لا أُهمِلُكَ ولا أترُكُكَ. تشَدَّدْ وتشَجَّعْ


قال الرب ليشوع في بداية خدمته:
"لا يَقِفُ إنسانٌ في وجهِكَ كُلَّ أيّامِ حَياتِكَ.
كما كُنتُ مع موسَى أكونُ معكَ.
لا أُهمِلُكَ ولا أترُكُكَ. تشَدَّدْ وتشَجَّعْ"
(يش 5:1-6).
...

وكان هذا التشجيع الإلهي بمثابة أمر واجب التنفيذ ..

"أما أمَرتُكَ؟ تشَدَّدْ وتشَجَّعْ! لا ترهَبْ ولا ترتَعِبْ
لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ معكَ حَيثُما تذهَبُ" (يش 9:1).

إنه وعد يخصني أنا، الرب بنفسه يسندني ويعضدني ويشجعني،
لذلك "إنْ قامَتْ علَيَّ حَربٌ ففي ذلكَ أنا مُطمَئنٌّ" (مز 3:27).

"إنْ كانَ اللهُ معنا، فمَنْ علَينا؟" (رو 31:8).

ربي يسوع ..

لن أعبأ بتهديدات الناس، ولن اضطرب لمؤامراتهم ..

"لأنَّكَ أنتَ معي. عَصاكَ وعُكّازُكَ هُما يُعَزيانِني" (مز 4:23).

وإن أصابني ضرر من أحدهم، سأعرف أنه بتدبيرك ولصالحي،

لأن وعدك الإلهي:
"مَنْ ذا الذي يقولُ فيكونَ والرَّبُّ لم يأمُرْ؟" (مرا 37:3).

لن أرهَب إنسانًا ولن أرتعب من موقف،

وسأشعر بحضورك الإلهي في حياتي في كل خطوة،

وعند كل مفترق طرق .. أنت هو صديقي، وأبي، وربي، وإلهي،

وعريس نفسي المرافق لمسيرة حياتي.

حتى إن كنت أنا ضعيفًا ومائلاً إلى الخطأ والخطية،

لكنني أثق أنك تظل أمينًا لا يمكن أن تنكر نفسك ..

حسب وعدك الصادق:

"إنْ كُنّا غَيرَ أُمَناءَ فهو يَبقَى أمينًا،
لن يَقدِرَ أنْ يُنكِرَ نَفسَهُ" (2تي 13:2).

أنت أمين إلى الانقضاء، لا تتركني ولا تهملني،

لأني ابنك ومتمسك بوعدك. آمين
-->

قلبي متعطش إليك يا واهب النعم-القمص تادرس يعقوب ملطي


 قلبي متعطش إليك يا واهب النعم
  مالي أراك قادمًا إلى عالمنا.
يستحيل عليّ أن أرتفع إلى سماواتك!
لكن حبك أنزلك إليّ، يا أيها الكلمة الخالق!
حللت على أرضي، لترافقني رحلتي!
    تجسدك أعلن حبك العجيب لي،
ألهب قلبي، فصرت متعطشًا إليك يا واهب النعم!
أنت حياتي، بدونك لا وجود لي.
أنت نوري، بدونك أبقى في ظلمة فسادي.
حسبتني من خاصتك، ونزلت إليّ لألتصق بك!
   أقمتني بنعمتك الفائقة،
كل نعمة من عندك تسحبني لأتمتع بفيضٍ جديدٍ من النعم.
وهبتني وجودي من العدم،
أنعمت عليّ بصورتك ومثالك،
قدمت لي الناموس عونًا، يقودني للشعور بالحاجة إليك.
أخيرًا، قدمت لي ذاتك يا واهب النعم!
فتحت عيني لأشاهد مجد جلالك!
بهاؤك يعلن لي أنك ابن الله الوحيد!
 انفتحت أذناي لأسمع النذير، الصوت الصارخ في البرية!
يا له من صوت يدوي كما في صحراء قاحلة،
لكنه صوت عذب، يسبقك أيها الكلمة الإلهي.
صوته يعلن عن الحق،
أنك أزلي، واحد مع أبيك.
صوته يعلن عجزه عن أن يحل سيور حذائك،
لأنه بقي سرّ تجسدك غامضًا حتى تممت الخلاص بالصليب.
اسمح لي أن أتقدم وأحل سيور حذائك،
حيث يكشف لي روحك القدوس عن أسرار خلاصك!
   عرفك الجنين يوحنا فصرخ متهللاً.
سمعت أليصابات صوته في داخلها، فانفتح لسانها بالتسبيح!
لكنه حسب هذه المعرفة كلا شيء بعدما تمتع بعمادك!
عرفك أنك أنت تعمد بالروح القدس الناري.
أنت وحدك تغسل النفس بماء فريد،
وتلهب القلب بنار روحك القدوس.
 سحب نذيرك عيون الكل إليك، صارخًا:
هوذا حمل الله الذي طالما اشتاق الأنبياء إليه!
هوذا حمل الله موضع سرور الآب!
  سُرّ يوحنا حين انسحب تلاميذه إليك ليمكثوا معك.
وتهللت نفسه، إذ رأى كل تلميذ يشهد لك.
تحركت قلوبهم لتسحب بعضها البعض إليك.
مع نثنائيل ترك الكل ظلال شجرة التين اليابسة،
وجاءوا إليك ليروا ملائكتك تصعد وتنزل عليك!
رأوا السماء مفتوحة، والسمائيون يشتهون أن يخدموك!
نعم وأنا قلبي متعطش إليك،
لن يرتوي إلا بك، يا مصدر النعم!
القمص تادرس يعقوب ملطي


-->

اطفال بيت لحم


كمثل طفل صغير أنظر إليك ياربى بكل الشوق واللهفة والحب . - لا تدعنى أسبى مع الغرباء الذين يسلبوننى فرحى . - املأنى من شوق محبتك فأشتهى اللبن العقلى وأقدم ذبيحتى كل يوم . - وأنظر إليك راجياً ملكوتك ومشيئتك فى حياتى كل لحظة . - وبكل رجاء وصبر وفرح والتهاب قلب أسبحك كل حين . + ربى يسوع .. أزل الخشبة والعين الشريرة من قلبى وقوِ إرادتى الضعيفة كى أنظر إليك كل حين ولا تدعنى أرى سواك بل بشوق لا يفتر أصرخ إليك حتى تأتى وتأخذنى يا محب البشر .
يوم الجمعة من الإسبوع الأول من شهر طوبه ( مت 2 : 13 – 23 )

13- و بعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم و خذ الصبي و امه و اهرب الى مصر و كن هناك حتى اقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. 14- فقام و اخذ الصبي و امه ليلا و انصرف الى مصر. 15- و كان هناك الى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني. 16- حينئذ لما راى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا فارسل و قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم و في كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس. 17- حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل. 18- صوت سمع في الرامة نوح و بكاء و عويل كثير راحيل تبكي على اولادها و لا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين. 19- فلما مات هيرودس اذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر. 20- قائلا قم و خذ الصبي و امه و اذهب الى ارض اسرائيل لانه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي. 21- فقام و اخذ الصبي و امه و جاء الى ارض اسرائيل. 22- و لكن لما سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس ابيه خاف ان يذهب الى هناك و اذ اوحي اليه في حلم انصرف الى نواحي الجليل. 23- و اتى و سكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا

ع13: أعلم المجوس العائلة المقدسة بما قاله الله لهم فى الحلم، ففهموا أن هيرودس يبحث عن يسوع ليؤذيه، ولكنهم لم يضطربوا، وانتظروا إرشاد الله. ثم تظهر عناية الله بهم واستهزائه بهيرودس الشرير، فظهر ملاك الله فى حلم ليوسف للمرة الثانية، وطلب منه أن يأخذ الطفل يسوع وأمه مريم ويهرب بهما إلى مصر، ويكون هناك حتى يقول له.
ومصر هى أقرب مكان لليهودية وليست تحت سلطان هيرودس
.
وبهذا، يعلن لنا الله أمورا أساسية فى سلوكنا الروحى، وهى:
أ ) ضرورة احتمال الآلام ليتزكى الإنسان، فكم كان صعبا على العجوز يوسف والشابة الصغيرة مريم والطفل يسوع أن يتحملوا مشاق السفر والإقامة فى بلد غريب.
ب ) تأكيد تجسد المسيح، واحتماله كل معاناة البشر منذ طفولته، غير مستخدم لقوة لاهوته ليريح نفسه.
ح) عدم مقاومة الشر، بل الهروب منه.
د ) مباركة مصر لتكون مركزا للعمل الروحى على مدى الأجيال بعلمائها ورهبانها وقديسيها.
ع14: أطاع يوسف النجار كلام الملاك، غير معتذر بسبب شيخوخته، أو صغر الطفل، أو عدم معرفته بمصر، وقام ليلا للسفر إليها.
"ليلا": غالبا فى نفس الليلة التى رأى فيها الحلم، ليسرع فى الهرب قبل إتمام خطة هيرودس، ولأنه كان غريبا لم يكن معه حاجيات كثيرة تحتاج لإعدادها عند السفر، كذلك لم يلتفت إليه أحد فهو ليس من أهل المكان.
ع15: تحركت العائلة المقدسة إلى مصر، ومرت بأماكن كثيرة وباركتها، ومكثت هناك حوالى سنتين حتى مات هيرودس، وبذلك تمت نبوة هوشع النبى فى عودة المسيا إلى أرض إسرائيل: "من مصر دعوت ابنى" (11: 1)، وكانت هذه النبوة عن خروج بنى إسرائيل من مصر، وكذا عن رجوع المسيح من مصر إلى بلاد اليهود.
ع16: غضب هيرودس جدا بسبب عدم طاعة المجوس له واعتبرها إهانة عظيمة، وازداد خوفه من الملك الجديد، فقرر فى قسوة قلب أن يقتل كل أطفال بيت لحم الذين منهم الملك الجديد. ولكيما يضمن قتله، طلب من الجنود محاصرة المكان، فلا ينجو أحد من كل تخوم (حدود) بيت لحم.
وبحسب توقعاته لعمر الملك الجديد أن يكون حوالى سنة أو أكثر، طلب أن يُقتَل كل الأطفال حتى سن سنتين ليضمن التخلص منه، لئلا يخطئ العسكر فى تقدير سن الأطفال، وكذلك أمر بقتل كل من حول بيت لحم، وكذا من هم أكبر من سن الطفل ليكون قد قضى عليه، وهذا يُظهر وحشية هيرودس.
ع17-18: وتحققت بهذا نبوة إرميا السابق الإشارة إليها فى (ع8)، والتى تعبر عما حدث أثناء السبى، وأيضا ما حدث فى مذبحة بيت لحم، حيث انتشر الخبر فى كل أورشليم وما حولها، إذ أن مدينة الرامة تقع شمال أورشليم، فسمعوا ببكاء وصراخ الأمهات اليهوديات (اللاتى يُرمَز لهن براحيل) لفقد أطفالهن. وأيضا راحيل زوجة يعقوب المدفونة فى بيت لحم بكت أولا على من قُتِلوا أيام سبى بابل، وتبكى أيضا على الأطفال المقتولين أيام هيرودس. كل هذا رمز للحزن الذى ساد، ليس فقط بيت لحم، بل كل البلاد المحيطة بأورشليم.
إن قسوة القلب تجعل الإنسان لا يشعر بمن حوله، فيسىء إليهم وهو منهمك فى تحقيق أغراضه. فليتك تضع نفسك مكان الآخرين لتشعر بهم، ولا يكون تحقيق أغراضك على حساب راحة الناس، بل ليتك تبحث عن راحتهم قبل راحتك كما فعل المسيح حين مات لأجل فدائنا وخلاصنا.
ع19-20: بعد أن ظلت العائلة المقدسة حوالى سنتين فى مصر، منتظرة سماح الله لها بالرجوع إلى أرض إسرائيل، ظهر الملاك ليوسف للمرة الثالثة وأعلمه بموت هيرودس وابنه أنتيباتر اللذين كانا يريدان قتل يسوع (لأن هيرودس قتل ابنه قبل أن يموت بخمسة أيام بعد أن أكمل 37 عاما فى الملك، وكان ذلك عام 4 ق.م.)، وأمر الملاك يوسف بالرجوع.
ع21: أطاع يوسف، ولم يطلب أن يظل بمصر معتذرا بشيخوخته أو الابتعاد عن الأشرار فى اليهودية، ففضيلة الطاعة تعلو فوق كل منطق، ليقود الله حياة من يطيعه.
ع22: عندما وصل يوسف إلى مشارف أرض إسرائيل، سمع أن أرخيلاوس ابن هيرودس قد مَلَكَ عوضا عنه، وقد كان مشهورا بالقسوة مثل أبيه، فخاف أن يعود إلى بيت لحم بجوار أورشليم، حيث كان يظن أنها مكان مناسب لسكنى المسيح قريبا من الهيكل وكهنة اليهود.
وسأل الله ماذا يعمل؟ ف "أوحى إليه فى حلم"، ربما بواسطة ملاك كالمرات السابقة، بالذهاب إلى الجليل، وهو فى
 شمال أرض إسرائيل، حيث يملك هيرودس أنتيباس شقيق أرخيلاوس، وكانت بينهما مشاكل، بالإضافة إلى اتصافه باللطف. 
-->

Daily Verse

ارفــع علينا نــــور وجــهك يـا رب
مز 4: 6

Lord, lift up the light of Your countenance upon us.
Ps. 4: 6

أنت هو النور لأولاد النور! نهارك لا يعرف الغروب! نهارك
يُضييء لأولادك حتى لا يتعثروا! أما الذين هم خارج عنك
فإنهم يسلكون في الظلام ويعيشون فيه؟

القديس اغسطينوس

You are the Light to the children of light!
Your day knows no sunset! It illuminates
for Your children so that they would not
stumble! Those who are outside of You,
walk and live in darkness.

(St. Augustine)

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010