الـقديس الأنبا رويس




نشأة القديس
ولد القديس حوالى سنة 1334 ميلادية فى قرية صغيرة إسمها "منيه يمين" بمحافظة الغربية من عائلة فقيرة، وكان إسم أبيه إسحق وأمه إسمها سارة. فلما رزقهما الله به أسمياه "فريج" ونظراً لظروف الحياة الصعبة تربى تربية خشنة كفلاح فقير كان يساعد والده فى الفلاحة، وأحياناً أخرى كان يبيع الملح على جمله الصغير. وقد أحبه معظم أهل قريته والقرى المجاورة فكانوا لا يشترون الملح الا منه لأنهم رأوه أميناً فى تجارته، مريحاً فى سلوكه معهم. فتقواه وقداسته ظهرت من خلال تعاملاته معهم فى طريقة بيعه وشرائه. منذ الطفوله كان القديس يبحث عن خلاص نفسه ولم يكن عمله أو ظروف الفقر أو تدهور حالة الكنيسة فى ذلك العصر عائقان له أن يهمل عبادته. فمنذ صغره كان مواظباً على الصلاة والتأمل وكان ينمو تدريجياً فى التقوى والقداسة
وظهرت علامات مبكرة على نبوغه الروحى وإبتدأ أهل قريته يلاحظون ذلك ويودون التقرب منه والحديث معه . وكان الجميع يتعجب من وداعته وذاع صيته فى جميع أنحاء قريته والمناطق المحيطة بها

حالة الكنيسة فى زمن القديس
يعتبر القرن الرابع عشرالميلادى (وهى الفترة التى عاش فيها القديس) من أسواء العصور التى مرت بها الكنيسه . فنار الأضطهاد كانت شديدة، ففى ذلك الوقت هدم عدد كبير من الكنائس ومعظم الأديرة ونهبت أوقاف الكنائس فقد كانت للكنائس أوقاف تبلغ 25 ألف من الأفدنه أخذها الملك الصالح بن محمد قلاوون وأنعم بها على المماليك. وصودرت ممتلكات عدد كبير من الأقباط وضوعفت الجزية وقتل عدد كبير منهم،
 وحكم عليهم بلبس عمائم زرقاء وبتعليق أجراس فى أعناقهم وحرموا من التوظيف بدوائر الحكومه والأمراء.
وكان من الجائز ذبح أى قبطى يرى لابساً عمامه بيضاء أو راكباً فرساً أو بغلاً ، وسمح لهم فقط بركوب الحمير وأن يركبه مقلوباً واستمر القتل والنهب فترة ، أما هذا الاضطهاد الشديد إرتد عدد كبير من المسيحيين عن دينهم ولم يأت آخر القرن الرابع عشر حتى كانت إبروشيات كثيرة فى الوجه البحرى قد تلاشت لهروب الأقباط منها من جراء تعسف حكامها . وذكر المقريزى المؤرخ فى كتابه عن المتاعب التى عانها الأقباط فى هذه الفترة " وكانت هذه الخطوب فى مدة يسيرة قلما يقع مثلها فى الأزمان المتطاولة. هلك فيها من الأنفس وتلف فيها من الأموال وخرب من الأماكن ما لا يمكن وصفه ولله عاقبة الأمور ". هذا بالاضافة فقد حل بالبلاد فى ذلك الوقت وباءاً شديداً فتك بالبلاد وصارت مجاعة وموجة غلاء حلت بالمسكونة . وبسبب الأحوال السابقة كانت الكنيسة فى ذلك العصر تعيش وسط ظلام دامس إذ لم يكن فى ذلك الوقت معلمون وكانت كلمة الرب عزيزة فى تلك الأيام

عاصر الأنبا رويس من باباوات الأسكندرية 
البابا مرقس الرابع ( 84 ) 1349 – 1363م 
البابا يوحنا العشر ( 85 ) 1363 – 1370م 
البابا مرقس الرابع ( 86 ) 1370 – 1378م 
البابا مرقس الرابع ( 87 ) 1378 – 1349م 
 
وعاصر الأنبا رويس القديس مرقس الأنطونى الذى أشتهر بالهدوء والقداسة من أباء الكنيسة فى ذلك العصر . أما بالنسبة للحكام فقد عاش الأنبا رويس فى فترة حكم المماليك لمصر وعاصر منهم الملك الصالح والمعتصم والناصر حسن والمنصور والملك برقوق

رؤيا القديس
أقام فريج فى منزل أبيه حتى بلغ العشرين من عمره . وحدث فى ذلك الحين أن أشتدت نيران الاضطهاد وحمى وطيسها الى حد جعل عدد كبير من القبط أن يجحدوا ايمانهم ومن بينهم والد القديس ، ولكن القديس صلى من أجلهم بدموع فإستجاب له الأب السماوى وأيقظ ضمائر الجاحدين فعاد بعضهم الى فاديهم الحبيب ومن بين العائدين والده . ومن فرط حزن القديس على حالة الكنيسه والأقباط قدر أن يترك بلدته ويجول فى محافظات مصر . ذهب القديس الى برية الشيخ المجاورة لبلدته وحبس نفسه فيها أياماً لا يأكل ولا يشرب حتى شعر بالتعب والاجهاد ومن برية الشيخ سافر القديس الى القاهرة سائراً على قدمية وهو فى أشد حالات الجوع والضعف ، ومن شدة التعب نام تحت شجرة فى الطريق ، وفى نومه رأى رؤيا ساطعه فرأى رجلين يلمعان كالبرق بثياب بيضاء أختطفاه وحملاه الى السماء ثم ادخلاه كنيسة بها جمهور من السمائيين يصلون القداس ، ثم سمع صوتاً من داخل البيعة يدعوة قائلاً " انت جائع . . تقدم وكلّ من خبز الحياة " وقاده الرجلان المضيئان الى المائدة فتناول من الأسرار المقدسة وأنتعشت روحه ثم عاد به صاحباه الى المكان الذى أخذاه منه تحت الشجرة

جولة القديس من القاهرة الى الصعيد
استيقظ القديس فرحاً منتعشاً فواصل سيره على الأقدام الى القاهرة ومنها اتجه جنوباً من بلد الى أخرى حتى وصل الى قوص بمحافظة قنا وأخذ ينتقل بين محافظات مصر يدعو الناس الى التمسك بالايمان من خلاال تعاليمه ومن خلال قداسته التى ظهرت فى معاملاته معهم
وعلى الرغم من تجوله المستمر فانه حرص على أن ياكل من عمل يديه مع أن كثير من الأغنياء كانوا يقدمون له نقود وهدايا وملابس ويتمنون الأقامه عندهم الا انه كان يرفض مفضلاً أن يأكل من عمل يديه ، فأحياناً كان يعمل مدراوى ( أى مغربل حنطة ) وأخرى كان يعمل جمالاً وغير ذلك ، وكان لا يصرف من أجره على نفسه الا بقدر ما يسد به رمقه ويتصدق بالبعض منه ويرسل الباقى الى أبيه لكى يساعده
هرب الأنبا رويس من الكرامة فتبعتة " من عدا وراء الكرامة هربت منه ، ومن هرب منها تبعته وأرشدت الناس اليه " . ولما بدأت عجائبه ومعجزاته تنتشر فىكل مكان كان يهرب منه الى أخر وكان ينكر نفسه وتخلى عن كل شىء حتى إسمه وسمى نفسه باسم جمله " رويس " . ومع استمرار اجتماع شعب السيد المسيح ومع عمله لكسب قوته ، كان القديس يقضى معظم الليل ساهراًو مصلياً " أسهروا وصلوا" وفى سهره نفسه تقول مع المرتل " ويل لى لأن غربتى قد طالت علىّ وسكنت فى مساكن قيدار "
طاف القديس معظم بلاد مصر من قنا الى دمياط ومنها الى الاسكندرية يعمل بيديه ليحصل على كفافه ، ويجول يصنع خيراً متمثلاً القديس برب المجد فلم يكن له بيت ولا مأوى بل كان ينام على الأرض ويلتفح بالسماء.

ألقاب القديس
القديس إسمه الأصلى فريج ولكن إشتهر بالالقاب التالية:

رويس
" رويس " هو إسم جمل القديس الذى كان يبيع عليه الملح ويربيه فى بيته وكلمة رويس تصغير لكلمة رأس لأن رأس جمله كانت صغيرة وعندما كان يعود القديس من عمله الى البيت كان جمله يفرح بعودته ويداعب القديس برأسه الصغير كمن يقبله فدعى القديس جمله بهذا الأسم
وعندما ذاع صيت القديس عندما بدأ جولته فى محافظات مصر المختلفه وإبتدأ الناس يبحثون عنه تنكر القديس وأطلق على نفسه إسم جمله " رويس " وأخفى إسمه الأصلى
وكان القديس يتعجب لطاعة جمله الصغير له كطاعة العبد لسيده فكان إذا دعاه بأسمه يقف لوقوفه ويسير لسيره وعندما كان القديس يبكت تلاميذه على عدم طاعتهم كان يقدم لهم الجمل الصغير كنموذج فيقول " ليتكم يا أولادى تطيعونى كطاعة قعودى رويس لىّ " ، وكان القديس يتندر بطباع جمله " رويس " فكان يروى أنه صنع لنفسه غطاءاً من وبر هذا الجمل الصغير فإذا غلب القديس النعاس كان الجمل يأخذ الغطاء بفمه ويطرحه على جسد القديس ليدفئه ، وإذا تأخر عن ميعاد أستيقاظه كان يطرح رأسه بين قدميه ويظل يحركهما بفمه حتى يستيقظ ، من أجل هذا كان القديس فريج يتعجب من فهم ذلك الجمل ويتندر بطباعه ويسميه " قعودى رويس " ولهذا نجد أن فى أغلب إيقونات أن الجمل غالباً يظهر بجواره

تيجى
إمتدت رغبة القديس فى إنكار ذاته فعندما دخل ذات يوم وهو فى الصعيد ليفتقد إحدى العائلات ، ففرحوا فرحاً لكثرة ما سمعوا عنه قبل أن يروه ، وحين سألوه عن إسمه أجاب ببساطه وعلى الفور إسمى ( تيجى افيلو ) ومعناها الكاذب أو المجنون وهى باللغة القبطية . وتذكر الكنيسه القديس بهذا الأسم " تيجى " فى صلواتها .

ناظر الاله ثيؤفانيوس
نال الأنبا رويس بركة الاستعلانات الالهيه إذ عاين السيد المسيح أكثر من مرة ولهذا لقبته الكنيسه " ناظر الاله " أو ثيؤفانيوس ، وهى كلمة يونانيه الأصل مشتقه من كلمة ثيؤفانيا أى الظهور الالهى فمنحة رب المجد الاستعلانات الالهيه خلال التناول وكشف له رب المجد عن عظمة سر المعمودية
كذلك يروى تلاميذه إن القديس كان كثيراً ما يختلى بالرب فى أماكن بعيده . فبينما هو فى أحد خلواته أثار عليه عدو الخير أشراراً فضربوه وهم يقذفونه بالحجارة حتى ترضض جسده لكن الله الرحوم دبر له تلاميذه الذى حملوه من تحت الرجم وأدخلوه الى مخزن للخشب . وفى الليله التى دخل فيها هذا المخزن وبينما هو يتحدث الى تلاميذه إذ بنار تشتعل فى ركن منه فاضطرب التلاميذ فطمأنهم القديس بقوله " لا تخافوا إنها ليست نار ، إنها نور سيدنا يسوع المسيح الذى تعطف وظهر لنا تحقيقاً لكلمة المزمور القائله " إنه يعينه على سرير وجعه " مز 40 ولم يكن ظهور السيدد المسيح له المجد فى مخزن الخشب هى المرة الوحيدة التى ظهر له فيها ، فلقد تراءى له فى خلواته المختلفه خمس مرات بمجد لا ينطق به وذات مرة خاطبه فماً لأذن.
ورب الكنيسة منحة نعمة التلاقى والتحدث اليه قد أعطاه أيضاً أن يتمتع برؤيه القديسين وتناول الحديث معهم ، وفى إحدى هذه اللقاءات أن كان مريضاً مستلقياً فى خلوة هادئه وحدث أن قصدت سيدة الى مقابلته فلم تستطيع الدخول اليه كى لا تقطع عليه هذه الخلوة واكتفت بالوقوف خارجاً . فسمعته يتكلم مع شخص مودعاً إياه الوداع الأخير بهذه الكلمات " بالحسرة أولادك من بعدك يا مرقص ، ويا للخسارة لأن الذين سيعيشون بعد مغادرتك إياهم سيحرمون من نور تعاليمك من فمك الطاهر . وقد تبين بعد ذلك انه كان يوجه الحديث الى القديس الأب مرقص الروحانى الذى كان مترهباً بدير الأنبا أنطونيوس . وقد عاش ما يزيد على تسعين عاماً فتراءى للأنبا رويس ساعة إنطلاقه مما جعله يتفوه بهذا الحديث

أيوب الجديد
تحمل القديس كثير من الاهانات والتعذيب والسجن وأيضاً آلام المرض ولعظم صبره وإحتماله لقبه البعض بـ أيوب الجديد

أواخر أيام غربته
لقد قضى القديس السنين التسع الأخيرة من من حياته ملقى على الأرض بسبب المرض فى بيت تلميذه ميخائيل البنا وكان تلميذه متألماً جداً بسبب هذا الرقاد الصعب للقديس على الأرض . ومن العجيب أنه وهو هكذا مطروح لم يكن يأتيه إنسان فى ضيقة إلا ويفرج الرب ضيقته . ولم يأته مريض إلا ويشفيه الرب

نياحتة المباركة
حينما أحس الأنبا رويس بأن انتقاله من هذا العالم قد قرب دعا تلاميذه وأخذ يوصيهم بالمحبة التى هى رباط الكمال . وباركهم واحداً واحداً . ثم طلب ماء وغسل جسده جزءاً جزءاً راسماً كل أعضائه بعلامة الصليب وبعدها قال لتلاميذه ها إننى قد غسلت جسدى كله حتى لا يكشفه أحد بعد إنتقالى ، وفى صباح اليوم التالى الذى كان يوم أحد باكراً جداً حضر اليه تلاميذه فوجدوه قد أسلم الروح
وكان لشدة تكريمه للسيدة العذراء ولإتخاذه إياها شفيعة له ، فقد كان يوم أنتقال القديس من هذا العالم يوماً من أعيادها . إذ أسلم روحه الطاهرة يوم الأحد 21 بابة سنة 1121 ش ( الموافق 18/10/1404م ) . وكلنا يعرف أن اليوم الحادى والعشرين من كل شهر قبطى هو يوم تذكار السيدة العذراء
ولم يكن أحد بجانبه لحظة إنتقاله ، ولكن قبطياً مؤمناً يسكن الى جواره شهد قائلاً " لقد رأيت فى تلك الساعة امرأة تسطع كالشمس جالسة الى جانب هذا الأب . ثم طلبت منه أن يخبر الأسعد قسيس الخندق أن يأتى ويدفن جسد القديس فى بيعتها بدير الخندق ( أرض الأنبا رويس ) . وهكذا قد تسلمت السيدة العذراء روحه الطاهرة تحقيقاً لأمنيته
ولأن سيرته تقرأ فى كنيسته ليلة عيده كل عام فقد ختم الناسخ هذه السيرة المباركة قائلاً " ونحن نسأل ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح بشفاعة والدته التى قبلت نفس القديس الطوباوية فى مثل هذا اليوم أن يبارك كل المجتمعين فى هذا التذكار المقدس . وكل من قدم قرباناً أو صدقة أو أشبع جائعاً أو كسا عرياناً أو آوى غريباً أو زار محبوساً فالرب يقبله ويأوية فى دياره الأبدية " . وكل من إهتم بتذكار هذا الأب على الأرض فالرب الإله يهتم به كما وعد ويعوضه فى ملكوت السموات ويسمعه الصوت الفرح القائل " تعالوا الىّ يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم قبل إنشاء العالم ( مت 25 : 34 )

" له المجد والتسبيح دائماً والى الأبد آمين "




سنكسار اليوم 21 من شهر بابه أحسن الله إنقضاءة لسنة 1727 لتقويم الشهداء
و اعادة علينا و عليكم و نحن في هدوء و اطمئنان مغفوري الخطايا و الأثام من قبل مراحم الرب يا أبائي و اخوتي امين

الموافق الأحد 31 من شهر اكتوبر لسنة 2010 بالتقويم الميلادي

التذكار الشهري لوالدة الاله القديسة مريم العذراء ( 21 بــابة)
فى مثل هذا اليوم نعيد بتذكار السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الذكية مريم والدة الإله الكلمة أم الرحمة، الحنونة شفاعتها تكون معنا . آمين .

نياحة يوئيل النبي ( 21 بــابة)

في مثل هذا اليوم تنيح النبي العظيم يوئيل بن فنوئيل من سبط راؤبين وقد تنبأ في زمان أسا بن أبيا بن رحبعام بن سليمان ،ووعظ الشعب وبكتهم ؛ وتنبأ على حلول الرب بصهيون ، وعلى آلامه ، وعلى حلول الروح القدس المعزى على التلاميذ الأطهار في يوم العنصرة ، كما أنبا أنهم يتنبئون ؛ هم وبنوهم وبناتهم ويحلم شيوخهم أحلاما ويرى شبابهم رؤى ، وتنبأ النبي يوئيل على خروج شريعة الإنجيل من صهيون إذ قال " ومن بيت الرب يخرج ينبوع ويسقى وادي السنط (يوئيل 3 : 18) ، وأبان أن الحروب بعد مجيء المسيح تقوم في الأرض، وتكلم عن القيامة قبل مجيء السيد المسيح بأكثر من ألف سنة ، وان الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها (يوئيل 3 :15) وتوفى في شيخوخة صالحة . صلاته تكون معنا آمين.


نقل جسد لعازر حبيب المسيح ( 21 بــابة)

في مثل هذا اليوم نعيد بتذكار نقل أعضاء لعازر الذي أقامه الرب من بين الأموات. فقد نقلها أحد الملوك المسيحيين إلى مدينة القسطنطينية ، وذلك أنه لما سمع أنها في جزيرة قبرص، أرسل قوما أمناء من رؤساء الكهنة إلى الجزيرة فوجدوا الجسد المقدس موضوعا في تابوت رخام، ومدفونا تحت الأرض وقد نقش على التابوت "هذا هو جسد لعازر صديق الرب يسوع، الذي أقامه من الأموات بعد أن مكث مدفونا أربعة أيام" ، ففرحوا به وحملوه إلى مدينة القسطنطينية. وخرج الكهنة ونقلوه بإكرام كثير، ووقار عظيم، وصلوات وبخور. ووضع في هيكل إلى أن بنيت له كنيسة فنقل إليها وعيد له فيها. شفاعته تكون معنا . آمين .


نياحة القديس الانبا رويس (فريج) ( 21 بــابة)

في مثل هذا اليوم من سنة 1405 ميلادية - 1121 للشهداء تنيح القديس فريج المعروف بالقديس رويس ، كان القديس من ضيعة صغيرة بالأعمال الغربية تسمى منية بمين . وكان اسم أبيه اسحق وأمه سارة . ولما ولد سمياه فريج وكان يعمل مع والده في الفلاحة وكان له قعود ( جمل ) صغير يبيع عليه الملح وحدثت ضائقة للمسيحيين فجاء إلى مصر وصار يتنقل من جهة إلى أخرى ولم يكن له مبيت ولا مأوى وكان يقضى أغلب ليله ساهرا في الصلاة والنوح ولم يقتن رداء ولا ثوبا ولا عمامة بل كان عريانا إلا ما يستر به جسمه . وكان مكشوف الرأس ومنظره كسواح البراري ، وعيناه محمرتين من كثرة البكاء ولم يحلق شعر رأسه مطلقا وكان قليل الكلام . وذات مرة ضربه أحد الأشرار بقسوة زائدة فلم يفتح فاه ة وكان حاضرا في ذلك الوقت القديس مرقس الأنطونى فانتهره وفى أخر أيام حياته كان يقول "يا عذراء خذيني ، لأن الحمل ثقيل علي" ، ويعنى بذلك تقل حمل خطايا الشعب التي كثيرا ما كان ينهاهم عنها فلا يستمعون لكلامه وكان معاصرا للقديس البابا متاؤس البطريرك السابع والثمانين والقديس مرقصي الأنطونى في زمان السلطان الملبه الظاهر برقوق .

ومن غريب أمره أنه حبس ذاته داخل محزن صغير عند أحد تلاميذه المدعو ميخائيل البناء بمنية السيرج وأقام تسع سنين في ذلك المكان حتى تنيح في 21 طوبة سنة 1121 للشهداء ودفن بكنيسة العذراء بالخندق وله عدة عجائب تتضمن أشفية وتنبؤات وإنقاذ كثيرين من ضيفاتهم صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا أمين





تمجيد القديس الآنبا رويس (آفا تيجي) *

افتح فاي باسم الله                          واحد لا رب سواه
وامدح قديس اصطفاه                     القديس انبا  رويس
بدء كلامي يا اخوان                        امدح هذا الانسان
ذكره علي كل لسان                        القديس انبا رويس
مولود في منية يمين                       بالغربية بيقين
هذا الرجل الامين                           القديس انبا رويس
ابوه هو اسحق                              وامه سارة يا رفاق
مؤمنين بالرب الخلاق                     القديس انبا رويس
لما ولد اسمياه                              فريج ودعياه
وهو ناظر الاله                             القديس انبا رويس
وكان يعمل من صغره                     في الفلاحة مع والده
ويبيع الملح علي جمله                    القديس انبا رويس
جمله قاعود صغير                         يحرك الرأس كثير
فدعي رويس بتدبير                       القديس انبا رويس
اتي  الشيطان اللعين                        بضيقة للمسيحيين
فجاء الي مصر الامين                     القديس انبا رويس
ولم يكن له مأوي                           في مصر يا اخوة
ويبيع الملح بالبركة                        القديس انبا رويس
قضي اغلب وقته                           في صلاته لربه
ساهر طول ليله                                       القديس انبا رويس
لم يقتني رداء                               او ثوبا يا احباء
عاش فقر اله السماء                      القديس انبا رويس
وكان عريانا                                 ومن الروح ملآنا
تقوي وايمانا                                القديس انبا رويس
وكان رأسه عاري                         ومنظره يا  مختاري
كسواح البراري                                      القديس انبا رويس
وعيناه حمراء                               من كثرة البكاء
وهو من الانقياء                                      القديس انبا رويس
ولم يحلق شعره                                      كنذير لربه
الهه من احبه                                القديس انبا  رويس
وكان قليل الكلام                                     هذا الرجل الهمام
مملوء من السلام                           القديس انبا رويس
يسوع قد اخذه                              الي السماء رفعه
وناوله بيده                                  القديس انبا رويس
واحد من الاشرار                           ضربه بقسوة يا حضار
لم يفتح فمه البار                                     القديس انبا رويس
كان حاضر يا اخوتي                       الرجل الطوباوي
انبا مرقص الانطوني                      القديس انبا رويس
في آخر حياته                               كان ينادي ام الهه
ويقول في صلواته                          القديس انبا رويس
يا عذراء خذيني                                      من همي خلصيني
من العالم نجيني                                      القديس انبا رويس
 الحمل علي ثقيل                           وانا قلبي ذليل
اعطيني فرح وتهليل                       القديس انبا رويس
لان الناس الاشرار                         قد رفضوا باصرار
سماع كلام البار                                      القديس انبا رويس
قد عاصر المأنوس                         البابا متاؤوس
خليفة مارمرقس                                      القديس انبا رويس
ومن غريب امره                           انه حبس نفسه
داخل مخزن وحده                          القديس انبا رويس
عند تلميذه ميخائيل                         فاتاه عمانوئيل
اعطاه السلام والتهليل                     القديس انبا رويس
واقام تسع سنين                                      في ذلك  المكان الامين
حتي تنيح بيقين                                       القديس انبا رويس
في واحد وعشرين بابه                             صعدت روحه بمهابة
ونال السعادة                                القديس انبا رويس
كم صنع من معجزات                      اشفية وآيات
لكل غاد وآت                                القديس انبا  رويس
صلواته تكون معنا                         شفاعته ترفعنا
للرب فيقبلنا                                 القديس انبا رويس
وتكون لنا حارس                          من كل الدسائس
وللملكوت نرث                             القديس انبا رويس
تفسير اسمك في افواه                     كل المؤمنين
الكل يقولون يا اله                          انبا رويس اعنا اجمعين



صوته ليس غريبًا




صوته ليس غريبًا

القمص تادرس يعقوب ملطي

في دار القضاء

تقدمت امرأة إلى القاضي الروماني فيليب بالإسكندرية تشكو له أن راهبًا شابًا قد أخطأ... دهش فيليب الذي جاء من روما من قِبَل الإمبراطور أن يسمع عن راهب يخطيء هكذا، فمع كونه وثنيًا لكنه سمع الكثير عن تقوى الرهبان وفضائلهم.

كان فيليب يحب المسيحيين جدًا، ويسمع الكثير عن الرهبان، والتقى ببعضهم... لكنه كقاضٍ عادلٍ استدعى الراهب والمرأة معًا.

وقفت المرأة بكل جرأة توبخ الراهب قائلة إنه استخدم كل عنف ليخطيء... وأنه إنسان شرير لا يستحق إلا الموت.

كان الراهب الشاب وديعًا لا تفارقه ابتسامته...

حاول القاضي أن يعطي للراهب فرصته للدفاع عن نفسه، لكنه بقى صامتًا...

دهش فيليب جدًا، قائلاً في نفسه:

"هذا الراهب يستحق الموت،

وهو يعلم ذلك،

لكن كيف يواجه الموت ببشاشة، ولا يدافع عن نفسه بكلمة؟

إنه إنسان عجيب.

لأعطيه فرصة ليفكر في الأمر بأكثر جَدّية.

لألتقي به على انفراد قبل أن أحكم عليه!"

طلب القاضي أن تُرفع الجلسة، وأن يُحجز الراهب الليلة حتى يُحكم في القضية في اليوم التالي... وقد طلب من الحارس أن يُحسن معاملته له حتى الغد.

رُفعت الجلسة، ونظر القاضي في قضايا أخرى لكن صورة الراهب وملامحه لم تفارقه.

صوته ليس غريبًا

لم يستطع القاضي أن يترك دار القضاء ويذهب إلى منزله، فاستدعى الراهب وطلب منه أن يجلس معه...

بدأ معه في حوار طويل ليستشف منه عن أخلاقه، فأدرك أنه راهب تقي يحب الله...

كان الراهب قليل الكلام جدًا... لكن كلماته الرقيقة العذبة سحبت قلب القاضي جدًا حتى اشتاق أن يصير مسيحيًا بل وراهبًا...

توقف القاضي عن الكلام وأسند رأسه على يديه وبدأ يفكر:

"صوته ليس بغريب!

وإنني سمعته كثيرًا!

لكنني لم ألتقِ به من قبل!

تُرى من يكون هذا الراهب العجيب؟…

وكيف أتحقق من صدق كلام المرأة؟

إنه لم يدافع عن نفسه ولا بكلمة واحدة…"

لاحظ الراهب علامات الارتباك والحيرة على ملامح القاضي، فصارت دموعه تنساب بغزارة... حاول أن يخفيها فلم يستطع!

وجد القاضي فرصته لكي يتحدث مع الراهب في أمر المرأة:

"قل لي بحق إلهك: هل أنت أخطأت مع هذه المرأة؟

أرح ضميري!

هل تبكي خوفًا من الموت؟ أم هي دموع التوبة؟"

صمت الراهب طويلاً وأخيرًا انفجر في البكاء ووقف ليقول لفيليب:

"إنني في صراع مُرْ... فإنني كنت قد صممت ألا أدافع عن نفسي، وأن أستقبل الموت بفرح، فإنني مشتاق أن أرى يسوعي الحبيب ومخلصي... لكنني في نفس الوقت أود أن أخبرك عن حقيقة الموقف"...

فجأة صاح الراهب: "أنا ابنتك أوجيني!"

وارتمى الراهب على صدر القاضي الذي انهمرت الدموع من عينيه وهو يقول: "لقد قلت إن صوته ليس غريبًا عليّ!".

احتضن القاضي ابنته وصار يُقبِّلها... وخرج الاثنان من دار القضاء معًا...

لقاء مع كلوديا

إذ تأخر فيليب القاضي قلقت امرأته كلوديا، وصارت هي وأبناؤها يتطلعون من حين إلى آخر من الشرفة يترقبون مجيئه.

لاحظت كلوديا زوجها قادمًا ومعه الراهب يمسك بيده كأصدقاء...

اضطربت كلوديا، فهي تعلم أن رجلها قاضٍ عادلٍ، وفي نفس الوقت محب جدًا للرهبان مع أنه غير مسيحي... بدأت تتساءل: هل حبه للرهبان جعله يتغاضى عن العدالة؟ وإن كان هذا الراهب مظلومًا وحكم ببراءته، فلماذا يأتي براهب كهذا إلى بيته؟

صارت كلوديا في صراع فقد اعتادت أن تقابل زوجها بوجه باش في اشتياق وحب، لكنها متضايقة لتصرفه هذا…

فتح القاضي باب داره، وعلى غير العادة لم يجد زوجته في استقباله.

سأل عنها أولاده فقالوا إنها في حجرة النوم... دخل إلى الحجرة فأدرك أنها تبذل كل الجهد لكي تستقبله ببشاشة.

صار فيليب يلاطف زوجته، قائلاً لها:

"أقدم لك أعظم مفاجأة، وأجمل هديةٍ في حياتك كلها!"

أجابته: "وما هي؟"

قال لها: "الراهب!"

صمتت كلوديا طويلاً، لكنه قطع صمتها بقوله: "سأختبر ذكاءك... اجلسي معه، إنك تعرفينه حق المعرفة!"

دُهشت كلوديا لتصرفاته. لكنها خرجت إلى الراهب، وجاء كل أبنائها أيضًا...، عندئذ قال فيليب لعائلته:

"إنني لا أحتمل التأخير.

هذا الراهب هو ابنتنا أوجيني!"

ارتمت الأم على صدر ابنتها وصارت تقبِّلها، واندفع الأبناء إلى أختهم يقبِّلونها... وكانوا يسألونها: ما الذي حدث معكِ...

قالت الأخت:

"إنني أولاً أشكركم يا والديَّ!

لقد أعطيتماني الفرصة لكي يهذبني مدرسون فلاسفة روحيون هنا بالإسكندرية.

إنهم لم يحدثوني عن السيد المسيح.

لكنني رأيته في حياتهم وسلوكهم.

أحببت السيد المسيح جدًا!

لقد خفت أن أخبركما، فتعمدت خفية...

انطلقت إلى خارج مدينة الإسكندرية وأنا متخفية في ظل رجل، وصرت أتردد بين النساك قليلاً، وأخيرًا تتلمذت كراهب لدى أحد الشيوخ...

كنت متألمة لآلامكم، وكنت أصلي لأجلكم، فأنتم في قلبي!

كنت مازلت سعيدة بمسيحي الذي يحبني. إنه مات لأجلي".

بقيت أوجينى بزيها الرهباني في بيت أبيها، ولم يعلم أحد من أصدقاء العائلة عنها شيئًا...

مرت الأيام وتعمدت الأسرة كلها، وصار فيليب كاهنًا (يقول اللاتين إنه صار أسقفًا)... وقد استشهد وهو يصلي القداس الإلهي.

سافر الراهب مع أسرته إلى روما، وكانوا يكرزون بين الوثنيين بغيرة شديدة حتى استشهدوا على اسم السيد المسيح.

اقوال ابونا بيشوى كامل عن الخلوة


أقوال عن الإختلاء





+ الدخول لأعماق النفس يعنى الاختلاء .
+ إن الاختلاء ليس عمل سلبى بقدر ما هو إيجابى . يكتشف فيه الانسان أنه شقى وبائس وفقير وأعمى وعريان .. وفى ذات الوقت يكتشف وجود الله ماسح الدموع وحامل الخطايا وصاحب القبلات الطاهرة .
+ ما أجمل الاختلاء والانسحاق للدخول لأعماق النفس إنه سر عظيم يوصلنى لأعماق ضعفى .. ويوصلنى لأعظم لقاء مع الله الساكن فىَّ .
+ الخلوة هدفها الدخول لأعماق النفس واكتشاف ضعف ترابيتها ، وكثرة خطاياها ومراوغتها .. ثم استعلان وجود الله فى ( القلب ) وحبه وقبلاته وأحضانه .
+ اسرع لكيما تبنى شخصيتك بكثـرة وجـودك مع الله واكتشاف ضعفاتك ، وزيادة حبك للذى مات عنك .
+ إن فترة الخلوة أمر ضرورى ولازم لانكشاف النفس لصاحبها ويكفى أن يكون موضوعنا هو أخطاؤنا فى حق الله .
+ التأمل الهادىء يقود إلى انطلاق النفس .
+ يصعب الحديث البسيط والصلاة إلى الله عندما يكون الفكر منشغلاً بالهموم الزائلة .
+ ربما اشتكيت مرات أنك لا تستطيع أن تصلى إلى الله .. أعرفت السبب ؟ إنه عدم هدوء النفس .
+ اجلس إلى نفسك وصارحها فى الكشف عن الرباطات التى تعوق تحررك وقدمها للمسيح فى صلواتك ليعطيك تحرراً منها .
+ اهتم بأن تجلس فى هدوء مع نفسك فترة محددة من الوقت متأملاً فقط فى خطاياك . ثم فى صليب المسيـح . ودوّن ما يرشدك إليه الرب فى تأملاتك .
+ يكفيك فى خلوتك أن تتأمل فى صليب رب المجد . ففى هذا الصليب كسرت شوك الموت التى هى الخطية .
مناجــاة :
ربى يسوع ... أعطِ يارب كل انسان فى الكنيسة شيخ أو شاب أو طفل أن يتحدث معك ويختلى بك ويحبك ويتمتع بقبلاتك ويتطهر بدمك ويستعلن قوتك فى حياته ..
+ أعطِ يارب الكنيسة وخدامها أن ينسكبوا بالصوم والصلاة ليستعلن كل واحد فيها وجود الله ـ أعظم قوة فى حياته آمين .
+ يا نفسى كم من مرة يحاول الله اغرائك بالانحياز له؟! مرة بانجاح طرقك ، ومرة بانقاذك من تجربة ، ومرة بكلمة أو عظة مؤثرة داعياً إياك وقائلاً : " تعالى إلىَّ وأنا أريحك " .
+ هل خرجتِ يا نفسى معه إلى البرية .. إلى مخدع الصلاة .. إلى خلوة بينك وبينه .. إنه يتملقك ليخرج بك للبرية ليعلن لكِ حقيقتكِ ثم يغفر لكِ كل شئ فتشعرين بالدين نحوه إزاء حبه وغفرانه غير المحدود فلا تجدى سوى الحب تقدمينه سداداً لدينكِ ؟!
أقوال عن الصمت
+ ما أحلى الصمت وأعذبه وأقواه إذا كنا حاملين الصليب مع يسوع ، وما أشقى الصمت وعذابه والاحساس بالظلم إذا فارق ظل الصليب الحلو حياتنا .
+ الخادم يخدم ويعمل ويتكلم ويبنى ولكن عندما يرى علامة للصمت فليصمت . يصمت ليعمل داخلياً : بالحب .. بالخدمة الخفية والفردية . والصلاة بعيداً عن الغيرة.. إنه يصمت ولكنه يعمل لا يفتح فاه .
صمت باذل :
+ صمت ( المسيح ) بعد التاسعة ، وأسلم الروح ، ونزل للقبر . إنها ساعة صمت رهيب .. حتى الطبيعة صمتت .. هذه الساعات الصامتة كان الجسد كله يبذل دمه قطرة قطرة من أثار مساميره .. وجلداته .. وجبينه النازف دماً لخلاصى وللعالم كله لا فرق بين جنس وجنس أو لون وآخر ، أو يهودى أو وثنى .. للجميع .. حتى بذل آخر قطرة من دمه . وأسلم الروح .
+ البذل فى الخدمة إلى المنتهى . البذل فى الصلاة إلى المنتهى .
صمت عامل :
+ إختطف أكبر فريسة معه إلى الفردوس . فتح باب الفردوس .. قلب حزننا إلى فرح ( ثيؤطوكية الأحد ) .
" أبى يعمل حتى الآن وأنا أيضاً أعمل " .
كانت هذه الساعات يخلص فيها جنس البشر من قبضة العدو .. أذل الشيطان وسحقه . نزل للجحيم وفك المسبيين . " ومحا الصك الذى كان علينا فى الفرائض ".. ولم يكن الصمت إلاَّ معركة فاصلة لصالح البشرية المهلهلة .
وكان صمت الحب :
+ إنه أحب .. وخدم .. وأعطى .. واليوم ( يوم الصليب ) يعطى ذاته صامتاً .
+ ما أجملك أيها الحب الصامت ، ما أجمل القلب الذى ينام مملوءاً بحب الجميع حتى البذل .. لا يدين انساناً .. ولا يحتقر .. لا يخيّر بين هذا وذاك .
منــاجاة :
+ ربى هل الموتى يصمتون كما يقول شهود يهوه ؟
لا لا .. إنهم يعملون باستمرار وجبروت ..
+ أمنا العذراء .. مارجرجس .. لنا سحابة من الشهود تصلى عنا دائماً .. السماء عمل ليس فيها صمت أبداً ..
+ فيها الجالس على العرش ومذبح ونفوس الذين قتلوا والذين يسيرون على جبل صهيون خلف الخروف والغالبين أمام البحر البلورى فيها شفاعات القديسين .
أقوال عن التسبيح
+ الترنيم القبطى هو حوار مع اسم الخلاص ( اسم يسوع المسيح ) وليس مجرد ترنيم عادى .
+ الآباء الأقباط أبرزوا بحق ترديد اسم يسوع لخلاص الانسان حتى صار محور عبادتهم ، بل صاروا يتنفسونه " لأنه ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص " .
+ الحقيقة إن الألحان متعة ولذة شخصية كوسيلة للعبادة والسمو الروحى متشبهين بالملائكة .
+ هذه التسبحة ( الثلاث فتية ) تجمع فى منظر واحد وجودها فى الحاضر الزمنى المؤلم ، ووجودها فى الأبدية السعيدة . فهى فى نار العالم وهى فى حضرة الله والسعادة السماوية .
+ إن التسبيح هو من طبيعة الملائكة التى اكتسبتها من وجودها فى حضرة الله .
+ والشيطان عندما طرد من حضرة الله فقد التسبيح وامتلأ قلبه بالحسد والغيرة والشر .
أقوال عن السجود مناجـاة :
+ يا نفسى الغالية اسجدى مع المريمات .
أ ـ سجود الفرح :
فرح بالذى قام وكسر شوكة الموت .
+ إن شوكة الموت هى الخطية .. اسجدى يا نفسى مع المجدلية سجود الفرح بالذى حررها من شوكة الموت ، الذى أقامها من شهواتها وأعتقها من السبعة الشياطين ، وحررها من قيود العالم ..
+ اسجدى يا نفسى سجود النفوس الهائمة فى حب الذى فداها وحررها بكسر شوكة الموت عنها .
ب ـ سجود الشكر :
+ شكر للذى مات لأجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا .
+ إن الشكر نابع من قلب النفوس الهائمة بحب الله .
+ والشكر هو عبادة النفوس التى أحست بالدين الذى عليها لأنه مات لأجل خطايانا ..
+ يا نفسى اشكرى واذكرى أن هذه المرأة كانت مديونة بالكثير فترك لها كثيراً .. فأحبت كثيراً ..
+ يا نفسى لا تنسى أن حب يسوع عبادة متواصلة ، تستدعى أن لا تكف النفس عن تقبيل القدمين ( لو 7 : 36 ـ 50 )
ج ـ سجود التسليم :
تسليم الحياة للذى اشتراها ، وفداها ، وبررها ، وأقامها . يا نفسى اذكرى دائماً ن يسوع قام لأجل تبريرك. فسلمى له الحياة ..
أقوال عن التلمذة + التلمذة هى عمل الكنيسة .. التلمذة هى العمل الفردى .
+ كل مسيحى تلميذ للمسيح . وكل مسيحى له تلاميذ .
+ الكنيسة التى تُتلمذ هى كنيسة ولود .
+ إن لم يكن للخادم تلاميذ فقطعاً خدمته غير ناجحة .
+ الاعتراف فى مفهومة الأول تلمذة .
+ التلمذة هى انحياز للمسيح وترك كل شئ وبغضه .
+ التلمذة هى انكار الذات لكى يظهر المسيح المُعلم فى حياتنا .
+ التلمذة هى التشبه بالمسيح ومن هنا جاء حمل الصليب .
+ التلمذة تبعية للمسيح أى تبعية وصاياه .
+ التلمذة تحتاج لمـعلم ومرشد وكتاب مقدس وروح قدس يفسر ويعلم .
+ المرشد هو الروح القدس ( الصلاة ) . والكتاب هو الإنجيل .
+ فكيف يصير الانسان تلميذاً بدون دراسة مستمرة فى الإنجيل ؟!
+ المسيحية فى طبيعتها حياة نشربها ونعيشها ونتتلمذ على الذين مارسوها .
+ قراءة سير القديسين باستمرار فى الكنيسة لكى نتمثل بحياتهم .. وصور القديسين المعلقة هى تلمذة .
حياة المسيحى : أولاً تلميذ .. ثانياً له تلاميذ " إذهبوا وتلمذوا .. " .
+ المسيحية حياة نشربها ونعيشها ونتتلمذ على من مارسوها " إن لم تعرفى أيتها الجميلة بين النساء فاخرجى على آثار الغنم " .
أقوال عن خدمة الطيب
+ إن أحداث الأسبوع الأخير ( من الصوم الكبير ) مشحونة بمشاعر حب الله لنا إلى المنتهى .. ومشحونة بعواطف آلام نفسه الحزينة حتى الموت .. هذه اللانهائيات فى عواطف الرب نحو الانسان عجز الكلام عن التعبير عنها . لذلك بدأ الوحى الالهى بابدال لغة الكلام بلغة الطيب .
+ عندما تنسكب النفس يفوح منها طيب عطر . هكذا صنع الرب فى هذا الأسبوع ففاحت رائحة ذبيحته فى المسكونة كلها ..
+ لقد سكب الرب ذاته .. وكسر ذاته وأعطاه لتلاميذه ولنا !!!
+ سكب ذاته فوضع نفسه عند أرجل تلاميذه ليغسلها!!
وسكب حبه .. حتى مع الخائن أعطاه اللقمة !!
وعلى الصليب سكب ذاته من أجل الذين عروه وطعنوه وبصقوا فى وجهه وجلدوه ومن أجلهم مات ومن أجلهم طلب الغفران .
خدمة الطيب خدمة حب .. فكل عمل من أجل المسيح يمزج بالمحبة يتحول إلى طيب .
+ خدمة الطيب خدمة صلاة هادئة .. إنها خدمة صامته .. إنها صلاة مخدع هادئة .
خدمة الطيب خدمة انسحاق وإحساس بالدين .. خدمة لا يكفى فيها سكب الطيب بل غسل الأرجل بالدموع .
إن خدمة الطيب تكشف لنا أن التوبة تتم عند أقدام المسيح بروح الانسحاق والإحساس بالدين وبدموع غزيرة .
+ خدمة الطيب كشـفت عن قيمة الرب فى حياتنا إن قيمة الرب فى حياة يهوذا وصلت إلى 30 من الفضة أى 3 جنيه وهى قيمة العبد . أما عند المرأة فكانت تساوى كل ما عندها حتى إلى 300 دينار ( مر 14 : 5 ) .
+ خدمة الطيب خدمة تكفين للرب .. هى خدمة جميلة كخدمة نيقوديموس ويوسف الرامى .
+ خدمة الطيب خدمة باقية تتحدى الموت .. الذين خدموا خدمة العبادة والحب والانسحاق وصل رجاءهم إلى ما بعد الموت .. إلى الحياة الأخرى .
+ خدمة الطيب ليست إتلافاً .. ليست الصلاة أقل من بناء المؤسسات العظيمة .. وليست خدمة الفقراء أقل من بناء الكاتدرائيات .. إن خدمة أنطونيوس وبولا ومكاريوس أبقى للكنيسة من كاتدرائيات الأباطرة العظماء.
+ ليست الرهبنة إتـلافاً وليسـت خدمة الصـلاة فى مدارس الأحد أقل من خدمة الوعظ بل أهم .
+ خدمة الصلاة ليست إتلافاً .. كثرة القداسات ليست إتلافاً ..
+ الخدمة الإجتماعية اليوم تغزو الكنيسة بدعوى أن كثرة الصلاة اتلاف ونحن فى حاجة للعمل .. والحقيقة أن العمل الخالى من الصلاة يكون مشحوناً بالأنانية والذاتية . ويصبح ليس اتلافاً بل وبالاً على الكنيسة .
+ خدمة الطيب هى عمل النفوس التى فطمت عواطفها ومشاعرها عن حب العالم وشهواته وربطتها بحب الله .
+ كل عمل مهما كان بسيطاً ولكن بمحبة من أجل المسيح يتحول إلى رائحة طيب.
أقوال عن غسل الأرجل
+ سر غسل الأرجل هو سر الكرازة بإنجيل المسيح .. ما أعظم ما تصنعه الكنيسة لأجلنا ..
+ الكرازة بالإنجيل عظة بل " كما فعلت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً " يا ليتنا لا نكف عن غسل الأرجل بدموعنا ومحبتنا وباتضاعنا مع يسوع الغاسل خطايا الجميع.
+ معاملاتنا بعضنا لبعض : لأخيك ، لأسرتك ، لجارك .. هى غسل الأرجل . ليكن هذا هو إنجيل كرازتك .. هذا يعنى أن أستر على خطايا أخى وأغسلها .
+ النفوس اليوم مُتعبة وأرجلها وسخة وتكره النقد والتكبر .. إنها تريد من يغسل وسخ أرجلها .
+ إن يسوع وحده هو الذى لا يتعالى عن غسل أرجل الناس كانت لذته أن يمد يده ليغسل أرجل تلاميذه ولايزال .
أقوال عن التكريس
+ القلب المكرس قلب قد ختن بختان المسيح ( كو 2 : 1 ) . ختنه المسيح ختاناً أبدياً معلناً إنه صار مقدساً له . آمين .
+ كما كُرّس الهيكل الحجرى بالميرون كرست كل أعضائك به أيضاً .
انظر إلى جسدك باحترام ووقار كوقوفك أمام الهيكل.
+ تكريس القلب لله معناه دخول القلب فى محبة الله وطاعته .
+ التكريس هو أن يكون هدف حركة الانسان وحياته هو الله .
+ التكريس دعوة لتحويل ما فى القلب لحساب المسيح. هو دعوة لتوجيه النفس إلى الملكوت الموجود داخل القلب " ملكوت الله داخلكم " .
+ يبدأ تكريس القلب بلقاء شخصى مع الرب يسوع كلقاء السامرية .. ولاوى .. وزكا .. والمجدلية ..
+ ويبدأ بتنفيذ وصية الرب يسوع ( 1 يو 2 : 3 ) .
+ ويبدأ بالترك .. محبة فى المسيح .. فتركت المرأة جرتها والأزواج .. وترك لاوى مكان الجباية .. وترك بطرس السفينة .. وأعطى زكا نصف أمواله للمساكين..
ويبدأ بدافع حب قوى للذى أخلى ذاته وأخذ شكل العبد .
إن السلوك الطيب الأخلاقى ليس معناه التكريس .
هناك فرق بين تكريس القلب لله والخدمة : ـ
أولاً : التكريس والدخول فى ملكية الذى اشترانا بدمه هى وصية إنجيلية
( 1 كو 6 : 19 ، 20 ) . أما الخدمة : فدعوة من صاحب الكرم .
ثانياً : تكريس القلب شرط أساسى للخدمة . والعكس الخدمة بدون تكريس ليست من أجل الله بل لحساب الذات .
متى ولمن نتحدث عن التكريس ؟
+ هو طبيعة الحياة مع المسيح .. فى كل وقت ولكل فئة .. وفى أى سن ..
+ القلب المكرس له ميل طبيعى للحديث المستمر مع يسوع .
+ القلب المكرس يحس بالشكر الدائم لأن نصيبه هو الرب .. قلب يعيش بلا هم لأن الرب ساكن فيه يدبر أمور حياته .. وكل الأمور تعمل معاً للخير .
+ القلب المكرس يعيش بعمق الحرية بلا شهوة للعالم . لأن الرب يسوع هو شهوته .. وبلا خوف لأن ليس لأحد سلطان عليه إن لم يكن قد أعطى من فوق .
+ إنه قلب يعيش فى سلام يفوق كل عقل .
+ حذار من الخلط بين الخدمة والتكريس .
+ الشخص الذى يكرس حياته للمسيح .. يعطى كل ماله لله .. بعدما يعطى الكل ( كل ما عنده ) يأخذ الكل الرب يسوع .
+ وبعدما يأخذ المسيح يقف كالجندى الشجاع على أهبة الاستعداد فى انتظار إشارة من صاحب الكرم بدعوة للخدمة .
+ ليس لنا أن نحدد نوع الدعوة .. ولكن علينا أن نستجيب للدعوة .
+ ما مصير الذين يخدمون بدون تكريس القلب أولاً ؟!
لابد لهم : إما أن يفتروا يوماً لأن للخدمة أتعابها التى لا يمكن احتمالها بدون تعزية من الله .
+ وإما أن ذاتهم ستـتضخم داخل الخدمـة فتصـبح خدمتهم مضادة لخدمة المسيح مع إنها داخل كنيسة المسيح.
إن الخدمة ثمرة طبيعية لتكريس القلب لله تحت قيادة الروح القدس .
أقوال عن الجنة المغلقة
+ عندما نغلق باب القلب يتحول القلب إلى جنة يسوع يئن الروح من داخل بأنات لا يُنطق بها .
+ دخول المال إلى القلب ( الجنة المغلقة ) هو خيانة ربما يؤدى إلى بيع المسيح كيهوذا . إن لم يتدارك أمرها بسرعة .
+ دخول شهوات العالم واغراءاته ـ كذلك دخول شهوة فتاة إلى قلب الشاب
( جنة يسوع المغلقة ) هى خيانة لأن صاحب الجنة يسوع الطاهر مازال ساكناً فيها .
+ دخول المظهرية ومحبة العالم إلى قلب الفتاة خيانة . لأن قلبها هيكل لروح الله زارع الجنة وساكنها .
+ دخول العناد والكبرياء والتصلف إلى قلب المسيحى خيانة . لأن يسوع المتواضع الوديع ساكن فيها .
+ تسرب الخوف إلى قلب الكنيسة ( جنته المغلقة ) خيانة . لأن عمانوئيل إلهنا فى وسطها فلا تتزعزع إلى زمان .
+ الخيانة أن يأكل أحد غير يسوع من ثمره النفيس .
+ عندما يعطى الانسان المسيحى مواهب جنته وثمره النفيس التى زرعها الروح القدس للعالم وللشر وللغير .. فهذه خيانة ، كقول السيد : " أخذتِ أمتعة زينتكِ من ذهبى ومن فضتى التى أعطيتكِ .. ووضعت أمامها زيتى وبخورى وخبزى الذى أعطيتكِ .."(حز 16 : 15 ـ 22 ) .
+ فالخيانة أن يأخذ أولاد الله مواهبهم التى من الله ويقدمونها للعالم .
+ والخيانة أن يقطف العالم زهرة شبابى وقوتى ويمتص عواطفى المبكرة مع أنها كلها ثمر غرس الروح .
+ والخيانة أن تقدم العين نظرتها لغير يسوع .
+ والخيانة أن يقدم الفكر تأملاته الحلوة لغير صاحبه .
+ والخيانة أن تقطر الشفاه شهداً لغير يسوع .
+ والخيانة أن تقدم النفس رائحة أطيابها ( أعمالها ) لغير يسوع .
منـاجاة :
ربى يسوع .. نطلب إليك أن تكون كل نفس جنة مغلقة لك وحدك . وأن تكون الكنيسة كلها جنة مغلقة ، طفولة مغلقة ، وشباب مغلق ، شيخوخة مغلقة .
ربى يسوع .. نطلب إليك ألاَّ يأكل من ثمر جنتك النفيس إلاَّ أنت وحدك . وأن لا يتمتع برائحة ناردينها إلاَّ أنت وحدك .
العذراء والدة الإله كانت تحمل المسيح داخلها ولا تهتم لا بكثير ولا بقليل بما يقال عنها فى الخارج . لها مظهر بسيط فى الخارج ، أما فى الداخل فجنة بها كل ثمر نفيس وبها الحبيب نفسه .
ما أمجدكِ أيتها العذراء !! فإنه لم يدخل قلبكِ أو فكركِ أو خيالكِ إلاَّ يسوع .. ويسوع وحده !! .


أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010