يوحنا المعمدان "الرجل الذي آثر أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير


يوحنا المعمدان :هو ناسك وبتول ورجل برية وشجاع، لذلك فقد أتى بروح إيليا أى بمنهجه. قاوم إيليا آخاب الملك وبكته لأجل شروره وظلمه لنابوت اليزرعيلي، وبكت يوحنا هيرودس لأجل اتخاذه هيروديا زوجة أخيه زوجة له مخالفاً الناموس، وك...ما كانت إيزابل معينا لآخاب في شروره كانت هيروديا بالنسبة لهيرودس. عاش إيليا على جبل الكرمل (لذلك يعتبر الرهبان الكرمليون رهبنتهم أقدم رهبنات العالم)
وعاش يوحنا في برية الأردن. وعاش كليهما بتولاً. وكما اضطهد آخاب وزوجته إيليا اضطهد هيرودس وزوجته يوحنا، ولكن مات آخاب مقتولاً ومات هيرودس منفياً، بينما صعد إيليا حياً إلى السماء ونال يوحنا اكليل الشهادة.
          ولكن من الخطر مواجهة الأقوياء بالحقائق لأن الأقوياء غالبا ما يفتقرون إلى الصبر !. فبعض الناس عقولهم في جيوبهم والبعض الآخر في آذانهم والبعض الثالث في ألسنتهم والبعض الرابع في أذرعتهم !! وقليلين هم الذين توجد عقولهم في رؤوسهم.
كان يوحنا مسجونا ولكن هيرودس كان يخاف منه وكان سر قوته هو الله، مات يوحنا ولكن صدى صوته ظلّ يتردد في جنبات القصر: "لا يحل لك !!" كان في الواقع يمثل الضمير الكتابي والدينى للأمة، فشهد لله غير حاسباً لشيء بل وحياته ليست ثمينة عنده. يوحنا هذا شهد للمسيح بأنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم، وأنه العريس الحقيقي بينما هو صديق العريس الذي يرى ويفرح (يوحنا 1).
شهد له السيد المسيح أيضاً عندما راح يمتدح يوحنا أمام الجموع
(متى 11) اطلب من الرب عنا أيها السابق الصابغ يوحنا المعمدان ليغفر لنا خطايانا

الخطيئة الأصلية


الخطيئة الأصلية
يُحكى أن حطّاباً كان يشتكي من مشقات الحياة وكان في كل مرة يردد في نفسه ويقول لولا آدم وحواء لم يخطأ لكنا في راحة الآن لم نكن لنشقى ونتألم في هذه الحياة. ظل على هذا المنوال سنين طويلة يُلقي اللوم والعتب عليهما إلى أن ظهر له ملاك الرب وقال له, الرب أرسلني لكي أريحك من شقائك وعذابك, سأضع روحك في جنة كالتي كانا فيها آدم وحواء شرط أن لا تتكلم مهما حصل وإلا ستعود إلى الأرض ثانيةً.
فرح الحطّاب كثيراً ووعد الملاك بأن لا يتكلم أبداً ثم قال له الملاك أغمض عينيك. بعدما أغمض عينيه نقل الملاك روحه بلحظة إلى جنة تشبه جنة عدن مليئة بالأشجار المثمرة والورود الملونة والطيور الجميلة والأنهر النقية والصافية. عندما فتّح الحطّاب عيونه إندهش من روعة جمال الجنة وبما فيها فن وإبداع من لدن الخالق.
بدأ يتمشى فيها وهو مغمور بالفرح والسلام إلى أن وصل إلى مكان رأى فيها إمرأة تجمع القش من أرض الجنة وتضعه على قماش. بعدما إنتهت من التجميع ربطت القماش ببعضها لتضعها على ظهرها ولكنها لم تستطع من كثرة ثقلها. أنزلت كيس القماش على الأرض وحلته من جديد وبدأت تجمع القش مرةً أخرى وتضعهم فوق القش القديم اللذي على القماش. بعدما إنتهت من التجميع حاولت أن تحمل الكيس مرة أخرى فلم تستطع وعاودت الكرى مرة تلوة الأخرى.
لم يستطع الحطًاب أن يحافظ على سكوته أمام هذا المشهد فاقترب من المرأة وقال لها, يا أختي إذا أردتي أن تحملي الكيس يجب عليكي أن تخفيفي من ثقله لا أن تضيفي عليه. عندما قال هذه الكلمات وجد نفسه أمام الملاك في نفس المكان الذي تقابلا فيه. قال له الملاك لماذا تكلمت؟ قال الحطاب لم أستطع على ذاتي.
قال له الملاك الرب سيعطيك فرصةً ثانية ولكن حاول أن لا تتكلم. أخذ الملاك روحه ووضعه في جنة أجمل من التي كان فيها, بدأ أيضاً يتمشى ويتمشى وهو مسحور من روعة جمال هذه الجنة إلى أن رأى فلاح بيده منجل يحصد سنابل الحنطة الصفراء اللذين نضجوا وسنابل الحنطة الخضراء اللذين لم ينضجوا. إستغرب الحطّاب على هذا المشهد ولم يستطع أن يتمّلك نفسه فترة طويلة فذهب إلى الفلاح وقال له. يا أخي إذا أردت أن تحصد السنابل الصفراء فهذا جيد ولكن لماذا تحصد سنابل الخضراء اللذين لم ينضجوا بعد؟ مرة أخرى وجد نفسه أمام الملاك, سأله الملاك، هذه مرة أخرى لم تستطع أن تحافظ على الوصية. الرب يعطيك فرصة ثالثة وأخيرة إذا إستطعت أن تحافظ على سكوتك فستظل في الجنة إلى الأبد.
نقل الملاك روحه للمرة الثالثة إلى جنة تفوق سحراً وجمالاً كالتي كان فيهما تمتم في نفسه وقال هذه المرة لن أتفوه بكلمة مهما أرى أمامي وبدأ كالعادة يمشي وهو مبهر من الذي يراه من حوله.وصل على حافة جبل يطل على وادٍ واسعٍ فسيح رأى في هذا الوادي كثيراً من قبائل الأرض ملتفين حول صخرة كبيرة جدأ, يحاول كل منهم أن يجر الصخرة بحبل ضخم إلى إتجاهه. إنتظر الحطّاب ليرى من الذي سيستطيع أن يجر الصخرة إلى ميله ولكن عبثاً يحاولون لأنهم يجرون الصخرة بعكس بعضهم البعض. تأثر الحطاب من هذا المشهد المحزن الذي يراه أمامه. نزل إليهم وقال لهم, لن تستطيعوا أن تحركوا الصخرة من مكانها إلا إذا توحدتم في إتجاه واحد.
مرة ثالثة رأى نفسه أمام الملاك, إعترف الحطّاب بضعفه وتغير تفكيره تجاه آدم وحواء وأراد من الملاك أن يفسر له ما رأه من رموز. فقال له الملاك المرأة التي كانت تملىء كيسها بدل أن تفرغه يشبه الإنسان الذي يُخطي والخطايا تثقل عليه لدرجة لايستطيع أن يحملها بدل أن يذهب إلى الكنيسة ويتوب عنها أي يخففها بل بالعكس يزيدها وآخرته تكون محزنة. أما عن الفلاح الذي كان يحصد الأخضر واليابس هذا يرمز إلى الموت, جعل الله وقت الموت غامضاً ليكون الإنسان مستعداً في صباه وفي شيخوخته لملاقاته. قبائل الأرض التي رأيتها ترمز إلى الطوائف المسيحية والصخرة ترمز إلى المسيح. كل طائفة تحاول أن تكتسب المسيح حسب معتقدها ولا يحاولون أن يُقربوا وجهة نظرهم ليتوحدوا, نسوا بأن الكنيسة تابعة للمسيح وليس المسيح تابع للكنيسة.
صلاة
ياالهي منذ ان انشقت الكنيسة عن بعضها فقد تسبب هذا الحادث بجرح عميق في قلبك ولن يلتأم هذا الجرح الا عندما تتوحد الأعياد وأن تحترم كل طائفة عقيدة الطائفة الأخرى. إجعلنا يا رب دعاة سلام ومحبة بين الطوائف المسيحية وكلل سعينا إلى الوحدة بالنجاح مثلما سعى بولس الرسول لهاذا العمل المقدس منذ لحظة إعتناقه للمسيحية وحتى يوم موته منقاداً من روحك القدوس آمين
نيكولا يوسف

ترنيمة بين يديك نار فى السفن !!


                                  نار فى السفن !!                                 
  
مع بدايةالعام، في أول يناير 1996، انتقلت إنسانة مؤمنة عانت من مرض السرطان قرابة شهرين، كان المرض يجري سريعًا في المخ..
سألت نفسي: "لماذا يسمح اللَّه لكثير من مؤمنيه أن يعانوا خاصة من الأمراض الخبيثة قبل رحيلهم من هذا العالم؟"
يسمح اللَّه بذلك لكي يدرك المؤمن أن رجاءه كله في السماء، فلا يشتهي ما لجسده بل ما لمجده الأبدي. إنه كمن يؤكد لمحبوبه الإنسان أنه يليق به أن يضع يده على المحراث متطلعًا إلى كنعان السماوية ولا ينظر إلى الوراء.
هذا يذكرني بما رواه Green عن المكتشف الأسباني كورتز Cortez أنه رسا بسفنه في Vera Cruz في عام 1519 م ليبدأ غزوه للمكسيك، وكانت قوته الملازمة له صغيره جدًا، تعدادها 700 رجلاً. ما أن نزل رجاله من السفن وانطلقوا إلى الشاطئ حتى أشعل النار بسرعة شديدة في السفن الإحدى عشرة التي كانت في خليج المكسيك.
لقد تعمد حرق السفن التي حملت رجاله، ليروا بأعينهم النار المشتعلة أمامهم، فيتأكدوا أنه لا طريق لهم للحركة سوى الدخول إلي المكسيك لمواجهة الموقف أيا كان دون رجعة إلى سفنهم وهروبهم من المعركة!
هكذا كثيرًا ما يسمح السيد المسيح بتدمير موضع راحتنا الزمنية حتى ندرك أنه لا طريق لنا سوى الدخول في المعركة مع عدو الخير لندخل في السماويات، ولا يرتبط قلبنا بشيء إلا بالتمتع بالنصرة لنوال الإكليل.
كثير ما يسمح اللَّه بإغلاق كل طريق واسعٍ أمامنا حتى نجد أنه لا خيار لنا سوى قبول الطريق الضيق.

 
V   V   V  


     أشكرك أيها القائد العجيب والحكيم،
     تأتي بي إلى المعركة الروحية،
     تأتي بي تحت قيادتك يا واهب النصرة.
     تحرق حولي كل السفن فلا أفكر في التراجع.
     أجد راحتي ونصرتي فيك لا في سفن العالم.
     تدخل بي في مواجهة عدو الخير إبليس،
     تخفيني فيك فلا أكون طرفًا في المعركة.
     بك وفيك أغلب على الدوام،
     إذ وعدتني: ثقوا أنا قد غلبت العالم!
  
                    ترنيمة بين يديك                  

صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ


صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ. ناحوم 1: 7

عندما تحول حياة الخطية جميع جهود اﻹنسان ومواهبه وقوته وشجاعته ﺇلى رماد سوف أتساءل: كيف يكون في اﻹمكان جمع ذلك الرماد وخلق كائن جديد يستطيع أن يأخذ مكاناً ملائماً ضمن الذين لا يعرفون الخطية؟!

هكذا كتبت ﺇحدى الشخصيات التي ذاقت مآسي الحياة وجذبت حياتها الخطية ووقفت على قمة السنين يائسة، ووقعت على هذه الرسالة باسمها. المسكينة سارة

لقد كانت المسكينة سارة تتوسل من أجل النجاة من ظلام ليلها الأعمى، كانت تتحسس بخوف لعلها تجد شخصاً ما يقودها ﺇلى أشعة شمس الله، شخصاً ما يستطيع أن يزيح السحب التي أظلمت روحها. وبدأت تطلب ﺇلى الله بشفاعة العذراء مريم ملجأ الخطاة، أن يكون اليوم مثل يوم جديد يأتي ولا تنظر أبداً ﺇلى الوراء، ولكن كيف يحدث هذا بعد فوات الأوان؟

هذه المسكينة بحكمها على قلبها الحزين قد فقدت هذا المنقذ الوحيد. ألا وهو ثقتها بالله. يا لقلة معرفة سارة الخاطئة عن صديقها الدائم ومحبته الثابتة التي لا تنتظر سابق محبتنا. لقد نسيت قصة المجدلية التي كانت حياتها الخاطئة على ألسنة الجميع، وأصبحت قداستها يكرز بها عبر الأجيال، لقد نسيت بطرس حينما أنكر سيده بقسم وأقسم أنه لا يعرفه على الاطلاق ومع ذلك أصبح فيما بعد رسول سيده والكارز باسمه على الأرض. لقد نسيت المشهد في الجليل عندما نادى صديقها الدائم وقال: تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. متى 11: 28. فاذا كانت خطاياك مثل القرمز ستبيض كالثلج والصوف الأبيض. نسيت أيضاً يسوع المصلوب وذراعيه الممتدين ونداءه قائلاً: «أَنَا عَطْشَانُ» يوحنا 19: 28

يسوع اﻹله المتجسد محب النفوس، عطشان ﺇلى النفوس التي أخطأت فهم الحياة أمثال سارة الخاطئة - ﺇلى النفوس التي تحطمت بعجلة الحياة وتبعت أشباح الثراء ومباهج الحياة وكانت معرضة أن تقول: لقد فات الأوان

ﺇن الحياة مملوءة بالمآسي وأعظمها هو هذا النداء (لقد فات الأوان). ربما نكون قد بددنا حياتنا أو خنا محبة ﺇلهنا لنا، أو ربما قد نشرنا الدمار في يقظتنا عندما نندفع بارادتنا حيثما تنادينا مباهج الحياة أو محبة السلطة ولكن بالرغم من كل هذا هو ينادينا كما فعل مع شعبه في العهد القديم: انا الله الصالح أمنح القوة في وقت الضيق وأعرف الذين يتكلمون علىّ لأني أنا كما هو حتى في شيخوختك وأقودك في كبر سنك، أنا هو الذي صنعك وسأحملك، سأحمل وأنقذ

ربما تكون حياتنا مليئة بالأخطار ولكن (بحنان يديه المثقوبتين) سيعيد ما كسر ويداوي الجراح. فالخطيئة الوحيدة التي لا يجب ارتكابها هي هذا النداء المخيف: لقد فات الأوان

يا ربي يسوع المسيح المحب لنفسي دون تزعزع ﺇني أشعر أحياناً أنه لا فائدة في محاولة جديدة. كما من مرة حاولت ولكن دون جدوى! ولكن أعلم أنه من الخطأ انكار محبتك الدائمة وأعلم أن أبشع خطية أستطيع ارتكابها هي فقدان رجائي فيك وبالرغم من كل هذا فاني أفقده أحياناً

يا ربي يسوع الحبيب من فضلك لا تسمح بهذا، فبالرغم من شدة ضعف ﺇرادتي وضخامة خطيتي وابتعادي عنك فلا تدعني أقول (لقد فات الأوان) – بل دعني أنظر كيف تغرق نعمتك قلبي – نعمتك التي في الضعف تكمل


القمص بيشوى كامل.. والاب فرنسيس ب لابيف
كتاب الصديق الدائم

قدمت المسيحية مفهوماً جديداً للألم


 
قدمت المسيحية مفهوماً جديداً للألم...
 
لم يعد الألم أمراً يتعلق بالجسد، لكن غدا له مفهوم روحى يرتبط بالحب – محبة المسيح !! ونحن نرى الحب في شخص المسيح يسعى نحو الألم ليستخلص من براثنه من اقتنصهم، ويحرر من سلطانه من أذلهم...
لقد تغيرت مذاقة الألم، وأصبح صليب الألم شعار المجد والغلبة والنصرة، بل الواسطة إليها... 
فى المسيحية ننظر إلى الصليب على أنه علامة الحب الذي غلب الموت وقهر الهاوية، واستهان بالخزى والعار والألم !!.
لقد أصبح احتمال الألم من أجل المسيح هبة روحية... " لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله." (رسالة فيلبي 1: 29).
وهكذا تبدلت صورة الألم ومذاقته فارتفع إلى مستوى الهبة الروحية !!. وأصبح شركة مع الرب في آلامه:
" ان كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه " (رساله روميه 8: 17)... " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته. " (فى3: 10)
وإذا كانت المسيحية هي الحب، فالموت في سبيلها هو قمة الحب والبذل بحسب تعبير اكليمنضس الاسكندرى: [الاستشهاد ليس مجرد سفك دم، ولا هو مجرد اعتراف شفهى بالسيد المسيح، لكنه ممارسة كمال الحب].
 علمت المسيحية أن الإنسان مخلوق سماوى: 
السماء بالنسبة للإنسان هي الهدف الأسمى، والغرض المقدس، هي كل شئ بالنسبة له، هى الكنز الحقيقى الذي يطلبه ويقتنيه.
هى وطنه الأصلى ومستقرة النهائى. هي الوجود الدائم مع الله.
فبداية الإنسان يوم خُلق كانت في السماء، وسوف تكون فيها نهايته حينما يعود إليها... ومن هنا أحس الإنسان بغربته في العالم. هذا العالم الفانى الذي سوف يمضى وشهوته معه.
وجعل كل أشواقه أن يعود إلى وطنه الأول السماء.. وأكدت أسفار العهد الجديد هذه الحقيقة...
فيذكر معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين قائلاً: " في الايمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض." (عبرانيين 11: 23).
ويكتب إلى أهل كورنثوس... "فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب... فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب." (2كو5: 6،8).
 وعلمت المسيحية أن الإنسان المؤمن يجب أن تكون أشواقه نحو السماء ويكتب معلمنا بولس إلى أهل كولوسى مشجعاً إياهم بقوله: " من أجل الرجاء الموضوع لكم في السموات " (كو1: 5)...
وفى هذا المعنى يكتب بولس الرسول قائلاً: " فإن سيرتنا في السموات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح " (فى3: 20).
ويقول لأهل كولوسى: " اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض " (كولوسى 3: 1،2)..
وانطلاقاً من هذا المفهوم أن الإنسان مخلوق سمائى، وأن أباه في السماء، فإنه في صلواته يناجى الله في السماء، ويقدم صدقاته عالماً أنه يكنز في السماء (مت19،20). ويتشفع بالملائكة، و القديسين الذين انطلقوا إلى السماء..
بل وأكثر من هذا أن نفسه سوف تزف إلى العرس السمائى.. وبسبب كل هذه الأحاسيس والمفاهيم المقدسة كانت معنويات المعترفين والشهداء عالية جداً في السجون.
...
أما هذا الرد فهو [ أنا مسيحى  ] أما صيحة الشعب الهائج التي كانت تعقب هذا الاعتراف فهو [الموت للمسيحى]..
كان المتهم لا يجيب عن وضعه الاجتماعى في العالم، لأن الأمور الأرضية كانت تافهة القيمة في نظره. حتى لو أراد القاضى أن يعرف ما إذا كان عبداً أو حراً، وهو موضوع كان على جانب كبير من الأهمية في تلك الأزمنة، فإنه ما كان يهتم بالاجابة... لأن كل فكره كان مركزاً فى الاهتمام بالانطلاق من هذا العالم الحاضر ليفرح بالاكليل المعد له من قبل الرب والميراث الأبدى. لينضم إلى كل الذين سبقوه من الشهداء والقديسين ليحيا معهم حياة التسبيح الدائم في الفردوس.
إن الشهداء قبلوا الآلام، لا للآلام في حد ذاتها ولكن لأنها علامة الشركة الحقيقية التي تربطهم بالسيد المسيح له المجد الذي قبل الآلام لأجلنا ليهبنا الحياة الأبدية.
إن سحابة الشهداء مازالت مضيئة في الكنيسة إلى يومنا هذا، وهم يتشفعون أمام المسيح لأجل اخوتهم إلى أن يكمل العبيد رفقائهم

الأنبا برسوم العريان





الانبا برسوم العريان

الأنبا برسوم العريان
انه أحد قديسي القرن الثالث عشر، عاش في وسط الضيق الشديد يحمل إيمانًا حيًا، لا ليدوس على الحيات والعقارب فحسب وإنما ليقدم تعزيات الروح القدس للنفوس المتألمة، هذا وقد وهبه الله صنع الآيات و العجائب.
نشأته
وُلد سنة 1257م من أبوين تقيين، وكان والده يدعي الوجيه مفضل، اتخذته الملكة شجرة الدر كاتمًا لأسرارها. تقبلاه الوالدان كعطية إلهية ثمرة صلوات وأصوام طويلة، لذا ربياه في مخافة الله واهتما بحياته الروحية ودراسته في الكتاب المقدس.
توفى والده وبعد عام توفيت والدته، فطمع خاله في الميراث، أما برسوم فلم يدخل مع خاله في خصومة، متذكرًا قول الحكيم: "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح" (جا 1: 2). وإذ حاول بعض أقاربه أن يثيروه ليقاضي خاله رفض تمامًا.



حبه للوحدة

انطلق خارج الفسطاط ليعيش في مغارة، يحتمل حرّ الصيف وبرد الشتاء، غير مبالٍ بما يصادفه من مخاطر البرية. عاش خمس سنوات في حياة نسكية جادة مع صلوات ومطانيات بلا انقطاع، يرتدي منطقة من جلد الماعز على حقويه، لذا دعي بالعريان.


في مغارة أبي سيفين
أرشده الله إلى كنيسة الشهيد أبي سيفين "مرقوريوس" بمصر القديمة، إذ كان بها مغارة بجوار الباب البحري، لا تزال إلى يومنا هذا، وكان بها ثعبان ضخم بسببه امتنع الناس من النزول إليها. حاول القديس أن ينزل المغارة فمنعه خدام الكنيسة مظهرين خوفهم عليه، أما هو فبإيمان بسط يديه نحو السماء وصلى، قائلاً: "يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحيّ، أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. أنت الذي وهبت الشفاء لشعب إسرائيل الذين لدغتهم الحيات عندما نظروا إلى الحية النحاسية، الآن أنظر أنا إليك يا من عُلقت على الصليب لكي تعطيني قوة أستطيع بها مقاومة هذا الوحش". وإذ رشم نفسه بعلامة الصليب تقدم نحو الثعبان، وهو يقول: "تطأ الأفعى والحيات، وتدوس الأسد والتنين ..." (مز 27: 1) ، فنزع الله من الثعبان طبعه الوحشي، وصار مرافقًا له في المغارة حوالي 20 عامًا.
فاحت رائحة المسيح الذكية فيه فجاءت الجموع من كل مدينة تطلب صلواته وبركته.


مساندته للمتضايقين

في أيامه اجتازت الكنيسة ضيقة شديدة في أواخر سلطنة خليل بن قلاوون، إذ أُغلقت الكنائس في كل القطر ماعدا الإسكندرية، وصدر الأمر بلبس العمائم الزرقاء. أما القديس برسوم فكان مستمرًا على صلواته في الكنيسة، رافضًا لبس العمامة الزرقاء. وشى به البعض لدى الوالي فأمر بجلده وحبسه ثم أطلقه فسكن على سطح الكنيسة يقدم صلوات ومطانيات بدموعٍ لكي يرفع الله غضبه عن شعبه ويغفر لهم خطاياهم ويحنن قلوب المتولين عليهم.


وُشى به إلى الوالي مرة أخرى فتعرض للضرب بالسياط والحبس ثم أُفرج عنه ليذهب إلى دير شهران بجهة معصرة حلوان. وهناك عاش في حياة نسكية شديدة، وكانت نعمة الله تسنده، ووهبه الله عطية صنع العجائب. وكان كثير من المتضايقين يأتون إليه ليجدوا فيه راحة سماوية، 
وبصلاته رفع الله الضيق

في 5 نسيء تنيح القديس وهو في الستين من عمره.
بركة صلواته تشملنا الى الأبد أمبن

لقاء مانو مع أبونا داود لمعي



 

هذا أنا في المسيح يسوع






أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010