زي إمبارح سنة 1968م كان يوم إفتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (منطقة الأنبا رويس) اللى أفتتح الكاتدرائية طبعاً كان سيدنا البابا كيرلس السادس وحضر الإحتفال الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر.
حابب أفكرك يا إلي إترحمت على أيام الخير إن جمال عبد الناصر وأغلب المجموعة بتاعة الظباط الأحرار كانوا "إخوااااااااااااااااان مسلموووووووووووون" ولكن على رأي المثل "سبحان مغير الإخوان".!!
علاقة عبد الناصر بالبابا كيرلس مكنتش سمن على عسل كده من الأول لأ لو متعرفش إن قداسة البابا بعد ما إترسم سنة 1959م بشوية كان حابب إنه يقابل عبد الناصر عشان يوطد العلاقات ويعمل علاقة حلوة معاه ويعرفه مشاكل الأقباط.
البابا كيرلس ساعتها طلب مقابلة عبد الناصر 10 مرات وكل مرة عبد الناصر كان بيرفض مقابلة البابا. لكن البابا كيرلس كان له صديق عضو في مجلس الشعب كان عنده ابن مريض والبابا صلاله وربنا شفى الولد فالراجل عرف من البابا إنه عاوز يقابل عبد الناصر فقال للبابا عبد الناصر حبيبي وهاخدلك منه ميعاد وفعلاً حدد مقابله وعضو مجلس الشعب خد البابا في عربيته وراح معاه ولكن عبد الناصر أول ما البابا دخل عليه قاله: "إيه.. فيه إيه!! هم الأقباط عايزين حاجة؟.. مالهم الأقباط؟.. هما كويسين قوي كده.. أحسن من كده إيه.. مطالب.. مطالب.. مطالب".
ومع ذلك قال البابا كيرلس مبتسماً: "موش تسألني وتقول لي: فيه إيه..!!".
فرد عبد الناصر بغيظ وقال: "هوه فيه وقت أقولك.. وتقول لي؟.. ما هو مافيش حاجة".
والبابا كيرلس حس بإحراج شديد جداً وزعل قوي وقال لعبد الناصر: "ده بدل ما تستقبلني وتحييني بفنجان قهوة، وتسمعني، وفي الآخر يا تعمل يا ما تعملش. كده من الأول تحاول تعرفني إن مافيش وقت لعرض موضوعاتي!!".
وخرج البابا وهو زعلان جداً من عند عبد الناصر وهو طالع قاله: "ربنا يسامحك"!!!!.
بداية غير مبشرة أبداً بين البطريرك الجديد ورئيس جمهورية من خلفية إخوانية وواضح ان الكنيسة داخلة في صدام قوي مع الدولة (ده طبعاً فكر البشر ولكن الله له تدبيرات تاني)!....
نفس اليوم الساعة 2 صباحاً راح عضو مجلس الشعب إلي حدد ميعاد البابا مع عبد الناصر جري على الكاتدرائية وعاوز يقابل البابا راح تلميذ سيدنا قاله دلوقتي الساعة 2 الصبح البابا أكيد نايم فرد عضو المجلس وقال مش انا الى عاوزه ده الريس هو الي عاوزه حالاً.
خرج البابا من قلايته لابس وجاهز وقال للعضو أنا جاهز من بدري وعارف الي هيحصل يلا بينا ياخويا وفي السكة عضو مجلس الشعب قال لسيدنا ان أول ما قداستك طلعت من عند عبد الناصر وبنته مرضت ومفيش دكتور عارف إللي عندها وعبد الناصر حس إن ده بسبب إلى عمله معاك الصبح وقالى اجيبك دلوقتى.
وراح سيدنا عند عبد الناصر ودخل من غير ما يكلم الرئيس على طول دخل على أوضة بنت الريس وإبتسم وقالها: "إنت ولا عيانة ولا حاجة" وصلي على راس البنت حوالى 15 دقيقة والبنت خفت.
ومن اللحظة دي إتغيرت العلاقة تماماً بين عبد الناصر وسيدنا البابا كيرلس السادس ووصلت العلاقة لدرجة إن في يوم من الأيام عبد الناصر قال لسيدنا البابا: "أنت من النهاردة ابويا.. أنا هاقولك يا والدي علي طول، وزي ما بتصلي لأولادك المسيحيين صلي لأولادي ومن دلوقت ما تجنيش القصر الجمهوري، البيت ده بيتك وتيجي في أي وقت أنت عاوزه".
كتب وقتها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل عن العلاقة بين البابا كيرلس والرئيس جمال عبد الناصر فقال: "كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل، وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر في أي وقت يشاء، وكان كيرلس حريصاً علي تجنب المشاكل، وقد استفاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبد الناصر في حل مشاكل عديدة".
مش مهم مين الرئيس المهم مين إلهك لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع.