عيد الصليب


 
تعيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للصليب مرتين .. أحدهما 17 توت والآخر في 10 برمهات
 الصليب          
تهتم الكنيسة بالصليب اهتماماً عظيماً ، وكيف لها أن تفعل غير ذلك؟
فالصليب هو موضع الحب الإلهي للبشرية جمعاء ، حيث أظهر الله قمة محبته لنا فبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3 : 16).
فكلمة الصليب تعنى كل عمل الفداء الذي أكمله الرب يسوع بموته الكفاري ، فهو مات لأجل خطايانا مسمراً على صليب العار لكي يهبنا حياة المجد والفخار. حتى أن الرسول بولس في كرازته لم يعزم أن يعرف شيئاً إلا " يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1 كو 2 : 2).
كما أن كلمة الصليب تعني عمل المصالحة ، صالح السماء مع الأرض. صالح اليهود مع الأمم، بل وصالح الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه (كو 1 : 20).
والصليب هو علامة الانتصار حيث جرد الابن الحبيب قوات الشر الروحية من رياسات وسلاطين شيطانية جهاراً " ظافراً بهم فيه (في الصليب)" ، ماحياً صك إدانتنا الذي كان ضداً لنا "مسمراً إياه بالصليب" (كو 2 : 15 ، 14).
والصليب بالنسبة لنا هو موقع تجلي "قوة الله وحكمة الله" (1 كو 1 : 24). فقد استطاع عن طريقه أن يحل مشكلة الإنسان بطريقة فائقة ، ويعيده إلى رتبته الأولى. لم يكن أحد غيره يستطيع أن يفكر بهذه الطريقة... أن يحمل الابن لعنتنا وخطيتنا بقوة عظيمة وحكمة رائعة حينما وهبنا الخلاص الذي لا يقدر غيره أن يعد به أو يهبه ، لأنه ليس بأحد غيره الخلاص.
وقد اهتم الكتاب المقدس كثيراً بالصليب فوردت كلمة الصليب 28 مرة في العهد الجديد ، وورد فعل الصلب 46 مرة.
وكلمة صليب staurov تدل على أداة التعذيب والعقاب والإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف لنا في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبه مستعرضة  لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها ، أو تربط بالحبال.
وهنا نرى الله في محبته ، وكيف يستخدم تطور آلة التعذيب في إعلان محبته ، ففي اليدين المفتوحتين على الصليب يعلن قبوله للجميع، يعلن أن خلاصه ليس قاصراً على فرد بعينه أو على شعب بمفرده بل هو خلاص للجميع كما يقول :"وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع" (يو 12 : 32).
أما عن طريقة الصليب فيمكننا أن نتعرف عليها تماماً عن طريق الاكتشافات الأثرية فقد كشف فريق من الأثريين - في صيف 1968- عن أربعة قبور يهودية في "رأس المصارف" بالقرب من أورشليم، وكان أحدها يحتوي على صندوق به هيكل عظمى لشاب مات مصلوبا ويرجع تاريخه إلى ما بين 7 ، 66م. كما تدل عليه الأواني الفخارية – من عصر الهيرودسيين- التي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم "يوحانان". وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن أسباب وطبيعة موته، مما قد يلقي بعض الضوء على كيفية صلب ربنا يسوع المسيح.
كان ذراعا الرجل مسمرتين إلى خشبة الصليب. والأرجح أن ثقل الجسم كان يرتكز عند العجز على قطعة من الخشب بارزة مثبتة إلى قائم الصليب. وكان الساقان منحنيين عند الركبتين إلى الخلف، والكاحلان مثبتين بمسمار واحد إلى قائم الصليب. وقد ثبت من شظية وجدت من بقايا الصليب، أنه كان مصنوعاً من خشب الزيتون. وكان الساقان مكسورين كما يبدو أن بضربة عنيفة مثلما حدث مع اللصين اللذين صلبا مع يسوع (يو 19: 32).
ويبدو أن طريقة  الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى في الإمبراطورية الرومانية الواسعة. ويبدو أن العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلي لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب. ولكن الرب وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 8).
أما الكنيسة المجيدة فتعيد للصليب عيدين ، أولهما في يوم 17 توت وهو تذكار الاحتفال بالصليب المجيد بكنيسة القيامة سنة 43 للشهداء في عهد الملك قسطنطين البار. وجميعنا يعرف قصة اكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة حينما استطاعت عن طريق نفوذها أن تعرف مكانه تحت الكومة التي أراد اليهود أن يهربوا من جريمتهم بتكويمها فوق صليب المخلص، ليتخلصوا من العجائب الكثيرة التي صنعها المخلص بصليبه.
ومن قصص السنكسار الجميلة قصة اسحق السامري وتقول:"كان إنسان مسافرا هو وجماعته مع الشعب إلى أورشليم يدعى اسحق السامري ، هذا كان يبكت الناس على تكبدهم المتاعب في الذهاب إلى أورشليم .ليسجدوا لخشبه . وكان مع الشعب قسا يسمى أوخيدس ، وفيما هم سائرون في الطريق عطشوا ، ولم يجدوا ماء فأتوا إلى بئر فوجدوا ماءها نتناً مراً ، فضاق صدر الشعب جداً.
وابتدأ اسحق السامري يهزأ بهم ويقول: "إن أنا شاهدت قوة باسم الصليب! آمنت بالمسيح". فغار القس أوخيدس غيرة إلهية وصلى على الماء النتن ورشمه بعلامة الصليب فصار حلوا. وشرب منه كل الشعب ودوابهم. أما اسحق فانه لما تناول وعاءه ليشرب وجده نتناً مدوداً . فندم وبكى وأتى إلى القديس القس أوخيدس وخر عند قدميه وآمن بالسيد المسيح. وشرب من الماء فوجده حلوا.
وصار في ماء هذه البئر قوة أن يكون حلوا للمؤمنين ، ومرا لغيرهم . كما ظهر فيه صليب من نور . وبنوا هناك كنيسة .
ولما وصل اسحق السامري إلى مدينة القدس ذهب إلى أسقفها واعتمد منه هو وأهل بيته
".
آه أيها المصلوب ، ما أروعك؟! لقد صار صليبك لنا قوة : ليحول مرارة حياتنا إلى عذوبة ، ليحول فساد طبيعتنا إلى طبيعة جديدة مقدسة ، ليحول نتن أجسادنا إلى أجساد نورانية خالدة
آه أيها المصلوب، ما أعظمك؟! لقد صار صليبك لنا نصرة : ننتصر بها على إبليس بمكائده ، ننتصر بها على العالم بشهوته ، ننتصر بها على الخطية بقسوتها وأوجاعها
آه أيها المصلوب ، ما أرحمك؟! لقد صار صليبك لنا عبرة : نتعلم منه الحب ، فقد انسكبت منه قمة الحب، منك لنا، لقد أحببت الجميع حتى صاليبك ، علمت شهدائك أن يحبوا قاتليهم ، ونحن أن نحب حتى أعدائنا.
أما العيد الثاني للصليب فيأتي يوم 10 برمهات وهو تذكار عودة الصليب المقدس على يد الإمبراطور هرقل في سنة 627 ميلادية.
وقصة هذا العيد تعود إلى وقت انتصار هرقل على الفرس في مصر وتسببه في هروبهم إلى بلادهم، وفي هذا الطريق مروا بالقدس فرأى أحد أمراءهم ضوءاً ساطعاً يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلى بالذهب في كنيسة القيامة التي شيدتها الملكة هيلانة. وحينما حاول هذا الأمير أن يمد يده ليأخذ هذه الخشبة خرجت منها نار وأحرقت أصابعه. وحينما سأل عن قصة هذه الخشبة أخبره المسيحيين أنها من الصليب المقدس، وحكوا له عن أمر اكتشافها، وأخبروه أنه لا يستطيع أحد أن يمسها إلا إن كان مسيحياً. فقام بإعطاء بعض الأموال للشماسين القائمين بحراستها، فوضعوها في صندوق، وحملوها له، وذهبا بها معه إلى بلاده.
وحينما سمع هرقل ملك الروم بذلك ، ذهب بجيشه إلي بلاد الفرس وحاربهم وخذلهم  وقتل منهم كثيرين. وجعل يطوف  في تلك البلاد يبحث عن هذه القطعة فلم يعثر عليها. لأن الأمير كان قد حفر في بستانه حفرة وأمر الشماسين بوضع هذا الصندوق فيها وردمها ثم قتلهما. ورأت ذلك إحدى سباياه وهي  ابنة أحد الكهنة، وكانت تتطلع من طاقة بطريق الصدفة  فأسرعت إلى هرقل الملك وأعلمته بما كانت قد رأته فقصد ومعه الأساقفة والكهنة والعسكر إلى ذلك  الموضع. وحفروا فعثروا  علي الصندوق  بما فيه فأخرجوا  القطعة المقدسة  في سنة 628 م ولفوها في ثياب فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة  القسطنطينية وأودعها هناك.
                                               زهور من بستان أبونا بيشـوي كامل عن الصليب..
  ربي يسوع ..ان وصيتك صعبة ..انها نير ..انها صليب ..هذا سر في المسيحية انها صعبة من بعيد و لكن عندما أبدأ بايمان و حب في تنفيذها أجدها نيرا هينا ...لأني من بعيد سأجد يسوع هو حمل الله الحامل النير معي ..يا الهي هذا هو معني حمل الصليب معي ...
  ان الذي طعنك يا الهي واحد ..لكن سفر الرؤيا يؤكد أنه (سينوح عليك جميع الذين طعنوك ) (رؤيا 1 : 7 ) ..اذا هم كثيرون ..هم كل الذين بعد أن عرفوا أنك أسلمت الروح من أجلهم و مازالوا يطعنوك بخطاياهم ..و أنا واحد منهم بل و أولهم لأني أؤمن بمحبتك و بموتك من أجل خطيتي ..فارحمنـــــي
 ربي يسوع ...هبني فهم و ادراكا لقوة صليبك ..و أشعرني عندما أكون في شدة في العالم و ضد مبادئ العالم ..اني لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك
أقوال الآباء عن إشارة الصليب
(عن كتاب حياة الصلاة الارثوذكسية)
أعطانا السيد المسيح إلهنا الصليب سلاحاً نافذاً ينفذ فى النار والهواء والماء والأرض ولا يحجبه شئ أو يعترض قوته عارض. فهو قوة الله التى لا تُقاوَم. تهرب من صورته الشياطين حينما يُرسَم  به عليها.
الصليب هو قوة المسيح للخلاص والملائكة يخضعون لقوته ويتبعونه حيثما شاهدوا رسمه ليعينوا الملتجئ إليه. ولا تحصل تخلية لمن حمل الصليب إلا الذى ضعفت أمانته فيه. (الانبا أثناسيوس الرسولى)
          بدلاً من أن تحمل سلاحاً أو شيئاً يحميك، احمل الصليب واطبع صورته على أعضاءك وقلبك، وارسم بـه ذاتك لا بتحريك اليد فقـط بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضاً، ارسمه فى كل مناسبة: فى دخولك وخروجك، فى جلوسك وقيامك، فى نومك وفى عملك، ارسمه باسم الآب والابن والروح القدس. (مار افرام السريانى)
يقول الآباء ان الذى يرسم ذاته بعلامة الصليب فى عجلة بلا اهتمام أو ترتيب، فإن الشياطين تفرح به. أما الذى فى روية وثبات يرسم ذاته بالصليب من رأسه إلى بطنه ثم من كتفه الأيسر إلى الأيمن فهذا تحل عليه قوة الصليب وتفرح به الملائكة.
حينما ترشم ذاتك بعلامة الصليب، أذكر دائماً أنك تستطيع بقوته أن تصلب شهواتك وخطاياك على خشبة المخلص "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو1: 29)، عالماً أن فى الصليب قوة إخماد الشهوة وإبطال سلطان الخطية برحمة المصلوب عليه. حينما ترفع نظرك إلى خشبة الصليب المعلقة فوق الهيكل، أذكر مقدار الحب الذى أحبنا به الله حتى بذل ابنه حبيبه لكى لا يهلك كل من يؤمن به. فأينما وجد الصليب وُجدت المحبة، لأنه هو علامة الحب الذى غلب الموت وقهر الهاوية واستهان بالخزى والعار والألم. فإذا رأيت الكنيسة مزدانة بصلبان كثيرة، فهذا علامة امتلائها بالحب الكثير نحو جميع أولادها.
حينما يباركك الكاهن أو الاسقف ويرشمك بالصليب المقدس، افرح واقبل ذلك كبركة من السيد المسيح. طوبى لمن قبل رسم الصليب على رأسه بإيمان. "فيجعلون اسمى على بنى اسرائيل وأنا أباركهم." (عدد6: 27) (الأب يوحنا كرونستادت)
إن الشياطين توجه هجماتها المنظورة إلى الجبناء، فارسموا أنفسكم بعلامة الصليب بشجاعة ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم. أما أنتم فتحصنوا بعلامة الصليب. (الأنبا أنطونيوس)
إن كانت الحية النحاسية قد أبطلت سم الحيات فى العهد القديم فكم بالحرى صليب ربنا يسوع المسيح الذى رُفع عليه، لا حية نحاسية، بل رب المجد، وسكب دمه على الصليب ليصير لنا بالدم الحياة وبالصليب النصرة.(القديس كيرلس الأورشليمى)
السلام لك أيها الصليب،
 قضيب خشب اللوز،
الذي قطر دم الحمل عليه!
(دفنار 17 توت)
ملاحظات طقسية :
1)    طقس عيد الصليب شعانيني ثلاث أيام
2)    تقرأ فصول عيد الصليب في ثلاث أيام العيد حتي أيام الآحاد 
3)    يقال تي شوري والهيتنيات وفاي إيتاف أنف الخاصة بعيد الصليب، كما تقال القسمة السريانية 
4)    يعامل عيد الصليب معاملة الأعياد السيدية 
رموز الصليب في العهد القديم :
1-     ذبيحة هابيل الصديق
2-    ذبيحة اسحق الذي قدم ذاته  للموت هو رمز  لذبيحة الصليب
3-   بركة يعقوب لابني يوسف منسي وافرايم علي شكل الصليب حيث وضع يمينه بفطنه علي الاصغر دلاله علي ان البركه لن تاخذ الا بالصليب
4-   خروف الفصح كانوا يضعونه في سيخين متعامدين ويشوي علي اعشاب مره والسيد المسيح قد وضع علي الصليب وجاز في الالام الرهيبه لاجلنا.
5-   وفي رش دم خروف الفصح كان ايضا رمزا للصليب (خر12: 8)" و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها 
6-   وفي رش دم خروف الفصح كان ايضا رمزا للصليب (خر12: 8)" و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها 
7-   الشجرة التي هي رمز للصليب حين أمر الرب موسى لكى تجعل الماء عذبا وذلك في طريقهم عند مارة (خر 15: 25)" فجاءوا الى مارة و لم يقدروا ان يشربوا ماء من مارة لانه مر لذلك دعي اسمها مارة فتذمر الشعب على موسى قائلين ماذا نشرب  فصرخ الى الرب فاراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا هناك وضع له فريضة و حكما و هناك امتحنه " . هكذا اصبح الخلاص بالخشبه التي هى الصليب التي هي قوة الله
8-   في حرب عماليق خرج يشوع للحرب بينما ظل موسي علي رأس التل يصلي وكان يقف مثل علامة الصليب فكان يفوز الجيش (خر17: 11 –13)
9-   العصفوران اللذان يستخدمان في تطهير البرص, حيث يخرج الكاهن الانسان المصاب بالبرص الي خارج المحله  وعندما يتاكد من اتمام الشفاء يذبح احد العصفورين في اناء خزف علي ماء حي
     10 -  الحية النحاسية وهي ترمز إلي منظر الصلبوت
11 -   الخشب الذي جعل الحديد يطفو في عهد اليشع النبي
12 –  سلم يعقوب
فى نصوص الليتورجية نقول : 
1- نسجد لصليبك فى لحن : ليس معناه إطلاقاً عبادة أوثان .. هناك فرق بين عبادة الأوثان والعبادة المسيحية (السجود للصليب .. وللجسد المقدس على المذبح) عندما ينفصل الله عن المادة تصير المادة وثن وعندما يتحد الله بالمادة تصير المادة مقدسة . عباد الأوثان كانوا يسجدون للأوثان (حيوانات - كواكب ... الخ) بمعزل عن الله لذلك كانت عبادتم نجسة .. أما نحن عندما نسجد لهذه الماد نعلن أن الله متجلى فيها وأن المادة فى نظر الله مقدسة وأنه يمكن أن يتحد بها .. وهذا يعلن إيماننا بالتجسد، وأن التجسد ليس هو قصة وهمية إنما واقع يومى وبرهانه أن الله فينا .. وأن المادة صارت مقدسة .. وأن الله يتحد بالمادة لذلك فأنا أتقدم للمادة (التناول) بكل وقار .. وأتلاقى مع الله خلال هذه المواد .. ومن يعترض على هذا الكلام فهو لا يؤمن بالتجسد ويوافق الفكر الغنوسى القائل أن المادة شر ...
إن كنا نؤمن أن الله خلق المادة كما هو خلق الروح ... تصير المادة مقدسة وإن كنا نؤمن أن الله تجسد فإن المادة بالأحرى أكثر قداسة لذلك يمكننى أسجد للصليب وللمذبح، وعندما نسجد للصليب فنحن نسجد للمصلوب لذلك يقول القديس بولس لرسول "عاملاً الصلح بدم صليبه" المقصود هنا بدم الذى صلب على الصليب أى المصلوب بقصد الاتحاد بين الصليب والمصلوب صار كأنه اتحاد مطلق .
2- ذكصولجية عيد الصليب : تعلن إيماننا بالصليب كعلامة الصليب عقيدياً فهو ذبيحة - فداء - مصالحة مع الله .. الخ .
أما الصليب طقسياً علامة لا تقل فكر قيمتها عن الفكر العقيدى ، ففى ذكصولجية الصليب يتكلم عن الصليب كعلامة قائلاً نسجد لصليبك الخشبة المحيية الصليب فحزناً .
3- فى إبصالية يوم الجمعة نقول : أعطى علامة لعبيده الذين يخافونه أن : ... هذه العلامة التى هى أسم الخلاص والصليب المحمى الذى صلبه عليه ..
4- أثناء القداس الإلهى : يستخدم الكاهن الصليب باستمرار يبارك به الشعب حتى صار الصليب عملاً كهنوتياً من اختصاصات الكاهن .. أى الشعب لا يستطيع أن يرشم الصليب فى وجود الكاهن .
الكاهن لا يمسك الصليب أو يرشم به فى وجود الأسقف ..
والأسقف لا يمسك الصليب أو يرشم به فى البطريرك ..
لأن الصليب صار عملاً كهنوتياً .. وغير مسموح لإنسان أن يرشم الآخر إلا الكاهن إلا كنوع من الحماية ترشم الأم ابنها ..
5- الإنسان يرشم نفسه بالصليب ولكن لا يرشم آخر
.
الآباء قديماً كانوا فى لبرية إذا تقابل أحدهم مع الآخر يرشم نفسه بالصليب ولا يرشم مع الآخر بالصليب لسببين :
1- لئلا يكون الآخر كاهن فكيف بروح الأتضاع يرشم عليه .
2- لئلا يكون الآخر روح نجس فيهج عليه لأن الآب يحتمى فى الصليب .
إنما كان آباؤنا يرشمون الصليب على أنفسهم عند مقابلتهم لبعض فإن كان الآخر مثله سيكون هناك تآلف وإن كان روح نجس سوف يهرب من أمامه .
الإنسان يرشم الصليب على الطعام والشراب ليباركه ويبعد الشيطان
6- فى القداس الإلهى يوجد 42 رشم صليب منهم :
18 رشم : على الشعب والخدام (من بدية رفع الحمل عبارة عن 3 أجيوس 3 الربا مع جميعكم تحليل الخدام الفوائدى) .
18 رشم : على الخبز والخمر قبل حلول الروح القدس (3 بارك وشكر وقسم وقدسه للخبز ثم 3 على الأم).
6 رشم : أناء حلول الروح القدس (3 على االخبز + 3 على الكأس) .
بعد التحويل يوجد 6 رشومات ولكن لا يرشمهم الكاهن إنما يرشم الدم بالجسد .. ويرشم الجسد بالدم ويرشم الدم بالدم (يصنع الكاهن إصبعه بالكأس ويرشم من الدم الدم) .
7- فى سر المعمودية : يرشم الكاهن على الماء بالصليب وأيضاً يضع الزيت على منظر صليب .. الزيت فى المعمودية 3 أنواع هم :
أ- زيت ساذج : يرشم به المعمودية والمتعمد لطرد الشياطين .
ب- زيت عاليلاون : زيت الفرح لاستقبال الروح القدس .
ج - زيت الميرون : لسكنى الروح القدس .
"متى خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز فى أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ... وإذا لا يجد يقول أرجع إلى بيتى الذى خرجت منه فيأتى ويجده مكتوباً مزيناً ثم يذهب ويأخذ سبعة أرواح أشد منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله" (لو24:11-26) .
نحن فى الكنيسة نطرد الروح النجس من الماء والطفل وقبل أن يرجع إليه ثانية نعطيه الروح القدس فعند عودته إليه يعود ولا يستطيع الدخول لأنه أخذ الروح القدس .. لكن إذا وجده فارغاً فيدخل ويسكن بداخله ...
جميعها بعلامة الصليب أيضاً فى سر مسحة المرضى وفى صلاة الإكليل وفى بقية جميع الأسرار .
فالصليب هو وسيلتنا فى الصلاة والتقديس والمباركة والسجود ... الخ ، لقد نجح المستجدين فى اقتناء الصليب وهذا يوآزر من جهادنا ويسندنا .
أخيرا الصليب في الفن القبطي
 
كان‏ ‏للفنان‏ ‏القبطي‏ ‏معتقداته‏ ‏ورؤيته‏ ‏الخاصة‏ ‏التي‏ ‏اكتسبها‏ ‏من‏ ‏المسيحية‏ ‏فجنح‏ ‏إلي‏ ‏أسلوب‏ ‏الرمزية‏ ‏والتورية‏ ‏التي‏ ‏حملته‏ ‏علي‏ ‏البحث‏ ‏في‏ ‏القيم‏ ‏الروحية‏ ‏علي‏ ‏طريقته‏ ‏الخاصة‏ ‏متجنبا‏ ‏كل‏ ‏عوامل‏ ‏البذخ‏ ‏الفني‏ ‏فاقتبس‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏العناصر‏ ‏التي‏ ‏اشتقها‏ ‏من‏ ‏الحضارات‏ ‏التي‏ ‏عاصرها‏ ‏واحتك‏ ‏بها‏ ‏مضيفا‏ ‏إليها‏ ‏فكرا‏ ‏جديدا‏ ‏يتفق‏ ‏وعقيدته‏ ‏ومثاليته‏ ‏وخلع‏ ‏عن‏ ‏فنونه‏ ‏التي‏ ‏اتسمت‏ ‏بالوظيفية‏ ‏مسحة‏ ‏فنية‏ ‏مميزة‏ ‏لطبيعته‏ ‏وكانت‏ ‏الفترة‏ ‏الواقعة‏ ‏بين‏ ‏القرنين‏ ‏الرابع‏ ‏والسابع‏ ‏هي‏ ‏الفترة‏ ‏الذهبية‏ ‏للفنون‏ ‏القبطية‏.‏

وفن‏ ‏اليوتا‏..‏هو‏ ‏أحد‏ ‏فروع‏ ‏الفن‏ ‏القبطي‏ ‏غير‏ ‏المعروف‏ ‏واليوتا‏ ‏هو‏ ‏حرف‏ ‏من‏ ‏حروف‏ ‏اللغة‏ ‏القبطية‏ ‏وأول‏ ‏حرف‏ ‏في‏ ‏اسم‏ ‏يسوع‏ ‏وصليب‏ ‏اليوتا‏ ‏هو‏ ‏الوحدة‏ ‏الأساسية‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الفن‏.‏

استخدم‏ ‏الفنان‏ ‏القبطي‏ ‏حرف‏ ‏اليوتا‏ ‏في‏ ‏إنتاج‏ ‏أشكال‏ ‏جميلة‏ ‏من‏ ‏الصلبان‏ ‏المجدولة‏ ‏والمضفرة‏ ‏والتي‏ ‏تتكون‏ ‏من‏ ‏حروف‏ ‏اليوتا‏ ‏المتشابكة‏ ‏بأشكال‏ ‏متنوعة‏ ‏في‏ ‏اتجاهات‏ ‏ومسارات‏ ‏متعددة‏ ‏متشعبة‏ ‏في‏ ‏منتهي‏ ‏الدقة‏ ‏لتعطي‏ ‏في‏ ‏النهاية‏ ‏أشكال‏ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010