كن بركة
" أُباركك وتكون بركة " ( تكوين 12 : 2 )
+ حقق الله وعده لإبراهيم أبو الأباء ، بإعطائه بركات روحية ومادية عظيمة ، بسبب طاعته وإيمانه التام بالرب ، كما بارك كثيرين ، ولا يزال يبارك المؤمنين الأمناء ، فيفيضون بالبركة على الأهل ، وعلى كل الناس .
+ ولا تُقاس عظمة النفس بطول العمر ، ولا بالمال والأملاك ، ولا بالعلوم التى تعلمها المرء طول حياته ، بل بآثارها على الغير ، وهل هو بركة لهم ؟ أم لعنة وعار ، وضرر للبشر ؟
+ وقد قيل عن هابيل : " وبه وإن مات يتكلم بعد " ( عب 11 : 4 ) ، ( فلا يزال صوت هابيل يُعلن عن قبول الله ذبيحته الدموية ) ، ولا يزال لدينا تعليم الآباء مثل : أثناسيوس وكيرلس ( عمود الدين ) ويوحنا ذهبى الفم وغيرهم ، ينير الأذهان ، ويعطى قدوة لكل إنسان يستفيد به فى كل زمان ومكان .
+ وقد يكون المرء بركة لكثيرين ، مثل رب المجد يسوع المسيح " الذى جال يصنع خيراً ، ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس " ( أع 10 : 38 ) .
+ فهل ( يا أخى / يا أختى ) أفتقدت وسندت نفوس محتاجة إلى المال ، وإلى التعزية ، وإلى الخلاص من عادات فاسدة ، حتى صارت بركة فى الكنيسة ، وفى الأسرة والمجتمع المحلى ؟! وصرت أنت " بركة " لهم ولكنيستك ، وكم نفساً ربحتها فى هذا العام والأعوام السابقة للرب ؟ .
+ وقال أيوب الصديق : " لأن الأذن سمعت فطوبتنى ، والعين رأت ( أعماله ) فشهّدت لى ، لأنى أنقذت المسكين ، المستغيث ، واليتيم ولا مُعين له ، وجعلت قلب الأرملة يفرح ... الخ " ( أى 29 : 11 – 16 ) .
+ هذه نماذج جميلة تحتاجها كل نفس الآن ، ولاسيما فى الأحزان .
+ ونالت شعوب كثيرة بركة خدمة القديس بولس الرسول ، وقال : " أنتم تعلمون أن حاجاتى ، وحاجات الذين معى ، خدمتها هاتان اليدان " ( أع 20 : 34 ) .
+ وعندما ماتت الفتاة المحسنة : " طابيثا " ( غزالة ) ، بكى عليها كثيرون من الذين كانوا يلبسون من شغل يديها ( أع 9 : 36 ) . وكان شعارُها : " غير ناظرين كل واحد إلى ما هو لنفسه ، بل إلى ما هو لآخرين " ( فيلبى 2 : 4 ) .
+ وإن كل إنسان أنانى ، لا يجنى منه الناس أية ثمرة ، لا خير فيه ، ولا فى وجوده .
+ وتحكى قصة حقيقيقة حدثت فى اليونان ، أن فتاة يونانية فقيرة ، ربحت جائزة مالية كبرى ، فخصصتها كلها لأهل جزيرتها الفقيرة ، وأنشأت مدارس ومستشفيات وملاجئ ، وقنعت بأن تبقى مجرد " شغالة " كما هى . وهى خير درس لكل نفس تقرأ هذه القصة الأن .
+ وقد سأل ملك حكيم ، أحد الشيوخ : " كيف يدوم ذكر المرء على الدوام ؟! " فقال له : " إن أنت فُقت غيرك بالعطايا والنعم ، يكون إسمك لامعاً إلى مدى الدهر " . وعنده كل الحق .
+ فالذين عاشوا لأنفسهم فقط ، اختفت أسماؤهم تحت التراب ، أما الذين كانوا "بركة " فى عمل الخيرات ، والخدمة الروحية الفاعلة ، فتظل حياتهم الفُضلى ، مذكورة إلى الأبد ( مز 112 : 6 ) ، لأن كثيرين يتباركون بهم ، وبتعاليمهم ، أما الأشرار ، فقد تلاشى ذكرهم فوراً ، كالحشرات التى ماتت بالأمس ، فاصنع كل ما يرضى الله ، تكون بركة ، وحتماً سوف تنال رضاه ، فى دنياه وسماه .