كل بيت كنيسة
 
                                 كم قسى الظلم عليكى أحداث الأقباط فى مصر                       

فى العالم سيكون لكم ضيق








أقوال الأباء عن الضيقات


القديس مرقس

إذاأتت عليك تجربة فلا تبحث عن سببها...بل احتملها بدون حزن

من أراد الإنتصارعلى التجارب بدون صلاة وصبرازداد ضيقه بسببها

القديس مارإسحق السرياني

إذا شاء الله أن يريح أبناءه الحقيقيين لايرفع عنهم التجارب...بل يعطيهم قوة ليصبروا عليها

بمقدار الحزن والضيقة تكون التعزية،لأن الله لا يعطي موهبة كبيرة إلا بتجربة كبيرة

الأحزان المرسلة إليناليست سوى عناية الله بنا

إذا اعتقدت أنك تستطيع أن تسلك طريق الرب بدون تجارب فاعلم أنك تسير خارجه وبعيدا عنه وعلى غير خطى القديسين

القديس يعقوب الرسول

إحسبوه كل فرح ياإخوت يحينما تقعون في تجارب متنوعةعالمين أن إمتحان إيمانكم ينشىء صبرا (يعقوب2:1)

قداسة البابا شنودةالثالث

الترجمة الروحية لكلمة ضيقات تعني بركات وأكاليل... +
ان الضيقة سميت ضيقة لأن القلب ضاق عن أن يحتملها .
 ضع الله بينك وبين الضيقة فتختفى الضيقة ويبقى الله المحب
 لا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة لذلك في كل تجربة تمر بك قل : مصيرها تنتهي . سيأتي عليها وقت وتعبر فيه بسلام . إنما خلال هذا الوقت ينبغي أن تحتفظ بهدوئك وأعصابك ، فلا تضعف ولاتنهار ، ولاتفقد الثقة في معونة الله وحفظه
.
إن المؤمن لا يمكن أن تتعبه التجربة أو الضيقات ... ذلك لأنه يؤمن بعمل اللـه وحفظه. ويؤمن أن اللـه يهتم به أثناء التجربة، أكثر من إهتمامه هو بنفسه … إنه يؤمن بقوة اللـه الذي يتدخل في المشكلة. ويؤمن أن حكمة اللـه لديها حلول كثيرة، مهما بدت الأمور معقدة
.الذين اختبروا الضيقة فقط ولم يختبروا المعونة الإلهية فهم قوم لم يفتحوا عيونهم جيدا لكى يبصروا الله .
(ان الضيقات هي عمليات تجميل يجريها الرب يسوع في نفوسنا (ابونا بيشوي كامل)
إذا سلمـت النفـس ذاتهـا للرب بكـل قوتها يصلح الله الصالح لها هذه الأوضاع والعيوب واحده فواحدة لكي تحيدعنها
تاكد ان بعد هذة الضيقات سيعطى الله النعمه لان كل نعمه تتقدمها محنه .. فسلم امورك له فهو صادق فى وعده ( لا اهملك ولا اتركك , ان نسيت الام رضيعها انا لا انساكم ) ... متضايقين ولكن غير يائيسين ملقين كل همكم عليه لانه يهتم بكم ... من اقوال البابا كيرلس
لايوجد شيء تحت السماء يقدر ان يكدرني او يزعجني لاني محتمي في ذلك الحصن الحصين داخل الملجا الامين مطمئن في احضان المراحم حائز علي ينبوع من التعز ية ... من اقوال البابا كيرلس
إذا أتت عليك تجربة فلا تبحث عن سببها...بل احتملها بدون حزن (القديس مرقس)
من أراد الإنتصار على التجارب بدون صلاة وصبر ازداد ضيقه بسببها (القديس مرقس)
بمقدار الحزن والضيقة تكون التعزية،لأن الله لا يعطي موهبة كبيرة إلا بتجربة كبيرة (القديس مارإسحق السرياني)
إذا اعتقدت أنك تستطيع أن تسلك طريق الرب بدون تجارب فاعلم أنك تسير خارجه وبعيدا عنه وعلى غير خطى القديسين (القديس مارإسحق السرياني)
الأحزان المرسلة إلينا ليست سوى عناية الله بنا(القديس مارإسحق السرياني)

أنا أحبك جداً جداً


وصوت من السموات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».
(مت 3 :17)

                                         v  انا احبك جدا جدا                                            

إحدى الأيام أخبر رجل قصة قال فيها :أبحر أب، مع إبنه، وصديق لإبنه، في قاربهم الصغير عبر البحر. كان كل شيء على ما يرام، لكن بسرعة وبدون سابق معرفة، ابتدأت السماء تسّود، والرياح تشتد، إذ أن زوبعة قوية كانت متجهة نحوهم. حاول الأب عبثا أن يرجع القارب إلى الشاطى، لكن من غير جدوى.ابتدأت الأمواج العالية تضرب القارب من كل صوب، والقارب يرقص على وجه المياه، وأصبح الجميع في خطر عظيم. وهم يم...سكون بكل قواهم إلى جانب القارب، لكن، بالرغم من مهارة الأب وخبرته، لم يقدر أن يتغلب على الرياح العاصفة، فقلبت الأمواج القارب، وأصبح الجميع، تحت رحمة الرياح والأمواج، وهي تعلو فوقهما.أخذ الرجل يسبح بكل قواه، والأمواج ترده، إلى أن وصل الى ذلك القارب المقلوب، فالتقط منه حبلا لينقذ به الولدان. أخذ ذلك الرجل يفتش على إبنه وصديق إبنه، راجيا أن ينقذهما بذلك الحبل الذي في يده، ليسحبهم بإتجاه القارب. لكن، لمن يرمي طرف الحبل، لإبنه، أم لذلك الصبي الآخر. علم ذلك الأب، بإن إبنه مؤمن بالرب يسوع، أما صديق إبنه لم يكن. اشتعلت في قلب ذلك الأب نيران، كادت تساوي تلك الأمواج في هيجانها، وهو يسمع صرخات إبنه وصديقه طالبن المساعدة. فصرخ الأب لإبنه من صميم قلبه، جيمي، إبني، يا حبيبي، أنا أحبك جدا جدا يا جيمي... ثم باليد الأخرى رمى بطرف الحبل الذي في يده الى صديق إبنه. كانت كل ثانية تمر وكأنها ساعات وأيام، التقط ذلك الولد، طرف الحبل المرمى له، وأخذ الأب يسحب به، إلى أن أوصله إلى القارب المقلوب، لكن بينما هو ينقذ ذلك الولد، كانت قد ابتلعت الأمواج الثائرة إبنه الذي كان يتخبط بها كل هذا الوقت، فأخذ يبحث عنه ويصرخ من حرقة قلبه... جيمي حبيبي أين أنت، أين أنت... لكن لم يكن هناك من مجيب، سوى صوت الأمواج الهائجة.لقد أيقن ذلك الأب، بإن إبنه سوف يلتقي بيسوع حال رحيله من هذا العالم الى الأبديه، لكنه لم يستطع أن يتخيل، كيف صديق إبنه، يرحل من هذا العالم الى أبدية مظلمة، بعيدة عن الله، في جهنم النار. لذلك، قدم ذلك الأب، إبنه فدية، من أجل إنقاذ، ذلك الولد، الذي لم يتعرف بعد على المخلص الرب يسوع المسيحإن ما فعله ذلك الأب، يشبه تماما، ما فعله الله معي ومعك يا صديق.ربما تقول، لكن لماذا قدم ذلك الأب إبنه، من أجل ولد آخر؟ لأنه، ربما، هذا الولد الآخر ، لن يقبل رسالة الإنجيل، ويؤمن بالمسيح. نعم، إن ما فعله ذلك الأب هو لتضحية كبيرة، لقد مزقت صميمه، وحرقت قلبه، وهو يرى إبنه يموت من أجل تقديم فرصة، لإنقاذ ولد غريب. إن ما حصل في هذه القصة الحقيقية، وما شعر به الأب، لن يعبّر كفاية، عمّا سمح به الله القدوس للبشر، بإن يفعلوه في إبنه الوحيد محبة، لك ولي.لقد استهزأوا به، عيّروه، ضربوه على وجهه، بصقوا عليه، جلدوه، ألقوه على الأرض، ثم وضعوا يديه، ثم رجليه، على ذلك الصليب، لتخترقها المسامير الغليظة. إن هذا ما قدمه الله، في إبنه القدوس لينقذ شخص نظيري أنا، ويقدم لك أنت فرصة لكي تخلص....أما الذي أخبر هذه القصة الحقيقية، فقد كان ذلك الولد الناجي الذي نجاه أب صديقه الغريق
                                      v     يسوع انت تعلم    v                                  

فى عيد القديس العظيم فيلوباتير مرقوريوس


فى عيد استشهاد القديس العظيم ابو سيفين لنا وقفة مع انفسنا ؟؟؟؟

العظيم ابو سيفين له مكانة خاصة فى كل قلب كل منا .. ولكن هل ممكن ان نعيش مثله ونتمثل بحياته لنقدم ذواتنا للمسيح كما فعل .. ولكن السؤال كيف لنا هذا ؟؟
لنعرف كيف نعيش شهداء فى عصر ليس فيه استشهاد تعالوا نجول فى نفس احد الشهداء ونرى كيف كان يعد نفسه لهذا اليوم الذى يلتقى فيه بالهه الذى احبه ..

اولا. الشهيد كان يعد نفسه بالتغصب فى الصلاة وممارسة وسائط النعمة حتى تكون نفسه متعلقة بالهه وساعتها تتولد عنده الرغبة فى الانطلاق مع المسيح فذاك افضل جدا بالنسبة له .. فانا وانت وانتى عندما نغصب انفسنا على الصلاة والتناول والاعتراف وممارسة وسائط النعمة المختلفة ويكون جهادنا فيها جهاد قانونى كما يقول الكتاب (اقصد بارشاد وتدبير من اب الاعتراف) فنحن نبذل فيها ارداتنا وذواتنا بكاملها من اجل الله
فهل لا يعتبر الله المحب لنا بذلنا هذا نوع من الاستشهاد

ثانيا.. الشهيد لم يكن بين يوما وليلة شهيد لكن كان يجاهد فى حفظ الوصية على قدر طاقته وعندما وصل لان يخضع ارادته بالكامل لعمل الروح القدس داخله لتنفيذ الوصية اصبح سهلا عليه لا ان يقدم خده للاخر فقط بل ان يقدم ذاته بكاملها ذبيحة لربنا يسوع بالاستشهاد
افلا يحسب لنا الرب جهادنا وخضوع اردتنا بكاملها لعمل نعمته فينا لتنفيذ وصيته نوع من الاستشهاد

ثالثا... الشهيد كان يجاهد ليحافظ على نقاوة قلبه وفكره وجسده وكل اعضائه فكان يجاهد حتى يكون بجملته ملك للمسيح فاصبح بداخله استعداد روحى ليقدم اعضائه ذبيحة حية مرضية للمسيح لانه اختبر ان يقدمها له اولا بقطعها عن الخطية فلما جاء المحك العملى لاختبار محبته فى الاستشهاد اصبح متهلل ومستعد ان يقدم جسده للالم مثل سيده الذى بذل نفسه لخلاصه على الصليب
فهل نحن نجاهد مثل الشهداء فى حفظ اعضائنا وقلوبنا وافكارنا مقدسة للمسيح .. فان كنا من كل قلوبنا نطلب ان الرب يملك على قلوبنا واعضائنا ونجاهد لنحفظها طاهرة مقدسة لنقدمها له ذبيحة حية
افلا يحسب لنا الرب جهادنا هذا نوعا من الاستشهاد


علامات الطريق للملكوت


علامات الطريق للملكوت
01 ( ديسمبر )
تذكار : شهادة القديسين قزمان ودميان وأمهما واخوتهما

الآية : " أذهب بع كل مالك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالي إتبعني حاملاً الصليب" (مر 10: 21)

يقول القديس مقاريوس الكبير

" والآن يا أبنائي الأحباء جاهدوا واصبروا إلي الموت كالقديسين لتصيروا مسكنا لله"

كان بطرس الرسول في روما ينتظر الإستشهاد، وفكر في الهرب ولكنه رأي في حلم السيد المسيح يحمل الصليب، فقال له إلي أين تذهب يارب" فأجابه " إلي روما لأصلب ثانية من أجلك" فلما استقيظ بطرس لم يهرب بل أكمل طريق الصلب ومات مصلوبا منكساً الرأس.

إن السيد المسيح عندما سمح أن يحمل سمعان القيرواني عنه الصليب إنما أكد أن الإنسان يجب أن يتحمل الضيقات حتي يتمتع بجمال النصرة "إن كنا نتألم معه ولكي نتمجد أيضاً معه" ( رو 17:8 )

والسيد المسيح لم يعدنا بحياة سهلة بل أكد أن حياتنا ستحمل الألم والمكافأة الأرضية معاً وهو عربون الأبدية "ليس أحد ترك بيتاً أو أخوة أو ... لأجلي ولأجل الإنجيل" إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان، بيوتاً وإخوة ... مع إضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية".

فلننظر اليوم إلي مواعيد الله، كلما قابلنا ضيقات فنفرح بدل الحزن


الخدمة هى الحل - لأبونا داود لمعى

كتاب للحبيب القمص داود لمعي راعي كنيسة القديس مرقس بمصر الجديدة بعنوان:

الخدمــة هــي الحــل

مقدمة الكتاب

كثرت المشاكل... تعددت... تنوعت... تفاقمت... تشعَبّت
ما بين:
+ مشاكل روحية... كالسقوط في خطايا كبيرة وعدم القدرة علي الخروج منها.
+
مشاكل نفسية... كالقلق والاكتئاب والخوف والتردد والوحدة.
مشاكل اجتماعية... كالخلافات الزوجية والفشل في التربية وصدام الإخوة ومشاكل الإرث وتأخر سن الزواج والفشل الدراسي.
+مشاكل صحية... كالأمراض المزمنة أو الخطيرة.
الكل يهرب إلي الكنيسة "الأم" ليجد فيها الراحة والعزاء والحل، ويتعلم صاحب المشكلة كيف يصلي ليجد المسيح معيناً له، وكيف يقرأ ليجد الإنجيل سراجاً له، وكيف يحب الناس ليجد الحلشافياً له، وكيف يتغير ليجد التوبة طبيباً له، وكيف يخدم ليجد...

الخدمـة هــي الحــل


دعوة لكل شعب الكنيسة أن يخدم... أطفالاً وشباباً وشيوخاً... رجالاً ونساءً... وراء إلهنا ومعلمنا الصالح الذي قال:
"إن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 28:20)
( القمص داود لمعي)
مجموعة قصص واقعية تابعوا معنا :

الوحــدة

أ.وحيد... فقد زوجته المحبوبة من سنوات طويلة، بعد صراع مع المرض، وكان يحبها جداً... فتركت له فراغاً هائلاً... وثلاثة أولاد.
وانشغل أ.وحيد بعمله وبأولاده كل الانشغال لكي ينسي وحدته. وكان حينما يخلو لنفسه دقائق تتسارع الدموع إلي عينيه حين يتذكر زوجته... فكان يهرب من هذه الدقائق... وكبر الأولاد وتزوجوا... وسافر اثنان منهم للخارج والثالث مشغول في بيته مع أولاده.
دخل أ.وحيد سن المعاش... ولم يعد هناك إلا الوحدة، وكانت علاقة أ.وحيد بالكنيسة علاقة بسيطة، فقد كان يواظب علي قداس الأحد وعادةً ما يتأخر عن الإنجيل، ولم يكن يقرأ أو يُصلي إلا "أبانا الذي....الخ" قبل النوم، وكان يظن إنه بهذا يُرضي الله وضميره.
ولأول مرّة في القداس... يبكي أ.وحيد وحدته، ويطلب معونة وتدخل إلهي، فلم يعد هناك شغل ولا زوجة، وحتى الأولاد أصبحت العلاقة مقتصرة علي التليفونات. وخرج أ.وحيد بعد التناول... وعلي سلّم الكنيسة قابلة أ.فرج بفرح، فهو زميل دراسة قديم، وسأله عن ظروفه وعن سن المعاش وكيف يشغل وقته؟؟؟، وكادت الدموع تغلبه مرّة أخري في هذا اليوم... وأحس أ.فرج به فقال له "وحيــد... أنت لازم تيجي تخدم معانا... أنا مش لاحق أروح بيتي" قالها أ.فرج بابتسامة رقيقة وربت علي كتفه وقال له "هاشوفك ضروري.. في اجتماع خدام إخوة الرب يوم... الساعة... أنا عارف إنك هاتنبسط". 
شكره أ.وحيد ومضي إلي بيته وحيــــداً.
وفوجئ في يوم الاجتماع إن أ.فرج يكلمه تليفونياً قبل الاجتماع بساعتين ويؤكد عليه الحضور... فخجل منه... واستعد للذهاب.
دخل أ.وحيد الكنيسة لأول مرّة في اجتماع روحي... اجتماع الخدام... وشعر بخجل في الصلاة إذ إنه لا يعرف في الأجبية شيئاً ولا يدري في أي صفحة يقرأون... وإدَّعي خجلاً أمام ضميره إن نظارة القراءة لم تكن معه...
وجلسوا للترانيم... وشعر بسعادة جديدة عليه... بتعزية... وسمع كلمة روحية عن الاقتراب لله... وكانت كل كلمة يسمعها... يشعر إنها موجهه له.. وكأن ليس في الاجتماع غيره... حتى إنه كان يتلفّت حوله ليري هل يري تأثره أحدً؟!... ولكن الجميع كانوا منتبهين للعظة. ولأن الاجتماع كان مزدحماً، ظن إنه لن يجد أ.فرج واكتفي بالميعاد لأنه لا يريد التأخر ليلاً، وعلي باب الكنيسة أثناء خروجه بعد الصلاة الختامية وجد أ.فرج علي الباب بابتسامته الرقيقة يقول له "نوَّرت الاجتماع... علي فين؟؟؟"
فأجابة "مرّوح... مش خلاص كده!!!"... "خلاص إزاي... إحنا اتفقنا هنخدم... تعالي معي".
وبحب الأصدقاء أمسكه من يده، وتقدم الصفوف مرّة أخري إلي أبونا.... وعرّفه بالأستاذ وحيد... واستقبله أبونا باهتمام وترحيب وطلب منه الانتظار قليلاً... فلم يتركه أ.فرج... حينئذ سأله أ.وحيد "هو انتم بتعملوا إيه في الخدمة؟".

قال أ.فرج "إحنا بنخدم المناطق الفقيرة... يعني بنزورهم وبنشوف إحتياجاتهم وأحوالهم وبنعيش مشاكلهم وبنصلي معاهم وبناخد بركتهم".

قال أ.وحيد لكن أنا عمري ما خدمت ومعرفش أتكلم في الدين"... فرد أ.فرج مبتسماً "كلنا كنا كده... بس الحكاية سهلة والناس بسيطة، أنت هتنزل مع حد يعلمك ويسلمّك، أصل الحكاية مش وعظ ولازم تجرب".

ظل أ.وحيد متردداً إلي أن قابله أبونا وشجعه جداً ونصحه بأن يبدأ مع أ.فرج بحكم الصداقة القديمة.
وجاء يوم الخدمة... وكان أ.وحيد رجل إلتزام بطبعه فهو نتاج سنوات من العمل والنجاح، فكان في المكان المتفق عليه قبل الميعاد بدقائق، وقابله مجموعة من الخدام مختلفي الأعمار، ولكن ما شجعه أنه لاحظ أنه هناك علي الأقل ثلاثة ممن هم علي المعاش مثله... الكل مبتسم... مُرحّب... متفائل... هكذا قال أ.وحيد في سرّه.

وجاء أ.فرج يلهث علي الميعاد بالضبط، وكان قائد الفريق (أمين الخدمة) –هكذا إكتشف أ.وحيد- ووجد الكل يحبونه ويضحكون معه كالأطفال ونظر أ.وحيد وقال له في سرّه "يا بختك... كل الناس دول يعرفوك وبيحبوك".
وركبت المجموعة –المكونة من عشرين خادماً- أتوبيس صغير وبدأوا بالصلاة، ووجد أ.وحيد إن الكرسي الملاصق له يجلس فيه إنسان وديع –في الأربعينات من عمره- وفتح له الأجبية علي الصفحة وظل يقلّب معه الصفحات بإتضاع وأدب، مما جعل أ.وحيد يشعر بالإرتياح وبدأ يصلي المزامير.
وبعد الصلاة، قال أ.فرج بصوت عالي "بنرحب كلنا بالأستاذ وحيد، وهو خادم جديد وسطينا وصديق قديم "فوجد تصفيقاً حاداً من الكل مما أجبره علي إبتسامة واسعة كانت قد فارقته من سنين طويلة.
ثم بدأ أ.فرج يشرح موضوع اليوم وكان عن الصلاة، وكان مُركزّأً واضحاً بسيطاً، وقال "بصوا إحنا اللي يهمنا في آخر الموضوع اللي هانقوله في كل بيت، وهو إن الناس تحب تصلي... وتبتدي تصلي بإنتظام، ومش عاوزين كلام وعظ طويل، لأن الناس بسيطة وأغلبها من بيعرف يقرأ، وعاوزين نبتدي نشجعهم يحفظوا صلاة الشكر والمزمور الخمسين، وده في مدة السته شهور القادمة، وهانحكي معاهم النهاردة حكاية صديق نصف الليل (لو 5:11 -8)".
ثم مال أ.وحيد علي أ.وديع بقلق وقال "أنا مش هأتكلم ولا أقول حاجة" فإبتسم أ.وديع برّقة وقال "ماتخفش... معاك شهرين فُرّجه".
وبدأ أ.فرج يوزع المسئوليات... والخدام اثنين اثنين... فقال أ.وحيد مندفعاً "ممكن أنزل مع وديع؟" أجاب أ.فرج بسرعة "طبعاً ممكن...".
ووصل الفريق المنطقة الفقيرة (مكان خدمتهم)... وتعجب أ.وحيد من حماس الخدام ومحبتهم للفقراء ومقابلتهم بترحيب شديد... ودخل ثلاثة بيوت فقيرة شبه معدومة... مع وديع... الذي أُعجب به جداً في كلامه البسيط عن الصلاة... ومحاولة تكرار كلمات "فلنشكر صانع الخيرات..." للناس حتي يحفظونها... ولكنه لم يستطع أن يصارحه إلا بعد شهور أنه نفسه (أ.وحيد) لم يكن يحفظها.
وإشتكي البعض من المشاكل... الفقر والظروف... وكان أ.وحيد صامتاً يتفرج كما أوصونه، فوجد أ.وديع يقول للناس... "ربنا يدبر الصالح... هانشوف... حاضر... مش ناسيكم..." لكنه لم يعد بشيء ولم يدفع شيء.
وفي الرجوع... وقف أ.وديع وتحدث أمام المجموعة عن مشكلة أحد البيوت التي تحتاج لسقف مسلّح... قبل الشتاء... وبسرعة تقدم أحد الخدام بإقتراح متابعة التنفيذ... وصارحهم أ.فرج إن صندوق الخدمة لا يحتمل إلا تكلفة شهريات الأرامل وبركة العيد... واقترح الكل أن يجمعوا مبلغاً خصيصاً لهذا السقف.
وجلس أ.فرج إلي جانب أ.وحيد الدقائق الأخيرة قبل الوصول إلي الكنيسة وسأله عن رأيه... فأجاب أ.وحيد "رائع... بس أنا مش هاعرف أتكلم زيكم" أجاب أ.فرج "ماتخافش... إنت بس واظب علي الإجتماع والخدمة كام شهر... هتلاقي كل حاجة هاتيجي في وقتها هاتبقي أحسم مننا كلنا".
ورجع أ.وحيد إلي الكنيسة مرهقاً جداً... وتذكر أيام الشغل وتعبه من سنين... لكنه كان سعيداً.
مرّت الشهور تباعاً وأحب أ.وحيد الخدمة جداً... وزادت مسئولياته وإستُبدلت دموع الوحدة... بدموع حب الله ودموع حب الفقراء ودموع الصلاة من أجل المحتاجين... وأحب الخدام أ.وحيد.
وبعد سنتين فوجئ أ.وحيد بأبونا يستدعيه... وتصوّر أنه لابد أنه أخطأ في شيء وشعر بالخوف من المؤاخذة... وإذ بأبونا يقول له "إيه رأيك يا أ.وحيد آن الآوان تمسك مجموعة جديدة في منطقة جديدة فقيرة... لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون".
أحمر وجه أ.وحيد خجلاً وقال بدون تفكير "أنــا؟؟.. مش معقول أبداً... أنا ما إعترفتش غير من سنتين، وأول مرّة أمسك الأجبية والإنجيل بإنتظام... أنا لسه في حاجات كثيرة ما عرفهاش".
إبتسم أبونا وقال له "ماتخفش... اللي إبتدي يكمل، ومتنساش إن قوته في الضعف تُكمل، وأ.فرج هينزل معاك أول كام مرّة لتنظيم الخدمة، وأي مشكلة تبقي ترجع له أو ترجع لي... أنا واثق فيك".
خرج أ.وحيد من مكتب أبونا... والدموع في عينيه... ونظر إلي السماء... وقال في سرّه.. "ماستهلش يارب".
ولم يعد أ.وحيد... وحيداً، ولم يعد الوقت كافياً...
ولم يعد في القلب إلا حب الله
وحب الناس... وحب الخدمة

+     +     + 
الخدمة هى الحل [ 2 ]
المـــرض

كانت سعاد إخصائية إجتماعية... نشيطة... محبوبة... وكانت شعلة نشاط في بيتها وفي المدرسة التي تعمل بها، ولم يكن لها إلا ابنه واحدة وزوج طيب... وبيت هادئ... ولم تكن علاقتها بالكنيسة قوية.
كانت سعاد علي خلاف قديم مع أختها... من وقت إنتقال والدتهما ودخل الشيطان بينهما... ولم تعد تكلمها بالسنين، وكلما تذكرتها أحست بغضب داخلي... وتذكرت كل الكلام الصعب الذي دار بينهما... وكانت تردد بداخلها "منها لله...".
تزوجت ابنتها وسافرت مع زوجها للبلاد العربية... وتحوّلت علاقتهما إلي تليفونات يومية ودعوات حارة.
أحست سعاد بتعب غريب في قدميها... وثقل في الحركة... وبدأت رحلة العلاج... وإنزعجت جداً من تشخيص الأطباء، الذي فاجئها أنه مرض في الأعصاب، سيصيبها بشلل قريب وليس له علاج.
بكت سعاد بشدة وتذمرت... واعترضت... وقالت "ليــه؟" واستطاع زوجها أن يُحضر أبونا الكاهن ليشجعها... ولكنها كانت جافة جداً معه... وكانت دائماً تقول "أنا كنت عملت إيه وحش علشان يحصل كدة" وحاول أبونا أن يقنعها بحب الله... أبونا السماوي... وبركات الألم والتجربة... ولكنها كانت تسمع غير مقتنعة... وبعصبية شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
زاد المرض... ولم تعد قادرة علي الحركة بقدميها... وكانت أول يوم تجلس فيه علي الكرسي المتحرك... يوماً حزيناً لا تنساه.
وجاءت ابنتها بضعة شهور لتخدمها... ولكنها لم تستطع أن تمكث معها أكثر من ذلك، من أجل زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح... زوجاً صالحاً... يخدمها ويصبَّرها ويحاول معها حتي أن تتناول في البيت، ولكنها بغضب كانت ترفض كل شيء.
جاءت لزيارتها إيمان –خادمة من الكنيسة- كانت تعمل معها في نفس المدرسة، وكانت تحبها... وبكت معها وهي تسمع شكواها... وإحباطاتها... وكانت إيمان قد صلّت كثيراً قبل هذه الزيارة... لكي يعطيها الله نعمة في الكلام مع سعاد المُجرّبة... وإستأذنت إيمان سعاد في أن تقرأ لها جزء من الإنجيل، كما تعوّدت في زيارة الإفتقاد... فأذنت لها سعاد علي مضض. واختارت إيمان رسالة يعقوب الإصحاح الأول لتقرأه لصديقتها القديمة... "احسبوه كل فرّح يا إخوتي حين تقعون في تجارب متنوعة... إن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً... ليكن لكم عمل تام لكي تكونوا تامين..., وإن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء... ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب...."
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن للتجربة أن تصير سبب فرح بالإيمان وبالصلاة والصبر... والعمل التام... 
وفتح الله قلب سعاد لتسمع هذه المرّة، وقالت لها "طيب أنا ممكن أعمل إيه دلوقتي؟!"
أجابتها إيمان وقالت لها "كفاية تذمر... إيه رأيك تقولي يا ربي يسوع المسيح أشكرك... يا ربي سامحني علي كل حاجة... يا ربي ساعدني علي إحتمال المرض".
قالت سعاد لأول مرّة حاضر... هأحاول ... وإيه كمان؟
قالت لها إيمان "وتحاولي كل يوم تقرأي إصحاح بتمعن وتصلي بالأجبية باكر ونوم وتسمعي شريط وعظة".
ضحكت سعاد وقالت لها "بالراحة عليّ يا إيمان"، فقالت إيمان بإيمان "صدقيني جربي وهتشوفي إن نفسيتك هتكون أحسن... وأنا هأطلب من أبونا يجي يناولك في البيت".
بدأ التغيير يظهر علي سعاد... وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل أسبوع... وتقرأ معها الإنجيل... ظلّت سعاد متمسكة بالشفاء في كل صلواتها... وظل الوقت طويلاً مملاً.
وفي زيارة بعد شهرين... سألت سعاد إيمان... الآية اللي بتقول "ليكن له عمل تام" إيه اللي ممكن أعمله وأنا كدة؟ مش بأتحرك برجليّ؟.
ترددت إيمان وقالت بحكمة، خلينا نصلي الأسبوع ده وربنا يفتح لنا باب للخدمة يناسبك.
وذهبت إيمان تسأل أب إعترافها... بماذا ينصحها؟!!! فأجاب أبونا "التليفونات ممكن تبقي خدمة... خليها تسأل علي الناس التعبانة وتقول لهم كلمة حلوة... آية أو حكمة... وبالذات الذين في وحدة أو مسنين أو حتي المرضي اللي زيها".

رجعت إيمان بالإجابة لسعاد... التي فاجأتها وقالت لها "أنا كمان لقيت فكرة مشابهة... أنا مسجلة علي الموبيل حوالي 100 تليفون ناس معرفة... هأبعت لهم كل كام يوم آية من اللي بأقرأها لأني هأكسف أكلم الناس كتير لحسن يزهقوا مني.
فردت إيمان "رائع... فكرة هايلة، ومش لازم تبقي نفس الآية، فرصة تكتبي الآيات وتحفظيها.

بدأت سعاد هذه الخدمة... وتقدمت بسرعة غريبة وكانت ردود الأفعال رائعة... رجعت لها تليفونات كثيرة بالشكر والتقدير... والبعض ممكن يتكلم يسألها عن معني الآية وهي تحاول تشرح بعد أن تبحث في التفاسير والعظات... والبعض كان يقول لها "الآية جت في وقتها"... وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها ساعات كل يوم... وتغيّر وجهها... ورجعت إبتسامتها وسعادتها... وأصبح كل من يزورها يتمتع بكلمات النعمة الغزيرة وبروحها الحلوة.

وبعد سماع عظة مؤثرة عن التسامح... ومع النمو الروحي الملحوظ... تحرك قلبها تجاه أختها التي فارقتها من سنين بسبب الخصام والقطيعة... وتجاسرت سعاد بعد صلاة حارة وكلمتها بالتليفون... وبكت الإثنتان تأثراً وتسارعت أختها بزيارتها في اليوم التالي... وكان لقاءً حاراً... فيه إعتذار وندم متبادل... ورجعت المحبة القديمة أقوي من زمان.
قالت سعاد لزوجها يوماً... عارف يا صالح أنا دلوقتي بس بأشكر ربنا بجد علي المرض... أنا حياتي النهاردة أحلي جداً من زمان... وحاسة إن ليَّ لزوم ورسالة... عمري ما حسيت بالإحساس ده زي دلوقتي. تصور إني بطلّت أقول "يارب إشفيني" من غير ما أحس. كل صلاتي دلوقتي "يارب يسوع سامحني... يارب إهدي الناس كلها".
أجاب صالح "أنا كمان إتعلمت منك أحب الإنجيل والكنيسة... إنتِ مرضك جه بركة لينا كلنا".
"نشكر ربنا علي كل حال

عظة عن الصوم و عظات أخرى جميلة

عظة للبابا شنودة عن الصوم والتوبة
اجمل مجموعة تاملات بالموسيقى † لاابونا يؤانس كمال

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010